والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فنتكلم في هذا المجلس باذن الله تعالى على ايات الربا. وقد توقفنا عندها وذلك في قول الله سبحانه وتعالى الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس الله سبحانه وتعالى بين وفصل حقوقه وفصل حقوق العباد وبين الله جل وعلا ذلك في مواضع عديدة من كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واما ما يتعلق بحقوق العباد فهي المظالم التي تكون بين بين البشر وهذه المظالم التي يتلبس بها العباد اعظم عند الله سبحانه وتعالى مما كان من حقه جل وعلا الا ما يتعلق بالشرك وذلك ان الشرك هو اعظم الذنوب والسبب في ذلك ان الله سبحانه وتعالى لما جعل الذنب جعل كفارة له وآآ معلوم ان ما كان من الذنوب فهو على نوعين نوع في حق الله سبحانه وتعالى واعلاها الشرك ثم تتباين في ذلك من جهة عظمها من الكبائر والموبقات ومنها ما هي دون ذلك واما النوع الثاني مما كان في حق العباد فيما بينهم وذلك من المظالم التي تكون في الاموال وكذلك الدماء والاعراض وغيرها فهذه يقابلها ويمحوها التوبة وكذلك ايضا الكفارات التي تلحق بها وذلك من المصائب والهموم وغير ذلك مما يمحو الله عز وجل به الذنوب فما كان من من الذنوب التي بحق الله عز وجل فصلها الله وما كان من حق العباد فصله الله والذنب الذي يدوم ولا يمحى على العبد اعظم من غيره والذنوب التي لا تمحى على نوعين نوع من حق الله سبحانه وتعالى ومن حق عباده وهي الشرك وحقوق الادميين النوع الثاني نوع يمحوه الله سبحانه وتعالى لو شاء. وهذا لا يكون الا في حق الله سبحانه وتعالى ولهذا عظم الشرك على غيره لانه لا يمحى الا بتوبة لا يمحى الا الا بتوبة. يعني لا تجري عليه بقية المكفرات من الحسنات التي تذهب السيئات. ولا كذلك ايضا المصائب والهموم ولا ايظا دعوة غير الانسان له بالتوبة ولو بعد موته فان هذا لا يزيل حقوق العباد. ولهذا يقول سفيان الثوري رحمه الله ان الذنب الذي يصيبه الانسان في حق العباد اعظم عند الله من سبعين ذنبا في حق الله لان حق الله يعفو عنه وحق العباد لا يعفون لا يعفون عنه. وهذا دليل على سعة رحمة الله عز وجل انه او يغفر لعبده ما كان من حقه اكثر من ان يقر العبد ويعذبه على ذنبه ذلك. ولهذا نقول ان التي لا يمحوها الله الا بمبادرة من الانسان اعظم من غيرها. وهي الشرك وهذا اعظم اعظم الظلم على الاطلاق. ولهذا الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العظيم على لسان العبد الصالح لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم الشرك سماه الله عز وجل ظلما وجعله الله سبحانه وتعالى لا يكفر ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وكذلك بقول الله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فالظلم المراد بذلك هو هو الشرك باجماع المفسرين الى ما يروى في ذلك عن حذيفة وعلي بن ابي طالب والاسانيد اليهم الاسانيد اليهم لا تصح بهذا نعلم ان الذنب الذي لا يمحوه الله الا بمبادرة من الانسان للمكفر اعظم من غيره. من السبب الذي يكون يكون في غيره. لهذا عظم الربا على غيره وعظمت حقوق الادميين على غيرها. فما كان من الذنوب التي تتعلق في حق الله ولا علاقة الناس بها وذلك بالتفريط بالواجبات بتقصير الانسان مثلا بالاتيان بواجب من حق الله كالصلوات وكذلك التقصير في الصيام ثم التفريط في ذلك من حق الله المحض وكذلك تقصير الانسان آآ في امره من امور المحرمات وذلك باطلاق بصره او كذلك ايضا من لغو القول او الكذب الذي يطلقه الانسان ولكن لا يذهب من ذلك حق من حقوق الادميين فهذا ايضا من حق الله عز وجل الله عز وجل يغفره لعبده ان شاء. ما كان من حقوق الادميين وذلك باخذ الاموال وسلبها واغتصابها والظرب واللطم وسفك دم وغير ذلك هذا حق لادمي لا يمحوه الله جل وعلا. ولعظم هذا الامر عداه الله عز وجل الى غيره الى غير البشر. وهذا حتى في البهائم. حتى في البهائم. فالبهيمة التي تعتدي على بهيمة. الله عز وجل لا يجعل فالله جل وعلا يجعل هذا الامر من الامور الباقية التي لابد فيها من العقاب عليها في الاخرة. وهذا كما جاء في حديث ابي هريرة في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق الى اهلها وليقتصن الله من الشاة القرناء للشاة للشاة الجمة. اذا هذا حتى في البهائم ليست مكلفة ليست مكلفة وكيف عاقبها الله سبحانه وتعالى وجازاها وليست من اهل التكليف نقول ان التكليف على مراتب ان التكليف على على مراتب دقيقه ما يستوعب اوامر الله سبحانه تعالى القليلة من جهة حقوق الناس. ولهذا تجد ان الانسان ولو كان ولو كان مجنونا ولو كان مجنونا تهيا بالاعتداء على الناس ولا يحب ان يعتدي عليه عليه الناس. لكن من جهة الافعال والمبادرة بالتكاليف باداء الصلاة وغير ذلك تجد انه انه لا لا يجد من ذلك نفرة لا يجد من ذلك من ذلك نفرة وكذلك ايضا حتى تجد ان المجنون من جهة اه من جهته في ذاته من جهة اطلاق بصره اه او في كلامه او غير ذلك او ايضا في تعريه في اظهار عورته يختلف عن تعديه على الناس فيتهيأ عدوان ولا يحب العدوان على ولا يحب ان يعتدي عليه عليه احد. فهذا النوع حد من التكليف يشترك فيه البهائم. يشترك فيه ولهذا يعاقب الله سبحانه وتعالى الناس بمقدار بمقدار ادراكهم بمقدار بمقدار ادراكهم. ولهذا تجد من الناس من هو عاقل في كمال العقل ومنها ما هو دونه ومنه ما فيه سفه يسير ومنه ما هو مجنون ومنهم ما هو ما هو مجنون ولهذا نقول هل الله جل وعلا يعاقب العالم المتبصر المدرك كامل النضج والمعرفة كما يعاقب العامي العالم في ذلك اعظم. العالم في ذلك في ذلك اعظم. ولهذا كلما كان الانسان بالله اعلم فانه اولى بالاتباع والاقتداء واذا قصر كانت العقوبة عليه كانت العقوبة عليه وتعبده لله اعظم. ايضا حتى لا يؤاخذ فقط وعدو الله عز وجل ان ان الله بصره بانواع العبادة. فيتبصر انواع العبادة والذكر العظيم ما لا يتبصر به غيره. فتجد انه يعلم الفاظ لو قالها اتاه الله مثاقيل الجبال بينما العمي غافل عنها. بينما العامي غافل عن فالله اعطاه في باب الحسنات وكذلك ايضا في باب السيئات وكذلك في باب السيئات. وهذا على ما تقدم ان الله عز وجل حتى الى حتى الى البهائم لان هذا نوع من التكليف تدركه حتى البهائم. حتى البهاء ولهذا الله سبحانه وتعالى جعل في الانسان وازعين وازع من طبعه ووازع من الشرع وازع الطبع ووازع وازع الشرع. فاذا اجتمع الوازع وازع الطبع ووازع الشرع عظم التكليف عظم التكليف على الانسان. ما دل عليه وازع الطبع وازع الطبع مثل الكذب مثل الكذب تجد ان الكذب الناس تعلم بانه مذموم حتى الملاحدة لا يحبنا ان يكذبوا ولا يحب ان يكذب عليهم يعلمون ان الصدق محمود ولو كان لا يؤمن بوجود خاله لماذا؟ لان الله فطره على هذه الفطرة واوجدها فيه ولا يحب ان يظرب ولا ان يظرب ولا ان يقتل ولا ان يقتل فلا يحب ان يعتدى ان يعتدى عليه هذا وازع طبع دل الدليل على حرمته فاجتمع فهذا اعظم من غيره مما يدل عليه وازع الطبع. الا بدليل ينص على عظم ما دل عليه وازع الشرع على سبيل الخصوص على على غيره. ولهذا نجد ان الله سبحانه وتعالى يعذب يعذب بعض عباده لوجود وازع الطبع ولو لم يبلغهم الدليل. فهل للانسان ان يقول اذا قتل احدا من الناس قتله واراق دمه ولم يبلغه دليل من الكتاب ولا من السنة في حرمة الدماء. هل يؤخذ على هذا او لا يؤاخذ؟ يؤاخذ لماذا؟ لان وازع الطبع موجود. وازع الطبع موجود ولو قال قائل وكان صادقا في ذلك انه لم يبلغني دليل لا من الكتاب ولا من السنة على ان الدم حرام. على ان الدم حرام فنقول ان هذا لا يكفي لماذا؟ لان الله اقام في قلبك وعقلك شاهدا قائما في ذاتك. ولو لم تكن صاحب صاحب دين. ولهذا الله سبحانه وتعالى اخذوا الكفار الذين لم تبلغهم الشريعة بتفريطهم في وازع الطبع بتفريطهم في وازع في وازع الطبع ولا يؤاخذهم فيما لا لم يبلغهم به فيه الدليل ولهذا الله سبحانه وتعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث نبعث رسولا وما كان في مما يقوم في ذات الانسان من الادلة التي تغني التي تغني في قيام في قيام الحجة. ولهذا نقول ان الله سبحانه وتعالى اذا كان الذنب يقوم فيه يقوم فيه القائمان ووازع الطبع ووازع الشرع كان في ذلك اعظم ذلك التوحيد واعظم ذلك التوحيد وضده في ذلك الشرك فينزل الله عز وجل العقوبة على الانسان. اعظم انواع التوحيد الذي يقوم في بالطبع وهو توحيد الربوبية. توحيد الربوبية. واما الالوهية فاصله يقوم فيه وازع الطبع ولكن فروعه وتفاصيله الانواع لا تقوم بوازع الطبع وذلك كالسجود صفة الصلاة هل الانسان اذا ولد اذا ولد ونشأ وترعرع وبلغ يعرف ان الصلاة صلوات صلاة الفجر ركعتين والظهر اربع والعصر اربع والمغرب ثلاث والعشاء اربع لا يعلم هذا الا بوازع شرع. ولكنه يعلم ان هذا الخالق يستحق عباده؟ وما هي صفتها؟ لا يعلم. لا يعلم ما هذه الصفة. فتأتي الرسل فتبلغه بالدليل على ان هذه العبادة هذا هذا نوعها. ولهذا الذين يظلون في ابواب الربوبية يعلمون انهم مخلوقون وان ثمة خالق وحقيقة الخالق اذا لم يبلغهم وحي منهم من علقه بكوكب ومنهم من علقه بنجم ومنهم من علقه بغول ومنهم من علقه بجن وشيطان من الامور الغائبة. ومنهم من لكثرة هذه الاحتمالات ونفاها كلها ونفاها كلها ودخل في دائرة الالحاد ويبقى في صراع مع نفسه. ويبقى في صراع مع نفسه. ولهذا تأتي الشرائع في تحديد الخالق لا في اثبات ايجاده. في تحديد الخالق لا في اثبات ايجاده. وفي بيان صفة العبادة لا في استحقاقها الا عندما النفاها ولهذا لا يكاد يوجد امة في الارض تنفي استحقاق المخلوق للعبادة ولكن يتعبدون بالجهل او بالطيش او بالتعامي. فمنهم من يعبد الحجر ومنهم من يعبد الوثن ومنهم من يعبد الكوكب. ومنهم من يتخذ وسيلة الى الى الخالق. المراد من هذا التأصيل كله ان الله سبحانه وتعالى جعل ما يتعلق بمظالم العباد حق لهم قضى الله فيه الا يتدخل الله عز وجل وهو قادر سبحانه وتعالى لو اراد لان عباده جل وعلا قلق له ويتصرف فيهم كما شاء قضى وحرم على نفسه جل وعلا الا الا يعفو على لاحد في حق احد الا باذنه وهذا كمال العدد ولهذا يقول الله جل وعلا كما في الحديث القدسي كما في الصحيح يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يعني ان الله عز وجل اذا كان ثمة مظلمة بين العباد مظلمة بين العباد لا يعفو عن الظالم وانما يطلب من المظلوم ان سامح والا الاصل في ذلك الاصل في ذلك العقوبة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لتؤدن الحقوق الى اهلها ولا يقتصن الله يعني لابد فيها من القصاص لابد فيها من القصاص. الانسان يتوب من الزنا. يتوب من شرب الخمر. يتوب من تقصيره وتفريطه في الصلوات في ترك الصيام في ترك الزكاة. حقوق بينه وبين الله ويعفو الله عز وجل عنها لا يسأل مخلوق عنه لا يسأل مخلوق عنها اما ما كان من امور الادميين فالله يحيل الى المخلوق والمخلوقون في ذلك يريدون حقوقهم ولو كان مثقال ذرة يريد ان ينجو لانه لا يعلم ما في الكفتين يريد ان يستكثر لا يعلم ما في الكفتين فيأخذ من كل احد ما استطاع ان يأخذ ولو كان منامه وابيه ولو كان من امه وابيه وهذا وهذا ما يغفل عنه كثير من الناس يظنون انه اذا استغفر لمظلمة او مال اخذها من احد من الناس ظن ان الله غفر له بتلك التوبة. لو استغفر الانسان مدى الدهر كله على ان يغفر الله عز وجل له سرقة اخذها من انسان ما غفر الله له لان الله قضى هذا الامر. وذلك الاستغفار يحسب له في ذنوب اخرى يحسب وله في ذنوب اخرى وهذا ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة وظن انهم يغفلون عن ذلك ما جاء في الصحيح ايضا لما قال عليه الصلاة والسلام للصحابة قال ما تعدون المفلس فيكم؟ قالوا المفلس فينا من لا دينار له ولا متاع قال عليه الصلاة والسلام المفلس من يأتي يوم القيامة وقد ظرب هذا انظروا كلها لحق الادمي. ظرب هذا ولطم هذا واخذ مال هذا وسفك دم هذا. فيأخذ هذا من وهذا من حسناته فان لم يكن لديه حسنات اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه. باب المكافأة حتى اه فيلقى فيلقى في النار في اشارة ان هذه الامور تكون بين الادميين وهي لها مراتب وكلام ليس هذا محل بسطها منها ما يكون قبل الصراط ومنها ما يكون بعد ما يكون بعد الصراط الذين كتب الله عز وجل عليهم العذاب من اهل الايمان ثم يخرجون. ثم يخرجون ثم يكون فيه استيفاء القصاص في الحقوق في الدنيوية لماذا ليرفعهم الله عز وجل بها بعد ذلك؟ اهل النار الذين استوجب الله عليهم النار يأخذ الله حقوقهم قبل الصراط لماذا لان هذا يخفف عن هذا. هذا يخفف عن هذا. اما ما كان من اهل الجنة فالله يجعلها رفعة. ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام يخرج يؤمنون من النار فيوقفون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتصون حقوقا كانت بينهم. لماذا؟ لان هذه الحقوق لا تستوجب العقاب لاهل الجنة وانما الرفعة اما من استوجب النار والخلود فيها فان الله عز وجل يعاقبه يعاقبه والميزان يكون قبل قبل ذلك وهذا يحتاج فيه مزيد تفصيل وليس هذا محل محل. هذه الحقوق التي تكون بين الادميين وفرع الكلام على هذه الاية وهي اية الربا عظم جانب الاموال وعظم جانب الدماء لان لماذا؟ لانها لا تدخل تحت المكفرات على الاطلاق الا بالتحلل او باعادة الحق الى اهله. او القصاص في امور الدماء وغير ذلك. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما جاء في الصحيح قال من كانت عنده مظلمة لاخيه فليتحلله منها من قبل ان يأتي يوم لا دينار فيه ولا ولا درهم يعني بادر بالتحلل او او باعادة الحقوق الى اهلها. بعض الناس يظن ان حقوق الادميين تشترك في امور الكفارة مع حق الله وهذا خطأ. وهذا وهذا خطأ ربما يغيب حتى عن بعض الصالحين فيضرب ويستغفر. يضرب ويستغفر يأخذ مالا ويطلب من الله التوبة. هذا خطأ الله عز وجل فضله واسع لكن قظى سبحانه ان لا يعفو حتى يعفو صاحب الحق. جابر ابن عبد الله عليه كما جاء في مسند واصل الحديث البخاري معلق علقه البخاري رحمه الله في ابواب العلم في مسيرة جابر ابن عبد الله مسيرة شهر كامل يقول بلغني ان احد اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام يحدث بحديث عن رسول الله في القصاص يعني في هذه القضية التي نتكلم عنها فزع جابر يظن ان الذنوب التي تكون الادمية وغيرهم انها تدخل في هذه الدائرة. يقول رأيت بعيرا فركبته مسيرة شهر حتى طرقت عليه على عبد الله بن انيس الباب فخرج الي مولاه فقال من عند الباب؟ قال فقلت وجابر قال ابن عبد الله قال قلت نعم قال ففتح لي ثم اجلسني. فاذا عبد الله بن انيس فقال ما الذي اتى بك؟ قال بلغني انك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث في القصاص فقال االله ما جاء بك الا هذا؟ قال والله ما جاء بي الا هذا. فقال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلا فيناديهم الله بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب. فيقول انا الملك انا الديان لا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار وله عند احد من اهل الجنة حق حتى اقصه منه لماذا؟ لانها ربما يتخفف وربما يخرج منها. ولا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة. وعليه لاحد من اهل النار حق حتى اقص منه حتى اللطمة. قالوا يا رسول الله كيف وانا نأتي الله عز وجل حفاة عراة؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات. يعني حينما جعله النبي عليه الصلاة والسلام فقالوا كيف نأتي الله عز وجل حفاة عراة؟ يعني ضرب العصا وضرب السيف وضرب الحجارة ونحن حفاة وليس معنا شيء. يظنون انه يكون بالقصاص فقال النبي عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات. انتهى الاستيفاء انما هو في الدنيا. واما في الاخرة فلا دينار ولا درهم. وانما بالحسنات قيمة هذه الظربة كذا من الحسنات. لم يكن لديه حسنات اخذ من سيئاتهم وطرحت عليه بمقدارها. ثم يكون في ذلك العقاب وهذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى. لهذا عظمت حقوق الادميين ومنها الاموال ومنها الاموال ولو كانت دينارا. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام في الرجل في ابتداء الامر الذي يموت من اصحابه لا يسأله هل هو زاني او الخمر وانما يسأل هل عليه دين؟ لماذا؟ لان الدين يبقى الانسان مرهون به. يبقى الانسان مرهون به ولو كان ولو كان دينارا وقد جاء في حديث ابي قتادة لما قالته في رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلناه وكفناه ثم اتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقال النبي عليه الصلاة والسلام اعليه دين؟ قلنا نعم عليه ديناران؟ فقال النبي صلوا على صاحبكم يقول ابو قتادة فقلت يا رسول الله هما علي اشفقت على الميت ان النبي يعني الصلاة عليه. قال فقلت يا رسول الله هم علي. فقال النبي هما عليك وبرئ منهما الميت. قال نعم يا رسول الله. قال فصلى عليه رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال ان هذه القبور مليئة ظلمة على اهلها وان الله ينورها بالصلاة عليه. يعني حتى النبي يعلم ان صلاته تنور القبور لكنه لا يستطيع ان يجمع بين المتناقضين ما هم المتناقضان هنا؟ حق الادمي ونور النبي عليه الصلاة والسلام الذي يكون في قبره في في صلاته. فامتنع النبي عليه الصلاة والسلام. يقول ابو قتادة فلقي النبي عليه الصلاة والسلام من الغد في بعض سكك المدينة فقال ما فعل الديناران؟ قال فقلت يا رسول الله انما مات الميت بالامس. قال فلقيني من بعده فقال ما اعلى الديناران يا ابا قتادة؟ قال قضيتهما يا رسول الله. قال النبي عليه الصلاة والسلام الان بردت جلدته يعني اطمئن. الان اطمئن يعني حتى صلاة النبي عليه الصلاة والسلام فيه لا ترد من امر الله سبحانه وتعالى في هذا الباب. ولماذا النبي عليه الصلاة والسلام قال الان برد جلدته مع انه قال في ابتداء الامر هما عليك وبرئ منهما الميت لماذا؟ لان الحوالة لا تقبل الا برضى صاحب الدين. اذا كنت اذا كان لك دين عند شخص وذهب وذهب الشخص وقال خذوا من ابن عمي او من جاري او من فلان هل هذه حوالة صحيحة؟ ليست بصحيح حتى ترضى انت حتى انت بهذا فيتم فيتم القبول حين حينئذ. وبهذا عظمت امور الاموال ولو كانت يسيرة. وقد جاء في حديث من طرق متعددة واهية منهم من يحسنه بمجموعها درهم ربا اشد عند الله من ست وثلاثين جابر وسبعين زنية. وجاء في رواية درهم رباء اعظم الله من ان ست وثلاثون بابا ايسرها كان ينكح الرجل الرجل امه. لماذا؟ لان هذا حق ادمي مهما عظم عند الله فان فانه مبني على المسامحة. واما ما كان من حق الادميين فلابد فيه فلابد فيه من القضاء وهذا سر التشديد في الربا ولو كان يرهب. وامور حقوق الادميين ولو كانت شيئا يسيرا لانه لا بد فيها من القضاء والوفاء حتمي في الاخرة ولهذا صور الله سبحانه وتعالى حال اهل الربا بهذه الصورة في قول الله جل وعلا الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي تخبطه الشيطان من المس. هنا وصف الله سبحانه وتعالى حال المرابي في الاخرة في قيامه انه لا يقوم الا الا ما الا كما يقوم الذي الشيطان. المراد من هذا في هذا بيان تحريم الربا حكاية عاقبة المرابي يوم القيامة بحكاية حال المرابي يوم القيامة. والمراد بتخبطه يقول عبدالله بن عباس كما جاء عند ابن عند ابن ابي حاتم من حديث سعيد ابن جبير عن عبد الله ابن عباس انه قال يقوم كالمجنون مخنوقا يقوم كالمجنون مخلوقا يعني بين بين الناس لا يعي بين الناس لا يعي. واختلف كلام المفسرين في ذلك في قيامه. هل يكون ذلك عند النشر او عند العرض عند النشر او وعند العرض من العلماء من قال ان قيامه ذلك عند النشر. عند النشر حينما ينشر من قبره يقوم كحال كحال المجنون مخلوقا ومنهم من يقول ان المراد بقيامه يوم القيامة في العرظ بين يدي الله سبحانه سبحانه وتعالى وربما يكون الامر في الحالين وربما يكون الامر في الحالين الخلاف الوارد في ذلك ليس اختلاف تضاد اي ان من يقول انه يقوم هنا لا ينفي بانه يقوم في الحالة الاخرى وربما انه يقوم انه يقوم في الحالين في عند النشر وعند وعند الحشر عند النشر وعند الحشر والعرض عند الله سبحانه وتعالى. وقوله الذين يأكلون الربا. لماذا ذكر الله عز وجل الاكل وما ذكر غيره او اخذه وما قال الذي اين يأخذون الربا؟ لانه من الربا ما لا يؤكل. وذلك كالملبوس وكذلك المسكن والمركوب وغير ذلك. وذلك لان اعظم وجوه المنافع دعه يا الاكل اعظم وجوه المنافع هي الاكل والاستمتاع بها فذكر الله سبحانه وتعالى تعالى ذلك. وايضا من الوجوه في ان الله سبحانه وتعالى ذكر الاكل لان اصل ذلك هو الازالة والاتلاف والاهلاك. فما الانسان واتلفه يقال اكله فلان يعني يعني افسده يعني افسده واهلكه على على غيرهم فكان هذا فكان هذا عاما بهذا المعنى على الحالين الذين يأكلون الربا الربا في لغة العرب هو الزيادة هو الزيادة فلهذا يقال في الربوة ربوة وهي ما كان من المكان المرتفع من الهضاب والجبال باعتبار انها مرتفعة عن غيرها وسمي الربا ربا لانه لم يكن على على حال المال التي يأخذها الانسان وانما يزاد وانما يزاد يزاد في ذلك. وقوله لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. هذه في حكاية حال اهل الربا يوم القيامة. واذا كانت حالهم يوم القيامة فما اخذوا بذلك الا الا بذنب الاصل في هذا استقامة استقامة احوالهم هنا في قوله يتغبطه الشيطان من المس. الاصل في ان في عقوبات الله سبحانه وتعالى في الاخرة ان الجزاء من جنس العمل. فما هو العمل الذي عمله الانسان حتى يكون حاله كحال كحال الانسان. في كحال الانسان في في الدنيا. فيوم القيامة يكون كحال المجنون الذي يتخبطه الشيطان من المس وحال الانسان في الدنيا في اكل الربا فما هي المشابهة في هذا؟ ثمة وجوه متعددة في مسألة المشابهة في هذا منها الازدراء والاحتقار وذلك ان ان الناس يزدرون المجنون والسفيه الذي يسير يسير في الناس. وكذلك لا يدري ما ما يقول ولا لا يفعل. وكذلك ايضا فانه لا التفتوا لا يلتفت اليه فيكون من الذين لا ينظر الله اليه. فالانسان اذا كان في طريقه ورأى مجنونا لا يلتفت اليه بخلاف لو رأى رجلا عاقلا سويا التفت اليه بسلام او ترحيب او ربما تهيأ له بمقام او كلام حسن بخلاف المجنون فانه لا ينظر لا ينظر اليه. واعظم العقوبة عند الله ان الله لا ينظر لا ينظر الى عبده فينصرف الله بوجهه الى الى عباده الذين اي الى عباده المحسنين ويخص ويخص بعض هذه بعدم النظر اليه بعدم النظر اليهم فيكون ذلك كحالهم. والناس الذين لا ينظر اليهم على على انواع يتراينون في ذلك في عدم نظر الله عز وجل اليهم والعقوبة المعنوية اعظم في الاخرة من العقوبة الحسية والنعيم المعنوي ايضا اعظم من النعيم الحسي وقوله كذلك ايضا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس في هذا دليل على على تحقق المس وهو تأثير الجن على الانس تأثير الجن على الانس ودخول الانس للجن. وهذا في قول عامة العلماء وهو باتفاق السلف على خلاف عند بعض المتأخرين بعض العلماء يحكي الاتفاق وقد حكى الاتفاق واجماع العلماء على ذلك ابن تيمية رحمه الله وكذلك ابن القيم. من العلماء من يقول بعدم دخول الجن للانس ولكن يثبت تأثيره بالوسواس والخواطر وغير ذلك وذلك كابن حزم الاندلسي رحمه الله فانه يقول بعدم يقول بعدم دخول الجن للانس ويذهب الى هذا المعتزلة وكذلك طوائف من المتكلمين كالجباء والرازي وغيرهم. وطوائف من متقدمي اهل الكلام. اه سواء من اهل الحديث او من غيرهم يقولون باثبات هذا لظواهر الادلة كابي الحسن الاشعري وغيرهم يثبتون هذا لظهور الادلة في لذلك وذلك لهذه الاية وكذلك ايضا لما جاء في حديث صفية وهو في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخشيت ان يقذف في قلوبكم شيء في قلوبكم شيئا او قال شراء. وكذلك ايضا ما جاء في حديث ابي سعيد الخدري وهو في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اذا تثائب احدكم فليغطي فمه فان الشيطان يدخل فيه. وفي هذا اشارة الى اثبات دخول الشيطان. وكذلك ايضا جاء في مسند الامام احمد لما اوتي النبي عليه الصلاة والسلام بامرأة فقال النبي عليه الصلاة والسلام اخرج عدو الله اخرج عدو الله فخرج وفي هذا في هذا امره بالخروج امره بالخروج ويخرج من ماذا؟ الا الى انه في بدن الانسان. ولو كان خارجا عنه ما قال النبي عليه الصلاة والسلام اخرج على انه تلبس به على وجه على وجه الحقيقة والذين ينفون من اهل الكلام والعقل اه ويقولون ان هذا لا يتصور ان هذا لا يتصور خاصة بلوازمه انه يقال ان الجني يتكلم على على لسان الانس وهذا وهذا رد عقلي للمحكم من النقل البين الصريح. ومعلوم ان العقل له مسلكان. مسلك اثبات ونفي. مسلك اثبات ومسلك نفي. العقل اصدق في الاثبات من النفي. اصدق في الاثبات من النفي لماذا؟ لانه يثبت مشاهد. يثبت المشاهد. اما النفي فينفي الغيب. فينفي الغيب وادراكه للغيب قليل. والله عز وجل يقول وما اوتيتم من العلم الا الا قليلا فليس للانسان ان ينفي وانما له ان يثبت ما لم يخالف في ذلك دليله ما لم يخالف في ذلك دليلا حينئذ نقول انه توهم كحال العقل الذي يثبت وجود الماء والحقيقة انه سراب الحقيقة انه سراب صدق في اثباته او كذب كذب لماذا؟ لانه سرق لانه لانه سراب الا بدليل بين في هذا. اما نفي الغيب فانه يخطئ في النفي اكثر من خطأه في اكثر من خطأه في اثبات. وهنا ينفون غيبا والادلة في ذلك ظاهرة. ومعلوم ايضا ان انه حتى من جهة النظر والعقل ان في الانسان من الماديات التي تجري في دمه والتي يكتشفها اهل الطب عاما بعد عام من المواد ما لا يدركونها في الاعوام السابقة فكيف ينفون شيئا لم يعلموه وقد استجد لديهم ولم يكن في الماضيين ولو قيل عند الماظين ان في بدن الانسان مقدار كذا من الحديد ومقدار كذا من ومقدار كذا من من معدن كذا ومعدن كذا ربما نفوا هذا الامر ولكنه من جهة الحقيقة موجود. وهذا نفيه من جهة العقل لعدم ادراك الانسان له. هذا تجاوز على نقل بعقل قاصر وكذلك ايضا من الادلة في هذا التجربة والواقع وذلك ان المس مدرك لدى الناس فكثير الانسان ممسوس ومجنون ويتكلم ايضا الجني على هذا ومن الادلة العقلية في هذا انك تجد الجني الانجليزية يتكلم على لسان العربي الذي لا يعرف الانجليزية ابدا او ربما يتكلم الفرنسية او الفارسية وهو اعرابي في البادية ما طن في اذنه العجمة اطلاقا ويتكلم بطلاقة الفارسية او الانجليزية او غيرها. هذا دليل على ماذا نعم مس والمس في داخله وقد استدل بهذا رحمه الله الامام احمد رحمه الله كما جاء في رواية ابنه عبد الله انه قال ان اقواما ينفون دخول الجن للانس قال كذبوا ها هو يتكلم يعني يتكلم بلسانه بغير بغير حجته وبيانه بغير حجته وبيانه. ولهذا نقول حتى من جهة العقل لا يسوغ للانسان ان ينفي ان ينفي دخول دخول الجن فضلا عن الادلة التي ليس للانسان ان يتنكب ان يتنكب بها. والمس على على نوعين نوع ينزع منه الدخول ونوع لا يلزم منه الدخول ما يلزم منه الدخول هو الذي يكون فيه الجنون وغيرها ما لا يلزم منه الدخول هو خواطر خواطر السوء كذلك ايضا الاوهام والخواطر العابرة ايضا النفسية التي تطرأ على الانسان كذلك ايضا الشر الذي يلحق الانسان كما في قول الله عز عز وجل في ايوب مسني الشيطان ومسهم طائف من الشيطان هذا يسمى مس لكنه ليس مسا يلزم منه دخول الشيطان في ابدا بدن الانسان قول هنا ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا. هذا قياس ومعلوم ان اول ذنب عصي الله عز وجل به كان بسبب القياس الفاسد وهو قياس ابليس في فظله على ادم وذلك انه خلق من نار وابليس خلق من طين. فلما كان من ذلك لزم من ذلك انه لا يسجد الفاضل للمفضول. يلزم من ذلك الا الفاضل للمفضول. ولهذا قد روى الدارمي في كتاب السنن من حديث مطر عن الحسن قال قاس ابليس فظل. ولهذا قل ان الاهواء تمتطي القياس لتصل الى مآرب فاسدة. الى مآرب فاسدة. والواجب في هذا ان الانسان اذا وجد دليلا ان يتوقف عن الاقيسة والاهواء والرائحة لا يقع فيما يخالف امر الله سبحانه وتعالى. واكثر ظلال البشرية بالقياس الفاسد. بالاقيسه الفاسد وظرب الامثلة القاصرة ظرب الامثلة القاصرة كما كان كفار قريش في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل وكذلك ايظا حينما جاءوا الى رسول صلى الله عليه وسلم وضربوا له مثلا وذلك بالعظم حينما فتوه قالوا كيف يحيي الله العظام وهي رميم؟ ولكن سبب فسادهم في هذا ضرب لنا مثلا ونسي نسي خلقه ان طلبت لكن مثالك قاصر في مثال اعلى منه وهو انك وجدت من عدم فالذي اوجدك من عدم اليس يوجدك وموادك موجودة فلم تكن شيئا يعني عدما فاوجدك من من عدم ثم كنت موجودا فمادتك موجودة المنثورة في التراب اعادتك من هذه المادة اقرب واسهل من العدم الذي لم تكن موجودا قبله لم تكن موجودا قبله. اذا ما من قياس يرد به الدليل الا ثمة قياس او اولى منه ضل عنه الانسان. ولهذا نقول ان القياس على مراتب متعددة وخيوط يأخذ الانسان منها ما ينتقي ليبطل ما دونها من الحق ما دونها من الحق في ظل الانسان في هذا الباب. وقوله هنا قوله جل وعلا قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا في هذا دليل على ان الاصل في البيوع والعهود والعقود والشروط الاباحة لا الاصل فيها الحل وهذا وهذا قول عامة العلماء وهذا قول عامة عامة العلماء بل حكى بعضهم الاجماع على هذا كما نص على ذلك ابن رجب رحمه الله في جامع والحكم من العلماء من يقول ان الاصل في العهود والعقود والشروط التحريم حتى يدل الدليل على الحلية. وقد نص على هذا ابن حزم رحمه الله كما في كتابه الاحكام خلافا لداوود الظاهري الذي يقول بخلاف بخلاف هذا القول والظاهرية في هذا قد انقسموا في هذا الباب منهم من يقول في العهود والعقود آآ الحل ومنهم من يقول فيها فيها التحريم وهذا ظاهر في في قول الله جل وعلا واحل الله البيع حرم الربا هي ان الاصل في ذلك الحل واتم التحريم فهو استثناء. وهذا يظهر في اشياء كثيرة في قول الله سبحانه وتعالى في قول الله جل وعلا هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا فما في الارض من مخلوقات من مأكولات وملبوسات وما يكون ايضا من التعاقد عليها كذلك ايضا من ملفوظات الاصل فيه حتى من المعاني وكذلك ايضا بقول الله عز وجل يقول تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم يتلوا ما حرم لا يتلو ما احل وكذلك في قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود اوفوا بالعقود فالاصل في ذلك الوفاء اي عقد كان الا دليل يدل على خلاف خلاف ذلك غير ذلك من الادلة في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله جل وعلا وحرم واحل الله البيع وحرم الربا. الربا من الموبقات المهلكات كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح انه قال اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها الربا وذلك على ما تقدم لكونه من حقوق الادميين وحق الادميين لا يمحوه الله سبحانه وتعالى فلزم من ذلك ان يكون مغلظا. لزم من ذلك ان يكون مغلظا في الدنيا حتى يحترز الانسان فيه. لماذا يشدد الله عز وجل تحريم في امر الدنيا في امر آآ الدنيا في بعض المحرمات ولا يشدد في بعضها. نقول يشدد في بعض المحرمات مات لماذا؟ لان لامرين الامر الاول انه لا تصلح البشرية الا بذلك لا يصلح امر البشرية الا الا بهذا. فيشدد الله فيه ويعظم فيه العقاب في الاخرة. حتى ينتظم الناس. ولو تراخى ولو تراخى الناس في بسبب عدم التشديد في النص لفسد الناس. ولهذا من اعظم ما يستقيم به حياة الناس في امورهم امور الاموال. لهذا جاءت الشريعة بيان الامور المحرمة والمحرم في الاموال نوعان. النوع الاول ربا وهو اعظمها. النوع الثاني القمار والميسر. وهو الغرر والجهالة وهذان النوعان يدخل تحتهما ما جاء في النصوص من المحرمات ما جاء في النصوص من من المحرمات في امور المعاملات في امور المعاملات من امور البيوع فيدخل في انواع الربا بسائر انواعه سواء كان ربا الجاهلية وهو الذي جاء النص عليه وجاء نص عليه. ربا الجاهلية كان كانوا يأخذون القرظ. اما القرظ برأس ماله او بزيادة عليه. ثم ثم يقول اخرني وزد علي كذا. اخرني وزد علي كذا. كما جاء تفسير ذلك عن عن سعيد ابن جبير وكذلك مجاهد ابن جبر انهم كانوا يقولون زد زد في الاجل وازيد في المال زد في الاجل وازيد في المال ثم يتنامى المال بالزيادة على بالزيادة في جانب في جانب الاجل. فحرم الله سبحانه وتعالى ذلك. وكان الناس على اختلاف انواعهم على اختلاف انواع من اهل المال يتسامحون في هذا في هذا الباب. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في حجة الوداع الا وان ربا الجاهلية موضوع طبيب الجاهلية هو هذا المقصود زد في الاجل وازيد في المال. واول ربا اضع ربا عمي العباس. كان العباس ايضا يتعامل في التجارة في هذا الامر كغيره وانما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم العباس لان القضاء في الاقربين اولى من القضاء في الابعدين ولهذا الحاكم اذا اراد العدل في الناس فليطبقوا الحدود في الاقربين. لماذا؟ لانه يتأدب الابعدون برؤيتهم بعقاب الاقربين لانهم لا يرون استثناء. واذا رؤي استثناء في الاقربين فكل يرجو اللحاق بذلك فيتساهلون. بل ربما يظنون ان على حقوق على على الحقوق وعلى امور المظالم والحدود انها تلحق بهم اوصافا في حال بوصف الكبراء واهل السيادة وغير ذلك لماذا؟ لانهم يوصفون بالاستثناء في هذا في هذا الباب ولهذا النبي صلى الله عليه بدأ بالاقربين في في حوله عليه الصلاة والسلام بدأ بالاقربين حوله في قوله عليه الصلاة والسلام ان اول ربا اضع ربا عمي العباس الا وان دماء الجاهلية موضوعة وان اول دم اضع دم ابن ربيعة ابن الحارث وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم مع ان دماء الجاهلية كثيرة والربا ايضا اللي بيبيعونه كثير. ولكن ذكر هؤلاء الاقربين يعني اذا بدأت بالاقربين فليحذر الابعدين. فليحذر الابعدون في من هذا الامر فانهم اولى بانزال العقوبة وذلك ان الانسان ربما يمتنع عقوبة محاباة مجاملة بحب لابنه او لاخيه او لعمه او ولكن بالنسبة للابعدين فلا يوجد بينه وبين مودة ومع ذلك انزله في الاقرب فانه يدل على ان الماء ابعد في ذلك من باب من باب من باب اولى وآآ الربا يعزر عليه لو وقع من الانسان بالجلد او بالحبس ولو عاند في ذلك وكابر الا ان يبيع بالربا. قال بعض السلف بقتله تعزيرا. كما جاء ذلك عن عبد الله ابن عباس في مرض جرير الطبري عن علي ابن ابي طلحة عن عبد الله ابن عباس قال ان امتنع يقتل يعني ان امتنع آآ عن الربا عذر فيقتل في ذلك تأديبا تأديبا لغيره من الناس وذلك لعظم شر الربا بعظم شر الربا في الناس وذلك لانه اخذ لاموال الناس واكلها بالباطل. وقوله هنا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف الموعظة المراد بها القرآن وهو بيان احكام الله سبحانه وتعالى. ولهذا نقول كل القرآن موعظة. يدخل في باب الموعظة العلم تذكير العلم والتذكير العلم الذي يسبقه جهل والتذكير الذي يسبقه نسيان الذي يسبقه نسيان ويدخل في ذلك التأكيد الذي يأتي على على ذكر يأتي على ذكر ولكنه يكون من باب من باب التأكيد وهي كل هذا متضمن كلمة الموعظة وموعظة متظمنة لكلام الله سبحانه وتعالى وغلب عند كثير من الناس المراد بالمواعظ هي الرقائق هي الرقائق وهذا قصر للمعنى الاعم في في ذلك نقول تطلق على هذا وتطلق اه على هذا قال فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فلهما سلف. وقوله هنا موعظة من ربه نسب الموعظة الى الله لتعظيم لعظم المنزلة في هذا الباب والترهيب والترهيب في جانب آآ الحكم وانه ينبغي ان يعلم ان الذي وعظ وذكر وحذر هو الله سبحانه وتعالى لا غير هو معلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم انما هو مبلغ عن الله وذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الاية موعظة من ربه اشارة الى تعظيم هذا الامر وجلاءه. فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله. وقوله هنا فله ما سلف ما المراد بذلك؟ الذي يسلف من امر الانسان آآ هل هو داخل في هذا الباب ما سلف قبل التحريم او سلف قبل العلم مع نزول التحريم او ما سلف قبل التوبة هذه احوال ثلاثة. الحالة الاولى ما سلف قبل التحريم ما سلف قبل التحريم يعني لم ينزل التحريم ثم جاء الحكم لا يؤاخذون في ذلك. الحالة الثانية ما سلف قبل العلم مع نزول التحريم يعني ان الانسان لا يعلم ان الربا محرم لكن في الحقيقة محرم والدليل في هذا ثابت لكن كونك لا تعلم ان هذه التعامل محرم هذا لا يعني عدم تحريمه فهو فهو فهذه موعظة او سلف العلم بذلك. الحالة الثالثة ما سلف قبل التوبة مع العلم بالتحريم يعلم لكنه يعلم انه على حرام لكنه ما تاب ثم تاب فهل قوله جل وعلا فلهما سلف ما سلف في هذه الاحوال الثلاثة؟ الحالة الاولى محل اتفاق. عند العلماء ان ما سلف قبل التحريم مما في حال نزول القرآن فهو لهم من ما كانوا عليه من مما كانوا عليه مما قبضوه من في حال الجاهلية. ومعلوما ان اية الربا هي من اخر او اخر اية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما جاء عن سعيد بن المسيب ان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله قال اية الربا اخر اية اية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مات رسول الله ولم يبينها فدعوا الربا والريبا. فدعوا الربا والريبة يعني حرم الربا وبين امره وخطورته ولكنه ما فصل انواعه واحواله فدعوا الربا الظاهر الذي كنتم عليه ونزل عليه النص ودعوا الريبة التي تحتف تحتف به حتى لا تدخلوا في هذا النص. ولهذا نقول من وجوه واسباب التعظيم والتشديد والتهويل في جانب الربا حتى يحذر ما حوله. فانك اذا شددت في امر ابتعد الناس عنه وهذا امر ما معلوم وذلك لشدة لشدة خطر الربا وكذلك ما حوله. نقول الحالة الاولى ما كان قبل ورود الدليل ما قبل نزول الوحي فهذا له ما سلف يعني مما قبضه واستقر في ملكه. فله ما سلف لماذا؟ لانه اخذه والوحي ينزل وهو مسكوت عنه وهو مسكوت عنه فهو له لسكوت الوحي عن ذلك. لا لكونه حلال فله ماء فله ما فله ما سلف وما قال ما ما كان عليه من امر في حال الاباحة وانما سلف ولم يذكر في ذلك اباحة لان الشريعة لا تنص على مثل هذه الاحوال بنص الاباحة بنص الاباحة ثم يكون بعد ذلك يكون محرما وانما يكون ذلك في امور الاحوال في امور التعاملات او ذلك وما كان من عكسه او البسة او غير ذلك. ولهذا نجد ان الربا وبعض المعاملات كذلك نجد ما يكون مثلا من الخمر لم يأتي دليل بان الخمر حلال او الربا حلال وانما كان مسكوت عنها والوحي ينزل فكان هذا الامر متروك. متروك لماذا؟ متروك لنوعين الى فطرة الانسان الموجودة تألف ان تظلم تعرف ان تسكن وتفقد عقلها فيبقى في هذا الامر ثم نزل النص على سبيل التدرج. وتقدم معنا هذا الكلام في مسألة في آآ في اية الخمر. نقول لماذا تأخر نزول الربا تحريم الربا الى اخر الامر. السبب في ذلك ان الشريعة تؤخر نزول الاحكام في غير الشرك مما يتلبس به الناس ويشق عليه فكلما كان الامر اكثر انتشارا في الناس وتعلقا فيه تأخر فيه الدليل لماذا؟ حتى يتوطن القرآن في قلوبهم ويعظم الايمان ثم ينزل النص. لان النفوس مجبولة على الشح. والمعاملات الربوية منتشرة في منتشرة في في الناس ويتعاملون فيها بكثرة والمال والمال ايضا والمال كثير الذي يتعاملون فيه فاحتاج الى بيان الى البيان متأخرا حتى يعظم الامام وتأتي الزكاة ويضعف الشح الذي يكون في النفوس بالامر بالصدقة واخراج الزكاة فاذا لانت النفوس جاء النص حتى تقبل النفوس هذا هذا الامر فتأخر ذلك فتأخر ذلك. الحالة الثانية وهي ما ما سلف ما سلف مع الجهل ما سلف بعد العلم. يعني الانسان نزل النص لكن الانسان يتعامل بالربا يتعامل بالربا ثم علم ان هذا الربا حرام وهذه الصورة حرام. فهل لهما سلف؟ في هذا في هذا الامر اختلف العلماء في هذا ولكن الجماهير ان الانسان اذا كان لا يعلم بالتعامل المحرم في هذا وكان التعامل برضا الطرفين ان انه يكون لهما سلف انه يكون له لهما سلف كأن يتعامل الإنسان مثلا بالعينة ولا يعلم بها او يتعامل مثلا بالربا ولا يعلم به ثم ورد اليه الدليل فتوقف في ذلك فيقال له ما سلف وذلك لقرب تشاويه في الحال فان فان الحال في حال نزول الربا لا يعني ان الربا كان حلالا وذلك لان الفطرة تدل عليه ولكن وجود تعلق بعض الناس في التعاملات الربوية ونحو ذلك جعلهم يتمسكون ويتعللون بعدم ورود النص وهو تمسك لا يؤثم وهو تمسك لا يؤثمهم لسكوت لسكوت آآ المشرع في هذا. واما الحالة الثالثة وهي ما سلف قبل التوبة. ما سلف قبل التوبة يعني الانسان يعلم ان الربا حرام ثم تاب الان فهل لهما سلف من المال السابق يلحق بالحالين؟ ام يجب عليه ان يعيد لعلمه بذلك وعناده؟ لعلمه بذلك وعناده. كذلك فان العقد الذي كان بين المتبايعين كان عقدا عن علم ببطلانه. فكان حينئذ محرما. فكان حينئذ محرما هل يقال ببطلان ذلك ام لا ومعلوم ان العلماء يفرقون بينما يفعله الانسان ويعتقده حلالا وبينما يفعله الانسان وهو يعلم انه انه حرام ولهذا يفرق العلماء بين العقود التي تكون في النكاح والتي تفعل على انها حلال ثم بان انها حرام انه لا يقام الحد على على صاحبه لا يقام الحد على على صاحبها وذلك كان يتزوج انسان من عمته من الرضاعة ولا يعلم من عمته من ولا يعلم ويظن انها الام الام تحرم وكذلك الاخوات. ولا يظن ان هذا ان هذا يتعدى ثم ظن ان هذا العقد صحيح فعقد ثم تزوج وعقد ثم ثم تزوج هذا عقد نزل قبل علم عقد نزل قبل علم ويظنه حلال لا تنزل به العقوبة ولكن رجل عقد عن علم بالتحريم هل يعاقب على انه زاني ام بشبهة يعاقب على انه زاني عاقب على انه زاني بل لو قتل لكان صحيحا. لماذا؟ لان العقد استحلال. لان العقد استحلال وقد امر النبي عليه الصلاة والسلام بقتل من نكح امرأة ابيه من نكح امرأة ابيه لماذا؟ لان يلزم من ذلك العقد هو الاستحلال وهذه ايضا اه محل نظر وبحث وتفصيل. واه من اخذ الربا وتعامل بالربا ها وهو يعلم انه حرام ثم جاءه الدليل ثم جاءه الدليل فتقدم الكلام عليها اما الذي يعلم بالربا ثم تاب ثم تاب فهل له ما سلف اختلف العلماء في هذه المسألة على على قولهم قوما قالوا انه ليس له من مال من المال الحرام ليس له شيء من المال الحرام الذي عقده في حال علمه بتحريمه النو فانه يجب عليه يجب عليه اعادته الى الى اهله عادته الى اهله. وان قول الله جل وعلا فله ما سلف هذا لمن كان قبل نزول الوحي وقبل ورود العلم. قبل ورود العلم اما مع العلم فانه يعاند في ذلك وتوبته تلك الى الى الله سبحانه وتعالى ما كان بيديه فيجب ان يعيد الحقوق الى اهلها. وهذا كحال الانسان الذي الذي يسرق او يختلس من الناس ثم يتوب نقول لابد من اعادة الحقوق الى الى اهلها فهذا عالم باطل ولكنه قلب ظاهرا فيجب عليه ان يعيد. القول الثاني قالوا بانه يدخل في حكم الحالتين السابقتين وذلك ان الشريعة ما عللت الامر بالعلم ولكن رفعا للحرج رفعا للحرج وذلك ان الحرج من الناس من يتعامل بالربا مكابرا فيبقى على هذا عشر او عشرين او ثلاثين او اربعين او ربما نشأ الانسان على الربا حتى اصبح لديه ثروات طائلة وكان كل ما له ربا ولو ازال المال كله لاصبح مفلسا فالشريعة تتشوف الى اقباله على التوبة لان تجعله تغلق عليه الباب فيستمرئ هذا الامر فيستمرئ هذا هذا الامر وهذا ما ذهب اليه بعض العلماء وهو قول ابن تيمية رحمه الله انه يقول ان ماله الذي يسلف له ولو كان عن علم اذا تاب فله ذلك فله ذلك ونستطيع ان نفصل في هذا ان نقول ان هذه الحالة في مسائل الاموال التي تكون محرمة على حالين. الحالة الاولى مال اخذ بالتراضي مع العلم بالتحريم فعند التوبة يكون للانسان. يكون للانسان فلهما سلف. فلهما ما سلف. الحالة الثانية ان يأخذ المال من من غير تراضي من غير تراضي مع العلم بالتحريم مع العلم بالتحريم فنقول هذا اذا كان الانسان لا يعلم بالتحريم ثم اخذ المال من غير طيب نفس من الانسان فيجب عليه ان يعيد ففي هذه الحال من باب اولى كحال الانسان الذي يسرق كحال الانسان الذي الذي يسرق ويقول تبت فيجب عليه ان يعيد ذلك ذلك المال. يجب عليه ان يعيد ذلك ذلك المال. اما اذا كان بتراضي بالعقود ويدخل في هذا امور الربا. وبعض التعاملات التي يكون فيها مثل جهلة وغرر لا يعلم ما علم بذلك ولكنه تاب ويكون هذا بالتراضي بين بين الطرفين. فنقول حينئذ فلهما سلف لماذا لان هذا تشوفا الى الى اقباله على التوبة وعدم اغلاق لهذا الباب. وذلك انا لو اغلقنا هذا الباب وقلنا لابد ان تطهر ولهذا نجد ان كثيرا من اهل الربا الذي نشأوا على الربا خمسين وستين اه سنة وبقي لديه وكان لديه الاموال ولو قلنا بالتخلص لرجع فقيرا او مفلسا ثم ايضا ان هذا مما يشق يعيده الى من خاصة مما يتعاملون بالربا باموال طائلة على خمسين او ستين سنة يعيدها لمن من العلماء من يقول انه ينفقها من يقول انه ينفقها في في المصالح ولكنه لا يأكلها لكونها لكونها حراما. ومنهم من يقول وهذا وهذا هو الارجح. يعلل من يقول ان انه يبقى له ما مضى ان هذا يدفع الناس الى تأخير التوبة والتسويف نقول يدفعهم الى تأخير التوبة والتسويف ولا يدفعهم الى باب القنوط. ولا يدفعهم الى باب القنوط. لانه لو اغلقنا هذا المبلغ لقنطوا. يقول انا الان لدي عشرة ملايين ولا خمسين مليون وكلها ربا ولو تركتها لاصبحت مفلزا. خرجت من داري ومن مركب ولم يكن لدي شيء ورجعت الى فهل لابد من توبة واخراج هذا نقول ان ما كان من التراضي تزول فيه الخصومة بين الناس لهذا الانسان تعامله مع شخص بعقد ربا فانه حينئذ كان بالتراضي. الخصومة انتفت فبقي التحريم في هذا في هذا الباب فنقول حينئذ فله ما سلف في ظاهر الاية والاشتراك ايضا في جانب العلة وانتفاء الخصومة في هذا الامر وكذلك ترغيبا اه الناس بان يرجعوا الى الله سبحانه وتعالى وقوله جل وعلا وامره الى الله ومن عادى فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. يقول فله ما سلف وامره الى الله يفوض امره الى الله سبحانه وتعالى. والله عز وجل يرحم ولطيف آآ بهم. وقوله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. يعني من عاد بعد العلم بالتحريم. وهذا دليل على ان المعاند ان المعاند آآ اشد من غير المعاناة. فمن كان يعلم بالتحريم فجاءته الموعظة مرة فهذا اهون ممن فهذا اعظم ممن جاءته الموعظة ممن علم بلا بلا موعظة تكررت عليه. وكلما يتكرر العلم فانه تقوم الحجة ويعظم العناد على الانسان فيكون امره في ذلك اعظم. وقول الله سبحانه وتعالى فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. هل يخلد في النار؟ من قال او استمر في اكل الربا معاندا نقول ان اكل الربا والتعامل بالربا اذا تضمن استحلالا لفعله ذلك فهذا كافر بالله سبحانه وتعالى وهو من الخالدين وتعمل عليه هذه الاية. الحالة الثانية ان يأخذ بالتسليم بالتحريم ولكن غلبه في ذلك الطمع. وهذا كحال الذين يشربون الخمر او يقعون في الزنا يعلمون النصوص ثم غلبهم في ذلك غلبتهم في ذلك شهواتهم فاستمروا على الامر المحرم فنقول في ذلك انهم من اهل الكبائر ومتوعدون بعذاب الله. وقوله هنا فاولئك اصحاب نار يا خالدون التخليد والخلود في كلام العرب في كلام العرب هو طول البقاء ولا يلزم منه الديمومة ولهذا المعمر خالدا ولهذا يتيمنون فيسمون ابنائهم بخالد فيقولون خالد يعني انه طويل البقاء وهم يعلمون انه لا يمكن ان ان يبقى لا يمكن ان ان يبقى ولكن هذا من التيمم لهذا نقول ان هذا فيها وعيد من الله سبحانه وتعالى بطول البقاء في النار بطول البقاء في النار وقوله هنا يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار اثيم محق الله عز وجل وانساق واهلاكه وعدم بركته ولو كان ظاهرا من جهة من جهة الكثرة نقول ان بركة ان بركة المال ونفعه وكذلك آآ وكذلك اثره على الانسان ليس بالارقام. ليس بالارقام وانما بالبركة التي تتحقق في الانسان في الانسان. ولهذا ربما ينمو الانسان رقما ولكن الله عز وجل يذهبه بركة لان المقصد من طلب المال هو السعادة والراحة. فيذيبها الله منه واشد العقوبات هي العقوبة عقوبة بالنعمة العقوبة بالنعمة التي لا يستطيع الانسان منها هلاك يعاقبه الله بذرية لا يستطيع ان يقتلهم يتمسك بهم وهم يعذبونه وهذا كذلك ايضا في المال يعطي الله عز وجل للانسان مال ويغنيه ليعذبه به. فلا يستطيع ان ينفك منها ولو فتح له باب الى الفقر لما خرج لما خرج اليه. يحب ان يبقى في هذا ولو تعذب. وهذا هو العذاب بالنعمة. فالعذاب بالنعمة اعظم من العذاب بالمصيبة. لماذا؟ لان ان العذاب بالمصيبة والنقمة يحب الخلاص منه. فلو كان الانسان مريظا او فقيرا او مبتلى بهم وحزن. وفتح باله باب للخروج منه يخرج او لا يخرج؟ يخرج. ولكن لو كان الانسان غنيا وابتلاه الله بالغنى واخذ في الهم والغم والخصومات مع الناس وغير ذلك وفتح له باب الى الفقر. يخرج الى الفقر او يبقى في الغنى لا يخرج منه لماذا؟ بارادته فالله يعذبه بارادته ولهذا نقول ان العقوبة بالنعمة اعظم من العقوبة بالنقمة. اعظم من العقوبة وهذا من المعاني التي يمحق الله عز وجل بها اثر الربا في حال الانسان فتراه يتنامى وهو اسوأ الناس من جهة عدم الراحة والخصومات والنزاعات ويسقيه الله في تتبع المال ولو كان قليلا ويرحم الله عز وجل غيره بذهاب ماله ولو كان ولو كان ولو كان كثيرا. وقوله ويربي الصدقات يعني ينميها لصاحبها فيجعله الله عز وجل يسعد وكان بمال قليل من راحة البال وسكينة النفس والطمأنينة مما يشقي به باظعاف مظاعفة غيره من من الناس والله لا يحب كل كفار اثيم وقوله هنا سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين هذا تأكيد لما تقدم بوجوب الاقلاع عن ذلك وقوله سبحانه وتعالى ما ما ما بقي من الربا هل هذا متضمن لقول الله جل وعلا ما سلف؟ الله سبحانه وتعالى يقول فلهما سلف الان يقول ذروا ما بقي من الربا نقول انما سلف على حالين انما سلف على حالين. سالف مقبوض قبضه الانسان تعامل بعقد ربوي ثم اخذ المال وانتهى من قبضه انتهت المعاملة فهذا على الاحوال السابقة وسالف غير مقبوض يعني تم العقد وثمة حق باقي هذا سالف ليس بمقبوض ذروا ما بقي ذاك هو الباقي لان ثمة شيء تأخذه فلا يجوز له ان يأخذ المتبقي مما الم يقبضه باتفاق العلماء؟ باتفاق العلماء فاذا كان اعطى رجلا مائة بمئة وعشرين بمئة وعشرين وتم العقد واخذ خمسين منها فلا يجوز له الا ان يأخذ خمسين وفاء المئة وما زاد عن ذلك وما زاد عن ذلك حرم عليه وهذا هو المقصود في قول الله عز وجل وذروا ما بقي منه من الربا ويدخل في هذا من باب اولى ما ينشئه الانسان مما بقي من من تعاملاته او نياته او ما يعقده ايضا من مما يستقبل في ايام او وعود فانه يحرم عليه ان يفي ان يفي وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين. ذكر ذكر الايمان هنا ان كنتم مؤمنين اشارة الى انه لا يجتمع الشح والطمع مع الايمان مع قوة الايمان. اذا قوي الايمان زهدت النفس بالمال. زهدت النفس بالمال. فالله سبحانه وتعالى ذكر ذلك ذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين يعني في قوة الايمان لا يوجد في ذلك طمع. واصل التمسك بالربا هو بسبب الطمع. بسبب الطمع والجشع فالله سبحانه وتعالى حث عباده بالاقلاع وذكرهم بالايمان. وان الايمان وان قوة الايمان لا تجتمع مع الطمع وكلما قوي ايمان الانسان زهد بالدنيا ومالها زهد بالدنيا ومالها يعني انه اذا وجدتم تعلقا بمثل هذا فليعلم ان الايمان في ذلك ضعيف او او اسائل وقوله جل وعلا فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله يعني فان لم تفعلوا في امتثال امر الله باجتناب الربا وترك ما سلف من المال مما بقي معلقا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وهذا دليل على شدة الربا وخطره وان الله سبحانه وتعالى ذكر الحرب بينه وبين عبده لان مثل هذا من يحارب من هو اقوى منه فكيف من يحارب مخالقة سبحانه سبحانه وتعالى. ولهذا قال عبد الله بن عباس كما جاء في حديث سعيد بن جبير قال يعطى سيفه ثم يقال حارب الله ثم تلا قول الله سبحانه وتعالى الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الشيطان الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس فكيف برجل يتخبطه الشيطان كحال المجنون المخلوق ومعه سيف يحارب خالق ويحارب الخالق سبحانه وتعالى فهذا فيه صغار وهوان لي وهوان للانسان والناس في فزع وهول وخوف من الله سبحانه وتعالى وهذا مسلوب العقل مسلوب العقل كحال المجنون وفي يده بسيف فما نظر الناس اليه فما نظر الناس الناس اليه. والله سبحانه وتعالى ما ذكر في كتابه ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم حرب حربه من عباده الا في ثلاثة مواضع الموضع الاول الشرك وقد جاء في هذا عند الطبراني وغيره الموضع الثاني الربا هنا الموضع الثالث من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة والمعاداة لاولياء الله لاولياء الله يتضمن من ذلك موالاة لاعداء الله وهذا ان لم يدخل به الانسان الكفر ابتداء فانه يتدرج به الى الى الكفر يتدرج به الى الى الكفر ولهذا يقول الله جل وعلا كما في الحديث القدسي من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة بارزني بالمحاربة وقوله سبحانه وتعالى فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا ولا وقوله هنا في قوله جل وعلا فلكم رؤوس اموالكم هذا على ما تقدم مما بقي من مال الانسان له رأس المال؟ هل مما مضى في حال الانسان يدخل في هذا في هذا الباب؟ ام لا؟ نقول هو مقيد بما بما بقي في قول الله جل وعلا وذروا ما بقي من الربا يعني الانسان رأس آآ ماله وما عدا من ذلك فليس له وانما هو لحقوق الناس. من قال بالحالتين فيقول في الحالة الثالثة على ما تقدم ان الانسان اذا اذا تاب وهو على علم بالربا فهل له ما سلف؟ من ادرج الاحوال الثلاثة كلها بالمنع فيقول في هذا فيقول بهذه الاية ولكم رؤوس اموالكم يعني ليس للانسان الا الا رأس المال حتى لو كان من المقبوظ القديم حتى لو كان من المقبوظ القديم. يستدرك بعظ العلماء على من يقول بان للانسان ما سلفا من ما له حتى لو كان عالما اه اذا تاب اذا تاب من الربا يقول انه يلزم من هذا يلزم من هذا القول بحلية المال المقصود وكذلك المسروق وغير ذلك نقول هذا يختلف لانه بغير رضا. نقول هذا بغير رضا وبغير طيب نفس من الانسان يقول ما كان بطيب نفس من الانسان لو كان حراما في هذا يتاب الانسان منه فان فان الله عز وجل يتوب عن آآ الانسان ويدخل في هذا اه سائر انواع الامور المحرمة. هل يدخل في هذا ما يتعلق ببيع الخمور الانسان باع باع خمرا من العلماء من يدخل في هذا الباب ايضا بيع الخمر ومنهم من لا يدخل فيه في هذا الباب وهل هو مخصوص بالربا ام في سائر انواع المحرمة الشخص الذي تكون تجارته كلها من حرام تجارته كلها من حرام. هل الربا اعظم من بيع الخمر؟ نقول نعم الربا اعظم من بيع الخمر مع عظم الخمر وكون ام الخبائث من الكبائر ايضا والموبقات الا ان الربا اعظم اعظم منه فاذا كان اعظم منه وقلنا بهذا القول فانه نقول في في هذا الامر ترغيبا بالتوبة والدخول الدخول فيها. وحتى لا يدخل الانسان في دائرة القنوط وفي قوله لا تظلمون لا تظلمون اي ان الله سبحانه وتعالى انما حرم وبينوا الحدود في امور الاموال حتى لا يظلم الانسان غيره ولا يظلم ايضا في حقه فالله عز وجل اراد من ذلك العدل يعني ان الله اذا امرك ان تعيد حقا لاصحابك وامرك بان تأخذ رأس مالك الله لا يريد ظلما لغيرك ولا يريد ظلما لك ايضا ان الناس في هذا في هذا الامر وفي هذا في ذكر الله سبحانه وتعالى للربا ثم ذكر الله عز وجل بعد ذلك المداينة في اية المداينة هيئة عليها باذن الله تعالى بعدما ذكر الامر المحرم ذكر الترغيب اشارة الى الترغيب في ما هو الحل اذا كان الناس لا يجدون الا الربا الحل في ذلك هو هي المداينة الشرعية ويأتي الكلام عليها وصورها واحوالها وفضلها في المداينة وربما يبقى لنا مجلس واحد او ربما مجلس وشيء في ثم ننهي اه سورة البقرة وايات الاحكام من سورة البقرة. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين