قوله عليه الصلاة والسلام ما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه فيه دلالة على ان النهي اكد من الامر ولهذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي والمعنى في ذلك والعلة والحكمة ان النفوس تتشوف الى فعل المنهيات بخلاف نكوصها عن المأمورات فان النفس لا تجد ثقلا عظيما من الاقبال على فعل التكاليف ولكنها تجد مشقة من الامساك عن حظوظ النفس ومطامعها بسائر الشهوات والملذات. فلما كانت كذلك اقتضى التأكيدا في حال فهي اكثر اكثر من الامر. ورسول الله صلى الله عليه وسلم هنا في حال النهي امر بالكف والنهي ولم يعلق ذلك بالاستطاعة. قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. ولم يقل قدر الامكان تأكيدا على انه ينبغي ان يقطع باب التدرج في ترك في ترك المحرم والمنكرات حتى لا يتشوف الانسان الى الترقي في باب في باب المحرم. بخلاف الامر فان الانسان يأتي منه يأتي من ما استطاع لان الافعال تتعلق بسائر مراتب القدرة والتكليف من ابواب القول وكذلك من ابواب العمل والعمل على مراتب منها ما يتعلق بجزء من اجزاء البدن ومنها ما يتعلق بالبدن كله كحال الصلاة ونحو ذلك ولهذا ربما يفسد في جسد الانسان عضو ويبقى لديه اعضاء فهو محتاج الى مثل هذا التنصيص فمتعلقات الاستطاعة في الامر اظهر من تعلقات الاستطاعة في ابواب فان ابواب الترق الاحجام. فيحجم عنها ولو كان الانسان جسده معطوبا بخلاف الانسان الذي يفعل الاشياء فهو محتاج الى بيان مراتب الفعل فانه ربما يفسد عليه عضو من اعضائه فبحاجة لبيان قطاعا اما الترك فيستطيعه كل احد سواء كان قادرا على سبيل على سبيل تمام القدرة او ناقص في سبيل القدرة او كان معطل الحواس كالمشلول ونحو ذلك لانه متحقق فيه الترك ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ذكر الاستطاعة في حال الامر بين عليه الصلاة والسلام امرا مهما في في هذا ان جل وعلا لا يكلف نفسا الا الا وسعها. وان النفوس لديها ما يأطرها على الباطل. سواء من ادعياء الشر او من وازع النفس التي لا يستطيع الانسان كبحها عن بعض عن بعض مراتب الشر دفعا دري الاعلى فان الانسان في ذلك يوازن واذا علم الله جل وعلا صدق نيته رفع الله جل وعلا عنه تبعات ذلك النهي