اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن ثمرة النخيل اعنى بتتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لآية لقومي يعقلون بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل فاسلكي سبل ربك ذللا. يخرج من بطونها شراب الف الوانه فيه شفاء للناس اية لقوم يتفكرون. والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا على ما بعد علم شيئا ان الله عليم قدير والله فضل بعضكم على بعض في الرزق. فما الذين فضلوا رزقي على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء افبنعمة الله يجحدون. والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدتهم رزقكم ورزقكم من الطيبات افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فلا يزال الحديث عن هذه الايات المباركات من سورة النحل وقد مر معنا ليلة البارحة اخر اية وهي قوله جل وعلا وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم من لبن لبنا خالصا سائغا للشاربين. وقد مر معنا في اول السورة ان بعض المفسرين من السلف يسمون هذه السورة سورة الانعام او سورة النعم لكثرة ما عدد الله جل وعلا فيها من النعم على خلقه كما ان اسمها المشهور سورة النحل وكذلك هي سورة النعم لكثرة ما عدد الله جل وعلا فيها من النعم على خلقه ومنها ما ذكره في هذه الايات فيقول الله جل وعلا وان لكم ايها الناس في الانعام لعبرة في بهيمة الانعام لكم فيها عبرة وعظة تعتبرون وتتعظون بها ان كنتم تعقلون ثم بين هذا الامر الذي فيه العبرة والعظة فقال نوصيكم مما في بطونه مما في بطون المذكور او مما في بطون النعم لان الانعام جمع نعم وقيل انه اراد به المعنى لان الانعام اسمه جنس فيجوز ان يذكر او ويؤنث وقد ذكرنا هذا ليلة البارحة قال نسقيكم مما في بطونه اي في ما في بطون النعم او الحيوان من بين فرث ودم لبنا خالصا تقدير الكلام ونسقيكم لبنا خالصا سائغا للشاربين نخرجه من بين فرث ودم نخرجه لكم من بين الفرث والدم ولكنه يخرج نقيا طاهرا طيبا فمن الذي فعل ذلك هو الله وحده لا شريك له وهذا يدل على كمال قدرته جل وعلا وعلى كمال رحمته بخلقه فجعل لهم من بهيمة الانعام جعل لهم من بطونها لبنا خالصا سائغا للشاربين يخرجه من بين الفرث والدم فلا يختلط فيه الفرظ ولا يختلط فيه الدم قال جل وعلا نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا ومعنى خالصا يعني نقيا خالصا من مخالطة الدم له او الفرث لا ترى فيه شيء من ذلك وانما هو ابيض نقي قال جل وعلا سائغا للشاربين السائغ هو الذي يجري في الحلق بكل سهولة فجعل اللبن سائغا لا يجد الانسان مشقة حينما يشربه او يقف في حلقه او يتأذى بذلك ولهذا كما قال بعضهم قال ما غص احد بلبن ما غص احد بلبن لانه سائغ سهل النزول مع الحلق قال جل وعلا ومن ثمرات النخيل والاعناب قال ابن عاشور التقدير ونسقيكم من ثمرات النخيل والاعناب بيظع لكن ثمرات النخيل والاعناب تحتاج الى كلفة والى عمل من الانسان حتى يصل الى الشرب شرب عصيرها او ما يخرج منها بخلاف اللبن لا جهد للانسان فيه الا انه يحلبه ويشربه ثم قال ونسقيه نعم ومن ثمرات النخيل اي ونسقيكم من ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا تتخذون مما يخرج من النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا والسكر هو الشراب المسكر وذلك ان النخيل اذا اثمرت التمر او الرطب فانه ينتبذ يوضع في الماء ويترك مدة فيختلط بالماء فيصبح عصيرا نبيذا طيبا لكنه قد يتغير ولهذا جاء في الحديث اذا انتبذتم فاشربوا وفي اليوم الثالث فاطرحوه يعني لك ان تشرب منه في اليوم الاول واليوم الثاني لكن ان بقي لليوم الثالث يتغير بمعنى انه يصبح مسكرا فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شربه لان الله حرم الخمر الخمر لا تجوز في حال من الاحوال قال تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا وصف الرزق بانه حسن والمراد انه حسن يعني حلال طيب كثير المنافع ومن هنا استدل بعض اهل العلم على ان تحريم الخمر مر باربعة مراحل واكثرهم على انه مرحل بثلاث مراحل وقال الاكثر انه مر مرحلة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما نفعهما هذه المرحلة الاولى والمرحلة الثانية ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى والمرحلة الثالثة انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من من عمل الشيطان فاجتنبوه بعض اهل العلم يقول بل في هذه السورة سورة النحل قوله سكرا ورزقا حسنا وصفه للرزق بانه حسن وذكره للسكر فقط بدون وصفه بالحسن ما يدل على انه ليس بحسن على انه ليس بحسد وسواء كان هذا هو المراد اه او غير او غيره فانا نقول حتى ولو كان هذه الاية تدل على اباحة السكر على هذا القول فانه قد جاء ما يحرمه بعد ذلك فيكون قد نسخ والذي يظهر والله اعلم انه لا نسخ لانها هنا لا تدل على الاباحة ولا تدلوا على الحل التام والحاصل ان الله جل وعلا جعل العبادي آآ رزقا وقد يكون المراد سكرا يعني باعتبار ما يؤول اليه لكن في اول الامر كما جاء في الحديث في اليوم الاول واليوم الثاني هو ليس سكرا لكن اذا ترك مدة صار مسكرا وهو من اطيب الشراب كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتبذ يطرحون التمر في الماء يذوب في الماء فيصبح عصيرا جيدا طيبا ملينا مريحا قال جل وعلا تتخذون منه اي من المذكور سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لاية ان في ذلك في ما سبق ذكره من اسقاء العباد اللبن خالصا سائغا من بين دم وفرث وباسقائهم واتخاذهم السكر والرزق الحسن من النخيل والاعناب بهذا اية اي عبرة وعلامة وعظة تدل على انه لا اله الا الله وحده لا شريك له لانه لا يقدر على هذا احد سواه جل وعلا قال جل وعلا لاية لقوم يعقلون. يعني لمن يعقل عن الله مراده والعقل هو الفهم معنى انه يعقل يفهم يتدبر يفكر فيما يقرأ نفكر بما يسمع فيحمله هذا على التدبر والعقل والفهم عن الله فيدله على انه لا معبود حق الا الله لان الفاعل لذلك هو المستحق ان يعبد لانه لا يفعله الا الله جل وعلا. وهو على كل شيء قدير ثم قال جل وعلا واوحى ربك الى النحل واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا الوحي الاصل فيه آآ الالقاء في في سرعة وخفة وقيل الاعلام الاعلام بسرعة وخفاء هذا هو الاصل في لغة العرب هو الاعلام في خفاء وسرعة وفي الاصطلاح يطلق الوحي على شيئين او على امرين الامر الاول الوحي الى الرسل وهذا يختص الله به من اصطفاه من رسله جل وعلا والنوع الثاني وحي هو الهام الهام كما في هذه الاية واوحى ربك الى النحل يعني الهمها جل وعلا وكما قال جل وعلا واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه اي الهمناها وقع هذا في نفسها الهمناها ذلك فالوحي هنا بمعنى الالهام فالله جل وعلا الهم النحلة وسخرها لي تسلك السبل والطرق لاجل ان تأكل من من الازهار ومن نبت الربيع حتى تخرج عسلا صالحا شفاء طيبا للناس واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا الهمها ان تتخذ لها بيوت من الجبال وهذا امر معروف عند اهل النحل بل تجد كثير من اصحاب الجبال يأتون الى الشقوق والفتحات التي في الجبال المرتفعة ويضعون فيها الخشبة فيأتي النحل فيبيت فيها فيملؤها عسلا يملؤها عسلا هذا بيوت لها في الجبال قوى من الشجر فاذا اوحى اليها ان تتخذ من الشجر من الاشجار كاشجار الطلح والسمر وغيرها من من الاشجار الطويلة ذات السوق العالية ايضا تتخذ بيوتا وتجعل لها بيتا وخلية وايضا مما يعيشون ومعنى ما يعيشون يعني ما يبنيه الناس ما يبنيه الناس فان كما قال الطبري قال مما يبنون من السقوف في رفعونها ومنه العرش وفيه اشارة الى ما جرت به عادة اهل النحل ببناء الاماكن لها فهي تأوي اليه بتسخير الله اياها ذلك والمعنى معنى الاية اجمالا ان الله الهم النحل وجعلها تتخذ ثلاثة انواع من البيوت تتخذ في الجبال او في الاشجار او فيما يبنيه الناس ويعرشونه وما يضعونه لان اصحاب النحل يعتنون بهذا عناية ويضعون له بيوتا يأتي النحل اليها يطير في النهار ثم يرجع اليها اجعلوا فيها العسل وهذا من وحي الله لها من الهام الله للنحل لان العسل مادة سائلة ولو لم تكن في مكان مستقر لفسدت فالله جل وعلا الهمها كل ذلك لمصلحة الناس لمصلحة العباد قال جل وعلا واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون قلنا ان معنى يعرسون يعني يبنون يبنونه بيوتا عرش البناء يعني بناه وهم يجعلون بيوتا للنحل ثم كلي من كل الثمرات اوحى الهمها ولهذا النحل تجده يتفنن في مأكله يتبع الازهار التي ينبتها الله جل وعلا كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا فاسلكي سبل ربك اضافة السبل الى الله اضافة تشريف اضافة تشريف والمراد اسلكي الطرق التي الهمك الله لها فتجد ان النحل يسلك مسالك عجيبة ويذهب الى الازهار والاماكن والنباتات الطيبة يذهب المسافات الطويلة ويرعى منها ثم يعود الى بيوته بالهام الله له لا يضيع عن بيته لا يرجع اليه ويرجع محملا بالعسل فالمراد هذا هو المراد بسبل ربك اي الطرق التي الهمك الله لسلوكها وللطيران فيها والذهاب فيها فهي تذهب الى رؤوس الجبال والى الارظ المنبسطة والى الاشجار والى الازهار والى النباتات تسلك بذلك طرقا كثيرة لاجل رعي لاجل الرعي والذي ينتج باذن الله جل وعلا عسل قال فاسلكي سبل ربك ذللا الذل جمع ذلول وهو المنقاد المطيع المسخر والمعنى اسلك السبل والطرق التي ذللها الله لك وسهلها سهل الله لها السبل العسل ولو كان بعيدا النبات الذي ترعاه تأكل منه النحل لو كان بعيدا يهدي الله النحل فتذهب اليه ذلل لها وسخر لها ويسر لها وسهل لها الطرق التي تؤدي الى النبات الذي ترعى منه فينتج منه العسل هذا كله من تسخير الله جل وعلا واكرامه لبني ادم انت يأتيك العسل صافي ما عليك الا انك تأخذه وتأكله والنحل قد سخرها الله و سلكت سبلا وطرقا كثيرة وضربت مسافات كثيرة الى ان اكلت النبات الذي نتج عنه هذا العسل قال جل وعلا فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه يخرج من بطونها من بطون النحل العسل والعسل شراب شراب وهذا افضل ما يكون شراب مختلف الوانه فبعض العسل اسود وبعض العسل احمر وبعض العسل اصفر وبعض العسل ابيض مختلفة الوانه قال جل وعلا مختلفا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس فيه شفاء والشفاء معناه زوال المرض لان هناك فرق بين الدواء والشفاء فالدواء قد يستخدمه فلان زيد من الناس فينتفع به ويستخدمه عمرو ولا ولا ينتفع به لكن الشفاء اشارة الى تحقق النتيجة وحصول الشفاء من المرض قال فيه شفاء للناس و وقد جاء في السنة ما يبين ويؤيد ذلك فمنه الحديث الذي في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من حديث عائشة بل هو في صحيح البخاري وحده عن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء في ثلاثة. في شرطة محجم او شربة عسل او كية من نار وانا انهى امتي عن الكي فقال الشفاء في ثلاث في شرطة محجم هذا اشارة الى الحجامة لانها من انواع الشفاء حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة لسبع عشرة وتسع عشرة واحدى عشرة شفاء من كل داء يحتجم الانسان يوم سبعة عشر من الشهر او يوم تسعة عشرة او يوم واحد وعشرين شفاء من انفع ما تكون الحجامة في هذا الوقت وان كان الانسان اذا احتاج الى الحجامة في اي وقت من الاوقات يحتجم وقال النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في الحديث الصحيح ما مررت ليلة اسري بي على ملأ من الملائكة الا قالوا لي مر امتك بالحجامة وفي بعض الفاظ الحديث اوصي امتك بالحجامة واحتجم النبي صلى الله عليه وسلم فالحجامة من انواع الشفاء انها تستخرج الدم استخرج المرض يخرج مع الدم وقد ذكر ابن القيم وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سحر احتجم في رأسه وفي شربة عسل وفي بعض الفاظ الحديث في لعقة عسل غدا ان العسل يشرب ويلعق يشرب يوضع مع الماء يحل او يؤكل اكلا يلعق لعقا او كية من نار وانا انهى امتي عن الكي. وجاء في الصحيحين من حديث ابي سعيد قال قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه واله فقال يا رسول الله ان اخي استطلق بطنه وما نستطلق وما يسميه الناس الان بالاسهال. يعني بدأ يخرج ما فيه ما يتوقف فيه الاكل ان اخي استطلق بطنه فقال اسقه عسلا لماذا؟ لان العسل شفاء شفاء والاسهال يعالج بالعسل لأن العسل شفاء يشفي من المرض قال اسقه عسلا فسقاه عسلا ثم جاء فقال يا رسول الله سقيته عسلا فما زاده الا استطلاقا. قال صلى الله عليه واله وسلم اصله عسلا مرة ثالثة ثانية فجاء فقال يا رسول الله ما زاده الا استطلاقا قال النبي صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن اخيك اذهب فاسقه عسله للمرة الثالثة قال فسقاه فذهب فسقاه فبرأ فبرأ قال ابن كثير موجه ما حصل في هذا الحديث توجيها طيبا قال قال بعض علماء الطب او قال بعض العلماء بالطب كان هذا الرجل عنده فضلات فضلات في بطنه مظرة فلما سقاه عسلا وهو حار العسل حار تحللت يعني هذه الفضلات التي في بطنه فاسرعت في الاندفاع فزاده اسهالا قال فاعتقد الاعرابي ان هذا يضره وهو مصلحة لاخيه ثم سقاه فازداد التحلل والدفع ازداد الاسهال لان هناك اشياء مضرة في البطن اثر عليه العسل وحللها حتى تخرج بالكلية قال ثم سقاه فكذلك فلما اندفعت الفولات الفاسدة المظرة بالبدن استمسك بطنه وصلح مزاجه واندفعت الاسقام والالام ببركة اشارته عليه بسبب بركة اشارته عليه من ربه افضل الصلاة والسلام جاء ايضا في الحديث الصحيح في الصحيحين وجاء في الصحيحين ايضا من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الحلواء والعسل هذا لفظ البخاري كان يحب العسل صلى الله عليه وسلم ويحب الحلوى وهذا يكاد يكون جبلة في الانسان لكن ليس معنى هذا ان الانسان اذا كان يظره تضره الحلوى مصاب بالسكر يقول لا انا باكل حلوى النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلوى نعم كان يحبها لكن ما كان يتضرر منها ما كان مصاب بهذه الادواء. اصلا ما كان يأكل في الشهرين يوقد في بيته نار مرة واحدة كان يأكل التمر ويشرب الماء فقط كما في الحديث الذي في الصحيحين عائشة قالت كانوا يمر بنا الشهر والشهران ما اوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار فقال عروة ابن الزبير ابن اختها يا امتاه فما كان طعامكم قالت الاسودان الماء والتمر وثبت انه صلى الله عليه وسلم كان يربط الحجر على بطنه لماذا لان البطن يا اخوان اذا كانت خالية خالية لا شيء فيها اذا مشى الانسان او خاصة اذا اسرع تضطرب الامعاء داخل المعدة فتضرب البطن من الداخل من جهة الظهر فتسبب الم فيربطون الحجر عليها يضع حجر فيربطه عليها حتى يلصقها في البطن بالا تضطرب اثناء المشي نحن ما نعرف هذا لان الله انعم علينا نعم لا لا نحصيها ونسأل الله ان لا تكون استدراجا منه جل وعلا لنا فالحاصل ان الانسان يحب العسل حب الحلوى والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ذلك لكن اذا كان الانسان مضرة لا يأكل اذا كان يضره او يأكل شيئا يسيرا و ذكر ابن كثير رحمه الله جملة من الاحاديث في بفظل العسل يعني وانه شفاء منها الصحيح ومنها ما هو دون ذلك ومما اورده آآ ما رواه البزار بسند صححه الشيخ الالباني رحمه الله من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الذباب كله في النار الا النحل الذباب كله في النار الا النحل يطرحه الله جل وعلا في النار يوم القيامة الا النحل لا هذا دليل على ان هذه هذه هذا الطائر انه مبارك وهذه الذبابة انها مباركة ولهذا عسلها شفاء للناس يستشفون به قال جل وعلا فيه شفاء للناس من الامهم ادوائهم ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون. ان في ذلك اي في الهام هذه الدواب الضعيفة الخلقة الى سلوك هذه الطرقات وايضا اخراج هذا الشفاء هذا الشراب جعله شفاء طيبا لذيذا في ذلك اية علامة تدل على انه لا اله الا الله جل وعلا لكن لمن لقوم يتفكرون فكر ويتدبر يتأمل في الايات يقف عند المواعظ ولا شك يا اخوان انها اية من ايات الله بل قد يرعى هذا النبات يأكل من هذا النبات النحل فيخرجه العسل تأكل منه الدواب وتخرجه بعرا. تأكل منه دودة القز فتخرجه حريرا. من الذي جعله كذلك هو الله وحده لا شريك له وبذلك اية ودلالة على انه لا اله الا الله فالفاعل لهذا القادر عليه هو الذي يستحق ان يعبد جل وعلا وان يفرد بالعبادة وان يشكر على ذلك فبهذا ايات وعبر لكن لاصحاب العقول وقديما قيل اذا كثر الامساس قل الاحساس غالب الانسان اذا تعود على النعمة وعلى الشيء وتعود انه يجد العسل ما يفكر كيف وصل الى هذا العسل هذا الطعام الذي تأكله تأمل كيف وصل اليك يا اخي جاءك سائغا ربما فقط تدفع النقود وتأخذه ايضا جاهزا قد طبخ مطبوخا تأكل منه فقط. مر بمراحل كثيرة قبل ان يصل اليك. من الزرع البذر والزرع والسقي والحصد والتنقية وشحنه اليك سبحان الله الحمد لله والشكر على ذلك سخر ويسر لنا معاشنا ومآكلنا ومشاربنا وخاصة بهذه البلاد. تذهب الى السوق تجد خيرات الدنيا قد جمعت لك من شتى بقاع الدنيا ما يكلفك انت الا الذهاب الى السوق او ترسل ايضا احد يشتري لك بارخص الاثمان نعمة تستحق ان تشكر يا اخوان يجب ان تشكر حتى تقيد لان شكر النعم قيدها. واذا لم تشكر ذهبت وزالت. ولهذا جاء في الحديث ان الله يضحك الى العبد يأكل الاكلة او يشرب الشربة فيحمده عليها يحمد الله عليه هكذا قيل في نوح ذكر المفسرون عند قوله جل وعلا انه كان عبدا شكورا في اول سورة الاسراء قالوا كان كثير الحمد ما اكل اكلة او شرب شربة الا حمد الله عليها بعدها قال جل وعلا والله وخلقكم ثم يتوفاكم قرأت هذه الايات والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علمه من بعد علم شيئا ان الله عليم قدير والله خلقهم من الذي خلقنا؟ من الذي اوجدنا ما كنا موجودين يا اخوان فخلقنا الله واوجدنا واحيانا وخلقنا في احسن تقويم وجملنا وزيننا لكن بعد ذلك يتوفانا الموت كل من عليها فان كل نفس ذائقة الموت. قال ومنكم من يرد الى العموم من الناس من يموت بعد ان يخلقه الله بعد مدة سواء في صغره او شبابه او كهولته ومنهم من يمد الله في عمره الى ان يرد الى ارذل العمر وارذل العمر ارداؤه ارداؤه وهو الهرم والخرف. قال لكي لا يعلم بعد علمي شيئا يرد الى ارذل العمر والى اردائه الى ان يصاب بالخرف والهرم حتى لا يعلم شيئا يرجع كانه في صغره فهو اول ما يأتي الانسان اول ما يولد ما يعلم شيء ولا يعقل ثم شيئا فشيئا ثم يقوى ثم يبلغ الاشد على رأس الاربعين ثم يبدأ النقص فبعض الناس يمد الله في عمره الى ان يرجع كيوم ولدته امه لا يعلم شيئا لا يعرف ابناءه ولا زوجته ولا شأنه كله وهذا فيه عبرة لك في عبرة لنا لا تغتر بقوتك يا اخي لا تغتر بما انت فيه من النعم فكنت لا تعقل شيئا وين طال عمرك ستعود الى ذلك؟ بل تحتاج الى من يعتني بك كما يعتني بالطفل بعد ان كنت ابا قويا تصرف الامور وتدير البيت وتأمر وتنى ترجع ليس معك شيء من العقل فتأمل في حالك لا تغتر في هذه الدنيا لا تغتر واعمل على ما ينجيك وهو العمل بطاعة الله واجتناب معاصيه جل وعلا قال لكي لا يعلم بعد علمي شيئا ان الله عليم قدير جل وعلا. عليم قد احاط علمه بكل شيء قدير على كل شيء. ومن ذلك علمه بالناس فهذا يمد في عمره حتى لا يعلم من بعد علمي شيئا وهو على ذلك قدير ومنهم من يميته قبل ذلك ولهذا ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم نعم اعوذ بك من البخل والكسل والهرم وارذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات رواه البخاري في صحيحه النبي يستعيذ بهذا اللهم اني اعوذ بك من البخل والكسل والهرم وارذل العمر الهرم الكبر وهو ارذل العمر وينبغي الانسان يدعو بهذا الدعاء يا اخوان. ما احد يرضى انه يصبح في حال لا يعقل شيئا يبول على ثيابه لا يعقد شيئا. فالانسان يلجأ الى الله جل وعلا ويعلم انه في قبضته وانه جل وعلا خلقه ويميته وسيعود الى الله والى الله المصير فيجد ويجتهد في العمل الذي ينجيه وهو الايمان والعمل الصالح قال جل وعلا في اية اخرى تبين هذه الاية لكي لا يعلم ومنكم من يرد الى ارذل العمر كلا بعد علم شيئا نزع ابن كثير وهذا ما يتميز به تفسير ابن كثير رحمه الله تفسير القرآن بالقرآن ما اعلم كتابا مثله في هذا الباب في كثرة تفسير ايات القرآن بالقرآن وان كان كتاب الامين الشنقيطي رحمه الله الظال نعم اظواء القرآن في تفسير القرآن بالقرآن هو في تفسير القرآن بالقرآن لكنه يطيل ويبسط لكن بو كثير يذكر الايات التي تدل على معنى الاية ثم يبدأ بالتفسير ولهذا يقول هنا يستدل قال كما قال او قال قبل ذلك يخبر تعالى عن تصرفه في عباده وانه هو الذي انشأهم من العدم ثم بعد ذلك يتوفاهم ومنهم من يتركه حتى يدركه الهرم وهو الضعف في الخلقة كما قال الله تعالى الله الذي خلقكم من مضاعفين ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ظعفا وشيبة وهاي دليل ان الضعف مختل ملازم للشيبة يعني في تقدم السن قال وجاء عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال ارذل العمر هو خمس وسبعون سنة خمس وسبعون سنة قال وفي هذا السن يحصل له ضعف القوى والخرف وسوء الحفظ وقلة العلم ولهذا هذه الدنيا يا اخوان ما هي دار ما هي دار مقر ما يدار قرار دار عبور معبر يمر بها الانسان وهو ماشي لانه حتى وان طال عمره يصبح لا يعقل شيئا فيصبح عالة على من حوله كل على من حوله. قال قال جل وعلا والله فضل بعضكم على بعض في الرزق بعد ان اخبر عن حال الانسان ومآله اخبر جل وعلا انه فظل عباده في الرزق فليسوا على حد سواء فليس كلهم اغنياء وليس كلهم فقراء وليس كلهم بين بين فقال والله فضل بعضكم على بعض في الرزق امر مفروغ منه ثم قال فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم هؤلاء الذين فظلهم الله بالرزق وجعلهم اغنياء لا يردون رزقهم هذا الى مماليكهم وعبيدهم فلا يجعلونهم سواء هم واياهم في هذا المال وعنده مال فظله الله بمال واعطاه مالا لكن لا يرظى ان يشرك مماليكه وعبيده معه فيستمتعون بالمال كما يستمتع فما الذي فظلوا برادي رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء يعني فيصبحون هم ومماليكم سواء في هذا المال ثم قال افبنعمة الله يجحدون اخبر الله عن ذلك ليقرر الكفار فهؤلاء الذين فظلهم الله بالرزق وانتم تعرفون هذا ومنكم من هو كذلك لا يردون رزقهم على مماليكهم فيصبحون هم والمماليك سواء في هذا المال فكيف تجعلون لله شريكا فكيف تسوون بين الله وبين خلقه كيف تسوون بين الله وبين الانداد والاصنام مع انكم ما ترضون هذا لانفسكم ولهذا قال افبنعمة الله يجحدون اي باشراكهم معه غيره ونسبة الله ونسبة نعمته الى غيره وقال السمعاني افبنعمة الله يجحدون يعني بان انعم عليكم جحدتموه واتخذتم غيره الها معه تعالى الله ويقول ابن جرير الطبري في تفسير قوله فليسوا برادي نعم فما الذين فضلوا براد رزقهم؟ يقول ابن جرير برد رزقهم على ما ملكت ايمانهم يقول بمشركي مماليكهم فيما رزقهم من الاموال والازواج افهم فهم فيه سواء يقول حتى يستوونهم في ذلك وعبيدهم. فهم لا يرضون بان يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقناهم سواء وقد جعلوا عبيدي شركائي في ملكي وسلطاني جعلوا الالهية والاصنام شركاء لله مع انهم لا يرظون هذا فتلك قسمة جائرة وهذا يقرر التوحيد ويقيم الحجة على هؤلاء المشركين وهذا من مسالك القرآن العظيمة في تقرير توحيد الالوهية وفي اقامة الحجج على الكفار وفي بيان الحق وتجليته لهم جلاء ما بعده جلاء فيقول ها انتم الذين فضلوا بالرزق واعطوا المال لا يردون المال على مماليكهم ويصبحون هم والمماليك سواء في هذا المال لا فرق بينهم وبينهم لا طيب الله المنعم المتفضل الخالق كيف تجعلون الالهة تسوونها به قد يجعلونها مساوية له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولهذا قال افبنعمة الله يجحدون بنعمة الله التي انعم بها وتفضل بها عليهم يجحدونها وينسبونها الى الالهة ويجعل الالهة شريكة مع الله تعالى الله عما يقولون ويفعلون ثم قال جل وعلا والله جعل لكم من انفسكم ازواجا فقبل ذلك قوله افى بنعمة الله قالوا هذا استفهام انكاري وفيه ايضا معنى التوبيخ ينكر على المشركين تسويتهم غير الله معه ويوبخهم على هذا ثم قال والله جعل لكم من انفسكم ازواجا هذه نعمة اخرى يا اخوان سورة النعم سورة النعم هذه السورة فمن نعمه انه جعل لنا من انفسنا ازواجا من بني من بني جنسنا من بني ادم ليسوا من عالم اخر لان هذا ادعى الى الانس بهم والسكون اليهم يقول ابن كثير يذكر تعالى نعمه على عبيده بان جعل لهم من انفسهم ازواجا من جنسهم وشكلهم ولو جعل الازواج من نوع اخر لما حصل الائتلاف والمودة والرحمة ولكن من رحمته خلق من بني ادم ذكورا واناثا. وجعل الاناث ازواجا للذكور والله نعمة عظيمة قال جل وعلا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ليس مجرد الزواج كاف بحصول الولد فكم من اناس تزوجوا وما ولد لهم ما رزقهم الله بنين فالله انعم عليكم بازواج من انفسكم وانعم عليكم بالزواج وانعم عليكم فوق ذلك بان جعل لكم من ازواجكم بنين اولاد وذرية ونسل وحفدة جعل لكم من ازواجكم حفدة والحبذة جمع حفيد واكثر المفسرين على انهم اولاد الاولاد. اولاد الاولاد هم الاحفاد. وقال بعظ المفسرين الاحفاد هم الاصهار. الاصهار ازواج بناتك هم الاحفاد قال بهذا بعض اهل العلم وقال بعض اهل العلم الاحفاد هم الاعوان والخدم. جاء الانسان له اعوان وخدم ومال ابن جرير الطبري الى ترجيح الى ان هذه الاقوال كلها محتملة والصواب هو القول الاول ان المراد بالاحفاد هم اولاد الاولاد وبترجح هذا القول الامام القرطبي في تفسيره والامام الشنقيطي في اضواء البيان والامام ابن عربي في احكام القرآن وقالوا لان ظاهر الاية يدل عليه فصدقوا لان الله يقول وجعل لكم من ازواجكم بنينا وحفدة كيف يكون من الازواج خدم واعوان كيف يكون من الازواج زوج البنات لا يمكن يتزوج الرجل باخته الخبر هو القول الاول ان المراد بالحبدة ابناء الابناء. هذه من نعم الله على العبد قال وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات رزقك من الطيبات يعني من حلال المعاش والارزاق والاقوات ارزقنا ارزاق حلال طيبة نافعة هو الذي من بها علينا فانزل المطر وانبت الارظ وعدد الانواع فيه فيها الانواع النابتة وجعلها طيبة المذاق حلوة بل تجد في المكان الواحد انواع من النبات هذا حلو وهذا مر حامض وهذا مز وهذا كذا وهذا كذا هذا من رزق الله عز وجل ولو شاء ما انبتت ما انزل الماء ولو شاء انزل الماء لكن ما تنبت الارض ولو شاء انزل الماء وانبت الارظ لكن ما تثمر لو جاء اثمرت لكن صار طعمها لا يذاق ولا ينتفع به فرزق فمنن من الله على عباده بالرزق. قال ورزقكم من الطيبات افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون هذا استفهام انكاري قال المفسرون اف بالباطل اي افبالشرك يؤمنون ويقرون وقال ابن كثير افالباطل اي بالاصنام والانداد يقرون ويؤمنون يقولون هذه الهتنا هذه الهتنا وبنعمة الله يكفرون اي يسترون ويجحدون نعمة الله جل وعلا عليهم التي تقتضي منهم ان يؤمنوا بالله وحده لا شريك له لان الكافر ساتر لنعمة الله جاحد مغطي هذه النعمة لم يظهرها ولهذا قال ابن كثير قال اي يستكثرون اي يسترون نعم الله عليهم ويضيفونها الى غيره. وفي الحديث الصحيح وفي صحيح مسلم اه من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله قال ان الله يقول للعبد يوم القيامة ممتنا عليه الم ازوجك؟ الم اكرمك؟ الم اسخر لك الخيل والابل؟ واذرك ترأس وتربح بسبب هذه النعم؟ نعم من علينا من الله لا نحصيها يا اخوان لا نحصيها كثرة كان الواجب ان يحملنا هذا على شكر الله وعلى طاعته والوقوف عند حدوده وعدم معصيته والاستجابة لامره وامر رسوله صلى الله عليه واله وسلم. ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات سوى الارض شيئا ولا يستطيعون. فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فمن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا يستوون. الحمد لله. بل اكثرهم لا يعلمون وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو على مولاه وهو كل على مولاه اينما يوجهه اينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ولله غيب السماوات والارض وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب ان الله على كل شيء قدير والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا جعل لكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة والابصار اذا تلعنكم تشكرون الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن الا الله ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها. تستخفونها يوم ضأنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين. ثم قال جل وعلا ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا هذا فيه بيان بطلان عبادة من سوى الله فان المعبود يجب ان يكون يملك الرزق ويرزق ويعطي والرزاق هو الله. هو الرزاق وحده لا شريك له. وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فكيف يا كفار قريش او ايها الكفار عموما كيف تعبدون من لا يملك لكم رزقا اعملوا عقولكم وهذا كما ذكرنا من المسالك العظيمة التي جاءت في كتاب الله في بيان بطلان عبادة الاصنام وفي بيان انه لا يستحق ان يعبد الا الله وحده لا شريك له فاقام الحجة وبين المحجة وازال الشبهة فكفروا عنادا وجحودا على علم وبينة. نسأل الله العافية والسلامة فقال ويعبدون اي الكفار من دون الله ما لا يملك لهم رزقا لا يستطيع ان يملك لهم شيئا من الرزق فلو وقف احدهم عند الصنم او عند الحجر وسأله الى يوم القيامة لن يستجيب له ولن يأتيه برزق ولا بطعام قال جل وعلا ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا وشيئا هنا بدل من رزقا لا يملكون لهم شيئا من الرزق لا من الارض ولا من السماوات فما يستطيعون لان الرزق من السماء او من الارض وفي السماء رزقكم وما توعدون فهؤلاء لا يستطيعون ان يأتوا ولا يملكون ولا يجيئون بشيء من الرزق لا من السماوات ولا من الارظ بل ولا يستطيعون ذلك لا يستطيعون لا يقدرون على شيء اي الهتكم واصنامكم لا تقدروا على شيء فاذا كانت كذلك لما تعبدونها لما تعبدون من دون الله ما لا يملك لكم نفعا ولا ظرا ولا رزقا ولا حياة ولا نشورا قال جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون لا تضربوا بالله الامثال تجعل له امثال انداد شبهاء مثلاء قال ابن جرير الطبري فلا تمثلوا لله الامثال ولا تشبهوا له الاشباه فانه لا مثل له ولا شبه وقال السمعاني فلا تجعلوا لله شبها ولا مثيلا فانه لا شبيه له ولا مثيل كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء قال فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون جل وعلا الله يعلم واحاط علمه بكل شيء وبين لكم ان الاصنام لا تملكوا رزقا ولا نفعا ولا شيء وانتم لا تعلمون تجعلون من لا يملك نفعا ولا ظر بل اموات غير احياء وما يشعرون ايانا يبعثون تجعلونهم شبهاء لله ومثلاء واندادا تعالى الله عما يقولون. ثم قال جل وعلا ضرب الله مثلا عبدا مملوكا. لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا وينفق منه سرا وجهرا. هل يستوون الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون ضرب الله مثلا ضرب مثلا للمؤمن والكافر. الكافر كالعبد المملوك الذي لا يقدر شيء ليس عنده مال هو وماله لسيده ولا يتصرف فلا يقدر على شيء من الاشياء فلا ينفق ولا يعطي والمؤمن من رزقناه منا رزقا حسنا طيبا كثيرا فهو ينفق منه سرا وجهرا ينفق ويخرج يقول الله جل وعلا ظرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء هذان مثلا ضربهم الله جل وعلا قال لا تضربوا لله الامثال لانهم جعلوا الاوثان مثل الله جل وعلا والاصنام والمعبودات فنهاهم وقال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ثم ظرب جل وعلا العليم الحكيم مثلين في هاته الايتين الاية الاولى قالوا العلماء هذان مثلا للمؤمن وللكافر. وقال بعضهم بل هذاني مثلا لله جل وعلا وللاصنام فمثل الكافر مثل العبد المملوك الذي لا يقدر على خير ولا يقدر على شيء ولا يفعل خيرا ابدا وعلى القول الثاني الاصنام الاصنام مثل العبد المملوك الذي لا يقدر على شيء ما تستطيع تفعل ولا تنفع ولا ترزق ولا ومثل المؤمن القول الاول مثل من رزقناه منا رزقا حسنا كثيرا طيبا فهو ينفق منه ويخرج في وجوه الخير سرا وجهرا ينفق يعطي يرفد الناس هل يستوون يستوي هذا الذي رزقه الله الرزق الكثير وينفق منه بالليل والنهار سرا وعلانية ويجود على الناس يستوي مع العبد المملوك الذي لا على شي لا ما ما يستوون او على القول الثاني الاول الاصنام والثاني هو الله هل تستوي الاصنام مع الله الجواب لا لان الله هو هو المنعم المتفضل على العباد واصنامكم لا تملك شيئا ولا تنفع ولا تضر فكيف تسوون بين الخالق والمخلوق قال جل وعلا هل يستوون هذا استفهام انكاري ثم قال الحمد لله يعني الامر ظاهر قال ابن كثير ولما كان الفرق بينهما ظاهرا واضحا بينا. لا يجهله الا كل غبي قال الله تعالى الحمد لله بل اكثرهم لا يعلم اكثر هؤلاء الكفار لا يعلمون حقائق الامور وانما وجدوا ابائهم هكذا هكذا انا وجدنا ابائنا على امة ما يعلمون. تأملوا في اصنامكم والهتكم التي لا تنفع ولا تضر كيف تجعلونها شريكة لله جل وعلا الذي بيده النفع والضر وهو الرزاق المنعم المتفضل ما بكم من نعمة فمن الله ثم قال وهذا المثل الثاني وظرب الله مثل الرجلين احدهما ابكم والابكم هو الذي لا يستطيع ان ينطق قال والمراد به الصنم هذا قول قيل هذا المراد به الاصنام احدهما ابكم لا يقدر على شيء ما يقدر ما يقدروا على شيء وهو كل على مولاه ومعنى كل يعني ثقيل على وليه على وليه الذي يتولاه وعلى قرابته وعلى الذي يقوم بخدمته مثل الاصنام ما كان كانت كل على اصحابها يحفظونها ويعطرونها ويطيبونها كما فعل بعض الصحابة لما اسلموا عدوا بعض الانصار على صنم قومهم فاخذوه ورموه في بئر ولطخوه بالعذرة فلما جاء جاءوا الصباح جاء سيدهم استخرجه وغسله وطيبه ثم رده اعطاه سيفا قال دافع عن نفسك فعدوا عليه في الليل قرنوه مع كلب ورموه في بئر فلما جاء انتبه رضي الله عنه لانه امن فلما رآه هكذا قال لا تصلح ان تكون الها فامن واسلم واتبع النبي صلى الله عليه وسلم كل على مولاه مشقة تعب وهو كل على مولاه اينما يوجهه لا يأتي بخير اينما وجهه لا يأتي بخير لا ينفع بل يظر