هذا الحديث في قوله عليه الصلاة والسلام امرت ان اقاتل الناس تجارة الى اهتمام الله جل وعلا في ذلك وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل شيئا من عند نفسه وفيه لفتة مهمة وهي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعمل هذه الصيغة بقوله امرت وهذا هو الاصل في افعالي فان افعاله تعبد واوامره وحي عليه الصلاة والسلام ولكن يخص بعض الاوامر انه مأمور بها على سبيل التخصيص لعظم وقعها على الناس خاصة ما يتعلق بامور ارزاق الانفس الجهاد ولهذا ينبغي للانسان في الامور العظيمة ان يبادر بذكر مستنده من الدليل حتى حتى لا يقابل الناس تشكيكا في هذا الامر وتزهيدا في امره وحيطة ودفعا لوساوس الشيطان. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب الصحابة عليهم رضوان الله تعالى بهذا النص اشارة الى ان الامر هو رباني التنزيل. وهو امر من الله جل مما يقتضي مما يقتضي التسليم. لهذا ينبغي للمؤمن الا يرد المسائل العظيمة خاصة فيما يتعلق في امور الفتنة والامور المتشابهة كلاما مرسلا بل ينبغي ان يأتي بالادلة ظاهرة وان يبين ان هذا هو امر من الله وينبغي التسليم. ثم بعد ذلك يأتي بالادلة من كلام الله عز وجل وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس قوله عليه الصلاة والسلام امرت يعني ان الامر متوجه اليه ويدخل من تحته من باب من باب اولى. فاذا انصرف اليه فيدخل من تحته من باب من باب اولى من اتباعه من الصحابة وكذلك من اقتفى اثره من التابعين اتباعهم باحسان الى الى يوم الدين ان اقاتل الناس المقاتلة تكون بين اثنين كل منهم يرغب قتل صاحبه. واما القتل فهو مبادرة من واحد واعتداء على غيره. فيقال تقاتل فلان وفلان ولو لم تزهق نفس وقتل فلان فلانا اذا ازهق نفسه في الاغلب. وقوله عليه الصلاة والسلام امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. المراد بالناس هنا هم الكفرة واطلق الناس الاصل في ذلك في هذه العبارة اذا اطلقت في سطة اهل الايمان انها تشمل المسلمين. ولكن اطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الامر الفهم للفهم لمعناه بظاهر السياق ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله وهذا يدل على ان الجهاد مطلوب في قتال الكفرة المعاندين واطرهم على الحق وان الدعوة مجردة وحدها مع تعطيل الجهات من تعطيل شيء عظيم من دعائم الاسلام فرسول الله صلى الله عليه وسلم ما اقبل الناس عليه الا لما رفع السنان والسيف ولما اقبل الناس عليه بعد ذلك ظهر الثمر ثمرة ذلك فانخرط اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا في هذا الامر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة دهرا لم يجب فلما دعا والسيف صلتم بكفه له اسلموا واستسلموا وانابوا كما قال حسان ابن ثابت عليه رضوان الله تعالى مما يدل على ان السيف له اثر في صقل القلوب فان القلوب التي لا تصقلها الموعظة والتذكير وذكر الله جل وعلا يذكره ماذا؟ يصقله السيف والرهبة فيكون عليه رأن فيطير ذلك من رهبة من رهبة السيف يدخلون في دين الله جل وعلا. لهذا لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف في قتال الكفرة جاء الناس افواجا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم يكن معنيا برفع السيف خوفا من يأتيهم ذلك الامر وهذا في حال القوة والعزيمة واشتداد امر الاسلام لا في حال في حال ضعفه. وليس لاحد قليل ان يقاوم وان يقاتل الكثرة لهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح في حديث يأجوج ومأجوج ونص عليه الصلاة والسلام انهم يفسدون في الارض قال قال الله جل وعلا لا يدان لي بقتالهم يعني هؤلاء على كثرة متغافرة لا يدان بقتالهم لانه لا قبل لاحد لاحد بذلك. لهذا سنة الموازنة ينبغي ينبغي للانسان ان يتجرد من مطامع الدنيا فلا يغلبها لحظ الشريعة. والا يغلب مطامع مطامع النفس ومكامنها ونحو ذلك على الدين ينبغي ان يوازن متجردا مخلصا لله جل وعلا بعيدا عن حظوظ عن حظوظ النفس كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا تجرد الانسان وفقه الله جل وعلا الى مراده. قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وانه رسول الله. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا منه عليه الصلاة والسلام دماءهم واموالهم الا الا بحقها يعني بحق بحق الله جل وعلا في الزكاة وحسابهم على الله وهذا قد اورده ابو بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى في في قتال المرتدين وبه يعلم ان فعل الافراد يختلف عن فعل الجماعة فلو ان فردا في امر من الامور ان مقاتلته تختلف عن مقاتلة الجماعة فان الجماعة لو تركوا شيئا من دعائم الاسلام وشرائعه وامسكوا عن ذلك كأن اهل بلد اجمعوا على عدم بناء المساجد في بلادهم وهم مسلمون فانهم يقاتلون في ذلك ولو كانوا يصلون في بيوتهم لانهم تركوا شعيرة واذا اتفق اهل بلد على ترك الاذان في بلادهم وانهم لا يرفعون الاذان والبلاد بلاد اسلام فانهم يقاتلون على هذا الامر والمقاتلة شيء والقتال على الكفر شيء شيء اخر