قال جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وان احد من المشركين الذين امرتك بقتالهم لان الله امر بقتال المشركين كلهم لكن لو جاء رجل من المشركين او جاء قوم قالوا نريد ان نسمع ما تدعون اليه نريد نسمع هذا القرآن الذي تقولون فننظر هل نتبعكم او لا نتبعكم فهذا يجار ويعطى فرصة حتى يسمع القرآن ثم بعد ذلك يرد الى اهله ودياره ومأمنه ثم بعد ذلك اذا لم يدخل في الدين يقاتل قال وان احد من المشركين وهو كافر استجارك ومعنى استجارك يعني استأمنك طلب منك الامان فاجره فامنه حتى يسمع كلام الله يعني اذا استجارك هو لاجل ان يتعرف على دين الاسلام او يسمع القرآن طلب الامان منك فامنه واجره حتى يسمع كلام الله جل وعلا لانه قد يؤمن هذا حصل من بعض الصحابة في اول امره سمع القرآن فامن لما سمع القرآن لانهم كانوا عرب اقحاح يعني يفهمون القرآن فهما دقيقا وهو ابلغ الكلام واحسن الكلام واعظمه تأثيرا. فكان يؤثر فيهم تأثيرا بليغا ولكن منهم من جحد والا يعلم انه الحق فكابر واعرظ عن قصد قال جل وعلا فاجره حتى يسمع كلام الله قال العلماء هذا فيه دليل لمذهب اهل السنة والجماعة بان القرآن كلام الله صفة الله تكلم الله به بحرف وصوت بحرف وصوت. كيف يسمع ما ما ليس صوتا هذه عقيدتنا ان القرآن كلام الله وبحرف وصوت سمعه منه جبريل واسمعه لنبينا صلى الله عليه واله وسلم قال جل وعلا فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه. يعني اذا لم يسلم ولم يستجب رده الى المكان الذي يأمن فيه الى بلاده او دياره او الى المكان الذي يأمن فيه ولا تتعرض له انت ولا اصحابك ذلك بانهم قوم لا يعلمون ذلك بان هؤلاء الكفار المشركون قوم لا يعلمون حجة الله ولا يعقلون عن الله حججه ففيهم الجهل العظيم لكن اذا رجع الى اهله وبعد ذلك يقاتل كما يقاتل غيره ومن هنا ايضا قال العلماء ان الرسل لا يقتلون اذا جاء رسول من الكفار ارسل رسول الى المسلمين لا يجوز قتله ويدخل في هذا الباب او من له ذمة وعهد بل قال العلماء حتى لو جاء للتجارة او للعمل لكن لا تطول مدته بعضهم قال لا يصل سنة ومنهم قال ستة اشهر لكن من المعلوم يا اخوان ان العهد يجب الوفاء به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ذمة المسلمين واحدة ويسعى بها ادناهم احد ولو امرأة اجارت رجل من الكفار اجارته فهو في ذمتها لا يجوز ان يتعرض له كما اجار النبي صلى الله عليه وسلم من اجارت ام هانئ قال لقد اجرنا من اجرت يا ام هانئ اخت علي ابن ابي طالب لما اجارت رجل عام فتح مكة قالت هو في جواري وذمتي فقال علي والله لاقتلنه فجاءت تشتكي الى النبي صلى الله عليه وسلم قالت ان ابن امي يزعم انه يريد ان يقتل رجلا قد اجرته وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل عن فتح مكة وقال قد اجرنا من اجرتي يا ام هانئ هذه مسألة اخرى لكن استنبطوها من هذا؟ يعني حتى هذا الذي جاء يريد يسمع القرآن ولو كان كافرا حربيا مقاتلا فانه يؤمن ولا يقتل لان الاسلام ما يريد القتل يريد النجاة للناس لكن من اختار هذا الطريق بنفسه ورفض امرين قبله هو الذي اختار هذا لنفسه ذكر ابن كثير في تفسيره ان رجلا ارسله مسيلمة الكذاب الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال له اتؤمن ان مسيلمة رسول قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان الرسل لا تقتل لضربت عنقك لكن الرسل ما تقتل وان لا تستاهل الذي يقص عنقك قال وقد قال ابن كثير وقد قيد الله له ضرب العنق في امارة ابن مسعود على الكوفة في زمن عمر ابن مسعود هو امير الكوفة فجاء هذا الرجل ويقال له ابن النواحة ابن النواحة ظهر عنه في زمن ابن مسعود انه يشهد لمسيلمة بالرسالة فارسل اليه ابن مسعود فقال انك الان لست في رسالة وامر به فظرب عنقه لا رحمه الله ولعنه يقول ابن كثير اي بعد ظهور دين النبي صلى الله عليه وسلم لكن لما كان الرسول ما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم عنقه لكن لما صار من سائر الناس وليس رسول فانه اذا لم يستجب او شهد بالرسالة لمن لم يشهد الله له بها فان هذا كفر ولهذا قتله ابن مسعود رضي الله عن ابن مسعود وعن الصحابة اجمعين