قال واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر. الاذان الاصل فيه الاعلام والبلاغ ومنه الاذان للصلاة منه والاذان للصلاة يعني اعلام بدخول الصلاة ومعناه في الاية كذلك يعني اعلام وانذار من الله ورسوله الى الناس عموم الناس والمراد خصوصا هنا هم الكفار لانهم هم الذين عندهم المخالفة يوم الحج الاكبر والحج الاكبر فيه خلاف فيه ثلاثة اقوال تقريبا الى الحج الاكبر هو يوم النحر وهذا هو الراجح وقيل هو يوم عرفة قاله ابن عباس وبعض السلف وقيل ايام منى كلها هي ايام الحج الاكبر ايام منى كلها والراجح انه لا ليس ايام منى قول مجاهد ايام الحج كلها مجاهد يقول ايام الحج كلها هي الحج الاكبر ايام الحج كلها ايام منى وما قبلها كذلك هذه كلها هي الحج الاكبر والراجح هو القول الاول ان الحج الاكبر هو يوم النحر. والدليل على ذلك ما رواه البخاري عن ابي هريرة قال كنت ممن كنت مع ابي بكر وعلي ابن ابي طالب فكنت ممن بعثاني على ان انادي يوم النحر الا يحج بعد العام المشرك والا يطوف بالبيت عريان الى غير ذلك نادوا باربعة امور كما سنبينه ان شاء الله في الرواية قريبا فهذا نص صحيح ابو هريرة احد الصحابة الذين كانوا مع ابي بكر لان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل ابا بكر الى الحج وجعله اميرا على الحج في السنة التاسعة. لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك هم بالحج فتذكر ان الكفار يطوفون بالبيت عراة فقال اذا لا اذهب ولكن ارسل ابا بكر حتى ينادي بالناس الا يحج بعد العام المشرك فارسل ابا بكر فجاءه جبريل وقال انه لا يجزئ عنك الا رجل من اهل بيتك العرب اذا واحد يريد يتبرأ من العهد من عهده ما يرسل شخص غريب لا هو او احد من اهله يقبلون منه ذلك فقال لعلي ابن ابي طالب اذهب فاردف ابا بكر بعلي ابن ابي طالب وكان ابو بكر قد خرج الى اميرا للحج على الناس فلحق به ابو بكر فلحق به علي في ذي الحليفة يقال انه لحق به قرب مكة فقال له ابو بكر امير او مأمور انت امير او مأمور يعني اذا كنت امير اسلمك الامارة قل اذا كنت مأمور تبعي فابقى على امارتي. قال بل مأمور فبقي ابو بكر هو امير الحج فلما جاءوا مكة امر ابو بكر وكذلك علي نادوا بانفسهم نادى علي بنفسه تجعل بعظ الروايات انه كان يصرخ بها حتى صحل صوته يعني حتى بح حقه باربعة امور وامر بعض الصحابة معه ومنهم ابو هريرة امرهم بان ينادوا بالناس ويقفوا على طوائف الحجاج في منى يوم النحر وينادون فيهم الا يحج بعد العام المشرك والا يطوف بالبيت عريان وان لا يدخل الجنة الا مسلم موحد ذكروا امرا رابعا نسيته وما انسانيه الا الشيطان نعم وهو الا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة هذه الاربعة امور رواه النسائي بسند حسن وله شاهد عند احمد والترمذي عن ابي هريرة قال جئت مع علي ابن ابي طالب حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اهل مكة ببراءة وكنا ننادي الا يطوف بالبيت عريان والا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة والا يحج بعد العام المشرك ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهده فعهده الى مدته نادوا بالناس بهذه الامور الاربعة لا يطوف بالبيت عريان وان لا يحج البيت مشرك بعد هذا العام وان لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ومن له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فعهده الى امده الاختلاف في بعض الالفاظ اذا هذا هو معنى واذان اي واعلام وانذار من الله ورسوله والنبي صلى الله عليه وسلم وكل ابا بكر ثم اردفه بعلي وعلي وابو بكر امر ايضا بعض الصحابة كلهم ينادون فاعلم الناس وانذروهم يوم الحج الاكبر انذروهم بالا يطوف بعد العام المشرك ولا يقول بيت عريان اذا هذا هو هو الاذان وهو الاعلام وكما سمعتم الحديث الصحيح في البخاري يقول ابو هريرة بعثني ابو بكر في من يؤذن يوم النحر بمنى لا يحج بعد العام المشرك ولا يطوف ببيت عريان ويوم الحج ويوم الحج الاكبر يوم النحر الى اخر كلامه قال ويوم الحج الاكبر يوم النحر وانما قيل الاكبر من اجل قول الناس الحج الاصغر فنبذ ابو بكر الى الناس بذلك العام فلم يحج عام عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك اذا كل هذا الكلام اللي ذكرناه دخلنا بعض الكلام ببعض لكن من من باب بيان ما هو يوم الحج الاكبر هو يوم النحر اليوم العاشر هو يوم عيد الاضحى في عموم بلاد المسلمين وبالنسبة للحجيج هو يوم النحر اليوم العاشر ولهذا الصحابة اعلنوا لعموم الناس في هذا اليوم وقيل انه يوم عرفة وقيل انها ايام الحج كلها هي الحج الاكبر لكن ما دام ان الصحابة فسروا ذلك بل وهم الذين كانوا يؤذنون ويعلمون الناس وقالوا انا اذنا في هذا اليوم ولم يذكروا انهم اذنوا قبله في يوم عرفة دل على ان هذا هو القول الصحيح قال واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله اي الله بريء من عهد المشركين من عهودهم ومن اعمالهم التي كانوا يعملونها حول البيت وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم بريء منه ومن اعمالهم فلا يقبلونها ولا يرضونها ولذلك لابد من انتهائها ولهذا في العام العاشر حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ولم يحج مشرك ذلك العام ولم يقف بالبيت عريانا الى يومنا هذا ولله الحمد والمنة وهذا دليل على قبح العري يا اخوان النبي صلى الله عليه وسلم امتنع من الحج سنة التاسعة قال اني اخشى ان يطوف بالبيت عريان هو احد من المشركين فدل على ان العري شأنه خطير ولهذا الواجب على كل احد ان يحرص على رعيته ان يسترهم وان يحذرهم من العري وان يناصحهم حتى يتأسوا يستجيبوا للنصوص ويتأسوا بامهات المؤمنين وبنساء الصحابة رضي الله عن الصحابة اجمعين. قال جل وعلا ان الله بريء من المشركين ورسوله فان تبتم فهو خير لكم تبتم يعني رجعتم عن الشرك وهذا لان المراد بالناس الى الناس المراد بهم ايش المشركون يقول الطبري اي تبتم من كفركم ايها المشركون ورجعتم الى توحيد الله واخلاص العبادة له ثم قال جل وعلا وان توليت نعم فان تبت فهو خير لكم نعم ولا شك الايمان والدخول في الدين افراد الله بالعبادة والتوحيد وترك الشرك خير لا يقارن اليه ابدا قال وان توليتم اعرظتم ولم تستجيبوا وبقيتم على كفركم فاعلموا انكم غير معجز الله. تهديد وتخويف وارهاب واعذار وانذار فانكم لا تعجزون الله فانتم في قبضته وتحت تصرفه ومشيئته وتحت قهره وارادته يفعل بكم ما يشاء ويحكم ما يريد فاعلموا انكم غير معجز الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم فانتم لا تعجزون ربكم وايضا ابشروا والبشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه والغالب انه في الخير غالبا البشارة تكون في الخير وقد تكون بالشر قد جاء القرآن بهذا وبهذا لكن الاعم الاغلب ان البشارة بالخير وقد تأتي البشارة بالشر لان هذا الخبر خبر تتغير له وجوه الكفار لانه عذاب اليم اي مؤلم موجع من عند الله جل وعلا لمن كفر به وتولى واعرظ عن دينه