اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الف تلك ايات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون وما اهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم قم ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون وقالوا يا ايها الذين نزل عليه الذكر انك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة ان كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة الا بالحق ما ننزل انك الا بالحق وما كانوا اذا منظرين نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. في هذه الليلة المباركة نبدأ بتفسير سورة الحجر وقبل ذلك قبل البدء بتفسير اياتها نذكر شيئا مما تعلقوا بهذه السورة فنقول اولا اسمها اسمها سورة الحجر لا يعرف لها ولا يعرف لها اسم غيره. والمراد بالحجر هي حجر ثمود وهي ما تعرف اليوم بمدائن صالح. هم اصحاب الحجر. فسميت هذه السورة بهذا الاسم لانه لم يذكر الحجر في غيرها من السور يذكر الحجر في غيرها من السور. وهي سورة مكية. ومعنى مكية يعني انها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته قبل ان يهاجر لان هذا هو المصطلح الصحيح او الراجح في مصطلح المكي والمدني. ان الاعتبار فيه بالزمان. فما كان قبل الهجرة فهو مكي. ولو كان نزل بغير مكة لو كان نزل بالطائف او بغيرها. وما بعد الهجرة فهو مدني ولو كان نزل بمكة كما نزلت بعض الايات عام حجة الوداع في فتح مكة نزلت في مكة لكن هي مدنية حسب هذا الاصطلاح لانها نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم. وهذا في هذه السورة ظاهر فيها علامات المكي. لانها مع قوم كفار يخاطبهم الله عز وجل بما يدل على البعث والنشور وما يدل على تكذيب من كذب وماذا حصل له من الامم السابقة وفي تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم عن تكذيب قومه له الى غير ذلك ما هو من علامات اه القرآن المكي. وبعضهم حكى الاتفاق على ذلك. حكى انها مكية بالاتفاق. وبعضهم بعض الايات ولا دليل على ما قاله ولهذا نعرض عنه. آآ وعدد اياتها تسع وتسعون اية بالاتفاق اتفق العادون على ان عدد اياتها تسع وتسعون اية. يقول الله جل وعلا افلام ر تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. سبق ان ذكرنا مرارا وتكرارا ان القول الراجح في الحروف المقطعة ان يقال الله اعلم بمراده منها. والحكمة منها التحدي والاعجاب كانه يقول هذا القرآن مركب من الكلام الذي تتكلمون به ايها العرب الفصحاء ومع ذلك لا تستطيعون ان تأتوا بمثله ولا بعشر سور من مثله ولا بسورة من مثله ولو كان بعضكم بعضهم ظهيرا ومما يدل على ان المراد به التحدي والاعجاز انه لا يذكر شيء من المقطعة في في اول سورة الا ويأتي بعدها ذكر القرآن. ذكر الكتاب الا في النادر. انظر الى فهذه السورة الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم. انظر في سورة ال عمران في سورة البقرة الف لام الميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. انظر في سورة ال عمران الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق. طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. قاف والقرآن المجيب. والقرآن المجيد الى غير ذلك فاذا ذكرت الحروف المقطعة لابد ان يذكر بالكلام الذي يليها القرآن وينص عليه وهذا دليل على ان ذلك على سبيل التحدي والاعجاز. قال جل وعلا الف لام راء تلك ايات تلك ايات الكتاب وقرآن مبين تلك اي هذه ايات الكتاب الكتاب اختلف فيه هنا قال بعض اهل العلم المراد جنس الكتاب. فيراد به التوراة والانجيل وغيرها. من الكتب قالوا بدليل انه عطف القرآن عليه. قال وقرآن مبين. فدل على ان القرآن غير الكتاب والاصل في العطف انه يقتضي المغايرة. وقال كثير من المفسرين بل كتابه هو القرآن. فعبر عنه بالكتاب وعبر عنه بالقرآن المبين قال السمعاني رحمه الله في تفسيره فان قيل او فان قال قائل القرآن هو الكتاب والكتاب هو القرآن. فما هي الفائدة من الجمع بينهما ثم اجاب على هذا الاشكال او الايراد فقال الجواب ان كل واحد منهما يفيد معنى لا يفيده الاخر فالكتاب هو ما يكتب. يدل على انه مكتوب. والقرآن يدل على انه جمع بعضه لبعض اذا فتبين بهذا ان القرآن مكتوب وايضا ما نزل كله دفعة واحدة. وانما جمع بعضه الى بعض. وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم تنزل عليه اية من القرآن فيقول ضعوا هذه الاية في السورة التي تقول كذا وكذا. وهذا هو الصحيح. ان الكتاب هنا هو القرآن وقوله وقرآن مبين هذا من باب عطف البيان. وعطف التفسير. فهو يفسر هذا كتاب ويبين انه