اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها وانبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين خزائنه وما ننزل الا بقدر معلوم وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه فاسقيناكموه وما انتم له بخازنين الوارثون ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين وان ربك هو يحشرهم انه حكيم عظيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في هذه الايات المباركات من سورة الحجر والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شيء موزون وهذه الاية قد سبقها جملة من الايات التي يبين الله فيها عظمته وقدرته فقبلها قوله جل وعلا ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين فبين الله جل وعلا انه جعل في السماء بروجا وهي الكواكب الكبار او منازل الشمس والقمر على ما مر بالامس وان مؤدى القولين واحد وزيناها للناظرين لمن نظر فيها بسبب ما فيها من الكواكب التي هي زينة للسماء وحفظناها من كل شيطان رجيم اي حفظناها فلا تصلوا اليه الشياطين والرجيم اي المرجوم المبعد فلا يصل الشياطين الى السماء بل هي محروسة محفوظة بحفظ الله قال الا من اشترق السمع والمراد به اولئك الجن الذين يركب بعضهم على بعض في السماء فيسمعون الكلمة من الملائكة يخطفها احدهم فيلقيها الى من تحته فربما اتى عليهم الشهاب جميعا وربما بقي منهم الواحد او يكون قد القاها الى الكاهن فيكذب معها مئة كذبة فيصدق ب مئة كذبة مع انه انما جاء بكلمة حق واحدة ثم قال جل وعلا والارض مددناها والقينا فيها رواسي ايضا يمتن على عباده انه مد لهم الارض ومعنى مددناها اي بسطناها ووسعناها والقينا فيها رواسي وهي الجبال وهذه ايضا من نعمة الله فان هذه الجبال تثبت الارض لئلا تضطرب ولا تتزلزل ولا تميد باهلها قال جل وعلا وانبتنا فيها من كل شيء موزون وانبتنا اي انبتنا في هذه الارض من كل شيء موزون قال ابن كثير اي معلوم وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وابو مالك ومجاهد والحكم والحسن بن والحسن وابو صالح وقتادة قالوا موزون اي معلوم وقال بعضهم موزون اي مقدر بقدر وقال ابن ابي زيد من كل شيء يوزن ويقدر بقدر والحاصل ان اقوال السلف تدل على ان معنى قوله جل وعلا موزون انه بعلم الله جل وعلا وانه بقدر مقدر لا يقع شيء هكذا وانما كل شيء بقدر وايضا مقداره وكثرته وعدده كل ذلك مقدر عند الله جل وعلا وهذا يدل على عظمته حيث انه انبت في الارض من كل شيء موزون فانبت فيها النباتات والاشجار التي لا تعد ولا تحصى وكل واحدة من هذه موزونة معلومة وبقدر معين انبتها الله جل وعلا وهذا كله يدل على عظم قدرته جل وعلا وعلى ان من كان كذلك هو الذي يجب ان يعبد ويخص بالعبادة سبحانه وتعالى قال جل وعلا وجعلنا لكم فيها معايش اي جعلنا يمتن الله عز وجل على خلقه بانه جعل لهم في هذه الارض معايش قال الطبري معاه يجتمع معيشة وهي ما يعيشون به من المطاعم والمشارب ونحوها فالله سبحانه وتعالى خلقنا على هذه الارض وثبت لنا هذه الارض ومدها وبسطها وانبت لنا فيها معايش نعيش بها من مأكل من مطعم او مشرب وهذه ايضا من نعمه علينا جل وعلا. لا نستطيع ان نأتي برزقنا بانفسنا لكن الله ينبته لنا والله جل وعلا هيأه لنا وانزل الماء فسقاه فنبت فاثمر فمن فعل بخلقه هكذا او فمن يفعل ذلك هو المستحق وان يعبد كل العباد بل كل الخلق من الانس والجن والبهائم والطير وغيرها الله هو الذي يرزقها تكفل برزقها جل وعلا فيجب ان يشكر على ذلك واعظم شكره توحيده وافراده بالعبادة وطاعته وعدم معصيته جل وعلا ومن لستم له برازقين اي وجعلنا في الارض من لستم له برازقين قال ابن جرير الطبري او قال مجاهد ومن لستم له برازقين هي الدواب والانعام يعني جعلنا لكم في الارض معائش تعيشون فيها مطاعم مشارب تأكلون تشربون وايضا جعلنا في الارض من مخلوقاتنا من لستم له برازقين فجعلنا فيها الدواب وجعلنا فيها الانعام وقال ابن جرير الطبري ومن لستم لهم ومن لستم له برازقين هم العبيد والاماء والدواب والانعام اذا الله جل وعلا جعل لنا معائشة في هذه الارض وايضا جعل مع عائشة وارزاق للدواب للانعام للخدم فهو الرزاق ذو القوة المتين جل وعلا كما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فالله جل وعلا لا يريد منا رزقا ولا يريد ان يتكثر بنا من قلة ولا يتعزز بنا من ذلة هو الغني عنا وعن عباداتنا بل يريد منا ان نعبده ابتلاء واختبارا والا هو ليس بحاجة الى عبادتنا لا تنفعه طاعتنا ولا تضره معصيتنا جل وعلا ومع ذلك تكفل لنا بالرزق قال رزقكم علي اعبدوني ورزقكم متكفل به. للمسلم والكافر للبر والفاجر للدواب للانعام لكل شيء سبحانه وتعالى. ثم نعم فاتنا شيء لم نشرحه وارسل الرياح الى واقع لو نبهتني وارسلنا الرياح لواقح بعد قوله جل وعلا وما ننزله الا بقدر معلوم قال جل وعلا وارسلنا الرياح لواقع الرياح قرأ حمزة وارسلنا الريح بالافراد وقرأها جمهور القراء الرياح وارسلنا الرياح لواقع ومعنى لواقع اي ارسلنا الرياح لتلقح السحاب ولتنقح النباتات قال ابن كثير وقوله وارسلنا الرياح لواقع اي تلقح السحاب فتدر ماء وتلقح الشجر فتنفتح عن اوراقها واكمامها وهذا امر معلوم كثير من النباتات الان جعلها الله عز وجل ذكرا جعل الله النباتات ذكرا وانثى جعلها زوجين فمنها ذكر ومنها انثى فيحتاج ان تلقح الانثى من الذكر. مثلا النخل يؤخذ من فحل النخل من طلعه ويوضع في طلعه النخلة فتلقح باذن الله عز وجل هذه الرياح التي تهب في الناس وربما بعض الناس يتضايق من الريح اذا هبت لها مصالح لا يعلمها الا الله فكم من النباتات تلقح بسبب هذه الريح تحمل من ذرات الفحل الى الانثى فتلقح باذن الله عز وجل وهذا امر معلوم من له عناية بالزراعة ومعرفة كثير من النباتات تلقح من غير ان يتدخل صاحبها فيها اذا الرياح لها فوائد لواقح تلقح السحاب باذن الله جل وعلا فيدر الماء وتسوقه الى حيث يشاء الله جل وعلا ثم يمطر وينزل منه المطر وكذلك ايضا تلقح الاشجار والنباتات مع ان هذه الرياح لا ترى بالعين المجردة ما تراها انت بعينك لكن لها منافع وفوائد لا يعلمها الا الله جل وعلا قال جل وعلا وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماء والسماء هو السحاب لان كل ما علاك فهو سماء هذا هذا السماء في لغة العرب كل ما علاك فهو سماع ولهذا جاء تسمية السحاب بالسماء لماذا لانه فوق الناس قال فانزلنا من السماء ماء يعني من السحاب ماء فاسقيناكموه تأملوا يا اخوان هذه النعم العظيمة والله لو منعنا الله اياها لهلكنا جميعا ينزل لنا ماء من السحاب وايضا يسقينا اياه فيجعله سائغا للشرب ليس مالحا ولا مرا ولا ضارا بل يجعله عذبا فراتا فيسقينا ويسقي دوابنا واشجارنا وزروعنا قال فاسقيناكموه وما انتم له بخازنين وما انتم له بخازنهم. قال بعض المفسرين اي ليست خزائنه عندكم وقال بعض المفسرين وما انتم له بخازنين قال بمانعين ولا دافعين وقال ابن كثير وهو الاظهر والله اعلم قال ويحتمل ان المراد وما انتم له بحافظين بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ونجعله معينا وينابيع في الارض ولو شاء الله لاغاره وذهب به ولكن من رحمته انزله وجعله عذبا وحفظه في العيون والابار والانهار وغير ذلك ليبقى لهم في طول السنة يشربون ويسقون انعامهم وزروعهم وثمارهم نعم يأتي الماء كثيرا ولكنه بعد فترة وجيزة يختفي لكن الله يحفظه لنا في الارظ فيحفر الناس الابار او تجري الانهار فينتفعون من هذا الماء والا لو نظر الانسان الى وقت نزول المطر ايام معدودة من السنة ليس كل ايام السنة تنزل بالمطر او ينزل فيها المطر ولكن الله ينزله في في بعض الاحيان ويحفظه لنا في الارظ ولو شاء ان يذهب في بطن الارض بعيدا بحيث لا نصل اليه لفعله جل وعلا فهذه كلها نعم من الله من انعم بهذه النعم علينا وجب علينا ان نعبده وحده لا شريك له وان نفرده بالعبادة والا نعصيه بل نشكره ونثني عليه الخير كله جل وعلا قال جل وعلا وان من شئنا وان من شيء الا عندنا خزائنه وان من شيء ان هنا قال وما انتم له بخازنين وان نعم نعم وان من شيء الا عندنا خزائنه نعم هذه بعد قوله جل وعلا وجعلنا لكم فيها معيشة ومن لستم له برازقين قال وان من شيء ان هنا يقول العلماء نافية ان هنا بمعنى ماء ومعنى الاية ولكنها تهيد التوكيد لها فائدة وهي افادة التوكيد ومعناه وما من شيء الا عندنا خزائنه قال ابن جرير الطبري المراد به المطر ما من شيء قال المراد به هنا المطر وذهب جمع من المفسرين منهم ابن كثير والشوكاني الى حمل الاية على العموم وهذا هو هو الظاهر والمعنى وان جميع الاشياء عند الله خزائنها لا يخرجها لا يخرج منها شيء الا باذنه جل وعلا وهذا هو الظاهر وان من شيء هذا لفظ يدل على العموم الا عندنا خزائنه والخزائن جمع خزانة وهي المكان الذي يحفظ فيه الاصل في الخزانة انها المكان الذي يحفظ فيه نفائس الامور او تحفظ به الاشياء الثمينة والمراد ان كل شيء عندنا خزائنه. وقيل الخزائن هنا المفاتح او المفاتيح والمعنى وان من شيء الا عندنا مفاتيح خزائنه لكن قال الطبري المراد به هنا المطر ويشهد لقول الطبري بل حكاه بل لم يحكي ابن جر الطبري غيره في تفسيره ما ذكر الا ان المراد هنا هو المطر ويشهد له قوله وما ننزله الا بقدر معلوم والصواب هو قول من قال ان الاية عامة فما من شيء الا عند الله خزائنه المطر وغير المطر والارزاق وكل شيء خزائنه عند الله وانما ينزله الله جل وعلا بقدر معلوم قال جل وعلا وارسلنا الرياح لواقع اي ارسلنا الرياح لاجل ان تقوم تلقيح السحاب فيجتمع فيه الماء فيدر السحاب وينزل منه المطر وكذلك الرياح تقوم بتلقيح الاشجار والنباتات وغيرها قال جل وعلا فانزلنا من السماء ماء وهو المطر انزلناه من السماء من السحاب ماء وهو المطر فاسقيناكموه اي جعلنا ذلك الماء سقيا لكم ولانعامكم ولزروعكم. وايظا جعله سائغا للشرب وللسقيا قال جل وعلا وما انتم له بخازنين قيل بمانعين وقيل اي ليست خزائنه عندكم عندكم والاظهر كما قال ابن كثير لستم له بخازنين اي لستم له له بحافظين فانتم لا تستطيعون حفظ هذا الماء ولكن الله جل وعلا يحفظه لكم فهو حينما ينزل المطر بعد مدة ينزل لكن الله حفظه في بطن الارض فحينما تحفرون الارض تجدونه او يجعله يجري في الانهار لتنتفعوا بها ثم قال جل وعلا وانا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون وانا لنحن نحيي ونميت بين جل وعلا انه هو الذي يحيي الخلق ويميتهم وانا لنحن نحيي ونميت. اذا الله جل وعلا هو الذي يحيي وهو الذي يميت قال ونحن ونحن الوارثون اي الذي نرث الارض ومن عليها فنحن نحييكم ونحيي المخلوقات ثم نميتها ثم نرث الارض كما قال جل وعلا في سورة مريم انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون وهذا يدل على كمال قدرته جل وعلا وان وانه يحيي الخلق ثم يميتهم جميعا فلا يبقى حي سواه وهو الوارث الباقي جل وعلا ثم بعد ذلك يبعثهم اذا جاء الاجل لاجل ان يجازيهم على اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر وان لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قد علمنا المستقدمين ادم ومن كان في زمانه وبعده وكذلك المستأخرين من يولدون ويأتون في اخر الزمان من البشر قد علمهم الله واحاط بهم علما واحصاهم عددا وهذا دليل انها على ان هذه السورة مكية لان الله يذكر من افعاله جل وعلا هذا هو توحيد الربوبية لان آآ الخطاب مع قوم كفار لا يؤمنون بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه واله وسلم ولهذا يقيم عليهم الحجج العقلية الدامغة لانهم يرون هذا ويعلمون ذلك من انفسهم فلا محيد عن الاقرار الا من ابى وتكبر وقام بعد قيام الحجة عليه. يقول جل وعلا ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين. هذا هو الصحيح ان المراد المستقدمين من بني ادم والمستأخرين الذين سيأتون بعد ذلك فانه قد علمهم واحاط بهم علما خلقهم واوجدهم وقدر ارزاقهم واعمالهم واجالهم ولا يخفى عليه شيء من منهم جل وعلا. هذا هو الصحيح في تفسير الاية وهو مروي عن يعني جمع عن عكرمة هو مجاهد والظحاك وقتادة والشعبي ومحمد بن كعب وغيرهم واختاره ابن جرير وقبلهم قال قاله ابن عباس قال المستقدمون كل من هلك من لدن ادم عليه السلام والمستأخرون من هو حي ومن سيأتي الى يوم القيامة اورد ابن جرير آآ اثرا عن عن مروان ابن الحكم قال كان اناس يستأخرون في الصفوف من اجل النساء فانزل الله ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين واورد له طريق ايضا عن ابن عباس قال كانت تصلي او قال كانت يعني الناس تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم او كانت تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم امرأة قال ابن عباس لا والله ان رأيت مثلها قط وكان بعض المسلمين اذا صلوا استقدموا يعني لئلا يروها وبعضهم يستغفرون فاذا سجدوا ذو نظره اليها من تحت ايديهم فانزل الله ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين اه هذا الاثر لا يصح ولا يجوز ان يقال بصحته وممن نص على نكارته وضعفه الحافظ ابن كثير في تفسيره فانه قال وهذا الحديث فيه نكارة شديدة وقال ايضا ورواه الترمذي قال وكذا رواه احمد وابن ابي حاتم في تفسيره ورواه الترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننهما وابن ماجة من طرق عن نوح عن نوح ابن قيس الحداني وقد وثقه احمد وابو دواء وغيرهما وابو داوود وغيرهما وحكى وحكي عن ابن معين تضعيفه ثم قال وهذا الحديث فيه نكارة شديدة وقد رواه عبدالرزاق عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك وهو النكري انه سمع ابا الجوزاء يقول في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم قال في الصفوف في الصلاة والمستأخرين ثم قال فالظاهر انه من كلام ابي الجوزاء فقط وليس فيه لابن عباس ذكر وقال الترمذي هذا اشبه من رواية نوح ابن قيس والله اعلم الحديث ايضا فيه فيه مع ضع في بعض الرواة فيه ايضا نكارة في المتن في نكارة في المتن لانه يقول ان الصحابة بعضهم يتأخر في الصفوف المتأخرة حتى اذا سجد ينظر الى هذه المرأة الجميلة وهذه هذا طعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم اهل العلم والايمان هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه هم الذين قالوا سمعنا واطعنا هم الذين استجابوا لله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم هم الذين يقفون عند حدود الله فمثل هذا لا يليق بهم حتى لو قيل بصحة سند فان المتن فيه نكارة بينة وظاهرة ولا يصح مرفوعا لكنه مرسل ورد مرسلا والمرسل من انواع الضعيف اضف الى ذلك الى ضعف بعض رواته اضف الى ذلك نكارة المتن ولهذا حسنه بعض اهل العلم فلا يلتفت الى تحسينهم يعني لو حسنه بعض اهل العلم مع جلالة قدرهم ومقامهم ولكن كل يؤخذ من قوله ويرد الا النبي صلى الله عليه واله وسلم وان حسنه بعضهم وقد ضعفه اخرون وهم اكثر وذكروا حجتهم فهذا الحديث لا يصح ولا يجوز ان يعتقده المسلم ان هو سبب نزول هذه الاية ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ان سبب ذلك تأخر بعض الصحابة في الصفوف من اجل ان ينظروا الى امرأة في صف النساء كانت جميلة هذا لا يليق ولا يجوز لضعف السند ولنكارة المتن. وان كان اه الالباني رحمه الله قد حسن هذا واظن ايضا حسنه احمد شاكر لكن كل يؤخذ من قوله ويرد. فالصواب ان الله يخبر جل وعلا عن علمه المحيط بمن تقدم من الخلق ومن من هم احياء وممن سيأتي بعد ذلك فالله عليم بهم وباعمالهم وباقدارهم وباجالهم وبمنازلهم في الاخرة قد احاط بهم علما وهذا يدل وعلى عظمته وقدرته ومن كان كذلك وجب ان يفرد وان يخص بالعبادة دون من سواه. قال جل وعلا وان ربك هو يحشرهم انه حكيم عليم وهذا يدل على ان المراد به هنا من ان المراد به بني ادم ادم ومن بعده الى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة لانه قال بعد ذلك وان ربك هو يحشرهم يوم انه عليم حكيم. يحشرهم يعني يجمعهم للحشر. يحشرهم يجمعهم المجازاة على الاعمال فتقدم من تقدم ومات من مات وسيأتي متأخرون ثم يموتون الله جل وعلا عليم بهم قد احاط بهم علما ثم يوم القيامة يحشرهم ان يجمعهم يبعثهم ويحييهم ويجمعهم في ارض واحدة ثم يجازي كل عامل بعمله انه حكيم عليم فهو حكيم جل وعلا في احكامه وفي شرعه وفي قدره وفي افعاله وهو ايضا عليم قد احاط علمه بكل شيء وهذا فيه بيان ان الجميع سيحشرون الى الله وان الله لا يعجزه كثرة الخلق وعدد الخلق فيحظرهم ويجمعهم ويجازيهم وهو سريع الحساب فهذا مما يؤيد ان الاية عامة وانها ليست خاصة بالصحابة كما ذكر عن بعضهم. نعم ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون خلقناه من قبل من نار السموم واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشر من صلصال من حمإ مسنون فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين لدى الملائكة كلهم اجمعون. الا ابليس ابى ان يكون مع الساجدين قال يا ابليس ما لك الا تكون مع الساجدين قال لم اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ نون قال فاخرج منها فانك رجيم. وان عليك اللعنة الى يوم ام الدين. قال ربي فانظرني الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين. الى يوم الوقت المعلوم لازينن لهم في الارض الا عبادك منهم المخلصين. قال هذا صراط علي مستقيم ميم ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاويين. وان جهنم لموعدهم اجمعين لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم ثم قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون ولقد خلقنا الانسان والمراد اصل الناس وهو ادم عليه السلام فان الله جل وعلا قد خلقه من تراب وهنا قال ولقد خلقنا الانسان من صلصال الصلصال هو الطين اليابس الذي اذا نقرته صلى يعني احدث صوتا فالمراد بالصلصال هنا اي الطين اليابس كما قال جل وعلا خلق خلق الانسان من صلصال كالفخار مثل الفخار الفخار معروف اذا المراد بالصلصال هنا هو الطين اليابس خلق الانسان من صلصال من حمى الحمى هو الطين الاسود وهذا معروف على اطراف الانهار والبحار وغيرها اذا غصت في الطين واخرجته تجد في ثناياه شيء اسود وايظا له رائحة وهي قوله مسنون فان الله خلق ادم من طين من طين اسود وكان منتن الريح ثم صار بعد ذلك صلصالا اي طينا يابسة هذا يشير الى مراحل خلق ادم من التراب جاءت ايات بالاجمال من تراب وهنا جاء ما يدل على التفصيل فهو خلقه من طين لازم وهو الطين اللين الذي يكون قد اسود وايظا مسنون له رائحة منتنة ثم بعد ذلك يبس فصار صلصالا اي طينا يابسا مثل الفخار هذه مراحل خلق ادم والمراد به ادم واما الذرية فانهم مخلوقون مما ان دافق لكن اصلهم وهو ادم خلقه الله جل وعلا من تراب من طين لازم من صلصال كالفخار والا النسل مخلوقون من ماء دافئ كما جاء في الايات قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون ثم قال والجان خلقناه من قبل من نار السموم اخبر عن خلق ادم ومن اي شيء خلق ادم ثم اخبر ايضا عن خلق الجان واخبر ايضا ان الجان قبل الانس لانه قال والجان خلقناه من قبل ولهذا قوله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فيه مراعاة الزمن فالجن قبل الانس مخلوقون قبلهم واوجدهم الله قبلهم وهذا الدليل والجان خلقناه من قبل يعني من قبل خلق ادم ويدل عليه ايضا ان الله عز وجل لما خلق ادم ونفخ فيه من روحه امر الملائكة ان يسجدون فابى ابليس ان يسجد وابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه فالجن قبل الانس ولا شك على هذه الارض او وجودهم قبل وجود الانس. قال جل وعلا والجان خلقناهم من قبل اي من قبل خلق ادم او خلق الانسان من نار السموم من نار السموم آآ نعم السموم فيها عدة اقوال نشير اليه ونبين الراجح فقال ابن عباس من نار السموم قال هي السموم التي تقتل السموم هي التي تقتل وقال السمعاني هي ريح تدخل في مسام الانسان فتقتله وقال بعضهم السموم بالليل والنهار يعني السمام السموم يكون ليلا ويكون نهارا. وقال بعضهم السموم يكون بالنهار وقال اخرون ومنهم الظحاك السموم هنا المراد به لهب النار المراد به لهبوا النار وهذا هو الصحيح هذا هو الصحيح ان المراد به لهبوا النار والدليل على هذا قوله جل وعلا وخلق الجان من مارج من نار هذا هو لهب النار الذي يكون في اعلاها لما تتوقد النار هذا هو المارج الذي يمرج من النار يخرج اعلى اعلى اللهب والجنة خلقناه وخلق نعم وخلق الجنة من مارج من نار و قيل ان المارج ايظا هو ما اختلط بعظه ببعظ يكون احمر ويكون اخضر هذا الذي يخرج في اعلى سنة النار ولهبها فمنه خلق الله عز وجل الجن فالسموم هنا من مارس من نار السموم هنا وصف للنار سموم وصف للنار اه بل هو من اسمائها كما قال جل وعلا في اية اخرى فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم عذاب النار وجاء في الحديث الذي في الصحيح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال خلقت الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم والحديث في مسلم وغيره حديث صحيح اذا والجان خلقناه من قبل والجانة خلقناه من قبل ومن نار السموم اي خلقنا الجان او خلقنا الجن واصل الجن من لها بالنار لها بالنار ووهج النار الذي يخرج منها يختلط لونه مرة يكون احمر ومرة يكون اخضر او يختلط اللونان فالحاصل انه ان الجان مخلوق من النار من لهب النار فقوله من نار السموم يعني كما في الحديث يعني انه خلق من نار خلق ادم من تراب وخلق خلقت الملائكة من نور وخلق الشيطان من نار كما جاء في اية اخرى خلقتني من نار وخلقته من طين فنار السموم هنا المراد بها النار انه خلقه من النار السموم المعروفة بحرها وشدة حرارتها وخلقه ايضا من المارج منها. وهو لهبها او اعلى لها بها. الذي يتلهب ويخرج منها كما تراه حينما توقد النار ثم قال جل وعلا واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون. واذ اي واذكر حين او فقال ربك جل وعلا للملائكة اني خالق بشرا من سلطان من حمأ مسنون. وقد مر الكلام عليه في اول سورة البقرة. واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة الايات فالله عز وجل قال لملائكته اني خالق بشر وهو ادم وذريته من صلصال من حمأ مسنون من طين يابس وهذا الطين كان اصله طين لازب طين لين ذو رائحة آآ اني اني خالق بشر من صلصال من حمائم مسنون فاذا سويته ونفخت فيه من روحه فقعوا له ساجدين قال الطبري فاذا سويت خلقه وعدلت صورته ونفخت فيه من روحي الروح جسم لطيف يحيا به الانسان واضافته هنا من باب اضافته الى الله جل وعلا اضافة تشريف اضافة تشريف فجعل الله فيه الروح ونفخ فيه الروح التي حي بها وصار حيا يتكلم ويسمع ويعقل ونفخت فيه من روحه فقعوا له ساجدين تقع من الوقوع يأمرهم بالوقوع وهو الخرور على الارض والسقوط على الارض سجودا لادم وقد جاء ذلك صريحا ويذكرون الملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس وهذا السجود لبيان فضل ادم ولبيان مقامه ولتشريفه ولهذا ابى عدو الله ابليس من السجود لادم قال جل وعلا فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس الا ابليس ابى ان يكون مع الساجدين مر معنا الكلام مطول على هذا هل الاستثناء هنا متصل او منقطع فمن العلماء من قال الاستثناء متصل وهذا يرد عليه اشكال ان الاتصال يقتضي ان ما بعد الا من جنس ما قبلها وابليس ليس من جنسي الملائكة بل هو من الجن كما قال جل وعلا في سورة الكهف واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه فالله بين انه من الجن ما هو من الملائكة فبناء على هذا لو كل الاستثناء متصل يرد اشكال فكأن ابليس من الملائكة لكن قالوا لا الاستثناء هنا ليس من باب انهم من جنسهم لكن لما عبد الله معهم وصار منهم بينهم جعله الله من الملائكة وهذا من باب التغليب من باب التغليب دائما الحكم يطلق على الاعم الاغلب وقال بعض المفسرين وهو الاظهر والله اعلم قالوا الاستثناؤنا منقطع والمعنى لكن ابليس لكن ابليس ابى لانه ليس من جنس اه الملائكة الا ابليس ابى ان يكون مع الساجدين رفض عدو الله واستكبر قال الله له يا ابليس ما لك الا تكون مع الساجدين ما الذي يمنعك ان تسجد لادم وتطيع امري قال لم اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون. لم اكن لاسجد لن اسجد ولا اسجد لبشر هو اقل مني شأنا لانك خلقته من تراب من صلصال من حمئ مسنون من طين يابس واصله طين مخلوط بالماء ذو رائحة واغتر باصله وظن عدو الله ان النار افظل من التراب وقد عقد ابن القيم رحمه الله في بعض مؤلفاته مقارنة لبيان فضل التراب على النار واوردوا وجوها عديدة تبين فضل التراب على النار وهو عدو الله اغتر وظن ان النار افظل. ولهذا قال انا مخلوق من نار فكيف اسجد لمخلوق من طين ومن تراب وهذا لانه متكبر لانه كافر جاحد والا الملائكة الذين هم مخلوقون من نور والنور افضل من التراب بلا شك سجدوا اجمعين سيدوه كلهم وما تأخروا في ذلك فدل على انه في نفسه كبر ولهذا اول ذنب عصي الله به الكبر ويقال الحسد وكلاهما صحيح قال لم اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون قال فاخرج منها فانك رجيم فاخرج منها اي من الجنة لان الجنة في اول وقتها كانت دار تكليف في اول الامر لكن لما اخرج ادم منها وابليس صارت بعد ذلك دار جزاء من يدخلها ليس بمكلف بالعبادة لا يمنع من شجرة ولا من غيرها وانما هي دار جزاء ونعيم ولهذا قال جل وعلا فاخرج منها فاخرج يا ابليس من الجنة فانك رجيم اي مرجوم مشتوم وقال قتادة ملعون وهو المبعد وقال الشيخ السعدي رحمه الله اي مطرود مبعد من كل خير فانك رجيم فعلم معنى مفعول رجيم بمعنى مرجوم يعني مبعد اخرج من الجنة مبعد من كل خير. مطرود ملعون لانه عصى ربه جل وعلا. قال جل وعلا وان عليك اللعنة الى يوم الدين وان عليك اللعنة اي لعنتي وهو طرده وابعاده من رحمة الله وقال السعدي ايضا وان عليك اللعنة قال اي الذم والعيب والبعد عن رحمة الله. الى يوم الدين الى يوم الجزاء والحساب وهذا دليل انه سيبقى كافرا ويموت على الكفر وان الله قد حرم عليه الجنة عدو الله بسبب معصيته لربه واستكباره قال وان عليك اللعنة الى يوم الدين قال ربي فانظرني الى يوم يبعثون لما رأى انه طرد وحرم من الجنة وانه قد شقي طلب من الله ان ينظره ان يمهله ومعنى انظرني يعني امهلني او اخر في اجلي ولا تهلكني انظرني الى يوم يبعثون اي الى يوم البعث الى قيام الساعة الى وقت معلوم يأتيه الموت ويموت عدو الله قال قال فانك من المنظرين انك من الممهلين من المؤجلين ما تموت الان يمد في عمرك الى قيام الساعة الى يوم الوقت المعلوم فانك من المنظرين يعني من الممهلين المؤجلين الى يوم الوقت المعلوم اي الى مجيء يوم القيامة وهو الوقت المعلوم عند الله جل وعلا وهو وقت قيام الساعة او ان المراد بالوقت المعلوم الاجل الذي اجله الله له في اخر الزمان يعني قرب قيام الساعة يموت ثم يبعثه الله مع من يبعث او يبعثه الله مع الخلق ويجازيه على عمله. وهنا فائدة يا اخوان يقول سفيان ابن عيينة لا يمنعن احدكم من الدعاء ما يعلمه من نفسه فان الله اجاب دعاء ابليس لما قال وانظرني الى يوم يبعثون هذه لطيفة حقيقة احيانا الشيطان او الشيطان يأتي الانسان ويوقعه في المعاصي ثم اذا اراد ان يتوب يأتيه يقول كيف يتوب الله عليك انت مجرم انت فعلت فعلت فعلت وهذا قد ذكره لي بعضهم قلت له يا اخي الله يقبل التوبة يغفر الذنوب جميعا. قال لكن انا فعلت في شيء ما فعله احد شف يأتي يأسه اولا يوقعه الذنوب والمعاصي ثم بعد ذلك يأتيه وييأسه من التوبة مهما عملت من الذنوب والاجرام والمعاصي اياك ان تيأس من رحمة الله وتقول كيف انا ادعو الله وانا عاصي له ادع الله مهما كان عندك من ذنب تب اليه وارجع اليه وادعه وابشر فان الله استجاب دعاء شر خلقه ابليس لما ابى وعصى وتكبر وطرد من الجنة سأل الله ان ينظره فاستجاب الله دعاءه فانظره الى الى يوم الوقت المعلوم وهذا فيه يعني كما قلت لطيفة مهما كنت عاصي اياك ان يأتيك الشيطان ويقول لك لا تدعو انت انت بعيد عن الله. تسمع من بعضهم يقول ادعوا ادعوا الله لي تقول وانت ليش ما تدعو لنفسك قل لها انا الله المستعان لا تيأس الله جل وعلا يفرح بتوبتك وهو الذي امرك بدعائه واسألوا الله من فضله واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان وتعلق بالله في كل امورك. وهذا عنوان السعادة للمرء اذا كان متعلقا بالله دعائه وطلبه واستغفاره وخوفه ورجائه قال جل وعلا قال ربي بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين قال ابليس بعد ان انظره الله الى يوم الوقت المعلوم قال ربي بما اغويتني قيل ان الباء هنا للقسم ومعناه قال ربي اقسم باغوائك لي اقسم او اهله باغوائك لي وقيل ان الباء هنا ليست للقسم وانما هي للسببية كأن ابن كثير يميل الى هذا كانه يقول قال ربي بسبب اغوائك لي لازينن لبني ادم الدنيا والاغواء على كل حال اقسم عدو الله ابليس بين يدي الله على ان يحتنك ذرية ادم وان يغويهم وان يصدهم الا عباد الله المخلصين يا عباد الله هذا عدو ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فكيف تطيع عدوك الذي اقسم بين يدي ربك على اظلالك واغوائك وصدك عن السبيل المستقيم كيف تتخذه وليا كيف تطيعه تطيعه وتتبعه وهو بهذه العداوة قال ربي بما اغويتني وللغاية عن الاظلال بما اظللتني و الاغوة قالوا هو ايقاع الغي في القلب اي فيما اوقعت في قلبي من الغي والعناد والاستكبار لكن هذا لا حجة له فيه هذا وان كان قد قضاه الله وقدره لكنه لكن الله لم يؤاخذه بما كتب وقدر حتى خلقه واوجده وامره ونهاه فعصى واختار طريق الضلال بنفسه وابى السجود فجزاؤه بناء على عمله لانه ليس لاحد لاحد ان يحتج على الله. ليس لعاص يحتج على الله لانه ما يدري هل كتب الله عليه هذا ام لا الا بعد وقوعه فهو يختار انت تلاحظ نفسك الان الاعمال تقدم عليها باختيارك ولهذا قال العلماء ان الانسان اذا اكره على شيء لا يؤاخذ عليه كما قال جل وعلا الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان لكن يقدم الانسان على المعصية باختياره ورغبته وسعيه اليها. ومع ذلك يقول الله الذي اغواني الله قد كتب ذلك عليك لكن نهاك عن المعصية واعطاك الات ومكنك وجعل لك اختيار وجعل لك حرية وجعل لك ارادة فانت تفعل الشيء بناء على اختيارك. ولهذا الله جل وعلا لا يعذب العباد بعلمه السابق يقول الله جل وعلا قال ربي بما اغويتني اي بما اظللتني ووقتني بالغي وكان هذا بسبب فعل ابليس حيث انه عصى ربه وغوى واختيار نفسه واقدامه على ذلك قال لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين لازينن لهم يعني لاحسنن لهم الدنيا في الارض لان بني ادم في الارض لازينن لهم آآ الدنيا ولا ازين لهم الذنوب والمعاصي ايضا لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين فازين لهم الذنوب والمعاصي واوقعهم في الغواية والضلال والصد عن السبيل المستقيم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين الا عبادك منهم مخلصين لا سبيل لي عليهم وقد قرأ نافع وحمزة وعاصم الكساء المخلصين بفتح اللام اي الله اخلصهم وقرأ الباقون المخلصين اي انهم اخلصوا عبادتهم لله جل وعلا والقراءتان لا يختلف المعنى اختلافا كبيرا فالمخلصين لله الله الذي اخلصهم وجعلهم يخلصون ومن عليهم بالاخلاص جل وعلا فهذا دليل يا اخوان ان الاخلاص لله هو اعظم اسباب النجاة من اغواء الشيطان لانه قال لاغوينهم اجمعين الا عبادك المخلصين هؤلاء لا سبيل له عليهم قال جل وعلا الا عبادك منهم المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم هذا صراط اي مستقيم. قال ابن كثير قال الله تعالى متهددا متوعدا هذا صراط علي مستقيم اي مرجعكم كلكم الي فاجازيكم باعمالكم ان خيرا فخير وان شرا فالشر كقوله تعالى ان ربك لبالمرصاد قيل هذا صراط علي مستقيم اي طريق الحق مرجعها الى الله تعالى واليه تنتهي. قاله مجاهد الحسن وقتادة وقال بعضهم كما قال السمعاني صراط مستقيم اي علي استقامته بالبيان. والبرهان والتوفيق والهداية قال جل وعلا هذا صراط علي مستقيم ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. الا من اتبعك من راوين. عبادي المخلصين ليس لك عليهم سلطان. ليس عليهم حجة ولا قدرة في اغوائهم الا من اتبعك من الغاويين. من اتبعك واطاعك وجعلك قائدا له من الغاويين الذين غووا طريق الرشد فعرفوا الحق وانكروه او خالفوه بعد ان عرفوه فهؤلاء جنوا على انفسهم وان جهنم لموعدهم اجمعين هؤلاء الغاويين الذين ماتوا على الغواية والكفر والشرك موعدهم جهنم كلهم لان النار يدخلهم بني ادم من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين كلهم في النار وواحد في الجنة وهم المخلصون قال جل وعلا لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم. اي جهنم لها سبعة ابواب. نعوذ بالله كل باب من ابوابها له جزء من هؤلاء الغاويين مقسوم قد قسمه الله وقدره وهذا دليل ايضا ان ان اهل النار يختلفون عن بعضهم ولهذا قال بعض المفسرين آآ ابواب النار باب لليهود باب للنصارى باب للمجوس باب للمشركين وذكروا شيئا من هذا وعلى كل حال كل ذلك عذاب وخزي لمن لحق به فهؤلاء العصاة الغاوون الكفار موعدهم جهنم هي مآله ومرجعه ومصيرهم كلهم تسعهم جميعا بل لا تزال تسأل هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها قدمه فينزوي بعضها على بعض وتقول قطن قطن اوقطني قطني حسبي حسبي يكفيني يكفيني قال لكل باب منهم لكل باب من ابواب السبعة من هؤلاء الكفار؟ جزء جماعة مقدار معلوم مقدر يدخلون من هذا الباب الى نار جهنم وهذا دليل على ان الواجب فعلى الانسان ان يطيع الله ورسوله وان يحذر من طاعة الشيطان ومن طاعة النفس ولا يتخذ عدوه صديقا لانه انما يدعو حزبه كونوا من اصحاب السعير. اسأل الله العلي العظيم ان يثبتنا واياكم بالقول الثابت. في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وان يجعلنا من عباد الله المخلصين وان يعيننا من النار وان يختم بالسعادة اجالنا وبالصالحات اعمالنا وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد احسن الله اليكم يقول السائل آآ هل يوجد فرق بين الرياح والريح في المعنى؟ قال بعض اهل العلم بن كثير ذكر التفريق قالوا الاصل ان الريح اذا جاءت بالافراد فهي عذاب اذا جاءت الريح بالافراد فهي تدل على انها عذاب. واذا جاءت بالجمع تدل على الخير ولكن صحيح ان هذا ليس على اطلاقه في القرآن وجرينا بهم بريح طيبة لكن صحيح ان الاعم الاغلب انه اذا افرزت الريح فهي تدل على العذاب. واذا جمعت تدل على الخير لكن قد تأتي احيان مفردة وتدل على الخير فلا يمكن ان يقال كلما جاءت الريح بالافراد في القرآن فهي عذاب كما قاله بعض المفسرين لا هذا ليس على اطلاقه لكن من حيث الجملة والعموم نعم هذا حق نعم احسن الله اليكم يقول السائل هل التنطع في الريح والشكوى يعد من الذنوب؟ وهل هي من الصغائر؟ هل هل تمتع التنطع اه يعني سبوا الريح ما يجوز او لعن الريح لا تسبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك خير هذه الريح وخير ما ارسلت به ونعوذ بك من شرها وشر ما ارسلت به فان الريح مأمورة. الله جل وعلا يأمرها فلا يجوز سبها ولا شتمها ولا لعنها بعض الناس اذا كان في الصحراء وهبت به الرياح صار يلعن الهواء ويلعن الريح. هذا منكر ما يجوز ما يجوز لعنها لان الله هو الذي ارسلها نعم ويدخل في السب لا تسب مثل سب الدهر نعم. احسن الله اليكم يقول كيفية الجمع في الايتين ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله والاية الاخرى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ في اخرى