الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم. ان قتلهم كان خطئا كبيرا ينهى الله جل وعلا عن قتل الاولاد خشية اي خوف الاملاق والاملاق هو الفقر والاقتار. ولهذا قال ابن كثير اي خوف ان تفتقروا في ثاني الحال وهذه الاية فيها بيان ان الله جل وعلا ارحموا بالخلق من ابائهم وامهاتهم. فانه نهى الاباء والامهات عن قتل الاولاد خشية الفقر والعيلة وقلة ذات اليد وقال ايضا في سورة النساء الله في اولادكم فاوصى الوالد بولده وهذا دليل على انه جل وعلا ارحم بالولد من والده ويدل عليه ايضا الحديث الذي رواه البخاري وغيره في تلك المرأة التي فقدت ولدها فما زالت تبحث عنه حتى اذ وجدته ظمته الى صدرها والقمته ثديها فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم لاصحابه اتظنون هذه طارحة ولدها في النار؟ قالوا لا يا رسول الله او هي تقدر على ذلك؟ فقال صلى الله عليه واله وسلم لله ارحم بعباده من هذه بولدها. فهو جل وعلا الرحمن الرحيم. ولا يهلك عليه الا هالك. اذا قال جل وعلا ولا تقتلوا اولادكم خشية نحن نرزقهم واياكم. لماذا تقتلون من خشية الفقر؟ وقلة ذات اليد وقلة الرزق نحن نرزقهم واياكم رزقهم علينا. وانتم كذلك كما قال جل وعلا ما اريد منهم من رزق وما اريد ان ليمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. جل وعلا. فالله تكفل للخلق بالرزق. بل حتى الدواب التي لا تحمل رزقها الله يرزقها. ولعلك تتأمل يا اخي. احيانا تخرج الى البرية الى الصحراء فتجد فيها انواعا من المخلوقات مثل الذر وبعض الدود الصغير في صحراء قاحلة. يابسة ومع ذلك تعيش هيأ الله لها رزقها. والله انها لاية من ايات الله. نحن احدنا لو لم يكن في في المنطقة دكان يشتري منه يضيق صدره يقول من اين نأتي بالاكل والشرب؟ من اين نشتري؟ قد تكفل الله برزقك نعم لابد من بذل الاسباب والسعي لكن ابشر رزقك الذي كتب لك والله لن يتأخر منه شيء ولن تأخذ عليه زيادة شيء ابدا. قال جل وعلا ان قتلهم كان خطئا كبيرا. ان قتل الاولاد كان خطأ اي اثما وذنبا كبيرا وكبيرة من كبائر الذنوب والخضع بالكسر قال ابن عاشور الخطأ بكسر الخاء وسكون الطاء مصدر. خطأ بوزن فرحا اي اذا اصاب اثما ولا يكون الاثم الا عن عمد. قال تعالى ان فرعون وهامان جنودهما كانوا خاطئين. وقال ناصية كاذبة خاطئة. اذا الخطئ المراد به الاثم والذنب ولا يكون الا عن عمد. بخلاف الخطأ. فقد يفعل الانسان الذنب خطأ. او عن غير قصد ولهذا في هذه في هذه الاية قراءات او هذه الكلمة فقرأ ابن عامر كان خطأ بفتح الخاء والطاء وهو ضد العمد. وقرأ ابن كان خطأ خطأ كسر وفتح الطاء والمد وقرأ الباقون بكسر الخاء واسكان الطاء. خطئا اي اثما قال جل وعلا ولا نعم. وهنا ذكر ابن كثير رحمه الله حديثا حقه ان يذكر هنا قال في الصحيحين عن عبد الله ابن مسعود قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. قال قلت ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك. قال قلت ثم اي؟ قال ان تزاني بي حليلة جارك. نعوذ بالله. اذا هذا من اعظم الذنب. فالذي يتولى رزقهم هو الله جل وعلا. ومن هذا ايضا ما يفعله بعض الناس يوقف النسل ويقطع نسل زوجته خشية ان يكثر الاولاد ولا يستطيع ينفق عليهم. لا يا اخي لا تقطع النسل. خله اتركها الا اذا كانت مريضة اللهم ضمن يخشى عليها من الهلاك. اما من اجل خشية الفقر اتق الله. فان الله جل وعلا يقول نحن نرزقهم واياكم. وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. الرزق على الله جل وعلا. انت من يرزقك؟ قال جل وعلا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. قال ابن كثير يقول تعالى اهين عباده عن الزنا وعن مقاربته. وهو مخالطة اسبابه ودواعيه. ولا تقربوا الزنا انه وكان فاحشة وهذا فيه يعني بلاغة القرآن ما قال لا تفعلوا الزنا لا تزنوا قال لا تقربوا حتى يكون النهي اشد وابلغ واعظم فانت منهي عن زنا ومنهي ايضا عن كل ما يقرب اليه. مثل النظر الى المرأة الاجنبية مثل النظر في الصور مثل الكلام مع النساء الاجنبيات بغير حدود الحاجة والمصلحة تكلم بتكسر وتغنج وما الى ذلك او غمز بالعين كل هذا منهي عنه لانه وسيلة الى الزنا. ولهذا قال ولا تقربوا. ما تقرب كل شيء يقرب اليه. ويوقع فيه انه اي الزنا كان فاحشة. اي ذنبا والفاحشة هي ما فحش من الذنوب وهو فاحشة عظيمة نسأل الله العافية وساء سبيلا اي قبح طريقا لمن سلك وبئس طريقا ومسلكا لمن سلكه. وقد جاءت النصوص في تحريم الزنا فمنها هذه الاية العظيمة هذا نهي والنهي يقتضي التحريم ومنها الحديث الذي ذكرناه قبلها قبل ان نبدأ بتفسيرها ان من اعظم الذنب ان تزاني بحليلة جارك جارك. وهي زوجة جارك وخصها بالذكر لان الجار لا يجد مهربا ولم ملاذا لان جاره بجواره ولا يستنكر وجوده بجوار بيته ويستطيع الدخول او يعني الاتيان الى البيت او الاستئذان وما شابه ذلك لانه جار لكن الزنا بالنساء عموما حرام. ولهذا هذا الحديث مثل الحديث الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح قال ما تقولون في الزنا؟ قالوا حرام حرمه الله ورسوله. قال النبي صلى الله عليه وسلم لان يزني احدكم عشر زنيات او الى ان يزني احدكم في عشر نسوة خير له من ان يزني بامرأة جاره نعوذ بالله من ذلك ايضا جاء في القرآن ان الله جل وعلا قال عباد الرحمن والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون وفي الحديث ايضا الذي في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وسيأتي ايضا في الحديث لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث وذكر الثيب الزاني حقه ان يقتل واذا كان بكرا يجلد والزانية الزاني فيجلد كل واحد منهما مائة جلدة. فعلى الجميع الحذر والتحذير واغلاق الابواب المؤدية الى هذا. وتعاهد الاولاد والبنات والاهل. ونصحهم لان هذه الاجهزة وهذه الوسائل قربت الشر وادنته فقد يطلع الانسان على المواقع الفاسدة ومواقع الفواحش وهو على سرير نومه وبين امه وابيه وفي وسط بيته ما يحتاج ان يخرج بعيدا. وهذا من من الامور الخطيرة لكن يتقي الانسان ربه ويأمر اهله ويبين لهم تحريم ذلك. وينشئ في قلوبهم او يحثهم على وجود المراقبة ان يراقبوا الله جل وعلا وان تكون المراقبة في دواخلهم ثم قال جل وعلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق وايضا هنا ذكر ابن كثير رحمه الله حديثا رواه الامام احمد وصححه الالباني في الصحيحة. آآ من حديث ابي امامة قال فان فتى شابا اتى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال يا رسول الله ائذن لي بالزنا. فاقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه هذه كلمة تقال في الانكار كانه ما هذا؟ فقال اذنه يعني ادنوا هنا للسكت فدنا منه قريبا ثم فقال اجلس فجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتحبه لامك تحب الزنا لامك؟ قال لا والله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لامهاتهم ثم قال افتحبه لابنتك؟ قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال تحبه لاختك؟ قال لا والله. جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لاخواتهم. قال افتحبه لعمتك؟ قال لا والله. جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لعماتهم. ثم قال افتحبه لخالتك قال لا والله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه قال فلم يكن بعد ذلك الفتى التفت الى شيء يعني من هذه الامور. ثم قال جل وعلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق لان قتل النفس من اكبر الذنوب. حتى ذهب ابن عباس في بعض اقواله او بعض ما جاء عنه انه لا توبة للقاتل. وقد جاءت النصوص الكثيرة في تحريم القتل ومنها قوله جل وعلا في سورة النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ادى له عذابا عظيما وقال جل وعلا وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ وجاء ايضا في الحديث كل نفس كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الشرك وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق والحديث الاخر لا يزال الرجل معنقا الى الله ما لم يصب دما حراما يعني معنقا يعني يسير الى الله سيرا سريعا وجاء في بعض الاحاديث آآ لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما فيجب الحذر من القتل ومن تعاطي اسباب القتل ثم قال الا بالحق يعني الا اذا كان القتل قتلا بحق وهو ان يكون باحد ثلاثة اشياء كما جاء في الحديث الذي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الا باحدى ثلاث النفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة هذا قتل حق. طبعا الذي يقوم به الامام يحكم به الامام لكن يأمر الامام من يقوم بهذا واما الافراد ما يقومون بهذا اقامة الحدود للحاكم ولهذا البلدان التي ليس فيها حاكم شرعي او لا يحكم بالشرع ليس لعامة الناس ان يقيموا الحدود لا القتل ولا غيره قال ومما يدل على تحريم قتل النفس التي حرم الله ايضا الحديث الذي رواه اصحاب السنن بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوال لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم لا اله الا الله زوال الدنيا كلها من اولها الى اخرها اهون عند الله من قتل نفس مسلمة بغير حق هذا لعظم شأن المسلم ولعظم قتله اه القضاء عليه قال جل وعلا ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا. من قتل من الناس مظلوما ليس بحق وليس بحد فقد جعل الله لولي هذا المقتول فقد جعل له سلطانا ومعنى سلطانا يعني جعل له سلطة على القاتل فانه فيه بالخيار وسلطانه هو القود او العفو وهكذا قال ابن كثير رحمه الله قال اي سلطة على القاتل فانه بالخيار فيه ان شاء قتله قودا وان شاء عفا عنه على الدية وانشأ عفا عنه مجانا كما ثبتت السنة بذلك ويعني رحمه الله ما ثبت في الصحيحين اه من حديث ابي هريرة الطويل وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما ان يعقل واما ان يقاد يعني اما ان يعقل ياخذ العقل والدية والفدية واما ان يطلب القود وهو ان يقتل قال جل وعلا فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل فلا يسرف في القتل آآ معنى فلا يسرف في القتل اه اكثر المفسرين على ان المراد ان يقتصر على قتل قاتلي على قتل قاتل قريبه او مولية فيقتصر على قتله على قتل القاتل وهذا والله اعلم اظهر لان العرب كانوا في الجاهلية اذا قتل لهم قتيل لا يكتفون بقتل من قتله بل يقتلون اكثر من من شخص قيل ان المراد فلا يسرف. قيل المراد يعني لا يمثل به اذا قتله يكتفي بالقتل ولا يمثل او يقطع انفه او اذنه بل يكتفي بقتله فقط ولهذا اه نهى الله عز وجل عن الاسراف في القتل فيقتصر على قتل القاتل دون ان يقتل احدا ويأخذ بثاره ما هي عادة اهل الجاهلية؟ ثم قال انه كان منصورا. يعني الولي الولي ولي المقتول كان منصورا قال ابن كثير آآ اي ان الولي منصور على القاتل شرعا وغالب قدرا منصور على القاتل شرعا لان الله مكنه من قتله وقدرا ايضا قدر الله ذلك وجعله يتمكن من قتل قاتل هذا يعني كأنه يعني تطمين له فلا يسرف فلا تسرف ايها الولي في قتل القاتل بان تمثل به او تقتص من غير القاتل فان الله قد نصرك وجعل لك عليه سلطانا فاكتفي بما شرعه لك الشارع وقوله فلا يسرف في القتل هذا قراءة الجمهور وقرأ حمزة الكسائي فلا تسرف في القتل بناء على ان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم او وكذلك للائمة او خطاب للنبي والمراد به الائمة الذين يحكمون الناس من بعده. ثم قال جل وعلا ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي يا احسنت هذه هي حقوق الانسان حقيقة انظروا حتى هذا اليتيم الصغير الذي ما بلغ ولا يدرك شيء وقد مات ابوه وماله في يد غيره نهى الله عز وجل عن اكله وافساده وهذا حفظ الحقوق حتى ولو كان يتيما لا يعقل والمؤمنون يقفون عند حدود الله جل وعلا وايضا اقول كما قلنا ولا تقربوا الزنا قال ولا تقربوا مال اليتيم ما قال ولا تأكلوا وان كان جاء في اية اخرى النص على الاكل ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما لكن هذا النهي ابلغ ليس فقط الاكل ايظا كل عمل يقرب الى اكل المال كل عمل او قول او تصرف يفضي ويقرب الى اكل مال اليتيم فلا يجوز كما في خلط ما له مع ما لك اذا كان قصده يريد يأكله بحيلة اه قال ولا تقربوا مال اليتيم واليتيم مر مرارا معنا انه من فقد اباه قبل البلوغ الا بالتي هي احسن قال الشوكاني الا بالخصلة التي هي احسن الخصال وهي حفظه وطلب الربح فيه والسعي فيما يصلحه نعم الا بالتي هي اي الا بالخصلة او الا بالحالة التي هي احسن الاحوال. ولهذا قال ابن كثير اي لا تتصرفوا له الا بالغبطة يعني ما يكون سببا لغبطة اليتيم وانماء ما له واصلاحه ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده وقد جاء ايضا تحريم اكل مال اليتيم في نصوص اخرى فمنها قوله جل وعلا ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وقال جل وعلا ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم انه كان حوبا كبيرة اي اثما عظيما وقال جل وعلا عن اموال اليتامى ولا تأكلوها اسراف وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال جل وعلا حتى يبلغ اشده الاشد المراد به القوة استحكام قوة الشباب والسن والمراد به البلوغ وحسن التصرف آآ كما جاء في سورة سورة النساء اه وقد جاء هناك بلفظ الرشد والرشد قال العلماء هو صلاح العقول والمال والتصرف يعني حتى يبلغ رشده يعني حتى يصبح صالحا في عقله يعني ادركه مميز يحسن التصرف صالحا في دينه ليس سفيها ولا مفرطا صالحا بتصرفه ايضا يحسن البيع والشراء وامساك المال وهو كذلك هنا حتى يبلغ اشده يعني يبلغ قوته فيصير رجلا بالغا وكذلك قويا اه رشيدا يتصرف بماله تصرفا سليما. قال جل وعلا واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا آآ العهد قال ابن كثير اي الذي تعاهدون عليه الناس اوفوا بالعهد اي الذي تعاهدون عليه الناس والعقود التي تعاملونهم بها. فان العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه. كما قال تعالى ان العهد كان مسئولا وقال الزجاج اه العهد كل ما امر الله به ونهى عنه فهو من العهد فيدخل في ذلك ما بين العبد وربه وما بينه وبين العباد والوفاء بالعهد القيام المراد بالوفاء اوفوا اي القيام بحفظه على الوجه الشرعي وعدم نقضي العهد والعقد قال جل وعلا واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا. يعني مسؤول عنه ستسأل عن العهود التي ابرمتها والعقود ان نقظتها الا اذا كان نقضها لمصلحة شرعية راجحة او لدليل خاص قال واوفوا واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير واحسن تأويلا وعوفوا يعني ائتوا كيلي وافيا فاوصوا الناس حقوقهم وقد انزل الله جل وعلا سورة في ذم المطففين فقال ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم اي نعم وعيد شديد ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا وزنتم فارجحوا اذا وزنتم فارجحوا. يعني اذا جيت تأزن الميزان قديما كان له كفتان. فيظع مثلا مقدار كيلو في كفة فيضع مثلا من الطعام او من التمر في الكفة الاخرى. قالوا ارجح يعني زد قليلا حتى تميل كفة التمر بالميزان والان بالنسبة للموازين الالكترونية او الرقمية هذه ما يضعها مثلا على واحد كيلو يزيد قليلا ولو خمسة غرام شيء من هذا. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اذا وزنتم فارجحوا. يعني ارجح الوزن وهنا امر بالوفاء بالكيل والكيل هو ما يكال يراد به الحجم كان يضع الطعام في الصاع او التمر في الصاع هذا المراد به الحجم يكيل كيلا يملأ الصاع لكن كم وزنه يختلف التمر يختلف عن الارز يختلف عن الاشياء الاخرى لان بعضها ثقيل وبعضها خفيف قال نعم واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقصاص المستقيم يعني وزنوا اذا وزنتم لان تعامل الناس اما ان يكون كيلا يراعون به الحجم والمقدار واما ان يكون وزنا يراعون به الثقل والوزن قال واذا نعم وزنوا وهذا يراد به ما يسمى بالقسطاس المستقيم. والقسطاس قيل هو الميزان ويسمى القبان وقيل القصاص هو العدل يعني زنب العدل قيل هو العدل باللغة اه الرومية ويكون هذا مما توافقت عليه اللغات وعلى كل حال المراد بالقسطاس الميزان الميزان الدقيق ولهذا قال المستقيم قال ابن كثير اي الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا اضطراب يعني وزن ميزان دقيق ما فيه غش ولا زيادة ولا نقص ولا غير ذلك لابد ان يكون مستقيما على الصواب ثم وفي قوله القسطاس بقراءتان قرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم في رواية ابي بكر بالقصطاس بضم القاف وقرأ الباقون بكسرها بالقسطاس اذا قراءتان وزنوا بالقصطاس وزنوا بالقسطاس وهما لغتان الضم لغة اهل الحجاز والكسر لغيرهم ثم قال جل وعلا ذلك خير واحسن تأويلا فلذلك يعني آآ ايفاء الكيل اذا كلتم والوزن بالعدل والقصاص المستقيم خير لكم. قال ابن كثير في معاشكم ومعادكم ولهذا قال واحسن تأويلا اي مقالا ومنقلبا في اخرتكم قال سعيد سعيد عن قتادة ذلك خير واحسن تأويلا اي خير ثوابا وعاقبة نعم يعني ذلك وفاؤكم بالكيل والوزن خير لكم في معادكم وحين تلقون الله جل وعلا واحسن تأويلا اي احسن مئلا حينما تؤونون وترجعون الى الله فتجدون ما يسركم في مآلكم لانكم عدلتم بخلاف ما لو انكم ظلمتم وبخستم فان فانكم تجدون عقوبة ذلك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد