جل وعلا لقد نصركم الله في مواطن كثيرة في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين لقد نصركم الله ايها المؤمنون نصركم الله ايها المؤمنون في مواطن كثيرة في بدر وفي غيرها من الغزوات بل ونصبكم يوم حنين ويوم حنين معطوف على مواطن تقديره كلام نصركم الله في مواطن كثيرة اغلب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ونصركم يوم حنين ثم ذكر شيئا ونصركم يوم حنين حينما اعجبتكم كثرتكم لانهم قالوا لن نغلب اليوم من قلة ابدا لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة جاء معه بعشرة الاف مقاتل من المدينة ففتح الله عليه مكة ثم مكث ايام في مكة ثم خرج في شهر شوال الى جهة الطائف الى هوازن لانه بلغه صلى الله عليه وسلم ان هوازن وثقيف ومن معهم صاروا يجمعون ويعدون العدة لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وللقضاء عليه فبلغه خبرهم فتوجه اليهم فخرج معه العشرة الاف الذين قدموا من المدينة وخرج معه الفان من اهل مكة الذين اسلموا حديثا فدخلوا في الدين الصحابة رضي الله عنهم ما عندهم اسلموا في رمظان في اخر رمظان فتح مكة او بعدها باقل من شهر بايام يخرجون الجهاد في سبيل الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الراوي قال فسار النبي صلى الله عليه وسلم اليهم وكانوا اولئك قد اعدوا عدة وهو انهم اتفقوا على انهم يسبقون النبي صلى الله عليه وسلم الى وادي حنين ووادي حنين هو الذي يسمى اليوم وادي الشرائع وهذه الشرائع هو شرق مكة جهة عرفة بعد عرفة وادي يبعد عن مكة ثلاثين كيلو الان هذا هو وادي حنين فهوازن ومن معهم اولا اتفقوا على ان يسوقوا اموالهم وابلهم ونساءهم واطفالهم معهم لماذا قالوا حتى يستبسل الرجال في الدفاع عن نسائهم واولادهم لكن لو كان النساء والاولاد والاموال خلفهم يفر ويرجع الى ماله قال لا نسوقها حتى يستميتوا في القتال ليقضي الله امرا كان مفعولا ليغنم الله رسوله واصحابه هذه الاموال. هم اتوا لهم بها فسبقه النبي صلى الله عليه وسلم الى الوادي حنين في الليل والنبي صلى الله عليه وسلم دفع من مكانه بغلس يعني صلاة الفجر دفع الى اليهم مشى اليهم وما علم انهم قد وصلوا وانهم امامه في الوادي وهدى للنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب الا ما علمه الله جل وعلا فلما مالوا الى الوادي رشقوهم كأنهم رجل واحد بالنبال والصحابة ما كانوا يعلمون ما كانوا يظنون انهم موجودون يظنون انهم الى الى الامام فما ان رزقوهم عن كذب وعن قوة وعن اتفاق وفاجئوهم الا وانهزم جمع من الصحابة فثبت النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقود وكان على الشهباء وكان اخذ بركاب ناقته بركابها الايمن العباس عمه واخذ بركابها الايسر سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمسكانها لان النبي صلى الله عليه وسلم من فرط شجاعته يتقدم الى العدو انهزم اصحابه وهو يتقدم بل كان يرفع صوته صلى الله عليه وسلم ويقول يا عباد الله الي ويقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ويرفع صوته صلى الله عليه وسلم بها ويتقدم الى العدو وما ثبت معه الا ثمانون رجلا وقيل مائة رجل مين هم ابو بكر وعمر وعلي بعض الصحابة والبقية انهزموا لانهم فوجئوا بالعدو فامر النبي صلى الله عليه وسلم العباس ان ان ينادي بالناس كان رجلا جهوري الصوت فنادى فقال قل لهم يا اصحاب الشجرة يا اصحاب السمرة بعض الروايات يا اصحاب سورة البقرة فيا اصحاب السمرة او الشجرة هي شجرة بيعة الرضوان الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الا يفروا من العدو فصار يناديهم لاصحاب سورة البقرة قال فتعاطف الصحابة رضي الله عنهم كما تتعاطف البقر على اولادها لما سمعوا هذا سمعوا هذا سمعوا صوت النبي والنداء الى النبي صلى الله عليه وسلم كانوا منهزمين فجعل احدهم يكبح جماح فرسه ولا ترجع من شدة الهزيمة فيأخذ سيفه ويتحول وينزل الى الارض ويترك البعير يمضي منهزما ويرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فلما اجتمعوا عنده امر النبي صلى الله عليه وسلم بان يكروا عليهم واخذ حصبة من تراب ورمى الكفار فيها وقال شاهة الوجوه فلم يبق كافر الا دخل في عينه شيء من التراب ونزلت الملائكة لكن لم يقاتلوه نزلوا تأييدا وتقوية لكن ما قاتل الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم الا في غزوة بدر اما يوم حنين نزلوا للتأييد يوم احد نزلوا للتأييد لكن يوم بدر نزلوا وقاتلوا كما مر معنا مقررا فلما كروا على عليهم ولوهم الادبار فقتلوا من قتلوا من ثقيف وهوازل وفر من فر واسروا من اسروا واخذوا اموالهم واولادهم ونسائهم لكنه في بداية الامر حصل عندهم شيء بيقول الراوي قال فما تراجع الناس الا والاسرى مجندلون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ذهبت الصحابة والمهاجرون اصحاب بيعة الرظوان رجعوا وقاتلوا بقية الصحابة وخاصة حدثاء العهد بالاسلام فروا ما رجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم الا وجدوا المعركة قد انتهت وقد اسروا من اسروا من الكفار وهو ما ذكره الله عز وجل في هذه الايات المباركات قد قال جل وعلا لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين ايظا ونصركم يوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم اي سررتم بها واعتمدتم عليها وغفلتم عن ان الناصر هو الله سبحانه وتعالى لا كثرة العدد قال لن نغلب اليوم من قلة قال اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا. سبحان الله ما اغنت عنهم شيء انهزموا فالنصر ما هو بالكثرة بنصر الله جل وعلا وتأييده لاوليائه قال جل وعلا وضاقت عليكم الارض بما رحبت رحبت مأخوذ من الرحب والرحب السعة يعني ضاقت بكم الارض مع سعتها ومساحتها ضاقت بكم لشدة الخوف الذي لحقكم من عدوكم هيدا لان الانسان اذا خاف ما ينفعه سعة الارض. تضيق الدنيا كلها عنده ولذا قال وضاقت عليكم الارض بما رحبت يعني ديما بسعتها ومساحتها ضاقت بكم لشدة الخوف الذي لحق بكم وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين منهزمين قد وليتم الادبار الى العدو الانهزام ثم قال جل وعلا ثم انزل الله