الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه من تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة مريم افرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدا اه هذه الاية لها سبب نزول وهو ما رواه البخاري ومسلم والامام احمد واللفظ له عن خباب ابن الارت قال كنت رجلا قينا قينا يعني عبدا مملوكا وكان لي على العاصي ابن وائل دين فاتيته اتقاضاه فقال لا والله لا اقضيك حتى تكفر بمحمد. فقلت لا والله لا اكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى تموت ثم تبعث قال فاني اذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثم مال وولد ولي ثمة يعني ولي هناك مال وولد فاعطيتك فانزل الله جل وعلا فرأيت الذي كفر باياتنا وقال لاوتين مالا وولدا الى قوله ويأتينا فردا لانه انما قال هذا على سبيل الاستهزاء والانكار لانه ينكر البعث وينكر النشور وقال هذا ردا لما قال له خباب حتى تموت ثم تبعث فانزل الله جل وعلا هذه الايات فقال افرأيت الذي كفر باياتنا افرأيت اي اخبرني يا محمد عن الذي كفر باياتنا قال الطبري بحجج بحججنا فلم يصدق بها وانكر وعيدنا من اهل الكفر والايات جمع اية وهي العلامات والدلائل الواضحات البينات التي تدل على الحق وعلى صدق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وجوب عبادة لله وحده لا شريك له وقال لاوتين مالا وولدا قال انه لا يؤتين يوم القيامة ان كان هناك بعث ما لم وولدا ايضا فيكون له اموال واولاد وحينئذ اوفيك يا خباب اعطيك من المال في اليوم الاخر وقال لاوتين مالا وولدا اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا هذا رد على العاص بن وائل وهو ايضا استفهام انكار وتوبيخ عليه في قوله هذا الكاذب الظالم الجائر قال اطلع الغيب يعني اي اعلم الغيب فعلم صحة ما يقول وقيل ان الغيب هنا هو اللوح المحفوظ وعالغيب اذا اطلق المراد به كل ما غاب عن الانسان ولم يستطع ادراكه بالحواس الخمس والمراد ان هذا انه في الاخرة يؤتى ماله وولده هذا من علم الغيب فهل اطلع على الغيب؟ سواء قلنا ان الغيب هو اللوح المحفوظ او على الغيب آآ الذي غيبه الله عز وجل عن عباده فلا يعرفونه فهو من امر الاخرة اطلع على الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا ام انه اتخذ عند الرحمن عهدا وميثاقا ووعدا بانه يعطيه مالا وولدا وكل ذلك لم يحصل. كذب عدو الله فما اطلع على الغيب ولا يستطيع ان يطلع على الغيب وما اتخذ عند الله عهدا وما يستطيع ان يتخذ عند الله عهدا لانه كافر بالله جل وعلا عدو لله قال جل وعلا كلا وهذا رد على مقولته وتكذيب له فيما قال فقال كلا وكلا كلمة وزجر اي ليس الامر كما قال ليس الامر كما قال انه سيؤتى مالا وولدا قال كلا سنكتم ما يقول. نكتب عليه قوله هذا الفاجر الكذب وايضا ما فيه من الاستهزاء سنكتبه لانه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مد هذا دليل على انه سيحصى عليه عمله هذا ويكتب عليه قوله هذا الكذب الباطل وايضا سيعذب عليه عذابا شديدا. ولهذا قال ونمد له من العذاب مد ومعنى نمد له اي نزيده من العذاب في جهنم جزاء قوله جزاء قوله الكاذب نمد له يعني زيادة على على عذاب كفره وقيل معنى نمد لهم من العذاب مدا اي نطيل مدة عذابه. وكل ذلك حق قال ونرثهما يقول ويأتينا فردا ونرثه قال الامين الشنقيطي رحمه الله اي نرثه ما يقول انه يؤتاه يوم القيامة من مال وولد اي نسربه منه في الدنيا ما اعطيناه من المال ولدي باهلاكنا اياه وقيل نحرمه ما تمناه من المال والولد في الاخرة وقال نحوه ابن كثير قال ونرثه ما يقول اي من مال وولد نسلبه منه عكس ما قال انه يؤتى في الدار الاخرة مالا وولدا زيادة على الذي له في الدنيا بل في الاخرة يسلب من الذي كان له في الدنيا ولهذا قال تعالى ويأتينا فردا اي من المال والولد. يأتينا فردا يعني لا مال له ولا ولد ويأتي وحده آآ يوم القيامة ويقف حافيا عاريا لا ثياب عليه ولا نعل غير مختون ليس معه اي شيء من المال او الولد قوله آآ وولد لاوتين مالا وولدا قرأ حمزة والكسائي وولد وولدا بضم الواو الثانية وسكون اللام. واقول واولدا وقرأ الباقون بفتح الواو واللام معا وولد وهما لغتان معناهما واحد كالعرب والعرب والعدم والعدم والحزن والحزن لغتان والمعنى واحد لا يختلف المعنى باختلاف القراءتين ثم قال نعم وهنا نذكر ما ذكره ابن كثير ام اتخذ عند الرحمن عهدا آآ قال ابن كثير اي اي ام له عند الله عهد سيؤتيه ذلك وقد تقدم عند البخاري انه الموثق وقال الضحاك عن ابن عباس اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا؟ قال لا اله الا الله فيرجو بها. العهد ولا اله الا الله فيرجو بها وقال محمد بن كعب القرظي آآ عهدا قال شهادة ان لا اله الا الله ثم قرأ الا من اتخذ عند الرحمن عهدا اه ثم قال جل وعلا واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا يخبر جل وعلا عن الكفار وانهم اه اتخذوا من دون الله الهة يعبدونها قال ابن كثير يخبر تعالى عن الكفار المشركين بربهم انهم اتخذوا من دونه الهة لتكون لهم تلك الالهة عزا يعتزون بها ويستنصرون بها. لانهم انما يتخذون الالهة يريدون نفعها يريدون ان تكون عزا لهم وان تدفع عنهم وان تنفعهم فالله جل وعلا اخبر عن عنهم انهم اتخذوا من دون الله اي غير الله ومن دون الله اي من سوى الله من المعبودات اتخذوها من دون الله الهة. وجعلوها الهة يصرفون لها عبادتهم فيدعونها وينذرون لها ويهتفون باسمها ويطلبون منها قضاء الحوائج كما كانت قريش وسائر العرب تفعل مع اصنامها واوثانها. وذلك لاجل ان تكون لهم عزا اللام لام العاقبة اي لتكون العاقبة لهم العز. ومعنى عزة قال بعض المفسرين ان يعتزون بها ويستنصرون كما قال ابن كثير وقال بعضهم عزا اي منعة يمتنعون بها من العذاب. وقال بعض المفسرين عزا اي اعوانا ومنعه كالقول السابق وقال الشنقيطي عزا اي انصارا وشفعاء ينقذونهم من عذاب الله وهذه الاقوال كلها بمعنى واحد يعني اه مردها ومرجعها الى شيء واحد وهو انهم ارادوا من هذه الالهة ان تكون اه عزا لهم تمنعهم وتعزهم وتنصرهم وتدافع عنهم قال جل وعلا كلا سيكفرون بعبادتهم كلا كما سبق كلمة ردع وزجر وهي لابطال القول الذي قبلها والمعنى كما قال الامين الشنقيطي آآ كلا اي ردع وزجر لهم عن ذلك الظن الفاسد الباطل اي ليس الامر كذلك لا تكون المعبودات التي عبدتم من دون الله عزا لكم بل تكونوا بعكس ذلك فتكونوا عليكم ضدا اي عليكم في خصومتكم وتكذيبكم والتبرأ منكم كلا سيكفرون بعبادتهم. اه سيكفرون من الذين سيكفرون فاختلف في عود الضمير على قولين كما قال الامين الشنقيطي. فمنهم من قال سيكفرون المراد به المعبودات والمعبودات وان كان بعضها لا يعقل لكن غلب الذي يعقل او انها يوم القيامة اه تتكلم وتتبرأ والله على كل شيء قدير فاذا كلا سيكفرون اي معبوداتهم والهتهم التي اتخذوها من دون الله لتكون لهم عزة. اه ستتبرأ ستكفر بهم وتتبرأ منهم كما آآ قال ابن كثير قال ويكونون عليهم ضده اي بخلاف ما ظنوا فيهم كما قال تعالى ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين سيكفرون هذا هو كفرهم به تبرؤهم منهم اذا حشر الناس وجمعوا بين يدي الله جل وعلا يوم القيامة صارت هذه المعبودات اعداء لمن عبدوها وكانوا بعبادتهم كافرين يطهرون بعبادتهم قال جل وعلا وهذا القول الاول. القول الثاني ان سيكفرون راجع على العابدين وهم الذين الكفار الذين اتخذوا من دون الله الهة يكفر هؤلاء الكفار بعبادتهم بمعبوداتهم بمعبوداتهم التي عبدوها وصرفوا لها عبادتهم ولكن والله اعلم الذي يظهر وقد دلت عليه اية اخرى وان كان كل من القولين دل عليه ايات كما ذكر الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان لكن لمين الشنقيطي رجح ان آآ ان القول الاظهر والصواب هو القول الاول والمعنى انه سيكفرون بعبادتهم يعني ان معبوداتهم واصنامهم واوثانهم سيكفرون بعبادة من عبدهم ويتبرأون منه يوم القيامة ويدل عليه لانه قال ويكونون عليهم ظدا وضد هنا وضد عزة مقابل عزة فهم ارادوا من معبوداتهم ان تكون لهم عزا وناصرا ومدافعا عنهم ومنعه فاخبر جل وعلا ان معبوداتهم التي اتخذوها من دون الله ستكفر بهم وتتبرأ منهم يوم القيامة ما كانوا اياني يعبدون وايضا سيكونون ضدا لهم وضدا عليهم معنى ضدها كما قال اي ضدهم وضد العز الذي كانوا يرجونه ضده الذل الذل ضده الذل تعددت عبارات السلف في معنى ضد فقال ابن عباس في رواية علي بن ابي طلحة اعوانا سيكونون عليهم ضدا يعني اعوانا عليهم وليسوا لهم كما زعموا انهم عزا لهم وآآ قال مجاهد عونا عليهم تخاصمهم وتكذبهم وقلعه في اه عن ابن عباس يعني ابن هذا قول اخر لابن عباس من رواية العوفي آآ قال يكونون عليهم ظده قال قرناء وقال السدي ويكونون عليهم ضدا قال الخصماء الاشداء في الخصومة وقال قتادة قرناء في النار يلعن بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا. وقال الضحاك ضدا اي اعداء. وقال ابن زيد ضد البلاء وقال عكرمة ضد الحسرة وهذه الاقوال كما قال الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان قال وكل اقوال المفسرين آآ تدور على ذلك يعني تدور على المعنى على هذا المعنى الذي سبق آآ ان ذكرناه انهم يكونون لهم ظدا يعني يكونون اه عونا عليهم وخصماء لهم وكلها يعني اقوال يؤيد بعضها بعضا والحاصل انها بخلاف ما زعموا انها ستكون لهم عزا ثم قال جل وعلا الم ترى انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا؟ الم ترى هي الرؤيا هنا الرؤية العلمية اه القلبية وليست الرؤية البصرية اه لان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى الشياطين حينما تؤز الكفار بام عينه لكن المراد المتر بعلمك بقلبك وبما اعلمك الله جل وعلا الم ترى انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم الزا اه قال الامير الشنقيطي رحمه الله الاز والهز والاستفزاز بمعنى واحد بمعنى واحد ومعناه التهييج وشدة الازعاج والمراد تهييجهم هو المراد تهيجهم يعني الشياطين. والمراد تهيجهم وتزعجهم الى الكفر معاصي ونحو ذلك جاءت اقوال السلف جاء عن ابن عباس انه قال تؤزهم عزة؟ قال تغويهم اغواءا وقال ايضا ابن عباس في رواية العوفي والرواية السابقة من طريق علي بن ابي طلحة وهي اصح قال في رواية العوف تحرضهم على محمد واصحابه. وقال مجاهد تشليهم اشلاء يعني مثل ما يشلى الكلب الصيد يعني يؤمر وتصدر له الكلمات حتى ينطلق الى امساك الصيد فكذلك الشياطين تفعل بهؤلاء مجرمين قال وقال قتادة تزعجهم ازعاجا الى معاصي الله. وقال سفيان تغريهم اغراء وتستعجلهم استعجالا. وقال تطغيهم طغيانا وتلاحظون ايها الاخوة انه كثيرا ما يرد في بعض الكلمات عبارات واقوال عدة في تفسير الاية. وقد يظن البعض ان هذا من قبيل الاختلاف اختلاف التضاد وان هذا القول يضاد القول الاخر نقول لا هذا يسمى اختلاف التنوع بمعنى ان يعبر كل واحد منهم عن نوع مما دلت عليه الاية والاية تدل على مجموعها. وقد بسط ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير. لان الخلاف الحاصل بين السلف قسمان اختلاف تضاد يضاد هذا القول القول الاخر. فمن قال والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرون من قال القرء الحيض هذا يظاد من قال القارئ الطهر لان هذا ضد هذا ولا يمكن ان يجتمعان في وقت واحد وهذا قليل كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية اختلاف التضاد بين السلف قليل وهو موجود لكنه قليل. قال وغالب الاختلاف الموجود عنده هو من من قبيل اختلاف التنوع من قبيل اختلاف التنوع واختلاف التنوع كما ذكر شيخ الاسلام في بعض كتبه آآ ان الاية ان تفسير الاية الصحيح هو مجموع ما ورد عن السلف من الاقوال يعني هذا عبر بنوع وهذا عبر بنوع وهي تدل على الجميع واحيانا يكون بينها تلازم فهذه الاقوال كلها بمعنى واحد وكلها تؤيد تدل على ان معنى تؤزهم ازا اي تزعجهم وتهيجهم على الكفر والمعاصي لانهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون لله قال الم ترى انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم الزا فلا تعجل عليهم فلا تعجل عليهم آآ قال ابن كثير رحمه الله آآ لا تعجل يا محمد على هؤلاء في وقوع في وقوع العذاب انما نعد لهم عدا اي انما نؤخرهم لاجل معدود مضبوط وهم سائرون لا محالة الى عذاب الله ونكاله كما قال جل وعلا ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار وقال جل وعلا فمهل الكافرين امهلهم رويدا وقال جل وعلا انما نملي لهم ليزدادوا اثما. وقال تعالى نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ. وقالت تعالى قل تمتعوا فان مصيركم الى النار فقال السدي انما نعد لهم عدا السنين والشهور والايام والساعات ونحوه قال ابن عباس او قال ابن عباس نعد انفاسهم في الدنيا نعد انفاسهم في الدنيا. وقال الامير الشنقيطي وهو ايضا مؤيد لقول ابن كثير. قال فلا تعجل انما نعد لهم عدا قال لا تستعجل وقوع العذاب بهم فان الله حدد لهم اجلا معينا معدودا ولابد من وقوعه ولكن له امد وله اجل والله جل وعلا لا يخلف الميعاد ثم قال سبحانه وتعالى يوم نحشر المتقين يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا اي واذكر يوم واذكر يا نبينا يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا. بعد ان اخبر بما هو صانع الكفار وباعداء الله جل وعلا وباولياء الشياطين. اخبر جل وعلا باحسانه الى اهل المؤمنين فقال ويوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا آآ والوفد جمع وافد كصاحب جمع صاحب والوفد هو من يأتي الى الملك او الى الكبير او الى المسؤول هو من يأتي للملك مثلا الى امر له شأن ولهذا جاء عن السلف اه عن علي ابن ابي طلحة انه قال وفدا اي ركبان ركبانا يعني راكبين على النوق وجاء ايضا عن اه ابي هريرة انه قال وفدا قال على الابل وقال ابن جريج على جائب وقال الثوري على الابل النوق وقالت هذا وقال قد هذا نحشر المتقين الى الرحمن وفدا الى الجنة وهذا كله حق كله بمعنى والمعنى انهم ايش؟ انهم يحشرون الى الله جل وعلا مكرمين وفد على هيئة الوفد المكرم من له مقام ويكونون ركبانا على نجائب على نجائب من نور كما قال بعض المفسرين وهم قادمون على خير موفود اليه الى دار كرامته ورضوانه سبحانه وتعالى اذا هذا فيه اكرام الله عز وجل للمؤمنين بانه يحشرهم يوم القيامة مكرما لهم وفدا يجمعهم الى يوم البعث مكرما لهم على نجائب وابل قال ونسوق المجرمين الى جهنم وردا. نسوق السوق هو آآ يعني الدفع بقوة وبعنف جزاء اكرامهم فهم لا يحشرون وافدين لا يساقون سوقا يزعون زعا ويزجرون زجرا كل ذلك لاجل آآ كفرهم وظلالهم لانهم لا يستحقون الاكرام آآ وقوله الى جهنم وردا آآ الورد قالوا هو الاتيان الى الماء والمراد انهم عطاشا نسأل الله العافية يساقون وهم عطاش قد بلغ بهم العطش ما بلغ لكنهم يعني يساقون الى جهنم ليشربوا من حميم ان ما ان قد بلغ الغاية في الحر والشدة يشووا الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا وكل ذلك جزاء اعمالهم ما ظلمهم الله وما اربك بظلام للعبيد ثم قال جل وعلا لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا. لا يملكون الشفاعة على من يعود الظمير على من يعود قال بعض المفسرين انه يعود على اقرب مذكور وهم المجرمون فلا يملكون الشفاعة لا يملكون الشفاعة وقال ومعنى ذلك انهم لا لا تحصل لهم الشفاعة لا لا يشفع فيهم احد اي ليس لهم شافع فما تنفعهم شفاعة الشافعين ما لهم من شافع عند الله جل وعلا. هذا معنى لا يملكون الشفاعة. يعني ما يملكونها ولا تحصل لهم فيطلبون من احد ان يشفع لهم وتحصل لهم الشفاعة وبناء على هذا القول انها في المشركين يكون قوله جل وعلا الا من اتخذ عند الرحمن عهدا يكون الاستثناء هنا استثناء منقطع فيومئذ لا يملك الكافرون الشفاعة ولا تحصل لهم ولا يشفع لهم احد ولا تنالهم الشفاعة لكن المؤمنين الذين اتخذوا عند الله عهدا بالايمان والتقوى اه لهم الشفاعة فتشفع الملائكة ويشفع النبيون ويشفع المؤمنون ويشفع الافراط فيقول رب العالمين قد شبع النبيون والمؤمنون والملائكة وبقي ارحم الراحمين فيخرج ومن النار من كان في قلبه ادنى ادنى مثقال ذرة من ايمان اذا الاستثناء على هذا استثناء منقطع بمعنى لكن وما بعده ليس من جنس ما قبله. والقول الثاني يقول ان ان الضمير في قوله لا يملكون الشفاعة قال يعود على الجميع يعود على المجرمين وعلى المؤمنين يعود على المجرمين فلا احد يملك الشفاعة يوم القيامة لانه لا يشفع احد الا بشرطين الاذن والرضا ان يأذن الله للشافع بالشفاعة ويرضى عن الشافع والمشفوع له وبناء على هذا القول يكون الاستثناء في قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهدا يكون استثناء متصل لكنه مستثنى مما سبق فما سبق يشمل المجرمين والمؤمنين فاستثنى المؤمنين وآآ جمع من اهل التفسير على ان الاستثناء منقطع الا من اتخذ عند الرحمن عهدا. عهدا كما قال الامين الشنقيطي قال يشمل الايمان بالله وامتثال امره. واجتناب نهيه وجاء عن بعض السلف آآ انه قال الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال العهد شهادة ان لا اله الا الله كما قال ابن عباس قال العهد شهادة ان لا اله الا الله ويبرأ من الحول والقوة ولا يرجو الا الله عز وجلد وجاء عن ابن مسعود انه قال العهد اه الذي اتخذوه اه هو قول اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة فاني اعهد اليك في هذه الحياة الدنيا انك انك ان تكلني الى عملي الى عملي يقربني من الشر ويباعدني من الخير. واني لا اثق الا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا الى يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد آآ وزاد في بعضها وكان يلحق بهن خائفا مستجيرا مستغفرا راهبا اليك اه وهذا رواه ابن ابي حاتم ورواه الامام احمد ولكن في سنده ضعف اه كما قال الهيثمي لما اورده قال رواه احمد ورجاله رجال الصحيح الا ان عون ابن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود لم يسمع عن ابن مسعود وبناء على هذا يكون فيه انقطاع يكون فيه انقطاع ولهذا لا يعتمد عليه لانه لم يثبت. لكن لا شك ان آآ وقال بعض المفسرين عهدا اي الصلاة عهدا قال الصلاة فمن ذكر افرادا ذكر شهادة ان لا اله الا الله العهد او الصلاة هذا كله حق لكن الاية اعم من ذلك العهد يشمل الايمان بالله جل وعلا وامتثال اوامره واجتناب نواهيه فيدخل في ذلك الصلاة ويدخل في ذلك شهادة ان لا اله الا الله ويدخل في ذلك الاعمال الصالحة. لكن ان يخص بشيء دون شيء. فهذا غير صحيح آآ لان العبرة اللفظ لا بالافراد وحمل اللفظ على بعظ افراده آآ يحتاج الى دليل والاصل ابقاء اللفظ على عموم به اذا بين الله عز وجل انهم لا يملكون الشفاعة الا المؤمنين الذين اتخذوا عهدا عند الله عز وجل بالايمان فان لهم في الشفاعة ولهذا كما في البخاري لما قال ابو هريرة يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. وثبت ايضا في الحديث الصحيح ان من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول. آآ ثم قال اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة قائمة ات محمدا الوسيدة والفضيلة وابعثهم مقاما محمودا. قال حلت له شفاعتي فالشفاعة لها سبيل واعظمه هو الايمان بالله والتوحيد واجتناب الشرك والمعاصي. واكتفي بهذا القدر. والله اعلم. وصلى الله سلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد