بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وضرب الله مثل الرجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه اين ما يوجهنا يأتي بخير هل يستوي؟ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. ولله غيب السماوات والارض. وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب. ان الله على كل شيء قدير والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. الم يروا الى الطير مسخرات قم في جو السماء ما يمسكهن الا الله ان في ذلك لآيات قومي يؤمنون. والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين والله جعل لكم مما خلق ضلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم. كذلك يتم نعمته لعلكم تسلمون. فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في هذه الايات بركات من سورة النحل واضرب لهم مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه وهذه الاية سبقها اية اخرى وقد تضمنت ايضا ضرب المثل الذي يتبين فيه حال الكافر او شأن الكافر من المؤمن. وقال بعض المفسرين ليتبين فيه شأن الله جل وعلا وعبوديته وشأن من عبد الاصنام والاوثان. فالاية السابقة هي قوله جل وعلا ظرب الله مثلا عبدا مملوكا عبد مملوك لسيده هو وماله لسيده يتصرف فيه بل هو مال لسيده لا يقدر على شيء لا يقدر على شيء من الاشياء ومن رزقناه منا رزقا حسنا من انعمنا عليه بالرزق الوفير الكثير الطيب فهو ينفق منه سرا وجهرا. ينفق منه في وجوه الخير في السر وفي العلانية هل يستوون؟ وهذا استفهام انكاري. الجواب لا يستوون. لا يستوون. ولظهور الفرق ووضوحه قال جل وعلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون. كما قال ابن كثير قال ولما كان الفرق بينهما ظاهر واضحا بينة لا يجهله الا كل غبي قال الله تعالى الحمدلله بل اكثرهم لا يعلمون. وبل هنا الاظراب الانتقالي فاكثر هؤلاء الكفار لا يعلمون او اكثر الناس لا يعلمون. اذا هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر وقيل بل ضربه له جل وعلا لله وللاصنام. ثم ضرب مثلا اخر وهو قوله وضرب الله مثلا رجلين. قال بعض المفسرين المثال هنا ضربه الله لله جل وعلا. ولوجوب هذه وحدانيته وضربه ايضا للاصنام والالهة التي تعبد من دون الله. وايا ما كان سواء كان هذا او هذا فهو مثال بين واضح يبين سوء عبادة لغير الله جل وعلا. وان من لا يعبد الله كالمملوك الذي لا يقدر على شيء او كالكل الثقيل على مولاه لا انفع بشيء ابدا. هذا هو الكفر واهل الكفر. ومن بيده الخير او من يأتي بالخير من ينفق في السراء والظراء من ينفع لا يستوي هذا مع هذا عند من له ادنى مسكن من عقل. ولهذا كما قدمنا هذه في السورة اغلب اياتها مكية. فتلاحظ كثرة العقلية الدامغة. لانها مع قوم لا يؤمنون بالكتاب والسنة. فيقيموا عليهم من الحجج العقلية التي لا ترد ما يتبين لهم الحق من الباطل. ما يتبين به الحق من الباطل. وبما يعرفون انهم على ضلال. وان الصواب هو عبادة الله وحده لا شريك له. وهو اتباع النبي صلى الله عليه واله وسلم. ولهذا قد اقام الله عليهم حجته. وازال عنهم كل لبس وخلط لكنهم ابوا وعصوا عن بصيرة واختاروا طريق الضلال وهم يعرفون انه خلاف الحق. قال جل وعلا وضرب الله مثل الرجلين احدهما ابكم والابكم هو الذي لا يستطيع ان ينطق قالوا والمراد الاصنام لانها لا تسمع ولا تتكلم. ابكم لا يقدر على شيء. ليس له قدرة. الصنم لو يقف عنده صاحبه الى ان يموت. وهو يقول اعطني ماء لا يعطيه ماء مثلا. فهذا حال الاصنام. وهذا حال الكفار عبدة الاصنام. لا يقدر على شيء ابكم لا يتكلم ولا ينطق ولا يقدر على شيء. لا خير فيه من كل لوجه قال لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه. قال ومعنى وهو كل؟ قالوا يعني ثقل وقال ابن جرير هو عيال عيال على ابن عمه وحلفائه واهل ولايته. وهو بمعنى عيال يعني عالة يحتاج من يعوله ويقوم عليه. او هو ثقل على وليه وقرابته. ما ينفع بشيء ولا يحسن شيء وانما هم متكلفون بالنفقة عليه وبالقيام عليه. قال وهو كل على مولاه اينما يوجهه اياتي بخير اينما وجهه لا يأتي بخير لانه لا يسمع ولا يتكلم ولا يقدر على شيء فكيف يأتي بخير قال هل يستوي؟ هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم؟ كما ما ذكرنا بعض المسلمين قال هو الله. يأمر بالعدل بالقسط يأمر بالحق. يأمر جل وعلا افراده بالعبادة وعدم الاشراك معه. وقال بعض المفسرين هو المؤمن الذي يأمر بالقسط يتكلم ويسمع ويفعل واقواله كلها عدل وافعاله كلها مستقيمة. هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم وهو الصراط الموصل الى الله جل وعلا دين الاسلام فكل عاقل يقول لا يستوون. لا يستوي هذا مع هذا. فكذلك الحق والباطل. كذلك دين النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعث الله به لا يستوي مع عبادة الاصنام ومع الشرك بالله. فمن اختار غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم وغير افراد الله جل وعلا بالعبادة فقد اختار طريق الضلال. الذي لا ينفع وهو كل على مولاه ولا يأتي بخير بل يفضي بنفسه الى الهلكة والى عذاب الله. نعوذ بالله من ذلك. ثم وقال جل وعلا ولله غيب السماوات والارض. لان الغيب ظد الشهادة. وهو كل وما غاب. عنك بل يقول العلماء الغيب غيبان. غيب مطلق وغيب نسبي. فالله جل وعلا يعلم الغيب والشهادة. ولا يخفى عليه شيء. وعنده مفاتح الغيب. لا يعلمها الا هو فله غيب السماوات والارض اي له علم غيب السماوات والارض ما غاب في السماوات والارض وما لا يستطيع ان يصل اليه احد فالله علام الغيوب. جل وعلا. ومن كان هذا وصفه هو علام الغيوب الذي لا يخفى عليه شيء هو الذي يستحق ان يعبد وان يفرد بالعبادة وان يخص بها. قال ولله غيب السماوات والارض وما امر الساعة الا كلمح البصر. ثم بين ايضا قدرته جل وعلا. اثبت لنفسه الغيب الذي لا يعلمه وسواه وايضا اثبت لنفسه كمال القدرة. فقال جل وعلا وما امر الساعة؟ اي وما امر قيام الساعة حينما تقوم وما امر الساعة اي وما امر قيامها الا كلمح البصر الا كنظرة من البصر ولمح البصر اللمح قالوا المراد به النظر بسرعة بلمح البصر اي النظر بسرعة. وقال بعض المفسرين المراد به رجوع الطرف من اعلى الى اسفل الحدقة. تغمض عينك هكذا. هذا لمح البصر تغمض العين بقدر ما تغمض العين وتفتحها بسرعة هذا هو لمح البصر فامر قيام الساعة مثل لمح البصر. سرعة. حينما يأذن الله جل بقيام الساعة. فله القدرة المطلقة الكاملة التي لا يشبهها قدرة والقدير على كل شيء. وهو عالم غيب السماوات والارض. وهو الذي يعلم متى تقوم الساعة ولا يعلمها احد سواه. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. ولهذا لما قال افضل الملائكة جبريل عليه السلام لافضل الرسل نبينا صلى الله عليه واله وسلم متى الساعة قال له ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ الحديث في الصحيحين وسبق ان ذكرنا بعض الاحاديث التي تدل على سرعة قيام الساعة وعلى ذهول الناس. فتقوم الساعة رجل قد حلب لقحته ناقته وحليبها على يده لا يشربه اذا قامت الساعة انتهى الامر. تقوم الرجلان يتبايعان ما يكملان البيعة. تقوم الرجل يلوط حوض ابله يصلحه. فلا يتمه. انتهت الدنيا. وانما هي القيامة وجزاء والحساب. ولهذا قال هنا وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب اي هو او هو اقرب من لمح البصر. لكن ما معنى او هنا؟ طبعا او هنا ليست للشك ليست للشك ولا يمكن ان تكون للشك ولا يجوز لاحد ان يقول انها للشك لانه لو قال ان اولي الشك هنا طعن في علم الله. وان الله لا يعلم الغيب ولا يعلم متى تقوم الساعة. او سرعة قيام الساعة وانما او هنا تعددت اقوال المفسرين فيها فمن المفسرين من قال او هنا هي للتمثيل فهو كلمح البصر فمثله مثل لمح البصر او مثله ما هو اقرب من لمح البصر. وقال بعضهم او هنا للاظراب الانتقالي. وقال كلمح البصر بل هي اقرب من لمح البصر. وقال الزجاج ومال اليه ابن القيم وهو الاظهر والله اعلم ان المراد بقوله او هنا المراد به الابهام على المخاطبين. الابهام على المخاطبين. فالله جل وعلا يأتي بالساعة ما بقدر لمح البصر او بما هو اسرع. والله جل وعلا اخفى الساعة. ولا يعلم متى تقوم احد سواه فقالوا انه او هنا هذا للابهام على المخاطبين حتى لا لا يعلمون انها قدر اللمح او اقل لان الله اخفى الساعة واخفى علم الساعة. فهو مختص بذلك. علم الساعة مما يختص الله به جل وعلا فكلمة او هنا هي للابهام على المخاطبين على الناس. لا يدرون قدرها. قد تكون مثل لمح البصر وقد تكون اقرب من ذلك سبحان الله فهذا مما يختص الله به جل وعلا. قال وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب ان الله على كل شيء قدير. جل وعلا ان الله على كل شيء على كل شيء ما هناك شيء تقول الله لا يقدر عليه. بل هو على كل شيء قدير. على ما يمكن على ما لا يمكن على الممكن وعلى المستحيل على ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ولهذا من من العبارات الخاطئة عند بعض المفسرين تجده اذا جاء على مثل هذه الاية قال ان الله قدير على كل مقدور. او ان الله على كل مقدور عليه قدير او ان الله سميع بكل مسموع. او ان الله بصير بكل مبصر. نقول لا هذا القول خطأ. ومنشأ هذا قول من قول المعتزلة لان المعتزلة يرون ان صفات الله جل وعلا لا تتعلق الا بالممكن اما المستحيل لا تتعلق به. والقرآن يرد عليهم. يقول الله عز وجل عن فار الذين يتمنون الرجوع الى الاخرة الى الدنيا فيعملون ويؤمنون مع ان هذا لا يمكن ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. يقول جل وعلا ولو عادوا نعم ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. لو حصل هذا الامر المستحيل. من ورائهم برزخ الى يبعثون لا يمكن ان يردوا لكن لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه لعادوا الى الكفر والتكذيب. هل ردهم ممكن او مستحيل مستحيل ولكن الله يعلم هذا المستحيل لو كان كيف يكونون. ولهذا يقول بعض علماء السلف في كتب الاعتقاد يقول وهو العليم بما كان. وما لم يكن. وهو العليم بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. فيجب علينا يا اخوان ان نعتقد ان الله على كل شيء قدير الممكن والمستحيل. لانه على كل شيء قدير. فهذا الاعتقاد قوي ايمان العبد لانك تعبد من هو على كل شيء قدير. وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن كون وليست كتلك الالهة والاصنام التي لا لا تسمع ولا تتكلم ولا تنفع ولا تضر ولا تأتي بخير. كيف تعبد من دون الله؟ تعالى الله عما يقولون ويعملون قال جل وعلا والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. من ينكر هذا ككفار قريش حتى المشركون حتى الملحدون حتى عباد الطبيعة حتى من يقول قل لا اله والحياة مادة يعلم انه خرج من بطن امه لا يعلم شيئا. ولهذا لما يولد له مولود ما يقول المولود مباشرة قم اذهب الى الدكان وبع واشتري. او قم او ائتني بماء ما يقول هذا لانه يعلم ان هذا لا يعلم شيء الان لا يسمع لا يتكلم لا يفهم سبحان الله. هذا القرآن فيه تبيان لكل شيء. من قرأه بتدبر وتمعن والله لقد اقام الحجة على الناس على الخلق اجمعين. في بيان انه هو الاله الحق وانه المستحق ان يعبد. وحده دون من سواه. وان عبادة من سواه باطلة قال جل وعلا وهو الذي والله اخرجكم من بطون امهاتكم. ايضا اخراجهم من بطون ان اخراج الجنين من بطن امه نعمة من الله. وكم من امرأة لم يخرج جنينها من بطنها فماتت ومات جنينوها معه فاخراج الجنين منة ومنحة من الله. من بطون امهاتكم. قال جل وعلا لا تعلمون شيئا وهذا لا يختلف فيه اثنان. قال وجعل لكم السمع والابصار والافئدة جعل لكم السمع تسمعون جعل لكم الابصار تبصرون وجعل لكم الافئدة اي القلوب بها تفهمون بها لعلكم تشكرون. لان الانسان اذا تصور النعمة وعرف قدرها وعظمتها التي نزلت عليه ونزلت به هذا ادعى الى شكرها ولله المثل الاعلى اذا احسن اليك شخص بامر عظيم كيف تجد نفسك تجاه هذا الرجل؟ ممتن له. جزاه الله خيرا تشكره وتثني عليه. مع انه اسدى اليك معروفا لو تركك فعله فيك فلان. او لا تيسرت امورك من دون احد لكن هذه النعم السمع والبصر والعقل من الذي وهبك اياها هو الله فيجب ان تشكره. ويجب ان تشكر المنعم عليك بكل هذه النعم يا اخوان لكن نحن ما نتدبر كما قال الاول قال اذا كثر الامساس قل الاحساس منذ ان خرجنا ونحن نسمع ونبصر ونعقل والنعم علينا كثيرة لكن كأنها ملك لنا كأن نحن الذين اوجدناها. ونحن نرى من الناس من سلبه الله نعمة البصر نحن نتمتع بها. من سلبه الله نعمة العقل فترى مجنون. من سلبه الله نعمة السمع فلا نشكر الله على هذا والله يجب ان نشكره. وهذا هو مقتضى الايمان. والشكر يقيد النعم والحاصل ان تدبر المسلم في هذه النعم او غير المسلم يحمله ذلك على المنعم المتفضل بها. وانتم ايها المشركون الواجب عليكم وانتم تعلمون ان الله هو الذي منحكم السمع والبصر والقلوب الواجب عليكم ان تشكروه واعظم شكره افراده بالعبادة جل وعلا على عبادته وحده لا شريك له. وعدم اتخاذ الاصنام والالهة معه جل وعلا. قال الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء؟ الله جل وعلا يذكر جملة بهذه من افعاله توحيد الربوبية. ليقرر به توحيد الالوهية انه فعل كذا وخلق كذا وجعل لكم كذا لاجل ان نفرد من من يفعل ذلك نفرده بالعبادة وهذا امر مقرر عند اهل العلم. انه كثيرا ما يأتي بالقرآن ذكر توحيد الربوبية والمراد به اثبات توحيد الالوهية. فالذي يعلم غيب السماوات والارض والذي يقيم الساعة والذي هو على كل شيء قدير. والذي اخرجكم بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا كلها افعاله فعلها بكم وخلقها. والذي جعلكم السمع والابصار والافئدة. هو المستحق اي خص بالعبادة؟ واي يفرد بالعبادة سبحانه وتعالى؟ لانه هو المنعم المتفضل هو المستحق ومن صرف شيئا من العبادة لغيره فهو مبطل وظالم وهو اعظم الظلم. لانه وضع الشيء في غير موضعه قال جل وعلا ثم ذكر هنا تسخير الطير قال اولم يروا الى الطير مسخرات مسخرات يعني مدللات. لان التسخير هو التذليل للعمل. فالله جل وعلا يقول اوى لم يروا الم يروا اي الناس وخاصة هؤلاء المشركون الى الطير مسخرات في جو السماء جو السماء يعني هذا هذا الفظائل الذي يفصل بين السماء والارض في نظر الرائي في نظر الناظر اي في الهواء في هذا الجو هذا العلو الذي تراه فوقك قد ذل الله ذلل الله وسخر الله الطير ما تقع. مع ان بعض الطيور وزنه ثقيل وقد تأتي الاف الطيور. فمن الذي سخرها وذللها وامسكها في الجو لا تقع هو الله. قال جل وعلا الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن الا الله ان في ذلك لايات. ان في ذلك في تسخير الطير. تطير. انت ما تستطيع تطير مثل ما تطير. الطير ولا تقع ولا تسقط. مع انك لو ترمي حجرا صغيرا. وزنه خمس غرامات. ترمي الاعلى سقط الارض الطير ما يسقط. نعم يطير بجناحيه لكن كثيرا ما تراه قد مد جناحيه ولا يسقط على الارض. ما الذي يمسكوا هو الله وحده لا شريك له. هذه ايات عظيمة. يبينها الله للمشركين للكفار لاجل ان يعلموا انه جل وعلا هو هو المستحق للعبادة. هو الاله الحق. ما هو الاصنام والاوثان التي لا تملك نفعا ولا ضرا فاقام عليهم الحجج العقلية الدامغة. التي لا ترد ولا ينكرها احد. كل ذي عقل ولو كان كافرا قال ما يمسكهن الا الله ان في ذلك لايات اي علامات ودلائل واضحات بينات لقوم يؤمنون نون هم يصدقون ويقرون يؤمنون بالله لكن الكافر نسأل الله العافية يغطى عليه له عقل وله بصر وله اذن لكن صم بكم عمي فهم لا يرجعون. قد اعمل الشر والكفر والظلم والبهتان اعمى ابصارهم وبصائرهم عن ادراك الحق. فلا هذه الامور الا المؤمنون. الذي يؤمنون بالله ويصدقون ويقرون. وهذا متضمن للحث على الايمان اي فامنوا فليحملكم ذلك هذه الايات العظيمة على الايمان ان تؤمنوا بالله وتفردوه بالعبادة ولا تصرفوا شيئا من لغيره. ثم قال جل وعلا والله جعلكم والله جعل لكم من بيوتكم سكن هذا من تعداد النعم ولهذا قال قتادة رحمه الله هذه السورة سورة النعم سورة النعم نظرا لكثرة النعم التي اعدها الله فيها. وهي سورة النحل لانه لم يرد ذكر النحل الا فيها وهذا هو المشهور كما قدمنا في اسمها لكن ايضا يقول قتادة هي سورة النعم نعم كم مرة مر بنا هذه الليلة من النعم وانظروا ايضا ما سيأتي. قال والله جعل لكم من بيوتكم سكنا جعل لكم من بيوتكم البيوت التي تبنى من الحجر او المدر. من الطين او من الحجارة جعلها سكن نسكن فيها نستقر نستريح من التعب والاعياء انت الان اذا كنت مبدع بتقول خلني ارجع البيت ابغى انام ابغى استريح. لو شاء جل وعلا لجعل هذه البيوت مكان قلق. وعدم راحة وخوف ورعب. ما نعقل هذا ما نتذكر قصدي هذا. يا اخوان نعم عظيمة لو شاء الله جل وعلا اذا دخلت بيتك وجدت فيه مشكلة. احترق البيت. غشيته الشياطين ترى ما حصل لا تأتي الى بيتك وتغلق بابك وتسكن وتطمئن وتنام وترتاح نعمة السكن نعمة يا عظيمة نعمة عظيمة علينا ما نشكر هذه النعمة يا اخي لن يستطيع العبد ان يقوم بالشكر الا اذا استقام على دين الله واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا من من دعاء من الدعاء الذي من الذي علمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم من الادعية الصحيحة الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي. كم من الناس الان ما يجد بيت؟ في الدنيا يسكن تحت الاشجار الان تحت هذه الشجرة وغدا تحت الشجرة الاخرى. السماء تظله والارض تقله ما عنده مأوى. وانت ايضا جعل لك مأوى وجعله مكان سكينة مكان سكينة وطمأنينة واستقرار سبحانه وتعالى. الجواد الكريم. قال جل وعلا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظأنكم ويوم اقامتكم. الناس من حيث السكن اما ان يسكنون في البيوت التي هي دار المقامة بيت ثابت مستقر ما ينتقل من مكانه اما ان يكون من الطين او من الحجارة او ما وصل اليه الناس الان يكون من الاسمنت ونحوه او غيره. او بيوت يستخدمها الذين يتنقلون كثيرا مثل اصحاب الابل واصحاب الغنم البادية الذين ينتقلون هنا وهناك بل حتى غير البادية. جعل لهم من جلود الانعام بيوتا. قال الطبري امام مفسرين رحمه الله وهي البيوت من الانطاع. الانطاع جمع نطع وهي الجلود المدبوغة. وهي البيوت من والفساطيط من الشعر والصوف والوبار. شف كيف هيأ الله امور الناس. الان كثير من الناس اذا اراد يخرج للبر يأخذ خيمة. ينصبها في البر وتكون مثل البيت تماما. يطمئن فيها ويسكن فيها ويرتاح فيها. من الذي سخر ذلك ويسره؟ وهدى الانسان لمثل هذه الامور. هو الله وحده لا ولهذا قال وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم. يوم ظعنكم يعني يوم وانتقالكم تستخفون حملها بيت الطين او بيت الشجر او لبيت من الاسمنت اشياء ما تستطيع تحمله ما تستطيع تحمله. لكن هذه البيوت من من الخيام وشبه تستخفونها يوم الله عليكم تحملها على البعير او على السيارة وتمشي. واذا وصلت المكان الذي تريد تبنيها وتسكن فيها وتقيم فيها ايت تستخفون اي تستخفون حملها ونقلها. تستخفونها يوم ظأنكم ويوم اقامتكم وظع عنه السفر ويوم اقامتكم حينما يقيم الانسان في المكان. فينصب خيمته او بيته ويطمئن ان فيه واذا اراد ان ينتقل حمله واستخف حمله معه لا يشق عليه. قال جل وعلا من اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين. اي وجعل لكم اي جعل لكم من اصوافي بهيمة الانعام. بعض المفسرين كان بن جرير بن جرير يفسرها هكذا ان من اصوافها قال هذا من اصواف الغنم. من اصوافها اي من الغنم. واباريها قال من الابل لان الوبر من الابل. قال واشعار قال هذا من المعز ولا مانع ان نقول بهيمة الانعام فمنها ما يؤخذ منه الصوف ومنها ما يؤخذ منه الوبر ومنها ما يؤخذ منه الشعر فالله جعل لنا من اصواف بهيمة الانعام او من اصواف الغنم واوبارها او باري الابل واشعار المعز اثاثا. الاثاث هو هو متاع البيت. نأخذ امتعة في بيت الفراش البساط الثوب وعاء اللبن نعم كثيرة والان قد تطورت الامور الى ما هو احسن واكثر نعمة من الله على عباده. لكن هذه الامور حتى الانسان الذي ليس عنده مصانع يعيش في الصحراء يستطيع يأخذ من ابله وغنمه ومعزه يأخذ هذه الامور ينتفع بها كن اثاثا للبيت ينتفع بها في شتى انواع المنافع. قال ابن كثير رحمه الله ثلاثا اي تتخذون منه اثاثا وهو المال. وقيل المتاع وقيل الثياب والصحيح اعم من هذا كله. فانه يتخذ من الاثاث البسط والثياب وغير ذلك اتخذوا مالا وتجارة. من الناس من يأخذ هذا الوبر او الصوفة او الشعر يبيعه او يصنع منه بسطا او يصنع منه ثيابا او يصنع منه اي امر منفعة للناس فيجعلها تجارة. بعضهم لا يأخذها للاستعمال. هذه كلها انعم الله بها عليكم وهداكم اليها. قال وعلا ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين. تتخذ اثاثا وايضا تتمتعون بهذا الذي تأخذونه منها الى حين الى اجل مسمى يأتي يوم تموت وتترك كل شيء ورائك. لكن جعل الله هذا لك متاعا الى حين الى وقت الى امد الى زمن معين. وذلك وقت الموت الذي يلحق بكل انسان. ولهذا الدنيا يا اخوان لا ينبغي الانسان يستكثر منها. هي بلاغ. يتمتع بها يقضي بها حاجاته سيأتي يوم ويترك ويتركها. فلا ينبغي له ان يشغل نفسه بهذه الامور وان يجعل همه وحياته كله لجمع هذه الاشياء والاعتناء بها والزخرفة وما الى ذلك يا عبد الله تمتع بها حين والحين سينتهي والاجل سيأتي. الى ان تنتقل الى الاخرة. والاخرة خير وابقى هي التي نعيمها لا يحول ولا يزول. بالنسبة للمؤمنين في الجنة قال جل وعلا والله جعل لكم مما خلق ظلالا ظلالا يعني تستظلون به من الشمس مما خلق لكم من الاشجار والمباني وغير ذلك ظلالا تستظلون به من حر الشمس كثير من الناس قد لا يعقل هذه المسألة كثيرا لانه منذ ان ولد هو ما شاء الله منعم في بيت ويخرج بسيارة ارى لا يجد حر الشمس. لعل كثير منكم قد حج. كيف يكون حر الشمس في الحج اذا اضطررت الى الخروج فما بالك اذا كان الانسان ما عنده سيارة؟ ويضطر الى الخروج لطلب في الصحراء في البراري ولا يحول بينه وبين الشمس حائل خاصة اذا اشتدت الشمس اذا وصلت درجة الحرارة خمسين او ستين ظل شجرة تجده لو تدفع به ما لك كله حتى تستظل كثير من الناس يموت بضربات الشمس. انتقل للاخر. ما وجد ظل يستظل به. هذا الظل نعمة من الله يا اخوان ولهذا يمتن الله جل وعلا به علينا. تمشي الحمد لله لا تخلو الارض اما ان تجد شجرة او تجد كهفا او تجد جبلا تجد شيء تستظل به من الحر. ولهذا يمتن جل وعلا يقول والله جعل لكم مما خلق من مخلوقاته سواء الاشجار او غيرها ظلالا تستظلون به من الشمس من وهجها وحرها. قال وجعل لكم من الجبال اكنانا. ايضا جعل لكم من الجبال اكنانا. جمع كن. قالوا وهي الغيران. وقال بعض المفسرين جعل لكم معاقل وحصون او تكنكم وجعل فيها الغيران والناس كثيرا قبل هذه الخير وبسط النعم يتعاهدون الغيران في سفرهم جاءهم المطر المبيت كانوا خايفين يبحث عن غار في الجبل. كن يكنه ويمنعه من المطر يمنعه او من العدو يمنعه من السباع. من الذي جعل الجبال اكنانا؟ هو الله. لمصلحة العباد يا اخوان. طيب الذي تفظل بهذه النعم اينما سرنا واينما ذهبنا واينما جئنا نعم الله تترى. خلق الله لنا. اليس هو المستحق ان يعبد؟ بلى يا اخوان وقد قال بعض المفسرين ان الله ذكر الجبال هنا قال لان غالب لان غالب المخاطبين في ذلك الزمان اهل جبال. اهل مكة. كلها جبال. مع انه يحصل في نعمة في الصحراء ايضا من النعم وما يهيئه الله لعباده. الشيء الكثير مثل ما في الجبال او اكثر لكن رأى حال المخاطبين لانهم كانوا هم الذين جحدوا. والخطاب معهم الان. وان كان العبرة بعموم اللفظ بخصوص السبب. قال جل وعلا وجعل لكم سرابيلا تقيكم الحر السرابيل جمع سربال. وهي الثياب. هي الثياب سواء كانت من القطن او من الكتان او من غيرها. الله جل وعلا هو الذي من علينا وجعل لنا ثياب نستتر بها ونلبسها ونتزين بها. والا يكون الانسان عاريا كيوم ولدته امه. ويذكرون ان هناك بعض الاماكن في بعض البلاد المجاهيل التي ما اكتشفت ان اهلها عراة. يأتي الرجل يجري عاري. والمرأة تجري عارية بعضهم يضع شيئا على سوءته. اما نحن ننعم بهذه الثياب الجميلة. واللباس من الذي جعل لنا هذه السرابيل وهذه الثياب؟ هو الله وحده لا شريك له. طيب الا نشكره؟ واعظم شكري توحيده وافراده بالعبادة وعدم جعل الشريك معه جل وعلا. لانه هو المنعم المتفضل قال وسرابيل تقيكم الحرة. وايضا تقيكم البرد. قالوا هذا من باب الاكتفاء. لانه ظاهر عند المخاطب فقال تقيكم الحر. وايضا وتقيكم البرد. لان الوقاية من الحر اعظم البرد قد تجد لو لم يكن عليك لباس تضيء نارا. توقد نارا تتدفأ بها. تدخل مكانا حصينا لكن الحر لابد تجد لباسا فهي هذه وعلى كل حال هي تقي من الحر وتقي من البرد قال جل وعلا وسرابيل تقيكم بأسكم السرابيل هنا المراد بها الدروع يسمى الدرع سربال. درع من حديد. حلق حديد يلبسها المقاتل على صدره. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد ظهر بين درعين صلى الله عليه وسلم وهو امام المتوكلين. فتقيكم اساكم يعني تقيكم الحرب. البأس حينما يقاتل بعضكم بعضا. ويضرب بعضكم بعضا بالسيوف. وبالرماح هذه السرابيل وهذه الدروع تقيكم. من بأسكم ومن حربكم ومن من قتل بعضكم لبعض. قال كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون كذلك مثل هذا يتم الله عليكم النعم في ابدانكم وفي ارضكم في في معاشكم في بيوتكم في كل شأنكم. اتم عليكم النعمة. وهيأ لكم الخير وهيأ لكم ما ما تحتاجون كل ذلك لعلكم تسلمون لله. اي تستسلمون لامره جل وعلا وتطيعونه ولا تعصونه اذا يا عبد الله هذه النعم ما اعطيت اياها. هكذا وهبها الله للجميع لكن لاجل ان يستعين بها العباد على عبادة الله تعينهم على طاعة الله وعلى عبادته وحده لا شريك له. واكثر الناس يستعين بها على غير عبادة الله بل على معصية الله نعوذ بالله قال جل وعلا فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين ان اعرضوا تولوا اي اعرظوا يا نبينا ان اعرظ هؤلاء القوم كفار قريش ومن هم على شاكلتهم؟ عن الايمان او عن التدبر لهذه الايات عن التدبر في هذه الايات التي تؤدي الى الايمان فانما عليك البلاغ المبين انما عليك ان تبلغهم البلاغ المبين البين الذي يبين لمن سمعه الحق وقد فعلت فعلت ذلك فما عليك الا البلاغ. ليس عليك هداهم. قال جل وعلا يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها هؤلاء يعرفون نعمة الله. لان الله قررهم فيما سبق من الايات. ولا احد ينكر ما ما سبق من الايات. لانها واضحة جلية هو الذي جعل لكم السمع والابصار والافئدة وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم الى غير ذلك. فهؤلاء يعرفون نعمة الله يعرفون ان هذه النعمة من الله. لا اباؤهم ولا اجدادهم ولا اصنامهم ولا اولياؤهم. يستطيعون ان ان يجعلوا لهم السمع او البصر وهديه النعم. فهم يعرفون نعمة الله حق المعرفة. لكن ينكرونها. ثم قامت عليهم الحجة فعرفوا ثم انكروا. ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون. اكثر هؤلاء هم كافرون اي اكثر قومك يجحدون يكفرون من الكفر وهو الستر والتغطية والجحود فمع معرفة هذه النعم وانها من الله وان من انعم بها هو الواجب ان يفرد بالعبادة كفروا به واعرضوا فهم كفروا عن علم وبينة والحجة قائمة عليهم ولا يغرون بذلك الا انفسهم كفروا ولا هم يستعتبون. واذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم انظرون واذا رأى الذين اشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك. فالقوا اليهم القول انكم لكاذبون. والقوا الى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون نون ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء داود ورحمة وبشرى للمسلمين. قال جل وعلا ويوم نبعث من كل امة شهيدا. سبق معنا مرارا ان مثل هذا التأبير يراد به الوقت او الحين كانه يقول واذكر حين او واذكر وقت او واذكر زمن او اذكر ساعة يوم نبعث من كل امة شهيدة وذلك بعد قيام الساعة ومعنا نبعث اي نحضر في الموقف نقيم ونحضر في الموقف من كل امة شهيدا يشهد عليهم وهو رسولهم. كما قال جل وعلا في سورة النساء لما قرأ عليه ابو ذر كما في صحيح مسلم قرأ عليه من اول سورة كما قال عليه ابو ابن مسعود من اول سورة النساء الى قوله فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. كل امة يبعث الله عليهم شهيدا منهم وهو نبيهم ورسولهم. ولهذا نحن نشهد علينا نبينا صلى الله عليه واله وسلم. ونبينا صلى الله عليه وسلم لما تلا عليه ابن مسعود ووصل الى هذه الاية كيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال حسبك حسبك يقول النبي صلى الله عليه وسلم حسبك يكفي. قال فنظرت اليه فاذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وسلم يبكي من هول ذلك اليوم مع انه هو الشاهد وليس المشهود عليه فكيف بالمشهود عليهم وفيه ايضا من الفوائد انه قال حسبك لما اراده يسكت او لمن اراد ينتهي من القراءة. ما قال له قل صدق الله العظيم ما قال قل صدق الله العظيم. هو صدق الله ولا شك في هذا لكن اعتقاد انها بعد كل قراءة اذا اردت تقف تقول صدق الله العظيم نقول هات الدليل هاتوا الدليل يا اخوان. النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد من ابن مسعود ان يتوقف قال له حسبك حسبك يكفي فالمسألة مسألة اتباع يا اخوان. الحاصل انه سيبعث الله يوم القيامة يؤتى بالامم. ولهذا جاء في الحديث الذي في البخاري وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بنوح يوم القيامة. اول الانبياء. فيقال له هل بلغت قومك؟ فيقول نعم بلغتهم فيؤتى بامتي فيقولون هل بلغكم نوح؟ فيقول ما جاءنا من بشير ولا نذير. ما جانا احد ولا بلغنا احد فيقول الله لنوح هل عندك شاهد يشهد لك؟ قال نعم محمد وامته ولهذا قال جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء للناس قال فيؤتى بمحمد وامته. فتشهد امته ان نوحا قد بلغ قومه فيقال وما يدريكم؟ قالوا جاءنا في كتابنا واخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم. فيشهد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم يزكيهم يزكي هذه الامة فتنفذ شهادتهم عن الام السابقة فيا اخوان امامنا اهوال نحن. نحن عنها غافلون. امامنا اهوال لابد نستعد لها. ولا يوقظ القلوب ويحيي القلوب مثل القرآن بهذه الامور. هذا من السنة ان يكون الانسان له ورد كل يوم. لكن ما هو ورد يهزه هذا ولد يقرأ يتدبر اقرأ يا اخي القرآن تتعظ لما تسمع مرة ومرتين وثلاث واربع وعشر في هذا الموضوع يستقر في ذهنك تعقله تستعد له بعض الناس معرظ عن القرآن ما يقرأ. ولما تقرر له مثل الذي جاء يقول سبحان الله اول مرة اسمع. يا عبد الله الست تقرأ القرآن هذا في كتاب الله الذي ينبغي ان تقرأه. فيوم القيامة سيبعث الله من كل امة شهيدا ثم لا يؤذن للذي كفروا ولا هم يستأتبون. لا يؤذن للكفار بالكلام والمجادلة والاعتذار لا يؤذن لهم. يختم على ولا هم يستأتبون. يعني لا تقبل منهم العتبة. لان الاستعتاب هو طلب العتبة ولهذا يعني ولهذا ذكر ابن جرير قال لا يؤذن لهم بالرجوع الى الدنيا حتى يعملوا صالحا ونحوه قال السمعاني. وقال بعض المفسرين لا يستأتبون لا يرضى عنهم. او لا يرضون الله. وهذا من معنى العتبة فيعني لا يؤذن لهم حتى يرجعوا ويتوبوا ويعملوا صالحا ويرظوا الله بالايمان ايه لا انتهى هذا كان في الدنيا وانتهت الدنيا. في الدنيا ما فعلتم. وقد عظموا وعظتم وبين لكم كل شيء فلا هم يستأتبون ينتهي هذا الكلام الان اعداء الله يقولون الكفر ويقتلون اولياء الله ويسبونهم ويذمونهم ويفعلون ويفعلون. لكن اذا كان يوم القيامة ويذلون ويختموا على افواههم ما يتكلمون. لا يؤذن لهم في الكلام فيعتذروا او يدافعوا عن انفسهم ولا هم يستأتبون قيل قال السمعاني لا يردون الى الدنيا. لكن قد يشكل على بعض الناس يقول هنا يقول لا يؤذن لهم لا يؤذن الذين كفروا وفي اية اخرى اخبر انهم يتكلمون يا مالك ليقضي علينا ربك والله ربنا ما كنا مشركين. يتكلمون وهنا قال لا يؤذن لهم قال ابن عباس في الجمع بين مثل هذه الايات قال الاخرة مواقف ففي موقف يعتذرون في موقف يتكلمون وفي موقف يقال لهم اخسئوا فيها ولا تكلموه فالقرآن كله حق ويصدق بعضه بعضا فالاية التي فيها انهم يتكلمون هذا في بعض المواطن. بعض المواقف وبعض الاوقات وبعض الاوقات يمنعون من الكلام ويختم على افواههم نسأل الله العافية والسلامة قال جل وعلا واذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون. اذا رأى الذين ظلموا المراد بالظلم هنا الشرك يا اخوان الكفر كما قال جل وعلا عن العبد الصالح لقمان ان الشرك لظلم عظيم مراد بالذين ظلموا هنا هو الظلم الاكبر الشرك واما الظلم واللذذون الشرك فهو تحت المشيئة. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال فلا يخفف عنهم العذاب. يعني اذا رأوا العذاب يعمهم عذاب جهنم عذاب النار. يعمهم ويغشاهم ويدخلون فيه ويلقون في النار ولا يخفف عنهم بعد دخولهم لا يخفف عنهم. ولا هم ينظرون ايضا. لا يخف عنهم العذاب ولا ينظرون يعني ما يمهلون يعطون مهلة حتى يرجعوا يؤمنوا ويفعلوا ويعملوا اعمالا يخلصوا بها من هذا العذاب. لا انتهى الامر. امهلوا في الدنيا وعمروا ما شاء الله. فلم يؤمنوا. اما الان دار الجزاء ولهذا يدخلون العذاب ولا يخفف عنهم من العذاب بل هم في مزيد نعوذ بالله في مزيد من عذاب الله نعوذ بالله من عذاب الله ولا يمهلون ما ينظرون ما يأتيهم يعطون مهلة انذار يستمر بهم العذاب عذاب سرمدية. قال جل وعلا واذا رأى الذين اشركوا شركاءهم. رأى هؤلاء المشركون الظالمون الكافرون. رأوا شركاءهم وهو ما كانوا دونه من دون الله من الاصنام والاوثان والالهة وايضا رؤى رأوا شركاؤهم وهم كبراؤهم الذين اضلوهم السبيل. لا يشاء منه الجميع اذا رأوهم معهم في النار يقولون قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك هؤلاء كما قدمنا في درس ماضي ان الاصنام تحشر انكم وما تعبدون حصب جهنم انتم الا واردون. فهم يجمعون مع اصنامهم ويرونها فيقول هؤلاء شركاؤنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك. هؤلاء الهتنا واصنامنا الذين كنا ندعوهم من دونك لاحظ انه هنا اقروا واعترفوا لكن متى متى حينما فات وقت الاوان. ولهذا يقولون يرد عليهم المتبوعون او الاصنام والالهة. مباشرة لانه اتى بفاء التي بالفعل التي تدل على الترتيب والتعقيب قال فالقوا اليهم القول اولئك المعبودون الشركاء الذي كانوا يتولونهم في الدنيا انتهوا ما ينفعونهم في الاخرة سبب وبال عليهم لانهم ما كانوا مستحقين ان يعبدوا من دون الله. فالقوا القول اليهم انكم لكاذبون انكم لكاذبون قال جمع المفسرين هذا قول الهتهم. يقول لهم انكم لكاذبون. وقال بعضهم هذا من قول الملائكة لانكم انتم عبدتموهم بطوعكم واختياركم وارادتكم. فلماذا تجعلون اللائمة عليهم؟ هم مستحقون عذاب الله. لكن انتم كذبة. ما احد الزمكم بعبادتهم. بل جاءتكم الانبياء. وبينوا لكم طريق الحق وطريق عبادة الله وحده لا شريك له فاتبعتموهم باختياركم هو الكلام محتمل انه من قول الملائكة او من قول آآ معبوديهم. فالقوا اليهم القول انكم لكاذبون. والقوا الى الله يومئذ السلم القوا اي القى الجميع الى الله يومئذ حينما تقوم الساعة ويرون العذاب يلقون الى الله السلام اي الاستسلام والايمان والانقياد قال الله جل وعلا والقوا الى الله يومئذ السلم اي الاستسلام والطاعة والاقرار وعدم المعصية لكن ذلك لا ينفع في ذلك الوقت كما قال جل وعلا عنهم اسمع بهم وابصر يوم يأتوننا اي ما اسمعهم. يقول ابن كثير اي ما اسمعهم وابصرهم يومئذ لكن ما ينفع وقال تعالى ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون وقال لو عانت الوجوه للحي القيوم الى غير ذلك من الايات فهم تبينت لهم الامور او لكن بعد فوات الاوان الحمد لله ما زلنا ممهلين وارواحنا في اجسادنا فجد واجتهد فيما ينفعك وينجيك من اهوال ذلك اليوم. قال وظل عنهم ما كانوا يفترون ظل ذهبا وولى ما كانوا يفترونه بانهم ينفعونهم وهم شفعاءهم من دون الله. وانهم هم اهل الحق وانهم وانهم الى غير ذلك. كل هذا يظل ذهب ما كانوا يخدعون الا انفسهم يخدعون انفسهم امر الله لا يتغير وما اخبر الله به حق فاياك ان تعارض الحق او تشكك فيه او لا تصدق فيه انتبه والله ما تضر الا نفسك الحق حق كما اخبر الله به وسيكون ولابد هو الذي يعارضه او ينكره فهذا انما يضر نفسه قال جل وعلا وظل عنهم ما كانوا يفترون يعني يفترون من الافتراء والكذب ثم قال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب هؤلاء الرؤوس الذين كفروا شاركونا اتباعهم في الكفر لكن صدوا عن سبيل الله لانهم كانوا رؤساء متبوعين فصدوا الناس عن سبيل الله صرفوهم طعنوا في الدين حذروا منه حذروا من النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء قال الله جل وعلا زدناهم عذابا فوق العذاب فهم يشاركون بقية الكفار في العذاب لكن يزادون عذابا فوق ذلك لان لهم جرم غير جرم اولئك وهو الصد عن سبيل الله قال الامام الشوكاني اي زادهم الله عذابا لاجل الاظلال لغيرهم. فوق العذاب الذي استحقوه لاجل ظلالهم جمعوا بين امرين ظلوا بانفسهم واضلوا غيرهم فزيادة العذاب هذا لهم بسبب اضلالهم لغيرهم ولهم عذاب بسبب ضلالهم عن الحق وقال وقيل المعنى زدنا القادة عذابا فوق عذاب اتباعهم وهو بمعنى ما قبله الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون. سبحانه. الباء للسببية لا يظلم ربك احدا فزدناه هذا العذاب بسببي افسادهم وهو الصد عن سبيل الله. هذا اعظم الافساد صد عن الدين والتشكيك في الدين وصرف الناس عنه هذا اعظم الفساد في الارض نعوذ بالله ثم قال جل وعلا ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم اي واذكر يا نبينا يوم نبعث من كل في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وهو رسولهم الذي ارسل اليهم ان الرسول يبعث من قومه يرسل الى قومه وهو منهم في النسب فهنا حينما يبعث الله الناس يبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم يشهد عليهم. لانه اقام عليهم الحجة ودعاهم وبين لهم الحق وحذرهم من الباطل. ثم قال وجئنا بك شهيدا على هؤلاء جئنا بك يا نبينا شهيدا على هؤلاء على على قريش وعلى امتك كما مرت معنا الايات فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال جل وعلا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء نزل الله هذا القرآن تبيانا لكل شيء. قال الطبري اي بيانا لكل ما بالناس اليه الحاجة من معرفة الحلال والحرام والثواب والعقاب وقال ابن مسعود قد رضي الله عنه قد بين لنا في هذا القرآن كل علم وكل شيء وقال مجاهد مجاهد كل حلال وحرام قال ابن كثير وقول ابن مسعود اعم واشمل فان القرآن اشتمل على كل علم نافع من خير ما سبق وعلم ما سيأتي وحكم كل حلال وحرام وما الناس اليه محتاجون في امر دينهم ودنياهم ومعاشوهم ومعادهم نعم في القرآن بيان كل شيء لكن فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون الذين يعلمون القرآن فما من نازلة تقع الان في البيع في الشراء في اي امر الا اذا سئل العلماء الراسخين بينوا حكمها اخذا من كتاب الله او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. تبيانا لكل شيء قال جل وعلا وهدى سبحان الله هذا القرآن تبيانا لما يحتاج اليه الناس في كل شيء. وهدى يهتدى به من الضلالة. ورحمة لمن صدق به وعمل بما فيه وبشرى بشارة للمسلمين الذين استسلموا لله وانقادوا وامنوا بهذا الكتاب يبشرهم بالثواب العظيم وبالجنة. كم تسمعون من البشارة لمن امن بالله ولهذا يجب ان نحرص على هذا الكتاب العظيم قراءة تدبرا فهما عملا لان فيه بيان لكل شيء ونكتفي بهذا القدر والله اعلم