قال جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم الاحبار قالوا هم العلماء من اليهود جمع حبر وقيل له حبر او حبر بالكسر حبر من التحبير لانهم يحسنون تحبير الكلام وتحسينه لما عندهم من العلم او حبر لكثرة استخدام استخدامهم للحبر وللدوات المداد لانهم علماء والرهبان جمع راهب وهم عباد النصارى ليسوا العلماء العباد من النصارى لن يغلب عليهم الرهبة والخوف بدون علم. ولهذا لما ذكر الله النصارى ذكر العلماء قال منهم قسيسين ورهبانه. الرهبان هم العباد الذين يغلب عليهم الخوف. يتعبدون يخاف من الله لكن ما عندهم علم واما الاحبار فهم العلماء وخص الله هذين النوعين العلماء في اليهود والعباد في النصارى لان العلماء الذين ظلوا عن الحق في اليهود اكثر والرهبان الذي في النصارى اكثر ولهذا قال جل وعلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين. المغضوب عليهم اليهود لانهم خالفوا الحق عن علم. فالعلم فيهم اكثر. لكن خالفوه والضالون هم النصارى فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لانهم جهلوا الحق فتعبدوا لله من قبل انفسهم قال سفيان بن عيينة من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى قال جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله اربابا قال الطبري اتخذوهم سادة لهم من دون الله يطيعونهم في معاصي الله. فيحلون ما احلوه ويحرمون ما فيحلون ما احلوه مما قد حرمه الله عليهم ويحرمون ما يحرمونه عليهم مما قد احله الله والامام الطبري رحمه الله انتقى هذا من الحديث حديث ادي بن حاتم في قصة اسلام صحيحة الاسناد كان نصرانيا علي بن حاتم ففر الى الشام لما علم النبي صلى الله عليه وسلم توجه كان في جبال طي منطقة طي منطقة حائل ففر الى الشام فجاءت توش النبي صلى الله عليه وسلم واخذوا اهله واخته فجأة هد عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما اهدت عليه قالت يا رسول الله عجوز ما من نفع قد كبرت سني فمن علي من الله عليك وانقطع الوافد نأى الوافد قال من وافد ذكري؟ وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. قال الذي فر من الله ورسوله اخوها فاعطاها من عليها واعطاها بعيرا وجهزها حتى ترجع الى اهلها فرجعت وذهبت الى اخيها قالت جئتك من عند من هو خير من ابيك. يعطي عطاء لا يعطيه ابوك. حاتم الطائي فاذهب اليه. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم فلما جاء امتلأ النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذه الاية. قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله قال يا رسول الله ما عبدوه قال الم يحل لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال فيطيعون؟ قال نعم قال فتلك عبادته فتلك عبادته. اتخذوا احبارهم ورضوانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. كذلك اتخذوا المسيح ابن مريم ربا قالوا ثالث ثلاثة قالوا ابن الله الى غير ذلك من ضلالاتهم. قال وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون ما امر هؤلاء اهل الكتاب ولا غيرهم الا ليعبدوا الها واحدا وهو الله وحده لا شريك له. لا اله الا هو لا معبود بحق سواه لا معبود بحق الا هو جل وعلا هذا معناه افراد الله جل وعلا بالعبادة فلا معبود يستحق ان يعبد الا هو. ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه الباطل سبحانه التسبيح التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له تسبيح والتنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له عما يشركون. نص على ان افعالهم هذه شرك عما يشركون معه ويجعلونه شريكا له تعالى الله عن ذلك وتنزه. قد