في قوله عليه الصلاة والسلام ان الله طيب لا يقبل الا طيبا اشارة الى معاني عديدة اولها انه لما كان كذلك ينبغي للانسان ان يحرص على الطيب. فاذا علم ان الله لا يقبل الا طيب فهذا فيه تظمن للحث على بالطيبات واجتناب المحرمات. لان الانسان مقصوده ارضاء الله جل وعلا. فلما كان كذلك وجب وتأكد في حقه ان يجتنب ما يرده الله جل وعلا لان الله جل وعلا اعظم متقبل واعظم راد فينبغي للانسان ان يلتمس رضا الله جل وعلا وان يجتنب سخطه وفي قوله ان الله طيب لا يقبل الا طيبا اشارة الى ان الله لا يتقبل الاموال المحرمة التي ينفقها الانسان في سبيل الله كذلك فان الطيب والخبث كما انه في الاعمال والاموال كذلك في النيات. وكذلك في الاقوال فان الانسان ربما تلفظ بشيء من الباطلات ويزعم ان الله جل وعلا يتقبله منه فهذا عناد وزندقة. فان الله سبحانه تعالى لا يقبل من عباده الا الطيب. ووصف الطيب هنا لا يثبت الا بامور قد دل الدليل عليها. اولها دلالة الفطرة فان الله جل وعلا قد فطر الناس على معرفة على معرفة الخير من الشر. فقال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين وغيره من حديث ابي هريرة ما من مولود الا ويولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. فالناس تعرف ان السرقة حرام وان الكذب حرام وان غصب اموال الناس حرام ونحو ذلك فهذا فهذا من الخبائث حينئذ ولا يتقبله الله جل وعلا من الانسان كذلك فان من الطيبات كسب الحلال والرزق الذي يسعى به الانسان في الضرب في الارض فان الله جل وعلا يتقبله منه وهذا يشترك فيه اهل الايمان سواء كانوا انبياء او مؤمنين من اتباعه عليه الصلاة والسلام. قال عليه الصلاة والسلام وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال الله جل وعلا يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون علي قسى الله جل وعلا الانبياء بهذا اللفظ لاهمية هذا المعنى ثم امر الله جل وعلا المؤمنين بامر مشابه في ذلك بقوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم وهذا فيه دلالة على ان ما جاء فيه الدليل بذكر الانبياء انه يشترك فيه اتباعهم وما دل الدليل فيه على تخصيص المؤمنين فان الانبياء يشتركون في ذلك. والخصيصة لا تثبت في هذا الا بدليل سواء من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم او من اطباق او من اطباق الصحابة عليهم رضوان الله تعالى على هذا هذا المعنى وحينما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه بان بان يكسبوا من الطيبات ومنعهم ظمنا من كسب المحرمات لتبعة ذلك على الانسان. من جهة ذاته وكذلك صلته بين بينه وبين ربه. فان الانسان اذا كسب المحرمات وطعمها لحقه جملة من من العواقب السيئة. اولها ان الانسان يحرم اجابة الدعاء وهذا ظاهر في قوله عليه الصلاة والسلام قال ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد الى السماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب له الامر الثاني انه يستوجب بذلك النار كما قال عليه الصلاة والسلام اي ما جسد نبت على السحت فالنار فالنار اولى به. الامر الثالث ان الانسان اذا اكل الاموال الحرام فيها تعلق بامر متعدي من الناس. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع شبرا شبرا من حق مال امرئ مسلم طوقه من سبع اراضين. فحقوق الادميين معظمة عند الشارع. فاذا اخذ الانسان منها شيئا او شيئا يسيرا ولو عود اراك يطوق به يوم القيامة. يعني انه لابد فيه من من القصاص يوم القيامة وهي ان تعاد الحقوق الى اهلها بالحسنات والسيئات وهذا يظهر فيما رواه الامام احمد في كتابه المسند من حديث جابر ابن عبد الله ان عبد الله ابن انيس حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرا في القصاص فقال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر المؤمنون حفاة حفاة عراة غرلا بوما يناديهم الله جل وعلا كما فيناديهم الله جل وعلا بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب. فيقول انا الملك وانا الديان لا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار وله لاحد من اهل الجنة حق حتى اقصى منه حتى اللطمة. ولا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة. وعليه لاحد من اهل النار حق حتى يقصها منه حتى ما قالوا يا رسول الله كيف وانا نأتي الله جل وعلا حفاة عراة؟ قال عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات يعني ان القصاص في حقوق الآدمين يكون بين يدي الله جل وعلا بالحسنات والسيئات. وهذا مما ينبغي ان يحذر منه الانسان. فما كان من حق الله جل وعلا متمحضا فمرد الى الله جل وعلا ان شاء غفر لصاحبه او شاء او شاء عذبه عليه. بخلاف حقوق الادميين فان الله جل وعلا لا يغفرها ولا تدخلوا تحت سائر المكفرات حتى تعاد الحقوق الى اصحابها او ان يستحل الانسان. لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من كانت عنده مظلمة لاخيه فليتحلله منها ما قال فليتوب وليستغفر من قبل ان يأتي يوم لا دينار فيه لا دينار فيه ولا درهم ولهذا عظمت عظمت المحرمات المتعلقة بحقوق الادميين اعظم من المحرمات المتعلقة بحق الله جل وعلا. فلما كان اكل الطيبات متعلق بهذين الامرين متعلق بحق الله وبحق العباد عظم على غيره من المحرمات. وكان حائلا بين اجابة الدعاء بين اجابة دعاء الانسان وبين وبين كان حائلا بين بينه وبين اجابة الدعاء. وهذا محل اتفاق عند العلماء بالنسبة للدعاء على خلاف عندهم في امور فاختلف العلماء في امور العبادات اذا تعبد الانسان لله جل وعلا بعبادة بشيء حرام. كالذي يستر ثوبه يستر ثوبه يلبس او يستر عورته بشيء محرم. ثم يصلي لله او ان يحج لله حجا بمال حرام نحو ذلك هل يتقبل منه ام لا هذا محل خلاف عند العلماء ذهب جمهور العلماء الى ان ذلك يتقبل منه. وذهب الامام احمد في المشهور عنه وهو ظاهر المذهب الى ان ذلك لا يتقبل منه وهذا ظاهر في قوله عليه الصلاة والسلام فانى يستجاب له؟ يعني ان ذلك العمل مردود اليه؟ مع توفر سائر الشروط. لهذا قال عليه الصلاة والسلام مبينا شروط قبول دعاء وهو انه اسعد اغبر وان الله جل وعلا من صفاته انه يجيب المضطر اذا دعاه. وهذا قد تحقق وفيه وصف الاضطرار. كذلك يرفع يديه الى السماء ويمدهما وفيه دليل على مشروعية رفع اليدين عند الدعاء وان الاصل في ذلك وهو من قرائن اجابة الدعاء كذلك فانه مسافر بل انه يطيل السفر ومع ذلك لا يستجاب له بسبب هذا هذا المطعم الحرام. لهذا ينبغي للانسان ان يحرص على الطيبات قدر والا ان يتقرب لله جل وعلا من الامور من الامور الا بطيب سواء من الاعمال كذلك ايضا من الاموال