قرآن يقرأ جمع بعضه الى بعض وهو مقروء مكتوب توبوا في المصاحف مقروء بالالسن. وهو كلام رب العالمين. جل وعلا. وقوله مبين اي يبين الاحكام ويبين الحلال من الحرام. ويبين الحق من الباطل. فهو في غاية البيان ايضاح قال جل وعلا ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. ربما هذه قراءة حفص قراءة نافع وعاصم ربما بالتخفيف رأى الباقون ربما بالتشديد. وهما لغتان في الكلمة. ربما فيها لغتان فاهل الحجاز وقريش يقولونها بالتخفيف ربما وقيس وتميم يقولونها بالتشديد اذ ربما فالمعنى لا يختلف باختلاف القراءتين. والاصل في رب انها تفيد التقليل ولكن قد تفيد التكفير في لغة العرب. الاصل فيها انها تفيد التقليل. ولكن تفيد التكفير احيانا اذا قامت القرينة الدالة على ذلك. واصلها رب ودخلت عليها لتهيئها للدخول على الفعل. فان ربما لا تدخل على الافعال. تدخل على الاسماء. لكن لما جيء آآ هيأتها للدخول على الفعل. ولهذا جاء بعدها هنا فعل مضارع. وربما يود وقيل ان ماء هنا المضافة الى اوروبا انها نكرة. بمعنى شيء فيكون تقدير الكلام رب شيء يود او ربما يعني ربما شيء من اجله يود الذين كفروا ان يقولوا كيت وكيت. ربما ودوا الذين كفروا وهناك من العلماء من اجاب عن هذا الاشكال كيف يقال ربما او ربما وهي تدل على التقليل. طبعا هذا من لا يفرق. الكوفيون يرون انها تأتي للتكفير في الغالب وقد تأتي تأتي للتقليل في الغالب وتأتي للتكفير احيانا. والبصريون يقولون تدل على التقليل لكن اجابوا عن مجيئها هنا بامرين او بجوابين. الجواب الاول انه انها فعلا تدل على التقليل. وذلك لشغل الكفار بالنار نعوذ بالله لشغلهم بالعذاب. وهم مشغولون بالعذاب والنكال ما عندهم فرصة حتى يفكروا او يتمنوا هذا قول. وقال بعضهم بل هي تدل على التكفير و آآ يعني اجابوا بهذا انه يكثر منهم لان العرب قد تذكر هذا اللفظ للتكفير احيانا ارجع الى قول آآ الكوفيين. ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. متى يكون هذا التمني متى يكون؟ متى يتمنى الذين كفروا بالله ورسوله؟ وجحدوا ولم يؤمنوا. متى يتمنون ان كونوا من المسلمين. فبه ثلاثة اقوال لاهل العلم. قال بعضهم ان ذلك وهذا قول الظحاك ان ذلك كونوا عند الاحتضار فكل كافر اذا احتضر وايقن بالموت ونزل به الموت تبينت له الحقائق وعرف ضلال ما هو عليه فتمنى انه كان من المسلمين. وقال ابن عباس وغيره انما يكون هذا يوم القيامة. حينما يحل بهم العذاب وقال ابن مسعود وبعضهم يقول هو قول الجمهور قال ان ذلك يكون حينما يخرج الله جل بعض الموحدين من النار. لان عقيدة اهل السنة والجماعة ان بعض الموحدين او عصاة الموحدين بعضهم يدخل النار ويعذب فيها ما شاء الله. لكنه لا يخلد فيها ثم يخرجون منها بعد ذلك. واورد ابن كثير رحمه الله حديثا رواه الطبراني و له شاهد حسن سنده محتمل للتحسين وله شاهد حسن اطول منه عند الامام احمد. ولهذا هذا يصلح الاحتجاج به؟ وهو ما رواه انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم ان ناسا من اهل لا اله الا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم اهل اللات والعزى من عند احمد فيقول لهم المشركون فيقول لهم اهل النار فيقول لهم اهل اللات والعزى ما اغنى عنكم قولكم لا اله الا الله وانتم معنا في النار. قال غضب الله لهم فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة. فيبرؤون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه فيدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين. وهذا جاء في البخاري ان الله عز لن يخرجوا اقواما في البخاري ومسلم. ان اناسا من الموحدين يحترقون يموتون في النار موتة فيخرجون كالحمم. فيلقون في نهر الحياة. او في انهارهم في نهر في انهارهم في الجنة او في اطراف الجنة فيفاض عليهم من مائها فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل قال فيدخلون الجنة ويسمون الجهنميين. هكذا في الرواية قال فقال رجل يا انس انت انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟ فقال انس انظروا هذا الدرس درس عظيم. حينما تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم او ترسل رسالة فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ماذا قال انس لما استوثق منه الرجل وقال يا انس انت سمعت هذا من رسول الله؟ صلى الله عليه واله وسلم فقال انس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. نعم انا سمعت رسول الله وسلم يقول هذا نعم يا اخوان الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيره. اياك ان تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت لا تعلم انه حديث صحيح. لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون لك نصيب من ذلك. خاصة بعض الرسائل بعض بعض الناس يعني يعينون على الباطل يعينون على الشر. يرسل احاديث يعجبه معنى الحديث او يعجبه المقال فيقول اسألك بالله ان تنشره عشر مرات. اسألك بالله ان ترى اهو ليس من حقك ان تقول هذا ولو قلت ذلك لا حق لك علي. ولا يجوز لي ان اجيبك. لان تبليغ الشريعة تبليغ القرآن تبليغ السنة ليس كل العلماء يقوم به. وانما يقوم به اهل العلم فهذا الذي يريد يلزمني ان ابلغ هذا هذا قال على الله بغير علم. والزمني بما لم يلزمني الله به. لان تبليغ العلم برضو كفاية اذا قام فيه من يكفي سقط الاثم عن الباقين. فينبغي للانسان يتأدب ويعرف اداب الاسلام. واياك اياك ان تنشر اذا لا تعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله لان القلوب يلقي الشيطان فيها حب الاحاديث الضعيفة. والمعاني التي التي فيها فتجد ينشطون ويحفظون هذه الاحاديث ويستدلون بها. بينما احاديث في الصحيحين متفق عليها لا يعرفونه واذا حدثت بعضهم ببعضها قال انا اول مرة اسمع هذا الحديث. كأنه البخاري في حفظ الاحاديث. ايه فاما ان تنشر صحيحا والا لا تنشر حتى لا تعرض نفسك للعقوبة. اذا هذا الحديث يفسر بان هذا التمني يكون في عند اخراج الجهنميين. لانه جاء في اخر الحديث في بعض طرقه قال فيتمنى الكفار انهم كانوا مسلمين حتى يخرجهم الله كما اخرج الجهنميين والذي يظهر الله اعلم انه لا مانع ان يقال كل ذلك حق فالكافر حينما يحل به الموت تتبين له الحقائق. ولكن لا ينفعه. وكذلك في اثناء بقائه في النار عند رؤيته لخروج المؤمنين المسلمين نسأل الله العافية والسلامة والحمد لله الذي هدانا للاسلام ونسأله الثبات عليه ولا نزال ولا يزال غيرنا ممهل الحي لا يزال يستطيع ان يدخل في هذا الاسلام ويسلم من ان يتمنى الاسلام ولا يمكن له ذلك. ولهذا قال جل وعلا ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين انهم كانوا من اهل الاسلام لان الله لا يقبل في الاخرة الا دين الاسلام. ان الدين عند الله الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده كما في صحيح مسلم لا يسمع بيهودي او نصراني من هذه الامة ثم لا يؤمن بما جئت به الا حرمه الله على الجنة او حرم عليه دخول الجنة او كما قال صلى الله عليه واله وسلم فلا يقبل الله دينا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الا هذا الدين العظيم دين النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم الاديان والمهيمن عليها وافضلها وهو دين الله الذي ارتضاه لعباده المؤمنين واكمله لهم. قال جل وعلا ذرهم يأكلوا ويتمتعوا هذا تهديد تهديد للكفار. ذرهم يأكل كما تأكل الأنعام لان الكفار لا هم لهم في هذه الحياة الا الاكل. يعيشون للدنيا لجمعها واكلها وانفاقها. وحفظها بينما المؤمن يعيش لاجل ان يعبد الله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. لكن يحصلون من الدنيا ما يستعين به ما يستعين به على الاخرة. فالكفار لا هم لهم الا الاكل. ولهذا قال ذرهم يأكل ويتمتعوا. يتمتع ان يتلذذوا. لان التمتع هو تلذذ بطلب الاكل هو التلذذ طلب الاكل حالا بعد حال. فذرهم يأكلوا ويتمتعوا. ويلهيهم الامل يلهم يشغلهم الامل. عندهم امال وانهم على حق وانهم هم الرؤساء في هذه الدنيا وان من جاءهم يدعوهم الى غير دينهم فهو صابئ الى غير ذلك من الامال والاماني الباطلة. التي لا تغني عنهم شيئا. ولله في ذلك حكمة بل انك ترى هذا حتى في بعض عصاة الموحدين تجده مقيم على ذنب ويعلم انه حرام وان عقوبته النار وان انه ومع ذلك يتلهى ويبقى على ما هو عليه. فالواجب على المسلم ان يبادر الى التوبة والاقلاع عن الذنب ويكون ممن قال الله جل وعلا فيهم واذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. يبادر الى التوبة ويستغفر ساوي بالليل والنهار مع استحضار التوبة عند التوبة من جميع الذنوب. من جميع الذنوب. كان مقيم على اكل الربا ينزع عن اكل الربا. مقيم على قطيعة الرحم ينزع عن قطيعة الرحم. مقيم على ظلم الاخرين او اخذ اموالهم ينزع عن هذا ويتوب وهكذا يقلع عن جميع الذنوب ولا يتلهى يلهيه الامل حتى يلاقي جزاءه قال جل وعلا فسوف يعلمون. هذا تهديد ايضا. قال السمعاني بعد ان قال ذكر اول الاية قال هذا ذرهم تهديد وقوله في اخر فسوف يعلمون تهديد اخر. قال بعض اهل العلم فمات فمتى يهنأ العيش بين تهديدين كيف نعيش الانسان بين تهديدين؟ الاول تهديد ذرهم. يأكل ويتمتع. والاخر فسوف يعلمون تهديد فكيف يا هنا عش العاصي؟ هذا انسان يقلع عن الذنب ويبادر الى التوبة. الى الله جل وعلا وكذلك الكفار يقلعون عن كفرهم ويبادرون الى الاسلام والدخول فيه ثم قال جل وعلا وما اهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم. وما اهلكنا من قرية من القرى والقرية كما مر بنا تطلق على المكان الذي يجتمع فيه عدد من الناس ويقيمون فيه. تسمى قرية ولا فرق بين القرية التي نسميها الان مدينة ولا بين القرية التي عدد اهلها قليل ويسمى قرية. فكل مكان يتجمع فيه الناس ويقيمون فيه فهو قريب سواء كان عددهم كبيرا او كان قليلا. قال جل وعلا وما اهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم اي اجل مضروب. لا تتقدم عنه ولا تتأخر. كل قرية اهلكها الله لها عنده اجر اجل معلوم يتركهم مدة يعارضون الانبياء يستهزؤون بهم يكيدون الانبياء يمكرون يفعلون لكن ان يأتي عليهم يوم الاجل المعلوم المحدد المقدر عند الله فيأخذهم الله جل وعلا. كما فعل بقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وقوم موسى وغيرهم من الامم. قال جل وعلا ما تسبقوا من امة اجلها وما يستأخرون هناك امة تسبق اجلها الذي اجلها الله اجله الله لها. فلا تتقدم عليه بثانية ولا دقيقة ولا تتأخر عنه كذلك لان ان هذا في كتاب في اللوح المحفوظ في كتاب عند رب العالمين. وكل شيء عنده باجل مسمى. جل وعلا وهذا يدل على حكمته وقدرته. جل وعلا. ثم قال جل وعلا وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون هذا دليل ان السورة من اولها وهي مع كفار قريش مع كفار قريش. ولهذا يقول على سبيل المعاندة وعلى سبيل الاذعان في الكفر وعدم الرجوع الى الحق يقولون يا ايها الذي نزل عليه الذكر وهو النبي صلى الله عليه وسلم وهم كما قال بعض المفسرين يقولون هذا من باب استهزاء. لانهم لو اقروا انه نزل عليه الذكر وان الذكر من عند الله وانه رسول من عند الله لاتبعوه لكن هم يقولون يا ايها الذي نزل عليه الذكر من باب الاستهزاء به. بدليل انهم قالوا انك لمجنون. انت مجنون في دعوتك هذا في دعوتك الى ما نزل عليك. لكنهم لا يؤمنون اصلا بما نزل عليه. ويقولون اساطير الاولين سحر يؤثر انك لمجنون بدعوتك لنا ان نترك ما يعبد اباؤنا. لان عبادة الاباء وما كان عليه الاباء له وقع في النفوس يصعب على الانسان تركه الا من وفقه الله ولهذا ربما تجد بعض العادات في الاباء مخالفة لكن تجد الناس يصعب عليهم ان يتركوا هذه العادة. ولهذا لا بد ان يكون المسلم مقدما لقوله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو كان على خلاف عادته وعادت ابائه واجداده لان الحق احق ان تبعه. وكل يؤخذ من قوله ويرد الا النبي صلى الله عليه وسلم. فالواجب اتباع الحق وترك اداة الاباء والابناء اذا كانت مخالفة للشرع. اما اذا كانت موافقة للشرع فالحمد لله. قال وما اهلكنا من قرية الا ولها نعم. قال وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة ان كنت من الصادقين. لو بمعنى هلا هلا تأتينا بالملائكة؟ يأتي الملائكة ادون انك رسول من عند الله. وانك نبي ارسلك الله. يأتون الينا يخاطبوننا ويكلموننا ان كنت صادقا فان كنت من الصادقين فيما تقول وهذا في الحقيقة مجرد دعوة والا لن يؤمنوا كما اخبر الله عز وجل نبيه انهم لن يؤمنوا ولو جاءهم بكل اية لو جاءهم بكل اية ما كانوا ليؤمنوا ابدا. وكما قال جل وعلا ولو اننا نزلنا عليهم الملائكة ولو اننا نزلنا عليهم الملائكة ولو ان في سورة الانعام. ولو اننا نزلنا عليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا وليؤمنوا هو هذا مجرد افتراظ. ربما يريدون حجة امام اتباعهم بان طالبناه ولم يأتينا بما طالبناه. لو اتانا بما طالبنا لاتبعناه ليضلوا اتباعهم والا هم في الحقيقة هم معاندون لا يريدون الحق. قال جل وعلا ما ننزل الملائكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين. ما ننزل الملائكة اذا انزلناهم الا بالحق. قال بعض المفسرين بالحق هنا هو العذاب ما نزل ملائكة اذا طلب الناس نزولهم الا بالحق وهو العذاب لان الله جل وعلا اذا طلب الناس اية فجاء بها ولم يؤمنوا اخذهم بالعذاب. وهذه الامة امة النبي صلى الله عليه وسلم امة مرحومة. ولهذا طلبوا ايات من النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا مرارا كما في الحديث الذي في البخاري طلبوا يجعل الصفا والمروة ذهبا. وان ينحي الجبال عن مكة. وان يجعلها بلدا واديا ذا زرع فجاء جبريل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه فارسل الله اليه جبريل فقال يا محمد ان شئت فعلت لك ذلك. فان لم يؤمنوا اهلكتهم. وان شئت استأنيت بهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل استأني بهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقال لا استأني بهم. لا لا اجعل الصفا والمروة ذهبا اذا كان ان جعلت ذلك فلم يؤمنوا اهلكتهم جميعا لا استأن بهم اؤخر شأنهم ففعلا دخلوا بعد ذلك من بقي حيا دخلوا في دين الله افواجا. فعام فتح مكة في السنة الثامنة دخل اهل مكة جميعهم دخلوا دين في دين الاسلام الا ثلاثة ثلاثة نفر. فروا منهم عكرمة بن ابي جهل رضي الله عنه. لكنه رجع بعد ذلك واسلم اذا رجلان فقط لم يؤمنوا هم من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بامته. ولهذا الله جل وعلا يقول مبينا لهم ولغيرهم ما ننزل الملائكة الا بالحق اي الا بالعذاب. فنهلككم. ولهذا قال بعدها وما كانوا اذا منظرين اذا نزل الملائكة بالحق بالعذاب لهم ما كانوا منظرين اي ممهلين. بل اجتاحهم العذاب. وقال مجاهد الا بالحق بالرسالة والعذاب. ما ننزل ملائكة الا بالرسالة والعذاب. وقيل غير ذلك ولا انسب الله اعلم انه المراد به العذاب. الله ينزل ملائكته بالرسالة لكن سياق الكلام يدل على انهم لما قالوا ائتنا بالملائكة تصدقك انك رسول ائتنا بالملائكة يصدقونك. فقال الله ما ننزل الملائكة الا بالحق الا باداب المكذبين. واذا نزلوا لستم بمنظرين ولا مهملين. بل يأخذكم العذاب قال جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. هذا من رحمة الله جل وعلا بهذه الامة. ان تكفل بحفظ كتابها. ولو اسنده الينا لاتبعنا سنن من كان قبلنا حذو القذة بالقذة بدلنا وحرفنا وفعلنا وفعلنا. ولهذا انظر الله عز وجل قال في في هذا القرآن انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وغيره من الكتب قال فيها بما استحفظوا من كتاب الله. استحفظ استحفظ الرجال اسند حفظه اليهم فحرفوا وبدلوا. ومنهم اليهود والنصارى. فالحمد لله على ذلك. ولهذا هذا القرآن محفوظ بحفظ الله هذا القرآن الذي تقرأه في المصحف هو الذي انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه زيادة حرف ولا نقص حرف بحفظ الله سبق ان ذكرنا ونذكر ما رواه القرطبي في تفسيره باسناده عند عن يحيى ابن اكثم عند هذه الاية قال كان للمأمون مجلس نظر فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب طيب الرائحة فاحسن الكلام والعبارة. واعجب الناس به. فلما تفرق الناس عن المأمون ناداه فقال له ااسرائيلي انت؟ قال نعم. قال الا تدخل في دين الاسلام واعطيك كذا واعطيك كذا واعطيك قال دين ابائي واجدادي لا اتركه فخلاه وبعد سنة حضر مرة اخرى لمجلس المأمون فتكلم عن الفقه فاحسن الحديث تكلم على اللغة فاحسن. فلما فرغ الناس قال انت صاحبنا؟ قال له انت صاحبنا بالامس؟ قال نعم قال ما الذي حصل لك؟ فقال اني لما خرجت من عندك قلت لامتحنن هذه الاديان اختبرها فعمدت الى التوراة فكتبتها وكنت امرا حسن الخط. فكتبت منها ثلاث نسخ. فزدت فيها ونقصت ثم ذهبت بها الى الكنيسة. الى الى المدراسة والبيع البيعة. مكان عبادة اليهود قال فاشتروها مني باغلى الاثمان. وطلبوا مني زيادة. قلت لو كان هذا حقا لما حصل هذا ثم عمدت الى الانجيل فكتبت منه ثلاث نسخ وزدت فيه ونقصت ثم جئت الى الكنيسة فاشتروه من باغلى الاثمان وقالوا زدنا منه. فقلت لو كان دينا حقا ما راجع هذا عليهم. قال ثم عمدت الى المصحف فكذبت فكتبت منه ثلاث نسخ. فدفعتها الى الوراقين. فنظروا فيه. الوراقين من هم البياعين اللي يبيعون في المكتبات بايع المكتبة يسمى وراق قال فنظر فيه الوراقون فرموه علي تبين لهم التحريف مباشرة. ما جاء الى العلماء ولا الى الحفاظ. فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل. قال جل وعلى وانا له لحافظون. اي لحافظون من ان يزاد فيه. او ينقص قال قتادة وثابت البناني حفظه الله من ان تزيد فيه الشياطين باطلا. او تنقص منه حقا. والصواب العموم ان الله حفظ هذا القرآن من ان يزاد فيها حفظه من الشياطين حفظه من الانس حفظه من كل احد. لا احد يستطيع ان يزيده او ينقص. وانا له حافظين لحافظون وهذا على ان الظمير له اي للقرآن. وجاء عن بعظ السلف ان الظمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم وانا له لحافظون وانا لرسولنا صلى الله عليه وسلم لحافظون. وهذا فلا شك فيه لكن يؤخذ من اية اخرى والله يعصمك من الناس لكن هذه الاية هي في القرآن. السياق يدل على هذا والاصل كبار السياق ولا يترك السياق او القول بظاهره الا لقرينه. او دليل خارجي بل السياق يدل على ان وانا لحافظون اي للقرآن. نعم شيع الاولين. وما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزء كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد سنة الاولين. ولو فتحنا عليهم بابا من السماء لقالوا انما صارون بل نحن قوم مسحورون. ولقد جعلنا في السماء ابروجا وزيناها للناظرين. وحفظناها من كل لشيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها وانبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين. ثم قال جل وعلا ولقد ارسلنا من قبلك في شيع الاولين. هذه الاية تسلية لرسول الله. صلى الله عليه واله وسلم عن تكذيب قومه له. فسلاه الله وبين ان هذه طريقة الامم السابقة مع من سبقك من انبيائنا فانهم حينما جاءوهم كذبوهم وابوا ان يؤمنوا بهم فلست باول الرسل ولست باول من يحصل له ذلك. فانت فاسوتك اسوتهم ولك بهم اسوة. ولقد ارسلنا من قبلك اي ارسلنا رسلا. من قبلك الازمنة الماضية في شيع الاولين. الشيع هي الجماعات. الشيعة هي الجماعة او الجماعات في شيع الاولين يعني في في جماعة الامم السابقة. ولهذا يقول الطبري قال امم في شيع الاولين قال في امم الاولين. واحدتها شيعة. وقال السمعاني الشيعة توهم القوم المجتمعة المتفقة كلمتهم. اذا يا نبينا قد ارسلنا من قبلك في امم ماضية في شيع الاولين في امم قد مضت من قبل. وهي امم كثيرة. ثم بين حالهم لما جاءتهم رسله فقال وما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤون. وما يأتي هؤلاء الشيع وهؤلاء الامم سابقة من رسول ارسلناه اليهم الا كانوا به يستهزؤون. كانوا تستهزئون به ويمكرون به ويكذبونه ولا يتبعونه فهذه حال الامم الكافرة السابقة فما يحصل لك من قومك من استهزائهم بك وتكذيبهم لك هذا ديدن الامم التي قبلهم وقد انتقمنا منهم. وسنفعل وذلك بهؤلاء ان لم يؤمنوا. ولهذا قال جل وعلا كذلك نسلكه كذلك اسلكه في قلوب المجرمين. كذلك اي كما فعلنا في الكفار السابقين كما فعلنا في الكفار السابقين نفعل في كفار قريش كذلك نسلكه في قلوب المجرمين اي ندخله في قلوب المجرمين. اي كذلك نسلك اي ندخل الكفر والتكذيب في قلوب المجرمين الذين بلغوا الغاية في الاجرام والاعراض عن الحق والاستهزاء بالرسل. واتباعهم لا يؤمنون به. نسلكه وندخله في اي ندخل التكذيب والكفر في قلوب المراد هنا ندخل في قلوب قريش. لانه قال كذلك اي كما سلكنا التكذيب والكفر في وبالامم السابقة كذلك نسلكه وندخله في قلوب هؤلاء المجرمين وعبر عنهم بالاجرام لبيان عظيم جرمهم واثمهم بهم وذنبهم ثم قال لا يؤمنون به. يعني فلا يؤمنون به. نسلك الكفر والتكذيب في قلوبهم فيكذبون بالقرآن ويكفرون به فلا يؤمنون به ابدا. قال وقد خلت سنة الاولين. قالت اي مضت سنة الاولين الامم السابقة شيع الاولين. مظت سنتهم وهي التكذيب والاستهزاء. وعدل وعدم الايمان بالحق وعدم الرجوع اليه بعد قيام الحجة عليه. قال جل وعلا ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون. يقول يا نبينا لو فتحنا لقريش لهؤلاء كفار قريش لهؤلاء المجرمين بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون يعني فصاروا يعرجون يصعدون فيه حتى يتبين لهم الامر ويتبين لهم حقيقة الامر امر لقالوا انما سكرت ابصارنا. يعني هؤلاء لا يؤمنون. حتى يا نبينا لا تحزن ولا يضيق صدرك بهم. فانا لو فتحنا لهم بابا الى السماء وظلوا صاروا وعرجوا فيه وصعدوا لقالوا حينما يرون ما يدل على صدقك وصدق الذي جئت به لقالوا انما سكرت ابصارنا وسكرت فيها قراءتان. قرأ ابن كثير سكرت بتخفيف الكاف اي حبست ابصارنا سكرت اي حبست وقرأ الجمهور ومعناها يعني قرأ الباقون بالتشديد تشديد الكاف اي غشيت وغطيت وسدت. قال مجاهد وابن كثير. والظحاك سدت ابصارنا وقال اعتاد عن ابن عباس اخذت ابصارنا وقال العوفي عن ابن عباس شبه علينا وانما سحرنا وقال الكلبي عميت ارنا الى غير ذلك. اذا هذا معناها. اذا لو فتحنا لهم بابا الى السماء وصعدوا فيه عرجوا من خلاله. ورأوا ما يدل على صدقك لقالوا انما سكرت ابصارنا سكرت غطي علينا غطيت ابصارنا سدت اعميت لبس علينا لقالوا ان ما سكرت ابصارنا بل هم قوم بل نحن قوم مسحورون. ثم قالوا بل اظربوا عن عن تغطية الابصار. قالوا نحن غطت ابصارهم فاضربوا عن هذا قالوا لان قوم مسحورون لانه سحرنا محمد. ولحقنا السحر. فالذي نراه لا نؤمن به لا نصدق به لان سحرنا وغطي على ابصارنا فهذا الذي نراه ليس بحقيقة. اذا لا حيلة فيهم والله انهم يعرفون انه رسول الله. صلى الله عليه وسلم. وقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر وما فيه بيان وما فيه ايضاح حتى استيقنتها انفسهم وقلوبهم لكنهم كفروا عن وعن بصيرة. نسأل الله العافية والسلامة. ولهذا يا اخوان الانسان يحمد الله على نعمة الهداية ويسأل الله المزيد منه. كما ارشدنا الله جل وعلا. نقرأ سورة الفاتحة في الصلوات الخمس سبع عشرة مرة الصلوات الخمس عد ركعاتها. كلها تقول اهدنا الصراط المستقيم. وفي اخره تقول امين اللهم استجب واذا كان الانسان يصلي النوافل قد يصل الى خمسين مرة في اليوم. يسأل الله ان يهديه. ان يرشده الى الصراط المستقيم سقيم وان يوفقه للعمل به. ثم قال جل وعلا ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين. وحفظناها من كل شيطان رجيم يخبر جل وعلا انه جعل في السماء بروجا والبروج قيل هي الكواكب الكبار. النجوم الكبار. وهذا مروي عن ابن عباس وغيره. واستدلوا لهذا بقوله وعلا تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. فبين ان ان البروج غير الشمس والقمر. وقال الطبري البروج هنا هي منازل الشمس والقمر وهي كواكب ينزلها الشمس والقمر. وهذا يقول وبعض الفلكيين يقولون ان القمر والشمس لها منازل. وهناك نجوم كواكب في ينزل القمر كل ثلاثة عشر ليلة ينزل منزلة. وكل منزلة يظهر فيها كوكب او برج ولهذا بناء على هذا القول يكون القولان بمعنى واحد من قال هي الكواكب او قال هي منازل والقمر القول مؤداة واحد. لان هي الكواكب والشمس والقمر كل فترة معينة تنزل منزلا يظهر فيه كوكب ويتبين فيه كوكب يكون القولان مؤداهما واحدا. يقول جل وعلا ولقد جعلنا في السماء بروجا اي كواكب وزيناها للناظرين. زيناها اي جملناها للناظرين من ينظر. كما قال جل وعلا ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح لكن كثير من الناس لا يدرك هذا الان مع وجود الكهرباء والاضواء لكن لو خرج الى البرية في مكان ليس فيه ينبهر ويسلب لبه من جمال السماء. وجمال النجوم فيها. وكثرة النجوم والكواكب. شيء لا يملك الانسان امامه الا ان يقول سبحان من خلقها وسبحان من زينها جل وعلا ولهذا قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث كما في البخاري خلق الله النجوم لهذه ثلاث لي ثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها او يقتدى بها فقط. فمن بغى فيها؟ فمن ادعى فيها غير ذلك فقد اضاع نصيبه. او او كما قال رحمه الله بعضهم يقول النجوم تستدل بها على اشياء مات عظيم. ولد عظيم. نجم كذا يأتي نجمه كذا يأتي بكذا هذا كله لا حقيقة له. خلق الله النجوم لثلاث كما نص عليها في القرآن. زينة للسماء كما في هذه الاية رجما للشياطين كما يقول في سورة تبارك الذي بيده الملك قال ولقد زين السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوم للشياطين وعلامات يؤتى بها وعلامات وبالنجم هم يهتدون. قال جل وعلا وحفظناها من كل شيطان رجيم حفظنا السماء. زينا السماء جعلنا فيها البروج والكواكب وزيناها لمن ينظر اليها وحفظناها من كل شيطان رجيم اشتري لا يستطيعون ان يصلوا السماء. ولا يمكن ان يصل ان الى السماء. نعم ان اردنا بالسماء العلو نعم. لكن السماء الدنيا لا يمكن ان يصلوا اليها. ولو وصلوا لا يمكن ان يدخلوا. لماذا؟ لانه بين الارض وبين السماء الدنيا مسيرة خمس مئة عام ولان جبريل عليه السلام لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم الى السماء مع جبريل لما السماء الدنيا جبريل افضل الملائكة يستأذن. فاستأذن فقالوا من؟ قال جبريل قالوا معك احد؟ قال معي محمد. قالوا اذن له؟ قال قال اذن له. ففتحوا له. افضل الملائكة وافضل الرسل عليهم الصلاة والسلام ما يستطيعون ان يدخلوا السماء لما وصلوا اليها الا بعد ان اذن لهم. فكيف بغيرهم؟ لا يمكن. ان يصل الى السماء. اذا يقول جل وعلا وحفظناها من كل شيطان رجيم. ومعنى رجيم يعني مرجوم مبعد. من رحمة الله. لا يصلون اليها. محفوظة بحفظ الله. لا يصلون اليها ثم قال الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين. الا هنا استثناء منقطع. وتقدير الكلام لكن من اشترق السمع فاتبعه شهاب مبين. واشتراق السمع يكونون في السماء لكن لا يصلون للسماء محروسة السماء الدنيا ما يصلون اليها. لكن تنزل الملائكة كما جاء في الحديث ان الملائكة تنزل بالامر من امر الله في اثناء نزولهم يتكلم بعضهم فتخطف الشياطين بعض الشيء. ما هو من السماء ما وصلوا الى السماء ولا يستطيعون لكن والملائكة نازلون الى الارض يخطفون منهم الكلمة فاحيانا يضربون بالشهاب فلا يبقى منهم احد يموتون جميعا. واحيانا يضرب الشاة ويبقى منهم الواحد وتكون الكلمة قد بلغته. فيلقيها في اذنه الكاهن فيكذب مع الكاهن مائة كذبة. فيصدقه الناس بمئة كذبة مقابل كلمة حق واحد ايه ده! وقد جاء في حديث عائشة في الصحيح انها قالت ان الشياطين يركب بعضهم فوق بعض. قال سفيان رأوا الحديث حرفها وبدد حرفها يعني الاصل ان اليد هكذا فحرفها سفيان وبدد فرق بين اصابعه يعني الشياطين هكذا بعضهم فوق بعض يركب بعضهم فوق بعض. فيسمعون الكلمة من الملائكة وهم نازلون. لا يصلون الى سماء الدنيا لكن في السماء فيخطف هنا يخطف الكلمة الاعلى ثم يلقيها الى الاسفل الى من هو اسفل فربما رجموا افهلكوا جميعا وربما لا يعني يصيبهم شئاب الا وقد يعني بلغت الاسفل فيبقى منهم نحوه فيبلغ هذه الكلمة. لكن لما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم حرست السماء تماما. حتى سماء الدنيا ما هناك احد يختطف شيء ابدا. حتى في السماء القريب. ولهذا من السنة اذا قال المؤذن اشهد ان رسول الله الثانية ان يقول وانا اشهد رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا لانه جاء عند ابي داوود والنسائي وغيرهم بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قال اذا قال المؤذن في التشهد قال وانا اشهد واشهد ان لا اله التشهد في اربع جمل اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله فثبت عنه انه احيانا يقول وانا اشهد رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وثبت عنه احيانا انه يقول وانا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا الى اخر الحديث وثبت عنه احيانا انه يقول وانا وانا يعني وانا اشهد والجمهور يقولون وهذا القول قال به جمع من اهل العلم من المتقدمين والمتأخرين وممن قال بهم المعاصرين شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله وشيخنا الشيخ ابن عثيمين وغيرهم من اهل العلم والجمهور يقولون لا انما تقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا بعد بعد الاذان. لكن الحديث جاء بعد التشهد اهل القرآن اخر الاذان ما هو تشهد تهليل لا اله الا الله فالتشهد اخره اشهد ان محمدا رسول الله الثانية وايضا من السنة اذا انتهى المؤذن من الاذان السنة ان تقول مثل ما يقول الا في الحيعلتين حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فقل لا حول ولا قوة الا بالله. واذا انتهى اخر الاذان قال لا اله الا الله تقول لا اله الا الله. ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمد الوسيلة والفضيلة الى اخر الدعاء والدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قولوا مثل ما يقول المؤذن ثم صلوا علي هكذا نص الحديث ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها منزلة لا تنبغي ان تكون الا لعبد واحد وارجو ان اكون انا هو كذلك صلى الله عليه واله وسلم. اه نعود الى اه درسنا اه الله جل وعلا يقول ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم. فالسماء محفوظة لا تصلوا اليه الشياطين لكن الشياطين يطيرون في الهواء في السماء فيما علانا ولا يصلون الى السماء الدنيا وانما في الجو ولكن لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم منعوا من هذا كما قال جل وعلا عن الجن انا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا فلما بعث الله نبيه منعوا حتى السماء القريبة ما يستطيعون يصلون اليها وهذا من حفظ الله عز وجل لهذا القرآن ولهذا يقول جمع من المفسرين انهم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي رجعوا الى ما كانوا عليه يسترقون من السماء لكن ما يصيرون السماء الدنيا. ولهذا اذا خرجت في البرية ترى الكواكب تسقط الرجوم ترجم الشياطين لانهم يسترقون الان فقد يسرقون شيئا من الكلام تنزل به الملائكة لكن لا يستطيعون ان يصلونا الى السماء قال جل وعلا الا من استرق السماء فاتبعه شهاب مبين. اتبعوا شهاب مبين فيقظي عليه وهذا كما قال جل وعلا الا من خطف الخطفة فاتبعه شاب ثاقب وهذا من حفظ الله عز وجل لدينه. قال جل وعلا والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شيء موزون يعددوا نعمه جل وعلا هذا لان الخطاب مع قوم كفار هذا توحيد الربوبية الخلق لانهم يقرون بهذا ويرونه بام اعينهم لا ينكرونه. ما يقرون بالكتاب والسنة لكن يقرون بالحجج العقلية والدلائل والايات التي يرونها والارض مددناها اي بسطناها ووسعناها فهي ارض واسعة جل وعلا قال والقينا فيها رواسي جعلنا في هذه الجبال رواسي جعلنا في هذه الارض رواسب الجبال اوتاد رواسي ترسيها تثبتها وهذا من فضل الله علينا يا اخوان حتى يقول بعض المتكلمين في هذه الامور يقول ان الذي تراه من الجبال الان ما هو الا ثلث وثلثه داخل الارض قدر ما ترى مرتين يكون في الارض فهي ثابتة رواسي للارض والله اعلم