هذا الحديقة تفرد به مسلم من هذا الوجه من حديث يحيى ابي يعمر عن عبد الله بن عمر تارة عن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتارة عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا لم يخرجوا البخاري من هذا الوجه واتفق الشيخان على اخراجه من حديث ابي من حديث ابي هريرة وهذا لدقة البخاري عليه رحمة الله في انتقاء الاحاديث وهذا الاحاديث من الاحاديث الطوال وهو حديث الايمان المشهور الذي جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل الكلية والقواعد العامة في الاسلام والايمان والاحسان حينما جاء جبريل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئة الرجل ولم يأتي على هيئة اخرى اناسا للحاضرين وعدم صرف لانظارهم عن مقصود ما يريد ان يسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال الغريب وفي هذا دليل انه يجوز للانسان ان يحاكي غيره اذا كان في ذلك فائدة اذا كان في ذلك فائدة لمستمع كما كان جبريل عليه السلام يحاكي حال رجل لتصل الفائدة الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بادم كما ينبغي ان يكون الطالب بين يدي المعلم وفيه تواضع الفاضل للمفضول من جهة تلقي اصل العلم لا من جهة الذات والا فقد اختلف العلماء في فضل في فضل الملائكة عن صالح على صالح بني ادم والخلاف في ذلك معلوم وثمة خلاف عند اهل السنة في هذا الباب الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مخصوص بالفضل على سائر الملائكة وهذا خصه الله جل وعلا بهذا بهذا الامر وانما من جهة الفضل من باب ان جبريل هو الواسطة بين رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وبين الله جل وعلا. فما من شيء من الوحي الا هو بواسطة جبريل. فكان اذا جهل رسول الله قال صلى الله عليه وسلم شيئا من الوحي سأل جبريل. فاذا جهل جبريل شيئا سأل الله جل وعلا فكان من هذا الوجه خصيصة لجبريل. ولهذا قد روى الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية من حديث احمد بن زيد بن هارون انه قال انما هي يعني الشريعة انما هي صالح عن صالح وصالح عن تابع وتابع عن صاحب وصاحب عن رسول الله ورسول الله عن جبريل وجبريل عن الله يعني هذا هو اسناد شريعة محمد. وما من شيء من الشريعة الا هو بواسطة هذا الاسناد الا ذريعة واحدة وهي شريعة الصلاة اخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه كفاحا بلا بلا واسطة وهذا لمزية هذه العبادة وفضلها على سائل على سائر الاعمال فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه. وهذا من جلسات طالب العلم بين يدي العالم التي يظهر فيها التواضع والتذلل بين يدي بين يدي العالم من قبل المتعلم. ووضع كفيه على فخذيه. قيل ان وضع كفيه جبريل على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم اوضع كفي جبريل على فخذي جبريل والثاني هو الاظهر. وهذا هو الاليق ادبا فان ان يضع الانسان يده على فخذي غيره فان هذا فان هذا ملفت للنظر والسائغ والذي يجري عليه الناس في حال مثل هذه الجلسة انه اذا وظع او وظع ركبتيه على ركبتي احد اي كان محاذيا له فانه يظع كفيه على فخذيه من باب من باب الادب والخشوع وحسن الانصات. وفيه انه ينبغي للانسان في حال التعلم ان تسكن جوارحه ان تسكن جوارحه من جهة اليدين والرأس ونحو ذلك حتى لا يشغل المتكلم بشيء بشيء من فضول الحركة لهذا ينبغي له ان ان يسكن من جهة الجوارح باليدين فيضعها على هيئة معلومة سواء على فخذيه او في حجره او على صدره حتى يكون من اهل من اهل الانصات فلا ينشغل المتكلم وكذلك ينشغل ينشغل السامعون فينصرفون عن المقصود المتكلم وبهذا جبريل اراد ان يقدم شحذا لانتباه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينتبهوا لمراده. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جملة من المسائل العظيمة جليلة قدر وسأله عن ثلاثة مسائل واردفها بشيء من اخبار الساعة واشراطها. والمسائل الثلاث هي عن الاسلام والايمان والاحسان والتي عليها والتي عليها مدار مدار الدين من جهة الكمال او النقصان. سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. الاسلام هو الاستسلام لله جل وعلا والانقياد له سبحانه وتعالى بالطاعة والخلوص من كل ما يناقض ما يناقض ذلك والاسلام هو شامل لعمل الظاهر والباطن. الظاهر من اعمال الجوارح وقول اللسان والباطن وسلامة سلامة الجنان. فاذا سلمت هذه الامور للانسان فانه مستحق للوصف بالاسلام. واختلف العلماء في الاسلام الايمان والاحسان هل بينها عموما وخصوص؟ ام انها مترادفة من جهة المعنى. من العلماء من قال انها من قال انها مترادبة وخاصة الاسلام والايمان وهذا رواية عن الامام احمد ومنهم من قال ان بينها عموما وخصوصا كمسألة الفقير الفقير والمسكين والذي يظهر والله اعلم ان بينها بينها من العموم والخصوص ما يعضده ما تعضده الادلة منها هذا هذا الحديث والاسلام عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم اجابة لجبريل فيه اشارة انه لا حرج على الانسان ان يتصنع جوابا لمن يعلم هذا الجواب يريد بذلك ان يسمع غيره. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم ان هذا جبريل وجبريل يعلم ومنه اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المسائل فلا حرج على المعلم ان يعلم ان يعلم شخصا ويقصده بغيره ويعلم انه عالم بهذه المسألة ويريد بذلك ويريد ذلك الغير. وفيه اشارة انه لا حرج على الانسان ان يتواطأ مع غيره من المتعلمين. ان يسأله سؤالا ليتبين المقصود عند عند غيري وهذا ظاهر من عمل جبريل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. واسترسال النبي عليه الصلاة والسلام ظاهر في فهم مراد من افهام من افهام غيره فاجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باركان الاسلام. وانما اصطلح العلماء على اركان الاسلام الخمسة هذه استدلالا بما جاء في حديث عبدالله ابن عمر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله الى اخر الخبر. وسميت اركانا استنباطا من قوله عليه الصلاة والسلام بنيت اشارة الى ان الاسلام بناء اركانه هي ما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه في هذه المواضع فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وهي التوحيد في هاتين العبارتين هي التوحيد. ودليل ذلك ما جاء في البخاري من حديث ابي معبد عبد الله ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا الى اليمن فقال انك تأتي اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله جاء في موضع في البخاري فليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله. فاستعاض عن الشهادتين بكلمة التوحيد. وكلمة التوحيد بهذه العبارة وهذا الاصطلاح لم تكن في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة هذا الاصطلاح وانما وجد اصلها من وحد او وحد ويوحد ونحو ذلك اما توحيد فهو اصطلاح اصطلح عليه العلماء واستقر عليه المعنى المعلوم وشهادة ان لا اله الا الله الشهادة المراد بذلك هو الاخبار عما في القلب. فيظهره الانسان لغيره حتى حتى يروه وهو من باب الاشهار ان لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله. واول من فسر هذا المعنى بهذا النحو ومن جر الطبلة في كتابه التفسير. الا معبود بحق الا الله. والله قيل انه هو اسم اسمه اسم الله جل وعلا الاعظم والله من جهة المعاني هو اشمل هذه المعاني على على اشمل المعاني المتضمنة لاسماء الله جل وعلا وصفاته قد اختلف العلماء في اصل الاشتقاق من كلمة الله جل وعلا قيل انها مشتقة من من قالها يعني ارتفع وهذا معلوم في لغة العرب ولهذا يقول الشاعر تروحنا من الدهناء عصرا واعجلنا الالهة ان تغيب والمراد بذلك الشمس يعني هي التي اعجلتنا قبل ان تغيب نريد ان نصل الى الى بلداننا وقيل انه مشتق من التجاء العبد بربه سبحانه تعالى وهذا موجود ايضا في اشعار العرب ولهذا يقول الشاعر اليكم في امور تنوبني فالفيتكم منها كراما اماجدا يعني يلتجئ اليهم في في النوائب وقيل هو عدم التغير ودوام البقاء اي ان الله جل وعلا اول ليس له ابتداء واخر ليس له ليس له انتهاء وهذا وهذا معلوم ومن ذلك قول الشاعر الهنا بدار لا تبين رسومها كأن بقاياها وشام على اليد اي انها واطلنا المكث في ذلك وقيل المراد بذلك هو التعبد لله عز وجل والتذلل والخضوع ولهذا يقول الشاعر لله در المدعي سبحنا واسترجعنا من تأله يعني من تعبد لله جل وعلا وتعلق به سبحانه وتعالى. وقيل ان المراد بذلك هو الخفاء ان الله جل وعلا قد حجب نفسه عن عباده في هذه الدنيا فلم يرد الله جل وعلا نفسه احدا من خلقه من خلقه لا لا احد من الانبياء ولا من اتباع من اتباع الانبياء وهذا وهذا معلوم وله اصل ايضا في لغة في لغة العرب. فلما كانت شاملة لهذه المعاني العديدة كان هذا المعنى هو من او هذا الاسم من الاسماء الذي ينبغي للانسان ان يلتجئ الى الله جل وعلا به لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من دعائه بقول اللهم فجعل هذا بالدعاء اي يا الله فكانت اكثر استعمالا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثرة الاستعمال دليل على مزيد خصيصة في هذا في هذا الباب ولا نريد ان نتكلم على مسائل الاعتقاد في هذا الباب وانما نتكلم عن الاصول العامة. وفي قوله عليه الصلاة والسلام وان محمدا رسول الله. يعني ان الله جل وعلا خصه برسالة انزلها اليه بواسطة جبريل انزل الله جل وعلا عليه كتابه العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان الله جل وعلا قد حفظ هذا الكتاب العظيم. والركن الثاني من اركان الاسلام هي الصلاة. والصلاة هي اعظم الاركان العملية لهذا قد جاء لفظ التكفير في تاركها اكثر واظهر من تارك بقية الاركان. من غير التوحيد والصلاة. وهذا قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر ابن عبد الله في صحيح الامام مسلم وجاء ايضا في حديث بريدة ويرويه عنه ابنه عبد الله عند عند اصحاب عند اصحاب وكذلك ايضا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وايتاء الزكاة والمراد باتاء الزكاة واخراج ما وجب في بحق مال الانسان سواء كان من النقدين من الذهب والفضة او كذلك ما في حكمها ما في حكم هذه الاموال من بهيمة الانعام او كذلك ايضا من عروض من عروض التجارة او عروظ التجارة وهذه انما خصت بأركان الإسلام لأهميتها وفضلها وعلو مقامها وكذلك خطر المفرط المفرط فيها ثم قال عليه الصلاة والسلام وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا هل هذه من جهة التأكيد واللزوم على هذا الترتيب؟ او ان اتفق العلماء على ان الصلاة هي اكد الاركان العملية وهذا لا خلاف عندهم. وذهب عامة العلماء على ان الزكاة تليها ولهذا كانت قرينتها في كلام الله عز وجل ثم بعد ذلك وقع الخلاف في مسألة الصيام والحج ايها ايها اكد على خلاف في هذه الرواية في حديث عبدالله ابن عمر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام وعلى خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت من استطاع اليه سبيلا. جاء في بعض الروايات وحج البيت وصوم رمضان وهي وهي في الصحيح ثم ثم سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله جبريل عن الايمان فقال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وبالبعث بعد الموت وهذه اركان الايمان الستة. وثمة امر يجب على كل مؤمن ان يؤمن بهذا القدر من هذه الاركان. وما زاد ذلك فاذا بلغه الدليل على وجه يصح معه وكان صريحا يستوعبه عقله لو اراد ان يستوعب فانه يجب عليه ان يسلم لذلك تسليما وما يجب على الانسان ان يؤمن بذلك من اركان هذه الايمان ان يؤمن ان الله واحد في اسمائه وصفاته والوهيته وربوبيته وانه لا شريك له ولا ند ولا نظير ان يؤمن بذلك وان الله جل وعلا قد سمى نفسه باسماء ووصف نفسه بصفات ما ورد فيها من كلام الله عز وجل وما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنها ما استأثر الله عز وجل بها في علم الغيب عنده. يؤمن بهذا الاطلاق وما ورد من جملة التفاصيل فانه اذا ورد اليه يؤمن يؤمن بها كذلك يمضيها من غير نظر في تكييف. كذلك ايضا ينبغي ان يلتمس الى يلتمس حال فهوم العامة انها لا تطرق اليهم الاسماء التي لا يدركون معانيها الا بمشقة او يتبادر الى اذهانهم نوع من التشبيه. فينصرف الى ذلك ولا ينصرف الا الى المعاني الظاهرة التي تتعلق بها قلوبهم فان تمكنوا وقربوا من الايمان فانهم يعلمون ذلك. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يدعوه كما روى ابن جرير الطبري في كتابه التفسير فيقول يا رحمن رحيم قال كفار قريش وما الرحمان انزل الله جل وعلا على نبيه عليه الصلاة والسلام قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن اي ما تدعوا له الاسماء الحسنى يعني ليست العبرة بهذا اللفظ وانما العبرة بالمعنى الذي ينبغي الانسان ان يقتدي به. لهذا ينبغي للانسان ان يهتم بالمعاني بعيدا عن الالفاظ وان لا يأتي بالالفاظ لانه لو جاء بالالفاظ كان فرض الايمان بها. والا ليكذب الانسان بشيء من الالفاظ قد ذكره الله جل وعلا في كتابه العظيم او تواترت به السنة. فلا يبادر بذكر الالفاظ التي ربما تستنكرها افهام الناس ممن قصر قصر فهمه. وان يؤمن بالله وان الله جل وعلا متصرف في خلقه غني عنهم غنى غنى تاما وان العبادة مفتقرون اليه وانهم كلهم عبيد مأمورون بالتذلل والتعبد لله جل وعلا ملائكتي واي ان الله لله جل وعلا ملائكة مقربون ليسوا بابناء الله وليسوا باناث ولا ذكور وانهم يعبدون الله جل وعلا ويفعلون ما يؤمرون. وانهم خلق من خلق الله جل على متذللون مفتقرون لله سبحانه وتعالى. وان الله جل وعلا ما خلقهم حاجة حاجة اليهم وانما لتسيير شؤون الخلق بخلق اسبابها ويؤمن بما ذكره الله جل وعلا من اسمائهم في كتابه العظيم مما يرد مما يرد الى الى ذهنه ويجب ان يقطع وان يؤمن ان الله جل وعلا خص جبريل بالوحي انزله الله جل وعلا بواسطة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانه لن لم ينزل ولن ينزل على احد من هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قيام الى قيام الساعة وان يؤمن ب رسل الله ان لله جل وعلا رسل ارسلهم الى خلقه منهم من سمى الله جل وعلا في كتابه العظيم ومنهم من لم يسمي منهم اولو العزم واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم خصه الله جل وعلا بجملة من الخصائص منها انه خاتم الانبياء وان الله جل وعلا ارسله الى الناس كافة وان الله جل وعلا قد ارسله بصلاح دين الناس ودنياهم وانه عليه الصلاة والسلام يقتدى به وانه معصوم وانه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم فما يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب فيه الاتباع وان قوله وحي لعموم قوله جل وعلا ومن يطيق عن الهوى ان هو الا وحي الا وحي يوحى وان بكتب الله يكفي من ذلك القدر ان يؤمن بان لله جل وعلا كتب وصحف انزلها على انبيائه من التوراة والانجيل. واخرها القرآن الكريم انزله الله جل وعلا مهيمنا على سائر على سائر الكتب وان الله جل وعلا حفظه من ان تناله ايدي الناس بتحريف لفظه ولكن تناله اي للناس تحريف معناه ولكن من جهة المعنى لا تزال طائفة من هذه الامة ظاهرة على الحق الى قيام الى قيام الساعة وان يؤمن ان القرآن كلام الله وان الله جل وعلا تكلم به على الحقيقة ومنه بدأ واليه واليه يعود اي ان الله جل وعلا يرفعه في اخر في اخر الزمان وان الله جل وعلا حفظه وانا نحن نزلنا الذكر وانا له وانا له لحافظون يعني لا تطاله الايدي من جهة اللفظ ومن جهة المعنى يطاله تحريف المعنى ولكن ثمة من اهل العلم من يحفظ هذا الامر الى قيام الساعة ولكنه يقل ويزيد في الناس حتى يدرس الاسلام كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة بن اليمان عند ابن ماجة والحاكم باسناد صحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدرس الاسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا الا اقوام يقولون لا اله الا الله كنا نسمع نسمع اباءنا يقولونها فنحن نقولها فقال ما تفعل بهم لا اله الا الله قال تنجيهم من النار من النار لا ابا لك وان يؤمن بالقدر خيره وشره. والمراد بالقدر هو ما يقدره الله جل وعلا من مقادير الخلائق. فان الله جل وعلا له الكمال والعلم المطلق في ذلك. فانه يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فان هذا علم مطلق خاص بالله جل وعلا فمن نازع الله في شيء من خصائصه من ذلك فهو كافر خارج من الملة ومن زعم ان احدا يمكن ان يتحقق فيه شيء من العلم مما لم يعلمه الله جل وعلا اياه بالامور الشرعية او القدرية مما رخص الله جل وعلا به فانه كافر مرتد كذلك يعلم ان الله جل وعلا قد قدر مقادير الخلائق وكتبها في لوح عنده في لوح عنده سبحانه وتعالى وان الناس لا يخرجون عن ذلك وان الله جل وعلا خالق الناس وما يفعلون سواء كان من افعالهم او ما كان من باب من باب تروكهم ومن قال ان الامر انف يعني ان الناس يستأنفون ولا علم لله جل وعلا في ذلك. فتلك زندقة وكفر وخروج من الملة. وبهذا اورد يحيى ابن يعمر هذا الخبر مسندا له عن عبد الله ابن عمر عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مستدلا ومحتجا على اهل القدر بهذا المعنى وان يؤمن بالبعث بعد الموت يعني يؤمنون ان الله جل وعلا جامع الناس ومحاسبهم على ما هم عملوا عاملون ويؤمن يجب على المؤمن ان ان يعلم ان ما عليه مسطر في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. وان الخلود ليس لاحد في هذه الارض. وان الله جل وعلا قد قدر انه كل نفس ذائقة الموت فما من احد من النفوس الا وهي زائلة سواء كان ما له روح او ما له نفس او ما لم يكن له نفس من النمو او ما كان من الجمادات وكلها من مخلوقات الله جل وعلا زائلة بامر الله جل وعلا وقدرته ولا يبقى الا وجه وجه الله جل وعلا ذو الجلال ذو الجلال والاكرام. ويحاسب الله جل وعلا الخلق ولا يجب على الانسان ان يؤمن بتفاصيل ذلك من من طريقة الميزان الا اذا ورد اليه الدليل فانه يجب ان يؤمن به ومن ارتد ومن كبر بالدليل الذي ورد اليه. فان اذا كان من الامور المتواترة واثبتت له وكان من المقطوع به وجب عليه وجب عليه ان يؤمن والا كان مرتدا واما ما كان مما مما يثبت من جهة الظن او كان دلالته ظنية فانه لا يكفر لا يكفر بذلك ما دام انه يؤمن باصل البعث والحساب والجنة والجنة والنار وان الله جل وعلا محاسب الناس على ما هم عاملون ويحاسب الله جل وعلا غير الثقلين البهائم يحاسبها الله جل وعلا يوم القيامة بنوع واحد من انواع الحساب كما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث العلا ابن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تعدن الحقوق الى اهلها ولا يقتصن الله يوم القيامة من الشاة القرناء للشاة الجماء فيكون حينئذ باب المظالم يجري حتى على ثم يقول الله عز وجل لها كوني ترابا وهذا لعظم عدل الله عز وجل بين بين خلقه وتمام فضله واحسانه ذلك بيان قدر قدر الظلم فاذا كان يفصل فيه بين بين البهائم فهو في بين بني ادم ولو كان دقيقا من باب من باب اولى. ثم سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاحسان الاحسان مشتق من الحسن. والحسن هو قدر زائد على الفعل والعمل فما من عمل من الاعمال يفعله الانسان الا فثمة قدر مجزئ وقدر كمال يكمل به العبادة. فاذا زاد عن قدر الكمال كان ذلك ابتداعا واحداثا. فما ياتي على العبادات من التحسينات التي يفعلها الانسان من مما زاد عن قدر الكمال فانه من الاحداث والابتداع وما كان ناقصا عن قدر الاجزاء فهذا من فهذا من فهذا من الاسراف والتقصير في جنب الله. فما من عبادة من العبادات من الفرائض من اركان الاسلام او كذلك من المستحبات الا وفيها الا وفيها هذان القدران. والاحسان هو ان يعبد الانسان الله جل وعلا كانه يراه فاذا لم يكن يراه فانه يراه يعني الله جل وعلا. والمراد من هذا المعنى بالتمثيل ان الانسان اذا كان خادما عند غيره فانه اذا كان يراقبه سيده فانه يحسن العمل ويكون متقنا له مخلصا دقيقا في عمله بخلاف لو انصرف عنه سيده وهذا يلاحظ عند الاجراء وعند العبيد فانهم اذا كان يراهم سيدهم فانه فانه يحسن العمل واذا انصرف الا عند الخلص الذين يراقبون الله جل وعلا يتقنون العمل في الغيب والشهادة. كذلك في باب العبادة عند الله جل وعلا فان العبد عند الله سبحانه وتعالى في حال شهوده او بين يديه كفاحا على السواء لان الله جل وعلا الا يرى عبده وان لم يره وان لم يره العبد. ولهذا ينبغي للانسان ان يبالغ في الاحتياط في امر العبادة قدر قدر والاحتراز ومرد ذلك الى فهم الى فهم ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفاصيل العبادات فيعرف الصلاة بسننها ورغائبها وما وكمالها مما دل عليه الدليل من الخشوع وتمام التسبيح في مواضع التسبيح وحضور وحضور القلب تمكين الاعضاء السبعة من الارض وغير ذلك من الفضائل التي يفعلها الانسان كأنه يرى الله جل وعلا كذلك في باب الصدقة من اخفاء والاتيان بها على مستحقيها واستيعاب الاصناف الثمانية وتحري صاحبها كأن الله جل وعلا كأن الله جل وعلا او كأنه يرى الله جل وعلا والله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى يرى. وهذا كما انه في الصلاة والزكاة كذلك في سائر المناسك ان الانسان على معرفة السنن في سائر العبادات حتى يأتي بها ويطبقها فلا يعبد الله عز وجل بغير بغير ما شرى. ثم سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة يعني متى هي؟ وهذا السؤال انما كان بعد بيان بعد بيان هذه المسائل العظيمة الاسلام والايمان والاحسان اشارة الى ما تتشوف اليه النفوس من امر من امر الغيب والختام وحال الناس وامر الساعة. فان النفوس تتشوف الى معرفة المغيب وما غاب عنها حسا ومعنى. ولهذا كفار قريش واليهود كانوا يأتون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويريدون ان يختبرونه بالامور طيبة اشارة الى الى صدقه. فكان مما سألوه مما لم يسترسل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجب عن النبي عليه الصلاة والسلام عن الروح فعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكل الامر الى الله جل وعلا قل الروح من امري من امر ربه اي ليست لاحد ليست لاحد من الخلق الا جبريل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة فقال ما المسؤول عنها باعلم من من الساء يعني ان علمها لو كان يصل الي فانه بواسطتك. فانك من جهة العلم سابق سابق لي يعني ما المسؤول عنها باعلم؟ باعلم من السائل وفيه اشارة الى اشتراك الى اشتراك الخلق بالجهل بها. فالساعة لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل وانما هي من خصائص الله سبحانه وتعالى استأثر بها في علم في علم الغيب عنده و سؤال جبريل عن اماراته يعني علاماتها واشراطها بشارة الى امور مهمة منها انه ينبغي للمؤمن الا يبحث عن زمن الساعة وانما يبحث عن علاماتها حتى علق قلبه بالله سبحانه وتعالى. فان الانسان اذا كان ينتظر قافلة يسأل عن السابقين عن هذه القافلة الذين يشقون الطريق او الذين يحملون الاخبار ونحو ذلك قبل ان يسأل عن يسأل ذات القافلة التي نحمل الارزاق ونحو ذلك فكيف بامر عظيم وهو الساعة والساعة ادهى وامر مما ينبغي للانسان ان يعتني بامرها والاكثار والاكثار من من العمل استعدادا استعدادا لها لا سبيل للانسان بمعرفة قربها او بعدها الا بهذه الامارات. وقد سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء من اماراتها فذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك منها ان يتطاول الناس بالبنيان يعني ان ان يكون اهل الرعي من الاغنام يمكن الله جل وعلا لهم في الارض فيكونون من اهل حضارة والتمدن فيبلغون من ذلك مبلغا عظيما وهذا مشاهد في الناس وينبغي ان يعلم ان اشراط الساعة اذا وردت في كلام الله او في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمراد بها بلاد العرب وليست بلاد بلاد المشركين فمن يرى واقعة في بلاد المشركين ويقول ان هذا ما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا من النظر القاصر. فان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سائر وجميع اشتراط الساعة اراد بها اراد بها مواضع مواضع العرب والعرب بذاتهم لا لا غير سواء من ظهور المنكرات او الربا او الزنا او الخسوف او غير ذلك فان كلها هي في بلاد في بلاد العرب ليس في غير في غيرها وكذلك ايضا حينما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هذه الخصائص بهذا الامر لاحتمالات متنوعة منها النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في كل حقبة من الزمن بين يدي الساعة شرطا من الاشراط منها ما يظهر من ظاهر الفتوحات الاسلامية من ان تلد الامة ربتها او ربها اشارة الى كثرة الايماء والسبي حتى يتزوج الرجل من الامام فتلد سيدها فيكون سيدا عليها او في اشارة الى العقوق عقوق الامهات واذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البزار والطبراني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى الرجل زوجته ويبعد