اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الهداية تنقسم الى قسمين هداية عامة وهي الارشاد والدلالة وقد هدى الله الخلق كلهم وهداية خاصة الذي قدر فهدى وهداية خاصة وهي هداية التوفيق والالهام وخلق الايمان في القلب حتى يعمل الانسان الهداية هدايتان بداية عامة وهداية خاصة الهداية العامة يملكها النبي صلى الله عليه وسلم تملكها انت ترشد غيرك تدله على الخير وعليه يحمل قول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم واما هداية التوفيق وهو التوفيق للايمان والعمل الصالح هذا لا يملكه الا الله وحده لا شريك له وعليه يحمل قوله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهديه من يشاء فاي الهدايتين نسأل حينما نقرأ الفاتحة نعم منهم من قال نسأل الله الهداية الخاصة منهم من قال الهداية العامة ورجح ابن جرير الطبري ورجحه شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والجمع من اهل من اهل العلم المحققين انا نسأل الله الهدايتين. ينبغي ان يقوم في قلبه حينما اقول اهدنا الصراط المستقيم اني اسأل رب الهدايتين. فاسأله ان يدلني ويعلمني ويسرني للعلم واسأله ان يوفقني للعمل به فانت تسأل الله الهدايتين ان يرشدك ويدلك على الحق ويعلمك ما لم تكن تعلم تسأله ان يوفقك لما علمك ولما علمت فتجمع بين العلم والعمل هذا هو الذي ينفع الانسان بين يدي الله عز وجل ولهذا كانت سورة الفاتحة بهذه الاهمية ولو تأملنا لوجدنا الله سبحانه وتعالى يقول واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي يقول واسألوا الله من فضله قال سفيان والله ما امرنا بالسؤال الا لانه سيعطينا وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حسنه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يسأل الله يغضب عليه من لم يسأل لا يغضب عليه طيب عبد يسأل الله صادقا كل يوم سبع عشرة مرة في الفريظة سبع عشرة مرة لان عدد ركعات الفريضة سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة ناهيك ان كان يصلي السنن الرواتب ويقوم احدى عشرة ركعة ويصلي ما كتب منه من الضحى فقد يقرأها في اليوم خمسين مرة خمسين مرة او قل سبع عشرة مرة يلح العبد ويسأل الله اهدنا الصراط المستقيم والله هو الذي امره بالسؤال حري بان يستجيب الله عز وجل له ولهذا انظر الى اهل الصلاة انظر الى اهل الصلاة مع مرور الليالي والايام لا يزدادون الا خيرا وقربا واستقامة وحرصا على الخير هذا بركة الصلاة ومن الصلاة وفي اثناء الصلاة يسأل الله الهداية دائما وابدا وقديما قيل من اكثر طرق الباب فتح له ولهذا الله عز النبي صلى الله عليه وسلم يقول الظوا بيا ذا الجلال والاكرام يعني الحوا اكثروا وليس شيء على الله اكرم من الدعاء ليش زين اكرم على الله من الدعاء فينبغي لنا ان نعقل هذه المعاني يا اخوان ولهذا لابد من حضور القلب تحرص على حضور القلب في الصلاة فلما يقول الامام اهدنا الصراط المستقيم وانت وراءه انت في قلبك تنوي انك تريد من الله ان يهديك ان يعلمك ويوفقك ان يعلمك العلم والفقه للعمل به اهدنا الصراط المستقيم لكن او نؤجلها الى نعم عند التأمين اه اهدنا الصراط المستقيم الصراط المستقيم. يقول ابن جرير الطبري اجمع اجمع العلماء على ان الصراط المستقيم هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه الطريق الذي لا اعوجاج فيه وقد خض النبي صلى الله عليه وسلم يوما خطا مستقيما وخط خطوطا متفرقة معوجة فقال هذا الطريق المستقيم يوصله الى الجنة وهذه الطرق على رأس كل طريق الشيطان يدعو الى النار واختلفت عبارات السلف في المراد بالمستقيم على اقوال فقال بعضهم الصراط المستقيم هو الاسلام وقال بعضهم الصراط المستقيم هو كتاب الله وقال بعضهم الصراط المستقيم هو الحق وقال بعضهم الصراط المستقيم هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه قال ابن كثير رحمه الله وكل هذه الاقوال متقاربة فهي بمعنى واحد وكلها حق يصدق بعضها بعضا. وهكذا قال شيخ الاسلام في مقدمة التفسير قال هذا من قبيل اختلاف التنوع لاختلاف الضاد فكل عبر بنوع وهي كلها تؤدي الى شيء واحد اذا حينما نقول اهدنا الصراط المستقيم نسأل الله ان يرشدنا ويعلمنا وان يوفقنا للعمل بالقرآن واتباع النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم الاسلام ولزوم الحق كلها حق وهي كلها اخذة بحجز بعضها ويؤيد بعضها بعضا اهدنا الصراط المستقيم ولما كان هذا الصراط مهم ذكره الله في ثلاث ايات من سورة الفاتحة. اول سورة التي تثنى او تثنى في كل صلاة ذكره في ثلاث ايام خصه بثلاث ايات قرابة نصف السورة فقال اهدنا الصراط المستقيم ثم قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم اي غير الصراط المغضوب عليهم ولا الضالين وهذا لاهمية هذا الصراط يا اخوان لانه لا نجاة ولا دخول للجنة الا بسلوك هذا الصراع ومن حاد عنه فهو الى النار قال جل وعلا وان تطيع اكثر من في الارض يظلوك عن سبيل الله ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فهو سبيل واحد ثم جلاه فقال صراط الذين انعمت عليهم قال ابن كثير وهم الذين ذكرهم الله في سورة النساء فقال ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من نبينا والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا صراط الذين انعمت عليهم منهم الانبياء والصديقون والشهداء والصالحون اذا والله نسأل شيئا عظيما اذا سألنا هذا تسأل الله ان يهديك الى طريق النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء طريق الشهداء صديقين والشهداء والصالحين حسن اولئك رفيقا لان هؤلاء هم اهل الجنة فانت تسأل الله ان يهديك الصراط المنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين غير صراط المغضوب عليهم وغير صراط الضالين والمغضوب عليه هو من علم الحق وعمل بخلافه وهم اليهود وكل من شابه اليهود والظالون كل من جهل الحق واجتهد بعبادة من عنده و يراد به النصارى ومن سلك مسلكهم ولهذا صح في الحديث عن عدي بن حاتم انه قال المغضوب عليهم اليهود والضالون النصارى لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولهذا قال سفيان بن عيينة من فسد من علمائنا فبه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى فصل من علمائنا في شبه من اليهود لماذا؟ لان عنده علم ولكن خالف الحق ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى. النصارى ما عندهم علم يتعبدون لله عز وجل بغير علم وهكذا تجد بعض العباد يجتهد بعبادات من عنده ما انزل الله بها من سلطان ففيه شبه من النصارى ولهذا الحق وسط بين طرفين. فالمنعم عليهم علموا الحق فعملوا به ولم يتعبدوا لله بجهل ولهذا لو نظرت الى الطوائف والفرق الموجودة تجد انها لا تخلو المخالفة لمنهج السلف منهج اهل السنة والجماعة تجد انها لا تخلو من هذين الامرين اما يعلمون الحق ويعملون بخلافه والا جهلوا الحق واتوا باشياء من عندهم فما اعظم هذا السؤال يا اخوان؟ اهدنا الصراط المستقيم صراط المنعم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين