بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباءنا ولا حرمنا. ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله. فمنهم من هدى الله الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. فسيروا في الارض فانظروا وكيف كان عاقبة المكذبين ان تحرص على هداهم ان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس له لا يعلمون. ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين. انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في هذه الايات المباركات من سورة النحل وقال الذين اشركوا لو يا الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ يخبر الله جل وعلا عن شدة كوبري كفار قريش وانهم كفروا وعملوا السوء ثم احتجوا على ذلك بالقدر ثم احتجوا على ذلك بالقدر فكذبهم الله جل وعلا وابطل مقولتهم فهم يقولون الذين اشركوا اي جعلوا مع الله الهة اخرى وعبدوا الاوثان والاصنام مع الله ومن دون الله لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء لو شاء الله ان لا نعبد هذه الاصنام ما عبدناها لو شاء الله الا نعبدها ما عبدناها. وما عبدنا احدا من من دونه. ثم قالوا نحن ولا اباؤنا فكأنهم يقولون ما دام ان الله جل وعلا تركنا واباءنا على عبادة ما نشاء فان الله راض عن ذلك. ويحتجون بالقدر على فعلهم وهذا من اقبح الذنب ان يعمل الانسان الذنب ثم يحتج عليه بالقدر. ولهذا قال الله جل وعلا ايظا عنهم ولا حرمنا من دونه من شيء. لانهم حرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وحرموا بعض بهيمة الانعام قال وهذا محرم على ازواجنا وحرموا اشياء من قبل انفسهم باجتهاداتهم وعقولهم الباطلة الظالة ومع ذلك يقولون هنا لو شاء الله ان لم نفعل ذلك ما فعلناه. فما دام انا فعلناه هذا دليل على ان الله قد رضي ذلك وهذا مصادمة الفطر ومصادمة قبل ذلك للنصوص الشرعية. فان الله جل وعلا خلق الخلق جعل منهم مهتدين وجعل منهم ضالين ولكنه ارسل رسلا وانزل عليهم كتبا ليبينوا الحق ويدعوا اليه ويحذروا من الشر ويقيموا الحجة على الخلق. فليس لاحد ان يحتج بالقدر على ما هو عليه او يحتج بان ما هو عليه حق لان الله فتركنا وذلك هذا ليس بحجة لانه قد جاءتكم الرسل. وبينت لكم بطلان هذا الامر. وحذروكم ونهوكم وجاءتكم الايات الكثيرة التي تيقنتم معها الحق من الباطل. فليس لكم حجة في ذلك. ولهذا قال جل وعلا بعد ذلك كذلك فعل الذين من قبلهم. هم يتبعون من قبلهم من الكفار كذلك قبلهم من الكفار من فعلوا مثل فعلهم. واحتجوا على ذلك بان الله وما هم عليه. وكل هذه حجة ابليسية شيطانية. داحضة. قال جل وعلا لا فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ يعني فارسلنا لكم رسلا اخوكم البلاغ المبين اي الواضح البين واقاموا عليكم الحجة وبينوا لكم طريق الحق من ضلال لكن ما على رسلنا الا البلاغ. ليس عليهم هداكم. ولا اجباركم على ذلك. وان ما عليهم البلاغ وقد قاموا به خير قيام. ثم ذكر جل وعلا مهمة الرسل وهذا ايضا فيه تكذيب لهم وابطال لحجتهم. فقال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا. لقد في كل امة في كل طائفة من الناس في كل جماعة من الناس بعثنا اليهم رسولا. فما تركنا الخلق كما قال جل وعلا وما كان وما كان ربك ليهلك القرى ظلمي واهلها غافلون. وقال جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فالله بعث في كل لامة رسولا بماذا؟ انعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. اعبدوا الله اي بالعبادة افردوه بالعبادة. اجعلوا عبادتكم له. واجتنبوا الطاغوت. اجتنبوا عبادة الطاغوت طاغوت والاصل في الطاغوت هو كل من عبد من دون الله ورظي بذلك. او كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع ورضي بذلك. واصل الطغيان من التجاوز كما قال جل وعلا انه لما طغى الماء حملناكم في الجارية يعني لما تجاوز الماء حده المعهود حملناكم حملنا اصلكم وهو نوح في الجارية في السفينة التي تجري. ومعنى الطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده فصرف العبادة له وجعله شريكا مع الله وجعله الها فيدخل فيه الاصنام والاوثان وغير ذلك مما يعبد من دون الله. فانتم ايها المحتجون بان الله لو شاء ما ترككم على ما انتم عليه وانكم وان وانه راض عما انتم عليه فكذبتم بقولكم هذا بل ارسل رسلا وبلغوكم البلاغ المبين. بل كل امة من الامم انتم ومن قبلكم ارسل اليهم رسلا رسولي يدعوهم الى ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. والذي انتم فيه وتقولون بان الله لو شاء بين لنا اولى لو شاء الله ما فعلنا هذا هذا مما حرمه الله. وارسل رسلا يحرمونه ويبينون خطره وينهونكم عنه ويأمرونكم بظده وهو اخلاص العبادة لله فكيف تحتجون بالقدر؟ فكيف تحتجون بالقدر هذه حجة شيطانية وهم انما يخدعون انفسهم بهذا. والا فقد اقام الله عليهم حجته الرسالية وهم مستيقنون هم بانفسهم موقنون ويعرفون الحق كما يعرفون انفسهم ولكن يقولون هذا من باب المحاجة والمجادلة والمعاندة والاستكبار واعذار انفسهم او اذار امام اتباعهم وهذا والله لا يزيدهم الا بعدا من الله ولا يزيدهم الا سحقا. بي هذه الاعمال الخبيثة. اذا قد اقام الله حجته على خلقه. ولقد بعثنا في كل امة ولهذا ايها الاخوة اذا كان هناك فترة من الرسل انقطاع بين الرسل فان الله جل وعلا لا يعذب اهل هذه الفترة الا من اطلع على الحق لا يعذبهم في الدنيا. لكن يعيد لهم الامتحان يوم القيامة من اتبع الحق ادخله الجنة ومن اتبع الباطل ادخله النار. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم بعث في وقت الفترة على فترة من رسل فاصحاب الفترة الا من جاء به النص والدليل اذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم ان فلان من اهل النار فهذا مستثنى بدليل انه ان النبي اطلعه الله على انه مثلا من اهل النار. لماذا؟ لانه قد قامت عليه الحجة الرسالية او انه يختار هذا الطريق يوم القيامة. وهذا من كمال عدل الله جل وعلا. فليس احد ان يحتج على ما هو عليه من الباطل بان الله تركه عليه. وهذا العقلاء حتى الكفار لا يرظون هذا لو جاء سارق وسرق مال مالك؟ بل سرق مال رجل كافر. هل يتركه لو قال له لو شاء الله الا اسرقك ما سرقتك. شاء الله هذا. هل يقبل هذا احد؟ لا يمكن هذا كلام باطل. ولهذا يكفي ان الله ارسل اليهم الرسل وانزل على رسله الكتب. وبعث في كل في امة رسولا وبينوا الحق واوضحوه وجل الله الحق ايضا بما بالايات والبينات في انفسهم في الافاق عرفوا تمام المعرفة. ولكن هم يحتجون بهذا من باب الحجج الباطلة من باب ان يغروا انفسهم واتباعهم وما يغرون الا انفسهم وما يظرون الا انفسهم. قال جل وعلا فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. من هذه الامم التي بعث الله اليهم الرسل منهم من هداه الله. والمراد هنا هي هداية التوفيق. وفقهم للايمان والعمل الصالح. وهم المؤمنون الانبياء واتباع الانبياء. ومنهم من حقت عليه الضلالة اي وجبت وثبتت عليه الضلالة عن الحق لاصراره على الكفر وعبادة غير الله. لكن الحجة قد قامت عليه. ولهذا يا اخوان ليس لاحد ان يحتج على الله جل وعلا بعدم هدايته او اضلاله. هذه طريقة المشركين. لماذا لان الله جل وعلا ارسل رسلا بينوا الحق. واقاموا الحجة على الخلق. والله اعطاك الاختيار فلك اختيار تختار تسلك هذا الطريق وهذا امر لا ينكره الا مكابر. يعني انت لما جئت الى هذا المسجد المبارك مثلا هذه الليلة او هذا اليوم هل اوجدت احدا هل وجدت احدا اضطرك اضطرارا؟ امسك بك والزمك ورفع السيف عليك لابد ان تذهب ام انك نويت هذا واخترت الذهاب وحرصت عليه وبذلت جهدك نعم الامر كذلك فكذلك هؤلاء الذين ظلوا. الم يقم لهم الدليل والبيان والمحجة على الطريق الصحيح ورأوا من الايات ما فيه مزدجر ومع ذلك اختاروا طريق الضلال. نعم الله جل وعلا يهدي من يشاء ويضل من يشاء ولكنه جعل لذلك اسبابا فالعبد يفعل ويختار وان كان هو وهو فعله لا يخرج عما قضاه الله وقدره. لكن العبد لما لما يباشر الامور لا يدري ماذا قدر الله عليه لا يدري عن القدر لو كان مطلع على القدر له ان يقول آآ كيف اهتدي والله كتبني انني نقول هل علمت ما في القدر؟ هل اطلعت عليه؟ انت لما باشرت الاعمال من هداية او ظلال من صلاة من قيام من صدقة هل هو باختيارك ام لا؟ الجواب نعم باختياري. اذا انت تجازى بعملك هذا من رحمة الله وعدله انه لا يجازي العباد بعلمه السابق. الله علم في الازل ان فهذا سيهتدي او هذا سيظل. لكن لا يعذب من ظل على علمه السابق. يخلقه ويوجده وينهاه ويترك له حرية الاختيار. فان اختار الطريق الضال فهو بنفسه اختار وان كان الله قد كتبه قبل ذلك لكن ما كان يعلم ان الله قد كتبه. ولهذا قال جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى تقواهم. قالوا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. فالجزاء من جنس العمل. فلا حجة لاحد على الله. بل والله قد اقام الحجة وبين المحجة بل في فطرة الانسان وفيما يراه في هذا الكون من الدلائل والايات البينات ما يستيقن معه انه لا اله الا الله وحده لا شريك له كلام. لكن هؤلاء هم الكفار الضلال. يريد يلتمس حجة. هذه كلها اوهى من من خيوط العنكبوت وهو بهذه الحجج ما يضر الا نفسه. قال جل وعلا فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين؟ يا كفار قريش يا من زعمتم ان الله جل وعلا لو شاء ما عبدتم من دونه وشاركتكم الامم السابقة. سيروا سير اعتبار. سيروا في الارض. معتبرين انظروا الى عاقبة المكذبين من قبلكم. وقريش قريب منهم ديار ثمود قريب منهم ديار ثمون. قريب منهم ديار. قوم صالح فانظروا الى اثارهم سيروا سير اعتبار اين هم؟ اين ذهبوا؟ ما الذي حل بهم لما لم يؤمنوا وايضا سيروا الى ديار ايضا الكفار الذين تمرون بهم في طريقكم الى الشام. كقرى قوم لوط فسيروا واعتبروا سير اعتبار من اجل ان تعتبروا وتتأملوا ماذا حل به ماذا صار عاقبة امرهم؟ وهذا من زيادة اقامة الحجة عليهم. لكن هم جعلوا بينهم وبين الايمان حجاب. بل كما اخبر الله جل وعلا ولو اننا عليهم الملائكة وحشرنا عليهم كل شيء قبولا. ما كانوا ليؤمنوا ابدا هم لا يريدون الايمان. كما قال الله عز وجل لنبيه ولو جئتهم بكل اية. فالمسألة ما هي مسألة انهم ما يعرفون الحق. او انهم ما تبين لهم الامر. لا. هم كفار ومعرض عن الحق ولا يريدون ان يتبعه مهما قامت عليهم الحجة والادلة. قال جل وعلا ان تحرص على هداهم. دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم. على هداية قومه فقد بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة صلى الله عليه وسلم ودعاهم بالليل والنهار وسلك معهم جميع مسالك الدعوة الى الله عز وجل. وكان حريصا على هدايتهم. فقال الله جل وعلا ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل. هذه قراءة الجمهور وفي قراءة اخرى ايضا وهي قراءة قرأ بها نافع وابن كثير وابو عمرو وابن عامر فان فان الله لا يهدي من يضل فان الله نعم. ليس من يضل. انك لا تهدي فان الله لا يهدى من من يضل. فان الله لا يهدى من اضله. من اظله الله لا يهديه احد. وقرأ بعض القراء فان الله لا يهدي من اضل. وكلا القراءتين حق. فمن اظله الله لا يمكن ان يهديه لأنه اما ان يهديه واما ان يضله. فمن اضله لا يمكن ان يهديه. كذلك من اضله الله لا يمكن ان لا يمكن ان يهديه احد ابدا. وهذا كما قلنا المراد به في العلم الازلي. في الكتاب الذي كتبه الله عنده لكن هذا لا يعني انهم ان الله ظلمهم بل اوجدهم ان لهم الالات وحرية الاختيار فامرهم ونهاهم واقام عليهم الحجة فهم اختاروا ما اختاروا بما ظلمهم الله لكن هذا كسبهم واعمالهم وافعالهم بما كانوا يعملون. قال جل وعلا ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين. ما لهم من ناصرين. يوم القيامة حينما يفضون الى الاخرة لان جميع العباد يصبحون في مقام المحاسبة والمجازات. بل هو يوم يخاف منه الناس حتى الانبياء. وكل منهم يقول نفسي نفسي ان الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. ففي ذلك اليوم من ينصرهم؟ لان لله وحده لا شريك له هو المتصرف. فلا تنصرهم الهتهم. ولا اعوانهم. ولا معهم لان كل كافر مخزى ذليل قد اصابه الخوف حتى بلغ الحلقوم لا يدفع النسي ولا عن غيره. وهذا فيه حث على ان يعتبروا الا من معتبر؟ فالانسان يسلك الطريق الذي يكون فيه وليا لله ويكون الله وليه وناصره وهو الايمان بالله وحده لا شريك له. اه قال ابن قال ابن جرير الطبري عند قوله ان تحرص على هداهم قال ان تحرص يا محمد على هدى هؤلاء المشركين الى الايمان بالله واتباع الحق فان الله لا يهدي من يضل او لا يهدى من يضل جل وعلا. فبين ان الهداية ملك الله. ان الهداية ملك الله ولهذا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ونعني بالهداية هنا هداية والالهام لان الهداية هدايتان. هداية ارشاد ودلالة. ان يرسل على الحق يدل عليه يبين الحق النبي صلى الله عليه وسلم يهدي بهذا الاعتبار. وكل مؤمن داع الى الحق يهدي ايضا بهذا الاعتبار. ولهذا قال الله للنبي صلى وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم. لكن هداية التوفيق وهي المنفية هنا لا الا الله. قال الله لنبيه انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء. ثم قال جل وعلا واقسموا بالله جهدا ايمانهم لا يبعث الله من يموت. اقسموا اي كفار قريش المعاندون للنبي صلى الله عليه وسلم. اقسموا جهد وجهد اليمين اشد اليمين اشد اليمين وابلغها واقواها اقسموا وحلفوا ايمانا مؤكدة قوية بليغة لا يبعث الله من يموت وهذا من اكبر ضلالاتهم عدم الايمان باليوم الاخر. لانهم لو امنوا وجزموا واعتقدوا البعث لحملهم ذلك على اصلاح العمل لذلك اليوم. ولهذا الايمان باليوم الاخر كثيرا ما يذكره الله جل وعلا مع الايمان به وذلك لاهميته. فانت الان لما تجتهد في العمل وتعمل لماذا؟ لانك تؤمن ان هناك يوم اخر. ثم يوم القيامة وانك تبعث ستبعث وتجازى فالايمان باليوم الاخر والبعث والنشور مما يصلح العمل ويحمي العبد على اصلاح العمل والتقوى لله جل وعلا. ولهذا هؤلاء المكذبون ينكرون ان يبعث. ان يبعثوا بل اقسموا على ذلك ايمانا مغلظة. من قبل انفسهم وافترائهم. ولهذا كذبهم الله. فقال جل وعلا بلى بلى تبعثون بلى يبعث الله من يموت وعدا عليه حقا وعد الله ذلك وهو وعد حق والله لا يخلف الميعاد. بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا اعلموا اكثر الناس لا يعلمون. قال ابن كثير فلجهلهم يخالفون الرسل ويقعون في الكفر. ولكن كونهم لا يعلمون. هذا بسبب لاعراضهم عن الحق والا يرون من الشواهد الحسية باعينهم ما يدل على البعث. وقد ضرب الله بهذا امثلة كثيرة. وذكر ايات كثيرة في القرآن. فهذا هذا الماء الذي ينزل من السماء والارض يابسة جرداء ليس فيها نبات فاذا نزل عليها ما اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج. الذي يخرج هذا النبات من الارظ بعد موتها. اليس بقادر على ان يحيي الموتى سبحانه وبلى. قال جل وعلا ليبين لهم الذي يختلفون ابيه آآ يقول ابن كثير ثم ذكر تعالى حكمته في وقيام الاجساد يوم التناد. فقال ليبين لهم اي ليبين للناس ليبين لهم اي للناس الذي يختلفون فيه من كل شيء. كل شيء كانوا يختلفون فيه يبينه يوم القيامة تظهر الامور على حقائقها. ويقر الجميع بالحق. قال جل وعلا ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين كاذبين في ايمانهم. اقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت. والله انهم كاذبون. فيعلمون هم كانوا كاذبين في ايمانهم واقسامهم واقسامهم. ان الله لا يبعث من يموت. ولكن ذلك وقت لا ينفعهم علمهم. ولا ينفعهم اقلاعهم عن هذا او ندمهم عليه. لانهم قد افضوا الى لكن ما داموا في الدنيا ممهلين لو تاب احدهم قبل بلوغ الروح الى الحلقوم قبل الغرغرة تاب الله عليه وقبل منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل توبة احدكم ما لم يغرغر. والغرغرة هو تردد الروح في الحلق لتخرج من البدن. وهذا من اعذار الله جل وعلا وسعة رحمته على خلقه. ثم قال جل وعلا انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. قال ابن كثير ثم اخبر تعالى عن قدرته على ما يشاء وانه لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. والمعاد من ذلك القيامة من ذلك اذا اراد كونه فانما يأمر به مرة واحدة فيكون كما يشأن كقوله جل وعلا وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر. وقال ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة سبحان القدير سبحان القوي ما خلقكم ايها الناس؟ الا كنفس واحدة لو نظرنا لعدد الناس الان في كم يقولون؟ ثلاث مليارات كل الناس من لدن ادم الى قيام الساعة خلقهم كخلق نفس واحدة. لان الله على كل شيء قدير. جل وعلا. ومن كان قديرا وهذه قدرته والله هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له. وهو الذي يجب ان يطاع فلا يعصى سبحانه وتعالى. قال قال جل وعلا انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. ومن ذلك البعث الذي حلفتم انه لا يقع اذا اراده الله وجاء امره امر بذلك قامت الساعة. فيجب الايمان والاتعاظ والاعتبار ترى العمل يا اخي المسلم الان ما دمت حيا ما دمت ممالا. اذا خرجت روحك لا تستزيد لا تستطيع زيادة في الحسنات ولا نقصا من السيئات اذا اذا مات ابن ادم انقطع عمله. الا من ثلاثة. لكن ايضا هذا الشيء قدمها في الدنيا ليس بكسبه هو بعد موته. بعد الموت الجزاء. العمل قبل الموت. قال لا نعم. ولا شرح قرأت الايات والذين هاجروا والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر. ولاجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا على ربهم يتوكلون. وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحين اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر. وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض او اتيهم العذاب من حيث لا يشعرون. او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين. او يأخذهم على تخوف ان ربكم لرؤوف رحيم. اولم يروا الى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا سجدا لله وهم داخرون. ولله يسجد ما في وما في الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون. يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون فما يؤمرون. ثم قال جل وعلا والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولا اجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون. في هذه الاية المباركات يبين الله جل وعلا ما اعده للمهاجرين في سبيله. قيل المراد بهم الصحابة الذين هاجروا الى الحبشة وكانوا ثمانين رجلا منهم عثمان ابن عفان رضي الله عنه ومنهم جعفر بن ابي طالب وغيرهم من الصحابة. وقيل بل المراد الذين هاجروا الى المدينة الصحابة الذين هاجروا من مكة الى المدينة. والاية تشمل هؤلاء جميعا. فالذين هاجروا بل تشمل ايضا من هاجر حتى بعد ذلك حتى في زماننا. هاجر من بلد الكفر الى بلد الاسلام. وقصده الهجرة الى الله ورسوله هجرة الى الله لاجل من اجل دينه من اجل ان يعبد الله فان له هذا الجزاء فقال الله جل وعلا والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا. والاصل في الهجر هو الترك. وذلك انهم تركوا ديارهم تركوا اموالهم تركوا ابناءهم ونساءهم تركوا مساكنهم كل ذلك ابتغاء وجه الله من اجل دينهم. وقال والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا. ظلموا. ظلموهم. عذبوهم على دينهم اذوهم ظلما منهم مع انهم ما فعلوا لهم شيئا وانما يعبدون الله وحدة لا شريك له. بل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم امنوا وانجوا من النار فمع ذلك ظلموهم واذوهم قتلوا من قتل قتلوا وضربوا من ضربوا وفعلوا ما فعلوا ولكن كل ذلك في ذات الله للمؤمنين. فقال جل وعلا لنبوئنهم في الدنيا حسنة الاصل في التبوئة هي النزول للسكن في المكان. هذا هو الاصل. والمراد تبوأوا او لنبوئنهم اي لنسكننهم في الدنيا سكنا يرظون به. ولهذا بوأ المهاجرين من مكة بوأهم المدينة. وهذا قول جمع من المفسرين. منو ابن بس قال لنبوئنهم في الدنيا حسنة. قال في الدنيا حسنة والمراد بها سكن المدينة اي انزلهم واسكنهم بدلا من مكة لما ظلموا فيها وفروا في دينهم انزلهم المدينة وقال بعض المفسرين وقيل قال حسنة اي الرزق الحلال. الرزق الطيب بعد ان خرجوا اخذت اموالهم بوأهم وانزلهم ورزقهم ووسع عليهم في الرزق. قال ابن كثير ما معناه انه لا منافاة بين القولين. فانهم تركوا مساكنهم واموالهم عوضهم الله خيرا منها في الدنيا فان من ترك شيئا لله عوضه الله بما هو خير له منه وكذلك وقع فانهم مكن الله لهم في البلاد وحكمهم على رقاب العباد. فصاروا امراء حكاما وكل منهم للمتقين اماما واخبر ان ثوابهم للمهاجرين في الدار الاخرة اعظم مما اعطاهم في الدنيا فقال اجر الاخرة اكبر اي مما اعطيناهم في الدنيا لو كانوا يعلمون. واورد اثرا عن عمر رضي الله عنه في ابان خلافته انه كان اذا اعطى الرجل من المهاجرين عطاء اعطاه مال قال له خذ بارك الله لك فيه هذا ما وعدك الله في الدنيا. حسنة. هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادخر لك في الاخرة افضل ثم قرأ هذه الاية لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر ولو كانوا يعلمون. اذا الذين اخرجوا من ديارهم وهاجروا في سبيل الله من بعد ما ظلموا وعدهم الله في الدنيا حسنة يبوءهم في الدنيا حسنة وهو المسكن ان الذي يسكنون فيه وهي المدينة وكذلك ايضا يمن عليهم بالرزق الكثير بل تشمل كل حسنة وكل خير اعطاهم الله. هذا في الدنيا ولا اجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون. اجر الاخرة وما اعده الله عز وجل في الاخرة للمهاجرين اعظم بكثير من هذا الذي حصل لهم في الدنيا. ثم قوله لو كانوا تعلمون اي لو كان المتخلفون عن الهجرة الذين لم يهاجروا اثروا اموالهم او اولادهم لو يعلم المتخلفون عن الهجرة معهم لو يعلمون ما ادخر الله لهم من لا لهجروا معهم. لكنهم ما يعلمون ذلك اما فيهم شيء من التردد. اما قدموا الدنيا على الاخرة ولهذا لو يعلمون حقيقة ما اعده الله من الفضل والثواب والله ما تأخر الهجرة في سبيل الله ويحتمل انه مراد به الكفار. لو يعلمون انه حق لامنوا وهاجروا ثم قال جل وعلا الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون. ها هؤلاء هم الذين اخرجوا الذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا صبروا ولابد من الصبر. هذا الدين لابد لهم من صبر. بل لا يستطيع الانسان ان يعيش في هذه الحياة بدون الصبر. ولابد. نفسك تحتاج ان تصبر عليها وتصابر تصبرها على الطاعة على الصلاة على الانكفاف عن المعاصي تصبر على ولدك على زوجك على اخوانك على الناس لابد من الصبر. ولهذا قال الله جل وعلا الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون. قال ابن كثير رحمه الله الذين صبروا على الذين صبروا اي صبروا على اذى من اذاهم من قومهم. متوكلين على الله الذي احسن لهم العاقبة في الدنيا والاخرة صبروا على اذى قومهم ضربوا حصر النبي صلى الله عليه وسلم سنتين مع قومه في الشعب شعب بني عامر قتل من قتل من الصحابة اخذ مال من اخذ فصبروا على ذلك في ذات الله جل وعلا. قال وعلى ربهم يتوكلون وهذا هو المهم. ان يعتمد الانسان على الله جل وعلا لان التوكل هو الاعتماد على الله مع تفويض الامر هو الاعتماد على الله تفويض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب. توكل على الله في جميع امورك. اعتمد على الله. في كل شأنك وبالمناسبة التوكل لا بد منه ويظهر في الازمات. الان ان كما تسمعون ونسمع انتشر هذا الفيروس كورونا. فمن الناس من اصابهم الهلع ما يأتي للمسجد النبوي. لكثرة الناس فيه يخشى ان فيه هذا الفيروس. ما يعتمر اين التوكل على الله؟ اين الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه؟ اليس الله بكاف عبده. نعم. النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا شأن هذه الامراض الطاعون هذه كلها من الطاعون. النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم بالطاعون في ارض فلا تدخلوها. واذا جاءكم في ارض فلا تفروا منها لا تخرجوا منها فرارا منه. نعم البلد التي ذكر فيها الطاعون لا تذهب اليها ما ذكر شي في مكة والمدينة. ليش هذا الخوف؟ لكن لو فرض انه فرض انه صدر من الجهات المسؤولة بعد تقرير دقيق معرفة بان هذا المرض موجود في المكان الفلاني. نعم هنا له حجة ان لا ادخل عليه لابد يا اخوان من التوكل على الله عز وجل في جميع الامور. في كل امورك. وبهذا فاز الصالحون. فاز مهاجرون. ثم قال جل وعلا وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون يقول ابن عباس رضي الله عنهما لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا انكرت العرب ذلك. وقالوا الله اعظم من ان يكون رسوله بشرا فانزل الله اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وقال وما ارسلنا من قبلك الا رجال النوح اليهم. هذه الاية. فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وقال جل وعلا في اية اخرى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى. فدلت الاية على امور اولها ان الرسل الذين يواجهون الناس انهم من الناس بشر من بني جنسهم. والامر الثاني انهم لا يكونون الا رجالا. فالرسالة للرجال لا يكون رسول الا ذكرا. لا يكون في نساء وانهم مثل سائر البشر في غير خصائص النبوة يأكلون ويشربون ويتزوجون ويمشون في الارض. ويأتون الى الاسواق زنون ويموتون وتصيبهم المصائب. الا في باب الرسالة فهم من المصطفين الاخيار قال وما ارسلنا من قبلك الا رجالا يعني في الامم السابقة وامة النبي صلى الله عليه وسلم اخر الامم. ولهذا جاء في ادي صحيح بعض اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انتم توفون سبعين امة. انتم اعزها واكرمها على الله مضت قبلنا هذه الامم. فنحن اخر الامم. كل هذه الامم ارسل الله اليهم رسلا رجالا من بني ادم ذكورا قال جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اهل الذكر قيل المراد بالذكر القرآن. وقيل بل المراد ذكر هنا اهل الكتب المتقدمة وهذا هو الصواب. فانتم يا كفار قريش لانهم ما يؤمنون بالقرآن اصلا ولا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم وما يدعو اليه فكيف يأمرهم ان يسألوه وهم مكذبون له؟ لكن المراد اهل الذكر من الامم السابقة من اليهود والنصارى صار من الاحبار والرهبان الذين يعرفون الدين. فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون لان اليهود والنصارى يقولون هذا ولا يزالون يعتقدون ان الله بعث الا من انحرف منهم وجعل عيسى ابن الله. ولكن خاصة عند بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من كانوا منهم على الحق يقولون ما بعث الله او عيسى رسول رسول الله بشر وموسى بشر والرسل كلهم من البشر ثم قال جل وعلا بالبينات. هذا متعلق بقوله وما ارسلنا. وتقدير الكلام وما ارسلنا من قبل الا رجال نوحي اليهم بالبينات والزبر. وما ارسلنا هؤلاء الرسل الا بالبينات. والزبر هي الادلة والحجج التي تبين الحق وتظهره وتدل عليه. فان كل نبي اعطاه الله من الايات ما على مثله ما على مثله امن البشر. والزبر اي الكتب يقال زبرت الكتاب اذا كتبته. فالمراد بالزبر الكتب التي انزلها الله جل وعلا عليهم. ايضا تدل على الحق فالله ارسل الرسل بالبينات بالحجج والدلائل الواضحات وايضا ارسلهم بالكتب بالزبر بالكتب التي فيها بيان الحق ويدعون الناس الى ما فيها. ثم قال جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون ونزلنا اليك الذكر. الذكر هنا هو القرآن. في الاية السابقة الذكر هي الكتب السابقة. اما هنا فهو القرآن بلا خلاف بين اهل العلم. وانزلنا اليك الذكر. انزل الله الى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن. لماذا؟ لتبين لاجل ان تبين للناس ما نزل اليهم. هذا القرآن تبيان لكل شيء في تبيان لكل شيء. فما من شيء يقع الا وتجد في القرآن بيانه لكن ليس معنى ذلك انه ينص على كل مفردة او كل مسألة بعينها لكن فيه من والايضاح ما يعرف به العلماء الراسخون حكم ما ينزل وما يجد بالناس ويذكرون ان بعض المستشرقين انه ناظر محمد رشيد رظا رحمه الله صاحب تفسير المنار وقيل غيره انه ذهب الى بعض البلدان الكافرة فناظره بعض مستشرقين من النصارى قال تقولون ان كتابكم فيه تبيان لكل شيء؟ قال نعم. قال وكان عندهم كيس دقيق كيس دقيق. فقال كم خبزا في هذا الكيس؟ اخبرني كم خبز تنبيه فرفع الهاتف واتصل على الخباز قال كيس حجمه كذا ومقداره كذا كم فيه خبز؟ قال فيه كذا وكذا فقال له هذا فيه كذا وكذا قال انا ما قلت لك اسأل الخباز انا قلت تقول في كتابكم البيان قال في كتابنا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فالجمه حجرا نعم وليس معنى انه نص على الجزئيات والمفردات نص على اشياء لكن كل شيء يقع اليوم لابد ان تجد حكمه في كتاب الله ويفهم ذلك العلماء. لو قال لك قائل الجوالات الان الميكروفون هذا. الجوالات اين حكمها في كتاب الله؟ قال جل وعلا هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. لكن كالاشياء المحرمة هذا يتعلق بالعبادة. العبادة الاصل فيها التحريم. اما ما عدا العبادة فالاشياء الاصل فيها الحل اباحة. وهذا من اعجاز هذا القرآن. ولهذا انزل الله على نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن العظيم من اجل ان بين للناس ما نزل اليهم. وقد بين صلى الله عليه واله وسلم القرآن اتم بيان. ولهذا لما جاء رجل يسأل عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت اتقرأ القرآن؟ قال نعم. قالت كان خلقه القرآن. فقد بين منه ما بينه بالشرح والبيان والقول ومنه ما بينه ما بينه بالهدي والطريقة والعمل صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ولعلهم يتفكرون اي لعلهم ينظرون لانفسهم فيهتدون فيفوزون بالنجاة في الدارين كما قال ابن كثير. اي تفكر يا اخي تأمل. احرص على قراءة هذا الكتاب العظيم وعلى بما فيه وهو الاهم الاهم هو العمل بما فيه. لان من كان يقرأه وهو لا يعمل بما فيه لا ينفعه ذلك. لكن من كان يعمل بما فيه هذا هو المطلوب ولو جمع بين الحسنيين حفظ القرآن والعمل بما فيه فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ثم قال جل وعلا افأمن الذين مكروا افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض؟ الاستفهام هنا تقريع وتوبيخ لهم. كيف يأمنون؟ افأمن الذين مكروا السيئات. والمراد بهم الكفار والسيئات هو الشرك. ووصف عملهم بالمكر قال لانهم يفعلون هذا ويدعون غيرهم يمكرون بهم ويضللونهم ويظهرون لهم انه الحق. فالمراد الذين مكروا السيئات اي الذين يعملون السيئات ويدعون اليها ويمكرون بالناس في دعائهم اياهم اليها وهم المشركون. افأمن الذين مكروا السيئة ان يخسف الله بهم الارض امنوا من ان يخسف الله بهم الارض كما بقارون لان الله على كل شيء قدير وهم مستحقون لهذا. افأمنوا اي اي يخسف الله بهم او يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون او يحل الله له او يحل الله بهم عذابا من حيث لا يشعرون. قد ذكرنا ان معنى لا يشعرون فيها معنى الاحساس لا يعلمون ولا يحسون بذلك. وحصل لهم شيء من هذا جعلها الله عليهم سبع سنوات مثل سني يوسف. حتى اكلوا الجلود هذا من عذاب الله به. يوم البطش الكبرى يوم بدر هذا من عذاب الله لهم. وهم لا يشعرون بهذا ويقول الحرب سجال بيننا وبينكم فالامر بيده وهو على كل شيء قدير. ولكن هذا هو الاشكال ان صاحب الباطل والضلال نسأل الله العافية لا يحس لا يشعر لو كان عنده هذا الشعور لحمله على الاقلاع عن الشر والكفر والضلال. ثم قال جل وعلا او خذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين. امنوا ان يأخذهم في تقلبهم. التقلب قالوا ذهابهم ومجيئهم هذا تقلب الانسان يذهب يجيء يسافر يذهب للتجارة يعود هذا هو تقلب الانسان يتقلب ويذهب هنا وهناك. يقول الله جل وعلا او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين تقلوا بهم اي في اسفارهم ومتاجرهم. قال الطبري او يهلكهم في تصرفهم في البلاد وتزودهم وترددهم في اسفارهم فما هم بمعجزين قال فما هم بمعجزين لله فان الله على كل شيء قدير. وهم في قبضته قال جل وعلا او يأخذهم على تخوف قال ابن جرير الطبري اي يأخذهم على اي يهلكهم بتخوف وذلك بنقص من اطرافهم ونواحيهم الشيء بعد الشيء. حتى يهلكهم جميعا فان التخوف يطلق في اللغة على التنقص تخوف يعني التنقص شيئا فشيئا يعني امنوا ان يهلكهم الله يأخذهم شيئا فشيئا وينقص ما بايديهم وقال ابن كثير معنى تخوفنا على ظهيرها والمعنى اي في حال خوفهم من اخذه لهم لانه احيانا قد يقع بهم عقوبة كما حصل لهم في بدر او يموت احدهم يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو عليه فيكونون خائبين او يأخذهم وهم على هذه الحال بتخوفهم وخوفهم ان يأخذهم الله ويهلكهم ثم قال فان ربكم لرؤوف رحيم حيث لم يعاجلكم بالعقوبة وامهلكم سنين عددا لتتوبوا وترجعوا فانه جل وعلا بالعباد رؤوف رحيم شديد الرأفة وشديد الرحمة ولكن من تعرض لذلك واما من اعرض فلا يلومن الا نفسه. بل هو هو رؤوف حتى بمن اعرض حيث امهله ويمهله وارسل له الرسل وانزل له الكتب حتى يرعى ويرجع الى الحق ونكتفي بهذا القدر ونستمع لما تيسر من الاسئلة. احسن الله اليك هذا سائل يقول والدي عمره سبع وثمانون سنة ووالدتي عمرها خمسة وسبعون عاما فهل يجوز لي ان اقوم بعمرة عن كل واحد منهما يجوز لكن اولا تبدأ بنفسك فلابد ان يأتمر الانسان عن نفسه ويسقط العمرة الواجبة في حقه فاذا ائتمر عن نفسه يجوز له ان يأتمر عن غيره وبالنسبة للوالدين يبدأ بالام لان حقها اعظم فيأتمر عن امه. ثم بعد ذلك يأتمر عن ابيه لكن ليس معنى ذلك انه يأتمر عمرة واحدة عن امه وابيه في وقت واحد لا يعتمر عن الام ثم بعد ذلك يعتمر عن الاب. نعم احسن الله اليك يقول اه لكن هو يقول ذكر اعمارهم دليل على انهم احياء دليل على انهم احياء فان كانوا غير قادرين اما بهم مرض او عجز او لامر فانه يجوز ان يعتمر عنهم واما اذا كانوا قادرين يستطيع احدهم ان يعتمر بنفسه لكن لا لا يجد نفقة يصل بها فهذا الاظهر انه يدعو لهم. الان يدعو لهم فمتى ما عجزوا عن العمرة فانه يأتمر عنهم بعد ذلك او يوكل من يعتمر عنهم لكن ما داموا احياء قادرين فالاصل انه لا يعتمر عن القادر بنفسه لكن والله اذا كانوا مريض ما يستطيع حتى لو جاء الى الحرمين لا يستطيع يؤدي العمرة فهذا يجوز ان يعتمر عنهم والله اعلم نعم احسن الله اليك يقول متى يجب او تجب الهجرة من بلاد الكفر الى بلاد المسلمين تجب الهجرة الهجرة من بلاد الكفر الى بلاد المسلمين اذا لم يتمكن من اقامة شعائر دينه اذا منع من اقامة شعائر دينه فانه يجب عليه ان يهاجر بدينه وان يفر بدينه اما اذا كان يستطيع يقيم شعائر دينه اه فانه يستحب له ان يهاجر الى بلاد المسلمين. لكن يجوز له ان يبقى. واما ان كان فيه نفع للاسلام والمسلمين فالاولى ان يبقى في بلاد في البلاد الكافرة يدافع عن المسلمين وقد نص على ذلك ابن قدامة في المغني وذكر ان احوال ثلاثة اقسام كما اشرنا اليها. نعم. احسن الله اليك يقول ما نصيحتكم لمن عنده ضعف في التوكل؟ كيف يحصله وينميه يحصله وينميه بالتفكر في الامر وتذكر ان كل شيء بيده جل وعلا وقد مر معنا من الايات ما يدل على هذا ان الله على كل شيء قدير وانما امره اذا اراد شيء ان يقول له كن فيكون ويقرأ القرآن ويجالس ويحضر مجالس الذكر ويكثر من التوبة والاستغفار وهذه هي من اسباب قوة الايمان وقوة التوكل على الله جل وعلا. نعم احسن الله اليك يقول ما معنى الاصل في العبادة التحريم؟ الاصل انك ما تأتي بعبادة الاصل التحريم يعني العبادات توقيفية اما تكون جاءت في القرآن انا وجاءت في السنة فواحد يريد يأتي بعبادة نقول لا محرم عليك العبادة لا يشرعها الا الله او رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. نعم احسن الله اليك يقول كيف نعلم خصوص القصة وعمومها ايش؟ كيف نعلم خصوص القصة وعمومها