في هذا الحديث حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاحسان وتقدم الكلام على هذا المعنى معنى الاحسان وحينما عمم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحسان هنا اراد الاحسان المتعدي الى الغير. قال ان الله كتب الاحسان والكتب هو الفرض والتنزيل واصله في لغة العرب الجمع ولهذا يقول الشاعر لا تأمنن فزاريا خلوت به على قلوصك واكتبها باسيار يعني اجمعها ويسمى الكتاب كتابا لاجتماع اوراقه بعضها مع بعض والكتم هو التشريع والانزال والفرظ ولهذا قال الله جل وعلا كتب عليكم الصيام يعني فرض عليكم وقال عليه الصلاة والسلام هنا الاحسان على كل شيء يعني سواء كان من بني ادم او كان من من البهائم فان القسوة والشدة والايذاء لا يأتي لا يأتي بخير والرفق مطلوب من الانسان وحينما اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاحسان على كل شيء اراد ان يأتي بكلام مجمل ثم يفصله بعد ذلك وهذا من البيان ان الانسان حينما يريد ان يتكلم على جزئية معينة ينبغي ان يؤصل لها قبل الولوج فيها. فرسول الله الله عليه وسلم حينما اراد ان يتكلم على القتلة وذبح البهائم اصل لمعنى الاحسان بشموله فقال ان الله كتب الاحسان على كل شيء ثم اراد عليه الصلاة والسلام ان يفرع بقوله فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة قيل ان المراد بذلك هو ما يتعلق بمن استوجب القتل فلا يقتل صبرا فمن احتيج الى ازاق نفسه قودا قصاصا فانه يحسن في قتلته وازهاق نفسه فلا يقتل تعذيبا بامور التعذيب ولهذا حرم الشارع امور التعذيب باسقاء السم الذي يتجرع الانسان اياما ويتألم حتى يموت او كذلك او التحريق بالنار او القتل صبرا او قطع الاطراف ونحو ذلك وقطع الذراع حتى يستأصل الانسان هذا من التعذيب المنهي عنه ولهذا شرع الاسلام القتل بالسيف وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل يقتل بذلك ويستثنى من ذلك الزنا في المحصن لبشاعة فعله قال عليه الصلاة والسلام فاحسنوا القتلة وفيه ان الاعمال التي التي تستبشع تستبشع في ظاهرها لا توصف بالشر على سبيل الانفراد وانما تقرن بغيرها فمن اعتدي عليه واعتدى على من اعتدى عليه لا يسمى انتقامه بمثل ما انتقم منه شرا وانما يوصف بالعدوان والقصاص ولهذا للانسان الحق اذا لطم ان يلطم والصابر مأجور في ذلك اذا لم ينتقم. وكاتم الغيظ كذلك ولهذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم من ومن قتل ان يحسن في القتلة اي ان ازهاق النفس احسان وان يزاد في ذلك الاحسان بعدم اذية النفس. قال واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة يعني احسنوا العمل. وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ذلك الذبحة بقوله عليه الصلاة والسلام. وليحد احدكم شرته وليرح ذبيحته مما يدل على ان تعذيب البهيمة مما يحاسب عليه الانسان. فان للبهيمة احساس وشعور وتتألم من التعذيب بل ذكر بعض العلماء انها ربما تدرك وتعقل من بعض الامور ما لا يعقله بنو ادم ولهذا يقول بعض العلماء في امر ادراك البهائم لامر الساعة وعذاب القبر مما لا يسمعه بنو ادم يقول ابن عبد البر عليه رحمة الله في هذا دليل على ان البهائم تدرك من امر الساعة ما لا يدركه بنو ادم. ولهذا يقول رسول الله صلى الله وسلم ما من يوم جمعة الا والبهائم مصيخة يعني تنتظر قال تنتظر قيام الساعة وهذا ترقبها لهذا الشيء وهي بهيمة يدل على ان لديها نوع من الادراك ولكن هذا الادراك لا يؤهلها للخطاب والاجابة بالعمل فاذا ادركت البهيمة امر الساعة فينبغي لي بني ادم ان يدركوا هذا الامر وان يستعدوا وان يستعدوا له فاذا كانت البهائم فيما بينها يكون القصاص بينها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعدن الحقوق الى اهلها وليقتصن الله من الشاة القرناء للشاة الجماء يعني هل يكون ذلك القصاص بحسنات وسيئات لا يجد حسنات وسيئات ولكن هل تتناطح الله اعلم بصفة القصاص. فاذا كان هذا بين البهائم هل يكن بين بني ادم والبهائم من القصاص فاذا تعدى احد على بهيمة هل يكن لها من حق القصاص ما يكون بينها يوم القيامة ظاهر النص انه يكون هل هذا ليكون بنوع من القصاص كحال بني ادم كحال البهائم فيما بينها يوم القيامة مما هو مظمر ام هو على صفة خاصة بين البشر وبين بني ادم يقال ان الله جل وعلا الا اعلم بصفته وهذا مما لا اعلم على تفصيله تفصيله دليلا ولكن الانسان يعاقب على اذيته للبهيمة وعدم احسانه اليها بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليحد احدكم شفرته وهي الميديا اي السكين وليرح ذبيحته يعني الا تتألم. ومن تعمد ايذاء البهيمة بقطع اعضائها قبل موتها فانه اثم بذلك ويستحق العقاب والله اعلم بصفته