الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ففي هذا اليوم المبارك نعود الى اكمال اه تفسير كتاب الله جل وعلا في المسجد النبوي مسجد نبينا صلى الله عليه واله وسلم وكنا اه قد وصلنا الى الاية الثالثة عشر من سورة الاسراء. نلخص دلالة الاية الثالثة عشر وان كنا قد شرحناها لكن نلخص اه شيئا من معناها حتى يعني يتضح المعنى في بقية الايات التالية. اه يقول الله جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة في كتاب يلقاه منشورا. يخبر الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة ان كل انسان الزمه طائره في عنقه. وطائره اه كما قال ابن عباس ومجاهد واحد قالوا هو ما طار عنه من عمله. ما طار عنه من عمله من خير شر يلزم به ويجازى به. وان شئت فقل هو ما صدر عنه من عمله. من خير او شر يجازى به ويلزم به يوم القيامة. كما قال جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وكما قال جل وعلا عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وكما قال وعلا وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. وقال جل وعلا انما تجزون ما كنتم تعملون وقال من يعمل سوءا يجزى به. اذا هذه الايات تفسر هذه الاية وتبينها بان المراد بالطائر هنا طائر الانسان هو عمله. وقال ابن جرير معنى الاية كل وكل انسان الزمناه ما قضي له انه عامله. وهو اليه من شقاء او سعادة بعمله في عنقه لا يفارقه. وهذا القول هو يوافق الاقوال السابقة لكن فيه زيادة معنى ان الانسان ايضا ما يعمله قد قضي عليه به وقدر عليه من شقاء او سعادة هو ملازم له في عنقه. وقد جاء في معنى اه الطائر هنا بانه العمل جاء ذلك في حديث رواه الامام احمد وصححه الشيخ الالباني عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لطائر كل انسان في عنقه لطائر كل انسان في عنقه يعني لعمل كل انسان في عنقه و جاء عند الامام احمد بسند قال عنه ابن كثير اسناده جيد قوي وصححه الالباني في الصحيحة من حديث عقبة ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من عمل ليس من عمل يوم الا وهو يختم عليه فاذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربنا عبدك فلان قد حبسته فيقول الرب جل جلاله اختموا اختموا له اختموا له على مثل ما على مثل عمله حتى يبرأ او يموت حتى يبرأ يعني من مرضه او يموت. آآ اذا الله جل وعلا يقول كل انسان الزمناه عمله طائره في عنقه يعني عمله فعمله لازم له وايضا محفوظ عليه اه قليله وكثيره ويكتب عليه بالليل والنهار. وفي الصباح والمساء وفي كل وقت ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال جل نعم وقال في عنقه هنا والعنق معروف من الانسان قال الزجاد ذكر ذكر العنق هنا او ذكر العنق هنا عبارة عن اللزوم. كلزوم القلادة للعنق. كلزوم القلادة للعنق. وقيل اشارة الى قرب الى القرب قرب العمل. قال جل وعلا ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا نخرج اي نجمع له عمله كله في كتاب يعطاه يوم القيامة اما بيمينه اه ان كان من من السعداء ومن المؤمنين او بشماله ان كان شقيا من الكفار جاء في بعض الايات ما يدل على ان الكافر تلوى يده اليسرى وتجعل وراء ظهره فيأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره اخزائ واذلالا له واما المؤمن واما المؤمن فهو يتلقى كتابه بيمينه آآ ونخرج له يوم القيامة كتابا اي نخرج له ذلك الطائر وذلك العمل الذي كان يعمله في الدنيا يوم القيامة نخرجه له في كتاب يلقاه منشورا في صحيفة العمل يلقاه منشورا اي مفتوحا يقرأه هو وغيره فيه جميع عمله من اول عمره الى اخره كما قال جل وعلا ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. وقال جل وعلا هنا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. وايضا مما يدل على انه يلقاه منشورا ويقرأ ما فيه قوله جل وعلا في سورة الكهف ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه. ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا نعم يا عباد الله كل شيء محصن علينا. فلا تستهن لا تستهن بالعمل. ما تعمل من عمل من قول او حركة او غير ذلك فهو مكتوب عليك. ولهذا انتبهوا من ذنوب الخلوات. انتبهوا من من وسائل التواصل الذي يفتح الانسان او يفتحها الانسان وربما يفتح يريد خيرا في عرض له شرا او صورا او امورا لا تحمد او امور تتعلق بالجنس فيؤزه شيطانه فربما نظر ووقع وفعل ما فعل. والله ما يخفى على الله شيء. وكل شيء سيكتب ستراه بعينك. فاعمل عملا حينما يوم القيامة يسرك ما تعتذر منه. يرفع رأسك يبيض وجهك. واياك واياك والعمل الذي يخزيك او يذلك او لا تحب ان يراه احد فانه يوم القيامة تبلى السرائر الحقائق ونحن في هذه الدار نعمل وغدا نجازى. فاليوم فاليوم عمل بلا حساب حساب بلا عمل. فالله الله قفوا عند كتاب الله وعند اياته تدبروا. اصلحوا عملكم. احذروا ما امامكم فنحن مرتحلون. وآآ مطايانا الليل والنهار ما تتوقف الموت لنا هذه اللحظة اقرب منه حينما بدأنا الدرس قبل دقائق نحن سائرون الى الله جل وعلا ولابد ان ننتهي الى الاجل وبعد ذلك المجازاة على العمل. نسأل الله ان يثبتنا واياكم بالقول الثابت. وان يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وان وان عمل السوء والاعمال الفاسدة التي هي معصية لله جل وعلا. قال جل وعلا يقال له اقرأ كتابك. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. يا ابن ادم اقرأ كتابك بنفسك انت ما يحتاج يقرأه احد تقول لعله زاد او نقص او اخطأ بل كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قال القرطبي اي محاسبا. حسيبا اي محاسبا لك. وقال الشنقيطي يعني ان نفسه تعلم ان انه لم يظلم ولم يكتب عليه الا ما عمل لانه في ذلك يتذكر كل ما عمل في الدنيا من اول عمر الى اخره. وقال آآ الحسن البصري كلاما جميلا قال ونخرج له يوم نعم ونخرج له يوم القيامة قال نخرج ذلك كتابا يلقاه منشورا. قال معمر وتلا الحسن البصري عن اليمين وعن الشمال قعيد. ثم قال يا ابن ادم بصي بسطت لك صحيفتك. ووكل بك ملكان كريمان. احدهما عن يمينك والاخر عن يسارك فاما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك. واما الذي عن يسارك في حفظ سيئاتك. فاعمل ما شئت. اقلل او اكثر حتى اذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. الاية قد عدل والله من عليك حسيب نفسك. قال ابن كثير هذا من حسن كلام الحسن رحمه الله. نعم يا عباد الله قال جل وعلا من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ظل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. يقول الله جل وعلا من اهتدى واتبع الحق واقتبى اثار النبوة فانما يحصل عاقبة ذلك الحميدة فانما يحصل عاقبة ذلك الحميدة يعني العاقبة الحميدة لنفسه ومن ضل اي عن الحق وزاغ عن سبيل الرشاد فانما يجني على نفسه وانما يعود وبال ذلك عليه. قاله ابن كثير رحمه الله نعم من اهتدى وسلك طريق الهداية. وعمل صالحا قال صالحا فانما يهتدي لنفسه ومنفعة ذلك عائدة عليه وهو الذي يسعد به في الدنيا والاخرة من ظل عن الصراط المستقيم فاعرض عن الحق وعمل وعمل السيئات فانما يضل عليها على نفسه ضلاله على نفسه ولا ولا يضر غيره بظلاله. ولهذا قال ولا تزروا وازير وازيرة ولا تزر وازرة وزر اخرى. قال ابن كثير اي لا يحمل احد ذنب احد ولا يجني جان الا على نفسه نعم ولا تزر الوزر هو الاذن وهنا المراد لا تحمل وازرة يعني لا تحمل نفس وازرة اثمة وزر غيرها. ما تحمل نفسك ولا ذنوب الاخرين. وذنوبك انت ما يحملها الاخرون. كل نفس بما كسبت رهينة كما قال جل وعلا وان تدعو مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء. اذا كل انسان ملزم بعمله ولا يحاسب عن غيره ولا يحمل عليه اثم غيره. وهو ايضا لا تحمل ذنوبه واثامه على غيره. قال جل على ولا تزر وازرة ولا تزر وازرة وزر اخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. قال ابن رحمه الله هذا اخبار عن عدله تعالى وانه لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه بارسال الرسول اليه كما قال تعالى كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا. وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير وكذا قوله جل وعلا وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا. حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها. وقال لهم خزانتها الم رسل منكم يتلون عليكم ايات ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين. وقال جل وعلا وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر به من تذكر؟ وجاءكم النذير فذوقوا فذوقوا فما للظالمين من نصير الى غير ذلك من الايات الدالة على ان الله تعالى لا يدخل احدا النار الا بعد ارسال الرسول اليه ثم قال ومن ثم ومن ثم او ومن ثم طعن جماعة من العلماء في اللفظة التي جاءت مقحمة في صحيح البخاري وذكر الحديث وفيه اه واما وانه ينشئ للنار خلقا فيلقون فيها فتقول هل من مزيد يعني بالكثير ذكر لنا فائدة هنا رحمه الله وهو انه جاء في الصحيحين ان اهل الجنة اذا دخلوها يبقى في الجنة مكانه ان فينشيء الله لهم خلقا ينشئ الله خلقا يخلقهم ويكونون في هذا المكان الذي بقي من الجنة. لكن جاء وهذا في صحيحين لكن جاء في في بعض رواية البخاري ان الله ينشأ للنار خلقا ومن هنا طعن العلماء في هذه اللحظة قالوا انقلبت على هذا غير ثابت انه ينشأ للنار خلقا. لان النار اه اذا وضع الجبار قدمه فيها انزوى بعضها على بعض قالت حسبي حسبي كفاني كفاني وايضا ان يعني تعذيب احد في النار من غير عمل هذا ظلم. والله منزه عن الظلم. عدل سبحانه وتعالى. لكن كونه ينشئ جنتي اناسا لم يعملوا هذا فضل. وفضل الله جل وعلا واسع لانه احسن اليهم لكن ينشئ خلقا فيعذبهم بغير عمل؟ لا. لكمال عدله سبحانه تعالى ولهذا قال ابن كثير بعد ان ذكر الحديث قال فان هذا انما جاء في الجنة لانها دار فضل يعني انشاء الخلق ينشأ لها خلق هذا في الجنة. قال لانها دار فضل واما النار فانها دار عدل دار عدل لا يدخلها احد الا بعد الاعذاري اليه وقيام الحجة عليه. وقد تكلم جماعة من الحفاظ في هذه اللفظة وقالوا لعله انقلب على الراوي بدليل ما اخرجه في الصحيحين واللفظ البخاري وذكر الحديث اما النار فلا تمتلئ حتى يضعوا فيها قدمه فتقول قط قط انها تمتلئ ويزوى بعضها الى بعض ولا يظلم الله من خلقه احدا. واما الجنة فينشئ لها خلقا اذا هذه الاية تدل على ان الله جل وعلا لا يعذب احدا حتى يقيم عليه وذلك بارسال الرسل مبشرين ومنذرين وهنا يتكلم العلماء على مسألة وهي حكم المجنون والاصم ومن مات في الفترة يعني هؤلاء الثلاثة الذين وجدوا في الدنيا مجنون لا عقل له او اصم ما يسمع ولا يدرك شيئا او من وجد في الفترة فترة الرسل ما هناك رسول ما هناك دين او كان هرما كبيرا وهذا يدخلونه في المجنون هل يعذبون ام لا؟ يعذبون وايضا يتكلمون وهذه كلها ذكرها ابن كثير على مسألة آآ حكم اولاد المشركين حكم اولاد المشركين. وسنعرض ان شاء الله لهاته المسألتين مع يعني تلخيص الكلام واختصاره. فاما المسألة الاولى وهي آآ الاصم والمجنون ومن كان في الفترة نقول انهم يبعثون ويختبرون يوم القيامة فمن اختار طريق الجنة فالى الجنة ومن اختار طريق النار فالى النار. لا يعذبهم الله جل وعلا على ما كان منهم في الدنيا لانهم معذورين لانهم معذورون. ويدل على ذلك ما اورده ابن كثير اه وهو الحديث الذي رواه الامام احمد والطبري وابن حبان و الطبراني وابو نعيم في معرفة الصحابة والبيهقي في الاعتقاد والبزار في مسنده وغيرهم باسناد صحيح. كما قاله غير واحد من اهل العلم منهم ابن كثير ومنهم الالباني وغيرهم. قال عن الاسود بن سريع ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال اربعة يحتجون يوم القيامة رجل اصم لا يسمع شيئا. ورجل احمق يعني لا عقل له مجنون. ورجل هرم. هرم كبير قد هرم. اصابه الهذيان لا يدرك ورجل مات في الفترة او رجل مات في فترة فترة من الرسل ما كان هناك وحي ولا دين قائم فاما الاصم فيقول ربي قد جاء الاسلام وما اسمع شيئا. ما اسمع شيء حتى انني اعقل وافهم دينك الذي ارسلت به واما الاحمق فيقول ربي لقد جاء الاسلام والصبيان يحذفونني بالبعر. البعر روث الدواب يحذفه الصبيان لانه مجنون ما يعقل شيء. قال واما الهرم فيقول ربي لقد جاء الاسلام وما اعقل شيئا ما عنده عقل قد هرم قال واما الذي مات في الفترة فيقول ربي ما اتاني لك رسول فيأخذ وعلا مواثيقهم ليطيعنه فيرسل اليهم ان ادخلوا النار. فوالذي نفسي فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لك انت عليه ان بردا وسلاما. وفي لفظ من دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخل ولا يسحب اليه. اذا هذا الحديث وهو حديث صحيح وله شواهد فانه يدل على ان الله جل وعلا لا يعذب احدا الا بعد اقامة الحجة عليه بعد بعث الرسل فهؤلاء الاربعة يبعثون يوم القيامة ويؤمرون وينهون فمن اطاع دخل الجنة ومن عصى ادخله الله النار بعمله. هذه المسألة الاولى وهذا معتقد اهل السنة والجماعة. المسألة الثانية وهو اولاد المشركين. ونبدأ قبلها بمسألة اولاد المؤمنين فنقول ان اولاد المؤمنين يعني من مات من اولاد المسلمين فهو في الجنة وهذه المسألة آآ لا لا يكاد يوجد فيها خلاف بين اهل العلم حتى قال اه الامام احمد فيما ذكره القاضي ابو يعلى ابن الفراء الحنبلي ذكر عنه انه قال لا يختلف فيهم انهم من اهل الجنة اولاد المسلمين يعني من ماتوا في صغرهم قال لا يختلف فيهم انهم من اهل الجنة قال ابن كثير وهذا هو المشهور بين الناس وهو الذي نقطع به ان شاء الله عز وجل. اذا لا يختلف في ان اولاد المؤمنين في الجنة ولكن المسألة التي اختلف فيها العلماء اولاد المشركين. اولاد المشركين. فخلاصة الاقوال فيها اقوال اولاد المشركين فيهم ثلاثة اقوال فمن العلماء من قال انهم في الجنة. اولاد المشركين في الجنة. واستدلوا على ذلك بادلة منها اه الحديث الذي في الصحيحين حديث الاسراء وان النبي صلى الله عليه وسلم مر على ابراهيم ورأى حوله اه او حديث الرؤيا حديث حديث سمرة النبي صلى الله عليه وسلم رعى رأى مع ابراهيم اولاد المسلمين واولاد المشركين راح معه اولاد مسلم واولاد المشركين والحديث انه رأى ابراهيم رجل طويل وعنده اكثر غلمان رأيتهم فقلت من هذا؟ قالوا هذا ابراهيم. وقلت من الغلمان الذي معه؟ قالوا اولاد المسلمين. قال فقل للنبي صلى الله عليه وسلم واولاد المشركين قال واولاد المشركين. قالوا هذا يدل على انهم في الجنة. وجاء في حديث اخر ايضا حديث عائشة آآ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المولود في الجنة المورود في الجنة. اذا هذان الحديث ان يدلان على ان آآ اولاد المشركين في الجنة. والقول الثاني قال انهم مع ابائهم قلنا انهم مع ابائهم في النار. ويستدلون عليه بالحديث الذي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اولاد المشركين قال هم تبع لابائهم. وفي لفظ هم مع ابائهم وجاء في لفظ هم من ابائهم. والحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم وعند احمد فقالوا هذا دليل انهم مع ابائهم اباء في النار فهم مع ابائهم. والقول الثالث هو التوقف. واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اولاد المشركين قال الله اعلم بما كانوا عاملين كما في الصحيحين صحيح من حديث ابن عباس ومن حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الله اعلم بما كانوا عاملين. وهذا ذكره ابو الحسن الاشعري رحمه الله على انه مذهب اهل السنة والجماعة. قال هذا هو مذهب اهل السنة وقوف فيهم فهم يختبرون يوم القيامة فمن اختار طريق الجنة فالى الجنة ومن اختار طريق النار فالى النار. وهذا هو قول الحق والذي تشهد له النصوص او تجتمع فيه النصوص. فالاحاديث التي فيها ان انهم من اهل الجنة واولاد مشركين يعني واولاد المشركين الذين اذا اختبروا يختارون طريق الجنة فهم في الجنة. و عليه ايضا يحمل الحديث المولود في الجنة. يعني المولود الذي اذا اختبر اختار طريق الجنة. المولود في الجنة اولاد المسلمين كلهم اولاد المشركين الذين اذا اختبروا اختاروا طريق الجنة ونحن نقول بهذا حتى نجمع بين النصوص يا اخوان لانه لا يمكن تتعارض النصوص. لا يمكن تتعارض نصوص القرآن بعضها مع بعض ولا نصوص السنة السنة بعضها مع بعض ولا نصوص السنة مع القرآن ولا القرآن مع السنة التعارض في عقول الناس وهذا هو الصحيح الجمع بين النصوص جمع بين الدليلين اولى من اهمال احدهما. اه واما الاحاديث الذي قال هم تبع لابائهم قالوا هذا في الدنيا كيف يعني يعاملون في الدنيا؟ وخاصة ان سبب هذا الحديث انه كان في غزو غزو النبي صلى الله عليه وسلم قوم من الكفار فسأل سئلوا سئل عن ابنائهم قال هم تبع لابائهم. هذا في احكام الدنيا. يعاملون معاملة ابائهم في الدنيا. ولكن في الاخرة يختبرون ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الله اعلم بما كانوا عاملين. اذا سيعملون. ولهذا في قصة الخضر مع موسى انه لقي غلاما صغيرا ما كلف فقتله فلما اخبر موسى بعد ذلك اخبر بانه طبع كافرا فاراد الله عز وجل ان يبدل والديه خيرا منه لكن الله عز وجل يختبرهم كما يختبر المجانين الاصم واصحاب الفترة فيختارون فاذا اختاروا عملوا بناء على ذلك لان الله عدل حكم. لان الله جل وعلا حكم عدل لا يظلم احدا اذا هذا هو اصح ما يقال التوقف في اولاد المشركين ويقال الله اعلم بما كانوا عاملين. اذا سيعملون يوم القيامة ويختبرون فمن صار منهم طريق الجنة ادخله الله جل وعلا الجنة. ومن اختار طريق النار ادخله الله عز وجل النار عدلا منه ما ظلمهم الله جل وعلا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. وقد تكلم ابن كثير رحمه الله واورد يعني الاقوال كلها وورد واورد جملة من الاحاديث ولكنه رحمه الله انتهى الى هذه اه الخلاصة التي تجتمع فيها النصوص وهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة. وان كان في الحقيقة فيه خلاف بين اهل السنة سنة والجماعة. لكن هذا هو اعدل الاقوال وبه تجتمع النصوص. اه اه نعم وهذا كله اخذا من قوله جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وهذا فيه اه يعني عذر بالجهل لمن يتصور منه العذر بالجهل او يمكن في حقه آآ العذر. اما من نشأ في بلاد المسلمين وبين المسلمين ويسمع القرآن لكنه يعرض عن الحق ويعادي الحق واهله فهذا غير معذور. لكن من نشأ في بعيدة او انه اه لم يبلغه الاسلام فهو معذور وله عذره والله جل وعلا لا احد احب اليه العذر من الله جل وعلا. آآ اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا واياكم آآ للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم مبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد