في قوله عليه الصلاة والسلام هنا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فيه اشارة الى الى حفظ اللسان وصونه من فضول الاقوال حتى لا تجر الانسان الى الى الشر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقل خيرا يعني امورا يثاب عليها او ليصمت اي انه فضل الصمت عن قول المباح لان المباح يجر الى لان المباح الى قول الى قول المحظور والمكروه واما اذا اعتاد الانسان على قول الحرام فانه على قول الخير فانه لا ينزل عن تلك الرتبة الى المباح الا في الشيء يسير فاذا كان ينزل الى هذا في الشيء اليسير فيبعد ان يقع في في الشر. فاذا كان يوغل من او يوغل ويكثر من قول المباح فانه لا بد ان يقع في في الحرام. ولهذا يقول العلماء ان الورع ان تدع ما لا بأس به خشية ان يقع فيما به بأس اي ان الانسان يترك المباح حتى لا يقع حتى لا يقع في المكروه ثم يتدرج فيقع في الحرام. ولهذا ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ولم يقل فليقل مباحا ونحو ذلك. ويحتمل انه اراد الوصف بالخير اي ان الانسان اذا كان يتكلم بمباح فان الاصل في ذلك انه يدخل في دائرة الخير ويجر الى نفع حتى في كان حتى وان كان في امر الدنيا ممن يتكلم في بيع عين او شراء او اشهاد ونحو ذلك فان هذا يجر الى كسب رزق ونحو ذلك فيدخل في ابواب الخير. ويحتمل انه اراد درجة الكمال اي ان الانسان ينبغي له له ان يحرص على درجة كمال ويمسك فيكون حينئذ المخاطب المخاطب في ذلك هم الخلص من من العباد وقوله عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر يعني درجة الايمان التام. وليس المراد بذلك هو نفي الايمان عمن تكلم بالباطل على خلاف على خلاف مع الخوارج في هذا الباب فانهم قالوا ان الوقوع في الشيء من المحرمات دليل على بغض بغض تحريمه وترك الواجب دليل على بغض ايجابه. والصواب في ذلك وهو الذي عليه عليه اهل من اهل السنة ان من وقع في شيء من المحرمات لا يلزم من ذلك بغض النقص في التحريم. ومن ترك شيئا من الواجبات لا يعنيه هو بغض النصف الايجاب. وقوله عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه اكرام الضيف اختلف العلماء هل هو من الواجبات ام لا؟ اختلفوا في هذا على قولين ذهب جمهور العلماء اذا كان الضيف يجد ممدوحة عن صاحب الدار ان ذلك لا يجب عليه. وذهب الامام احمد في رواية الى ان الضيف يجب اكرامه اذا خص دارا بعينها يجب ان يكرم واما اذا وجد اماكن يسكن فيها كحالنا في الاعصار المتأخرة فان هذا يكون في في من ابواب من ابواب الاستحباب والمتأكدات وفضائل الاعمال. واما اذا كان في ازمنة لا يوجد فيها مساكن او كان الانسان فقيرا فالذي يظهر والله اعلم ان ذلك واجب. ومن لم يكرم ضيفه فانه فانه اثم. ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خصيصة لمن كان حول الانسان من اهل بلده وهي الجار من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره اشارة والى حق الجوار ولهذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جبريل ما زال يوصيه بالجار حتى ظن انه سيورثه يعني يجعله من ضمن الورثة من الابناء والبنات والزوجات ونحو ذلك يكون له حق في ذلك. وحق الجار عظيم باعتبار ان انه مأمون الغدر والخيانة فان الانسان لا يمكن ان تستقر به دار الا عند جار يأمن. لهذا عظم الزنا بحليلة الجار اعظم من الزنا المطلق لان الانسان اتى جاره مما يأمنه فعظم بخلاف الذي يأتي غيره من غير من غير امان. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لا يأمن جاره جاره بوائقه يعني يعني مصائبه ما يحله بجاره من فجور وفسوق. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل اي الذنب اعظمت؟ قال على ان تزاني بحليلة جارك يعني ان تقع عليها في حرام فهو اعظم من الزنا في غيرها لان هذا موضع امان وللجار في ذلك كحق وحق الكمال في ذلك ان يحسن اليه ودون ذلك ان يكف شره عنه وان يصبر على اذاه الذي يأتيه منه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوة الخلق في هذا مع الابعدين حتى وان كانوا من جيرانه ممن لم يكن من اهل الاسلام فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له جار يهودي يعوده عليه الصلاة والسلام. وقد كان لعبدالله بن عمرو جار يتعاهده بالطعام من اهل الكتاب. يبعث يبعث طعامه اليه وهذا من هدي محمد صلى الله عليه وسلم ومن مكارم الاخلاق وهذا طلب للوصية والنصيحة وهذا فيه اهمية استدرار العلم والفائدة من الغير بطلبها والا ينتظر الانسان بذلها سواء كان من الوصايا العامة او كان من العلم المبذول الخاص فينبغي للانسان ان يسأل من غير مماراة ولهذا طالب العلم يوفق الى معرفة الحق بالسؤال سؤال اهل العلم خاصة والا يماري اهل العلم فيحرم بذلك خيرا كثيرا. ولهذا يقول ابو سلمة كنا نماري عبدالله بن عباس وحرمنا بسبب ذلك خيرا كثيرا والمراد بالمماراة اي انا نجادله ونناقشه في ذلك فهذا يجعل العالم يحجم عن ابداء الخير والعلم وان اراد ان يخرج وجد في نفسه احجاما عن بذل الخير فانه اذا اعتاد من هذا الطالب انه انه يبحث عن دقائق الامور ويجادل وان كان يتصنع احجم العالم عن بذل الفائدة والعلم فيقول لو اخرجتها لاسترسل في النقاش حولها فيما لا يجدي. ولهذا لا يبدي كثيرا من مسائل العلم دفعا لتلك المفسدة ولهذا ندم ابو سلمة عليه رحمة الله لابي ممراته لعبدالله بن عباس انه كان لا يعطيه مكانة كان يعطيه في السابق مما يخص به غيره من المقربين من اصحابه كعكرمة مولى عبد الله ابن عباس وغيرهم ولهذا ينبغي للانسان ان يتوسط في العلم يتحصل العلم وان يسأل فيما اشكل عليه وان يبحث ولهذا ينبغي لطالب العلم في في ابواب الاستفهام والسؤال الا يقلل من شأنه عند العالم او عند المستفتى. فاذا اشكلت عليه مسألة من المسائل وهو موصوف بطلب العلم ان يبحث عنها بنفسه فانه اذا اكثر من السؤال للعالم عن الظئيل الدقيق والجليل والعظيم او الحقير من مسائل العلم فيسأل عن كل شيء ورد الى ذهنه استصغره العالم ولم يجبه في كل سؤال يسأله فان طالب العلم لا يسأل الا عما استشكل عليه ولم يجد له جوابا في نفسه. لهذا ينبغي للانسان ان يربي نفسه على البحث والنظر وتقصي المعلومة فاذا اشكل عليه شيء رجع الى اهل العلم ولهذا لا يليق بطالب علم مختص يعتني ان يسأل عن حديث وهو في الصحيحين او يسأل عن حديث وعلته ظاهرة بينة يصل يقف عليها يقف عليها باسهل سبيل بخلاف العلل الدقيقة وما يخفى على الانسان بعد عن الانسان بعد البحث العالم يفرق بين طالب العلم الذي يستطيع البحث والنظر ويفرق بين المتوسطين من الناس الذين لا يعتنون بمسائل العلم فذاك مسألته ربما تنقصه قدرا ان اكثر منها وذاك ربما تقربه مسألته قربا ولو كانت فئة مشابهة لغيره وهذا رجل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم واستنصحه واستوصاه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب في هذا الجواب الذي ربما لا يتبادر الى الى ذهن السائل حينما يسأل ان النبي عليه الصلاة والسلام استنصح من قبل رجل فبماذا في الغالب انه لا يتبادر الى ذهن الانسان ان الناصح يقول له لا تغضب الا لسبب وجد في السائل. اما ان يكون الرجل غضوبا ونحو ذلك او انه يتعامل معاملة تستوجب الغضب كأن يكون قاضيا او يفصل بين خصوم او يتعامل بالبيع والشراء ونحو ذلك يلزم منه ممارسته لهذا العمل غضبا استحق الوصية بهذه الخصيصة. ولهذا كثير من اسباب ورود الحديث لا يذكرها النقلة وينقلون الخبر. وينبغي لطالب العلم اذا اراد ان يقف على معنى حديث بكليته ان يرجع في ذلك الى الى المسانيد والمعاجم فان المسانيد والمعاجم تورد الاحاديث بتمامها وتتظمن في كثير من الاحيان اسباب برود الحديد بخلاف الاحاديث التي لتوضع تحت ابواب وتراجم فانها تختصر بحسب بحسب خصيصة الباب التي ورد فيها ولهذا ينبغي لطالب العلم ان ينظر في المسانيد والمعاجم كذلك ان ينظر ان ينظر في جمع طرق الخبر الواحد حتى يقع لديه اسباب ورود الحديث حتى يفسره على على وجهه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصح كثيرا فيجيب باجوبة مختلفة بحسب حال او ربما بحسب حال السامع لديه كما كان النبي عليه الصلاة والسلام مع جبريل ويعلم ان جبريل يعلم هذه الاحكام فاجاب مريدا مريدا لمن كان سامعا فاذا سئل بسؤال ويعلم ان الذي الذي سأل هو من اهل الكمال والصدق فلا يحتاج الى جواب ناسب ان يجاوب جوابا يحتاجه من عنده من من الناس. كذلك ايضا فانه اذا وجد في الشخص نقصانا في باب من الابواب كالصلوات يجيبه بالعناية بالصلاة واذا كان فيه نقصان بمراقبة عز وجل والاخلاص اوصاه بالاخلاص. لهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل كثيرا. اي العمل افضل يقول الايمان بالله وتارة يقول اقام الصلاة وتارة عليه الصلاة والسلام يقول اطعام الطعام وهذا يدل على ان هذا يختلف بحسب حال السائل. وانما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب. هنا يظهر لحاجة السائل اما في دفتر في ذاته فانه غضوب والغضب يعرف انه غليان دم القلب الذي يدفع الشخص للانتقام يعني الانتقام مما من غضب لاجله والانسان حينما يجد اسباب الغضب ينبغي ان يبحث عن اسباب اسباب الرضا ودفع ودفع الغضب. ونهي النبي عليه الصلاة والسلام هنا بقوله لا تغضب ليس بداية الغضب وانما هو عدم التعرض لاسباب ما يغضب الانسان من من الجدل والمراء او المواضع التي تكثر فيها لجاجة ولهذا كان السلف الصالح لا يحضرون مجالس الخصومات ولهذا علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى حينما تكون بينه وبين احد خصومة عند قاض ينيب ينيب غيره. فان فان هذه الخصومات يحضرها الشيطان فيبتعد الانسان عن مواضع عن الغضب والغضب هو ما يدفع كثير من الناس الى كثير من الشرور فان القاتل لا يقتل وهو راضي الذي يتعدى على الدما والاجساد بالظرب واللطم والشجاج لا يفعل ذلك وهو راظي. والذي يسب ويقذف لا يفعل وهو راظي. فلما كانت هذه الامور تقع من الانسان في حال غضب ينبغي للانسان ان يقطع اصلها وما تستوقد منه من جذوة فيطفئها بماء بماء البعد عن اسباب الغضب وفي هذا ايضا اشارة الى استحباب تكرار الفائدة لمن يحتاجها فان هذا قد راجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا فاعادها عليه وهذه من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان اذا تكلم تكلم ثلاثا حتى يسمع عنه وقد ترجم على ذلك البخاري عليه رحمة الله في كتاب العلم فقال باب المن كرر الحديث او تكرار الحديث فاسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان اذا تكلم تكلم ثلاثا واذا سلم سلم ثلاثا حتى يسمع يسمع عنه. فاذا كان هذا في اصل حديث فانه فيما فيما ليستفيد فيه الانسان ينبغي ان يكرره لمن؟ لمن طلبه والا يمل المتكلم والعالم في افادة الناس ونفعهم واما ما يمله الناس من تكرار الحديث من قولهم لان احمل الحديد والصخر اهون من ان اكرر الكلام هذا كلام ليس من هدي النبي عليه الصلاة والسلام الفائدة العلمية تكرر الا عند من لا يفهم ينبغي الا الا يعلم لانه ربما يفهم العلم على غير على غير وجهه