بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. الهكم اله واحد. فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة هم مستكبرون. لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين. واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم قالوا اساطير الاولين. ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم. انا ساء ما يزرون. قد مكر ان من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف تخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين انتم فيهم. قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. الذين تتوفاهم الملائكة ظالمين انفسهم. فألقوا السلم ما انا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما ما كنتم تعملون ابواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في هذه الايات المباركات من سورة النحل الهكم اله واحد اي الهكم المستحق للعبادة اله واحد وهو الله وحده لا شريك له ده فانه لا معبود بحق سواه. وكل من اتخذ مع الله الها اخر فهو في ظلال مبين. وانما المألوه المعبود اله واحد. كما قال جل وعلا ذلك بان ان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه الباطل. وفي اية اخرى وانما يدعون من دونه هو الباطل فالاله الحق هو الله وحده لا شريك له. ومن دونه ومن عاداه ومن سواه فهو معبود بالباطل البهتان والاثم لا حقيقة لالوهيته. ولهذا قال في هذه الاية الهكم اله واحد جل وعلا قال فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون الذين لا يؤمنون بالاخرة وهم الكفار المشركون. لا يؤمنون بالبعث ولا بالجزاء ولا بالجنة ولا بالنار لان الايمان بهذا الركن وهو الايمان باليوم الاخر من اعظم ما يحمل العبد على اصلاح العمل لانه اذا اعتقد ان هناك يوما اخر غير هذه الدنيا وانه سيبعث شر ويجازى على عمله اذا اعتقد ذلك سعى في العمل الذي ينجيه ذلك اليوم واذا اعتقد انه لا اخرة كما هي حال الكفار تراهم يعملون عمل من يعتقد انه لن تبعث وهذا من اكبر ضلال العرب خاصة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانوا ينكرون البعث وهنا اخبر الله جل وعلا ان الذين لا يؤمنون بالاخرة ان قلوبهم منكرة. منكرة اي جاحدة اي جاحدة لالوهيته جل وعلا. قال الهكم اله واحد ثم بين حال الذين لا يؤمنون الاخرة بان قلوبهم منكرة لهذا. جاحدة ان الاله اله واحد جل وعلا. ولهذا قالوا اجعل الالهة اله واحد؟ ان هذا لشيء عجاب. نعم فقلوبهم تنكر هذا. وهم مستكبرون. ايضا هم متعاظمون. مترفعون عن قبول الحق والاذعان له. لان كل معرض عن الحق فهو متكبر. ومستكبر ويرى انه فوق الحق. وهذه صفة لازمة لكل من كفر بالله جل وعلا. ففيهم من الكبر ما الله به عليم وهنا قال مستكبرون لان الاستكبار هو طلب الكبر لان السين للطلب فهم مستكبرون ان يطلبون الكفر ويحرصون عليه ويلتمسونه بهذه الافعال التي يفعلونها وفرق بين المستكبر والمتكبر. فالمستكبر هو الذي يطلب الكبر. ويتصنعه المتكبر هو الذي يكون مستحقا لذلك. ولهذا جاز ان يوصف الله جل وعلا بالكبر لكن لا يجوز لاحد من البشر ان يتكبر. لانه كيف يتكبر؟ وهو اصله من نطق مذرة وفي بطنه يحمل العذرة. وهو بحاجة الى الخلق الكبر من صفات الله جل وعلا لانه كامل من كل وجه. ولهذا وصف قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل الكبرياء ردائي فهو المتكبر جل وعلا لكنه مستحق وليس صفة ذنب بل صفة كمال في حقه جل وعلا. قال جل وعلا لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما لا جرم بمعنى حقا. اذا جاءت في القرآن فمعنى لا جرم اي حقا ان حقا ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون. هؤلاء المستكبرون هؤلاء الذين قلوبهم تنكر اليوم الاخر وتنكر توحيد الله جل وعلا وافراده بالالوهية. الله جل وعلا عليم بهم. فيعلم ما يسرون وما يخفون حتى لو كان حديثا في نفوسهم كما قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان ونعلم توسوس به نفسه مجرد ان يكون في النفس خواطر وتفكير في بعض الامور لو لم يتكلم بها فالله جل وعلا عليم بها لا يخفى عليه شيء منها. فهو يعلم ما يسره العباد ويعلم ايضا ما يعلنون وما يظهرون من الاقوال والاعمال فالواجب عليهم ان يتوبوا الى الله وان يلتزموا دينه فانهم في قبضته وتحت تصرفه وعلمه محيط بهم وبافعالهم. فمن كان كذلك هو المستحق ان يعبد جل وعلا. قال جل وعلا انه لا يحب المستكبرين. وهذا دليل على ان الله جل وعلا يحب ويبغظ فمن صفاته انه يحب المؤمنين ويحب الصابرين ويحب المتطهرين اذا يبغض الكافرين. ويبغض المتكبرين والمستكبرين. وكما قدمنا ان المستكبرين جمع مستكبر وهو الذي يتطلب الكبر ويستجلبه. قال جل وعلا واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم؟ قالوا اساطير الاولين. اذا قيل لهم وهذا في كفار قريش وامثالهم. لكن الايات هنا مع كفار قريش وان كان هذا حال كل كل الكفار المنكرين الحق الذي جاءت جاءتهم به رسلهم. فاذا قيل لهم ماذا انزل ربكم؟ لان الله انزل الحق وانزل القرآن فيقول هؤلاء المكذبون المستكبرون قالوا اساطير الاولين والاساطير جمع اسطورة والمراد به هنا اساطير الاولين يعني اخبارهم وقصص وقصصهم واباطيلهم على الاساطير انها تكون كذبا وتأليفا. فهم قبحهم الله يقولون عن كتاب الله المنزل من عنده يقول عنه اساطير الاولين اي اخبارهم واحاديثهم التي التي هي مشوبة بالكذب الاساطير الاولين يعني الامم السابقة ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة. فهم بهذا الفعل وهذا القول عاقبة امرهم انهم يحملون اوزارهم كاملة يوم القيامة. ولهذا قال بعض المعربين ان اللام هنا لام العاق فهم قالوا هكذا لتكون عاقبة امرهم انهم يحملون اوزارهم واوزار الذين يظلونهم بغير علم وقال بعض المفسرين ان اللام هنا لا مكي اي لكي لكي يحملوا اوزارهم كاملة القيامة وقيل ان اللام لام الامر يأمرهم الله عز وجل ان يحملوا اوزارهم ليحملوا اوزارهم والاوزار جمع وزر وهي الذنوب والاثام وهي الذنوب والاثام التي يرتكبها الانسان ليحملوا اوزارهم كاملة اه نص على كمال الاوزار ليبين انهم ليسوا مثل المؤمنين. فان المؤمنين لا يحملون كل اوزارهم بمعنى ان المؤمن اذا اصابه شيء في هذه الحياة كفر الله عنه شيئا من اوزاره كما في في قوله جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. وكما قال النبي صلى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري لا يصيب المسلم او ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب الا كفر الله به من خطاياه. فالمؤمن كلما وقع في ضائقة او في مرض او في مصيبة او اصابه مجرد الهم او اغتم لامر من الامور فان الله جل وعلا يكفر عنه من سيئاته فيلقى الله جل وعلا وقد ذهب عنه كثير من الاوزار. واما الكفار حتى ما يصيبهم من المصائب والهم والغم لا يكفر عنهم شيء من ذنوبهم. ولهذا اخبر جل وعلا انهم يحملون وزارهم كاملة كاملة التي ارتكبوها ليسوا مثل المؤمنين الذين اذا اصابهم هم او غم او مصيبة او مرض فانه يكفر عنهم من الاوزار ولا يوافون الاخرة بكامل اوزارهم. قال جل وعلا ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم. اه اي ويحملون من اوزار الذين يضلونهم يحملون ايضا من ذنوب من اضلوهم لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من دعا الى ا حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. ومن عمل سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها. الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا ولهذا جاء في الحديث الصحيح انه ما من عبد او ما من احد يقتل احدا الا كان على ابن ادم الاول اجر من ذلك لانه هو اول من سن القتل. ولهذا هم عياذا بالله اضافة الى اوزارهم التي لا يسقط عنهم منها شيء بل يوافون بها كاملة. ايضا يحملون اوزار الذين يضلونهم من عباد الله. وهذا دليل على شدة خطر اه اظلال الناس ودعوة الناس الى الباطل وايقاع الناس فيما حرم الله امر خطير يا عبد الله يعني الذنب كله خطير. لكن كون الانسان يأتي بذنبه هو فقط اهون عليه من ان يأتي بذنوبه وذنوب الاخرين. كالذين يدعون الى الظلال او في عالم الانترنت الان قد يأتون بمواقع سيئة او قبيحة وباعمال يدلون الناس عليها فيتحملون اوزارها ويتحملون ايضا اوزار ان اوقعوهم في هذا الشر فعلى المسلم ان يحذر من عمل الوزر ومن عمل الذنوب وكذلك ايضا يحذر اشد الحذر من دعوة الناس الى الباطل. وجرهم الى الباطل واغرائهم به. لانه يتحمل اثامهم مع ذلك وقوله جل وعلا اه بغير علم ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم اه يضلونهم اي يصدونهم عن الحق بغير علم يحتمل ان قوله بغير علم راجع على آآ هؤلاء الكفار الرؤوس الذين يحملون اوزارهم كاملة فانهم يضلون غيرهم ويحملون اوزار غيرهم من غير علم منهم بعاقبة ما ينتظرهم وعاقبة وشؤم دعوتهم واظلالهم للاخرين وقال بعض المفسرين بل قوله بغير علم هنا راجع على الذين ظلوا الذين ظلوا فانهم ظلوا بغير علم وثقوا بهؤلاء المجرمين فاضلوهم وهم لا يعلمون ان ما دعوهم اليه ضلال لكن يحسبون انه صوابا. ولا مانع والله اعلم ان نقول ان الاية تدل على الجميع. فهؤلاء الذين اضلوا غيرهم لا يعلمون قدر ما اعده الله لهم من العذاب والنكال والخزي والعار كما ان اولئك الذين اتبعوهم احسنوا بهم الظن واتبعوهم من غير علم ولا بصيرة. وهذا دليل على انه يجب على المسلم الا يعمل عملا اذا كان من غير المباحات يعني عملا على سبيل التعبد الا ويعلم ان الله قد امر به او امر به رسوله صلى الله عليه واله وسلم وان لم يكن من اهل العلم يكون قد افتاه عالم مؤتمن على الشريعة لانه لا عذر للانسان ان يقول انا لا اعلم ما دام انه يعيش بين المسلمين ويسمع القرآن اسمع السنة واسمع العلم فلا عذر له. لكن لو رظى انه نشأ في بادية بعيدة او مكان بعيد عن او كما يحصل من بعض الناس الذين لا يسمعون عن الاسلام شيئا فهذا امرهم يختلف. لان الله جل وعلا يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. واما من يعيش بين المسلمين وهو مسلم والحق يسمعه ليلا ونهارا لا عذر له ولا حجة له. فعليه ان يتقي الله والا يقدم على عمل الا وهو يعلم ان الله جل وعلا قد رضيه او امر به او امر به رسوله صلى الله عليه واله وسلم. قال جل وعلا الا ساء ما يزيلون؟ الا اساء ما يزرون. قال الطبري في تفسيره الا ساء الاثم الذي يأثمونه. والثقل الذي يتحملون وقال القرطبي اي بئس الوزر الذي يحملونه. هل اساء ما يزرون؟ اي الا ابوحاء ما ما يزرون وما يحملون من الاثام لانهم قد تحملوا اثام وذنوبا من اضلوهم بغير علم ثم قال جل وعلا قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد. فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. هذه موعظة عظيمة يعظ الله كفار قريش حين نزول القرآن عليهم بهذه الموعظة ويخبرهم بانه قد مكر قبلهم قوم وامم كثيرة فاهلكهم الله ودمرهم واخذهم اخذ عزيز مقتدر فلكم بهم عبرة فاتقوا وارعوا وارجعوا عما انتم عليه فانه قد كذب وفعل مثل فعلكم هذا امم كثر قبلكم ثم كان عاقبة امرهم ان انزل الله بهم بأسه. فاحذروا ان يصيبكم ما اصابهم. ان بقيتم على ما انتم عليه. وقوله قد مكر الذين من قبلهم قال بعض المفسرين وهذا يروى عن ابن عباس ان المراد به نمروذ او نمرود الذي حاج ابراهيم بربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهيت الذي فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين هذا هو ممن ادعى الربوبية وادعى الالوهية فاذله الله واخزاه. وذكروا بعض القصص بعضهم اليه وبعضهم ينسبها الى بخت نصر وانه آآ اراد او انه آآ اقتنى نسرين آآ صغيرين وانه اطعمهما طعاما جيدا الى ان كبر ثم اه وضع له محملا وعلقه بهذين النصرين ثم وضع في يده لحمة به ورفعها عنهما فطارا النصراني يريدان ان يلتمس هذه اللحمة الى ان على في السماء الى ان بلغ مسافات طويلة ثم خشي على نفسه خر على وجهه وان كان هذا من اخبار بني اسرائيل والله اعلم هل وقع ذلك ام لا؟ بل المتأمل في ثنايا هذه هذه القصص يجد فيها شيئا من وان الجبال لما نزل الى اسفل وضع اللحم للنصرين الى اسفل انه كان له صوت شديد في اثناء نزوله وان الجبال تأثرت وتحركت بسبب ذلك الى غير ذلك. من المبالغات التي تدل على عدم صحة هذه القصة وامثالها لكن المفسرين او لكن المفسرين يذكرون مثل هذا من باب الاستئناس لا من باب الاستشهاد ومن باب الاعتقاد آآ وقال وهذا مروي عن ابن عباس انه النمرود وقد ذكر اه عبدالرزاق عن معمر عن زيد بن اسلم ان اول جبار كان في الارظ هو النمروذ عثى الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث اربع مئة اربع مئة سنة يظرب رأسه بالمطارق وارحم الناس من جمع يديه فضرب بهما رأسه وكان جبارا اربعمئة سنة فعذبه الله اربعمائة سنة كملكه ثم اماته الله وهو الذي كان بنى صرحا في السماء الذي قال الله تعالى عنه فاتى الله بنيانهم من القواعد. وهذا ايضا من اخبار بني اسرائيل. لكن لا شك انه كان جبارا وان الله جل وعلا اهلكه واذله ودمره. وقال بعض المفسرين آآ ان المراد به بخت نصر هو الذي عاناه الله بقوله قد مكر الذين من قبله فانه كان صاحب مكر وكفر وعناد. وقال اخرون اه هذا من باب مثل وهذا اختاره ابن كثير رحمه الله قال هذا من باب المثل لابطال ما صنعه هؤلاء الذين كفروا بالله واشركوا في عبادة فيه غيرة كما قال نوح عليه السلام ومكروا مكرا كبارا. اي احتالوا في اظلال الناس بكل حيلة وامالوهم الى شركهم بكل وسيلة كما يقول لهم اتباعهم يوم القيامة بل مكر الليل والنهار اذ تأمرون ان نكفر بالله ونجعل له اندادا. اختار ابن كثير ابن جرير انها في شخص بعينه او في امة بعينها قال هذا هو الاصل في دلالة اللفظ وهذا هو الاصل في المراد السقف انه اعلى البناء والاظهر والله اعلم هو قول الحافظ ابن كثير رحمه الله لان الكلام العربي ولغة العرب اه قد يكون للكلمة الواحدة اكثر من معنى وكلها حقيقة. كلها حقيقة تستخدم في هذا المعنى وتستخدم في المعنى الاخر حقيقة ويدل على المراد من المعنيين السياق والدلالة كما يقال للعين الباصرة التي ينظر وفيها الانسان عين ويقال لعين الماء عين ويقال للجاسوس عين فهذه كلها حقيقة وليس من باب المجاز كما يقول وبعضهم بل هذا من باب استخدام اللفظ في احد معانيه. وكل هذه المعاني حقيقة على ظاهرها. لكن يستخدم اذا استخدم في معنى ينظر في السياق وما يدل عليه السياق فيتعين المراد من معاني الكلام. وكذلك هنا المراد بهذا في قوله آآ فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف ان المراد به ان الله جل وعلا قد اهلك هؤلاء الذين مكروا وكفروا فاتى الله بنيانهم من قواعده والقواعد جمع قاعدة وهي الاساس اصل فاتى ما كانوا يعملون وما كانوا يفعلون من اصله وخر عليهم السقف ايضا وسقط عليهم وصار عاقبة امرهم الى الدمار والى الهلاك. وهذه حال الكفار كلهم الذين سبقوا ومنهم بعض الامم مثل قوم لوط الله جل وعلا جعل عاليا وسقف قريتهم الى اسفلها كما اخبر والله جل وعلا عن ذلك في كتابه الكريم. قال فاتى الله بنيانهم من القواعد قال ابن كثير اي اجتثه من اصله وابطل عملهم. فخر عليهم السقف من فوقهم لان خرور السقف واعلى الشيء الذي فوق الانسان هو الذي لا مدفع له. ولا يستطيع الانسان ان يدفعه اذا جاءه من اعلى يدافع الذي بين يديه والذي تحته والذي عن يمينه وشماله لكن اذا جاءه الامر من فوق فانه لا حيلة له في ذلك قال جل وعلا وفخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. اتاهم عذاب الله وعقوبته ونقمته من حيث لا يشعرون. وقد سبق ان ذكرنا ان معنى الشعور الاحساس وهم لا يشعرون بذلك. يعني لا يحسون لا يحسون به الا حين حل بهم وقع بهم وهذا من كيد الله لهم ومن مكر الله بهم. هذا كما قال عن بعض الامم لما رأوا العذاب قالوا هذا عارظ ممطرنا. يعني هذا مطر سينطرنا ما يشعرون وما يعلمون انه عذاب. قد انعقد ولهذا اخذهم في غرة وهم غافلون كما جاء عن بعض السلف يعني ما من قوم اعرضوا عن الله الا وكانوا في غرتهم وسلوتهم الا اخذهم الله وهم في وسلوتهم ايوا لا يغتر الانسان بالنعم التي هو فيها قد يكون هذا استدراج من الله ومكر وخاصة العاصي ما لا يلزم ان تكون النعم التي تتقلب فيها كلها انك مستحق لها وان الله عز وجل اه يعني جازاك بها على الطيب الله اعلم الانسان يراجع نفسه كم عندنا من الذنوب وكم عندنا من المعاصي فلا يلزم ان تكون هذه النعم التي يكون فيها الانسان تكون هذه اكراما من الله له. بل تكون استدراجا ليبلوه الله جل وعلا. ايشكر ام يكفر؟ قال جل ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم؟ قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. يوم القيامة ثم يوم القيامة والاتيان بثم دليل على تأخر القيامة لان ثم تفيد الترتيب والتراخي. ففي الدنيا ينالهم عقوبة عاجلة ثم في الاخرة يوم تقوم الساعة عند ذلك ايضا يخزيهم الله ويذلهم وينزل بهم الخزي والذل والعار جل وعلا بسبب اعمالهم يخزيهم ويقول اين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم؟ اين شركائي الذين زعمتم كنتم تشاقون هي فعل ما يشق او المعارضة والمراد انكم كنتم تشاقون اوليائي وانبيائي فيهم وتزعمون انهم الهة تشاقون انبياء واولياء من المؤمنين بزعمكم ان هؤلاء الهة اه وتشاقونهم في عبادتهم وافرادهم العبادة لي. سبحانه وتعالى. فيقول اين شركائي حسب زعمكم والا لا يعني من هذا اثبات ان لله شريك لان الله قد نفى هذا في ايات اخرى لكن اين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ وهذا على سبيل الاستهزاء بهم والسخرية والتبكيت كما يقال ذق انك انت العزيز الكريم للكافر فالله جل وعلا يقول لهم اين شركائي؟ يعني الذين زعمتم انهم لي شركاء والا فان الله كما مر معنا والهكم اله واحد جل وعلا لا شريك له سبحانه وتعالى. الذين كنتم تشاقون فيهم وهم يعني عبادة الاوثان او جعل الالهة مع الله. قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. قال الذين اوتوا العلم اه الذين اوتوا العلم اه قال ابن عباس هم الملائكة. قال القرطبي عن ابن عباس قال هم الملائكة. وقال السعدي رحمه الله في تفسيره هم العلماء والربانيون او هم العلماء الربانيون. وقال بعضهم هم المؤمنون وكل ذلك محتمل وان كان الاظهر انه انه في المؤمنين من الانبياء واتباعهم فان الله سبحانه وتعالى ينطقهم لانه شرفهم بالنجاة من العذاب ومن الخزي فيقولون حين دون ذلك آآ ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. الخزي اي الذل والسوء يعني شدة العذاب العذاب الشديد الذي لا يقادر قدره ولا يعلم قدره الا الله الا الله جل وعلا على الكافرين المشركين الذين كفروا بالله جل وعلا ولم يؤمنوا به سبحانه وتعالى اه ثم قال جل وعلا الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم الذين توفاهم الملائكة هذا بدل من الكافرين ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين الذين تتوفاهم وهم الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم. وهنا قال تتوفاهم الملائكة. وفي اية اخرى قال قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وفي بعض الايات يقول الله جل وعلا الله يتوفى الانفس حين موتها. وهذه الايات لا تعارض بينها بل هي حق على حقيقتها. وفي كل اية لوحظ معنى غير الذي لوحظ في الاية الاخرى. فقوله والله يتوفى الانفس لان وفاة الانفس وموتها انما هو بامره جل وعلا. وبتقديره فهو المتوفي على الحقيقة واسناده الى الملائكة لان ملك الموت له اعوان يساعدونه في نزع روح الكفار وفي نزع ارواح واستخراجها من ابدانهم. ولهذا يضربون وجوههم وادبارهم نعوذ بالله. واسنده الى ملك الموت انه هو الذي يتولى قبض الروح اذا بلغت الحلقوم هو الذي يتولى قبضها في النهاية حينما تخرج من البدن فاتفقت هذه الايات ولا تعارض بينها. وانا اوصي من استشكل شيئا من ايات القرآن او ظن انها يعارض بعضها بعظ ان ان ان عليه ان يسأل اهل العلم او ان كان له معرفة ودراية بكتب اهل العلم يرجع الى الكتب التي تختص في بيان مشكل القرآن ومن احسنها آآ كتاب دفع ايهام الاضطراب عن ال الكتاب للعلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله صاحب اضواء البيان. فانه في هذا الكتاب الجليل القدر قد افاد واجاد وجمع بين الايات التي ظاهرها او التي توهم التعارض جمعا لطيفا بديعا آآ واخذ ذلك من كلام العلماء السابقين فالحاصل انه هنا قال الذين توفاهم الملائكة وهذا حق لان الملائكة يتولون اه اخراج ابدانهم ونزعها من من اقدامهم ومن ايديهم ومن ظهورهم الى ان تبلغ الحلقوم. فاذا بلغت الحلقوم تولى قبضها ملك الموت وليتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. ثم قال جل وعلا الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم اي والحال ان انهم ظالمون لانفسهم. والمراد بالظلم هنا هو الظلم الاكبر. الذي هو الشرك. لان الظلم ظلمان ظلم اكبر ان الشرك لظلم عظيم. وظلم اصغر وهو ان يظلم المسلم يظلم احدا من مسلمين او يظن نفسه ولكن ظلم دون ظلم ليس كفر. واما الظلم الذي هو الكفر فهو الشرك وهو اعظم الذنوب وهو المراد هنا انهم ظالمون لانفسهم الظلم الظلم الاكبر لانهم كفروا واشركوا بالله سبحانه وتعالى. فالقوا السلمة ما نعمل من سوء فالقوا السلام يعني استسلموا. هؤلاء الكفار استسلموا وانقادوا لامر الله جل وعلا في ذلك الوقت الذي لا ينفعهم فيه الاستسلام وانما كان ينفعهم في الدنيا لو استسلموا في الدنيا تابوا لامر الله جل وعلا وامنوا ولهذا يقول ابن جرير الطبري فالقوا السلم قال اي استسلموا لامره جل وعلا وعلا وانقادوا له حين عاينوا حين عاينوا الموت نزل بهم ونحوه قول ابن كثير قال اي اظهر السمع والطاعة والانقياد قائلين ما كنا نعمل من سوء كما يقولون يوم المعاد والله ربنا ما كنا مشركين. ويقولون يوم وكذلك قال جل وعلا يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم. فالكفار حينما يفضون الى الاخرة ويرون شدة العذاب والنكال يحاولون ان يكذبوا وان يجحدوا ما كانوا يعملون. ولكن لا ينفعهم ذلك. لانهم يختم على افواههم تتكلم ايديهم وارجلهم وجوارحهم باعمالهم التي كانوا يعملون. ولهذا هنا القوا السلم اي استسلموا وانقادوا لامر الله ويتمنون ان يردوا الى الى الدنيا فيعملوا عملا صالحا. قال جل وعلا قوس السلمة ما كنا نعمل من سوء. يعني هل القوا الاستسلام وجحدوا عمل السوء؟ وقالوا ما كنا نعمل من سوء ولا كفر ولا شرك ثم قال الله جل وعلا بلى رد عليهم وتكذيب لهم بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون. جل وعلا ان الله عليم بما كنتم تعملون. كما مر معنا يعلم ما يسرنا وما يعلنون. ولا يخفى عليه جل وعلا شيء من اعمال الخلق ولهذا من يعني زيادة في العدل لانه الحكم العدل وانه مقسط جل وعلا فانه ايضا اه وكل ملائكة يحفظون عليهم اعمالهم ويجدون ذلك يوم القيامة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها؟ وايضا يقرأونه بانفسهم لا يجحدون شيئا منه. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. قال جل وعلا فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها. فبئس مثوى المتكبرين. هذا نهاية امرهم. نسأل الله العافية والسلامة فادخلوا ابواب جهنم لان جهنم لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء ادخلوا ابواب جهنم وهي النار نعوذ بالله خالدين فيها ايضا هم خالدون فيها وجاء في ايات اخرى خالدين فيها ابدا. وهذا دليل ان الكفار الذين هم الكفار الظالمون لانفسهم الظلم الاكبر انهم لا يخرجون من وما هم بخارجين منها لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين. نسأل الله العافية والسلامة لا يموت فيها ولا آآ يحيى وآآ لهذا يخزيهم الله ويكذبهم ويأمرهم بان يدخلوا ابواب جهنم وين كان جاء في بعض الايات ان الملائكة هي التي تسوقهم وتحشرهم و يعني تزجرهم ولكن لا يمنع ان الملائكة تفعل بهم هذا فاسند الفعل الى الملائكة وانهم ايضا هم يستسلمون ويمظون فهم ايضا داخلون بهذا الاعتبار. فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فلا بأس مثوى المتكبرين. المثوى قيل هو المكان وقيل هو المقام. وكلاهما حق. فبئس مثوى المتكبرين يعني بئس المثوى بئس المقام الذي يقيمه كافرون المتكبرون وبئس المكان ايضا الذي يثوون فيه ويقيمون فيه وهي النار. نعوذ بالله وصفهم بالمتكبرين. لان كل من لم يؤمن بالله رسوله ويتبع الحق فهو متكبر جبار. ولهذا جزاء كبرهم وترفعهم عن الحق عوقبوا بهذه فيه العقوبة واذل واذل واخز في آآ دخول النار نعوذ بالله من النار. وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين احسنوا فيها هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير. ولنعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار خالدين تجري من تحتها الانهار لهم فيها ما يشاؤون. كذلك جزي الله المتقين. الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي امر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون. فاصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون. وقال الذين اشركوا لو الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباء ولا حرمنا من دونه. ولا حرمنا من دونه من كي كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاء المبين. ثم بعد ان ذكر جل وعلا شيئا مما يقع للكفار في الاخرة الذين كذبوا واعرضوا اردف ذلك ببيان ما يحصل للمؤمنين المطيعين. ومن اجل هذا سمي القرآن مثاني. لانه يتحدثوا عن الشيء ثم يثني بذكر الحديث عن ضده. فتحدث في الايات الماظية الله جل وعلا ما يحصل للكفار ثم ثنى بذكر ما يحصل للمؤمنين حتى يتبين الناس حال الكافرين العصاة وحال المؤمنين المتبعين للرسل حتى يكون ذلك يعني ابلغ واعظم بيانا واقوم حجة على العبد فانه قد بين له مصير الفريقين فليختر لنفسه بما شاء بين مصير الكفار وما يحل بهم ثم بين مصير وحال المؤمنين وما يقع وما يصيبهم من وبالعظيم. فقال جل وعلا وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم. الكفار لما قيل لهم واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم؟ قالوا اساطير الاولين. قالوا اخبار الاولين وكذبهم وباطلهم. هذا حال الكفار لانهم مكذبون بالقرآن. واما المؤمنون اذا قيل لهم ماذا انزل ربكم؟ قالوا خيرا. اي قال ابن كثير اي انزل خيرا اي رحمة اي رحمة وبركة وحسنا لمن اتبعه وامن به. نعم هذا حال المؤمنين لان مقتضى قولهم انزل خيرا الانسان حريص على الخير وعلى تحصيل الخير وعلى فعل الخير هذا قول المؤمن وهذه عقيدة عند كل مؤمن يجب ان يعتقد ان كل ما انزله الله انه خير كلما انزل او كل ما انزله الله فهو خير يا عبد الله. وان كانت نفسك لا تشتهي هذا او لا تريده. لكن والله انه لخير ولهذا هذا قول المؤمنين ماذا انزل ربكم؟ قالوا خيرا. للذين احسنوا في هذه الدنيا انا ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين. يحتمل ان قوله للذين احسنوا انه من كلام الله جل وعلا واخباره ويحتمل انه من قول المؤمنين بما علموا ونحى الى هذا او مال اليه ابن كثير. فالحاصل ان الله جل وعلا اخبر او اخبر عباده بما اخبرهم الله واخبرتهم الرسل ان للذين احسنوا في هذه الدنيا ها حسنة الذين احسنوا في هذه الدنيا العمل. احسنوا العمل امنوا بالله واتبعوا الرسل بطاعته ان لهم عند الله حسنة. قال ابن كثير رحمه الله ثم اخبروا ما وعد الله عباده فيما انزله على رسله فقال للذين احسنوا الحسنى للذين احسنوا في هذه في هذه الدنيا حسنة ولا دار الاخرة خير كقوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة في الدنيا المؤمن يحيي الله حياة طيبة حسنة هذي حسنة في الدنيا لذة راحة طمأنينة ما يجدها الكفار هو في في هم وضيق لا يعلمه الا الله. وابن كثير يستشهد لهذه الاية اية اخرى كما قال جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون اي من احسن عمله من احسن عمله في الدنيا احسن الله اليه في الدنيا والاخرة هذا شيء عظيم يا اخوان. نسأل الله العافية والسلامة. الكفار لهم عقوبة في الدنيا وفي الاخرة. المؤمن اذا عمل الحسن وعمل الصالحات له حسنة في الدنيا وحسنة في الاخرة. حسنة في الدنيا بالحياة الطيبة براحة الظمير بالانس بالله جل وعلا وله في الاخرة ثواب عظيم. عند الله جل وعلا قال او جاء عن ابن عباس انه قال عند قوله للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة قال الحسنة هي تضعيف الاجر الى الى عشر الى عشر حسنات فما زاد. وجاء عن الضحاك انه قال الحسنة هي النصر والفتح وجاء عن مجاهد انه قال الحسنة هي الرزق الحسن. جاء عن بعضهم قال حسنة كرامة عند الله جل وعلا وقال بعض المفسرين ما فتح الله بها المسلمين من البلدان وافى عليهم من الغنائم. وهذا الحقيقة تفسير بالنوع والمثال. والا الحسنة في الدنيا للمؤمنين اكثر من هذا التي تحصل لهم من الايمان والطمأنينة والرضا بقضاء الله وقدره مع ما يفتح الله به على عباده هذا حسنة وهذا جزاء عاجل للايمان. قال جل وعلا ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين. ولدار الاخرة يعني الدار الاخرة خير واعظم ثوابا واجرا عند الله سبحانه وتعالى. ولنعم دار المتقين تقين اي الجنة. حينما يفضون اليها فانهم يجدون من الثواب عظيم ما يجعلهم لا يخافون ولا يحزنون لا يخافون من مستقبل ايامهم ولا يحزنون على ما فاتهم من النعم ومن النعيم ومن الترف في الدنيا. حتى ان اقلهم اقلهم ام نعيم ما جاء في الحديث الذي في البخاري ومسلم انه يخرج الله جل وعلا رجلا من النار هو اخر من يخرج من النار وذكر الحديث وفيه انه اذا جاء الجنة وادخل الجنة تراءى له بانها ملأى الناس قد اخذوا اماكنهم ما بقي فيقول الله جل وعلا له تمنى اطلب فيتمنى ويذكره الله حتى تنقطع به الاماني. يذكر الله يقول تمنى اذا تمنى كذا فاذا انقطعت به الاماني يقول الله عز وجل ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا؟ مثل الدنيا من لدن ادم الى قيام الساعة. ثم ذكر الحديث فيه قال لك الدنيا وضعفها وضعفها وظيفها الى ان قال عشرة اضعافها. هذا اخر رجل يخرج من النار. واخر رجل يدخل الجنة له مثل ملك الدنيا من اولها الى اخرها عشر مرات. فهو ملك عظيم. ولهذا قال في هذه الاية ولدار الاخرة خير دار المتقين لكن هي دار المتقين الذين اتقوا الله في هذه الدنيا جعلوا بينهم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب معاصيه. بفعل الطاعات واجتناب المعاصي. فلابد من التقوى اتق الله حتى تنال هذا المقام العظيم ثم قال جل وعلا جنات عدن اي هذه هي دار المتقين فسرها وبينها وهي داء هي جنات جنات عدن والجنات جمع جنة. والجنة هي البستان. الكثير الاشجار والاغصان. وقيل للجنة ان لكثرة بساتينها وكثرة اوراقها اغصانها واشتباكها مع بعضها فهي تجن ما بداخلها والاصل ان الجنة اسم جنس. الجنة واحدة. لكن للمؤمنين لكل واحد من المؤمنين اذا دخل هذه الجنة له فيها جنات. ولهذا قال جنات عدن وعدن مأخوذ من قولهم عدن في المكان اذا اقام فهي جنات عدن يعني جنات اقامة دائمة. ما يرحلون منها ماكدين فيها ابدا جنات عدن يدخلونها. نعم يدخلونها فيقيمون فيها ويخلدون فيها. ولا يخرجون منها قال جل وعلا تجري من تحتها الانهار. قال ابن كثير تجري من تحتي اشجارها. تجري من تحت اشجارها الانهار. وهذا من النعيم العظيم بهذه الجنات كل واحد له جنات وبساتين كثيرة. وايضا في هذه الجنات انهار تجري من تحت اشجارها وهذا من النعيم العظيم. قال جل وعلا لهم فيها ما يشاؤون. لهم فيها ما يشاؤون ما يشاؤونه ويطلبونه حتى جاء في الحديث عند الترمذي بسند يجوده بعض اهل العلم ان احد اهل الجنة او ان الرجل من اهل الجنة يتمنى او يقع في نفسه لحم طير فما يشعر الا وقد خرب وبين يديه مشويا فلهم ما يشاؤون فيها. لهم ما يشاؤون فيها. وفي الاية الاخرى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وهو النظر الى وجه الله الكريم. نسأل الله الكريم من فضله. ليدل على فضل هذا هذه الجنة وعلى فضل ثواب من اتقى الله في الدنيا وامن بكتابه واتبع رسوله. قال جل وعلا لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين. اي مثل هذا الجزاء يجزي الله جل وعلا المتقين جمع متقي وهم الذين اتقوا ربهم في الدنيا بفعل اوامره واجتناب نواهيه وجعلوا بينهم وبين عذابه وقاية بفعل ما امرهم به واجتناب ما نهاهم عنه الذين توفاهم الذين تتوفاهم الملائكة طيبين. هذا حال المؤمنين ان الملائكة تتوفاهم وهم قال ابن كثير طيبين اي مخلصون مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء. هذه حال تتوفاهم الملائكة وهم طيبون في حال طيبة مخلصون لله مجتنبون كل سوء و يقولون سلام عليكم تسلم عليهم الملائكة ويبشرونهم بالخير الذي امامهم ولهذا قال يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. هؤلاء هم المؤمنون. لكن الكفار كما مر معنا يقول الله جل وعلا عنهم الذين توفاهم الملائكة ظالمي آآ تتوفاهم الملائكة وهم ظالمون لانفسهم وايظا يوبخونهم توبيخا عظيما كما مر في الايات. اذا في هذه الايات ذكر الله حال المؤمنين الذين تتوفاهم الملائكة وهم طيبون مخلصون لله جل وعلا. وايضا طيبون في اعمالهم قد عملوا يسلمون عليهم يقولون سلام عليكم اي لكم السلامة والامن او يسلمون عليهم ايضا ويبشرونهم بالسلامة والامن امامهم ويقولون لهم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. والكفار مر معنا انهم تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم وانهم يقال لهم ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين. ففرق بين الفريقين فريق فريق السعير وفريق الجنة. وهذه كلها يا اخوان عبر وعظات يتأمل الانسان ما ما امامه في الاخرة الناس احد هذين الفريقين. ولهذا الانسان يستعد من الان ويعمل بعمل الفريق الذين يقال لهم سلام عليكم طبتم وهم المؤمنون. وقوله هنا ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. الباء للسبب بية اي بسبب عملكم. وهذا قد يرد عليه اشكال او قد يستشكل البعض قوله هنا ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ان بقى للسببية مع انه جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم احد يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت؟ يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. فقال العلماء ان الجنة لا يدخلها احد بعمله لكن قوله هنا بما كنتم تعملون اي بسبب عملكم ان الله جعل عمل عباده عمل عباده القليل هذا جعله سببا لدخول الجنة. لا لا ان هذا العمل كفؤ ومكافئ للجنة. الجنة عظيمة لا يمكن ان يدخلها احد مهما من امل لا يمكن يعمل عملا يستحق به ويكافئ به ثواب الجنة. لكن من رحمة الله على عباده المؤمنين انه جعل حملهم هذا اليسير سببا لدخولهم الجنة وبهذا تجتمع النصوص ويزول الاشكال. ثم قال جل وعلا ايضا نعاني الكفار هل ينظرون الا الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي امر ربك؟ كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم فهم يظلمون. هل ينظرون؟ هذا تهديد للمشركين. ووعيد ومعنى ينظرون ينتظرون. او ينظرون حلولا العذاب بهم وهو بمعنى الانتظار. فماذا ينتظر هؤلاء الكفار؟ الذين ابوا ان يؤمنوا بك يا رسولنا واعرضوا ماذا ينتظرون هل ينظرون الا ان الا ان تأتيهم الملائكة لقبض ارواحهم تأتيهم الملائكة لاجل قبض ارواحهم. لان كل انسان له اجل ينتهي اليه. ان تأتيهم الملائكة او يأتي امر ربك وهو يوم القيامة هم ينتظرون هذا وهذا فاما في الدنيا قبض الملائكة لارواحهم وحلول العذاب بهم او يأتي امر الله يوم القيامة اكل ذلك حق وكل ذلك حاصل لكل احد؟ قال جل وعلا كذلك فعل الذين من قبلهم مثل فعل قريش هذا هؤلاء الذين ابوك يا رسولنا فعلت الامم الكافرة من قبلهم مع انبيائهم. فكان عاقبة امرهم ان توفتهم الملائكة وانهم امر الله يوم القيامة وكما قال جل وعلا النار يعرضون عليها غدو وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب نعوذ بالله من ذلك. قال جل وعلا وما ظلمهم الله. ما ظلموا ما ظلمهم الله جل وعلا بهذا العذاب الذي احله بهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. هم الذين ظلموا انفسهم بالكفر بالله جل وعلا. والشرك وعدم الايمان ابوا قامت عليهم الحجة ودعتهم الرسل واقاموا لهم الحجج والبينات التي وصلت الى حد اليقين على صحة فيدعونهم اليه ومع ذلك ابوا واعرضوا عن الحق. وعادوا الحق واهله وسبوا الله وسبوا رسله. والمؤمنين فما ظلمهم الله لكن هم ظلموا انفسهم فهذا العمل او هذا الذي صاروا اليه جزاء وفاقا على اعمالهم الخبيثة. قال جل وعلا فاصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. فاصاب هؤلاء القوم او فاصاب تلك الامم التي مضت من قبلكم آآ سيئات ما عملوا اي عقوبات اعمالهم التي عملوها في الدنيا وكفرهم بهم اي حل بهم واحاط بهم ما كانوا به يستهزئون. ما كانوا يستهزئونه. والمراد ما كانوا به من الرسل يستهزئون برسلهم وبما جاءهم به وما يدعونهم اليه فحاق بهم واحاط بهم وحل بهم نتيجة شو هذا الاستهزاء برسل الله الذي كان الواجب عليهم ان يؤمنوا بهم وان يتبعوهم وان يعزروهم وان يوقروهم فهذه موعظة بليغة كفار قريش وكفار العرب فان فانكم ان ابيتم الا هذا الطريق الذي انتم عليه فقد خلت من قبلكم امم وحل بهم كيت وكيت حتى يرتدعوا ويكون ذلك ابلغ في اقامة الحجة عليهم. ثم قال جل وعلا وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما ادنى من دونه من شيء. اه نكتفي بهذا القدر ونستمع لما تيسر من الاسئلة فيما بقي من الوقت. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. احسن الله اليك يقول السائل ما حكم حمل المصحف باليد اليسرى؟ خاصة اذا كانت اليمنى مشغولة او تعبت لا بأس لا بأس بذلك بشرط ان لا يكون قصده بهذا اهانة القرآن. فاذا كان للحاجة لا حرج في هذا. نعم