لقوله عليه الصلاة والسلام يا غلام اني اعلمك كلمات في اهمية تنبيه السامع بالنداء ولو كان مجاورا وقريبا اشارة الى الى شحذ انتباهه وجذب فكره اليه ان يسمع ما ما يهمه بهذا قال عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن عباس يا غلام وفيه جواز ان يوصف الانسان بما هو عليه ولو كان صغيرا فيقال يا غلام والرجل يقول يا فلان او يا رجل ونحو ذلك قال عليه الصلاة والسلام اني اعلمك كلمات وهذا كعادته رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيان فانه يذكر الاجمال ثم يتبعه جملة من التفصيل. فقال عليه الصلاة والسلام اني اعلمك كلمات. يعني انتبه لها. والكلمات هي معاني المحدودة ولو كانت ولو كانت بالفاظ معدودة ولهذا يقال تكلم فلان كلمة او كلمة يعني اتى قطبة او تكلم كلمات اذا اتى بجمل من المعاني. قال عليه الصلاة والسلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك المراد بالحفظ هو الصيانة والانسان في حفظه لله جل وعلا ان يحفظ شرائعه واوامره ان يأتي بالاوامر على وجهها وان يجتنب النواهي كما جاءت من الشارع الحكيم من غير زيادة في ذلك ولا ولا نقصان فلا يكلف الانسان نفسه ما لا يطيق من اجتناب المباحات ويوغل في ذلك فان هذا مما مما هو مكروه. ولكن يدع ما يجره الى الى المكروهات ما استطاع الى ذلك سبيلا اقلل مما لا بأس به خشية ان يقع فيما فيما به بأس وفي هذا اشارة الى ان الجزاء من جنس العمل فقوله عليه الصلاة والسلام احفظ الله يحفظك اي ان الله جل وعلا يجازيك بجنس حفظك لله جل وعلا المراد بحفظ الله جل وعلا لعبده يأتي تفسيره فهذه الالفاظ هي الفاظ اجمال قال احفظ الله تجد تجاهك احفظ الله والحفظ في هذا اللفظ هو الحفظ في المعنى وانما كرره للحاجة اليه ولتنوع ثواب الله جل وعلا وحفظ عبده له وقوله تجده تجد تجاهك يعني تجد اينما كنت من جهة الاعانة والتوفيق والسداد في ظاهر امرك وباطنه. ولهذا الانسان يطلب ويسأل الله جل وعلا الاعانة فاذا سأله الاعانة وفق واعظم سؤال الاعانة لله جل وعلا ان يبادر الانسان بالاكثار من انواع العبادة فهذا متظمن متظمن لكفاية الله جل وعلا لعبده فكلما كان الانسان مكثرا من العبادة كان حافظا لله جل وعلا مستوجبا بهذا الحفظ حفظ الله جل وعلا له بالجوارح وهذا الحفظ ان يحفظه الله جل وعلا من الوقوع في المحرمات فان فان الحزن كما انها تذهب السيئة السابقة فانها تقي كذلك العبد شر سيئة اخرى تأتي فلا تتهيأ له حينئذ الاسباب ثم قال عليه الصلاة والسلام مبينا جملة من صفات او وسائل حفظ العبد لربه جل وعلا قال اذا سألت فاسأل الله اه اذا سألت فاسأل الله والعبادة بنوعيها بنوعيها الظاهر والباطن اذا علق الانسان امره فيها لله وفقه الله جل وعلا ووقاه والدعاء بنوعيه دعاء العبادة ودعاء المسألة ان اجتمعا كان الانسان من اهل الكمال في باب الحفظ ويكون له الجزاء حينئذ كذلك وقوله هنا واذا سألت فاسأل الله السؤال بمعناه بمعنييه سؤال العبادة وسؤال المسألة فان الانسان اذا تعبد لله جل وعلا بالاستغفار والتوبة والصلاة والصدقة فانه يستجلب بذلك رزقا. لهذا جعل الله جل وعلا الاستغفار من مجلبة الرزق من الامطار والولد فضلا عن دفع عن دفع الشرور قال واذا استعنت فاستعن بالله. يعني اذا طلبت العون وهذا اخص من باب المسألة وباب الاستعانة اخص من باب من باب المسألة يعني اذا طلبت العون من احد فاطلبه من الله جل وعلا ولهذا كان السلف الصالح لا يعتمدون الا على الله ولو سقط سوط احدهم وهو على راحلته نزل واخذه بنفسه فان هذا فيه اتكال واعتماد على الله جل وعلا وكأن الانسان يكتفي بما وهبه الله جل وعلا من قوة بدنية لا يتكل على على غيره. كذلك فان الانسان ولو رزق الاخلاص والتعلق بالله جل وعلا اذا تعلق بامر ناس وما في ايديهم استرسل في هذا الامر حتى رزق اتكالا حتى رزق اتكالا فابتعد عن التعلق بامر الله جل وعلا شيئا فشيئا حتى تجرد من ذلك. ولهذا ينبغي الانسان ان ان يتعلق وان لا يستعين الا بالله سبحانه وتعالى قدر امكانه قال وان الامة لو اجتمعت وهذا من الكلمات التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام وهو عبد الله ابن عباس عليه رضوان الله تعالى قال واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. في اشارة الى مسألة القدر وان الله جل وعلا كتب مقادير الخلاء وقسم سبحانه وتعالى الارزاق كما في حديث عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى السابق ان الله جل وعلا يوكل الملك بكتب رزقه واجله وشقي ام سعيد؟ فلما كان كذلك ينبغي للمرء الا يعلق امره في هذا الا بالله جل وعلا وان الناس لا يغيرون مما كتبه الله جل وعلا على الانسان بشيء وبهذا دفع للانسان ان يسأل الكريم سبحانه وتعالى والا يتوجه الى غيره. فاذا علمت حقيقة المسؤول وما لديه من من سعة فضل وكرم فانك تتوجه اليه باخذ حاجتك واشباع رغبتك واذا علمت فقر العباد وحالهم مع الله جل وعلا ان صرفت عنهم لانك تعلم عجزهم في هذا الباب ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مبينا عكس هذا المعنى قال ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك بشيء شيء الا بشيء قد كتبه الله كتبه الله عليك. يعني في ابواب الضر وهذا داع لامرين. الامر الصبر والصبر مجلبة بتكفير السيئات وكثير من الناس يظن انه اذا نزلت به مصيبة من المصائب انه بذات المصيبة يكفر الله جل وعلا عنه عنه السيئات وهذا من الوهم والغلط فان المصيبة بذاتها لا تكفر وانما يكفر الصبر الذي يلي المصيبة. اما من اذا نزلت بشخص مصيبة فشق الجيوب وحلق الشعر ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية من نعراتهم ونياحة ونحو ذلك فهذا لا يثاب على تلك المصيبة وانما ربما يؤزر عليها. ولهذا ينبغي للمسلم اذا نزلت به مصيبة ان يكون من اهل من اهل الصبر واما درجة الكمال في ذلك ان يكون من اهل الرضا وقد اختلف العلماء في الرضا هل هو واجب ام لا؟ على قولين وهما روايتان في مذهب الامام احمد والذي يظهر والله اعلم ان الرضا ليس ليس بواجب بل ان هذا هو المتعين فان الرضا درجة من الكمال من الكمال عظيمة لا يدركها الا الخلص. فان فان البكاء ربما ينافي الرضا في بعض الاحيان. كذلك الانين والصراخ والتألم من الالام الموجعة وما ينافي ربما ينافي ينافي الرضا والرضا في ذلك ان يظهر الانسان استقامة حاله وكأن حاله لم تتغير وكأن الله جل وعلا وضع عنده واخذها منه كسائر المتاع الذي يستودعه الناس فيما فيما بينهم فاذا وضعوه لم يفرح لانه ليس له. واذا اخذوه لم يغضب ولم يحزن لانهم اخذوا حقهم في ذلك. وهذا مقام في باب في باب الرضا وهي درجة رفيعة لا تكون الا للخلص والكمل من عباد الله جل وعلا. فاذا استحضر فالانسان انه لا يلحقه من الاذى الا ما كتبه الله جل وعلا عليه. دعاه ذلك الى الاقدام على انواع البر المحفوفة ولو كانت بالمكاره من الاسفار الى اداء الفرائض من الحج والعمرة وكذلك الضرب في الارظ في طلب العلم وكذلك الجهاد في سبيل الله. وان كانت محفوفة بالمخاطر يعلم انها من سبل الخير وان الله جل وعلا اذا قدر على عبده شيئا شيئا لا دافع لا دافع له واذا قدر لعبده حظا من امور خير فانه اتيه ولا محالة. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعت الاقلام وجفت الصحف اي ان ما كتبه الله جل وعلا على عبده لا بد ان يأتيه وقد كتبه الله جل وعلا قبل ان يخلق الخلائق كما جاء في الصحيح من حديث عمران ابن حصين. قال عليه الصلاة والسلام هنا احفظ الله تجده امامك. تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وفيه اشارة الى مسألة ومعنى عظيم وهو ان الشدائد يتوجه حتى الى حتى الكفار الى الله تتضرع حتى البهائم ترفع شكواها الى الله جل وعلا اكثر من حال الرخاء. ولهذا ينبغي للمؤمن ان يترفع عن هذه المعاني من معاني البهائم ومعاني الكفرة المعاندين الذين اذا نزلت بهم مصيبة دعوا الله جل وعلا مخلصين له الدين كحال الكفرة حينما حينما تجري بهم الفلك في البحر وتموج بهم الامواج يدعون الله جل وعلا من غير من غير شرك ولكن اذا نجاهم الله جل وعلا اذا البر اذا هم يشركون ولكن المؤمن الكامل في ذلك تكون حاله في ابواب الرخاء كحاله في ابواب الشدة. لهذا يستحي الانسان من نفسه اذا نزلت به مصيبة اما ان يرفع يديه الى الله ويتذكر حاله قبل ذلك انه كان من المعرضين عن الله جل وعلا في امور الفرائض وامور الاحسان والكمال والبذل ونحو ذلك فانه لم يقدم لنفسه في مثل هذه الساعات فمن عرف الله جل وعلا في الرخاء عرفه الله سبحانه وتعالى في الشدة وفي قوله وقوله عليه الصلاة والسلام واعلم ان ما اخطأك لم يكن ليصيبك متضمن للمعنى السابق اي ان الامور التي قسمها الله جل وعلا لا تأتي لا تأتي خرصا بل انها تسير وفق قدر معلوم. دقيق دقيق قدره الله جل وعلا على الخلق سواء في ابواب الخير او في ابواب الشر. ولهذا قال وما صعبك لم يكن ليخطئك واعلم ان النصر مع الصبر. واشار الى الصبر بعد ان ذكر اقدار الله عز وجل للانسان اي انه ينبغي الا يعلق قلبه فيما هو مكتوب من امور الغيب. ولكن ينبغي ان يأخذ بالاسباب وما وما جعله الله جل وعلا من اسباب شرعية وقدرية لا تخالف اسباب الشرع فيعمل بها حينئذ ان نزلت به مصيبة وجب عليه وجب عليه ان يصبر فان الله جل وعلا يعينه. وفي اشارة الى انه ومع العسر يسرا فان اليسر يعقب العسر ويعقب الصبر النصر والتمكين ولهذا لا يمكن لاحد ان يمكن في الارض لا في ابواب الجهاد في سبيل الله ولا في ابواب الدعوة الى الله ولها في ابواب العلم ولا في ابواب العمل الا ولحقه قبل ذلك من الاذى ما يلزم معه الصبر. ولهذا سئل الامام الشافعي عليه رحمة الله ايهما افضل؟ الرجل يمكن ولا ولا يؤذى ام الرجل يؤذى يبتلى فيمكن قال لا يمكن ان يمكن الرجل حتى يبتلى يعني ان هذا السؤال ليس ليس بصحيح. فلا يمكن ان يتمكن الانسان في الارض في اي في باب من ابواب التمكن الا وقد ابتلي بذلك باي نوع من انواع من انواع البلاء في هذا الباب. ولهذا القدوة في ذلك رسول الله صلى الله عليه سلمت مع ان الله جل وعلا عصمه من الناس في قوله جل وعلا والله يعصمك من الناس لحقه انواع من انواع الاذية في عرضه عليه الصلاة والسلام حادثة الافك وقعت بعد ذلك والطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمز المنافقين في غزوة تبوك ونحو ذلك. كل هذا كان بعد بعد تلك الاية يعني ان هذا النوع يشترك فيه سائر سائر الناس وهو ادنى انواع البلاء وفي قوله عليه الصلاة والسلام وان الفرج مع الكرب اي ان المنح تخرج من ارحام من ارحام المحن فاذا نزلت في مسلم محنة يصبر وليتجلد فليعلم ان العاقبة العاقبة الحسنى بعد ذلك من الله جل وعلا تأتيه وان مع العسر يسرا وهو متظمن لذلك فان اليسر لا يأتي للانسان خاصة اليسر العظيم الا وقد ورد عليه عسر قبل ذلك وهذا يتنوع بحسب تنوع الغايات وورود الاسباب عليها