الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنتكلم في هذا المجلس على ما تبقى. من الايات المتعلقة بالاحكام من سورة ال عمران واول هذه الايات هي قول الله جل وعلا وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا وفي سبيل الله او ادفعوا. هذه الاية نزلت في غزوة في غزوة احد. لما استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين من اهل المدينة وذلك بالخروج معهم للقاء المشركين. خرج مع رسول الله صلى الله عليه لم الصحابة على اختلاف احوالهم وكذلك ايضا خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافق وكان المنافقون في خروجهم مع النبي عليه الصلاة والسلام او كان المنافقون في حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة احد على حالين الحالة الاولى خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجعوا من نصف الطريق وهذا كحال عبد الله ابن ابي ومن معه. فانهم خرجوا ابتداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما كانوا في طريقهم الى احد رجعوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. الثانية الذين لم يخرجوا اصلا من المدينة وتعذروا بشيء من الاعذار. واولئك ايضا واولئك ايضا منافقون والنفاق يظهره الله عز وجل باحوال وباسباب. وهذه الاسباب ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه واظهر مواضع النفاق هي في سورة التوبة. ويأتي الكلام عليها باذن الله عز وجل في مواضيع واكثر ما يظهره الله عز وجل ما يظهر الله عز وجل به النفاق هو بامرين الامر الاول الاستهزاء الامر الثاني بالاكثار من الاعذار لترك الحق ولهذا نجد ان المنافقين حينما يأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بامر لا يعترضون على ذات الامر وانما يعتذرون بشيء من الاعذار التي تسوغ لهم عند من امرهم ان يتخلفوا عن الامتثال. ولهذا نجد ان المنافقين يتخذون الاعذار للخروج عن الحق لا يعارضونه صراحة كحال الكفار وانما يعتذرون. ولهذا لما امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة احد ان يخرجوا معه. قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم. وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا في غزوة تبوك لما استنفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لا تخرجوا في الحر ومن ذلك انه لو كان في غير في غير حر كبرد لخرجنا وكذلك ايضا قال الجد ابن قيس لما استحثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتال في غزوة تبوك قال للنبي عليه الصلاة والسلام ائذن لي ولا تفتني اي اني اذا لم يكن ثمة فتنة فاني خارج معك. فهذه اعذار لترك الحق. لترك الحق لا لرده ظاهرا ولهذا الله سبحانه وتعالى ما بين لرسوله صلى الله عليه وسلم كفرا ظاهرا ولكن بين نفاقهم باطلا. ولهذا حكم الله عز وجل عليهم انه اقرب يومئذ للكفر من الايمان. وقربهم من ذلك يعني لا يتمحض الكفر في الظاهر والنفاق في ذلك ظاهر. وذلك لانهم يظهرون ما لا يظهرون ما لا يبطنون. فيبطنون الرد كحال المشركين ويظهرون الاعذار نفاقا. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعاملهم يعاملهم في الظاهر معاملة كمعاملة المسلمين. وفي هذه الاية في قول الله سبحانه وتعالى وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا. هنا ذكر القتال في سبيل الله وذكر الدفع فجعل القتال في سبيل الله وما اضاف الدفع الى سبيل الله. في هذا معاني منها ما يذكره بعض الفقهاء من السلف والخلف الى ان الدفع لا له نية الى ان الدفع لا يشترط له نية. واما قتال الطلب فهو الذي يشترط له النية. كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح لما سئل قيل له الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل الشجاعة فاي ذلك في سبيل الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي هي العليا فهو في سبيل الله فهذا دليل على ان القتال في الطلب يجب فيه توفر النية ومن قاتل بغير نية كمن حمية او شجاعة او ليرى مكانه فميتته جاهلية. وهو من اول من تسعر بهم النار كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في فهي مسلم من حديث ابي هريرة واما قتال الدفع وهو ان يدفع الانسان عن عرضه وماله ودمه ودينه عند احد منه فانه لا يشترط من ذلك نية فبمجرد وجود النية في الدفع عن حقه موجب لشرعية لشرعية عمله. وهذا يتحقق فيه الشهادة ولو لم ينوي ولو ولو لم ينوي اضاف الله عز وجل الى القتال ان يكون في سبيل الله. وما اضاف الدفع الى سبيله باعتبار ان مجرد الدفع هو دفع عن حرمات يتحقق فيه يتحقق فيه امر الله سبحانه وتعالى ويعبد ذلك ويؤيده ما جاء في حديث سعيد بن زيد عند ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قاتل دون اهله فهو شهيد. من قتل اهلي فهو شهيد ومن قتل دون ما له فهو شهيد. ومن قتل دون دمه او نفسه فهو فهو شهيد. واصل هذا الحديث في في الصحيح من غير ذكر اهله. وفي هذا الى ان الانسان اذا قصد اذا قصد الدفع ولو لم النية فان اجره على الله عز وجل وقع ولو لم يستحضر اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى وانما استحضار او اعلاء كلمة الله عز وجل يكون في جهاد في جهاد الطلب لا في جهاد لا في جهاد الدفع. ويؤيد هذا حديث ايضا قابوس ابن ابي المخالق عن ابيه وهو في المسند في المسند والسنن وغيرها. وقد اشرنا اليه في عدة في عدة مواضع. وقول الله سبحانه وتعالى هنا قاتلوا في سبيل الله او ادفعوا. الدفع هنا حمله المفسرون من السلف على انه تكثير المسلمين ولو لم يقاتل الانسان ويحمل الانسان السلاح بيده. وهذا جاء تفسيره عن عبد الله ابن عباس فيما رواه ابن منذر في التفسير وكذلك ايضا ابن جرير عن مجاهد ابن جبر عن عبد الله ابن عباس قال كثروا المسلمين بسوادكم. وجاء ذلك ايضا عن ابن جريد والضحاك والسد وجاه عن غيرهم الى ان مراد بهذا كثروا المسلمين اذا لم تقاتلوا معه اذا لم تقاتلوا معهم وهذا آآ يدل على ان قتال الطلب ان قتال الطلب اعظم عند الله سبحانه وتعالى من جهة لحوق الاجر لصاحبه من جهاد الدفع من جهاد الدفع. لماذا؟ لان بهذا الدفع النية فيه مشوبة ان النية فيه مشوبة وذلك ان الانسان يدفع عن ماله ويدفع عن عرضه ويدفع عن نفسه ثمة حظ في ذلك عاجل ثمة حظ في هذا في هذا عاجل. واما جهاد الطلب فهو امحض واخلص في باب النية. وذلك ان الانسان قد حميت نفسه ودمه وماله وعرضه. وهو يطلب اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى. ولهذا الله سبحانه وتعالى لما امر المنافقين بالقتال في سبيل الله خيرهم بين امرين بين الكمال وبين ما دونه والكمال في ذلك هو ان يقاتل مع رسول صلى الله عليه وسلم في صفه وبين ان يكثروا المسلمين في سوادهم ويدفعوا دفعا عند ورود صولة عند ورود على حريم المدينة على حريم على حريم المدينة. فدل هذا على ان على ان جهاد الطلب ازكى واعظم للنفوس وايضا اعلى لصاحبه من جهاد من جهاد الدفع. وان كان جهاد الدفع اوجب. جهاد الدفع في ذلك اوجب من جهة وجوبه على من جهة وجوبه على الاعيان بخلاف الجهاد جهاد الطلب فله شروطه ومسائله ويأتي ربما ايضا الكلام عليه. وتكثير السواد هنا يوتي الله عز وجل صاحبه الاجر. وقيل ان الله سبحانه وتعالى يؤتي اجر من كثر سواد المسلمين بنفسه ولو لم يحمل سلاح يؤتيه اجر المقاتل. ولهذا استحذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من تأخر ممن خرج معه من اهل المدينة الى ان يكثروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوادهم يعني يكفروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه بسوادهم لان تكفير السواد يورث قوة وشد في العزيمة في المسلمين. ويدخل ايضا في نفوس عدو ويعزمه واكثر هزائم الحروب معنوية اكثر من كونها حسية ومادية. وهذا وهذا ظاهر ولهذا الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في جهادهم في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ما انتصروا على المشركين ما لديهم من قوة عتاد وعدد. وانما بقوة عزيمة. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم نصره الله عز وجل مسيرة شهر كامل. وهذا ايضا من الهزائم المعنوية لا الهزائم الحسية المادية. ولهذا تكثير سواد المسلمين في الجهاد يؤتي الله عز وجل من كثر سوادهم ولو لم يشارك معهم. وهذا فيه دليل على استحباب على استحباب تكثير سواد مجاهدين في سبيل الله تقوية لهم وشدا من عزائمهم وكذلك كسرا لنفوس العدو. وعلى هذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى العاجزين منه. وقد جاء في حديث انس ابن مالك وغيره انه قال رأيت قال رأيت ابن ان امي مكتوم وهو رجل اعمى ومعه درع يجره فقيل له في ذلك قال اني اكثر سواد المسلمين وكان ذلك في القادسية. وجاء نحو ذلك ايضا عن سهل بن سعد فيما رواه ابن جرير الطبري في المعجم وكذلك ايضا البخاري في كتاب التاريخ من حديث ابي حازم عن سعد ابن سعد انه نفر وقيل له وقيل له وفيك قتال وذلك لما كبر فقال يكثر ليكثر سواد المسلمين. وهذا فيه اشارة الى ان من كثر سواد المسلمين وكان معذورا يؤتيه الله عز وجل اجر المجاهد قادر يؤتيه الله سبحانه وتعالى اجرا المجاهد المجاهد للقادة. وهنا في قول الله سبحانه وتعالى وقاتلوا في سبيل الله او ادفعوا يأخذ منه بعضهم تقسيم الجهاد الى نوعين جهاد دفع وجهاد طلب. جهاد فعل وجهاد وجهاد طلب. وكان النبي صلى الله عليه وسلم جعل حال الصحابة الذين كانوا معه في الصفوف في الصفوف الاولى يطلبون المشركين ويطلبون الالتحام والمواجهة. وان من تأخروا عنهم جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم في حال دفاع عند عند استحلال حريمهم او تعدي المشركين للصفوف التي التي وراءهم. فكيف يكون مقامهم حينئذ مقام مقام الدفع ولا خلاف عند العلماء على ان النوعين من الجهاد قد دل عليهما الدليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهاد الدفع هو فطرة فطرة حيوانية فطر الله سبحانه وتعالى جنس الحيوان عليه سواء خالطه عقل او لم يخالطه عقل في دفع الحيوان عن نفسه وعن ماله وهذا وهذا امر معلوم مشاهد حتى عند الحيوان البهيم ويعظم ذلك ويدق وتفاصيله في في الحيوان الذي يؤتيه الله عز وجل عقلا وذلك وذلك من الثقلين من الانس من الانس والجن مما جعل الله سبحانه وتعالى فيه مما جعل الله عز وجل فيه حياته والكمال في ذلك انما هو في جهاد الطلب. انما هو في جهاد في جهاد الطلب وجهاد الطلب يتمايز فيه الحق والباطل والادلة في جهاد الطلب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متواترة مستفيضة. ولا اعلم احدا من السلف ولا من ائمة من انكر جهاد من انكر جهاد الطلب وانما هو في اقوال في اقوال بعض المعاصرين في اقوال بعض المعاصرين. لما دب الوهن في المسلمين حينما استعمرت كثير من استعمرت كثير من بلدان من بلدان المسلمين. دب الوهن فيهم والتعلق بالدنيا والماديات. والنبي صلى الله عليه وسلم في امر جهاد الطلب دل على ذلك عنه وكذلك ايضا في ظواهر القرآن ادلة كثيرة مستفيضة ومن ذلك ما جاء في الصحيح من حديث معاوية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي على الحق يقاتلون في سبيل الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم الى قيام الى قيام الساعة وغير ذلك من الاحاديث الدالة على ثبوت على ثبوت جهاد جهاد الطلب. وله ضوابطه وشروطه وقيوده واحواله التي تكلموا عليها العلماء العلماء في مواضعهم. وكلا الحالين قد جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعني جهاد الدفع وجهاد الطلب فتنوعت احوال النبي صلى الله عليه وسلم فخرج النبي عليه الصلاة والسلام مدافعا لما بلغه لما بلغه قدوم كفار قريش اليه وذلك وذلك في غزوة احد وكذلك ايضا في غزوة في غزوة بدر. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ايضا طالبا عيرة عيرة وقوافل المشركين وهذا في احوال عديدة. وقصد النبي عليه الصلاة والسلام ايضا في مواضعهم ايضا كما في غزوة تبوك وغيرها وكذلك ايضا اصحابه من بعده في كثير من الغزوات في غزوهم لفارس والروم فكان ذلك من جهاد من جهاد الطلب لا من جهاد لا من من جهاد الدفع ويخشى على من انكر جهاد الطلب الكفر لانه ينكر شيئا معلوما مستفيضا ثبت النص واستفاض واستفاضت وتواترت به النقول واجمعت عليه واجمعت عليه عليه عليه الامة. وفي قوله سبحانه وتعالى قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم كفر يومئذ اقرب منهم للايمان. في هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع عبدالله ابن ابي من الطريق حين ذهاب النبي عليه الصلاة والسلام الى غزوة احد عامله بظاهره اخذا بعذره ولو علم باطنه انه يكتم ويسر خلافا ما يظهر والانسان لا يأخذ بعلمه بعلمه الباطل وانما يأخذ بالامر الظاهر ولهذا عامل النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم المنافقين كمعاملة المسلمين. وهذا من الحكمة والسياسة. من الحكمة والسياسة تقوية للمسلمين وكبتا لباطن المنافقين ان يخرج ان يخرج وكذلك ايضا ان يتزاحموا وان يكثر بعضهم بعضا لهذا لما رجع عبد الله ابن ابي الى المدينة ومعه ثلث القوم ما واجههم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. بل لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك في غزوات اخرى اخذ اولئك معه. والله سبحانه وتعالى هنا ما ابدى كفرهم الظاهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانما ابدى نفاقهم الباطل. ليه؟ حتى لا يؤاخذهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكفر وانما يعاملهم بالنفاق. فلا يصدرهم ولا يقدمهم في حال من تلك الاحوال في قضايا على السرايا والجيش ويستأمنهم على الاعراض والاموال. وانما يأخذهم تكذيرا للسواد. وانما يأخذهم تكثيرا للسواد ودفع لشرهم ومكنون نفوسهم حتى حتى لا يخرجوا لا يخرجوا عما زاد عما زاد من الشر الذي اظهروه وهذا ايضا في سياسة النبي عليه الصلاة والسلام في المنافقين واحتوائهم وعدم ايضا فصلهم عن صفوف المسلمين من سياسته عليه الصلاة والسلام في تعامله في الغزو وتعامله كذلك عليه الصلاة والسلام في المدينة في المجالسة والمخالطة عطية اجابة الدعوة انما يأخذهم النبي صلى الله عليه وسلم بالظاهر. ولهذا هنا انما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك نبيا ليعلم ما في باطنهم ولهذا ذكر الله عز وجل اشارة الى هذا المعنى في قوله والله والله اعلم بما يكتمون اي انهم يكتمون امرا غير ما يظهرونه من الاعذار. فهم في غزوة احد اظهروا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يلتقي بالمشركين لانه لن يكون في ذلك قتال فلا نريد ان نأخذ في الذهاب في في قتال ربما ربما لا يتحقق وهم في حقيقتهم انما يتعذرون. واكثر الناس اعذارا واكثر الناس اعذارا للخروج من الحق هم اكثرهم نفاقا. ولهذا المنافقون لا يواجهون الحق بعينه. وانما يعتذرون لتركه وانما يعتذرون لتركهم. واذا كثرت الاعذار في ترك الحق فهذا امارة على النفاق فهذا امارة على النفاق كما في غزوات النبي عليه الصلاة والسلام لما امروا بالخروج الى تبوك قالوا لا لا تنفروا في الحر لما امرهم النبي عليه الصلاة والسلام بالقتال فيها قالوا ائذن لي ولا تفتني خشية فتنة النساء يعتذرون بذلك لما امرهم النبي عليه الصلاة والسلام في الخروج الى احد قالوا لو لا اعلم قتالا لاتبعناكم يريدون من ذلك الخروج باعذار. وكلما كانت الحجة ظاهرة والعذر في ذلك ضعيف فهذا اظهر للنفاق فهذا اظهر اظهر في النفاق الاية الثانية في قول الله تعالى فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض. في هذه الاية اشارة لاستوائه الذكر والانثى في ابواب الجزاء والاجزاء والثواب. وكذلك العقاب يستوون في الجزاء والاجزاء والثواب والعقاب في ابواب الطاعات. وذلك ان الله سبحانه وتعالى جعل اصل الامر يتوجه الى يتوجه الى الى الناس جميعا سواء كانوا ذكورا او اناثا. وكذلك ايضا الى كانوا من الانس او كانوا كانوا من الجن. وفي هذا ان الاوامر اذا جاءت من الله سبحانه وتعالى عامة ان الامتدال في ذلك يكون عاما الا بتقييد. وان العمل اذا جاء من الثقلين وجاء ايضا من الذكر والانثى منهم ان الثواب في ذلك واحد ان الثواب في ذلك واحد. وذلك لقرائن عديدة ان الاصل في التشريع والاصل في الخطاب انه يتوجه الى جميع فيجب ان يكون الجزاء والاجزاء والثواب والعقاب ايضا في ذلك على على السواء. ومنها ايضا ان الله سبحانه وتعالى يجعل العقاب في حال المخالفة واحد. فاذا كان العقاب في حال المخالفة واحد فان فانه يجب ان يكون ان يكون الثواب كذلك. ان يكون الثواب في ذلك في ذلك متساويا. وهذه الاية نزلت لما قالت ام سلمة رضوان الله ان الله سبحانه وتعالى ما ذكرنا في الجهاد والهجرة ان الله ما ذكرنا في الجهاد والهجرة فانزل الله سبحانه وتعالى ان توضع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض. يعني ان الله سبحانه وتعالى جعل العمل من جهة الاصل متساويا فما اوجبه الله عز وجل على الرجال واوجبه على النساء. يتقبل الله من الرجال والنساء على حد سواء. الا ان الفرائض المخصوصة بالرجال هي للرجال والفرائض المخصوصة بالنساء انما هي للنساء. ولهذا جاء في حديث عائشة عليها رضوان الله لما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل على النساء جهاد؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة. فثواب الرجل في الجهاد تساويه ثواب المرأة في الحج يسويه ثواب المرأة المرأة في الحج. وكذلك ايضا في العمل في الطاعات. ولو كانت الصورة في ذلك والموضع في ذلك مختلف فصلاة الرجل في الجماعة تساويه صلاة المرأة في دارها. فاذا كان الرجل في الجماعة تفضل الصلاة على صلاة الفرد او خمس وعشرين درجة كذلك ايضا المرأة اذا صلت منفردة. وتقدم معنا الاشارة في هذا في هذا الموضع في هذه المسألة في غير هذا الموضع من سورة من سورة البقرة. وفي هذا ايضا في قول الله عز وجل اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى. هنا فيه ضمان على قبول جميع العمل ولكن هذا يقيد ما كان ذلك بما كان ذلك مع اخلاص ومتابعة. مع اخلاص اخلاص ومتابعة واذا كان ثمة اخلاص ومتابعة فبمقدار توفر هذين يكون في ذلك القبول. يكون في ذلك القبول وهذا مقتضى كمال العدل وهذا مقتضى كمال عدل الله سبحانه وتعالى. وكذلك ايضا فان العمل اذا كان خالصا لله وكان صوابا لرسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم وفعله الانسان مجتهدا ناسيا ان هذا العمل باطل كمن يصلي الصلاة بغير طهارة كمن يصلي الصلاة بغيره بغير طهارة ثم انقضت صلاته ثم انقضت صلاته هذه نقول على حالين. اذا علم بذلك او لم يعلم. اذا اذا لم يعلم صلاته صحيحة مقبولة. صلاته صحيحة مقبولة. يعني ان الله عز وجل رفع عنه بها الاثم رفع عنه الاثم واستحق بها الاجر واستحق بها بها الاجر. وان كانت لغيره في حق غيره من جهة الاصل باطلة من جهة باطلة. واذا علم بذلك فادى الصلاة على غير طهارة وهو لا يعلم. ثم علم بعد ذلك انه اداها بغير طهارة. هل يؤجر وعليها ام لا يؤجر نعم يؤجر يؤجر عليها ولكنها لا ترفع عنه الاثم لا ترفع عنه الاثم ويجب ان يأتي بالصلاة وهذا يقع كثيرا في احوال الناس. بعض الناس يجتهد في عبادة يجتهد في عبادة كمن يقوم الليل مثلا ويوجد نفسه بقيام الليل ثم يتضح انه ليس على طهارة. او يؤدي صلاته يوم كامل يؤدي يؤدي صلاة يوم كامل ثم يظهر من حاله له انه صلى بمسح على خف لم يلبسه على على طهارة او غير ذلك من الاعمال التي يفعلها والعمل في حقيقته لو لو علم باطل. نقول يثاب على ذلك ان الله عز وجل لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى فاذا فاذا قبل منه الاجر نقول لا يرتفع الاثم بعلمه فاذا علم الانسان بعد انقضاء تلك العبادة وجب عليه ان يؤديها. وعمله الفائت متقبل وعمله الفائت متقبل من جهة تحقق الاجر. لان الله سبحانه وتعالى لا يضيع لعامل لعامل عمله وان كان لا وان كان لا يجزئه لا يجزئه ذلك. وذلك كحال الانسان الذي مثلا يصلي صلاة الظهر ثلاثا يظن يظنها اربعا ثم سلم ثم سلم من ذلك وبقي على هذا الامر ونسي. وبقي على هذا الامر ونسي. يؤتى اجر اربع ركعات يؤتي اجر اربع ركعات وثوابه وثوابه في ذلك مكتوب. واذا علم بعد ذلك وكان الفاصل في ذلك طويل وجب عليه ان يعيدها اربعا واجره في ذلك في الثلاث مكتوبة له واجره في ذلك في الثلاث مكتوبة له. وهذا هنا لفضل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لعبده ما اداه من عمل. اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر من ذكر او انثى وهنا في توفر الشرط الشرطين في الاخلاص والمتابعة. اذا اتى الانسان بعبادة متابعا متابعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها بغير اخلاص. فيقال حينئذ بعدم فيقال حينئذ بعدم بعدم قبولها. والشرط الاول اكد من الشرط الثاني والشرط الاول اكد من الشرط الثاني وذلك انه قد يثاب الانسان بعمل لم يتابع فيه رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم اذا توفر الشرط الاول ولكن لا يمكن ان يثاب على عمل باي حال ولو تاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لم يتوفر في ذلك الشرط الاول وبيان ذلك ان الانسان اذا اخلص لله سبحانه وتعالى بعبادة من العبادات من العبادات التي جاء اصلها اصلها في الشريعة. ولكنه زاد فيها ولكنه زاد زاد فيها اما ان يكون بدعة او احداث بحسن قصد تدينا لله سبحانه وتعالى. يثاب على ذلك ويعذر بجهله. يثاب على ذلك ويعذر ويعذر بجانب ولهذا قد ذكر بعض العلماء كابن تيمية رحمه الله ان بعض المتعبدين يثاب على عبادته مما يفعله بعض وذلك مما يفعلونه مثلا في يوم المولد او نحو ذلك. وذلك عند جهلهم لا عند علمهم بالمخالفة عند علم ابن خلف ومقتضى ذلك انهم اخلصوا لله عز وجل بهذا العمل وهذه العبادة من جهة اصلها دل الدليل عليها وانما كان الاثم باجتماعها واقترانها واقترانها ببعضها وانتظامها على صورة لم يدل عليها الدليل. فهم يجتمعون في المولد يقرأون والقرآن قد دل عليه الدليل. ويذكرون الله والذكر قد دل عليه الدليل. ويذكرون من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وهذه قد دل عليها الدليل ولكن البدعية في انتظامها ولكن البدعية في انتظامها فيؤجر الانسان على اخلاصه اذا جاء الاصل فيها قد دل عليها الدليل والبدعية في انتظامها بغيرها. وانتظامها بغيرها فيؤجر على ذلك ان لا يثاب على عمل ولو كان موافقا في ظاهره لرسول الله من غير زيادة او نقصان. اذا اذا لم يكن في ذلك اخلاص ولهذا شرط الاخلاص اعظم عند الله من شرط المتابعة. شرط الاخلاص اعظم عند الله من شرط المتابعة. وكذلك ايضا من مقتضاه ان الانسان قد يثاب على الاخلاص لله سبحانه وتعالى وحب عمل الخير بقلبه ولو لم يفعله بجوارح ولو لم يفعل بجوارحه ولكنه لا يثاب لو فعل العمل ولو اذا لم يكن لديه نية لله سبحانه وتعالى ولو لم يكن لديه لغير الله جل وعلا فانه لا يثاب على ذلك لهذا نقول ان شرط الاخلاص اعظم عند الله سبحانه وتعالى من شرط بشرط المتابعة. ولهذا كان عمل المشركين وكذلك ايضا اه كفرهم عمل الباطل اكثر من عمل الظاهر وان كان في عمل الظاهر لديهم مكفرات ولكن كفرهم بباطنهم اكثر من كفرهم بظاهرهم ولهذا اشترك المنافقون مع الكفار بكفر الباطن واختلفوا بكفر الظاهر لان الباطن في ذلك اعظم لان الباطن في ذلك اعظم والاشتراك فيه والاشتراك فيه فيه اظهر. وفي قول الله سبحانه وتعالى اني لا اضيع عملا عامل منكم من ذكر او انثى ذكر الذكر والانثى فيما تقدم الاشارة اليه ان الاصل الاستواء استواء في ابواب في ابواب الثواب في سائر انواع الطاعات. في الصلاة والزكاة والصيام والحج. والعمرة وذكر الله سبحانه وتعالى من جهة الاجر الاجر في ذلك في ذلك في ذلك سواء كما انهم في ابواب الحدود وكذلك العقاب العقاب في ذلك سواء لهذا قال الله سبحانه وتعالى بعضكم من بعض اي اشارة الى ما تقدم من هذا من هذا المعنى الاية الثالثة في قول الله سبحانه وتعالى وهي اخر اية من سورة ال عمران في قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا. هنا ذكر الله سبحانه وتعالى امر الرباط وامر به. والامر بالرباط والرباط في سبيل لله والرباط في سبيل الله على على نوعين رباط في الثغور وهي مواضع الغزو والقيتال والنوع الثاني رباط على حريم المسلمين على حريم المسلمين في ديارهم. وذلك ان الاموال اما ممن يسطو عليها من فساق المسلمين ومن ضعفاء النفوس او ممن يسهر على الاعراض وحمايتها او غير ذلك فهذا داخل في ذلك الخطاب. ولكن هذه الاية لما جاءت في سياق الهجرة وجاءت في سياق الجهاد وجاء ايضا في ذلك الامر بالصبر والمصابرة كان الامر الاول واقرب واحظى بان نص ان المراد بقوله جل وعلا ورابطوا والمرابطة في في سبيل الله في الثغور. وهذا قد جاء تأويله عن غير واحد من السلف قد جاء عن عمر بن الخطاب وجاء ايضا عن مجاهد بن جبر وزيد وغيرهم وغيرهم من السلف عليهم رضوان الله تعالى المرابطة اشارة الى بقاء الانسان في موضع لا يتحرك منه عينا للمسلمين عينا للمسلمين وجاء في فضل الرباط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك احاديث كثيرة واقترن ايضا من جهة الفضل وكذلك ايضا الاجر في الجهاد في سبيل الله. ولهذا جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث سهل بن سعد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رباط ليلة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ولموضع صوت احدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولا غدوة وروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما وما فيها وكذلك ايضا ما جاء في حديث سلمان الفارسي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه. واذا قتل اجرى الله سبحانه وتعالى له عمله وامن الفتان يعني فتان فتان القمر واذا كان هذا في المرابط فانه كذلك ايضا في المجاهد في سبيل الله في في القتال من باب من باب اولى. وبهذا نقول ان من قتل في سبيل الله ان الله سبحانه وتعالى يؤمنه من من الفتان وهو فتان القبور اي لا يفزع لا يفزع منه ويؤمنه الله جل وعلا كذلك ايضا كذلك ايضا في في جوابه. وجاء كذلك ايضا عن صلى الله عليه وسلم في قوله عينان لا تمسهما النار وذكر منهما عين باتت تحرس تحرس في في سبيل الله وهذا داخل في ذلك على على النوعين. المعنى العام للرباط يدخل فيه انتظار العمل الصالح وترقبه والتربص له وقد جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث على ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ادلكم على ما يمحو الله عز وجل به الخطايا ويرفع الدرجات اسباغ الوضوء على المكاره. وكثرة الخطى الى المساجد. وانتظار الصلاة الى الصلاة فذلكم الرباط ذلكم فذلكم الرباط. وهذا داخل في في الفظل الا ان الرباط الا ان الرباط في سبيل الله ايضا من جهة فضله بحسب بحسب مواضعه بحسب مواضعه. وقد يؤتي الله عز وجل المرابط في حال في حال قام المحتسبة على المسلمين يؤتيه الله عز وجل ما يؤتي من كان مرابطا على الثغور بحسب المواضع التي عليها والمصالح المتعدية في الى المتعدية منه الى الى المسلمين. وكذلك ايضا بمقدار بمقدار وسعه فان الله سبحانه وتعالى يعطي ربما العاجز القاعد ناوي الخير اعظم مما او يعطيه مساويا مساويا لمن لمن كان قادرا ونافرا في سبيل الله سبحانه وتعالى لانه علم صدق هذا فاعطاه اجره وعذره ما اعطى النافر كما اعطى النافر النافر قدره. وفي قول الله سبحانه وتعالى هنا واتقوا الله لعلكم لعلكم تفلحون. اشارة الى ان الصبر والمصابرة وكذلك ايضا الرباط يجب ان يصاحبها التقوى. يجب ان يصاحبها التقوى. فان الانسان قد يصبر ويصابر ويرابط ايظا حمية صابر ويصبر ويرابط كذلك ايظا حمية او طلبا للدنيا او الجاه يرى مكانه وسمعته لذلك فان الله عز وجل يعطيه من حظه ذلك من حظه ذلك بمقدار حظه من نيته. فاذا صاحبته التقوى وفي قلبه فان الله عز وجل يعطيه الكمال في ذلك بمقدار بمقدار ما اوجد لله سبحانه وتعالى في قلبه وبهذا نكون قد ختمنا سورة ال عمران فيما يتعلق بايات الاحكام منها ونشرع باذن الله سبحانه وتعالى بعد الاجازة بسورة النساء اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد وان يجعلنا ممن يستمع القول ويتبعوا احسنه وان ينفعنا بما سمعنا وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد