الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء في الاية الخامسة منها ربكم اعلم بما في نفوسكم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. هذه الاية جاءت بعد قوله جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واغفر لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. ثم قال بعد ذلك ربكم اعلم بما في نفوسكم قم ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. آآ قال سعيد بن جبير في قوله ربكم اعلم بما في نفوسكم قال هو الرجل تكون منه البادرة. الى ابويه وفي نيته وقلبه انه لا يؤخذ به وفي رواية انه لا يريد الا الخير بذلك. فقال ربكم اعلم بما في نفوسكم. اذا هو الرجل تكن من هو البادرة يعني خطأ في حق ابيه امه وهو لا يريد الخطأ ولا يريد الاساءة الى والديه. وقال ابن جرير الطبري معنى ذلك ربكم اعلم بما في نفوسكم يقول ايها الناس الله اعلم الله اعلم منكم بما في نفوسكم من تعظيم امر ابائكم وامهاتكم وتكريمتهم والبر بهم وما فيها يعني في نفوسكم وما فيها من اعتقاد الاستخفاف بحقوقهم والعقوق لهم وغير ذلك من ضمائر صدوركم لا يخفى عليه شيء من ذلك وهو مجازيكم على حسن ذلك وسيئه فاحذروا ان تضمروا لهم سوءا او تعقدوا لهم اذا اه الاية عامة ربكم اعلم بما في نفوسكم فهي عامة الله اعلم بما في النفوس مطلقا. لكن لما ذكرت بعد الايات التي تأمر بالبر بالوالدين والاحسان اليهما وخفض الجناح وعدم نهرهما كان هناك مناسبة خاصة او يدخل ما يتعلق بالوالدين مما يقع في النفوس من باب اولى واحرى. فالله اعلم بما في فيما يتعلق بوالديكم وايضا واعلم بما في نفوسكم في كل امر وفي كل شأن. لكن يدخل لكن يدخل ما يتعلق بالوالدين فيه دخولا اوليا ثم قال جل وعلا ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا. آآ قال الطبري ان اصلحتم نياتكم في والديكم واطعتم الله فيما امركم به من البر بهم والقيام بحقوقهم بعد هفوة كانت منكم او زلة في واجب لهم عليكم فانه كان للاوابين غفورا. والاوابين يجمعوا اواب وهو الرجاع والمراد الذي يؤوب من المعصية الى التوبة يؤوب الى الله بالرجوع من معصيته الى طاعته وقد تعددت اقوال السلف في معنى انه كان الاوابين غفورا. فقال قتادة للمطيعين اهل الصلاة وعن ابن عباس اي للمسبحين وفي رواية عنه المطيعين المحسنين وقال بعضهم هم الذين يصلون بين العشائيين يعني الاوابين وقال بعضهم هم الذين يصلون الضحى وقال سعيد ابن المسيب هو الذي يصيب الذنب ثم يتوب ويصيب الذنب ثم يتوب وقال مجاهد وسعيد هم هم الراجعون الى الخير و جاء عن عبيد بن عمير قال هو الذي يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله منها ووافقه على ذلك مجاهد وقيل غير ذلك وهذا كما يقال هذا من باب اختلاف التنوع ليس اختلاف تضاد فهذه الاقوال كلها حق لكن كل واحد من السلف يذكر نوعا من الاوابين. ولهذا الراجح فيه ما قاله امام مفسرين ابن جرير قال والاولى في ذلك يعني من المراد بالاوابين قال والاولى في ذلك قول من قال هو التائب من الذنب. الراجع عن المعصية الى الطاعة. مما يكره الله الى ما يحبه ويرضاه اه وعلق ابن كثير فعلى ترجيح ابن جرير فقال وهذا الذي قاله هو الصواب لان الاواب مشتق من الاوبئ وهو الرجوع يقال ابا فلان اذا رجع قال الله تعالى انا الينا انا الينا ايابهم وفي الحديث الصحيح هو الحديث في مسند الامام احمد والترمذي والنسائي وغيره قال وفي الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان اذا رجع من سفر قال ايبون تائبون لربنا حامدون يعني ايبون يعني راجعون اذا هذا هو الصحيح عن الاوابين يعني اه التائبين الراجعين الى الله جل وعلا تائبين الراجعين الى الى الله جل وعلا الراجعين اليه بالاعمال الصالحة فكل هذه الانواع التي ذكرت حق ثم قال جل وعلا واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبدل تبذيرا يقول ابن كثير رحمه الله وهذا يعني يعني يذكر المناسبة قال يعني المناسبة بين هذه الاية والتي قبلها قال لما ذكر تعالى بر الوالدين عطف بذكر الاحسان الى الى القرابة وصلة صلة الارحام كما تقدم في الحديث وحديث في الصحيحين قال امك واباك يعني من احسن اليه فذكر الحديث فيه قال امك واباك ثم ادناك ادناك وفي رواية ثم الاقرب فالاقرب هذا في معرض يعني ذكر النفقة على من ينفق وعلى من يعطي اه ذوي القربى يعني اصحاب القربى لك والقربى هم قرابة الرجل من جهة امه وابيه قرابة الرب الرجل من جهة النسب من جهة الام والاب وقد عدهم العلماء خمس جهات عدهم العلماء خمس جهات قالوا جهة الابوة والبنوة والاخوة والعمومة والخؤولة فالابوة يدخل فيها الاب والام واباؤهم وان علو والبنوة يدخل فيها الابناء والبنات وابناؤهم وان نزلوا والاخوة يدخل فيها الاخوة من الوالدين الاخوة من الوالدين او من احدهما الاخوة من الابوين او من احدهما وابناؤهم والعمومة هم اخوان ابيك من والديه او من احدهما وابناؤهم والخؤولة وهم اخوان امك من والديها او من احدهما وابناؤهم اذا هذه هؤلاء هم اولوا القربى وحقهم قال العلماء لهم حقان حق الصلة صلتهم وعدم قطيعتهم والاحسان اليهم. والحق الثاني مواساتهم. تواسيهم تواسيهم بمالك ان كان فيه وفرة وزيادة تواسيهم اذا وقعت بهم فالضائقة او وقع لاحدهم مصيبة فلهم عليك حقوق اه وصلهم ومواساتهم بالمال وغيره. قال جل وعلا واتي ذا القربى حقه والمسكين اه حق المسكين كما مر مرارا هو من يجد مالا لا يكفي لحاجته ولكن اذا ذكر وحده شمل الفقير المعدم الذي لا يجد شيئا والمسكين له حق وهو اعطاؤه من من مال الله جل وعلا كما قال جل وعلا وفي اموالهم حق معلوم للسائلين والمحروم فيحسنون الى المساكين يتصدقون عليهم اه يعطونهم شيئا من المال يطعمونهم الطعام المهم انهم يتعاهدونهم. قال جل وعلا وابن السبيل هي ايظا اتي بن السبيل حقه وابن السبيل اذا نزل بك ضيفا الحق ان تقرئه وتطعمه ثلاثة ايام تخصه بزيادة اكرام في الطعام وفي نوع الطعام ثم بقية الايام تطعمه من طعامك المعتاد اه وايضا تعطيه من الزكاة تعطيه من المال لان ابن السبيل المراد به المسافر الذي انقطع به السبيل قد يكون في بلده غنيا لكن انقطعت به النفقة في هذا البلد فله حق على اخوانه المسلمين بان يحسنوا اليه ويواسونه ويعطونه من المال ما يكفيه. ويجز ان يعطى من الزكاة ويضيفونه الى غير ذلك قال ولا تبذر تبذيرا. اه التبذير هو الانفاق في غير طاعة الله جل وعلا كما قال السمعاني قبله قال ابن مسعود تبذير هو الانفاق في غير حق واصل التبذير كما قال الطبري هو التفريق في السرفي يعني تفريق الشيء في السرف في الاسراف ينفقه ويسرف في بانفاقه وتفريقه بغير وجه حق هذا هو التبذير. اذا قال الله عز وجل ولا تبدل تبذيرا. يعني لا تسرف في انفاق المال فتعطي الشيء الكثير اه حتى تقعد ما عندك شيء او لا تبذر تبذيرا يعني لا تنفق في معصية الله وفيما حرم الله بل كذلك حتى في المباحات لا تكثر في من الانفاق في المباحات. ولهذا آآ قال ابن مسعود اه التبذير هو الانفاق بغير حق ونحوه قول ابن عباس وقال مجاهد لو انفق انسان ماله كله في الحق لم يكن مبذرا ولو انفق مد بغير حقه كان تبذيرا وقال قتادة تبذير النفقة في معصية الله وفي غير الحق وفي الفساد فهذا تقريبا اقوال السلف تدور حول هذا وان المراد بالتبذير هو يعني كثرة الانفاق آآ في المباحات مما يزيد عن الحد المعقول او الانفاق في معصية الله وفي غير حق. ثم قال جل وعلا ان المبدلين كانوا اخوان شياطين وكان الشيطان لربه كفورا فوصف الله جل وعلا المبذرين بانهم اخوان الشياطين لانهم على طريقة الشياطين ويعملون العمل الذي يرظي الشياطين فهم اخوانهم وهذا فيه التحذير من التبذير وبيان انه محرم لان الشيطان عدو مبين عدو الانسان ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فالذي يفعل هذا العمل يجعل الشيطان يجعل الشيطان اخا له وهذا امر محرم ولهذا قال الطبري في بيان معنى ان المبدلين كانوا اخوان الشياطين. قال يعني ان المفرقين اموالهم في معاصي الله يقينها بغير طاعته اولياء الشيطان وكذلك تقول العرب لكل ملازم سنة قوم وتابع اثرهم يقولون هو اخوهم وقال ابن عاشور قال ومعنى ذلك ان التبذير يدعو اليه الشيطان لانه اما انفاق في الفساد واما اسراف يستنزف المال في السفاسف واللذات فيعطل الانفاق في الخير وكل ذلك يرضي الشيطان فلا جرم ان كانوا المتصفون بالتبذير من جند الشيطان واخوانه فالحاصل ان الشيطان هو الذي يحب انفاق الاموال فيما لا يجوز او تجاوز الحدود او انفاقها في المعاصي والذنوب. فالمبذرون اخوة للشيطان في هذا الباب قال وكان الشيطان لربه كفورا كان الشيطان كثير الكفر لربه كثير الكفر لنعم الله عز وجل قال واما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا. واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها قال اه الطبري او قبل ذلك آآ قال بعض المفسرين واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها. قال يعني اذا سألك اقاربك ومن امرناك باعطائهم وليس عندك شيء واعرضت عنهم لفقد النفقة فقل لهم قولا ميسورا اي قولا سهلا لينا كالوعد الجميل او الاعتذار المقبول اه هذا معناه اما تعرضن عنهم يعني عن الاقارب من امرناك ايتائهم حقهم من ذوي القربى والمساكين وابن السبيل فاما تعرظن عنهم يعني تعرظ عن اعطائهم بسبب انك ما عندك شي وانك ترجو رحمة ربك ان يرزقك فقل لهم قولا ميسورا سهلا لينا ولهذا قال ابن جرير الطبري عند قوله ابتغاء رحمة من ربك ومما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك قال اي انتظار اي انتظار رزق تنتظره من عندك وترجو تيسير الله اياه لك فلا تيأسهم او فلا تؤيسهم ولكن قل لهم قولا ميسورا اي عدهم وعدا جميلا وهذا ادب عظيم والله ما استطعت انك تعطيهم حقوقهم ما عندك شي فقل لهم قولا جميلا قولا ميسورا تطيب به نفوسهم وتذهب عنهم الحزن والوجد عليك وايضا اذا كنت ترجو انه يأتيك مالا تقول ان شاء الله نحن ننتظر ان الله يمن علينا يأتينا مال وان شاء الله ذلك نعطيكم ونحسن اليكم اه ثم قال جل وعلا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك آآ بعد ان نهى عن الاسراف اه نهى عن البخل لان الناس دائما وسطاني وطرف فاما مسرفون مبذرون واما بخلاء ممسكون والوسط هم الذين ينفقون بلا اسراف ولا يمسكون المال بل ينفقونه في حقه قال ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك قال ابن كثير يقول تعالى امرا بالاقتصاد في العيش ذاما للبخل ناهيا عن السرف ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك اي لا تكن بخيلا منوعا لا تعطي احدا شيئا كما قالت اليهود عليهم لعائن الله يد الله مغلولة اي نسبوه الى البخل تعالى وتقدس الكريم الوهاب هذا معنى يعني قول المفسرين ان المراد لا تجعل يدك مظلولة الى عنقك يعني لا تبخل وتمسك عن الانفاق لان الغل وهو ان تغلى اليد وتوضع على العنق تربط به وكانها تمسكه هذا كناية الذي لا ينفق كأنه ممسك بعنقه لا يترك شيئا يذهب فيه ولهذا يقول الطبري هذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى للممتنع من الانفاق في الحقوق اه التي اوجبها الله في اموال ذوي الاموال فجعلها فجعله كالمشدودة يده الى عنقه الذي لا يقدر على الاخذ بها والاعطاء وانما معنى الكلام لا تمسك يا محمد يدك بخلا عن نفقة عن عن النفقة في حقوق الله فلا تنفق فيها شيئا امساك المغلولة يده الى عنقه الذي لا يستطيع بسطها وهذا وان كان نهي للنبي صلى الله عليه وسلم لكنه موجه الى امته لانه صلى الله عليه وسلم كان هو اكرم الخلق صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اذا لا تبخل وتمسك المال ولا تنفق منه اي شيء اي شيء. هذا يدل عليه ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط وهذا ضد الامساك وهو الاسراف فلا تسرف في العطاء يقال اه بسط يده يعني اذا اطلقها في العطاء ولهذا قال جل وعلا عن نفسه بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وهو يبسط الرزق على عباده وينفق عليهم بالليل والنهار سبحانه وتعالى آآ قال ولا تبسطها كل البسط قال ابن كثير اي ولا تسرف في الانفاق فتعطي فوق طاقتك وتخرج اكثر من دخلك فتقعد ملوما محصورا فتقعد ملوما محسورا يعني اه تقعد ان بخلت ملوما يلومك الناس ويذمونك ويستغنون عنك ومتى بسطت يدك فوق طاقتك قعدت بلا شيء تنفقه فتكون كالحسير وهي الدابة التي قد عجزت عن السير فوقفت ضعفا وعجزا فانها تسمى الحسير وهذا مأخوذ من الكلال يعني الكلار يعني من التعب الى اخر كلامه رحمه الله اذا لا لا تبسط يدك في الانفاق لا تجعلها مغلولة الى عنقك لا تنفق شيئا ابدا ولا تبسطها بسطا بحيث تنفق فوق فوق قدرتك فتخرج مالك وتقعد انت بلا مال قال فتقعد ملوما محسورا ملوما يلوم اما ان هو يلوم يلوم نفسه على ما فاته من ماله او يلومه السائلون لما لم يعطهم. لانهم جاءوا وسألوه ولم يجدوا عنده شيئا لانه قد انفقه وكلا المعنيين حق ولا مانع من حمل الاية عليهما. فتقعد معلوم تلوم نفسك لانك بقيت بنا مال وانت تحتاج اليه ويلومك من جاءك لانك قد انفقت ما عندك فليس عندك شيء تعطيه فتقعد ملوما محسورا المحصور هو المنقطع به او منقطع به الذي قد ذهب ماله وبقي ذا حسرة يقال دابة حسير اذا اعياها السير كما سبق في كلام ابن كثير اذا تقعد منقطعا محصورا قد انقطعت ما عندك مال تنفق ولا تأكل ولا تشرب ولا فلا ينبغي للانسان ان يسرف في الانفاق وانما ينفق بقدر طاقته وحاجته بحيث انه لا يسرف في الانفاق على نفسه واهله ايضا لا يمسك ولا يسرف اشرافا يجعله بعد ذلك يبقى ملوما محصورة ليس عنده مال يحتاج الشي قرب من الظروريات وليس في يده شيء لانه اسرف في اخراجه قال جل وعلا آآ اه او قبل ذلك نذكر بعض الاحاديث التي تؤيد معنى الاية فيها مدح المنفقين وفيها ذم الممسكين فمن ذلك ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد وبعض الالفاظ جنتان مثنى جنة وهو الدرع الذي يوضع على اعلى البدن اه حتى يقي الانسان عند القتال ظرب الرماح والسيوف وغيرها. ولهذا ظهر النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد بين درعين يعني بين جنتين يقال له جنة لانه يستره والدرع من الحديد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما الى تراقيهما من الثديين الى الترقوة وهي ما هو يمين العظم الذي على يمين الرقبة وعن يسارها فاما المنفق فلا ينفق الا صبغت او وفرت على جلده. يعني كلما انفق هذه الجنة او هذه الدرع من الحديد وفرت جعلت تتمدد وتنزل قال حتى نعم قال حتى تخفي بنانه يعني حتى تغطي اصابع قدميه يعني ما يصل اليه العدو يحفظه الله بهذه النفقة هذه الدرع صارت تغطي جسمه كله وهذه الجنة. ما يصيبه شيء قال حتى تخفي بنانه وتعفو اثره واما البخيل فلا يريد ان ينفق شيئا الا لزقت كل حلقة مكانها. لان الجنة هذه او الدرع هي حلق من حديد فاذا اراد ينفق لزقت كل حديدة في مكانها يعني على جلده فهو يوسعها فلا تتسع وهذا لفظ البخاري وفي الصحيحين ايضا اه من حديث اسماء بنت ابي بكر فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انفقي هكذا وهكذا. والحديث له سبب اه انها قالت ليس لي ما انفق الا ما ليس لي مال الا ما ادخله علي الزبير زوجها. ابي بكر افاتصدق؟ قال تصدقي ولا توعي. هنا قال انفقي هكذا وهكذا ولا توعي فيوعي الله عليك. معنى لا توعي يعني لا تخبئي الشيء في الوعاء فتدخرينه ولا تنفقينه. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح والمعنى لا تجمعي في الوعاء تجمعي لا تجمعي في الوعاء يعني الذي تحصينه من المال لا تجمعي في الوعاء وتبخلي بالنفقة فتجازى مثل بمثل ذلك ولا توعي فيوعي الله عليك ولا توقي فيوكل له عليكم والايكاء هو ربط فم الجراب او الوعاء لا يخرج منه شيء وفي لفظ ولا تحصي فيحصي الله عليك وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قال لي انفق انفق عليك انفق يا نبينا في سبيل الله في وجوه الخير انفق عليك. الجزاء من جنس العمل وهو خطاب لنا نحن ايضا. انفق في وجوه الخير ينفق الله عليك. لكن لا تبسطها كل البسط لكن تعطي وانت صحيح شحيح عندك شي يكفيك الحاجة الضرورية لكن ما تبخل تجمع المال بعضه على بعض قال وفي الصحيحين قال ابن كثير وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان ينزلان من السماء فيقول احدهما اللهم اعطي منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا اه ها يدعو الملكان انظر تريد دعوة من تريد دعوة الذي يقول اللهم اعط منفقا خلفا يخلف الله عليك ويعوضك ويعطيك خلفا وبدلا مما انفقت. واما الممسك نسأل الله العافية. يقول اللهم اعطي ممسكا تلفا. اتلف ما له او اتلف نفسه وما شابه ذلك هو ايضا رواه مسلم في صحيحه عن ابي هريرة مرفوعا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبد عبدا الا عزا. ومن تواضع لله رفعه اه مات ما تنفقه ما ما تنقص الصدقة والله ما تنقص المال تزيده قال وفي حديث ابي كثير عن عبد الله بن عمرو وهو حديث صحيح رواه الامام احمد والدارمي وصححه الالباني في الصحيحة مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والشح فانه اهلك من كان قبلكم امرهم بالبخل فبخلوا وامرهم بالقطيعة فقطعوا وامرهم بالفجور ففجروا. نسأل الله العافية والسلامة. امرهم بالبخل شح شيء في النفوس. حب المال حرص على امساكه فامرهم بالبخل فبخلوا وامرهم بالقطيعة فقطعوا ارحامهم بسبب الشح وامساك المال وامرهم بالفجور ففجروا اه روى الامام روى البيهقي روى الامام احمد وابن خزيمة والحاكم وصححه وافقه الذهبي والالباني. ورواه البيهقي ايضا اه عن ابي بريدة عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخرج رجل صدقة حتى يفك لحيي شيطانا يعني اللحيين هما اللذان يحيطان اه بالفم العظمين والمراد انه يمسك الشيطان سبعين شيطان يحثونك على الامساك. تراك تحتاج المال. تراك تفتقر. تراك هذا ما يستاهل هكذا سبعين شيطان كلهم يصدونك عن الانفاق. فانفق ولا تخشى من ذي العرش اقلالا ثم قال جل وعلا ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه كان بعباده خبيرا بصيرا بعد ان نهى عن الامساك وغل اليد ونهى عن الاسراف اخبر انه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده يوسع على بعض العباد وبعضهم يقدر عليه اي انه يضيق لان معنى اه ويقدر ان يضيق قال الطبري ان يضيقه عليه لانه لا يصلحه الا الاقتار. لا يصلحه الا الاقتار. لان بعض الناس او وهذا اغلب الناس كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فاذا امسك المال لعب فيه وانفقه فيما حرم الله وكان جناية عليه والله جل وعلا عليم حكيم يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر على بعضهم ان يضيق عليه ولا يعطيه الشيء الكثير ثم قال انه كان بعباده خبيرا بصيرا جل وعلا بعباده خبيرا عليما ببواطن امورهم واحوالهم وما يصلحهم فمن العباد من لا يصلحه الغناء ومن العلاج من العباد من لا يصلح له الفقر ثم قال بصيرا يبصرهم يبصر اعمالهم ويراهم. اذا الغنى والفقر البسط والتظيف كل كل بناء على علم العليم جل وعلا وخبرته بعباده وبصره بهم. ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد