ابتدأ الامام النبوي عليه رحمة الله متأسيا بمن جرى قبله على هذا النحو كابن عسىكر عليه رحمة الله تعالى وغيره بتصدير هذا الكتاب بحديثه انما الاعمال بالنيات وهذا الحديث هو من الاصول العامة المتعلقة بالاصول والفروع وسائر الاعمال وذلك لتعلقه باعمال القلب ومعلوم ان الاعمال تنصرف الى ثلاثة انواع اعمال القلب وكذلك افعال واعمال اللسان وعمل الجوارح وعمل القلب هو اصل ينبت عنه سائر الاعمال التي عليه الانسان ويسنى من ذلك بعض الوقائع التي يأتي الكلام عليها اورد الامام النووي عليه رحمة الله هذا الحديث اورد النووي عليه رحمة الله لا الحديث لتعلقه بسائر بسائر الاعمال وكذلك لصلته بسائر الاحاديث التي يأتي الكلام عليها فانه ما من عمل من الاعمال الكلية الا وهي تفتقر الى نية ولهذا كان البخاري عليه رحمة الله يذكر الاحاديث بكتابه الصحيح وصدرها بحديث عمر بن الخطاب انما الاعمال بالنيات وهو حديث غريب قد تفرد به يحيى بن سعيد الانصاري عن محمد عن علقة بن وقاص الليثي عن عمر ابن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فرد من هذا الوجه وقد روي من طرق اخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء من حديث ابي سعيد الخدري ومن حديث جابر ابن عبد الله وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح من ذلك شيء الا من هذا الخبر كما جزم بذلك غير واحد من ائمة النقد كعلي بن المدين وكذلك الخطاب وغيرهم وبهذا ينبغي ان يشار الى مسألة مهمة تتعلق بعلم الرواية وهي ان الحديث اذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه فرد لا يصح الا منه وجاء من وجوه معلولة اخرى فان انه يصوغ للناقد ان يقول ان هذا الحديث لا يروى الا من هذا الوجه. يعني ان ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرق اخرى لا يعتد بها ولهذا قد اشار غير واحد ممن يعتني في ابواب الافراد كالدار قطني عليه رحمة الله في كتاب الافراد والغرائب وكذلك البزار في كتابه المسند والطبراني في معاجمه يشير الى جملة من الاحاديث انها لا تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من هذا الطريق مع انه بنفسه يريد هذه الاحاديث في كتابه المسند او في معجمه في موضع اخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو هذا اللفظ وبه يعلم ان مقاصد الائمة من ذكر هذا التفرد او انه لا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من هذا النحو يعني على وجه على وجه صحيح ولهذا يعلم ان الائمة في حكمهم على الاحاديث لا يلتفتون للاحاديث الموضوعة والمنكرة في سائر الانواع سواء من ابواب ما يتعلق بابواب التقسيمات عند المحدثين على طريقة المتكلمين بما يقسمون الخبر الى الى متواتر واحاد فانهم لا يرتدون في هذا بالاحاديث المنكرة والموضوعة والمتروكة مما لا يحتج يحتج به لو اعتضد به غيره ويكون وجوده كعدمه فهذا لا يلتفت اليه من باب الاطلاقات وبه يعلم ان ما يستدركه البعض من من الاطلاقات التي يطلقها العلماء انه قد وجد طريقا لخبر اخر عند بعض الائمة في مصنفاتهم ان هذا الاستدراك استدراك ظاهري ليس في محله يدل على ضعف ضعف المستدرك والامام احمد عليه رحمة الله يريد جملة من الاحاديث في كتابه المسند ويحكم عليها في بعض مسائله كعلل عبدالله وكذلك ما جاء في مسائل ابنه صالح وحنبل وغيرهم ممن يروي عن الامام احمد جملة من مسائل العلل ويقول ان هذا الحديث ليس له اسناد فيكون حينئذ قد ذكره في كتابه المسند بنفسه وذكر هذا الخبر فلا وذكر هذا الخبر في موضع وقال ليس له اسناد او ليس تبي شيء فهذا اما ان نصف الامام احمد وغيره من الائمة بان بانهم تناقضوا في مثل هذه المواضع ويجل ان يتكرر منهم ذلك في احاديث مستفيضة مع اخراجهم للطرق في كثير من المواظع وبه ينبغي لطالب العلم ان يعرف المصنفات التي هي مظنة الاحاديث الصحيحة والمصنفات التي تورد الاحاديث الغرائب. لهذا من المهمات في لمعرفة الاحاديث المعلولة والمفاريد التي ينبغي الا يعول عليها عند طلبة العلم. من جهة المصنفات وقصد الائمة في تصنيفها. كذلك من جهة ايراد الاحاديث عند الائمة في مصنفات مخصوصة ممن تأخر فالائمة عليهم رحمة الله من جهة التدوين على نوعين ائمة في عصر الرواية دونوا الاحاديث من الافواه فاخذوها راو عن راو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة اخذوا دواوين قد دونت فوظعوها في مصنفاتهم على سبيل الاجازة. فالاولى هي التي تعتمد وهي الدواوين الاصلية كالكتب الستة ذلك مسند الدارمي وصحيح ابن خزيمة وابن حبان ومن في هذه الطبقة كمسند الامام احمد عليه رحمة الله وهو اشملها. وما ندى عن هذه المصنفات من المصنفات المتأخرة فانها تروي الاحاديث على سبيل الاجازة على سبيل الاجازة فتنثرها فلا يتبين للناظر فيها هل هي على سبيل السماع كلها منفردة او كانت مصنفات قد قد قد نثرها الائمة في مدوناتهم. فمن نظر الى طريقة البيهقي في كتابه السنن وكذلك الحاكم في كتابه المستدرك وكذلك من عساكر. والضياف المختارة والدار في جملة من مصنفاته يجد انه يرد الاحاديث من جهة الاصل عن طريق ائمة قد صنفوا مدونات مستقلة. فوضعوها منثورة لا تتضح للناظر لاول وهلة. لهذا ينبغي للباحث ان يستفيد من ذلك وجهين الوجه الاول ان يعلم ان اشياخ هؤلاء الائمة الذين رووا هذه المصنفات لا ينظر في تراجمهم من جهة من جهة الضعف والتوثيق الا من جهة اصل العدالة فان الضعف والتوثيق انما ينظر اليه في حال ضبط الانسان في ذهنه. اما من جهة ضبط الكتاب اذا كان الذي نقل عنه ائمة ثقاة كبار قد اهتموا بالمروي من ذلك وهو مروي من وجوه متعددة فالدار قطني عليه رحمة الله نجد انه يسند احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة جملة من الائمة الكبار كابي داوود وكذلك الترمذي والنسائي وكذلك البيهقي يريد عن الدار قطني وكذلك الحاكم ويريد جملة ايضا عن بعض المصنفين من الائمة الكبار كابي داوود والترمذي والنسائي بل انه في كتابه السنن الكبرى قد اورد سنن ابي داوود بكامله منثورة من رواية ابي بكر بن داس عن ابي داود باسناده المتنوع. ولم يخلو من سنن ابي داوود مما في السنن الكبرى الا احاديث الا احاديث معدودة. لهذا ينبغي لطالب العلم الا ينظر في اشياخ هؤلاء والبحث في مثل ذلك نوع من انواع نوع من انواع كذلك ينبغي لطالب العلم ان يعرف مقاصد الائمة من التصنيف فان جلالة الامام لا تعني ان ينظر الى ما يريده من احاديث في كتابه على الصحة لجلالته ولا للضعف لدنوه من ذلك بل ينظر الى مقصده فالامام الدارقطني عليه رحمة الله له مقصد من ايراده من ايراده وجمعه للاحاديث في كتابه في كتابه السنن فانه اورد الاحاديث المنكرة. ولهذا يقول الذهبي عليه رحمة الله في كتابه ميزان الاعتدال قال سنن الدارقطني هي بيت المنكرات يعني اورد فيها عليه رحمة الله الاحاديث المعلولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحكام كذلك الاحاديث الافراد والغرائب فانه اورد الاحاديث التي تفرد بها الرواة وبالاخص الذين يحسن الظن بهم من جهة الظبط والعدالة بالمروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يوجد لبعض الثقات الكبار من الاحاديث التي يتفردون بها او تفرد بها اصحابهم عنهم مما الا يصلوا الى مرتبتهم فتعل هذه الاحاديث ولهذا وجد مصنفات في ذلك كغرائب شعبة وغرائب مالك وغرائب العمري وغيرها من المصنفات في هذا في هذا الباب. واما اصل التفرد والغرابة فانه من قرائن التعليل وليس بابا للتعليل يأخذ منه الإنسان ما يشاء. ولهذا ينبغي لطالب العلم اذا اراد ان ينظر لأبواب التعليل ان ينظر منافذ متعددة حتى اخلص له التعليل سليما من هذه المنافذ ان ينظر الى ذات المعنى الذي الذي تفرد به الراوي فان كان مستقرا من جهة العمل ولو تفرد به الرجل الدون من جهة من جهة الظبط والثقة فانه يقبل وهذا وهذا فرع عن معرفة ما عليه اهل البلدان من اهل مكة على سبيل التخصيص وكذلك اهل المدينة فكيف اذا اتفق معهم اهل الافاق من اهل البصرة والكوفة والشام وخراسان وغيرهم فاذا اتفقوا على معنى فانه يقبل تفرد المتوسط او دونه بل ربما الظعيف فانه يقبل في هذا فما كان مسلما من الاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة المعنى نقبل فيه تفرد تفرد المتوسط او الضعيف اما ما كان ما كان ينبغي ان يستفيض ولا يوجد للائمة في ذلك عمل من اهل البلدان من مكة والمدينة وغيرهم. فتفرد به الثقة الثبط الضابط فانه لا يقبل في ذلك كل متبرد وانما ينفرد في ذلك من جهة القبول اهل المدينة واهل مكة على سبيل التخصيص. وربما يرجع في ذلك الى حال زمنهم من جهة الفتيا فما يتبرد به اهل المدينة بحديث يخالف ما فيه الفتوى اهل المدينة يعل بالتبرد والانكار وما يتفرد به اهل مكة بحديث يخالف ما عليه الفتوى والعمل مما ينبغي ان يستفيض فانه يعل كذلك بالنكارة فكيف اذا اجتمع اهل هذين البلدين من مكة والمدينة فانه يرجع في ذلك يرجع في ذلك الى النظر ونذكر مرارا انه ينبغي لطالب العلم اذا اراد ان ينبري للتعليل وخاصة ابواب التفرد وزيادة الثقة ان يكون بصيرا بفقه ما عليه القرون المفضلة من الصحابة والتابعين واتباعه وهذا باب طويل جدا والتمثيل عليه يشك. وخاصة في مثل هذا الباب ومثل هذا الاسترسال. مما ينبغي المرور على هذه الاحاديث كلها. اورد المصنف عليه رحمة الله حديث عمر بن الخطاب وهو من الافراد من هذا الوجه فانه لم يروه الا عمر بن الخطاب بروايته عن علقمة ابن وقاص الليثي تفرد عنه محمد ابن إبراهيم وعن محمد يحيى ابن سعيد الانصاري وعنه استفاضوا ومن ذلك ان الائمة قالوا انه رواه عنه نحو من ثلاثمائة من الرواة وقيل اكثر من ذلك قد سائق جملة منهم الحافظ ابن منده وساق هؤلاء الذهبي عليه رحمة الله في كتابه في كتابه السير واصابوا من ذلك انهم قرابة قرابة السبعين من جهة البحث والتقييد والنظر. اما من جهة الاطلاق فانها تستفيظ في في افواه الرواة ويسمعونها وهنا نستنبط معنى وهو ان الائمة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما حفظوا حديثا عنه ولم يحدثوا به زمنا فان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى قد سمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحدث به الا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاة ابي بكر وحدث به على على المنبر لمقتضى الحاجة ووجودها هذا يدل على ان تفرد بعض الرواة في احاديث وجد وجدت الحاجة في زمنهم ولم توجد في قبلهم في في من قبلهم ان هذا يقتضي قبول التبرج وهذه يرجع فيها الى معرفة حال الزمن. فان الزمن في الصدر الاول في خلافة ابي بكر والصدر من خلافة عمر بن الخطاب كان المسلمون على امر واحد ولم يكن ثمة امر في الخوض في مسائل النيات والاعمال وكذلك حال المنافقين وكذلك التشوف الى امور الدنيا فلما فتحت امر الدنيا ان يخبر عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى بما لديه من امر الدنيا من ما اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا اخبر به في حال المنبر مما يدل شدة مقتضي الحاجة في مثل هذا الوقت ولم يحدد به مما مما يدل على خصيصة قوم بعينهم مما يدل على ان الامر قد تفاقم واحتاج له واحتاج له سائر سائر الناس. وهذا الحديث هو متعلق بامور النية والنية هي عليها مناط القبول والاثابة عند الله جل وعلا. لهذا قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما اداة حصر باتفاق باتفاق العلماء والاعمال يدخل في ذلك ابواب الطرق وانما علق بالاعمال باعتبار ان اكثر ما ما يقصده الانسان مما يستلزم نية هو الاعمال بخلاف فان التروك من جهة الاصل لا تستلزم نية من جهة التأكيد في امر الشارع فان ما يفعله الانسان من امور التعبدات يفتقر الى نية بخلاف التركين فان الترك لا يفتقر الى نية من جهة من جهة رفع الحرج الانسان فان الانسان يثاب بعمله اذا اقترن بنية واذا لم يقترن بنية وعمل عملا ظاهره لله فانه يعاقب على ذلك وهذا مستلزم لاحباط العمل. واما اذا ترك الانسان شيئا من المآثم كالفاحشة من الزنا واللواط والكذب وشهادة الزور ونحو ذلك فانه لا يأثم بهذا لو تركها لغير الله بخلاف الاثابة فانه لا يثاب فالثواب هنا قدر زائد عن رفع الاصر والعقاب من الله جل وعلا فانه لا يثاب على ذلك الا باستحضار باستحضار النية فلما كان كذلك دل ان النبي عليه الصلاة والسلام انما قيد ذلك بالاعمال لهاتين الخصيصتين. الخصيصة الاولى ان اكثر ما يقصده الانسان مقترنا بالنية هو العمل بخلاف التروك. الامر الثاني ان الاعمال تفتقر الى النية والامر فيها اشد من ابواب من ابواب الترق ولهذا من ترك المحرمات لاجل الناس لا يوصف بانه مرائي فانه قد تحقق فيه المقصود واسقط ثوابه الذي الذي ينبغي للمؤمن المخلص ان يتحصل لمثل هذا لمثل هذا الاجر. فيها شيء ولا اصل. واتفق الائمة على ذلك ولا اعلم احدا من الائمة قال بمشروع الجهر بالنية من القرون المفضلة لا من الصحابة ولا من التابعين ولا من اتباعهم. ولا من الائمة الاربعة الا في موضعين الموضع الاول ما جاء عن مجاهد ابن جبر انه قال بالجهل بالنية في الحج. وهذا محمول على مسألة الجهر بالنسك ان يلبي الانسان فيقول لبيك اللهم عمرة لا اللهم لبيك حجا وعمرة او لبيك اللهم حجا. فانه ربما تجوز بهذا اللفظ وعلقه بالنية وهذا يجهر به الانسان. الموضع الثاني ما جاء عن الامام الشافعي عليه رحمة الله انه قال بجواز الجهر بالنية للصلاة وهذا قد جاء في كتابه الام انه قال ان الصلاة ليست ان الصلاة ليست كالصيام والزكاة يبدأ فيها بذكر الله فرع بعض الفقهاء بعض الفقهاء من الشافعية على ذلك ان الشافعي يرى جواز الجهر بالنية في الصلاة وميزها عن غيرها ورد ذلك الامام النووي عليه رحمة الله في كتابه المجموع قال ولا يحفظ هذا عن الامام الشافعي؟ وكذلك الامام النووي وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله قيل فيه الشيخين الامام النووي وشيخ الاسلام ابن تيمية في ذلك نظر. والذي يظهر لي والله اعلم ان ذلك ثابت عن الامام الشافعي بدلالة ما رواه ابن المقري في كتابه في كتابه المعجم انه قال اخبرنا ابن خزيمة عن الربيع بن سليمان المرادي عن الامام الشافعي اي انه كان اذا صلى كم انه كان اذا صلى قبل ان يكبر قال بسم الله متوجها لقبلة الله مؤديا فرض الله الله اكبر واسناده صحيح عن الامام الشافعي ولا اعلم من اثبته بهذا الاسناد الا ابن المقرئ عليه رحمة الله في كتابه المعجم واسناده كالشمس ابن خزيمة عن الربيع بن سليمان من اخص اصحاب الشافعي عن الامام الشافعي عليه رحمة الله ولعل ما ذكره بعض الفقهاء من الاشارة ان الشافعي يريد الجهر بالنية اراد هذا الموضع الذي تفرد برواية ابن خزيمة عن الربيع. واما الاطلاق الذي في كتاب الام فانه محتمل وليس وليس بصريح ابرة في ذلك بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يقال ان النية مشتقة من جهة الاصل من النواة والنواة جوف الثمرة واذا خرج فانه يسمى نواة باعتبار اصله لا باعتبار حاله ولو استدام خارجا من جهة الاصل فانه لا يسمى لا يسمى نوى وسميت النية من هذا الاشتقاق. فاذا اعتاد الانسان على اخراجها لا معنى لتسميتها نية. كذلك فانه مردود من جهة النظر فان النبي عليه الصلاة والسلام قال انما الاعمال بالنيات. اذا الحقنا ذلك في سائر الاعمال سواء كانت الباطنة من عمل القلب او الظاهرة وهي قول اللسان وعمل الجوارح فانه يلزم من ذلك الدور وهو ان يلزم انه يلزم لنية القلب نية اخرى. والدور هو ان يبنى الشيء على ما يبنى عليه هذا وهذا ليس بوارد. بل يقال ان النية من جهة الاصل هي نية بذاتها يثاب الانسان عليها. فان اطلاع الناس الى ذلك ليس ليس بمتحقق. ولهذا لا يمكن ان يتصنع الانسان شيئا في قلبه يحابي به احدا وانما تصنعوا بالامور الظاهرة. فطلب النية لنية هذا لا تسمى نية وبه يعلم ان ما ظهر على لسان الانسان لا يسمى نية انما هو من الامور التوقيفية التي تفتقر الى دليل. واقوال اللسان في الشرع تسمى افعالا. وتسمى اعمالا. ولهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم زخرف القول غرورا. ولو شاء ربك ما فعلوه فسماه قولا ثم ثم وصفه بانه فعل عند الائمة عليهم رحمة الله تعالى على خلاف عندهم في مسائل الاعتقاد هل يسمى القول فعلا ام لا؟ هذا موضع موضع خلاف عند العلماء واما ما كان العلماء متفقون عليه من عمل القلب انه يسمى عمل ولا يسمى فعل اما قول اللسان فانه يسمى فعل ويسمى عمل والجوارح اتفق العلماء على انها داخلة من جهة الاصل بل هي اصل اصل الافعال الافعال والاعمال قوله عليه الصلاة والسلام الاعمال بالنية وانما لكل امرئ ما نوى يعني انه ليس للانسان الا ما وجد واستقر في جوفه الا يثاب ولا يعاقب الا على ما في قلبه. فاذا وجدت النية الخالصة لله سبحانه وتعالى وتعبد الانسان بشيء مخالف لما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع استفراغ الاستفراغ الوسع بالبحث عن الحق فانه في ذلك لا يعاقب بخلاف من جعل نيته لغير الله جل وعلا وتعبد بشيء شرعه الله فانه يعاقب على هذا العمل وبه يعلم ان ان النية تغير الظاهر من الاعمال الباطنة الى عدم عقاب وتغير الاعمال الظاهرة التي توافق صوابا الى عدم اثابة بل الى عقاب مما يدل على ان النية لها اثر عظيم في المقام بين يدي الله عز وجل وكثير من الناس ممن ممن يظهر منهم العمل والقول الحسن تخالف نياتهم تخالف نياتهم ظواهرهم فيعاقبون على ذلك في الدنيا بعدم القبول او تعجيل الخير في الدنيا وعند الله جل وعلا يلقون الجزاء الاليم بانهم من اول من تسعر بهم النار يوم القيامة قيام كما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث سليمان ابن يسار عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اول من يقضى بينهم يوم القيامة ثلاثة رجل قاتل رجل عرفه الله عز وجل بنعمته فعرفها قال فما عملت بها فقال يا رب تعلمت العلم وعلمته وعملت به وقرأت القرآن فيقال له تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم يؤمر به فيسحب فيسحب الى النار ثم يؤتى برجل فيقال ماذا ماذا فعلت بنعم الله؟ فيقول اللهم اني قد جاهدت في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقال له قاتلت ليقال جريء فقد قيل فيؤمر به الى النار فيدخلها ثم يؤتى برجل فيقال له ماذا فعلت بنعم الله؟ ممن اوتي مالا فيقول يا رب لم ادع بابا من ابواب ابواب الخير الا انفقت فيه في سبيلك فيقال له انفقت ليقال جواد فقد قيل فيؤمر به في النار فيدخلها وهذا من نظر فيه في امر امر باخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بامر هذه الثلاثة ما يتعلق بالنفس وهي اغلى ما يطمع الى حفظه ارباب الدنيا ازهقت لغير الله ويليه بعد ذلك حظ المال وهو بعد مرتبة النفس انفقه لغير الله ثم بعد ذلك ما يظهر معه الديانة والصلاح من طلب العلم والعمل به يعني عمل بما علمه في ظاهر امره وقرأ القرآن وفي هذا وقفات ينبغي لطالب العلم ان يقف عندها من اهم هذه الوقفات ان هذا اذا كان في من بنفسه ليقاتل في سبيل الله وازهق نفسه لاجل محمدة ولاجل غير الله عز وجل مما يدل على ان ما كان دونه من مراتب الشر اقرب انصرافا لها من ازهاق النفس لغير الله. فالتفات لاجل لاجل مدح احد ودفع المال او التصنع بالعلم او العمل ونحو ذلك مما لا يتضمن ازهاقا للنفس اقرب من ازهاق النفس لهذا ينبغي للانسان ان يكون حذرا في سكناته وافعاله. وان يعاكس رغبات النفس. واعظم ما يجد فيه الانسان بابا من ابواب الاخلاص ولهذا كثير ما يسأل من طلاب العلم والعامة كيف نكون مخلصين؟ يقال ان الاخلاص يعرف بعبادة السر فكلما اكثر الانسان عبادة السر الله جل وعلا الرياء والسمعة في العلانية. قد روى ابن عساكر وغيره عن حذيفة بن اليمان انه جاءه رجل فقال هل انا من المنافقين؟ قال اتصل صلي اذا خلوت؟ قال نعم. قال اذهب فما جعلك الله منافقا الرجل الذي ليس له عبادة في السر لا من الصلاة لا يعلم بها احد ولا من الصدقة لا يعلم بها احد ولو اقرب قريب. ولا من ذكر الله ولا يعلم به احد ولو اقرأ واقرب قريب فان هذا من اهل النفاق سواء كان قليلا او كثيرا. والموازنة في هذا كلما كثرت عبادة السر امن في عبادة العلن وكلما عدمت عبادة السر فان الرياء في ذلك يظهر ويستفشي ويفشو في في عمل الانسان من حيث لا يشعر ينبغي للانسان ان يحرص على عبادة الخلوات كما يحرص ارباب الفسوق والفجور على خلواتهم. فاذا خلا بنفسه واغلق الباب استقبل القبلة وكبر. او وهلل فان الانسان لا يكاد يخلو من احد من زوجة وولد وصاحب في طريق او الناس فان النفوس تتشوه بالتصنع حتى عند الغريب. الذي لا يراه الانسان الا مرة في حياته. فلما كان كذلك استحقت ان تكسر بشيء ان من عبادة السر حتى يسلم لها حتى يسلم لها عبادة العلن. وهذا اظهر في وهذا اظهر في العلم. فان الانسان اذا وفق الى الاخلاص في علمه وعمله وفقه الله جل وعلا فيما يأتي فيما يأتي ويذر وكذلك ينبغي ان يعلم ان دواخل النية عظيمة ربما تنقص العمل وربما تذهبه بالكلية. وربما اتذهب بركة عمل الانسان. ولهذا ينظر اه في احوال كثير من الناس في سائر الاعمال. سواء من الاعمال الظاهرة من اركان الاسلام الخمسة وغيرها. او سواء من الاعمال الدقيقة تعظيمها يرجع الى النية. كثير من الناس يظن ان الافعال تعظم بظاهر العمل. وينسى ان الافعال تعظم بباطن اكثر من ظاهره فان الصلاة اذا قلبت النية كانت مغرما عليه واثما عظيما. واذا اخلص النية بتسبيحة وتهليلة كانت اعظم من الفريضة التي لم يخلصها لله جل وعلا. وبه يعلم ان الاخلاص ولو في شيء قليل اعظم عند الله عز وجل واحب من الامور من الامور العظيمة الظاهرة وبه نعلم ان تقسيم العلما للكبائر والصغائر من جهة الظاهر وقد تكون الكبيرة صغيرة للانسان اذا فعل الكبيرة وقلبه وجل واذا ما فعل الكبير واذا فعل الصغيرة وقلبه منصرف عن تعظيم الله كانت في حقه كبيرة. وربما كفر الله جل وعلا للانسان الكبيرة من ذنبه بعمل صغير فعله معظما لله خاليا وجلا. ولهذا قد روى البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما امرأة بغيت والمرأة البغية التي اتخذت الزنا حرفة لها يعني تمارس هذه الفاحشة وتتقوت منها رأت كلبا يلعق الثرى من العطش فنزلت في بئر ونزعت موقها فسقت له فغفر الله لها. ليس كل من قا بهيمة يغفر له. ولكن اذا صاحب ذلك وجل في القلب من تلك الجريمة. ورجاء ان الله عز وجل يرزقه الخلاص يكفر الله عز وجل له ولو بالقدر بالقدر اليسير من الاعمال الصالحة لهذا ينظر الى كثير من الناس يفعلون من العبادات ليل نهار وليس لهم عند الناس قبول. ومن الناس من عملهم يسير ولهم عند الناس قبول بسبب عمل القلب. اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا باصحاب كثير صلاة ولا صيام بالنسبة لمن جاء بعدهم من العباد والزهاد ولكن منزلتهم عند الله عز وجل لا على من غيرهم لشيء وقرأ وقر في قلوبهم من الانصراف لله عز وجل والاعراض والاعراض عن غيره. قال عليه الصلاة والسلام وانما لكل امرئ ما نوى يعني ليس له الا الا ما نواه لا يأتيه شيء من ذلك. يعني من ذلك من عمله بذاته. ولكن هناك شيء من الاعمال يثاب عليه الانسان ويكفر الله عز وجل له من السيئات ويرفعه درجات ولا يفتقر الى نية من الطاعات من دعاء الانسان لابيه او لاخيه استغفاره له وكذلك الصدقات التي يتصدق بها الناس للموتى فانهم يثابون على ذلك ولا يفتقر الى ولا يفتقر في ذلك نية او استحضار وهذا محل تسليم فظواهر النصوص تؤيده. قال عليه الصلاة والسلام قال عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه يظهر هنا النبي عليه الصلاة والسلام حينما ذكر الفعل والشرط جعل جوابه مشابها له. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله وهذا دليل على التعظيم فلا ادل من الثواب من تحقق قبول ذات العمل. فكأن الشارع قال ان هذا العمل مجرد اتيانه على هذا الوصف كاف ببيان منزلة الانسان ولهذا كان السلف يقولون اني لو اعلم ان الله عز وجل تقبل مني صلاة واحدة تمنيت الموت يعني لتمنيت الموت يعني اني ضمنت بذلك قبولا عند الله عز وجل فيما يأتي من الاعمال. لان الله عز وجل اذا قبل من الانسان عمل هذا قرينه لقبول الاعمال الاخرى ووجود بذرة الانسان في قلب في قلبه. وقال عليه الصلاة والسلام ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها. الهجرة المراد بها هي المفارقة فاذا هاجر الانسان هجر الانسان شيئا يقال او ترك الانسان شيئا يقال هجره. ولكن غلب الاصطلاح الشرعي على على انه اذا ترك الانسان بلدا من بلدان الشرك الى بلد من بلدان الاسلام وهذا يترتب عليه جملة من الاحكام فكما انه يتعلق بذات العمل ولو لم يهاجر الانسان فانه يتعلق كذلك بالجسد. من جهة العمل ان الانسان اذا اقلع عن الذنب فانه لا يجوز له ان يرجع ان يرجع اليه. ورجوعه اليه الى الذنب اعظم عند الله عز وجل من حال الانسان الذي استقر استقر على ذنبه باعتبار ان الذي الذي ترك المنكر ثم رجع اليه قد وقع في قلبه شيء من البصيرة ثم نقص ثم نكص عنها مرة ومرتين علامة وقرينة على على الختم على القلب في المعصية من من المعاصي. وهو كذلك في مفارقة بلدان فان الانسان اذا فارق بلدة من بلدان الكفر الى بلد الاسلام لا يجوز له ان يرجع ان يرجع اليها لان هذا له اثر في عمل انساني من باب الخير والشر في دوموميته واستقامته قال عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها. هنا ذكر الاطلاق والدنيا شاملة لسائر المتع واللذائذ. من الاموال والاظاع وغير ذلك مما يقصده الانسان من لذائذها. فاذا سافر الانسان وقصد شيئا من متع الدنيا ولذائذها فان هجرته الى ما هاجر اليه وجعل جواب الشرط هو ذكره بظميره ولم يذكره بتمامه كما تقدم في قوله فهجرته الى الله ورسوله يعني انه احقر من ان يذكر لانه مذموم. قصد شيئا لغير الله ولهذا اعلى المراتب عند الله سبحانه وتعالى ان الانسان يعمل العمل خالصا لله جل وعلا كأن الله يراه. وهذا يأتي الكلام عليه باذن الله تعالى قال عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها دنيا والاشهر وتأتي بالكسر كما ذكره ابن قتيبة وغيره والظم اشهر وسمي دنيا لدناءتها وقيل لدنوها من مقام الاخرة او الى امرأة ينكحها ذكر هذا اما لنازلة نزلت وخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاشارة ولا الا يعلم في ذلك خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتبط في هذا الحديث. فيكون سببا لايراد هذا هذا المثال واما ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعيد ابن منصور في كتابه السنن من حديث الاعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى ان رجلا هاجر قيل ليتزوج امرأة يقال لها ام قيس. فسمي مهاجر ام قيس. وهذا لا علاقة له في هذا الخبر فذاك خبر مستقل وهذا هذا حديث مستقل ويحتمل ان ثمة رابط الا انه من جهة السياق فذاك خبر وطريق مستقل وذاك خبر وطريق وطريق مستقل. ويحتمل ان ان تلك الهجرة كانت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا حدث بها عبد الله بن مسعود ولم يرفعها والنفوس تتشوه الى رفع الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما خصت المرأة لاحتمال هذه النازلة او لكون هذا الامر مما تتشوف اليه نفوس الرجال وهم بالهجرة بخلاف الصبية والنساء. بخلاف الصبية والنساء. فذكر هذا الامر لعظمته وتشوف الناس اليه كذلك لكونه من اكثر ما يولج الناس النار. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه قلت له ظمنت له الجنة