السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ففي هذا المجلس هو العاشر من شهر صفر من العام السادس والثلاثين بعد اربع مئة والالف نكمل او نتكلم على شيء مما تبقى من احكام سورة النساء. وقد تكلمنا في المجلس السابق على احكام صلاة الخوف وكذلك قصر الصلاة. وذكرنا ايضا صفات صلاة الخوف وما يتعلق بها من احكام كما ذكر الله عز وجل تلك الاحكام ذكر الله سبحانه وتعالى اثرها الذي ربما ينزل على الانسان والاثر الذي ربما ينزل على الانسان في زمن الشدة والخوف هو الوهن. ولهذا نهى الله سبحانه تعالى عنه بنهي عقب او عقب صلاة عقب صلاة الخوف. ولهذا يقول الله جل وعلا ولا تهنوا في ابتغاء القوم تهنوا هو من الوهن وهو الضعف. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم ولا تهنوا ولا تحزنوا يعني الوهن من الضعف كما قال ذلك عبدالله ابن عباس هو مجاهد ابن جبر وغيرهم وكذلك ايضا في قول الله سبحانه وتعالى قال ربي اني وهن العظم مني يعني ضعف وكذلك ايضا في قوله وهنا على وهن يعني ضعفا على ضعف. وانما نهى الله سبحانه وتعالى عن الوهن والوهن للنهي عن اسبابه فان الوهن وهو الضعف اثر واسبابه التي تحققه هي التي نهى الله عز وجل اللي عنها واسبابه التي تحققه عديدة منها الحزن ولهذا قرنه الله عز وجل بالضعف. وكذلك ايضا الخوف فانه يورث الانسان ضعفا. وكذلك ايضا فيه جهل الانسان بحقيقته فانه الضعف وكلما كان الانسان جاهلا بحقيقته ومواضع القوة فيها اورثه ذلك ضعفا اورثه ذلك ضعفا وذلك ان الانسان اذا كان قويا وقد اتاه الله عز وجل بسطة في جسمه وجهل حقيقته وعرف حقيقة قد عدوه الذي دون اورثه ذلك ضعفا. وهذا في كل امر سواء كان ذلك القوة البدنية او القوة المالية او القوة وغير ذلك ولهذا اذا دب الضعف في نفس الانسان ضعف عمن دونه ولو كان هو اعلم منه. وكذلك ضعف عمن دونه ولو كان هو اغنى منه وظعف عمن دونه ولو كان لديه القدرة والبسطة اشد اشد منه. ولهذا نهى الله سبحانه وتعالى عن اخذه اسباب الضعف التي تورث الانسان. وانما ناسب النهي عن عن الاخذ باسباب الوهن لما ذكر الله عز وجل اه قصر الصلاة وكذلك ايضا صلاة الخوف. ذلك ان هذه مما تورث المشقة على الانسان والجهد والكل فتضعف النفس ويلحقها شيء من ويلحقها شيء من الوهن واللين فنهى الله سبحانه وتعالى عن اعتبار هذه عن اعتبار هذه الاشياء ونهي الله جل وعلا عن الوهن في قوله ولا تهنوا في ابتغاء القوم. نهى الله عن الوهن وذلك لانه يضعف المسلمين عند الكافرين. وكذلك ايضا يضعف المسلمين عند انفسهم ان يطلبوا الكافرين. وهذه الاية دليل على جهاد الطلب. وهذه الاية دليل على جهاد الطلب وتقدم معنا في سورة البقرة الكلام على جهاد الطلب وذلك في قول الله جل وعلا واقتلوهم حيث ثقفتموهم وكذلك ايضا في قول الله جل وعلا في قول الله سبحانه وتعالى ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله. وكذلك ايضا تكلمنا عليها في في سورة ال عمران تكلمنا عليه ايضا في سورة ال عمران. والجهاد كما تقدم انه على نوعين جهاد دفع وجهاد وجهاد طلب. وهذه الاية في حكم جهاد الطلب. لان الله عز وجل يقول ولا تهنوا في ابتغاء والابتغاء هو مصدر بغى يعني طلب يبغي. ولهذا يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن يبتغي غير الاسلام دينا يعني يطلب ويرجو. فنهى الله سبحانه وتعالى عن الوهن لانه ضعفا في المؤمنين فلا يطلب الكافرين. فلا يطلب الكافرين. فنهى الله عز وجل عن ذلك. ولهذا نقول ان هذه الاية في هذي نوعي في احد نوعي القتال. وهنا انما ذكر الله عز وجل القوم لان ذلك تبعا لحكم لسيل حكم الصلاة صلاة الخوف وكذلك الضرب في الارظ فكأنه يشير الى حادثة النازلة وهذه الايات نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبكرا وقيل انها نزلت اكثر من مرة قيل انها نزلت على رسول اكثر من مرة قيل انها نزلت في احد ونزلت ونزلت بعدها. وفي قول الله جل وعلا ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تعلمون. هذا عدل من الله سبحانه وتعالى. في حكمه عدل من الله عز وجل بل في حكمه على الانسان في نفسه وعلى اهل الايمان وكذلك ايضا على مخالفيهم من اهل الكفر على مخالفيهم من اهل من اهل الكفر وذلك ان الشيطان يحرص يحرص على تبيين مواضع الضعف في المؤمنين وتبيين مواضع القوة في الكافرين حتى يصيبهم الوهن. حتى يصيبهم الوهن. والله جل وعلا قد نهى عن الخوف في كتابه العظيم في مواضع عديدة. ونهى كذلك ايضا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. في مواضع خوف على نوعين خوف خوف نفسي وهو الطبع الفطري فهذا لا يأثم الانسان بوجوده لا يأثم الانسان بوجوده. وهذا اثبته الله سبحانه وتعالى. اثبته الله جل وعلا ولم يؤاخذ احدا عليه بل ربما جرت عليه بعض الاحكام الشرعية. وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا. والخوف في ذلك الخوف والطبع الفطري الذي يرد تبعا لذلك شيئا من الاحكام. وكذلك ايضا ربما يكون الخوف يورث حكما من احكام الله سبحانه وتعالى فيترخص الانسان فيترخص الانسان بترك بعض المأمور. وذلك ان الله عز وجل امر بصلاة الخوف وكذلك ايضا حث او رخص بقصر الصلاة في السفر وقيد ذلك بقوله ان خفتم اي يفتنكم والخوف في ذلك هو الامر الفطري الموجود الذي لا يلزم من ذلك لا يلزم من ذلك تعطيل لحكم الله ولا ارتكاب لمحظور من المحظورات التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها. وعلى هذا نقول ان هذا النوع من الخوف لا يأثم لا يأثم به الانسان وجوده امر امر فطري واما النوع الثاني فهو الخوف الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه. وهو ان يخاف ان يخاف المؤمن غير الله كخشية الله وكذلك ايضا فان الخوف الذي ينهى الله عز وجل عنه هو الخوف الذي يلزم معه ترك مأمور لا يحقق مأمورا اعظم منه لا يحقق مأمورا اعظم منه. فاذا تعطل المأمور الذي لا يحقق مأمورا اعظم منه كان هذا الخوف كاد كان هذا الخوف مذموما وبمقدار ورود الخوف على قلب الانسان فان انه يعطل احكام الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر الله عز وجل المنافقين في مواضع من كتابه. وبين ايضا ان من خصاله ان من خصالهم الخوف ان من خصالهم الخوف الذي يعطل حكم الله سبحانه وتعالى. وذلك في مواضع منها ما تستثقله النفس ومنها من الامور التي تقوم به يقوم به الانسان بجوارحه. والخوف المذموم بين الله سبحانه وتعالى ان الذي يجلبه للانسان نوعان النوع الاول الشيطان النوع الاول الشيطان ولهذا يقول الله جل وعلا انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه يعني يخوفكم باولياءه. النوع الثاني اولياء الشيطان هم الذين يخوفون المؤمنين في امتثال امر رب العالمين. وهذا على مراتب ايضا على مراتب وكذلك ايضا في قول الله جل وعلا اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه. والمراد بذلك يخوفونك باصنامهم وتأثيرهم على الانسان وقطع رزقه والتأثير عليه فهذا من تأثير من تأثير اولئك المشركين على رسول الله لما هجر اصنامهم قالوا ان تلك الاصنام تؤثر ستؤثر عليك في رزقك وحياتك وكذلك ايضا في معاشك. فبين الله سبحانه وتعالى ان الذي يجلب الخوف المذموم على الانسان انما هو الشيطان. وكذلك اولياء اولياء الشيطان. فنهى الله سبحانه وتعالى عن هذا النوع من الخوف اف الذي يورث تعطيلا لحكم الله سبحانه وتعالى. وما هو الميزان في الخوف المذموم؟ والخوف في خوف المذموم والخوف الفطري. الميزان في ذلك هو ان ينظر الانسان هل هذا الخوف يعطل امرا من اوامر الله وحكم من احكامه واذا عطل حكما من احكام الله وامرا من اوامره هل يحفظ حكما او منه ام لا يحفظ حكما او لا؟ اولى منه اولى. فاذا كان يحفظ حكما اولى منه فان هذا الخوف من من الخوف المحمود او الخوف الذي الذي لا يدم والعمل به مشروع. فاذا كان يفوت حكما من احكام ولا يحفظ ما هو اولى منه فان فان هذا الخوف مذموم وهو الذي يجلبه الشيطان واولياء الشيطان انسان. ولهذا انما شرع الله عز وجل صلاة الخوف وسببها الخوف حفظا لنفوس المسلمين ودمائهم واموالهم وكذلك ايضا من ادخال العدو بهم. ولهذا ترخصوا بترك بعظ ما امر الله به لما امر الله لحفظ ما هو اولى ما هو اولى من ذلك والذود عن حياض الاسلام جميعا اصلا وفرعا. فخففت الصلاة لاجل لاجل هذا. واما اذا كان يفوت امرا ولا يحفظ امرا مماثلا وله ما هو اعظم منه فان العمل بذلك فان العمل بذلك مذموم. وكذلك ايضا فانه ينبغي للانسان ان يعلم انه في ابواب الموازنة بين الخوف المذموم والخوف النفسي الفطري انه ينبغي ان تغيب حظوظ النفس ان تغيب حظوظ حظوظ النفس وان يحضر حق الله جل وعلا من ان يحضر حق الله جل وعلا في نفس الانسان حتى تصح له موازنة حتى تصح له له الموازنة. ولهذا ليس للانسان ان يحفظ حقه في ذاته وان يضيع حكم الله وان يضيع حقوق حقوق المسلمين كذلك وحقوق المسلمين كذلك لماذا؟ لانه نظر الى حظ نفسه وما نظر الى الى حظ المسلمين والى حكم الله جل وعلا. ولهذا نقول اذا اراد الانسان ان يوازن في حقيقة الخوف الذي يسوغ للانسان ان يعمل به والخوف الذي لا يسوغ للانسان ان يعمل به ان يغيب حظ نفسه وان وان يحظر في قلبه حق الله جل وعلا وحق وحق المسلمين حينئذ يصح يصح للانسان يصح للانسان حكمه. وهنا لما ذكر الله عز وجل الم المؤمنين من الكافرين والم الكافرين من المؤمنين هذا فيه اشارة الى ظلم الشيطان لنفسه وظلمه ايضا لمن سول له من المؤمنين. وذلك ان الشيطان لظلمه وعدم عدله فانه فانه المؤمنين يتذكرون قوة الكافرين وضعف المؤمنين فيغيب في نفوسهم مواضع القوة ويحضر في نفوسهم مواضع مواضع قوة المشركين وضعفهم. ولكن الله سبحانه وتعالى لعدله بين مواضع القوة في المؤمنين ومواضع القوة في الكافرين. مواضع الضعف في المؤمنين ومواضع الضعف في الكافرين. ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تعلمون. وينبغي الا تحجب امور الموازنة في هذا حتى لا ينظر المؤمن الى مواضع القوة في نفسه فقط. فيغتر ويهلك نفسه ويهلك امته يهلك نفسه ويهلك امته بل ينظر ينظر الى مواضع الامرين حتى يعدل في نفسه وفي حق الله سبحانه وتعالى. ولهذا اثبت الله سبحانه وتعالى في كتابه الم المؤمنين من الكافرين. والم الكافرين من المؤمنين ثم ميز المؤمنين بامر اخر انهم يخشون الله ويرجون ما عنده ويرجون ما عنده. وبه يغلبون وبه ينتصرون وبه يمكنون. وبه يحقق الله عز وجل لهم العزة ان تكونوا تألمون فاثبتها فانهم يألمون كما تألمون فاستحضروا هذا الامر سيكون في ذلك الموازنة واستحضروا مقدارها ولكن الميزة التي تكون لاهل الايمان وترجون من الله ما لا يرجون. لان غايتهم في الدنيا هي حظ واما المؤمن فغايته غايته الحقيقية هي مرضاة مرضاة الله سبحانه وتعالى. وهذا يؤيد ما تقدم الكلام عليه. انه في ابواب بالموازنة بين الخوف الممنوع والخوف المشروع هو ان يلغي الانسان حظ نفسه وان ينظر في حظ الله وفي حق الله سبحانه وتعالى. وذلك في قوله وترجون من الله ما لا يرجون. ترجون من الله رضاه وخشية الله وخوفه. وكذلك ايضا سواء الجزاء والثواب الذي يكون عند الله سبحانه وتعالى للمؤمنين. فاذا كان كذلك فان المؤمن يميز الحق من الباطل والخير من الشر والصواب من الخطأ. وهنا في قول الله سبحانه وتعالى ان تكونوا تألمون. الالم المراد به المراد به الوجع والوجع اما ان يكون حسا واما ان يكون معنى. وقد نال المؤمنين من ذلك من النوعين نال من نال المؤمنين من المشركين النوعان النوع الاول هو المعنوي والثاني هو هو الجسدي هو الجسدي والمعنوي ما ما تأذى منه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وذلك من هجاء المشركين وكذلك ايضا سفاهتهم وسبهم واستهزائهم فان هذا الم النفس فان هذا الم النفس والالم الثاني هو الم البدن ما يصيب المسلمين من الخوف وكذلك ايضا من من الجراحات والالام وفقد المال وغير ذلك فهذا من الالام من الالام الحسية فذكر الله سبحانه وتعالى الالم على النوعين الالم على النوعين وذلك كله متحقق وايهما وما اعظم الم النفس ام الم البدن؟ الم النفس اعظم؟ الم النفس الم النفس اعظم. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان الم نفسه اشد مما لقيه من الم بدنه كما جاء في الصحيح من حديث عائشة لما سألت رسول الله صلى الله عليه فقالت يا رسول الله هل وجدت من قومك اشد من يوم احد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة لقد لقيت من قومك ما لقيت وقد عرظت نفسي على ثقيب يعني في الطائف على اهل الطائف فطردوني فخرجت مهموما على وجهي فلم افق الا وانا بقرن الثعالب. فنظرت فاذا بياض عظيم فاذا جبريل يقول لي ان الله بعث اليك ملك الجبال يستأذنك بان يضرب او ان يطبق عليهم الاخشبين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا. وهذه وهذا اشارة الى ان النبي عليه الصلاة والسلام لقي من المشركين اشد ما لقيه من ما لقيه في احد واشد جراحة بدنية لحقت النبي عليه الصلاة والسلام انما كانت في احد انما كانت في احد وانما ذكر النبي طرده واذيته واخراجه من الطائف وهذا الم نفسي معنوي. هذا الم نفسي معنوي. فما يلحق الانسان من اذية في قومه او من ممن يرجو يرجو نصرته او رد دعوته يكون اثره عليه اعظم. يكون اثره عليه اعظم. وهذا انما ذكر الله سبحانه وتعالى هنا بالم المشركين حتى يكون في ذلك تقوية لعزائم اهل الايمان. تقوية لعزائم الايمان وكذلك شدا لازرهم فذكر الله جل وعلا الالمين. وهنا في قوله ان تكونوا تعلمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. هنا في قوله ترجون من الله يعني تخشون. وقيل ترغبون وكلاهما صحيح وكلاهما صحيح. ولهذا يقول الله جل وعلا ما لكم لا ترجون لله وقارا يعني تخشون تخشون لله. فتمتثلون امره وتجتنبون وتجتنبون نهيه. ترجون من الله الا يرجون يعني مما جعله الله سبحانه وتعالى للانسان في الاخرة. اما ان كان طائعا في الجنة واما كان كان عاصيا فعقاب الله سبحانه وتعالى. قال وكان الله عليما حكيما. يعني عليما بما بما بمواضع النصر ومواضع الهزيمة. وكذلك ايضا بما تكنه نفوسكم من وهن كذلك توهم القوة وتوهم الضعف. وهذا فيه اشارة الى انه ينبغي للانسان يجب عليه الا ينظر الى ما ما يحسه ببصره مجردا بعيدا عما امر الله عز وجل فان الله يأمر باشياء ربما لا يدرك حقيقتها الانسان ولو كان الانسان مأمورا بان يمتثل امر الله اذا ابصر العلة الظاهرة ما كان لكثير من ما كان لكثير من الاوامر معنى فان الانسان يمتثل في صلاته ولا يعرف علة كون ركعتين والمغرب ثلاثا والظهر والعصر والعشاء اربعا وهكذا وغير ذلك من الاحكام وكذلك المقادير والازمنة التي يأمر الله عز وجل بها فان الانسان ربما يدرك العلة وربما لا يدركها وهو مأمور بالامتثال. وهو مأمور بالامتثال ان يمتثل امر الله والا يقدم والا يقدم نظره على على حكمه وامره. ويأتي بيان ذلك ايضا في الاية التالية في قول الله جل وعلا انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله. بين الله وتعالى في هذه الاية انه انزل كتابه بالحق اذا بالباطل وانه لا شائب لا شائبة باطل فيه اذ امر الله بالتزامه وعدم الخروج عنه وكذلك ايضا فيه اشارة الى العلة من من زال الكتاب ان العلة منه ان يحكم الانسان بين الناس بما اراه الله والحكم بين الناس اما بامورهم الشرعية وذلك بالامور التعبدية بالامر والنهي او كان ذلك بامر الاقضية. ولهذا نقول ان الحكم بما انزل الله في هذه الاية لتحكم بين الناس بما اراك الله يعني بما انزل الله وما اراك الله اياه في وحيه. اما في كتابه واما في سنته وكلها موصوفة بالانزال وكلها موصوفة بالانزال. يعني ان الله انزل سنته على رسوله كما انزل كلامه جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم. والكتاب اذا اطلق في كلام الله فانه يشمل القرآن والسنة. فانه يشمل القرآن والسنة وذلك لحديث ابي هريرة وزيد ابن خالد الجهني في الصحيحين وغيرهما لما جاء الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اقضي بيننا بكتاب الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاقضين بينكما بكتاب الله. فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله على ابنك قال الغنم رد عليك وعلى ابنك جلد وتغريب عام وغدوة وليس لامرأتي هذا فان اعترفت فارجمها. فهذه احكام منها ما هو في القرآن ومنها ما هو في السنة. فدل على ان الحكم اذا جاء عن الله فهو من كتاب الله. فهو من من كتاب الله. واما القرآن فانه ينصرف الى كلام الله لا الى سنة رسول الله والكتاب اعم والكتاب والكتاب اعم والقرآن في ذلك والقرآن في ذلك في لذلك اخص ولهذا نقول انه ان العلة من انزال الوحي هو الحكم بين الناس والحكم بين الناس بالعدل ولا اظهر من العدل الا الا كلام الله سبحانه وتعالى وما عدا ذلك فانه يحكم الانسان شيء من شائبة الباطل ولو كان ولو كان اطهر الناس نفسا ولو كان اطهر الناس نفسا لانه يغيب عنه يغيب عنه من الحقائق ما يحكم على ما ظهر له فيحكم بباطل وهو يظن انه قد حكم بحق. يظن انه قد الحكمة بحق ولهذا نقول انه لا يجوز للانسان ان يحكم بشيء ولو ظهرت له الحقيقة ولو ظهرت له الحقيقة على خلافه اذا كانت اذا كان حكم الله في لجهة ان يقدم حكم الله. بل لا يجوز للانسان اذا ظهرت له الادوات الموصلة الى الحق ان يأخذ بما يعلم ولهذا نقول ان حكم الله الذي امر الله عز وجل بهذه به في هذه الاية على نوعين. النوع الاول الحكم المتعلق بالنتيجة الحكم المتعلق بالنتيجة الذي يقطع الله عز وجل بنتيجة الشيء فيجب انسان ان يمتثل ومعنى ذلك حرمة الكفر خطورة الكفر وجرمه السحر تحريم الزنا والسرقة وغير ذلك من الامور المحرمة هذا حكم قطعي لنتيجة لا يجوز للانسان ان يبحث ادواته. لا يجوز للانسان ان يبحث ادوات. فالواجب عليه ان يحكم بما حكم الله لا ان ينظر في الادوات الموصلة الى الحكم. النوع الثاني حكم الله بادوات الحق بادوات بالادوات الموصلة للنتيجة. الادوات الموصلة للنتيجة هي من امور البينات كالشهود. وكذلك ايضا في اليمين والاقرار وغير ذلك من البيانات التي يحكم الانسان بين الناس لاجلها. فهذه ادوات موصلة الى الحق ادوات موصلة الى الحق ما لم يقضي الله بنتيجته وجب على الانسان ان يأخذ ان يأخذ بادوات الحق ولو علم ان النتيجة باطلا على خلاف ذلك. ولو علم ان النتيجة باطلا على خلاف على خلاف ذلك. وذلك ان القاضي او الحاكم اذا كان يقضي بين اثنين تبايع بمال ولا بينة عندهم او اخذ رجل مالا وجحد وجحده. وجحده. وهو رأى البيع بعينه القاضي رأى البيع بعينه فلا يجوز له ان يحكم الا بادوات الحق الموصلة اليه وليس منها رؤيته للحق وليس منها رؤيته للحق. فنقول اذا حكم بادوات الحق فاداه الى باطل فقد اصاب حكم الله لان الله امر بادوات الحق قيل ولو خالفه في باطنه ولو خالفه بباطنه. والقاضي كذلك ايضا اذا رأى سارقا يسرق ثم لم تقم عليه البينة وذلك بالشهود او الاقرار فانه لا يجوز له ان يقطعه لرؤيته له بعينه. لماذا؟ لانه لو جاز للقاضي ان يحكم برؤية كان في ذلك مدخلا لان يحكم القضاة بامر غيبي ليس بشيء مادي ثابت فيقول انني اعلم الناس الى علم غير مدرك. في حكم ويقضي باموال وينتشر في ذلك الفساد. وينتشر في ذلك الفساد. فبين الله سبحانه وتعالى حكمه بعيدا عن حظ حكم القاضي وبعيدا ايضا عن اهواء الناس. فان يحكموا بما بين الله نتيجته من الحلال والحرام وما بين الله ادواته كذلك ايضا من البينات الموصلة الى الحق. ولهذا ربما يرى القاضي ويتيقن ان هذا معه الحق ولكن ليس سماعه ادواته والادوات انما هي موصلة الى الى صاحب الباطل فيقضي به لصاحب الباطل ولو خالف حكم الله باطنا فانه وافق حكم الله ظاهرا. وقد جاء في الصحيحين من حديث ام سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما انا بشر اقضي بينكم بنحو ما اسمع فقد يكون بعضكم الحن بالحجة بالبعض. فاذا قضيت له من غير حقه فانما اقضي له قطعة من النار وهذا فيه اشارة الى ان القاضي اذا حكم بادوات الحق ولو كان يعلم ان الحق عند عند عند الاخر فانه لا يأثم بذلك فانه لا يأثم بذلك لان الله امره بهذا النوع امره بهذا النوع وليس من ادوات الحق ان يحكم الانسان بعلمه. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امره بان ما امره بان يقيم الحد على المنافقين لان العلم في ذلك لان العلم في ذلك ليست من ادوات الحق التي امر الله بها. ليس من ادوات الحق التي امر الله بها في علم النبي ان من اصحابه من هو منافق ولكن ما جعل الله العلم الذي يجعله الله لرسوله صلى الله عليه وسلم عن طريق الحق اداة مع كون هذا العلم هو اظهر العلوم واجلاها. اظهر العلوم واجلها منزلة وكذلك صفاء وانما جعل الله ذلك فيما يتعلق بالامور جعل الله سبحانه وتعالى ذلك بما يتعلق بالامور المحسوسة لماذا؟ لم يقضي النبي عليه الصلاة والسلام بعلمه مع ان الصحابة يصدقونه يصدقونه بالوحي وكذلك ايضا لا يشكون عليه الصلاة والسلام انه يقضي بين الناس لهواه او لرأيه مع ان النبي صلى الله عليه وسلم اطهر الناس نفسا وازكاهم واصدقهم حديثا ومع ذلك امره الله عز وجل بالقضاء بادوات الحق بما يعلم لان النبي صلى الله عليه وسلم مشرع والمشرع يتبعه اتباعه الذين يقضون بامره فاذا قضى بعلمه قضى غيره بعلمه. تأسيا برسول الله. فلما كان رسول الله لا يقضي بعلمه فان الحاكم والقاضي لا يقضي بعلمه كذلك لا يقضي بعلمه بعلمه كذلك. ولهذا بعض المتحاكمين ربما يتهم بعض القضاة يقول قل حكم والحق لي والحق لي. وقد يكون الحق لك لكن البينة مع فلان. البينة مع مع فلان ويلوم القاضي وربما يسبه ويلعنه ونحو ذلك. وربما لحجته ان القاضي يعلم ان الحق معه كالشمس. وقد سألني احد القضاة يقول امام قضية صاحبها فلان كالشمس. وهي له. ولكن ليس معه البين وقد استفرغت وسعي في ايجاد البينة وعجزت. ويأخذها مبطل مفسد بماذا يقضي للمبطل المفسد ولو كان يتيقن ولو كان يتيقن ذلك. وهل له هذا موضع السؤال هل له ان يدع هذه هذه القضية ويتنحى ها لا لا ما يدعه وقد جاء عند الامام احمد وكذلك ايضا عند ابي داود من حديث ام سلمة ايضا ان رجلا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ميراث في ميراث قد درس ولا بينة عندهم يعني قديم. فكل منهم يريد الحق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما انا بشر اقضي بينكم بما ارى واسمع فانما فان قضيت فانما اقضي لكم قطعة من النار ان لم يكن في ذلك في ذلك حق. قال فبكوا جميعا فكان كل واحد منهم يقول الحق له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما وقد قلتم فاذهبا واستهما وتقاسما واصطلحا وليحل كل واحد منكم صاحبه. وليحل كل واحد منكم منكم صاحبه. والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لهم انه يقضي بما يقضي عليه الصلاة والسلام بما يرى من الحجج والبينات ولهذا نقول ان حكم الله المراد بهذا لتحكم بين الناس اراد الله هو شامل للامرين. الحكم القطعي الذي دلت عليه النتيجة هو الحكم بادوات الحق. تقدم معنا في سورة البقرة في قول الله عز وجل ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالباطل. هذا في قول الله عز وجل ما ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها للحكام. تقدم معنا الاشارة الى ان الحق ربما يقضي بخلافه القاضي او الحاكم على نحو ما ظهر. وتعلم ان العقوبة انزلت عليك بالباطل او الحق اخذ منك بالباطل ولكن الشريعة تنظر الى ادوات الحق لا تنظر الى لا تنظر الى نتيجته لان الله لم يقض بالنتيجة وانما قضى بالاجر ادوات وانما قضى بالادوات وبينا ان حكم القاضي في الامور الظاهرة لا يلغي الحقوق الباطنة لان النبي عليه الصلاة والسلام بين في الامر الباطن انه ما يقضيه عليه الصلاة والسلام لغير صاحبه فانما يقضي له قطعة من النار فانما يقضي له قطعة من النار هذا خطاب للمتخاصمين. اما الخطاب الذي على القاضي فهو ان يأخذ ان يأخذ بادوات ان يأخذ بادوات الحق وادوات الحق في ذلك هي التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه وكذلك ايضا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته فتبرأ ذمته في ذلك. وهنا اشكال وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا شهد الحاكم فاصاب فله اجران وان اجتهد فاخطأ فله اجر واحد لماذا اذا كان مجتهدا وعمل بادوات الحق التي امر الله به بها واستفرغ وهي حد المأمور وخالف لماذا لا يأخذ اجرين كالمصيب؟ لماذا نعم هذا ظاهر الحديث انه بشيء جديد لا ترفع يدك قبل ان تفكر العلة في ذلك ان الله يحث الحاكم ليستفرغ وسعه في الادوات لانه لو كانت النتيجة واحدة في الاجرين تأهل القاضي في الادوات وتحقيقها. والناس ونفوسهم تتساهل في الطريقين اذا كانت النتيجة واحدة الان اذا كان امامك طريق عن يمينك طريق ويسارك طريق وقيل لك ان المسافة واحدة هنا وهنا والامر سواء. الا الا تتساهل؟ تتساهل اذا كان الحاكم اصاب او اخطأ ونتيجته واحدة الا يدعوه ذلك الى شيء من التساهل ربما لا يشعر به؟ اليس كذلك نعم فحرصت الشريعة على بيان انه لو رفع العذر عنه يجب ان يعلم ان الغاية تختلف وان يجتهد حتى لا يسقط عنه نصف الاجر. فان الانسان اذا علم ان النتيجة واحدة ربما القاضي يتغافل عن بعض الحجج او يسهو عند سماع الكلمات خصوم او نحو ذلك لماذا؟ لانه يقول اذا قضيت هنا او هنا فاني سانال الاجرين على السواء فشدد في هذا الامر وبين حتى استفرغ القاضي وسعه في ادوات الحق باطنا وظاهرا ولو كان قد حققها في امر الظاهر. لانه ربما تكون ثمة قرائن واذا قويت القرينة ربما تقيم الشبهة على البينة. فاذا قامت الشبهة على البينة ربما اضعفتها عن كونها بينة الى ان تكون قرينة مساوية تلها فربما تسقط وربما تسقط الحق. وهذا ولهذه الحكمة لم يكن المخطئ في ذلك نائلا لي للاجرين وانما لاجر واحد ولو استفرغ ولو استفرغ وسعه وهنا في قول الله عز وجل لتحكم بين الناس بما اراك الله. هنا قال بما اراك الله وما اراه الله جل وعلا هو ما في كتابه. هو ما ما في كتابه وكذلك ايضا الوحي المنزل على رسول الله وهو في سنته. وهذا فيه اشارة الى ما تقدم معنا ان الانسان اذا ظهر له الحكم او ادوات الادوات الموصلة الى الحكم فيجب عليه ان يقضي بها لا بما رأى وهذه الاية دليل على تحريم حكم القاضي بعلمه على حكم القاضي القاضي بعلمه فان الله امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقضي بما اراه الله لا بماء لا بما يرى هذا قد جعل جاء عن غير واحد من السلف كراهة او تحريم الرأي اذا كان الدليل على خلافه ولو كان الرأي قويا ولو كان الرأي قويا. وهذا ولهذا قد جاء ان يكرم عن عبد الله ابن عباس انه قال اياكم والرأي فان الله قال لنبيه عليه الصلاة والسلام لتحكم بين الناس بما اراك الله وما قال بما بما ترى انت فاذا كان هذا لرسول الله وهو اصدق الناس لسانا وازكاهم نفسا واسلمهم واصحهم هم فطرة واشدهم رأيا امره الله عز وجل ان يحكم بما اراه الله لا بما لا بما يرى هو فغيره من باب فغيره من باب اولى. وهنا قد يقول ايضا قائل ان الله سبحانه وتعالى في هذه الاية بدليل الخطاب ومفهومه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحكم برأيه المجرد. نقول نهى الله رسوله ان يحكم برأيه المجرد فيما ظهر من الادلة قال بما اراك الله وما لم يره الله رسول الله في كتابه فلرسول الله ان يقضي ان يقضي رأيه وهذا من مواضع الخلاف عند العلماء. ولهذا قد روى الامام مالك عن ربيعة عبدالرحمن الرائي وهو ربيعة الرأي. قال الله عز وجل انزل كتابه وجعل فيه بقية لسنة رسول الله. وسن رسول الله سنته وجعل فيها بقية للرأي وجعل فيها بقية للرأي. يعني جعل مساحة للرأي. جعل مساحة للرأي. وهذه المساحة ما لم عارض نصا وحكما بينا ما لم تعارض نصا وحكما بينا فاذا عارضت نصا وحكما بينا حرم على الانسان ان حرم على الانسان ان ان يخالف امر الله سبحانه سبحانه وتعالى. وكذلك ايضا في قول الله جل وعلا لتحكم يعني لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتحكم بين الناس بما اراك الله من العلل التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها رسول او ان يحكم بما بما يرى من غير ما اراه الله فيما بينه الله ان الانسان ربما يكون صاحب نفس صحيحة وسليمة وفترة قويمة. وسديد الرأي وزكي النفس. لكن يكون حكمه خاطئا لغياب بعض بعض الحقيقة عنه لغياب بعض الحقيقة عنه فاذا غابت عنه بعض الحقيقة ولو كانت شيئا يسيرا اثر في حكمه فربما فغيره لو كانت حاضرة. والله جل وعلا حينما يحكم على بعض الاشياء لانه يعلمها كاملة لانه هو الذي خلقها واوجدها فنهى ان يحكم الانسان بما يرى لانه لا يرى الادلة ولا البراهين كاملة. فيحكم عليها قاصرة فيحكم عليها قاصرة. واذا حضر حكم الله وجب ان يغيب رأي الانسان. وجب ان يغيب رأي الانسان. حتى لو انكره. او رأى ان ذلك خارقا او رأى ان ذلك ان ذلك خارقا. ولهذا اهل العقل والزندقة يردون ما الم تدركوا عقولهم؟ مما في كتاب الله سواء كان ذلك من الامور الخبرية او كان ذلك من العوامل التكليفية والله امر بالامتثال تعبدا لان من الاحكام ما لا تدركها. ولهذا كفار قريش انكروا ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اسري به من مكة الى الى المسجد الاقصى. لانه لا تصدق عقوله وهل يمكن لعقل مجرد عن الوحي ان يصدق ان رجلا يذهب في ليلة الى المسجد الاقصى ان يرجع لمكة؟ لا يمكن وهو عقل يؤمن بالمحسوسات لماذا؟ لان الانسان لا يؤمن جهة الاصل لا يؤمن بنتيجة الا بصحة الادوات المؤدية اليها والادوات المؤدية اليها غير موجودة فهم ابطلوها. لكن الادوات قد تكون قاصرة. عندك. قد تكون قاصرة عندك فتؤدي الى النتيجة الى نتيجة خاطئة. ولهذا كانت قريش تصف من يؤمن بالاسراء من مكة الى المدينة تصفه بالجنون. وتصورهم في ذلك انه لا يمكن ان يذهب الانسان ويرجع. اليوم الذي ينكر ان الانسان يذهب في ليلة الى المسجد الاقصى اقصى ويرجع مجنون او ليس بمجنون نعم مجنون؟ لماذا؟ نعم الانسان يستطيع ان يذهب من مكة الى المسجد الاقصى او ما وراءه من البلدان ويرجع في ليلة يستطيع والذي ينكر ذلك لماذا؟ لانه توفرت الادوات الحق. ولو وجد القرشي الذي كفر الرسول او الذي سفه حكم الله عز وجل بذلك وجد اليوم او عمر والى اليوم سيسفه نفسه ولا يسفه نفسه. يسفه نفسه. فالعقل الذي سفه عقل الامس هو العقل الذي سفه عقل اليوم والعقل واحد الادوات قد تصح معك اليوم لا تصح معك غدا. فالواجب عليك ان تسلم. اذا بان لك من الذي امر بهذا؟ تقول الله تقول سمعنا واطعنا. اذا قال لك غير الله حينئذ ترجع الى الادوات المحسوسة تقول لا هذا غير صحيح وغير ممكن. تكذب به؟ نعم مكذب به. لماذا؟ لانك مأمور في حال عدم ظهور حكم الله في النتائج ان تأخذ بالادوات ان تأخذ بالادوات. ولو ادتك الى خلاف الى خلاف الصواب. لماذا؟ لانك اديت ما عليك كمن من حكم شرعي من وجهة امر نظري شرعية وكونية فالله امرك بان تحكم العقل عند غياب النقل واذا حظر النقل وجب ان يغيب العقل وجب ان يغيب العقل لانه ما كل شيء يدركه الانسان ما كل شيء يدركه الانسان ولو هل الانسان ان يستطيع ان يجحد الهوى يستطيع لا يستطيع لماذا؟ قد يقول قائل لا اراه هو موجود ولا لم تره وهل للانسان مثلا ان ينفي وجود صوت للنمل ونحو ذلك وليس لها صوت نقول لا تسمع ولكن لها صوت والله اثبت صوتها في كتابه. ولكن لا تسمعه انت. وهكذا فليس فكل ما في مال الانسان من اه من سوسات ربما تقوى او لا تقوى فتدرك شيئا ولا تدرك الاخر لكن الانسان فيما لم يثبت به النص له ان ينفي والامر في ذلك والامر في ذلك سعة والامر في هذا في هذا سعة وفي قول الله جل وعلا ولا تكن للخائنين خصيم هذه الاية وكذلك ايضا ما بعدها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله. المؤيد والمسدد بطهارة النفس وسلامة الرأي وصحة العقل وزكاء النفس ومطهر بما هو اعظم من ذلك وهو الوحي. ومع ذلك يقول الله جل وعلا له ولا تكن للخائنين خصيما والمراد بالخائن الذي يأخذ الحق ويجحده. والحق سواء كان ماديا او كان معنويا ليس للانسان ان يقف في الصف اهل الباطل فاذا كان هذا الخطاب لرسول الله وهو في هذا المقام فانه لغيره من باب عون وهذه الاية نزلت في بعض من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة من الغزوات فسرق درعا لرجل فذهب صاحب الدرع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فلان قد سرق درعي. فذهب بالدرع ووضعه في متاع رجل وقال فلان قد سرقه وهو بريء وكان الدرع المسروق قيل انه ليهودي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء قوم ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتصرون للهو وقالوا انه بريء وهم يعلمون انه السارق. واستضعفوا اليهودي وهو يأتي الى رسول الله ويقسم انه انه ما سرق الدرع النفس تميل الى تبرئة المسلم واتهام اليهودي وقد ظهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم من امر البينة وقيام القرينة ان اليهودي بريء وان وان من من سرقه وقيل انه من المنافقين ممن يظهر الاسلام النفس تميل الى الى تبرئته فبين الله سبحانه وتعالى لرسوله انه يحرم عليه ان يقف مع الخائن ولو كان من اهل من اهل دينك والا تبخس المظلوم حقا ولو كان من غير اهل دينك وقد جاء ان الذي اتهم في ذلك وهو بري يهودي وان كان في الاسناد ضعف لكن من تأمل في طرق الحديث وجد وجد انه يعضد بعضها بعضا. وقد جاء ذلك من حديث عطية العوف عن عبدالله بن عباس وجاء ايضا من حديث عاصم ابن عمر ابن قتادة ابن النعمان عن ابيه عن جده عند الترمذي وجاء ايضا برب مراسيل متعددة منها من حديث ابن ابي نجيح عن مجاهد بن جبر وجاء ايضا من حديث مرسلا من حديث من حديث ابن جريج عن عكرمة بذكر سبب النزول. وجاء ايضا من حديث معمر عن قتادة مرسلا بذكر سبب النزول فهي مراسيل متعددة يشد بعضها بعضا. على ان البريء في ذلك هو كان يهوديا وان الذي سرق وان الذي سرق ممن يظهر الاسلام. فنهى الله وتعالى نبيه ان ينتصر لي ان ينتصر للسارق. ولو كان الدرع عند اليهود وان اختلاف الدين لا يوجب في ذلك الظلم. ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى السارق خائنا ولو كان مسلما ان البريء بريئا ولو كان ولو كان كافرا. وهنا في قوله ولا تكن للخائنين خصيما هذا التشديد اذا كان لرسول الله فانه لغيره من باب اولى. وكذلك ايضا فان النفس ربما تدفع الانسان الى ان يميل للانتصار لصاحبه او الانتصار لصاحب دينه او بلده او قبيلته او نحو ذلك. ويدفعه الى ظلم غيره سواء اختلف عنه في اللغة او في اللون او بالبلد او بالعرق والنسب او الحسب فظلا عن بعده عنك دينا فان الله سبحانه وتعالى حرم الظلم وجعله بين العباد بين العباد محرما. وهنا في قول الله جل وعلا واستغفر الله ان الله الله كان غفورا رحيما في هذا يؤخذ جملة من المعاني لما ذكر الله الاستغفار وامر الله بالاستغفار بعد نهيه عن ان يكون الانسان للخائنين فيه اشارة الى ان الاستغفار مما يجلب سداد الرأي للانسان مما يجلب سداد الرأي للانسان. وعون الله وتوفيقه له. ولهذا لما نهى الله عن ان عبده عليه الصلاة والسلام والخطاب في ذلك عام ان يكون للخائنين خصيما امرهم بالاستغفار. والاستغفار ربما يستغفر الانسان مما لم يقع منه. او من هم او خطراتها ونحو ذلك فان الانسان مأمور بالاستغفار. وكذلك ايضا فان الانسان اذا هم امر واستثقل واستثقل الطريق او اشكل اشكلت عليه نازلة او قضية او اشتبه والتبس عليه امر او نحو ذلك فعليه ان يكثر من الاستغفار فانه يجلي الحق. ولهذا كان ابن تيمية رحمه الله يقول انه اذ تستغرق علي بعض المسائل فاستغفر الله الف مرة ثم يجليها الله يعني ان الاستغفار مما مما يزكي النفس ويطهرها وكلما كانت النفس اكثر جلاء ونقاء هدد الله سمع الانسان وبصره وقوله وكفاه. لان الذي يمنع الانسان من سداد الرأي والقول وكذلك ايضا التوفيق فيما يبصر وما يسمع امران. الامر الاول الوقوع فيما يخالف امر الله والتقصير فيما يأمر الله به. اما ان يقصر في ابواب العبادة ولو كانت فاضلة لا واجبة واما ان يقع فيما يخالف امر الله فاذا قصر في جانب العبادة ولو لم يقع في حرام فانه يضعف تسديده. واذا وقع في الحرام واتى بالواجبات او الطاعات نقص تسديد الله بمقدار وقوعه فيما يخالف امر الله وكلما كان الانسان في الاكثار من طاعة الله اكثر امتثالا واتباعا وفي اجتناب ما نهى الله عنه اكثر حياطة واتقاء كان تسديد الله له اتم. كان تسديد الله له اتم. واذا بدر من الانسان وهذه قاعدة اذا بدر من الانسان القول امر ثم بدر منه خطأ في مسألة او في حق احد او في رأي تجلى له انه حق ثم بان له الباطل. فليرجع ذلك الى الى تقصيره فليرجع ذلك الى تقصيره وتفريطه في جنب الله تكمل قاعدة الصواب وهو العبادة. وهو العبادة فان كفاية الله لعبده بمقدار عبوديته له. ولهذا الله عز وجل ليس الله بكاف عبدا. ثم قال الله جل وعلا ولا تجادل عن الذين يختالون انفسهم يعني يخونونها بالانتصار للباطل والبغي وذلك ان قوم ذلك الرجل جاءوا الى رسول الله فقالوا يا رسول الله انه شاع ان فلانا سرق الدرع ووالله ما سرقه فقم في الناس بره. فانزل الله عز وجل ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تجادل على الذين يختانون انفسهم. يعني خانوا انفسهم وارادوا منك ان تنتصر للباطل وفي هذا اشارة الى مسألة فقهية وهي الوكالة. الوكالة الجدال والمخاصمة هي الوكالة وعمل المحامين او الوكيل الذي يترافع وهذا وهذه الاية دليل على جوازها وهذه الاية دليل على على جوازها. ان يتخاصم الانسان عن غيره لكن بشرط ان يكون صاحب حق. واذا علمت لانه صاحب باطل حرم عليك ان ان تجادل عنه. وبعض المحامين يأخذ القضية ليأخذ المال فقط ياخذ القضية ليأخذ المال ويعلم انه مهزوم لماذا؟ ويعلم انه صاحب باطل وظالم. لماذا؟ لانه يأخذ القظية لاجل لاجل المال. فهذا من الذين يجادلون عن الذين يختارون انفسهم فيحرم عليه فيحرم عليه ان يكون وكيلا عن مبطل فيتكلم بحجة بحجة بالباطل ولو اخذ حقا ليس له لانه لحن بالحجة او اظهر بينة وغابت بينة صاحب الحق فانه او شريك لذلك في اكله في اكله للباطل. تقدم معنا ايضا الاشارة الى الكفالة والوكالة والتفريق بينهما. وذلك في قول الله عز وجل وكفلها زكريا وفي قول الله عز وجل ايهم يكفل مريم ذلك في اوائل سورة ال عمران؟ وهذه الاية في ابواب في ابواب الوكالة في ابواب الوكالة وذلك ان الكفالة يكون فيها شيء من الضمان. واما بالنسبة للوكالة فانه لا يكون فيها ضمان. اذا لم يكن في ذلك في ذلك قصير وان الله لا يحب من كان خوانا اثيما يعني يخون نفسه ويخون غيره وذلك بالانتصار الباطل او اخفاء بعض براهين الحق او جحد او اخذ الحق وجحده او غير ذلك وهذا في جميع انواع انواع الحقوق واعظم هو اخفاء الادلة ليغيب ليغيب حكم الله عز وجل عن الناس فهذا اعظم خيانة. واعظم خيانة ان يجادل الانسان عن اهل عن اهل الكفر فيبين انهم اهل الاسلام. او ان يجادل الانسان عن اهل بدعة. ولا يبين انهم اهل اهل بدعة وهذا اعظم من من امر الاموال. اعظم من امر الاموال. لماذا؟ لانه يقتضي طمس الدين. واخفاء معالمه الله عز وجل امر بالعدل مع الناس في دمائهم وابشارهم وكذلك اموالهم وامر الله سبحانه وتعالى ايضا بالعدل في حقه بان احكام الله عز وجل. فالكافر كافر والمسلم مسلم والمبتدع مبتدع. ومن كان على السنة والاتباع فهو على السنة والابتداع. ولا من ذلك جواز الظلم عليه. جواز الظلم عليه. ومن اعظم الظلم هو ان يظلم الانسان فيما كان في حق الله سبحانه وتعالى واعلاه في ذلك هو هو الاشراك مع الله عز وجل غيره نكتفي بهذا القدر ونكمل في المجلس التالي باذن الله والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد