بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في الاية السادسة والثلاثين من سورة الاسراء ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا. يقول جل وعلا ولا تقفوا والقفو مأخوذ من قول من قول بهم قفوت فلانا اذا اتبعت اثره ومنه القيافة والقائد الذي يتتبع الاثر قال ابن عباس معناه لا تقل ما ليس لك به علم وقال ايضا ابن عباس في في رواية وقوله السابق من رواية علي بن ابي طلحة قال في رواية العوف لا ترمي احدا بما ليس لك به علم وقال محمد ابن الحنفية ولا تقف ما ليس لك به علم المراد به شهادة الزور. وقال قتادة لا يقول رأيت ولم ترى وسمعت ولم تسمع وعلمت ولم تعلم فان الله تعالى سائلك ذلك كله وقال او رجح ابن جرير ان المعنى لا تقل للناس وفيهم ما لا علم لك به فترميهم بالباطل وتشهد عليهم بغير الحق فذلك هو القفو. وقال بعضهم لا تتبع لسانك ما ليس لك به علم فتتكلم تكلم بالحجز والظن. ونحوه قال ابن كثير ومضمون ما ذكروه لما ذكر الاقوال السابقة قال ومضمون ما ذكروه ان الله تعالى نهى عن القول بلا علم بل بالظن الذي هو التوهم والخيال كما قال تعالى اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. وفي الحديث اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث وهو في الصحيحين قال وفي سنن ابي داوود وهو كذلك عند احمد والبخاري في الادب المفرد بسند صحيح كما قال الالباني في صحيح ابي داود والصحيحة قال صلى الله عليه وسلم بئس مطية الرجل زعموا يعني بئس مطية الرجل زعموا يعني كلما تحدث وتكلم يقول زعم الناس وزعم فلان فيجعلها مطية مثل المطية مثل الناقة التي يمتطيها ويركبها فدائما اذا تحدث يقول زعموا ان فلانا قال وزعموا ان فلانا قال وزعموا انه حصل كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس مطية الرجل زعموا. والمراد ان اكثر انه يكثر من الحديث الذي لا يصح عنده ولم يؤمن عليه الكذب لان كلمة زعم تشير الى هذا. وليس بعيدا يقال في حق كثير من الناس اليوم كلما سمع الناس قالوا قولا قال يقولون يقولون هذا كما يقول بعضهم قال هذه وكالة يقولون لا يا اخي ما كل ما سمعته تقوله فقد تسمع باطن وقد تسمع مشتبها وقد وقد تستمع ظنا ممن قاله فينبغي للانسان ان يمسك لسانه. ولا يقف ما ليس له به علم. ولا يقول الا ما يعلمه صحيحا وايضا يرى ان المصلحة في قوله لانه قد يعلم شيئا صحيحا لا لكن تكون مفسدة في قوله او افساد بين الناس. قال ابن كثير وفي الحديث الاخر ان اثر الفرى ان يري عينيه ما لم تريا وهذا حديث رواه البخاري ومعنى اثر الفرا يعني اشد الكذب لان الفرياء الفرا جمع فريئة وهي الكذبة. ان اشد الكذب ان يري عليهما لم تريا. يعني يقول رأيت في النوم كذا كذا هذا اكذب الكذب. لان الناس يصدقون الرؤيا المنامية. اذا كانت تدل على حق وليست من الشيطان فهذا اعظم الكلم نسأل الله العافية والسلامة ولهذا جاء في الصحيح صحيح البخاري وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم من تحلم حلما كلف يوم القيامة ان يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد من تحلم وارى عينيه وارى عينيه ما لم تريا كلف ان يعقد بين شعيرتين ويجعلهما شعيرة واحدة وليس بقادر فهو يعذب ما لم يعقد بينهما نسأل الله العافية والسلامة فالواجب على الانسان الا يقفوا ما ليس له به علم. والا يتكلم بشيء الا اذا علمه. وايضا رأى ان المصلحة فيه قال ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك عنه مسئولا كل هذه الامور السمع ماذا سمعت؟ لماذا استمعت للمحرم والبصر نظرت الى كذا لماذا نظرت الى ما حرم الله عليك؟ مثلا والفؤاد القلب لماذا اعتقد باطلا او اعتقد ما لا يجوز بغير بينة الى غير ذلك فكل هذه سيسأل عنها ولهذا قال كان عنه مسؤولا اي يسأل عنه يوم القيامة فالله المستعان علينا ان نكف السنتنا وان نكف ابصارنا ونغضها وان نعقد قلوبنا على الحق وان نحذر من الاعتقادات الباطلة فالانسان سيسأل عن هذه الامور. فليعد للسؤال جوابا ولهذا قال ابن كثير كل اولئك اي هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد كان عنه مسؤولا اي سيسأل العبد عنها يوم القيامة يسأل وتسأل عنه وعما عمل فيها ثم قال ويصح استعمال اولئك مكان تلك. كما قال الشاعر ذم المنازل بعد منزلة اللواء والعيش بعد اولئك الايام او الاقوام فالحاصل انه انزل اولئك آآ التي هي للعقلاء مكان ما لا يعقل. وهنا قال كل اولئك وهي لا تعقل وقد ذكر بعضهم بقوله اولئك لا يقال الا للعقلاء. طيب لماذا قال هنا اولئك عن السمع والبصر والفؤاد قالوا انه يجوز ان انه يجوز لغير العقلاء ان يعبر عنهم باولئك يعني هذا خلاص ما يقال يعني المسألة اولئك هذه العقلاء. والسمع والبصر والفؤاد هذه ليست مما يعقل فكيف قال اولئك؟ نقول لا بأس. يجوز ان يؤتى باولئك لغير العقلاء وتوضع مكان العقلاء جائز هذا في لغة العرب كما ذكرنا البيت انه بعد ان ذم المنازل بعد منزلة اللواء قال والعيشة بعد اولئك الايام بعد اولئك الايام والايام لا تعقل اه ثم قال جل وعلا ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها قال ابن كثير يقول تعالى ناهيا عباده عن التجبر والتبختر في المشية ولا تمش في الارض مرحا اي متبخترا متمايلا مشية الجبارين. والاصل في المرح هو الفرح بالباطل ويقال هو الاشهر والبطر ويقال عظمة ويقال الخيلاء والمراد به في الاية هو النهي عن التبختر والتجبر في المشية كما قال ابن كثير ونحوه قال السعدي ولا تمشي في الارض مرحا اي كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق متعاظما على الخلق اذا انت من هي يا عبد الله ان تمشي في الارض مرحا متبخترا متخايلا احذر من هذا احذر من الخيلا خلها مشيتك المشية المعتادة ما يظهر فيها التبختر والتجبر والاغترار الغرور والخيلاء ثم قال انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. لن تخرق الارض يعني لن تقطع الارض كلها بمشيتك لن تقطع الارض بمشيتي لن تستطيع ان تقطع الارض وتجتاز الارض كلها بمكياسك واغتيالك كما قاله ابن جرير لن تقطع الارض بمشيتك واغتيالك. وقيل لن تخرق الارض ان لن تثقب الارض اذا مشيت عليها بقدميك فالحاصل انه نهى العبد عن المشي مرحا وخيلا وعظمة فانه مهما كان ضعيف ولن يستطيع ان يقطع الارض آآ في مشيه لضعفه وعجزه ثم قال ولن تبلغ الجبال طولا لن تبلغ الجبال طولا. قال ابن كثير اي بتمايلك وفخرك واعجابك بنفسك بل قد يجازى فاعل ذلك بنقيط بنقيض قصده كما ثبت في الصحيح كما ثبت في الصحيح وهو في البخاري ومسلم بينما رجل يمشي فيمن كان قبلكم وعليه برداني يتبختر فيهما اذ خسفت به الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة. ثم قال ابن كثير اخبر الله تعالى عن قارون انه خرج على قومه في زينته وان الله تعالى خسف به وبداره الارض. ثم قال وفي الحديث وهو حديث آآ رواه الطبراني في المعجم الاوسط وابو نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخه صححه الشيخ نعم الشيخ الالباني في الصحيحة وحسنه ايضا ولفظه قال النبي صلى الله عليه وسلم من تواظع لله رفعه فهو في نفسه حقير وعند الله كبير. ومن استكبر وضعه الله فهو في نفسه كبير وعند الناس حقير حتى لهو ابغض اليهم من الكلب والخنزير قال الامين الشنقيطي طولا اجود الاعاريب فيها انه تمييز محول عن الفاعل. اي لن يبلغ طولك الجبال ولهذا قال بعض المفسرين ولن تبلغ الجبال طولا يعني لن تبلغ قدرتك ان تطاول الجبال فهي اطول منك فلماذا هذا الفرح؟ هذا المرح وهذا الاغتيال وهذا التبختر وهنا فائدة ذكرها القرطبي قال عن ابي الوفاء ابن عقيل قال قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال ولا تمش في الارض مرحا وذكره ايضا الشنقيطي وقال استدل بعض اهل العلم بقوله ولا تمشى على الارض ولا تمشي في الارض مرحا على منع الرقص وتعاطيه لان فاعله ممن يمشي مرحا ممن يمشي مرحا فالرقص محرم ولا شك في ذلك ثم قال جل وعلا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها كل ما سبق من الاوامر والنواهي كان السيء منها مكروها عند الله. ومعنى مكروها يعني مذموما. عند الله مبغوضا له قدر العلماء ذلك فقال ابن جرير الطبري ايضا آآ او قبل ذلك نقرأ كلام ابن كثير فانه قال كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها اما من قرأ سيئة اي فاحشة فمعناه عنده كل هذا الذي نهينا عنه من قوله ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق الى هنا الى ها هنا فهو سيئة مؤاخذ مكروها عند الله لا يحبه ولا يرضاه وقال اه الامين الشنقيطي اه او قبل ذلك نقول سيئه فيه قراءتان قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي سيئه بضم الهمزة وبعدها هاء وبعدها هاء مضمومة على انها اسم كان كان سيئه اسمك انا ومكروها خبرها والمعنى كل ما ذكرنا مما امرتم به او نهيتم عنه من قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا الى هنا كان سيئه وهو ما نهيتم عنه مكروها. وقرأ الباقون سيئة بفتح الهمزة بعدها تاء تأنيث منصوبة منونة على التوحيد. على انها خبر كان وتقديره كان هو سيئة اي وذلك على انه راجع على قوله ولا تقتلوا اولادكم فما بعدها. اذا فالحاصل ان قوله جل وعلا كان كل ذلك يعني ما سبق من النواهي والاوامر كل ذلك ما كان منه سيئا نهيتم عنه فهو مكروه عند الله مبغض ومنه ما سبق قريبا من المشي في الارض مرحا ومنه القفو قفو ما ليس لك به علم ومنها قتل الاولاد منها قتل النفس مرت معنا في الدرس الماظي وبعضها هذا اليوم فقال ماكرون اي مبغوظة وهنا فائدة يا اخوان الذي اصطلح عليه علماء اصول الفقه ان الحكم التكليفي خمسة اقسام وذكروا من بين هذه الاقسام المكروه ذكروا المحرم وذكروا المكروه وذكروا الواجب وذكروا المندوب وذكروا المباح خمسة اقسام فالمكروه عندهم ما لا يعاقب فاعله ما لا يعاقب فشأنه خفيف. مثل مثلا اه الحديث بعد صلاة العشاء وعدم النوم. النبي كان يكره الحديث بعد صلاة العشاء ولكن في عرف القرآن لذلك في عرف السلف الصحابة والتابعين والائمة الاربعة اصحاب المذاهب خاصة الامام احمد كذلك الامام مالك وكذلك الشافعي اذا قال اكره كذا لا يجوز ان يحمل على انه الكراهية التي لا يأثم فاعلها فانه يعني اكره هذا يعني الكراهية الذي هي التحريم احرم هذا لان الله ذكر ذنوب قتل النفس التي حرم الله قتل الاولاد ذكر جملة من الكبائر الذنوب وقال كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها. اذا المكروه في اصطلاء الشارع يطلق على المحرم وعلى الامر المذموم الذي لا لا يجوز وليس معنى ذلك انه اذا قيل عن الشيء مكروه معناته انه امره بسيط كراهية تنزيه مثلا لا ثم قال جل وعلا قال جل وعلا في الاية التي تريها ذلك من ما اوحى اليك ربك ذلك مما اوحى اليك ربك. اي كل ما سبق قرابة سبعة عشرة اية كما قال الشوكاني وترتقي الى خمس الى خمس وعشرين تكليفا هذه كلها مما اوحاها الله اليك. اذا هذه نزلت بالوحي بالقرآن من الحكمة اي من القرآن قال الشوكاني وسمي حكمة لانه كلام محكم. وهو الذي لا يتطرق اليه الفساد وقال الحكماء الحكمة عبارة عن معرفة الحق لذاته وقال الشيخ السعدي الحكمة هنا قال الحكمة الامر بمحاسن الاعمال ومكارم الاخلاق والنهي عن اراضي للاخلاق واسوء الاعمال. و قال الطبري ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة قال اي هذا الذي بينا لك يا محمد من الاخلاق الجميلة التي امرناك بجملتها التي امرناك بجميلها ونهيناك عن قبيحها من الحكمة التي اوحيناها اليك في هذا الكتاب وهذا تأكيد على اهميتها وانها من لدن الله وانها من الامر المحكم. ثم قال ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا لا تجعل مع الله الهة اخرى او اله اخر فتعبد مع الله غيره وتصرف شيئا من عبادتك لغير الله فان هذا اعظم الذنوب. واشدها خطرا وهو الشرك الذي لا يغفره الله ومتى وقع به لسان احبط عمله لان اشركت ليحبطن عمله قال فتلقى في جهنم لان الكافر لا مطمع له في الجنة وانما يلقى في النار خالدا مخلدا فيها. ملوما ملوما يلومك الله على كهرك وشركك وتلومك نفسك على ان اوقعتها في هذا الخزي ويلومك الخلق لانك كافر برب العالمين الذي لا يجوز ان يكفر به وحقه ان ان يؤمن به ويعبد جل وعلا لان كل خير منه ومعنى مدحورا اي مبعدا عن كل خير وقيل مطرودا وهي بمعنى ثم قال جل وعلا افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما قال ابن كثير يقول الله يقول تعالى رادا على المشركين الكاذبين الزاعمين عليهم لعائن الله ان الملائكة بنات الله فجعل الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا ثم ادعوا انهم انهم بنات الله ثم عبدوهم فاخطأوا في كل المقامات الثلاث خطأ عظيما ما هي المقامات الثلاث؟ انهم قالوا ان الملائكة بنات الله او ان قالوا ان الملائكة اناث. ثم قالوا هم بنات الله. ثم عبدوهم. وهذه المقامات الثلاثة كلها اخطأوا فيها. ولهذا قال جل وعلا افاصفاكم بالبنين هذا من تمام كلام ابن كثير قال اخطأوا فاخطأوا في كل المقامات الثلاث خطأ عظيما فقال تعالى منكرا عليهم افاصفاكم ربكم بالبنين اي خصكم بالذكور واتخذ من الملائكة اناثا اي يختار لنفسه على زعمكم البنات ثم شدد الانكار عليهم فقال انكم لتقولون دون قولا عظيما اي بزعمكم ان لله ولدا. ثم جعلكم ولده الى اناثا جعلكم ولده الاناث التي تألفون ان تكون لكم. وربما قتلتموهن بالوأد. فتلك اذا قسمة ديزا وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكل وهم اتيه يوم القيامة فردا. هكذا لخص ابن كثير دلالة الاية وهو تلخيص جميل بعض الايضاح لقوله افاصفاكم؟ قال الطبري افخصكم ربكم ربكم بالذكور من الاولاد؟ وقال السعدي اي اختار لكم الصفوة والقسم والقسم الكامل واتخذ من الملائكة اناثا لانهم ينكرون هذا ولا البنات ويريدون الاناث فكيف يقولون اين الملائكة بنات الله يعني انتم اصطفاكم وخصكم الله عز وجل واختار لكم البنين. وهو اتخذ لنفسه القسم الناقص حسب زعمكم لانهم يرون ان الاناث عار ولهذا يقتلونهن ويأيدونهن ثم قال انكم لتقولون قولا عظيما لقولكم المقامات الثلاث ملائكة اناث وانهن بنات الله وعبادتكم زعمكم انهن الهة تقولون قولا عظيم الفرية ثم قال ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم والا نفورا قال ابن كثير اي صرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتذكرون ما فيه من الحجج والبينات والمواعظ فينزجر عما هم فيه من الشرك والظلم والافك والاصل في التصريف ولقد صرفنا قالوا هو صرف الشيء من جهة الى اخرى. وقيل التصريف المغايرة والمعنى غايرنا بين المواعظ فمرة جئنا بموعظة كذا ثم مرة غايرنا وجينا بموعظة اخرى وصرفنا الكلام من معنى الى معنى ولكن مع ذلك ما ينفع بهم ولهذا قالوا المعنى غايرنا بين المواعظ ليذكروا ولكن ليتذكروا ما فيه من الاحكام والامثال لكنهم ابوا ان يتذكروا. ولهذا قال ليذكروا ولقد صرفنا هذا القرآن ليذكروا ليتعظوا وما يزيدهم القرآن الا نفورا الا نفورا وبعدا عن الحق لشدة كفرهم. وعتوهم وبعدهم عن وهذا دليل على ان من ختم الله على قلبه لا ينتفع بالقرآن. ولهذا اذا جئت تقرأ القرآن فاحرص على فتح قلبك وتدبر القرآن والاخذ باوامره واجتناب مناهيه تقرأه لانك ستعمل بما فيه. تقرأه لانك تريد ان تأخذ بما دل عليه فتفعل ما امرت به وتنتهي عما نهيت عنه ولا يكن قراءتك فقط مجرد قراءة وانت قد اظمرت في نفسك الشر او لا تريد ان تعمل بما يخالفك او يخالف عادتك او يخالف هواك. والله ان في القرآن من المواعظ والعبر والعبر والدلائل ما يكفي كل ذي عقل في بيان الحق والدلالة عليه وبيان طريق السعادة نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يقرأون كتاب الله ويتدبرونه ويعلمون ما فيه ويعملون به انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد