الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فنتكلم باذن الله عز وجل في عدة مجالس على ايات الصيام وشيء من احكامها وتفسيرها وفقها وكلام العلماء من المفسرين من السلف والفقهاء المتأخرين عليها وذلك في خمسة مجالس باذن الله جل وعلا ثم ينبغي ان نتكلم في صدري هذا المجلس على ان ايات الصيام انما انزلها الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم في المدينة وذلك لان الصيام من فروع الاسلام واركانه وفروع الاسلام انما تأخر نزولها والامر بها والتكليف بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لتأخر اقبال الناس على على الاصل الاعظم في ذلك وهو الايمان وذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء امره في مكة يدعو الناس الى توحيد الله لم تنزل عليه الفروع وانما نزل عليه الدعوة الى الفطرة ومكارم الاخلاق ودعائم الاسلام العظام وذلك مما يتعلق بالايمان وفروعه فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الى توحيد الله ويحذر من الشرك فلما لم ينقض اليه الناس هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وانما تأخر نزول الصيام عن السنة الاولى في المدينة ذلك لان الذين امنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الامر بالمدينة لا يطلق على مجموعهم التمكين فان التمكين لم يكن تاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اول قدومه وانما كان شيئا من التمكين فلم تتهيأ الاسباب التامة للانقياد التام وذلك ان التكاليف والاوامر الشرعية تحتاج الى ظبطها عند التمرد عليها وكذلك ايظا عند الخروج عنها او الجحود لها فلما اسلم الناس ودخلوا عن رضا وقناعة امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بالفروع واعظم هذه الفروع هي اركان الاسلام فاخذ تركان الاسلام تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ركنا ركنا حتى استتم حتى استتم الامر باخرها وهو الحج واخره الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم مع كونه في العام او في العمر مرة يكون على الانسان. ذلك انه يكون في موضع واحد والمشقة فيه ايسر ايسر من غيره وذلك ان الصيام يفرض على كل مسلم قادر ولا يتعلق ببلد دون بلد فالمكي والمدني والشامي والعراقي واليماني والمصري يخاطبون بالصيام يخاطبون بالصيام وتتحقق منهم العبادة وتصح بلدهم اما الحج فانه لا يكون الا لا يكون الا في موضع واحد ثم ايضا انما اخر ما يتعلق بالاحج من احكام ونحو ذلك. ربما لان اهل الجاهلية يه قد غيروا تلك الشريعة قد غيروا تلك الشريعة. اما الصيام فان الله سبحانه وتعالى قد كتبه على الامم السابقة فكانوا يمسكون عن الطعام والشراب وكانت كفار قريش تعرف الصيام فالتبديل في الصيام اقل من التبديل من التبديل في الحج فلم يكن قريش فلم تكن قريش تقف بعرفة وانما يقفون عند المشعل الحرام وكذلك ايضا كانوا يضعون الاصنام على الصفا والمروة وحول البيت وكذلك ايضا فان المرأة منهم تطوف عريانة عند الكعبة فوقع تبديل لهذا الركن ففرضيته عليهم تحتاج الى شيء من المنازعة والمشادة في ذلك ولهذا لما فرض الله عز وجل الحج على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحج من العامل الاول بعد فرضه وانما حج بعد ذلك وانما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر وابا هريرة ومعهم جماعة من اصحابه عليهم رضوان الله ان يحجوا وان ينادوا في الناس الا يطوف بعد هذا العام بان لا يحج بعدها هذا العام مشرك والا يطوف بالبيت عريان وهذا للقدرة على على دفع ذلك التبديل والتلبيس وقبل ذلك لم تكن القدرة موجودة فاذا لم تكن فيه القدرة وامر النبي عليه الصلاة والسلام بالحج جاءت العرب بنسكها وجاء النبي بنسكه فاختلطت الامور ببعضها فالتبس الدين الحق بالتبديل الذي كان عليه كفار قريش. فكانت هذه الحكمة التي اجل لها اجل لها الحج ولهذا كفار قريش لم يكونوا ينازعون في الصلاة في صفتها من جهة ركوعها وقيامها. لانهم كانوا يتذللون وكانوا يسجدون وكذلك ايضا لم يكونوا يأنفون ولا يمتنعون من من السجود. بخلاف بقية بقية قبائل العرب فانهم ربما الفوا من الركوع وربما الفوا من السجود وكذلك ايضا الصيام فروي في بعض الاثار انهم كانوا يصومون وكذلك ايضا لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم اهل المدينة وجدهم يصومون عاشوراء. فسألهم عن ذلك فقالوا هذا يوم الله فيه موسى وقومه من فرعون وقومه. فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وامر الناس بصيامه. فهذه الشريعة موجودة من غير تبدير وفيها امساك عن الطعام والشراب وهو حقيقة وماهية الصيام فجاء التبكير بالصيام والتأخير بالحج ففرض الصيام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة وذلك قبيل غزوة بدر فانزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم فرائض فريضة الصيام حتى احكم الله جل وعلا الشريعة على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم صام الناس بعد ذلك بعد ذلك تاما وجاء بعد ذلك ما يتعلق بمسائل الفضائل والسنن والشرائع المتعلقة باحكام الصيام وفضائله مما يتعلق مثلا بقيام الليل وصفته بما يتعلق ايضا بتأخير السحور وتعجيل الفطر وكذلك ايضا بما يتعلق ببعض الاحكام المتعلقة بالامساك بالنهي عن المبالغة بالمضمضة والاستنشاق. وكذلك ايضا ما يتعلق بالقبلة للصائم والنهي عن ذلك مباشرة الرجل للمرأة من غير جماع وكذلك الحجامة للصائم وكذلك القيم وغير ذلك من الاحكام المتعلقة جاءت بعد بعد تلك الشريعة بعد تلك الشريعة فكانت لاحقة لاحكام لاحكام الصيام. فهذا التدرج هو الاحكام. للشريعة التي انزل الله عز وجل عليها منهاجه وشرعته لرسوله صلى الله عليه وسلم والتي كان منها والتي كان منها اه كان منها الصيام فلم انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع بجميع آآ احكامه وكذلك ايضا فرائضه مرة واحدة وانما كان وانما كان تباعا الا ان اصل الفرض كان في عام ففي عام في عام واحد. وكذلك ايضا فان البقرة هي اصل اي الاحكام في القرآن. ولهذا يسميها غير واحد من السلف بسنام القرآن. كما جاء ذلك عن عبد الله بن مسعود وغيره. وروي في هذا خبر مرفوع ايضا وذلك لان الله سبحانه وتعالى جمع فيها الاحكام على رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذا فان سورة البقرة سورة مدنية. انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم فيها شريعة الجهاد وانزل على رسوله فيها شريعة الصيام وانزل على رسوله صلى الله عليه وسلم فيها شريعة النكاح والطلاق والعدد ولوازم هذه هذه الاحكام. فكانت جامعة لاصول لاصول الاحكام مفصلة مبينة مبينة لها فهي اكثر سور القرآن جمعا لاحكام لاحكام لاحكام الدين. واي الصيام في القرآن مجموعها في سورة البقرة. مجموعها في سورة في سورة البقرة. وان كان ثمة شيء من الاطلاقات لاحكاء والاوامر للصيام في بعض في بعض القرآن الا ان مجموع ايات الصيام واحكامه انما هي في سورة بقرة واول هذه الايات هي قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون الله سبحانه وتعالى امر رسوله صلى الله عليه وسلم بالصيام بالخطاب الذي وجهه بالنداء لاهل الايمان. فقال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا يقول عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى اذا سمعتم اذا سمعتم في القرآن الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا فارعي لها سمعك فانه خير تؤمر به او شر تنهى عبد. ولهذا كانت النداءات التي تتوجه لاهل الايمان. في الغالب انها تتعلق بفروع بفروع الدين واحكام بفروع الدين واحكامه وما يتعلق بالخطاب في الاصول فانه يتوجه الى الى الناس يتوجه الى الناس. والغالب ان الذي جاء بالذين امنوا ان انما هو بالايات المدنية. وان النداء بي يا ايها الناس انما هو بالايات بالايات المكية. وقوله الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا فيه دلالة على ان الخطاب انما هو للاهل الايمان خاصة ان المشركين لا يخاطبون بفروع الاسلام. لا يخاطبون بفروع الاسلام. وفي هذا قرينه على مسألة وهي ان آآ تارك الصيام اذا لم يكن جاحدا لشريعته وتركه تعمدا مع القدرة عليه انه ليس بكافر بل مرتكب لكبيرة كبائر من كبائر الذنوب. ولو كان ترك مجردا يكفر به الانسان لا كان كان الخطاب في ذلك بيا ايها الناس كان الخطاب في الاية بيا ايها الناس وانما توجه الخطاب للذين للذين امنوا اختلف العلماء عليهم رحمة الله في كفر تارك الصيام من السلف. عامة العلماء واكثر السلف على ان تارك الصيام من غير جحود من غير جحود انه ليس بكابر بل مرتكب لموبق وكبيرة من كبائر من كبائر الذنوب. وذلك لجملة من الادلة وكذلك ايضا القرائن وذهب قلة من السلف الى ان من ترك ركنا من اركان الاسلام وله من غير جحود فهو كافر بالله. وهذا مروي عن جماعة من السلف مروي عن سعيد ابن جبير وكذلك ايضا عن نافع وكذلك ايضا الحكم ابن عتيبة. وروي علم احمد رحمه الله في هذا الرواية وايضا قال به اسحاق بن راهوية وابن حبيب من المالكية وبعض المتأخرين وكان بعض العلماء من السلف يصفون تارك اي ركن من الاركان بالكفر سواء كان الصياد كان او الصيام او الزكاة او الحج يجعلون تارك ذلك تعبدا كفرا. بل بعض العلماء من السلف يصف من لم يكفر تارك هذه الاركان من غير جحود يصفه بالارجاء يصفه بالارجاء كما اشار الى هذا اسحاق ابن راهوية رحمه الله والارجح في هذا الذي عليه عامة العلماء وجماهير السلف على ان تارك الصيام تارك الصيام تعبدا انه ليس ليس بكابر بل مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب. وجمهور العلماء على ان من ترك من ترك او من افطر يوما من رمظان متعمدا انه يجب عليه القظا. يجب عليه القظا. وهناك قلة من العلما قالوا بعدم القضاء ويأتي الاشارة الى هذا عند قول الله سبحانه وتعالى فعدة من ايام من ايام اخر نتكلم على مسألة القضاء حكم وحكم التارك بين المتعمر والمعذور والاكل نسيانا ويلبس تحتاج الى تحتاج الى تفصيل في قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا فيه دلالة على ان الكفار لا يخاطبون بفروع الشريعة وذلك لان اعظم الفروع هي اركان الاسلام وتوجه الخطاب للذين امنوا. وانما الكفار يدخلون في الفروع لانهم يحاسبون عليها يوم القيامة مع اصل ما اصل الاسلام واصل الاسلام. فمن فرط بالفروع وهو عالم بها تعظم اثامه بمقدار بمقدار تركه لتلك الفروع. فالذي جحد وجوب فالذي جحد حق الله عز وجل بالعبادة ده وكان عالما بالصلاة والصيام والحج والزكاة وغير ذلك ثم جحدها وتركها. اعظم عند الله عز وجل ممن يجحد حق الله عز وجل بالعبادة ولكنه لا يعلم بفروع الاسلام وذلك لان هذا اعظم من الجحود اعظم في مقام الجحود فهو عرف الاصول والفروع وجحدها جميع بالعقاب. ولهذا نقول انما يخاطبون لدخولهم بالعقاب وانما لا يؤمرون به للامتثال. لانه لو وقع منهم ما ما صح منه لانه لو صام مع كفره ما قبل الله عز وجل منه حتى حتى يؤمن بالله سبحانه وتعالى الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم كتب الله عز وجل على الامة الصيام والكتب في اللغة الجمع والمراد به التشريع والمراد به التشريع. واي ان الله عز وجل جمع الحكم على الامة فاوجب عليها الصيام فاوجب عليها الصيام. وآآ الكتب هو الجمع والكتيبة هي الجماعة او المجموعة فتسمى الكتيبة كتيبة لاشتباعها ويسمى الكتاب كتابا لاجتماع اوراق او اجتماع الحروف فيه فتسمى الورقة الواحدة كتاب اذا كتب فيها. واذا لم يكن فيها كتاب لا تسمى كتاب حتى تكون اوراقا. فتكون حين كتابا باعتبار اجتماع الاوراق. واذا كتب فيها تسمى كتابا لاجتماع الحروف فيها. لاجتماع الحروف فيها. ولهذا الورقة الذي فيها حرف وفيها حرفان لا تسمى كتاب لا تسمى كتاب حتى يكتب فيها ما هو اكثر اكثر من ذلك. كتب عليكم من العلماء مقال ان الكتب هنا يعني الفرظ. ومنهم من قال التشريع. والانزال على الامة ما قال ان المراد بذلك هو الفرض فانه يزوي ذلك ان ينفي التدرج في تشريع صيام رمضان. تشريع صيام رمضان وانه اول ما انزله الله عز وجل على رسوله انزله مفروضا انزله مفروضا ولم يكن ذلك على على الاختيار. والصحيح ان المعنى في قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام يعني شرع وانزل حكمه عليكم انزل حكمه حكمه عليكم وان الصيام في هذا جاء مفسرا بعد بعد ذلك في قول الله عز وجل اياما معدودات ثم فجاء مفسرا بما هو اوضح من ذلك شهر رمظان الذي انزل فيه انزل فيه القرآن. فذكر الصيام على الاجمال ثم فسره بعد ذلك بايام المعدودات ثم فسرها هذه الايام المعدودات بقوله شهر رمضان بقوله شهر رمضان اي ان هذه هذا الصيام اياما معدودات وهذه الايام المعدودات ليس لاحد ان يضعها كيف كيفما شاء وانما هي في شهر في شهر رمضان. فقول الله سبحانه وتعالى كتب يعني يعني شرع شرع وشرع الله على الامة صيام صيام رمضان. كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم مادة الكتب واحدة في لغة العرب وهي الجمع. ولهذا يقول الشاعر لا تأمنن فزاريا خلوت به على قلوصك واكتبها باسياره يعني يعني اجمعها ومنه يسمى الكاتب لانه يستطيع جمع الحروف ونظمها وكذلك ايضا الكتيبة لاجتماعها والتصاق او والتصاق اوراق الكتاب يسمى بهذا الاعتبار. ولهذا ايضا يسمى حتى فصول الكتاب يقال كتاب الصلاة كتاب الصيام كتاب الزكاة كتاب الحج. وذلك لانه المسائل المتعلقة بهذه آآ هذه الاحكام في هذا في هذا الموضع وكأنه جامع للصلاة جامع لاحكام لاحكام الصلاة فيكون حينئذ ثمة تقدير في هذا ثمة تقدير في هذا فكتاب الصلاة ثبت مقدر وهو كتاب احكام الصلاة جامع لاحكام لاحكام الصلاة وجامع لاحكام الزكاة وجامع لاحكام الصيام جامع لاحكام الحج وهكذا فعصر الاشتقاق ومادته واحدة وهو وهو الجمع كتب عليكم الصيام. وعلى هنا تفيد الوجوب وهي من صيغه كما في لغة العرب وعند الاصوليين كذلك. فان على تفيد الوجوب. وهنا في قوله عليكم تأكيد ان الخطاب الذين امنوا لا الى غيرهم تأكيد ان الخطاب للذين امنوا لا اله لا الى غيره. وفيه ايضا تشوه للاسماع ان الله سبحانه وتعالى امر ان ان الله شرع لهم شيئا مؤكدا. وان هذا المؤكد انما ان انما هو الصيام عليكم الصيام كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين على الذين من قبلكم وفي هذه اللفظة في قوله عليكم بالتأكيد على ان المشركين لا يخاطبون بفروع بفروع الشريعة وانما هو خاص باهل انما هو خاص باهل باهل الايمان. وفي هذه الاية ايضا دلالة على ان الاسلام والايمان ان افترقا اجتمعا فان الايمان عند اجتماعه مع يكون اعلى مرتبة والاسلام اوسع دائرة فيدخل فيه المؤمن الكامل ويدخل فيه المسلم المسلم الفاسق وتوجه الخطاب للذين امنوا مع دخول جميع اهل الاسلام. من يجب عليه من يجب عليه امتثال الفروع والانقياد لها داخل في هذا الخطاب. فدل على ان الخطاب للذين امنوا الذين انقادوا واستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويأتي هذه الدلالة في بعض ايات في قول الله جل وعلا فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. اي امر الله سبحانه وتعالى هؤلاء الذين امنوا الذين اذا امروا استجابوا اذا امروا اذا امروا استجابوا لله سبحانه لله سبحانه وتعالى كتب عليكم الصيام. الصيام المراد به الامساك في لغة في لغة العرب. وكل ممسك عن شيء صائب عنه. فالممسك عن الكلام صائب والممسك عن الاكل صائب. والممسك عن الحركة صائب كالذي يقوم بالشمس. والممسك ايضا عن الحركة بالاشارة فوصائم عن الاشارة والممسك ايظا والممسك ايظا عن اي معنى من المعاني صائم عنه كالذي ان يمسكوا عن لغة يقال صائم عن العربية صائب عن الاعجمية وغير ذلك. ولهذا يقول النابغة الذبياني خير صيام وخير غير يعني ممسك خير تسهل وخير لا لا تصحل. وسمي ذلك صياما صياما منها. يعني عن امساكا عن الصهير. فقوله هنا الصيام الالف في ذلك هي الايه؟ للعهد اي ما امر الله عز وجل به مما يعرف التعبد فيه لله فان الانسان لا يتعبد بالامساك عن الحركة بالامساك عن الحركة ولا يتعبد بالامتنان عن عن الكلام ولا يتعبد لله عز وجل بالامتناع عن اللباس وان كان ثمة امتناع عن لباس مخصوص او عن مخصوص عن الكلام الحرام الا ان الله سبحانه وتعالى ذكر الصيام هنا فقال كتب عليكم الصيام يعني ما تعلمونه من امساك عن طعام وشراب اتعلمونه من امساك عن طعام عن طعام وشراب. فالامساك هنا المراد به الامساك عن الطعام والشراب باتفاق باتفاق اهل الاسلام باتفاق اهل الاسلام خلافا للباطنية من النصيرية وغيرهم الذين يجعلون الصيام هو الامساك عن مساوئ الاخلاق عن مساوئ مساوئ الاخلاق وعن الرذائل وغير ذلك مما يفسرون المعنى المعنى العملي بالصيام به افراغا للمعنى الشرعي من محتواه. الصيام جاء في كلام الله سبحانه وتعالى على على معاني منها الامساك بمعناه العام ومنها ما يتعلق بالمعنى التعبدي هنا ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى اني للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا. والمراد بذلك هو هو الامساك عن الكلام. الامساك عن عن وكذلك تسمي العرب الذي يقف ويمسك عن الحركة في الشمس صائم يعني ممسك عن الحركة في الشمس ان التعبد لا يتوجه الى الى لفظ الصيام اذا كان امساكا عن طعام وشراب اذا كان امساكا عن طعام عن طعام وشراب ولهذا اكتفي بايراده من غير ذكر نوع الامساك فقال الله كتب عليكم الصيام يعني ما تعرفون التعبد التعبد فيه لله. كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. ذكر الله سبحانه وتعالى التشبيه هنا في التشريع في قوله كما كتب على الذين من قبلكم الله سبحانه وتعالى شرع الصيام على الامم السابقة واختلف في الامم التي اشير اليها في القرآن هل هي جميع الامم امة من الامم تبتدأ بامة ثم يجب على ما بعدها لا يختلف العلماء على ان الله سبحانه وتعالى شرع الصيام بني اسرائيل شرع الصيام على على بني اسرائيل. وان العلماء يختلفون ايضا في مشروعية الصيام على الامم السابقة على الامم السابقة من قوم نوح ويونس وغيرهم من الامم الذين جاؤوا جاؤوا بعده الذين جاؤوا جاؤوا بعده فاختلف في مشروعية الصيام عليه منهم ما قال ان الله سبحانه وتعالى اطلق المشروعية على الامم السابقة ولكن نقول ان انه يأتي في الفاظ الشريعة اطلاق من قبلنا وغالبا ما يراد بهم اليهود والنصارى. غالبا ما يراد بهم اليهود اليهود والنصارى. فاذا هذا الاطلاق في هذه الاية لا يدل دلالة قطعية على ان الصيام يجب على سائر يجب على سائر او كان واجبا على سائر سائر الامم. وهنا في قوله كما كتب على الذين من قبلكم يعني كما شرع وذلك ان الصيام منه المشروع المشروع المستحب ومنه المشروع الواجب ومنه اسبوع الواجب وذلك ان بني اسرائيل انما صاموا عاشوراء شكرا للمنعم ولم يكن واجبا عليه ولم يكن واجبا واجبا عليهم فكانوا يصومونه تعبدا. مما يدل على ان مشروعية الصيام في هذه الاية في قوله كتب ان المراد به التشريع ان المراد به التشريع وليس المراد بذلك هو الفرض والايجاب الذي اذا تركه الانسان اثم. ويؤكد هذا ويؤيده ان الله سبحانه وتعالى يؤيده امور. اولها ان الله سبحانه وتعالى ذكر ان انه كتب الصيام مماثلا لما كتبه على الامم السابقة والله كتب على الامم السابقة الصيام مفروضا مستحبا بانواعه مما يدل على ان بذلك هو التشريع العام. الامر الثاني الدليل الثاني في هذا ان الصيام اول ما بدأ لم يكن واجبا بالدليل من السنة بالدليل من السنة فكان صيام رمضان ابتداء على سبيل الاختيار كان على سبيل الاختيار فلم يكن واجبا والصيام مر بمراحل كما جاء في حديث معاذ ابن جبل فيما رويه عبد الرحمن ابن ابي ليلى وكذلك ايضا في حديث عائشة ان الصيام على رسول الله صلى الله عليه وسلم على اعلى مراحل. شعل شرع للنبي عليه الصلاة والسلام نافلة. صيام ثلاثة ايام من كل شهر ثلاثة ايام من كل شهر. فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اهل المدينة يصومون عاشوراء فسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك فقالوا هذا يوم تصومه اليهود تصومه اليهود. وذلك يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وقومه قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن اولى بموسى بموسى منهم وذلك انهم يتبعون موسى زورا. ونحن نتبع ما جاء عن موسى من من الحق بالحق. نتبع ما جاء عن موسى من الحق بالحق. وما نسخه الله عز وجل من شرعة فيؤخذ بها فنقول حينئذ ان في قول الله سبحانه وتعالى كما كتب على الذين من قبلكم انه شامل لهذين لهذين النوعين. وثم صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وجعل صيامه فرضا. جعل صيامه فرضا فهذه المرحلة الثانية الاولى صيام ثلاثة ايام من كل شهر ثم صيام عاشوراء وكان وكان فرضا. والمرحلة الثالثة شرع الله عز وجل صيام صيام رمضان وكان تشريعه على سبيل الاختيار فمن شاء ان يصوم صام ومن شاء ان يطعم اطعم وهذا المقصود بقول الله سبحانه وتعالى وعلى الذين يطيقونه فدية يعني الذين يطيقون صيام رمضان ولا يريدون ان يصوموا ويدعون الصيام عليهم فدية والفدية اطعام اطعام مسكين عن كل يوم مسكينا ويأتي الكلام في في فدية اطعام في ذلك باذن الله تعالى المرحلة والمرتبة الرابعة ثم اكد الله سبحانه وتعالى صيام رمضان وجعله فرضا وجعله في قول الله جل وعلا فمن شهد منكم الشهر فليصمه. ارتفع في ذلك التخيير. وجاء في بعد ذلك بعد ذلك الفرض وجاء بعد ذلك الفرض ونسخ عاشوراء من الفرظ الى الى الاستحباب نسخ من الفرض الى وهذا التدرج في التشريع تيسيرا للامة واسهل في الانقياد واسهل في الانقياد والاتباع وذلك ان رمضان لو فرض اول ما فرض شهرا تاما يصومونه من غير طعام وشراب ولم يسبقه توطين للقلب على الصيام لاستثقلته بعض النفوس لاستثقلته بعض بعض النفوس وانما جاء على سبيل وجاء على سبيل الاختيار حتى يدعى الناس اليه ترغيبا به ولهذا الله سبحانه وتعالى فضل وبعدما خير بين الصيام والفطر خير الله عز وجل الصيام ان تصوموا خير لكم. كنتم مؤمنين يعني ان الله سبحانه وتعالى جعل الذين يصومون هم افظل من الذين من الذين يفطرون ويطعمون. فالله سبحانه وتعالى جعل الفطر خيرا للذين للذين يعلمون. يعلمون فضل الصيام ومشروعيته وكذلك ايضا ما جعله الله سبحانه وتعالى للانسان من حسن من حسن عاقبة وايضا في قول الله سبحانه وتعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين على الذين من قبلكم. ذكر الله عز وجل لما لما شرعه على الامم السابقة على سبيل الاجمال ذلك فيه حكم. ومن هذه الحكم ان الله جل وعلا ان الله عز وجل اراد معاني عدة منها الاناث للامة ان الله لم يفرض عليها شيئا يريد بذلك تكليفا لها ومشقة عليها ولم يكن على الامم السابقة من الشرائع لم يكن على الامم السابقة من من الشرائع وانما فرض عليها ما فرض على الامم السابقة فلم تكن بدعا من ذلك حتى لا تستوحش ولا تنفر النفوس وتستثقله بعض النفوس الضعيفة بعض النفوس الضعيفة فان الانسان اذا امر بشيء قد امر غيره به يجد في ذلك انسا يجد في هذا انسا لانه لم يكلف على سبيل الخصوص وذلك ان التكاليف الذي ينفرد بها الانسان عن غيره فيها في هذا نوع نوع مشقة بهذا نوع نوع مشقة ولهذا الله سبحانه وتعالى خص الامة باشياء ورفع عنها اشياء كانت على الامم السابقة فاختصت الامة بالرفع. اختصت الامة بالرفع. وما اختصت الامة بشيء يقابله ويماثله كثرة بالوضع. فاختصت برفع شيء اكثر مما مما وضع عليها وشرع عليها من من تشريع مما يدل على ان هذه الامة هي امة امة مرحومة وفظلها الله عز وجل مع ما رفع عنها وضع عليها من هذه من اه الشرائع فظلها الله عز وجل على على الامم السابقة بجملة من من الفضائل. واه المعنى الثاري في هذا ان الله سبحانه وتعالى يريد الاشارة الى فضل الصيام الاشارة الى فضل فضل الصيام وذلك كأن الشريعة التي تشرع في سائر الامم او على الامم جميعا فيه اشارة الى اهميتها اشارة الى الى اهميتها ولهذا ان افضل واعظم الاعمال عند الله سبحانه وتعالى هو الايمان وهو دعوة جميع الانبياء. دعوة جميع الانبياء على توحيد الله. فكان توحيد الله هو اعظم العبادات وهو اصلها. واعظم العبادات وهو وهو اصلها. وذلك لجملة من الادلة والقرائن من هذه القرائن ان الله عز وجل جعله جعله عبادة لسائر الانبياء لا تختلف دعوة نبي عن نبي وعن نبي اخر فيه. ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا لا انا فاعبدون فجميع الانبياء من ادم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الى توحيد الله عز وجل. ولهذا ايضا يقول النبي عليه الصلاة والسلام نحن بعشر الانبياء اخوة لعلان يعني اخوة من الام اخوة من الاب وامهاتنا وامهاتنا شتى امهاتنا شتى اشارة الى اصلهم وما يتعلق بتوحيد الله عز وجل ولكن الشرائع تختلف في هذا وتتباين. ولهذا يقول الله عز وجل في كتابه العظيم ولكل جعلنا منكم شرعة ومن هاجأ والشرع في ذلك هي الاحكام الشرعية التي تختلف من اه تختلف من اه امة الى الى امة. فاذا اتحدت شرع مع الامم فكلما كان الاتحاد في جميع الامم كانت العبادة اعظم. ولهذا الصلاة في جميع الشرائع وغير الشرائع وغير الشرائع. وكيف يكون في غير الشرائع؟ الملائكة تصلي لربها تصلي لربها وكذلك ايضا لما خلق الله عز وجل ادم امر الملائكة بالسجود بالسجود لادم من جنس الصلاة من جنس الصلاة. فكانت الصلاة اعظم من الزكاة والصيام واعظم من من الحج. واعظم من ولهذا من القرائن في مسألة ان ان الزكاة اعظم من الصيام والحج ان الزكاة امر الله عز وجل بها يا سائر الانبياء سائر الانبياء ويأتي بعد ذلك الصيام وهو الذي لم تصرح فيه الادلة متى متى شرع؟ ويأتي بعد ذلك الحج يأتي بعد ذلك الحج اول من قام شرائع الحج من ابراهيم الخليل ابراهيم الخليل اذا هل كان من اصل شرائع الانبياء لم يكن ولهذا اخر في اركان الاسلام اخر في اركان الاسلام مع مع الادلة الواردة في فضلها وكونه ركن في اركان الاسلام انه اخر عن ركن الصلاة والزكاة وكذلك الصيام. ولهذا من الامور التي اه ذكرها الله سبحانه وتعالى اه ذكر الله عز وجل انه شرع الصيام عن الامم السابقة ليبين فضل الصيام ليبين فضل الصيام اي لفظله عند الله شرعه عليكم ولغيركم ولمحبته عند الله شرعه على هذه الامة وشرعه لها على الامم السابقة ولها كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم كما كتب على الذين من قبلكم والصفة التي كتبها الله عز وجل على الامم السابقة هذا منه مما هو محل خلاف عند العلماء من السلف عليهم رحمة الله من قال ان الله عز وجل كتب على الامم السابقة الصيام كما كتبه علينا بسورة. ومنه ما قال ان الله كتب عليهم ثلاثة ايام من كل شهر. وهذا جاء عن بعض الصحابة وبعض التابعين. روي هذا عن عبد الله بن عباس وعبدالله بن مسعود وقتادة وعطاء وعن غيرهم ان الله عز وجل او ان الله عز وجل فرض الصيام على الامم السابقة ايام من كل من كل شهر ثلاثة ايام من كل من كل شهر ولكن لا اعلم في ذلك دليلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصح و الا ما جاء هنا في اطلاق القرآن فاطلاق القرآن يدل على ان الامساك عن الاكل والشرب موجود في الامم السابقة موجود في الامم السابقة واما الايام فثبت صيام يوم عاشوراء في بني اسرائيل وذلك في شريعة موسى وكذلك من جاء من جاء بعده في شريعة عيسى فهو في شريعة بني اسرائيل فهو شريعة بني اسرائيل وكان في في صدر الاسلام واجبا ثم اصبح مستحبا اذا فصيام يوم عاشوراء في ثلاث شرائع في شريعة موسى وشريعة عيسى وشريعة وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم واما ما عدا ذلك من صيام رمضان هل الله عز وجل فرض على هذه الامة آآ وعلى الامم السابقة صيام رمضان ام لم يفيضوا نقول هذا يحتاج الى دليل آآ صريح في هذا ولا اعلم في ذلك دليلا صحيحا ولو لم يكن صريحا الا ما جاء في الاطلاق في هذه الاية كما كتب على الذين كما كتب على الذين من قبلكم. ومنهم من يأخذ من هذه الاية ان الامة تشابه الامم السابقة في فرضية الصيام وصيام رمضان ان الله سبحانه وتعالى شرع للامة قبل صيام رمضان صيام ثلاثة ايام من كل شهر وصيام عاشوراء وما ذكر المثلية وما ذكر المثلية انه كما كما اه فرضه على الامم السابقة وانما ذكر المثلية لما شرع رمظان لما شرع رمضان نقول هذه قرينة وليست بدليل هي قرينة وليست وليست بدليل والدليل يحتاج الى الوضوح. ونقول ان الله سبحانه وتعالى لما ذكر هذه قرينا كما كتب على الذين من قبلكم يعني ان الله لم لم يخصكم بهذه الشريعة تكليفا عليكم واثقالا عليكم وانما ما اوجدها في الامم السابقة وان اختلفت في امر الصورة كما في امر الصلاة. فالله عز وجل امر الاسائر الانبياء بالصلاة ولكن الصلاة تبعي الصلاة تتباين من نبي الى نبي ومن شرعة الى شرعة تختلف في صفتها وتختلف كذلك ايضا في مواقيتها وان كان ثبت بالادلة الركوع والسجود ثبت الركوع والسجود والقيام. ولكن في الركعة الواحدة كم سجدة؟ وكم ركعة والقيام وطوله وكذلك ايضا عدد الركعات وكذلك ايضا في ما يقال عند الانتقال وما يقال في الاذكار وما يقال كذلك ايضا وما يقال كذلك قبل الصلاة وبعدها كل هذا مما هو مسكوت عنه. كل هذا مما هو مسكوت عنه. هل للمثلية في ذلك تتطابق او لا تتطابق؟ نقول آآ اصل الشريعة موجودة ولكن التطابق في هذا يفتقر الى يفتقر الى دليل. كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ذكر الله سبحانه وتعالى الشريعة ثم قال لعلكم تتقون. لعل في لغة العرب اذا جاءت بعد الامر تفيد التعليم اذا قال بعد الامر تفيد التعليم. فالله عز وجل ذكر الصيام وحث عليه وحث عليه بالخطاب في قوله كتب فان مقتضى ذلك الامر سواء كان للوجوب او التأكيد. واكده بذلك في قوله عليكم وهذا ايضا في اشارة وقرينة الالزام والتأكيد كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. اي لاجل ان تتقوا الله سبحانه وتعالى فتجعل بينكم وبين عذاب الله عز وجل الوقاية. وبهذا نعلم ان للصيام حكم ومن اعظم هذه الحكم هو تقوى الله ان يجعل الانسان بينه وبين عذاب الله وقاية. وبهذا نعلم ان من اعظم ما ينجي الانسان من عذاب الله هي كثرة الصيام. كثرة الصيام. وقد دلت الادلة على هذا في الاحاديث عن رسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله عليه الصلاة والسلام الصيام جنة. يعني وقاية تقي الانسان من عذاب الله سبحانه وتعالى ومن سخطه عقابه. وقوله جل وعلا لعلكم تتقون تتقون الله سبحانه وتعالى وذلك بالاتيان بهذه العبادة فكلما كان الانسان اكثر كمالا بالاتيان بالصوم كلما كان اكثر واقرب الى الله سبحانه وتعالى وابعد عن غضبه جل جل في علاه. وذكر هذا التعليل مع وجود احكام كثيرة جدا في الصيام منها ما يتعلق تربية النفس وكذلك ايضا آآ تذكر نعم الله سبحانه وتعالى على الانسان وهذا من المقاصد الشرعية للصيام. وذلك ان الانسان اذا كان في غنى وفي شبع وفي ريبة على سبيل الدواب فانه ينسى نعمة الله عز وجل عليه اذا انغمس فيها اذا لم تمسه حرارة الجوع ما تذكر ولا عرف نعمة الشبع واذا لم تمسه حرارة حرارة الفقر وكذلك حرارة المرض والما ما عرف نعمة الصحة ولهذا نقول ان الانسان لا يشعر بالنعمة الا اذا اذا وقع او انزل الله فيه ضدها. فسلا فيسلب والله عز وجل الانسان النعمة ليذكره ليذكره حق الله عز وجل بشكرها. وهذا في تذكر حق الله سبحانه وتعالى في ذلك كم منه منافع؟ منه تذكر نعمة الله عز وجل بالطعام والشراب فيحمد الله على ما رزقه من نعيم. النعيم وكذلك ايضا بتيسير ذلك الطعام وافرته بانزال هذا الغيث من السماء ويتأمل في انزاله وتيسيره واخراجه من الارض بغير مشقة ولا كلفة تأتيه هذه المعادلة وهذه التركيبة بخروج الماء وكذلك انتقال الماء الى السحب ثم ثم جمعها اه في جمعها في معصرات ثم تعصر على الانسان في احوال ثم تدخرها الارض ثم يخرجها الانسان من الارض فيخرج اليه يخرج اليه صافيا نقيا فيشربه الانسان ثم يتحول الى الى نجس يتذكر الانسان في هذا نعم الله سبحانه وتعالى عليه. كذلك ايضا يتذكر نعم الله عز وجل فاذا مسه الجوع مسه تذكر النعمة وتذكر حاجة غيره ممن انسته النعمة بانغماسه فيها فاذا شبع نسي الفقراء او ما ظن ان ثمة فقير ما ظن ان ثبت فقير فينسى وربما طرد الفقير اذا سأل. فربما يظن انه يسأل تكثرا وهو يسأل للفقر بالجوع وللحاجة فهذا يذكر الانسان ويعيده الى ويعيده الى الى امره. ولهذا كان السلف الصالح يرشدون الى تذكر نعم الله سبحانه وتعالى حتى لا يسلبوها. فمن رحمة الله ان يذكر عبده نعمه باحوال. منها ذكره بالتشريع وهو التكليف الشرعي. يذكرك الله عز وجل بنعمه حينما يفرض عليك الصيام فتذكر الجوع. منها ان يسلبك الله عز وجل ذلك بامر قدر اما بامر شرعي واما بامر قدر. الامر القدري الكوني ان الله عز وجل يسلبك الغنى فتفتقر ويسلبك الابن فتخاف ويسلبك الاستمتاع بالطعام ولو كان بين يديك لمرض او غير ذلك. فيحجبك اهل الطب عن شيء تشتهيه وتراه بين يديك فلا فلا تستمتع فلا تستمتع به فهذا ايضا من الامور التي يذكر الله عز وجل عبده بذلك وكم من الناس ينغمس في النسيان ويعرض عن شكر الله عز وجل دهورا وعقودا فلا يتذكر الا اذا سلبه الله سبحانه وتعالى رجع الى الله. ولهذا الله عز وجل يذكر عباده بسلبهم النعم. يعطيهم ليعودوا يبقى معرضا يبقى معرضا وهذا ربما ينزله الله عز وجل في من احب ينزله الله سبحانه وتعالى في من؟ فيمن تجد الام ولله عز وجل المثل الاعلى اذا فزع ابنها ذهب الى من ذهب الى امه تجده يلعب ويلهو ولكن اذا قذفه احد بحجارة ذهب الى من ذهب الى حجر امه وكان في ذلك الامر لاهيا ساهيا عنه. وكم من الناس لا يعرف اباه الا عند حاجته له لماذا؟ لانه كان لانه يظن انه قد استغنى وربما الاب يغني ابنه يريد ان يشكره وهو ينساه بهذا بهذا الامر. فينزل الله عز وجل عليه بعض الاشياء ليعيده ليتذكر حق الله عز وجل عليه. وهذه الامور ايما باوامر شرعية واما باوامر كونية واقدار يقدرها الله سبحانه وتعالى على على عباده ليتذكروا نعمة الله جل وعلا واعظم الناس شكرا للمنعم الذي يشكر الله عز وجل على النعم ولو دقت. ولهذا روي عن الامام احمد رحمه الله في بعض مسائله. وجاء في ذلك حديث عند الطبراني وفيه وفيه كلام انه كان يحمد الله في كل شربة وفي كل لقمة يأكلها فيأكل الى فمه ويقول بسم الله الحمد لله ثم يحمد الله على النعمة الاخرى. وقد جاء اصل هذا في الصحيح في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يرضى بالاكلة يأكلها العبد فيحمد الله. وان الله ليرضى بالشربة يشربها العبد فيحمد الله. وهذا لفضل الله سبحانه وتعالى اي ان هذه النعمة التي يسرها الله عز وجل لك ان الله سبحانه وتعالى يرضى بقول الحمد لله فهو الذي سخر لك اللسان وسخر لك الشفتين وسخر لك تلك النعمة. فهذا التسخير يرضى الله عز وجل بالحمد. ولهذا من اعظم ما يدفع البلاء الكوني على الانسان شكر النعم شكر النعم شكر النعم فاذا اكثر الانسان من شكر النعمة ولو قلت دفع الله عز وجل عنه البلاء فان الله سبحانه قال اما ينزل البلاء في ذلك عقوبة لعبده على عدم شكره وانما وانما او ينزل عليه العقوبة ليعود بعد نسيان فاذا كان غير ناسي اذا كان الانسان غير ناسي فان الله عز وجل لا ينزلها عليه تذكيرا ولا ينزلها عليه عقوبة وانما ينزلها عليه اصطفاء ورفعة. اصطفاء ورفعة. فيكون حظه من البلاء يختلف عن حظ غيره. فاولئك يعاقبون واولئك يذكرون. وهو لا يعاقب ولا يذكر وانما يرفع وانما يرفع فكان حظه من هذا البلاء يختلف عن حظي عن حظ غيره. وهنا الله سبحانه وتعالى في فرض الصيام فرض الصيام لعباده يريد ان يقربهم اليه فيتقوا الله عز وجل بجملة مما يذكرون الله سبحانه وتعالى بحقه جل وعلا في العبادة وحقه جل وعلا باداء حقوق العباد اليهم وذلك بالصدقة والزكاة وقضاء حاجة المحتاج في قوله جل وعلا لعلكم تتقون اي شرعت لكم كما شرعت للذين من قبلكم لعلكم اي لاجل ان تتقوا الله سبحانه وتعالى والاية الثانية في قول الله سبحانه وتعالى اياما اياما معدودات اياما معدودات هنا في قول الله جل وعلا اياما معدودات هذا خبر هذا خبر لمبتدأ محذوف وتقديره هو يعني الصيام الذي فرضه الله عز وجل عليكم وايام ايام معدودات ايام معدودات. فالله سبحانه وتعالى فرض الصيام على سبيل الاجمال صيام ليل او صيام نهار صيام يوم او ايام صيام شهر او صيام شهور ذكر الله عز وجل اياما معدودات ثم ذكر الله سبحانه وتعالى خبرا ثان لذلك في قوله جل وعلا شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن فكان ايضا هذا خبر لمبتدأ محذوف وتقديره هي اي هذه الايام المعلومات هي شهر رمضان فجاء بيان بعد بيان للمبتدأ الاول وهو الصيام في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبل اذا في قول الله سبحانه وتعالى اياما معدودة اياما معدودات اي هي الصيام في قول الله جل وعلا ايام معدودات اشارة التيسير اني فرضت عليكم اياما معدودات يسيرة يطيقها الانسان. ويؤكد هذا المعنى ان الله عز وجل قال في في اخر الاية التي تليها يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. اي ان السياق في بيان التيسير وعدم التكليف والمشقة على الامة تكليفا لا لا تطيقه تكليفا لا لا تطيقه ولهذا قال اياما معدودات يعني تعدونها وهي يسيرة فلم يأمر الله عز وجل الامة بالصيام بصيام الايام سرمدا من غير من غير قطع ولم يأمر الله عز وجل الانسان ايضا الوصل ومن العلماء من قال ان هذه الاية في قول الله جل وعلا اياما معدودات تتضمن النهي عن الوصال للصيام. تطمئن النهي عن الوصال في الصيام والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال في الصيام كما جاء في الخبر الصحيح فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انك تواصل قال اني لست كهيئتكم ان معي ربي يطعمني ويسقين. معي ربي يطعمني ويسقين. في هذا اشارة الى ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن وان الوصال من خصائصه عليه الصلاة والسلام. والنهي في هذا ثابت ولكن الوصال على صور واختلف في المراد بالنهي. في المراد بالنهي من صور الوصال ان يصوم الانسان اياما بلياليها متتالية من غير ان يتخللها فطر. من غير ان يتخللها فطر فلا يفطر عند عند غروب الشمس ولا يتسحر في الليل فيصوم اليومين والثلاثة. فيصوم اليومين والثلاثة اما ان يكون عند غروب الشمس وعند واما عند السحر اذا شعر بضعف انهاك بدنه فانه انه يطعن فانه يطعم. الصورة الثانية من صور الوصال ان لا يطعم الانسان الا من سحر الى سحر. الا يطعم الانسان الا من سحر الى الى سحر الصورة الثالثة من صور الوصال ان يطعم الانسان عند فطره ان يطعم الانسان عند فطره ولا يطعن في سحره فيطعن من فطر في فطره فيصوم ليله ويصوم نهاره فيصوم ليل ويصوم نهاره ومنهم من يجعل فطره عند عند غروب الشمس عند غروب الشمس فلا يفطر عند غروب الشمس اليوم التالي وانما في اليوم في اليوم الثاني. ومنهم من قال ان النهي انما يتوجه الى الى الوصال سربلة فلا فلا يطعم اياما لا في ليل ولا نهار ولهذا جاء بعض السلف انه كان يواصل انه كان يواصل. جاء ذلك عن عروة ابن الزبير فانه كان يواصل او واصل ثلاثة ايام فيما رواه عنه هشام بن عروة عن ابيه وكذلك ايضا جاء عن ابن الزبير كما رواه عامر ابن عبد الله ابن الزبير عن ابيه انه كان يواصل فواصل صيام ثلاثة ثلاثة ايام ولكن نقول اذا ثبت النهي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا مصير بالتزامه والقول والقول به. ومن اخذ ببعض المعاني من السلف في هذا فهو موكول الى الى اجتهاده وفهمه وكل الاجتهاد وفهمه خاصة ان الوصال يفوت جملة من السنن المتأكدة. ويكفي ان النبي ما حث عليه بحديث. ما حث عليه الامة بحديث. فدل على ان الاصل في النهي على ان الاصل فيه النهي على اختلاف في النهي هل هو على التحريم او او على على الكراهة النهي او على على الكراهة. والسنن التي يفوتها الذي يواصل الذي يواصل سواء واصل اياما متتالية او واصل فيفطر ويواصل الى الفطر الاخر نقول انه يفوت اما اكلة السحر او التعجيل او التعجيل بالفطر التعجيل بالفطر وهي من السنن. فثمة سنة وهي الفطر وثمة سنة وهي التعجيل بالفطر. وثمة سنة وهي السحر السحور وثمة السنة وهي تأخير السحور فهي السنن الاربع في الاكلتين. السنن الاربع في الاكلتين والسنن الاعظم من هذا هي الاقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيام بالصيام على على هديه الذي ارشد امته اليه وان الوصال انما هو خاص برسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم. وثبت فرق بين الوصال وبين صيام الدهر. بين الوصال وبين صيام صيام الدار. صيام الدار ان يصوم والانسان صياما بسحور وفطور ولكنه لا يتخلل هذه الايام فطر لا يتخلل هذه الايام فطر فيصوم من شعبان يصلها بالواجب لرمضان ثم شوال ولا يفطر الا الايام الذي يحرم عليه صيامه. فهذا صيام الدهر وهو وهو محرم ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام يقول لا صام من صام العبد ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عن صيام الدهر فالوصال حكم وصيام الدهر حكم وصيام الدهر اشد نهيا من صيام من الوصال اشد نهيا من الوصال وفي قول الله عز وجل دلالة على النهي عن الامرين في قوله جل وعلا اياما معدودات اياما معدودات يعني ان الله شرع للامة سواء الشريعة الواجبة او الشريعة المستحبة شرعها معدودة الفرض وهو رمضان والمعدودة وغير الفرض ما يتعلق بصيام ست من شوال وصيام عشر ذي الحجة او صيام عرفة او صيام عاشوراء او صيام الاثنين والخميس او صيام ثلاثة ايام من كل شهر او صيام الايام البيض او صيام شعبان او صيام شهر الله المحرم او صيام يوم وافطار يوم. فهذه الصيام الايام النافلة ايضا هي نوع من المراتب ولكنها ايضا محصاة. اياما معدودات ولكن نقول ان هذا الخطاب انما هو لرمضان لماذا؟ لانه جاء خبر ثان بعد جاء خبر ثان بعد ذلك هو قول الله عز وجل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن اي هذه المعدودات انما هي شهر شهر رمضان مما يدل على ان السياق انما هو في صيام الفرائض انما هو في في صيام الفرائض لا في صيام النوافل وان اشتركت في بعض الاحكام من هذا مما تشترك فيه ان تشترك في التعليم قولي لعلكم تتقون اي ان الصيام في النافلة ايضا يتقي به الانسان عقاب الله وذلك لاشتراكه في العلل وكذلك ايضا في الاحكام. يشترك ايضا في امور المفطرات والاحكام في مسائل الفطر والسحور وغير ذلك فهي تشترك في لهذا في هذا المعنى فقول الله عز وجل اياما معدودات اي محصات معلومة اه مقدرة ليس للانسان ان يجتهد فيها ونتوقف عند هذا الموضع وركبه باذن الله عز وجل في الغد. واسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد. والاعانة وان يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه وان ينفعنا بما سمعنا انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد