قال جل وعلا ام حسبتم ان تتركوا معنى ام حسبتم ام ظننتم وام هنا قالوا هي امل منقطعة التي هي بمعنى الهمزة هو بل بمعنى الهمزة وبل بل احسبتم ان تتركوا وقالوا ان بل هنا للاضراب لان بل تأتي للاضراب وتأتي للانتقال فقالوا انا هنا للاظراب لان اظرب عن الموضوع السابق الى موظوع اخر. ويجوز ان تكون للانتقال الامر فيه سعة فيقول الله عز وجل ام حسبتم ايها المؤمنون ان تتركوا على ما انتم عليه دون جهاد ودون مناجزة للاعداء ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ما يمكن ان يترك المؤمن هكذا يا اخوان ولهذا قال الله عز وجل في اية اخرى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون او جبت الانسان هذا دين الله يا اخي غالي عظيم لابد تبتلى في هذا الطريق وقال جل وعلا في اية اخرى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وقال ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ايات كثيرة ولهذا قال جل وعلا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولما ولم بمعنى كلها جاهزة معناها من حيث المعنى ام حسبتم ان تتركوا من غير جهاد ومناجزة للكفار وخروج في سبيل الله ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يعلم الله الذين جاهدوا منكم والعلم هنا يا اخوان المراد به العلم المترتب عليه الثواب والعقاب لا العلم الازلي لان علم الله عز وجل الله علم كل شيء ازلا ولكنه جل وعلا لا يؤاخذ العباد ولا يحاسبهم بعلمه الازلي ولكن يؤاخذهم حينما يقع ما علمه عنهم فيباشرونه ويفعلونه عند ذلك يأخذهم جل وعلا فقالوا هنا العلم هنا معناه العلم المترتب عليه الثواب والعقاب العلم الذي يحصل بعد فعل الشيء ومباشرة الشيء والا الله قد علم انهم سيفعلون ذلك لكن لا يؤاخذهم بعلمه السابق فلما وجدوا وخرقوا وفعلوا هذه الافاعيل وجد منهم الفعل عند ذلك اخذهم الله جل وعلا ولهذا قال ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله والمؤمنين ولي جاه وهذا هو وان كان فيه اخبار لكن فيه حث على الاتصاف بهذه الصفات وهو الجهاد في سبيل الله وايضا آآ عدم اتخاذ وليجة وبطانة من دون المؤمنين بل يكون المسلم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا ولهذا قوله ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه الوليجة كما قال ابو عبيد قال هي الدخيلة وهي كل شيء ادخلته في شيء ليس منه الوليد هي الدخيلة وهي كل شيء ادخلته في شيء ليس منه وقال الفراء الوليدة البطانة من المشركين والمعنى واحد يعني على قول ابي عبيدة او قول في الراء مؤدى المعنى واحد اي كيف تتخذون دخيلة او بطانة من المشركين تفشون اليهم باشراركم واموركم وبهذا فسرها الطبري رحمه الله في تفسيره فلا يجوز للمؤمنين ان ان يتخذوا بطعنة وليجة بطانة يسرون اليهم يصاحبونهم يؤدونهم من الكفار الولاء والبراء الاخوة والمحبة للمؤمنين واما بالنسبة للكفار فالعداء والبغضاء والبراءة ولا يتخذوا وليجه بطانة تسرنا اليهم تأنسون بهم قال جل وعلا ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله والمؤمنين ولية والله خبير بما تعملون الخبير هو الذي احاط بدقائق الامور العليم بدقائق الامور وبواطنها وهو ايضا وهذا ايضا تهديد وتخويف يا اخوان الله عليم ببواطن الامور بما تعملونه فان عملتم واطعتم وجاهدتم ولم يتخذوا وليجة فالله عليم بذلك يثيبكم اعظم الثواب. وان كانت الاخرى فالله عليم بكم وسيجازيكم على عملكم