قال جل وعلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله كرر مرة بعد مرة وامر وحث وحض على مقاتلة الكفار وان كان بعض اهل العلم يقول ان هذا المراد به آآ اهل مكة وان كان الذي يظهر العموم وبعضهم يقول بل هذه الاية وهو الحقيقة مقيد فيها ان هذه الاية في اهل الكتاب لكن يقول الله جل وعلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب اذا هذه خاصة باهل الكتاب لكن لا شك انه يجب ان يقاتل كل مؤمن كما مر معنا في الايات السابقات اذا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله هذا اول ذنب يستحقون به القتل انهم لا يؤمنون بالله كفار مشركون. ولا يؤمنون باليوم الاخر بالبعث والنشور الذي يحمل على اصلاح العمل ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله من المحرمات فيستحلون ما حرم الله ولا يقفون ولا يمتعون يمتنعون منها ولا يدينون دين الحق لا يتدينون بالله بدين الاسلام يعني هو دين الحق هو دين الحق الذي رضيه الله جل وعلا. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. ان الدين عند الله الاسلام ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب من جنس اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى حتى يطل جزية عن يد وهم صابرون. الجزية هي ما يفرض عليهم من المال مقابل اقامتهم في بلاد المسلمين والمسلمون يتكفلون بحمايتهم لكن يذلون بسبب دينهم الكفر فيدفعون جزية ضريبة من المال قيل في الشهر في السنة قيل يدفع عن كل شهر دينارا وقيل دينارين وقيل ثلاثة ميسرة الامور عليهم بما لا يشق عليهم عن يد فلا عن يد يعني عن قهر وقيل ايد يعني لابد الكتاب هو يأتي بيده ويدفع الجزية ما يقبل ان ينيب احد لان في ذلك اذلال واخزاع له حتى يترك هذا الدين الذي هو عليه ويدخل في الاسلام ويكون مع المسلمين وهذا هو الذي حصل لما فتح المسلمون العراق لما كانت العراق قبل البعثة وقبل النبوة كانوا على دين الكفر والشام وغيرها لما دخلوا ظربوا عليهم الجزية ما هي الا سنوات ورجع امن الناس كلهم رأوا سماحة الاسلام وخير الاسلام وفضل الاسلام فدخلوا في دين الله صارت بلاد الاسلام هذه المقاصد الشريعة العظيمة قال حتى يعطوا الجزية عن يدي وهم صاغرون. اي ذليلون حقيرون لا بد يدفعها وهو في غاية الذل والصغاري اهانة له وهذه الاية هي الدليل على وجوب اخذ الجزية من اهل الكتاب وبهذا قال بعض اهل العلم ان اخذ الجزئية لا يكون الا من اهل الكتاب. وذهب الامام مالك ورجحه شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم الى ان الجزية تؤخذ من كل كافر كتابي عربي عجمي ما دام انه كافر فتؤخذ منه الجزية وهذا هو القول الصحيح كما في الحديث الذي في مسلم لما كان اذا ارسل رسولا ذكر وصايا منها ادعه الى الاسلام فان لم يستجيبوا ادعوهم الى الجزية فان لم يستدعوا يستجيبوا فاستعن بالله وقاتلهم ورسل النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كانوا يقاتلون داخل الجزيرة كانوا يداخلون يقاتلون العرب فالصواب ان كل كابر يجوز ان تؤخذ الجزية منه سواء كان عربيا او غير عربي وبعض اهل العلم له تفصيل يقول العرب ما تأخذ منه الجزية اما يسلم ولا يقتل