قوله عليه الصلاة والسلام هنا لا يحب لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه نفي الايمان هنا حمل على معنيين نفي الصحة اي لا يصح ايمان الانسان وحمل على معنى اخر وهو نفي نفي كمال الايمان وكلا المعنيين صحيح اذا حمل كل واحد على اصل يعتمد عليه من اصول الاسلام. اما المعنى الاول وهو نفي صحة الايمان وهو اذا اذا كان الانسان في نفسه لا يوالي اهل الايمان ولا يحبهم ويحب اهل الكفر. فيحب لاهل الكفر ما يحب لنفسه ولا يحب لاهل الايمان ما يحب لنفسه فانه لا يتحقق في قلبه حينئذ الايمان ولو ادعى ذلك ومرد ذلك ما في قلب الانسان واما على المعنى الثاني وهو ان ينقص ايمان الانسان فيقال المراد بذلك هو نفي الكمال. وهو ان الانسان يقع فيه شيء من الحسد وهو ما يسمى بالانانية وعدم الايثار فهذا فهذا نقص في اسلام الانسان وايمانه فاذا احب انسان ان يزول الخير من عند انسان اخر فهذا ما احب ما احب للناس ما يحب لنفسه فكما انه يحب لنفسه ان يتحقق لديه ذلك الخير ينبغي ان لا يحب زوال ذلك الخير من من لدن الناس في حب بقاء الخير لديهم وان يتحصل لديه مثلهم. فاذا كان كذلك كان من اهل الايمان واذا لم يكن كذلك فانه حينئذ ينقص ايمانه. والنوع الاول يتصور في حق في حق جمهور المسلمين وعامتهم والثاني يتصور في حق الافراد يتصور في حقه الافراد فاذا احب الانسان ان تزول نعمة انسان حتى ولو كان دينه ولكنه فرض لا يقال ان هذا ينتفي اصل الايمان من قلبه. ولكن اذا كره الايمان والاسلام لاهل الاسلام والخير لهم على سبيل العموم فان هذا لا يمكن ان يوجد في قلبه في قلبه ايمان. ومن اعظم دوافع هذه الامور الكامنة في نفس الانسان من حب من حب المال او حب سمعة او ايثاري بالعمل الصالح والتخصيص به وعدم الايثار بالطاعات ان يكثر الانسان من الدعاء للغير بالرفعة وعلو المنزلة ولو وجد الانسان في قلبه حسدا لغيره. فكلما وجد الانسان بغضا لاحد من الناس مما لا يستوجب سببا شرعيا فليكثر من الدعاء له بالمزيد. وان وجد في قلبه عدم رغبة في ذلك فان ذلك الدعاء يجلي ما يستقر في قلب الانسان من من عدم الحب من عدم حب الخير للناس ولا زال الانسان بامر الدعاء وذكر الانسان بالخير في قلبه وعند غيره حتى يزول ذلك من القلب وهذا امر وهذا امر جرب وسواء وجد سبب شرعي لذلك ام لا فبعض الناس يسترسل بحب ازالة الخير من الناس لضرر الحق به من قبلهم مع عدم وجود ما يوجب الحاق مزيد الظرر فهذا من البغي من البغي فيهم. ولو على سبيل التمني فان الانسان في ذلك يستطيع ان ان يسوس ان يسوس نفسه في هذا في هذا الامر كذلك ايضا في مسألة العبادات عند التزاحم مما لا يتحقق فيه مما لا يتحقق فيه الاشتراك. فينبغي في ذلك ان الانسان غيره. العبادات من جهة الاشتراك والمنازعة فيها لا تخلو من نوعين. عبادات يمكن فيها الاشتراك. فالمسابقة فيها والمنافسة مع حب الخير للغير حسن ومطلوب. فكمسألة الصلاح وطلب العلم والاكثار من الطاعات والمتابعة بين الحج والعمرة وذكر الله جل وعلا. فاذا وجد انسان غيره قد رزقه الله جل وعلا عبادة وصلاة وصلاح وذكر لله جل وعلا فانه يسابقه بهذا العمل ويدعو الله جل وعلا ان يثبت فلان على ما هو عليه من خير في ظاهر امره في ظاهر امره وباطنه واما لا ما لا يمكن معه المزاحمة من امور البر. فاختلف العلماء في ذلك. هل الانسان يحب لغيره ما يحب لنفسه في هذا الامر فيقدم غيره في هذا الموضع ام لا؟ والراجح في ذلك ان هذا يرجع فيه الى التفصيل فيقال ان الانسان اذا علم من غيره انه اولى واحض بمثل هذا المكان الذي لا يزاحم فيه فانه يقدم غيره. وهذا يتضمن ان يحب لغيره ما يحب لنفسه اي انه لو كان كذلك ومثال ذلك اذا كان الانسان يجد فرجة في الصف لا تكفي الا لواحد وزاحمه عليها غيره. فان الناس في مثل هذا يتدافعون. هل يتقدم هو ام يوتر غيره؟ يقال ان هذا لا كلوا من الحالين السابقين. اذا كان هذا الرجل هو اولى منه حظا فتكون هذه الفرجة خلف الامام. والنبي عليه الصلاة والسلام قال ليالي منكم اولو الاحلام والنهى فكان هذا الرجل الذي يؤثر هو من اهل العلم والصلاح واهل القرآن فانه يقدمه ولا يؤثر بنفسه في ذلك. واما اذا كان يستوي مع غيره ينبغي ان يتقدمه ولا يظهر غيره اذا كان هو قد استوى مع ذلك الشخص في بالاهلية لمثل هذا لمثل هذا الموضع. مع ان بعض العلماء يرى الايثار حتى فيما تتنازع فيه تتنازع فيه الاشخاص مما لا يكفي الا لواحد. وقد مال بعض العلماء وهو قول ابن القيم عليه رحمة الله الى ان باب الايثار مقدم مطلقا ولو كان في ابواب المزاحمة قال وذلك ان الله جل وعلا يثيب الانسان على ايثاره لغيره ولو لم يتحقق الانسان في مثل هذا العمل فذلك الايثار هو حسنة يثاب عليها الانسان كما ان التقدم هو خير يثاب عليه الانسان والله اعلم ونكمل بعد الصلاة باذن الله