قال جل وعلا كيف يكون المشركين عهد عند الله؟ يقول ابن كثير يبين تعالى الحكمة في البراءة من المشركين وانظارهما اربعة اشهر ثم بعد ذلك السيف ان لم يستجيبوا ثم بعد ذلك السيف المرهف اين ثقفوا فقال كيف يكون المشركين عهد عهد وامان ويتركون فيما هم فيه وهم مشركون بالله كافرون به وبرسوله الا من عاهدتم عند المسجد الحرام يعني يوم الحديبية الى اخر كلامه. وقال الطبري رحمه الله معنى قوله كيف يكون المشركين عهد باي معنى باي معنى يكون للمشركين بربهم عهد وذمة عند الله ورسوله يوفى لهم ويتركون من اجله امنين يتصرفون في البلاد ثم قال ومعناه لا عهد لهم وهذا كله كالتهيج والحث للمؤمنين على قتال الكفار الذين لا عهد لهم لانهم لا يستحقون تركهم بانهم لا عهد لهم لانهم كفروا بالله ورسوله فكيف يكون لهم عهد؟ ولهذا قالوا الاستفهام هنا للتعجب الاستلهام هنا تعجبي لكنه يتضمن الانكار عليهم كيف يكون للمشركين عهد اي ذمة وامان وهم لم يؤمنوا ولم يتركوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من اذاهم بل ويحاربون الدين عهد عند الله وعند رسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام استثناء الا الاستثناء متصل من جنس ما قبله الا الذين عاهدتم وهم قريش في صلح الحديبية وقيل بل هم جريمة جريمة من بني عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحرم فلهم عهد وقيل هم بنو بكر والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. كل هؤلاء ممن عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء مستثناون واما الباقون من لا عهد له فانه يجب قتاله ابدا في اي مكان وفي اي زمان الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم المعنى هنا فما استقاموا لكم ليس معناها النفي انه لم يستقيموا لا فمع مصدرية هنا وقيل موصولة اي فاستقيموا لهم ما استقاموا لكم استقيموا لهم ووفوا لهم بعهدهم ما وفوا لكم بالعهد الذي بينكم وبينهم لكن ان قضوه مر معنا اذا نقضوا او ظاهروا نقضوا عهدهم لا عهد لهم لكن استقيموا لهم ووفوا لهم بعهدهم ما بقوا ما استقاموا لكم وبقوا على الوفاء بالعهد هذا معنى الاية قال الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين المراد به حسن المعاملة وعدم قتالهم والوفاء بعهدهم لانهم استقاموا على العهد الذي بينكم وبينهم ولكن لما نقظت قريش العهد الذي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية جاء النبي صلى الله عليه وسلم وترك العهد بانه عاهدهم على الا يقاتلهم عشر سنين في السنة السادسة في السنة الثامنة نقضوا العهد فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وفتح مكة لانهم ما استقاموا على العهد ونقضوه لكن من استقام وبقي على عهده فانه يستقام له ويحسن اليه ولا ينقض العهد معه ولا يقاتل قال الى الذين عهدتم الى المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. يتقون الله عز وجل ويفون بالعهود والمواثيق ولا ينقضون الميثاق