بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين واتيناهم اياتنا فكانوا عنها معرضين. وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين فاخذتهم الصيحة مصبحين فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وان الساعة لاتية فاصفح الصفح الجميل ان ربك هو الخلاق العليم ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد مر معنا ليلة البارحة في الدرس السابق قصة الملائكة مع قوم لوط ومجيئهم الى لوط ومحاورتهم له وكان هناك بعض الايات التي سهونا عن تفسيرها او تركنا تفسير ايتين فنلخص ما قبلها ثم نأتي عليها وهو ان لوطا عليه السلام قال للملائكة لما جاؤوه ما خطبكم؟ ايها المرسلون ما شأنكم ايها المرسلون قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين او قالوا ذلك لابراهيم عليه السلام وقالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين الا ال لوط انا لنجوهم اجمعين الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين لانها كانت على ملة قومها فلما جاء ال لوط المرسلون قال انكم قوم منكرون يعني رأى لوط منهم ما انكره وانهم ليسوا من اهل البلد وقد جاء في وصفهم انهم كانوا شبابا مردا قال قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون جئناك بما يشك به قومك ويمترون به ولا يصدق ولا يصدقون انه واقع وهو العذاب الاليم لمن بقي على كفره ولم يؤمن بالله واتيناك بالحق وانا لصادقون. جئناك بالحق الذي لا مريت فيه ونحن صادقون فيما نقول ثم قال جل وعلا مخبرا عنهم انهم قالوا له فاسري باهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم اي امروه ان يخرج ليلا والقطع هو الجزء والمقدار فقيل ان معنى قوله بقطع من الليل اي ببقية من الليل قاله الطبري ولعله لاحظ ما جاء في قوله جل وعلا في اية اخرى نجيناهم بسحر فقال ببقية من الليل يعني اخر الليل لان الاية الاخرى تدل على ان خروج لوط واهله كان وقت السحر والسحر هو اخر الليل قال وقال بعضهم القطع هو الطائفة وقيل الساعة وقيل الظلمة من الليل والحاصل انه المراد به جزء من الليل وهو اخر الليل فامروه اذا جاء اخر الليل ان يخرج باهله من هذه القرية لانه قد حل بها العذاب قال جل وعلا واتبع ادبارهم ولا يلتفت منكم احد اتبعي ادبارهم يعني كن خلفهم وليكونوا هم امامك ولا يلتفت منكم احد الى تلك القرية التي خرجتم منها قال وامضوا حيث تؤمرون وامظوا وسيروا حيث تؤمرون حيث امركم الله او حيث امرناكم بامر الله جل وعلا وكان لوط يعلم ذلك ثم قال جل وعلا وقظينا اليه ذلك الامر معنى قضينا اليه اي تقدمنا اليه او اوحينا اليه اي اوحينا الى لوط وكلها بمعنى قضينا اليه يعني اوحى الله اليه وتقدم اليه ذلك الامر وهو اهلاك قومه ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين. وان هنا تفسيرية تفسير لهذا الامر ما هو الامر ما هو الامر ان دابر هؤلاء مقطوع المصبحين يعني انا سنهلك هؤلاء القوم عن دابرهم وعن اخرهم ودابروا الشيء اخره. فاذا جاء الاهلاك على اخره دليل انه لم يبقى منه شيء وانا سنهلكهم اجمعين ولا يبقى منهم احد ثم قال مصبحين اي ذلك في وقت الصباح ذلك في وقت الصباح سيكون اهلاكهم وجاء في بعض الايات انه وقت الاشراق وذكرنا الجمع بالامس انه لا مانع ان يطلق الصباح على اول النهار حينما تشرق الشمس هذا من الصباح فيكون معنا مصبحين يعني وقت اشراق الشمس في اول النهار ويجوز ان يكون مصبحين يعني بعد طلوع الصبح وهو الوقت الذي امر الله فيه او امرت الملائكة بامر الله لوط ان يخرج فيه وهو وقت السحر وقت الاصباح طلوع الفجر الثاني ولكن يجمع بينه وبين الاية الاخرى ان عذابهم ان العذاب ابتدأهم في الصباح عند طلوع الفجر ولكن اتى على اخرهم وفرغ منهم بعد شروق الشمس والحاصل ان ذلك كان في اول النهار آآ ثم ذكر بقية الايات التي تعرضن لتفسيرها بالامس وفي هذه الايات يقول الله جل وعلا ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين واصحاب الحجر هم سكان الحجر والحجر مدينة ثمود ولا تزال تعرف بهذا الاسم الى اليوم فيقال له الحجر ومنطقة الحجر ويقال لها مدائن صالح وهي مكان واحد وهي الان تقع شمال مدينة العلا بقرابة خمسة عشر كيلا او نحو من ذلك واصحاب الحجر هم قوم صالح قال جل وعلا ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين اصحاب الحجر او قوم صالح انما بعث لهم انما بعث اليهم صالح فقط بعث اليهم رسول واحد وهنا قال الله جل وعلا كذبت كذب اصحاب الحجر والمرسلين جميعا قال اهل العلم ان من كذب رسولا واحدا فقد كذب بجميع الرسل ولهذا من لم يؤمن بجميع الرسل من هذه الامة ومن الامم قبلها فانه لا يكون مسلما ولهذا قال الله جل وعلا امرا نبيه في اخر سورة البقرة امن الرسول او مخبرا عنه بذلك وهو متظمن للامر امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله فلو امن احد بجميع الرسل ولم يؤمن بنبينا صلى الله عليه وسلم فهو كافر قصدي ممن كان بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا من مات قبل ذلك ويدل على هذا الحديث الذي فيه مسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمنوا بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة او الا ادخله الله النار او كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم وكذلك من امن بعيسى ولم يؤمن بموسى كفعل النصارى فهو غير مؤمن مكذب بجميع الرسل كذلك اليهود الذين لم يؤمنوا في عيسى وهم كفار ايضا والدليل على هذا ان الله جل وعلا قال مثل هذه الاية في عدة مواضع في سورة الشعراء فقال جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين مع ان نحو اول الرسل لكن من كذب رسولا واحدا فقد كذب بجميع الرسل وقال جل وعلا كذبت عاد المرسلين وقال جل وعلا كذبت ثمود المرسلين وقال كذبت قوم لوط المرسلين مع انهم انما ارسل اليهم رسول واحد لكن من كذب برسول برسول واحد ولم يؤمن بجميع الرسل فهو كافر فلابد بالايمان بجميع الرسل ولا يترك واحدا منهم ولا يفرق بين احد منهم قال لانهم كلهم رسل من عند الله والله الذي ارسلهم وكلهم مؤيدون بالوحي قال جل وعلا واتيناهم اياتنا فكانوا عنها معرظين اتينا اصحاب الحجر اياتنا وهي الايات والدلائل والعلامات الدالة على صدق صالح وانه رسول من رب العالمين قال ابن عباس الايات الناقة الناقة وخروجها من الصخرة كبرها وقرب ولادتها وغزارة لبنها لان هذه الناقة كانت اية تجد يوما فتشرب الماء كله والناس يردون في اليوم الاخر ولكنها تكفي الامة كلها تكفيهم بلبنها فنهاهم صالح عن قتلها وتوعدهم بالعذاب ولكنهم ابوا وكذبوا الايات ولم يصدقوا صالح مع انهم يعلمون انه مرسل من ربه فقام اشقى القوم كما جاء في الحديث احيمر ثمود قيدار بن سالف فنحرها فعقر الناقة كما اخبر الله عز وجل عنهم كذب الثمود بطواها اذ انبعث اشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقيا فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها وهذه الاية نسب عقر الناقة الى الجميع مع ان الذي باشر عقرها قدار ابن سالف كما جاء في الحديث الذي في الترمذي بسند صحيح وهو احيمر ثمود لكن هو ابتدأها ابتدأ قتلها وعقرها وقومه موافقون له على ذلك ومقرون له على ذلك فنسب الله العقل اليهم لان الراضي كالفاعل واتينهم اياتنا فكانوا عنها معرضين اعرضوا عن الايات ومعنى الاعراض عن الايات عدم الاخذ بمقتضاها وبما دلت عليه لان الله لم يرسل رسولا الا اتاهم الى الايات ما على مثله امن البشر كن دليلا له وحجة حتى يعلم صدقه ولكنهم اعرضوا عن هذه الايات رغم انها كانت بينة ودالة دلالة واضحة على ان صالحا مرسل من ربه قال جل وعلا وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين اعطاهم الله قوة ومكنهم حتى كانوا ينحتون اي يشقون في الجبال بيوتا وهذا يراه الناظر الان في مدائن صالح ترى الابواب في الجبال ويقول من دخلها انها اذا دخل مع هذا الباب انه يجد غرفا كثيرة بيوت وكانوا امنين ايضا قيل امنين من ان تقع عليهم وقيل امنين من الخراب من خرابها وقيل امنين من عذاب الله جل وعلا ولا يمنع ان تكون كل هذه الامور فمكنهم الله حتى امنوا من ان تسقط عليهم او ان تخرب وكذلك امنوا من عذاب الله فلم يؤمنوا بصالح بصالح ولم يصدقوه قال جل وعلا وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين فاخذتهم الصيحة مصبحين لان صالح توعدهم بالعذاب لما عقروا الناقة وامرهم ان يتربصوا ثلاثة ايام وعد غير مكذوب فلما جاء اليوم الثالث حل بهم عذاب الله فاخذتهم الصيحة كما في هذه الاية جاء باية اخرى انهم اخذتهم الرجفة وكل الايتين حق فاخذتهم صيحة قيل ان جبريل صاح بهم ورجفت بهم الارض فاجتمعا عليهم الامران صيحة شديدة تقطع القلوب ورجفة اتت عليهم بسبب كفرهم وعنادهم قال وكان ذلك في وقت الصباح لانه مرت عليهم ثلاثة ايام فاخذهم الله بالعقوبة في اول النهار واهلكهم وفي هذا القصص ابر وعظة لاصحاب القلوب الحية للذين يعقلون عن الله مراده فما اهون الناس على الله اذا عصوه وقد سبقتنا الامم كلها نحن اخر الامم وقد قص الله علينا من اخبارهم وما صار اليه امرهم لما عصوا الله فمنهم من اغرقه بالماء ومنهم من اغرقه بالريح من اهلكه بالريح ومنهم من اهلكه بالحجارة ومنهم من اهلكه بالصيحة والرجفة كقوم صالح فهل من معتبر ليس بيننا وبين الله واسطة ولا نسب وانما هو الايمان فمن امن بالله فهو ولي الله ومن عصى الله فلا يلومن الا نفسه والواجب ان يتعظ الانسان ويعتبر هذه الامة التي كانت في غاية القوة والشدة لدرجة انهم ينحتون ينحتون من الجبال بيوتا لما اعرضوا عن الايمان وعن الايات اخذهم الله اخذ عزيز مقتدر واهلكهم جميعا قال جل وعلا فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون لما حل بهم العذاب وحلت بهم الصيحة والرجفة ما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون من الاولاد والاموال والجاه والبيوت ما اغنى عنهم كسبهم شيئا لان الله جل وعلا لا يعجزه شيء واذا احل الله عقوبته باحد فلا مولى له ولا ناصر. قال جل وعلا وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق يخبر جل وعلا عن حكمة خلق السماوات والارض وانه ما خلق السماوات السبع والارضين السبع وما بينهما الا بالحق قال الطبري في تفسيره الا بالعدل والانصاف لا بالظلم والجور الا بالعدل والانصاف وقال بعضهم الا لاظهار الحق وان الساعة لاتية فاصفح الصفح الجميل وان الساعة يا نبينا اتية وهي القيامة ولابد منها وهذه هي ثمرة الايمان باليوم الاخر الايمان بالساعة الايمان بالقيامة ان الانسان يوقن بحصولها وان الناس يبعثون وينشرون ويجازون عن الاعمال فيحمله ذلك على اصلاح العمل يحمله على اصلاح العمل يحمله على اجتناب المعاصي يحمله على فعل الطاعات احمله على فعل ما ينجيه لان مؤمنون باننا سنحشر وننشر ونسأل عن الكبير والصغير وسينتهي الامر بكل واحد منا اما الى الجنة واما الى السعير وقد ابدى الله جل وعلا واعاد وقد ذكر الله جل وعلا في القرآن ايات كثيرة بامر المعاد وامر الساعة لان الكفار كانوا ينكرون هذا. ينكرون ويقول انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا وينكرون ان يبعثوا وان يجازوا. وقد جاءت الايات الكثيرة المتنوعة تارة بالقسم وتارة بالتأكيد وتارة بالاخبار وتارة بذكر شيء من اهوال القيامة كل ذلك اقامة للحجة على الخلق حتى يؤمنوا بالباعث الايمان الذي يحملهم على الايمان والعمل الصالح قال جل وعلا وان الساعة لاتية وكل ما هو ات قريب ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم فاصفح الصفح الجميل فاصفح عنهم يعني عن اذاهم لك وعما ينالونك به صفحة جميلة والصفح الجميل كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال الصفح الجميل هو الصفح بلا معاتبة يعرض عنه ولا يعاتبه اما اذا صفح لكن يعاتب ويتكلم هذا ما هو صفح جميل فامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصفح الجميل وهو الاعراض عنهم بالكلية وقد جاء عن قتادة ومجاهد وغيرهما ان هذه الاية منسوخة الايات التي بها الامر بالصفح انها منسوخة بقوله جل وعلا خذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد وقيل بل منسوخة باية السيف واقتلوهم حيث تقفتموهم وقال بعض اهل العلم وممن قال بهذا السخاوي انكر ان يكون هذا نسخا فقال هو امر من الله عز وجل لنبيه بالصبر في حال لم يكن فيها مطيقا لقتالهم وليس منسوخا باية السير وهذا اقرب فانه قد يعرض للانسان حتى بعد الاسلام قد يعرض ان يبتلى بعدو كافر يؤذيه يسب يشتمه يطعن فيه يطعن في دعوته ولا قدرة له في اسكاته او قتاله او منعه فعليه بالصفح الجميل يصفح عنه ويعرض عنه وعن سبه وشتمه ويقبل على دعوته الى الله والى بيان الحق قال جل وعلا ان ربك هو الخلاق العليم هذا ايضا فيه تقرير المعاد وان الله سيخلق سيعيد العباد وهو الخلاق صيغة مبالغة كثير الخلق القدير على الخلق وهو ايظا العليم الذي احاط علمه بكل شيء فلا يفوته شيء من الخلق من لدن ادم الى قيام الساعة ما يتأخر منهم شخص واحد بل كلهم يبعثون وينشرون ويجازون حتى من اكله الطير او اكلته السباع او غرق في البحر او اكلته النار يجمعهم الله وهو على كل شيء قدير للمجازاة ولهذا تمدح جل وعلا بالاخبار عن نفسه بانه الخلاق وايظا انه العليم الذي احاط بكل شيء علما ثم قال جل وعلا ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ولقد اتيناك يا نبينا سبعة من المثاني والقرآن العظيم وقد اختلف العلماء ما المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم لان السبع المثاني هي القرآن العظيم ولهذا العطف هنا لقوله والقرآن العظيم هذا من باب عطف الصفات من باب عطف الصفات ولا يقتضي المغايرة فهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم واختلف العلماء في المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فقال جمع من اهل العلم هي السبع الطوال بدءا من البقرة فما بعدها هذه هي السبع المثاني وقيل لها مثاني لانها تثنى في القراءة وتقرأ مرة بعد مرة او يثنى فيها ذكر الشيء ونظيره وقالوا هي القرآن العظيم وذهب بعض اهل العلم الى ان المراد بالسبع المثاني هي الفاتحة وهي القرآن العظيم ورجح هذا امام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله وهو الصواب والحق الذي دلت عليه السنة ففي صحيح البخاري من حديث ابي سعيد بن المعلى قال مر بي النبي صلى الله عليه واله وسلم وانا اصلي يعني في هذا المسجد المبارك قال فناداني فدعاني فلم اجبه حتى صليت يعني كان يصلي فاكمل صلاته ثم جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه واله وسلم ما منعك ان تأتيني لما ناديتك مباشرة ما منعك قال اني كنت اصلي قال الم يقل الله يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم قال قلت لا اعود ثم قال امسك بيده ليخرج من باب المسجد فقال الا اعلمك اعظم سورة في القرآن قبل ان اخرج من المسجد قال فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج يعني مشى فلما اراد ان يخرج ذكرته قلت له انت؟ قلت لاخبرنك باعظم سورة في القرآن قبل ان تخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته هذا نص النبي يقول الفاتحة اعظم سورة في القرآن هي الفاتحة وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته وايضا روى البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ام القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ام القرآن وهي الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم اذا النبي صلى الله عليه وسلم فسر لنا المراد بالسبع المثاني فهي الفاتحة وسبع لان اياتها سبع ومثاني لانها تثنى في كل صلاة في كل ركعة ولا تصح الصلاة الا بها لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وهي القرآن العظيم مال ابن كثير بعد ان ذكر القولين الى انه لا مانع ان تكون السبع المثاني هي الفاتحة وهي السبع الطوال وهي القرآن العظيم كله لان الفاتحة من القرآن العظيم والسبع المثاني والسبع الطوال من من القرآن ولكن مدى ما ورد عندنا النص فكما قال الاول اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل فجاءت السنة لا نصير الى غيرها ونقف هنا وقفات مع هذه الاية فنقول عدد ايات سورة الفاتحة سبعا بنص القرآن. وبناء على هذا نقول ان البسملة ليست من الفاتحة ان البسملة ليست من الفاتحة لان الله جل وعلا بين ذلك في الحديث القدسي في صحيح مسلم يقول النبي صلى الله من حديث ابن عباس يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول الله جل وعلا قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الصلاة هي الفاتحة هنا لان الصلاة في اللغة بمعنى الدعاء الفاتحة دعاء قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني ربي تأمل ما قال فاذا قال بسم الله الرحمن الرحيم قال فاذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني ربي واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي واذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي لاحظ الاية الفاتحة كم اية سبع ايات فمقتضى الحديث القدسي قسمت الصلاة بيني وبين ابي نصفين ان يكون ثلاث ايات ونصف منها لله وثلاث ايات ونصف منها للعبد والله جل وعلا بين هذا وذكر هذه الامور الثلاثة هذه لله كلها قال حمدني عبدي الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي مالك يوم الدين قال مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل لان اياك نعبد هذه لله العبادة لله اين خصك بالعبادة اذا هاي ثلاث ايات ونصف لله واياك نستعين للعبد واهدنا الصراط المستقيم هذي للعبد يدعو صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اذا هذه سبع ايات بنص القرآن ونص السنة. ولم يذكر البسملة لكن قراءة البسملة عند قراءة الفاتحة سنة ولا ينبغي للمسلم ان يتركها لان هذا فعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يبسمل ولهذا اصح الاقوال ان يقال ان البسملة اية مستقلة في اول كل سورة وليست منها اية مستقلة في اول كل سورة وليست منها الا براءة براءة اولها استعاذة والا ما جاء في سورة النمل انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم هذه اية من سورة النمل لا نزاع بين اهل العلم في هذا لكن في اوائل السور اية مستقلة ما هو الدليل على انها مستقلة؟ هذا الحديث الذي مر معنا لم يذكرها ربنا جل وعلا انها من الفاتحة وايضا ما ثبت عند ابي داوود بسند صحيح عن ابن عباس انه قال ما كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم كما كان يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم اذا البسملة ليست من الفاتحة لكنها اية مستقلة في اولها وفي اول بقرة وفي جميع سور القرآن الا براءة وهي سنة ولهذا لو ترك احد قراءة البسملة نسيانا او عمدا فصلاته صحيحة سواء كانت الصلاة جهرية او سرية لماذا لان البسملة ليست من الفاتحة ولكن عند من يقولون بان الفاتحة من البسملة ان البسملة من الفاتحة يقولون لو ترك البسملة بطلت صلاته لانه ترك اية من الركن كما لو ترك الحمد لله رب العالمين او ترك الرحمن الرحيم ولهذا بعض العلماء الذين يرون ان البسملة اية من الفاتحة يجهرون بها اذا جاء يقرأ في الصلاة الجهرية يجهر بها لانها عنده اية فما الفرق بين الاية الاولى والاية الثانية ولكن من لا يرى انها اية لا يجهر بها وهذا ايضا دلت عليه السنة كما في الصحيحين ان عائشة قالت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بشيء قبل الحمد لله رب العالمين وقال انس صليت خلف ابي بكر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف ابي بكر وعمر وعثمان ما كانوا يذكرون باسم الله لا في اول قراءة ولا اخرها لا يذكرون يعني قصد ولا يذكرونها جهرا والا ثبت النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي لكن المراد هو انه ما كان يجهر بها لانها ليست باية من الفاتحة لكن اية مستقلة ومع ذلك لو جهر بها الامام بعض الاحيان ليعلم الناس وينتبهوا ان البسملة من مما يذكر ويقال قبل الفاتحة فهو حسن لكن لا يداوم على ذلك يذكره بعض الاحيان كما جاء عن عمر رضي الله عنه انه جهر بها احيانا وهذا منه للتعليم ان بعض الناس اذا كان ما يسمع الا الحمد لله رب العالمين قد لا يظن ان ان هناك تسمية التسمية والبسملة سنة لكن ليست بواجبة يرد اشكال قد يقول قائل هذه المصاحف الان بعد بسم الله الرحمن الرحيم وضع رقم واحد فعدها اية نقول العد مسألة اجتهادية هذا عدل الكوفيين الكوفيون يعدونها اية من العلماء الذين يعدونها اية فلما رقم المصحف على قراءة حفصة هذه القراءة هم يرون انها من الفاتحة ولهذا كتبوها جعلوا بعدها رقم واحد لكن هذي ما هذي مسألة اجتهادية والمسألة الاجتهادية خاصة اذا اختلف الصحابة تلف العلماء المتقدمون فالانسان له ان ينظر الى احد القولين ويرى ما دل عليه الدليل منهما. والفاتحة شأنها عظيم هي اعظم سورة في القرآن وهي افضل وهي خير سورة في القرآن. كما جاء في حديث عبدالله بن جابر عند احمد بسند صحيح الا اخبرك باخيل سورة في القرآن وسورة الفاتحة لا تصح الصلاة الا بها وسورة الفاتحة شفاء من السم وغيره كما ثبت الحديث في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري ان قوما من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فمروا على حي من العرب فلم يضيفوهم فباتوا بجوارهم فلدغ سيد الحي جاء في غير الصحيحين انه لدغته عقرب فجعلوا يأتونه بكل دواء لا ينفعه فقال بعضهم اذهبوا الى هذا الى هذا الحي او الى هذه السرية فجاءوا اليهم فقالوا لهم ان سيد الحي سليم ومعنى سليم يعني لديغ لكن هذا من باب التفاؤل والعرب تحب التفاؤل والنبي صلى الله عليه وسلم اقرهم على هذا النبي كان يعجبه الفأل فيقولون سليم تفاؤلا بان يسلم من هذا المرض ويقول عن الصحراء الواسعة المهلكة يقولون مفازة تفاؤلا بان يفوز وينجو ولا يهلك فيها ويقولون عن المسحور مطبوب يعني يوجد له طب وعلاج من السحر ويشفى منه. فالحاصل قالوا ان سيد الحي سليم فهل عندكم الرقية فقال احدهم وجاء في عند احمد وغيره انه ابو سعيد رضي الله عنه فقال نعم ولكن استضفناكم فلم تضيفونا فلست براقيه الا بكذا وكذا جاء عند احمد الترمذي فلست براقيه الا بثلاثين من الغنم على عدد اصحابه. كان الصحابة ثلاثون فوافقوا قال فانطلقت معه فجعلت اقرأ عليه وانفس وفي بعض الروايات اجمعوا بوزاقي واتفل وقرأت عليه الفاتحة فقام كانما نشط من عقال وعند احمد والترمذي فقرأت عليه فاتحة الكتاب سبع مرات فشفي فاعطوهم الجعل فلما ارادوا يبتسمون قال ابو سعيد لا تقسموه حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ونسأله شف ايمان الصحابة وقوة الصحابة بعدهم عن الشبهات ما قال الحلال ما حل بيدك ما دام حصلت من الغنم كلوها لا تسألوا لا قال لا ما نأخذها حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ونسأله فلما جاءوا النبي صلى الله عليه وسلم قال وما يدريك انها رقية جاء في عند الدار القطني وغيره انه قال شيء نفث في روعي في نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصبتم وفي لفظ احسنتم اقتسموا واضربوا لي معكم بسهم ليدل على تمام حلها الفاتحة يستشفى بها من كل داء وكذلك القرآن القرآن كله يستشفى به لان الله سماه شفاء قل هو للذين امنوا هدى وشفاء وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة وشفاء لما في الصدور ثلاث ايات في كتاب الله قال جل وعلا ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم واتيناك ايضا القرآن العظيم ثم قال لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين قال الطبري في تفسيره معنى الاية لا تتمنين يا محمد سبق ان نبهنا ان الاولى ان يقال يا نبينا ولا ينادي النبي صلى الله عليه وسلم باسمه قد ذكر الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان قال ان من تكريم الله واجلاله لنبيه انه ما ناداه باسمه قال يا نوح يا موسى يا ابراهيم لكن ما نادى نبينا صلى الله عليه وسلم باسمه لكن اخبر عنه محمد رسول الله لكن ما قال يا محمد قالوا لهذا ينبغي ان يجل صلى الله عليه وسلم فاذا جاء المفسر يذكر مثل هذه الايات الاولى يقول يا نبينا ولكن لو قال يا محمد لا بأس هو اسمه محمد صلى الله عليه واله وسلم يقول الطبري يقول الله جل وعلا لا تتمنين يا محمد ما جعلنا من زينة هذه هذه الدنيا متاعا للاغنياء من قومك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وقال ابن كثير استعن بما اتاك الله من القرآن استغني قال ابن كثير اي استغني بما اتاك الله من القرآن العظيم عما هم فيه من المتاع والزهرة الفانية ومن ها هنا ذهب ابن عيينة الى تفسير الحديث الصحيح ليس منا من لم يتغنى بالقرآن الى ان المعنى الى ان ليس منا من لم يستغني به عما عداه قال ابن كثير وهو تفسير صحيح ولكن ليس هو المقصود من الحديث انما الحديث ليس منا من لم يتغنى بالقرآن يعني من لم يحسن صوته في القرآن تغني يعني تحسين الصوت والترتيل فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى نهى نبيه بل اتلو عليكم ايضا ما قاله ابن كثير قال يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه واله وسلم كما اتيناك القرآن العظيم فلا تنظرن الى الدنيا وزينتها وما متعنا به اهلها من الزهرة الفانية لنفتنهم فيه فلا تغبطهم بما هم فيه ولا تذهب نفسك عليهم حسرات حزنا عليهم في تكذيبهم لك ومخالفتهم دينك واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين اذا هذه عبرة وموعظة لا تمدن عينيك يا اخي مد العينين معناه النظر الى الدنيا مع الاعجاب فيها بعض الناس اذا اذا نظر الى اصحاب الاموال مع انه اعطاه الله من التقى والصلاح او العلم او او العبادة او الزهد تجد ان عينه تتطلع الى الدنيا ويتمنى ان الدنيا عنده انها تكون له مع ان الله قد اعطاه من الايمان والتقى ما لو وزن باموال الدنيا كلها لا تعدل هذا فله تمدن عينيك وتمضي حياتك ليتني مثل ما لفلان ليت عندنا كذا ليتني ليتني ارضى بما قسمه الله لك والله عليم حكيم فانه كما جاء في الاثر الذي اورده البغوي وغيره ان من عباد الله من لا يصلح له الا الغنى ومن عباد الله من لا يصل له الا الفقر لان اغلب الناس اذا كثر ماله طغى قال جل وعلا كلا ان الانسان ليطغى هل رآه استغنى والمال حتى لو عرف الانسان حق الله حق الله فيه فانه يحاسب عليه الذي جاء في الحديث ان فقراء المؤمنين يدخلون من هذه الامة قبل الاغنياء بكذا وكذا سنة نسيت هل قال اربعين او قال خمس مئة سنة يدخل الفقراء الجنة قبل الاغنياء لانهم يجازون النبي صلى الله عليه وسلم يقول لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه يسأل سؤالين عن المال السؤال الاول من اين جاءك هذا المال السؤال الثاني في اي شيء انفقته في حلال او حرام في اسراف في رياء في طاعة الله يقول الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره هذه الاية تقتضي الزجر عن التشوف الى متاع الدنيا على الدوام واقبال واقبال العبد على عبادة مولاه ومثله لا ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه الحاصل ان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لامته فما امر به فهو امر للامة وما نهي عنه فهو نهي للامة الا اذا قام الدليل على التخصيص فهذا لنا نحن لا تمدن عينيك يا عبد الله الى ما متع الله به بعض الناس وقد يكون كافرا قد يكون فاسقا عاصيا فيتمنى انه مثله عياذا بالله قال جل وعلا لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم هذا متاع متاع قليل والمتاع معنى شيء تتمتع به فترة ثم تتركه او يتركك ومعنى قوله ازواجا منهم قيل اصنافا منهم فهم اليهود والنصارى وسائر المشركين وقيل ازواجا منهم المراد الاغنياء من امتك او الاغنياء من الكفار لان سورة الحجر سورة مكية سورة مكية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته فالحاصل ان الله نهاه ان يمد عينيه الى ما متع به هؤلاء الناس وهذه الاصناف سواء من اليهود او النصارى او المشركين او الاغنياء من امته لانه في نعيم اعظم وفي خير اعظم. قال جل وعلا ولا تحزن عليهم لا تحزن على ما متعوا به مع كفرهم وبعدهم ورفضهم للحق ولا تحزن ايضا على ما فاتك من الدنيا انت واصحابك وقيل لا تحزن كما قال ابن كثير على عدم ايمانهم بسبب استغنائهم وبما بسبب استغنائهم بما في ايديهم واخفض جناحك للمؤمنين واخفض جناحك للمؤمنين يعني الن الن جناحك للمؤمنين وهذا كقوله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم صلى الله عليه واله وسلم الجناحان من بني ادم قيل جنباه قال الجناحان هما الجنبان والناحيتان للانسان عن يمينه وشماله ومنه قوله واظمم يدك الى جناحك قول الله عز وجل لموسى واضم يدك الى جناحك موسى ما له جناح طائر يعني ضمها الى جنبك او في جيبك الى جهة جنبك فالجناح الانسان جانباه من اليمين والشمال. فالحاصل واخفض جناحك للمؤمنين يعني لين لهم تواضع لهم وهكذا ينبغي المسلم مع اخوانه المؤمنين ان يلين جانبه واي يذل لهم اذلة على المؤمنين متواضعين للمؤمنين اعزة على الكافرين. اهل عزة وشدة على الكفار لانه مسلم يا اخي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله مؤمن يقيم الصلاة يعبد الله هذا هو هذا هو الولاء والبراء تولي المؤمنين ومحبة المؤمنين والتواضع لهم ونفعهم وحب الخير لهم وكراهية الشر لهم بخلاف الكفار فانه يبغضهم لانهم اعداء الله كفروا بربه كفروا بانبياء بانبياء الله واشركوا مع الله غيره ثم قال جل وعلا وقل اني قرأت الايات المقتسمين. الذين جعلوا القرآن عضين. فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. فاصدع بما تؤمر واعرض عن بكين انا كفيناك المستهزئين. الذين يجعلون مع الله الها اخر فسوف يعلمون. ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقول قولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ثم قال الله جل وعلا وقل اني انا النذير مبين اي قل لقومك يا نبينا انا النذير المبين النذير المنذر لكم المبين البين النذارة لانه بين لهم كمال البيان وتمام البيان واخبرهم بما امامهم من الجنة والنار وبما ينجيهم من النار وما يوقعهم فيها وهذا كما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال بل في الصحيحين انا بموسى قال انما مثلي ومثله ما بعثني الله به كمثل رجل اتى قوما فقال يا قومي اني رأيت الجيش بعيني واني انا النذير العريان لانه قديما النذير العريان اذا اراد ينذر احس بالخطر يريد يداهم قومه خلع ثيابه وجاء يجري حتى اذا رأوه من بعيد يعلمون انه وراءه خطر لانه عريان يقول اني انا النذير العريان فالنجاة النجاة فاطاعه طائفة من قومه فادلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فاصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فاهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من اطاعني فاتبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق فامره الله ان يبين لهم ذلك اني انا النذير المبين كما انزلنا على المقتسمين اي انا النذير المبين لكم بالقرآن بما جئتكم به مثل ما انزل الله على المقتسمين والمقتسمون هم المتحالفون وذلك ان كل قوم نبي كفار ان قوم النبي الذين كفروا به تقاسموا وحلفوا على تكذيب ما جاء به ولهذا قوله كما انزلنا على المقتسمين يعني انزلنا انت نذير مبين بالقرآن مثل ما انزل الله على الامم الكافرة المقتصين المتحالفين على الكفر فقد انزل الله عليهم كتبا عن طريق رسلهم وبين لهم الحق لكن ابوا تحالفوا على الباطل فاهلكهم الله جل وعلا فبهذا اخبار عن حالهم وفيه ايضا تحذير لهذه الامة الا يصيبهم ما اصاب اولئك المتقاسمين الذين اقسموا على عدم الاخذ بما جاءت به رسلهم قال ابن كثير رحمه الله المقتسمين اي المتحالفين. اي تحالفوا على مخالفة الانبياء وتكذيبهم واذاهم كقوله تعالى اخبارا عن قوم صالح انهم قالوا تقاسموا بالله لن ابيتنه واهله الاية اي نقتلهم ليلا قال مجاهد تقاسموا اي تحالفوا وقال جل وعلا عن المنافقين من هذه الامة واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت وقال جل وعلا اولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال وقال جل وعلا اهؤلاء الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة؟ اذا هذه من سمات الكفار الذين كفروا بانبيائهم حلفوا على تكذيب الانبياء وعدم اتباعهم وعلى بطلان ما ما جاءهم به. فما جاءهم به. ولهذا امر الله نبيه ان يخبرهم هم انه نذير مبين وانه جاءهم بمثل ما انزله الله وبما جاءت به الرسل السابقة لاولئك المتقاسمين الحالفين على عداوة الانبياء فكيف كان عاقبتهم ثم قال الذين جعلوا القرآن عظين يقول الله جل وعلا وقل اني انا النذير المبين كما انزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عظين عظيم اول القرآن يطلق على كل كتاب لانه يقرأ وهو علم على كتاب كتاب كتاب الله الذي انزله على نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن يجوز ان يطلق على الكتب السابقة كتاب انه قرآن لانه يقرأ ولهذا ذهب بعض المفسرين الى ان القرآن هنا ان المراد به كتب الامم السابقة والمراد بهذه الاية اليهود والنصارى ومن شابههم وقال بعض المفسرين بل هذا خاص بكتاب نبينا صلى الله عليه وسلم والمراد بهم كفار قريش والصواب انه لا مانع ان يقال ان القرآن هنا اسم جنس للكتاب وهذه الامم كلهم جعلوا القرآن عظيم اليهود النصارى كفار قريش من كفروا بهذا القرآن ومعنى عظيم قيل انه مشتق من عظة يقال عظت الشيء اذا فرغته وقيل انه مشتق من العضة بالاسكان وهو السحر فمعنى جعل القرآن عظين يعني جعلوه مفرقا فامنوا ببعض وكفروا ببعض على المعنى الاول او انهم جعلوا القرآن سحر فمن قال بعض قريش قالوا سحر سحر مبين فهذه حالة وهؤلاء كالامم وكذلك كفار قريش انهم فرقوا بين القرآن الذي انزل عليهم والكتب التي انزلت عليهم فعملوا ببعضها امنوا وكفروا ببعض او انهم وصفوا بانها سحر وانها اساطير الاولين وانه لا حق فيها فالحاصل ان هذا اخبار يتضمن النهي لامة النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعلوا القرآن كذلك يؤمنون ببعضهم ويتركون بعض او انهم يقولون انه سحر او اساطير الاولين او قول ساحر او قول شاعر. بل هو كلام رب العالمين. ويجب الايمان به جميعه قال جل وعلا فوربك لنسألنهم اجمعين. اقسم جل وعلا وقوله صدق وحق لنسألنهم اجمعين سيسأل هؤلاء الذين كذبوا بل سيسأل الخلق اجمعين عما كانوا يعملون اي عمل تعمله ستسأل عنه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره من يعمل مثقال ذرة شرا يره فانتبه لنفسك لا تعمل الا عملا حينما تسأل عنها تجد جوابا ونجاة ثم قال جل وعلا فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين الصدع الاصل فيه الاظهار اي اجهر بالقرآن وقيل اي اي افرق بالقرآن بين الحق والباطل قال ابن كثير يقول تعالى امروا رسوله صلى الله عليه وسلم بابلاغ ما بعثه به وانفاذه واستدعى به وهو مواجهة المشركين. كما قال ابن عباس فاصدع بما تؤمر اي امضه وفي رواية افعل ما تؤمر وقال ابن مسعود ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا حتى نزلت عليه فاصدع بما تؤمر فخرج هو واصحابه وصدع بهذا القرآن وبما يدل عليه وهذا امر للنبي صلى الله عليه وسلم وامر ايضا للمؤمنين من بعده اصدع بدينك اصدع بالقرآن بما دل فيه القرآن. واعرض عن المشركين اعرض عن اذاهم لا تشتغل بهم. لماذا سبوني؟ اذا ابوك رجعت تسبهم لا اعرظ عنهم واقبل على الصدع بالحق الذي امرت به انا كفيناك المستهزئين وعد من الله لنبيه انه سيكفيه شأن هؤلاء المستهزئين ولن يصلوا اليه وستكون العاقبة له واستهزائهم هذا لا يروج على احد ويعلموا كذبه كل احد وعد من الله انا كفيناك المستهزئين نعم اين اولئك المستهزئين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ دينه مبلغ الليل والنهار صلى الله عليه واله وسلم الذين يجعلون مع الله الها اخر فسوف يعلمون. هذا تهديد يجعلون مع الله الها اخر يعبدون الاصنام والاوثان مع الله فسوف يعلمون هذا تهديد ووعيد شديد سوف يعلمون حينما يقفون بين يدي الله حينما يحل بهم العذاب انهم كانوا في ظلال مبين. قال ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. نعلم ذلك انه يضيق صدرك بالكلام الذي يصل اليك ساحر مجنون كذاب مفتري لكن مع ذلك فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. قال العلماء سبهم بحمد ربك يعني اذكر ربك اذا ضاق صدرك من المستهزئين ومن المناوئين ومن المعارظين فالجأ الى الله بذكره واعظم ذكره التسبيح لانه تنزيه الله جل وعلا وتبرئته عن كل نقص وعيب مع التعظيم له فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين. استعن ايضا بالصلاة وهذا ايضا درس لنا اذا اوذيت شتمت من اجل دينك تعرظ لك امر الجأ الى الله بذكره وتسبيحه وتحميده واستغفاره وايظا واستعن بالصلاة كن من ساجدين واستعينوا بالصبر والصلاة