يعمر مساجد الله انما تفيد الحصر فعمارة المسجد الحقيقية محصورة بمن يؤمن بالله واليوم الاخر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ولم يخشى الا الله انما تريد الحصر فعمارة المساجد محصورة في من تأتي صفاتهم او اعمالهم انما يعمر مساجد الله من امن بالله. اي صدق واقر وافرده وحده جل وعلا بالعبادة. وامن باليوم الاخر بالبعث والنشور والمجازات عن العمل. فاصلح العمل استعدادا لذلك اليوم واقام الصلاة اتى بها في وقتها خالصة لله كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن واتى الزكاة اعطى زكاة ما له اذا وجدت الزكاة بشروطها وهي الحول والنصاب والملك ولم يخش الا الله لم يخشى الخوف المبني على علم الا الله وهذا فيما يتعلق فيما يختص الله به خوف العبادة واما الخوف الجبلي الطبعي فهذا لا يلام الانسان عليه فاوجز في نفسه خيفة موسى هذا شيء جبلي ولكن المراد هنا خوف العبادة خوف السر لا يخشون الا الله سبحانه وتعالى افردوا الله جل وعلا بهذه الخشية قال فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين الذين هدوا الى الصراط المستقيم وعسى من الله واجبة كما قال ابن عباس والحسن قالوا عسى من الله واجبة يعني متحققة فما دام ان الله قال فعسى اولئك ظاهرها الرجاء عسى ان يقع لهم هذا فلو كان الكلام غير كلام الله لقيل قد يقع وقد لا يقع لكن الله جل وعلا اذا قال عسى ان يكون كذا فهو متحقق واقع حاصل فعسى من الله واجبة وعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. ثم قال