الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة مريم جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب انه كان وعده هذه الاية بعد قوله جل وعلا الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا يعني هي في سياق ايات قبلها ومعناها مرتبط بما قبلها لان الله جل وعلا ذكر قبل ذلك فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا ثم قال جنات عدن جنات عدن هذه بدل. جنات عدن بدل من الجنة. في قوله يدخلون الجنة ثم جنات جنات عدن قال الطبري اه نعم قال الطبري فاولئك يدخلون الجنة جنات عدن وقال ابن عاشور جنات بدل من الجنة جنات في اول هذه الاية بدل من الجنة في الاية السابقة. يعني يدخلون الجنة قال وجيء بصيغة جيء به جيء بجنات هنا بصيغة الجمع مع ان المبدل منه مفرد يعني جنات هنا بدل من يدخلون الجنة من الجنة والمبدل منه مفرد وهنا جاءت جمعا قال لانه يشتمل على جناته لان الجنة المفرد هذا اسم جنس. وهذه الجنة بداخلها جنات كثيرة للمؤمنين قال لانها لانه اي المبدل منه يشتمل على جنات كثيرة وهو بدل مطابق ليس بدل اشتمال بدلوا مطابقة وليس بدل اشتمال يعني الجنات هنا مطابقة للجنة لان تلك الجنة فيها جنات قال جل وعلا جنات عدن. اذا قال الطبري فاولئك يدخلون جناتي عدن وعدن كما مر معنا مرارا ان العدل هو الخلود والاقامة. يقال عدنا في المكان اذا اقام فيه واطال القيام فيه المراد انهم في جنات جنات عدن يعني خالدين فيها مقيمين فيها ابد الاباد لا يأتي عليهم وقت يرتحلون منها فهم خالدين فيها ابدا كما قال في ايات اخرى قال جنات عدن التي وعد الرحمن التي وعد الرحمن عباده. الله جل وعلا وعد عباده المؤمنين بجنة عدن وعدهم بالجنة وبجنات عدن واضافها الى الله جل وعلا او وصفها بالتي وعد الرحمن لزيادة تشريفها وتحسينها فهي مضافة الى الله جل وعلا جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب وعدهم اياها بالغيب لانه ما رأوا لانهم لم يروها ولكنهم امنوا بما اخبر الله جل وعلا به عنها وان فيها من النعيم وفيها فيها كذا وكذا فاخبر جل وعلا بذلك فامنوا بذلك غيبا لان الغيب هو ما غاب عنك. والله جل وعلا له الغيب المطلق فهذا من عالم الغيب الجنة. نحن نؤمن بما فيها ولكن ما رأيناها ولكن مع ذلك نحن مؤمنون بها فهي من علم الغيب الذي يجب الايمان به. قال انه كان وعده مأتيا انه كان وعده مأتيا يعني وعده الذي وعده الرحمن بجنات عدن لابد ان يأتوا المؤمن ان يأتي المؤمنون موعد وبه لابد ان يأتوا ما وعدوا به. وقيل ان وعده آآ ان وعده اتيا ومتحققا. والقولان متلازمان القولان متلازمان فوعده جل وعلا مأتيا لابد ان يأتيه المؤمنون الذين وعدوا بذلك وهو ايضا ات اليهم لابد من ذلك ايضا ثم قال جل وعلا لا يسمعون فيها لغوا لغوا الا سلاما. ولهم رزقهم فيها بكرة وعشية اه اخبر جل وعلا ان هذه الجنة وجنات عدن التي وعد بها عباده وانهم اتونا وانهم اتوها ولابد اخبر جل وعلا انهم اذا دخلوها لا يسمعون فيها لغوا. واللغو وهو الكلام التافه الساقط كما يسمع في الدنيا والاصل في اللغو هو فضول الكلام. وما لا طائل تحته ويدخل فيه اه الكلام الفاحش والباطل قال جل وعلا لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما. الا الاستثناء هنا استثناء منقطع. بمعنى لكن والمعنى لكن يسمعون فيها سلاما لكن يسمعون فيها سلاما لانهم يسلم بعضهم على بعض ولانه ايضا تسلم عليهم الملائكة. فيسمع يسمعون تسليم بعضهم على بعض ويسمعون ايضا تسميع تسليم الملائكة كما قال جل وعلا تحيتهم فيها سلام. يعني يحيي بعضهم بعضا فيها بقوله السلام عليكم. وكما قال جل وعلا والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم. اذا لا يسمعون فيها لغوا كلاما باطلا لاغيا مؤذيا سبا لا يسمعون شيئا من ذلك. لكن يسمعون سلاما والسلام بمعنى تسليم بعضهم على بعض او تسليم الملائكة والمراد لكن يسمعون سلامة لهم وامنا لان معنى السلام عليكم اي الامن لكم قال جل وعلا ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا. ولهم رزقهم في الجنة يرزقون فيها بغير حساب كلما رزقوا رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها قال جل وعلا لهم فيها رزقهم بكرة وعشيا. البكرة هي اول النهار. والعشي اخر النهار لكن هنا يرد اشكال وهو ان الجنة ضياء ونور دائم آآ لا يكون فيها ظلمة فهي دائما وابدا نور يتلألأ هذا اشكال وهنا قال بكرة وعشية قال اه الامين الشنقيطي رحمه الله اجاب العلما عن هذا باجوبة وذكر خمسة اجوبة آآ ذكر الخامس قال هو يرجع الى القول الاول. فالجواب الاول عن هذا كيف يقول فيها بكرة وعشية وهي آآ وقت واحد نور يتلألأ ما فيها ظلمة وما آآ فيها بكرة وعشية هي وقت واحد مستمر. قال اه الجواب الاول قالوا المراد بالبكرة والعشي قد ذلك من الزمن كقوله غدوها شهر ورواحها شهر اي قدر شهر فالقصد انهم يؤتون رزقهم اه قدرا ومدة البكرة الغدو وقدر آآ العشي لان الرزق يأتيهم بهذا المقدار. وليس المراد ان فيها بكرة او عشية. والجواب الثاني وهذا القول قال به ابن باس وابن جريج والقول الثاني قال ان العرب كانت في زمنها ترى ان من وجد غداء وعشاء فذلك داعم النائم المتنعم فنزلت الاية مراعية لهم. وان كان في الجنة اكثر من ذلك. قاله الحسن ويحيى ابن ابي كثير الجواب الثالث ان العرب تعبر عن الدوام بالبكرة والعشي والمساء والصباح كما يقول الرجل انا عند فلان صباحا ومساء وبكرة وعشيا يريد الديمومة ولا يقصد الوقتين وهذا لعله اقرب الاقوال ان معنى بكرة وعشيا يعني انه دائما وابدا. وليس كما كان في الدنيا لها بكرة لها عشية. لأ المراد الديمومة ان رزقهم مستمر طيلة الوقت وليس منقطعا يأتيهم في وقتين لكن هذا على مذهب العرب في الديمومة. انا عند فلان صباحا ومساء. مع انه يأتيه بعض الاحيان لكن يعبر عنه بانه عنده صباحا ومساء فكذلك هنا يعني بكرة وعشية يعني دائما وابدا وليس بهذين الوقتين والجواب الرابع لان البكرة هي قيل اشتغالهم بلذاتهم والعشي بعد فراغهم من لذاتهم البكرة هي قبل اشتغالهم بلذاتهم اذا يؤتون في وقت قبل ان يشتغلوا بلذاتهم وعبر عنه بالبكرة لانه قبل اشتغالهم بلذاتهم والعشي اه بعد فراغهم من لذاتهم اه آآ قيل لما يأتيهم انه عشي لانه يتخللها فترات انتقال من حال الى حال. هكذا هكذا قيل وهذا القول في نظري والله اعلم انه فيه ضعف فيه نظر بين فان اهل الجنة في نعيم دائم دائم وفي تلذذ لا يأتي عليهم وقت لا يتلذذون. وذكر قولا خامسا ثم قال يرجع الى القول الاول اذا هذا هو معنى بكرة وعشية هذه اقوال اهل العلم واقواها الثالث ثم الاول كذلك الثاني له وجه من النظر. قال جل وعلا تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا. تلك الجنة التي اخبرنا بها وانهم لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما وان لهم رزقهم من جميع انواع الرزق بكرة وعشية وهي وهي التي وعد الرحمن عباده بالغيب انها انها التي نورث من عبادنا من كان تقيا. ومعنى نورث يعني نجعله وارثا ان يعطى ميراث هذه الجنة. فنجعله من ورثة جنة النعيم ممن يرثونها يعني يسكنونها ويقيمون فيها عمل فيها اه ولكن ذاك خاص بمن كان تقيا. من كان تقيا متقيا لله جل وعلا والتقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه. والحاصل انهم كانوا من المتقين في هذه الدنيا اتقوا محارم الله فاجتنبوها ومعاصيه وايضا اتقوا الله وعملوا بطاعته وجعلوا بينهم وبين عذابه وقاية آآ ثم قال ثم قال جل وعلا وما نتنزل الا بامر ربك اه سبب نزول هذه الاية هو ما رواه الامام احمد والامام البخاري من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لجبريل ما يمنعك ان تزورنا اكثر مما تزورنا قال فنزلت وما نتنزل الا بامر ربك الى اخر الاية وفي بعض روايات البخاري قال اي ابن عباس كان هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه واله وسلم اذا وما نتنزل الا بامر ربك. يقول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم اننا ما نتنزل الا بامر ربك فاذا امرنا بالنزول نزلنا وليس الامر الينا. وقد ذكر ابن كثير وغيره ان ان يعني سبب ذلك ان جبريل تأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال شهرا ويقال اربعين يوما ويقال بضعة ايام وان النبي صلى الله عليه وسلم حزن لذلك هو انه قال لجبريل لما جاءه قال آآ اني كنت اني اشتقت اليك او ما نزلت يا جبريل حتى اشتقت اليك. فقال فقال له جبريل بل انا كنت اليك اشوق ولكني مأمور فاوحى الى جبريل ان قل له وما نتنزل الا بامر ربك. رواه ابن ابي حاتم وقال ابن كثير وهو غريب فهناك اثار يعني فيها غرابة وفيها شيء من الضعف ويكفينا اثر ابن عباس الذي هو في البخاري وغيره لكن مثل هذه يعني تذكر من اجل ان يكون عند السامع تصور يعني عن سبب هذه المقولة انه تأخر جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال جل وعلا وما وما نتنزل الا بامر ربك. يعني قل يا جبريل وما نتنزل الا بامر ربك يا محمد الا بامر ربك لنا بالنزول. فهم عباد مأمورون. قال جل وعلا فله ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا. آآ اورد ابن كثير قولين وقبله ابن اه نعم اورد ابن كثير قولين واوردهما قبلهما واوردهما قبله ابن جرير الطبري آآ فقال قال ابو العالية وعكرمة ومجاهد وسعيد ابن جبير وقتادة اه قالوا المراد ما بين ايدينا امر اي امر الدنيا وما خلفنا اي امر الاخرة وما بين ذلك ما بين النفختين. اذا ما بين ايدينا المراد بها امر الدنيا وما خلفنا امر الاخرة فله جل وعلا ما بين ايدينا من امر الدنيا وله ايضا ما خلفنا وهو امر الاخرة وما بين ذلك ما بين النفختين ما بين النفختين وقال آآ ابن عباس سعيد بن جبير والضحاك وقتادة وابن جريج والثوري واختاره ابن جرير. آآ ان معنى الاية ما بين ايدينا ما نستقبل من امر الاخرة وما خلفنا اي ما مضى من الدنيا وما بين ذلك قال اي ما بين الدنيا والاخرة ما بين الدنيا والاخرة وهو وقت البرزخ فتدور اقوال السلف على هذين القولين يعني ان ما بين ايدينا اما انه الدنيا او انها الاخرة. ورجح هذا بن جرير قال لا يقال بين يدي كذا الا للشيء الذي امامك فما بين ايدينا المراد به الاخرة ولهذا اختار القول الثاني وما خلفنا من المفسرين من قال انها الاخرة ومنهم من قال انها الدنيا لان الانسان او الخلق كلهم يسيرون امامهم الى الاخرة والدنيا يخلفونها ورائهم. والحاصل ان اقوال السلف تدور على هذين القولين. وهناك من ذكر اقوالا اخرى اه ولا داعي الى مثل هذه الاقوال لان اه لانه لا بد اعتماد قول السلف وما احدث من اقوال بعدها الاصل انه مردود الا اذا كان دائرا في فلكي او في معنى قول السلف له ما بين ايدينا وما خلفنا وما كان ربك نسيا قال مجاهد معناه ما نسيك ربك مراده انها كقوله جل وعلا والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. يعني ما ما نسيك الله عز وجل ديال كوني تأخرت عليك ولم اتك كل وقت آآ انا لا اتنزل الا بامر الله جل وعلا الذي احاط بنا وبعلمنا وما بين ايدينا وما خلفنا ولكن ما ما نسيك الله عز وجل. كوني لم اتيك ما نسيك الله جل وعلا. ولهذا قال ابن جرير آآ الطبري قال ولم يكن ربك ذو نسيا قال ولم يكن ربك ذو نسيان اه فيتأخر نزولي اليك بنسيانه اياك. بل هو الذي لا يعزم عنه شيء في السماء ولا في الارض. فتبارك وتعالى. ولكنه اعلم بما يدبر ويقضي في خلقه جل وعلا. اذا الله لم ينسك كوني لم اتك دائما الله ما نسيك فانت رسوله وعزيز عليه كريم عليه ولكنه جل وعلا يدبر الامر ولا ننزل الا امره ولحكمة عظيمة ففيه بيان ان جبريل اعتذر بسبب عدم نزوله دائما وابدا وبين ان تأخره في النزول ليس بسبب ان الله قد نسي نبيه يعني تركه واهمله او انه يبغضه لا ولهذا قال وما كان ربك نسيا. ثم قال جل وعلا رب السماوات والارض وما بينهما فاعبدوا واصطبروا عبادته هل تعلم له سميا؟ رب السماوات اه رب هنا آآ بدل من قوله وما كان ربك وما كان ربك رب السماوات فهو بدل منه. وقال بعض المعربين ان رب السماوات هنا هو خبر لمبتدأ. تقديره هو رب وما كان ربك نسيا هو رب السماوات والارض ومنهم من قال ان ربه هنا مبتدأ وخبرها الجملة الامرية بعدها اه بعده رب السماوات وخبره فاعبدوا واصطبر لعبادته قال جل وعلا رب السماوات والارض اي هو مالكهما والمتصرف فيهما والجميع ملكه قال وما بينهما فاعبده اي اخلص العبادة له خصه بالعبادة وافرده بالعبادة واصطبر لعبادته. واصطبر لعبادته اه اصطبر اه هو الصبر والزيادة. اجتنب الصبر لانه يقال صبر واصطبرا. فصبر يعني صبرا على الامر واصطبر فيه زيادة معنى اي استجلب الصبر واصطبر يعني استجلب الصبر. وهذا دليل ايها الاخوة على ان العبادات تحتاج الى صبر بل وتحتاج الى مجاهدة ومصابرة لان الله جل وعلا قال هو الذي خلقكم ليبلوكم وولئوا التكاليف فيها نوع مشقة. وان كان الله جل وعلا لا يكلف نفسا الا وسعها. ولهذا قال اه صلى الله عليه واله وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات الذي يصبر على طاعة الله ويكره نفسه على ترك الشهوات ويصبر ويصابر هذا هو الذي يدخل الجنة واما الذي يتبع شهوات النفس فهذا هو الذي يؤدي به ذلك الى النار اذا واصطبر فيه زيادة معنى وبهذا ايها المسلم تعلم انه لابد ان تصابر وتصبر بعض الناس يريد الحياة كلها على ما يريد. يقول طيب انا مؤمن تقي يا اخي مفروض ان الامور تكون يعني ميسرة وكل شيء يأتيني يقول لا شك ان ان الانسان اذا اتقى الله جعل له من امره يسرا. لكن ايضا اصل العبادة لابد فيها من الصبر. لان النفس ما تريد العبادة تتفلت تريد المعصية تريد الشهوات ما تريد تمتنع من كذا تريد تأخذ المال بالباطل ما تريد تصلي ما تريد تتصدق ما اريد كذا فلا بد من الصبر والانسان اذا وطن نفسه على ذلك اه يعني تطمئن نفسه ويعلم انه لابد من هذا وليس معنى انه ينتظر اه ان تصبح العبادة يعني اه تجري عليه ويرغب فيها يعني تجري على جوارحه من غير ان يصابر نفسه عليها. قال جل وعلا هل تعلم له سمية اه قال آآ مجاهد وسعيد بن جبير وقبله ابن عباس هل تعلم له سميا؟ يعني هل تعلم للرب مثلا او شبيها سمية يعني مثلا مثيلا او مشابها له وهذا آآ استفهام يراد به انه لا يوجد له شبيه ولا مثيل جل وعلا ليس تدريه شيء وهو السميع البصير. وجاء عن ابن عباس اه من طريق عكرمة انه قال هل تعلم انه سمية معناها؟ ليس احد يسمى بالرحمن غيره تبارك وتعالى. وتقدس اسمه. ولكن اظهر والله اعلم اه ان المراد به آآ ان المراد به آآ هل تعلم له مثيلا وشبيها؟ وايضا لا مانع ما هناك احد يتسمى باسم الرحمن بالال والتعريف هذا خاص بالله ولا يجوز لاحد ان يتسمى به اه ثم قال جل وعلا ويقول الانسان ائذا ما مت لشوف اخرج حية آآ فقال الطبري ويقول الانسان الكافر الذي لا يصدق بالبعث بعد الموت و ومن هنا قال العلماء ان ائذا ما مت انه استفهام انكاري لوقوع البعث فيقول الانسان الكافر جنس الانسان الكافر الذي لا يؤمن باليوم الاخر. لان المؤمن يؤمن هذا احد اركان الايمان الستة لابد انه يؤمن باليوم الاخر. لكن المراد بالانسان هنا هو جنس الانسان الكافر الذي ينكر البعث والنشور. فيقول منكرا مستبعدا اإذا ما مت لسوف اخرج حيا اذا مت وصرت ترابا في جوف الارض كنت عظاما نخرة سوف اخرج حيا تعود لي الحياة مرة اخرى فهو يستبعد هذا انكروا قال جل وعلا اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا هذا استفهام انكار وتعجب يعني استفهام انكار وتعجب من ذهول الكافر المنكر للبعث عن خلقه الاول نام كيف ذهلت ذهلت او نسيت ايجادك من العدم انت في الاصل لم تكن شيئا ثم اوجدك الله عز وجل. فكيف تنكر اي اي يوجدك مرة اخرى بعد ان صرت مخلوقا موجودا. ولهذا جاء في الحديث انه يبلى من ابن ادم كل شيء الا عجب الذنب يبقى ومنه يركب خلق الانسان. قال اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل قبل يعني هو الان ينكر طيب قبل وجوده لم يكن شيئا ولم يكن شيئا من الاشياء فخلقناه واوجدناه. فالقادر على خلقك ايها الانسان من عدم قادر على اعادتك بعد وجودك من باب اولى وكل ذلك على الله هين جل وعلا فهو ينكر مع التعجب من ذهوله وعدم قياسه والا هو كان عدما ثم وجد ثم مات فكيف ينكر هذا؟ وقوله جل وعلى اولا يذكر الانسان فيها قراءتان؟ فقرأ نافع وابن عامر وعاصم اولا يذكر الانسان بتخفيف الذال وسكونه اولا يذكر الانسان وقرأ الباقون بتشديدها وفتحها. وتشديد الكاف اولا يذكر الانسان هو فهما قرأتان احداهما بالتخفيف والاخرى بالتشديد وكلاهما قراءة سبعية صحيحة قالها جل وعلا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا. قال ابن عاشور الفاء هنا تفريع جملة على جملة يعني الجملة التي بعدها لنحشرنهم متفرعة على الجمل التي قبلها وانهم انكروا البعث فاقسم جل وعلا وهو اصدق القائلين اقسم على انه سيحشرهم. وهذا دليل على البعث والنشور وعلى اعادة الخلق فقال فوربك والله جل وعلا اقسم على البعث ليزيد الامر تأكيدا وليقيم الحجة على الخلق فقال فوربك لنحشرنهم والشياطين. نحشرنهم نجمعنهم مع بعضهم والشياطين ايضا ولنحشرن الشياطين ونجمع الشياطين معهم. فنوقف الجميع للجزاء والحساب. ويوقف جميع الخلق جل وعلا. الانس والجن كلهم قال جل وعلا ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا. نحظرنهم وحول جهنم جهيا اه والجهي قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وجهية بكسر الجيم وقرأ الباقون بضم آآ نعم اه قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وجهية بكسر الجيم وقرأ الباقون بظمها جثيا وهما لغتان والاصل في الجثي جمع جاثي وهو الجافي على ركبته قال الامين الشنقيطي آآ والعادة عند العرب انهم اذا كانوا في موقف ضنك وامر شديد جثوا على ركبهم اذا المعنى ان اننا سنحضرهم وايضا اجعلهم جثيا وهي حال جثية حال وتقدير والحال انهم جاثون على ركبهم من الذل والصغار الذي لحق بهم وهذا على قول اكثر المفسرين وقال بعض المفسرين ان جهيا آآ معناه قياما اه روي عن ابن مسعود وعن السدي ولكن الذي يظهر من الجثي ان المراد بها الجثي على الركب او على اطراف الاصابع والحاصل انه سيحضرهم وسيحضرون ويدخلون النار ويكون حاضرين فيها على هذه الصفة التي فيها ما يدل على شدة الكرب الذي يلحق بهم جل وعلا وعلا ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا قال الطبري ثم لنأخذن من كل جماعة منهم اشدهم على الله عتوا وتمردا. ولنبدأن به ولا نبدأن به قال الامين آآ ثم لننزعن من كل شيعة قال من الشنقيطي اي من كل امة اهل دين واحد والشيعة التي شايعت غيرها اي اتبعته في هدى وضلال تقول العرب شايعه شياعا اذا اتبعه اذا الشيعة هنا المراد بهم الجماعة المجتمعة على او الامة المجتمعة على شيء واحد فاخبر الله انه سينزعن ويأخذن ويستخرجن من كل امة من كل شيعة على دين واحد وهو دين الكفر ايهم اشد على الرحمن عتيا يعني عتيا اي عتوا وتمردا ايهم اشد آآ تمردا على الله سبحانه وتعالى آآ لان لان الكفار قد عتوا عن امر الله وتمردوا واستكبروا ولهذا يقول ابن كثير وقال قتادة ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا قال ثم لننزعن من اهل كل دين قادتهم ورؤساؤهم في الشر وكذا قال ابن جريج وغير واحد من السلف. وهذا كقوله تعالى حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم ربنا هؤلاء اضلونا عذابا ظعفا من النار. قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون. وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل. فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون قال جل وعلا ثم نعم ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا قال الطبري ثم لنحن اعلم من هؤلاء الذين ننزعهم من كل شيعة اولاهم بشدة العذاب واحقهم بعظيم العقوبة وقال الامين الشنقيطي يعني انه جل وعلا اعلم بمن يستحق ان يصلى النار ومن هو اولى بذلك. ونحوه قول آآ ابن كثير قال والمراد انه تعالى اعلم بمن يستحق من العباد ان ان يصلى بنار جهنم ويخلد فيها وبمن يستحق تظعيف العذاب كما قال في الاية المتقدمة قال لكل ولكن لا تعلمون. اذا الله جل وعلا اخبر بانه سينزع الرؤساء والذين كانوا اشد عتوا وهم الرؤساء والقادة واهل الشر والفساد الذين بلغوا الغاية فيه آآ ثم ايضا هو عليم بمن يصلى النار او من يستحق اي يصلى النار ويضاعف له العذاب لانهم كانوا في الشر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد