في قوله عليه الصلاة والسلام ان مما ادرك الناس ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى في اشارة الى قاعدة يذكرها العلماء وهي ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأتي شرعنا بخلافه وهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم استدل بما كان عليه بما كانت عليه النبوة الاولى يعني بما كانت النبوة قد نزلت به في اول الامر فقير فبقي امرا باقيا الى قيام الى قيام الساعة وينبغي ان يعلم ان ما ثبت في شريعة من الشرائع انه يكون قطعا من شريعة الاسلام في احوال ثلاثة ولو لم يرد ولو لم يرد شيء في هذا الباب على خصوصه. ولا يمكن ان يرد نص من الشريعة يناقضه. هذه الثلاثة التي لا يمكن ان تنسخ ابواب العقائد ابواب العقائد لا تنسخ في شريعة عن شريعة اخرى الثاني مكارم الاخلاق فمكارم الاخلاق في كل ملة وشريعة سماوية باقية الى كل شريعة تأتي بعدها. فالكذب مذموم في كل الشرائع. والصدق محمود في كل الشرائع. وكذلك الصدقة والبر واعانة المحتاج وصلة الجار وغير ذلك فهذا مما تشترك فيه سائر الشرائع الرابع الاخبار ما كان من امور الاخبار ما اخبر به نبي من الانبياء انه يأتي في اخر الزمان وصح الاسناد اليه فانه لا بد وان يأتي فان الاخبار نسخها تكذيب تكذيب للمخبر ولا يليق هذا ولا يليق هذا في حق انبياء الله جل وعلا. وقوله عليه الصلاة والسلام النبوة الاولى بشارة الى تعدد النبوات كما في قوله الجاهلية الاولى يعني الجاهليات متعددة وهنا قال اذا لم تستحي فاصنع ما شئت يعني ما ادرك الناس من امر او حال النبوة النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت الحياء هو ما يدفع الانسان الى فعل الخير والاحسان يصده عن فعل الشر وهو وازع النفس ان يستحي الانسان من ان يذكر ان يذكر بسوء والحياء خير كله وليس منه ضعفا وليس منه ضعف وما كان من الضعف والخور فانه لا يسمى لا يسمى حياء فيفصل بين هذا بين هذا و هذا ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله لهذا قد جاء في الصحيح لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ اخاه في الحياء وكانه قال قد اضر بك يعني كثرة حيائك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فان الحياء لا يأتي الا الا بخير. فاذا نقص حياء الانسان فانه يفعل ما يشاء من من المحرمات وخوارم المروءة والذي يدفع كثير من الناس والذي يدفع كثيرا من الناس الى لزوم الصلاة والتقوى والفطرة السوية هو الحياء ولهذا لا يؤثر وازع الشرع في كثير من الناس اكثر من وازع وازع الطبع ووازع الحياة. وفي قوله عليه الصلاة والسلام فاصنع ما شئت ليس الامر على الترخيص وانما المراد بذلك ان هذا تبع لهذا اي ان الانسان يصنع ما يشاء يرخص لنفسه ان يفعل ما يشاء من جرم او فسوق او فجور فانه لا يستحي من خلق الله فان الانسان في باب الحياة لما كان كذلك ايضا في ابواب شكر الناس فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله جل وعلا وهذا فرع عن هذه المسألة فمن كان يستحي من الناس فانه يستحي من الله جل وعلا ومن كان شاكرا للمحسنين من الناس مبينا فظلهم ومقاديرهم فهو لشكر او لا واحق واحرى في هذا وهذا معلوم ومشاهد ملموس. فمن كان جاحدا لفضل اهل الاحسان ومناقب فهو جاحد لفظل الله جل وعلا واحسانه هذا من جهة الخصيصة هي خصلة في الانسان يتشعب منها كثير من الاعمال ما يتعلق في في امور البشر مهما اختلفت درجاتهم ومراتبهم بهذا القدر كفاية