بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرة. يقول الله جل وعلا لنبيه يا نبينا قل لهؤلاء المشركين الزاعمين ان لله شريكا من خلقه العابدين معه غيره ليقربهم اليه زلفى لو كان الامر ما تقولون وان معه الهة تعبد لتقرب اليه وتشفع لديه لكان اولئك المعبدون هنا يعبدونه ويتقربون اليه ويبتغون اليه الوسيلة والقربى. فاعبدوه انتم وحده كما يعبده ان تدعونه من دونه ولا حاجة الى معبود يكون يكون بواسطة او يكون واسطة بينكم وبينه فانه لا يحب ذلك ولا يرضاه. بل يكرهه ويأباه وقد نهى عن ذلك على السنة جميع رسل وانبيائه. اه قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره. اذا معنى الاية على ما ذهب اليه ابن كثير وعلى ما ذهب اليه ابن جرير بل لم يذكرا قولا غيره. ان معنى الاية يا نبينا آآ قل لهؤلاء المشركين الذين يعبدون الاصنام والالهة مع الله ويزعمون انها تقربهم الى الله زلفى قل لهم لو كان معه الهة كما تزعمون وتقولون اي لطلب طلبت هذه الالهة التي تعبدون لطلبوا اليه القربى والزلفة الى ذي العرش الى صاحب العرش وهو الله جل وعلا سبيلا اي طريقا ليتقربوا اليه ويلتمس الزلفى عنده هذا معنى الاية على قول هذين الامامين وكما قلت لم يذكرا غير هذا القول. اذا قل لهم يا نبينا لو كان مع الله جل وعلا الهة اخرى كما تزعمون انتم بان هناك الهة اخرى لو كان لكانت هذه الالهة التي زعمتم هم انفسهم يتقربون الى الله جل وعلا ويطلبون اليه آآ القربى ويبحثون عن السبيل التي يتقربون فيها الى الله جل وعلا. و قال الشوكاني المعنى لو كان معه اله اخرى لابتغوا الى ذي العرش سبيلا اي لابتغوا الى ذي العرش سبيلا اي طريقا بالمغالبة. وطلب الملك كما قال تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسد يعني لو كان هناك معه الهة كما تقولون اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا لابتغوا الى الله سبيلا طريقا ليغالبوه. يأخذ الملك منه وينازعه فيه واستدل بهذا هذه الاية لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لو كان في يعني في الكون الهين اواليها مع الله لفسدت السماوات والارض لانه يحصل تنازع بين هذه الالهة ولكن الاظهر والله اعلم هو القول الاول خاصة ان المفسرين السلفيين الاثريين لم يذكروا آآ ثم قال جل وعلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا سبحانه التسبيح والتنزيل والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له سبحانه وتعالى. وكثيرا ما ينزه الله نفسه اذا ذكر ما لا يليق به كما فعل ذلك لما ذكر له الصاحبة وذكروا له الولد فانه بعد هذه بعد هذه المقولة او بعد او بعد هذه الكلمات السيئة التي لا تليق بالله ينزه نفسه جل وعلا عنها. فالتسبيح هو التنزيه. قال سبحانه وتعالى تعالى يعني وعلى عن هذا القول الساقط سبحانه وتعالى عما يقولون من الشرك واتخاذ الانداد وان معه الهة اخرى علوا كبيرا. قال اه السعدي فعلى قدره وعظم وجلت كبرياؤه التي لا تقادر ان يكون معه الهة. اذا تقدس وتنزه وعلت اوصافه عما يقولون من القول الساقط. ولهذا قال ابن كثير ثم نزه نفسه الكريم وقدسها فقال سبحانه وتعالى عما يقولون. اي هؤلاء المشركون المعتدون الظالمون في زعمهم ان او الهة اخرى علو كبيرة اي تعاليا كبيرا بل هو الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ثم قال جل وعلا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. وان من شيء الا لا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. انه كان حليما غفورا. يقول جل وعلا تسبح له يعني تقدسه وتنزهه وتعظمه السماوات السبع والاراضين السبع ومن فيهن بل وان من شيء ان هنا نافع بمعنى وما من شيء الا يسبح بحمده اي اي ينزهه لان التسبيح هو التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له سبحانه وتعالى الا يسبح بحمده بحمده اي يسبح تسبيحا متلبسا بحمده متلبسا ومقرونا حمده فهي تنزه حامدة له لانه المحمود على كل حال جل وعلا وهو المستحق ان يحمد لكماله جل وعلا وعظمته ولكن لا تفقهون تسبيحهم لكن لا تفقهون لا تعقلون ولا تعون تسبيحهن تسبيح هذه المخلوقات انه كان حليما غفورا. وقد اختلف العلماء في التسبيح هنا فمنهم من قال ان الاية عامة كل شيء يسبح لله تسبيحا حقيقيا ولكن نحن ما نفقه تسبيحها. وهذا هو القول الصواب الذي يجب الوقوف عنده والاخذ به والمصير الى ظاهر ظاهره لان هذا هو الاصل حمل الكلام على ظاهره الا بدليل وكوننا ما نفهم هذا او ما نسمعها تسبح نقول الله ذكر لنا اننا لا نفقه. ولهذا ثبت في الحديث الذي في الصحيحين من حديث ابن مسعود قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل كنا نسمع يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. اذا الطعام يسبح حقيقة لكن نحن ما نفقه لكن اظهر الله ذلك آآ كرامة لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعجزة فسمعها الصحابة. وكذلك ايضا في حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل وفيه بعض الاثار التي تدل على ذلك. اذا ما الذي يمنعنا وما الذي يحول بيننا وبين ان نصير الى ظواهر القرآن الى الظاهر. ولان الله سبحانه وتعالى ايضا قد ذكر ان الجبال هل تسبح مع داوود في الصباح والمساء؟ اذا كل شيء يسبح حقيقة يسبح الله تسبيحا مصحوبا بحمده له. فهي تسبح الله وتحمده جل وعلا. هذا هو القول الصحيح وعليه تدل عبارات السلف رحمهم الله قال آآ عكرمة آآ ان الاسطوانة تسبح والشجرة تسبح والاسطوانة هي السارية سواء السوارية البناء التي يوضع عليها. وقال بعض السلف ان صرير الباب تسبيح وخرير الماء تسبيحه. قال تعالى وان من شيء الا يسبح بحمده. وقال سفيان الثوري عن منصور عن ابراهيم قال الطعام يسبح وقال اخرون وهو القول الثاني انما يسبح ما كان فيه روح. يعنون من حيوان او نبات يعني كأنهم يقولون اه الاية هنا من العامي المخصوص. فيسبح ما فيه روح او ما كان من النبات الاخضر. هذا هو الذي يسبح فلهذا قال قتادة كل شيء فيه روح يسبح من شجر او شيء فيه. وقال حسن الظحاك وان من شيء يسبح بحمده قال كل قال كل شيء فيه الروح. يعني يسبح لله جل وعلا. وهذا الحقيقة القول آآ فيه نظر بين لان ظاهر القرآن العموم وذكر الله واجاب عما قد ينقدح في النفوس لاننا ما نسمع شيئا كيف تسبح؟ فقال ولكن لا تفقهون تسبيحهم. لا تعقلونه ولا تعون تسبيح آآ المخلوقات. فسبحان من سبحت له السماوات والارض ومن فيهن وما بينهن وسبح له كل شيء وحمده لكماله وجلاله جل وعلا. ثم قال جل وعلا ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا. قال ابن كثير اي انه جل وعلا لا يعاجل من عصاه بالعقوبة بل يؤجله وينظره. فان استمر على كفره وعناده اخذه اخذ عزيز مقتدر. كما جاء في الحديث الذي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليملي الظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. وقال تعالى وكاين من قرية امليت لها وهي ظالمة. ثم اخذتها والي المصير الى اخر كلامه رحمه رحمه الله. آآ اذا الله حليما يحلم على العباد ويمهلهم وهو ايضا غفور يغفر الذنوب. فمن تاب اليه ورجع واناب غفر له ذنبه. ولو انه بقي على الذنب سنين عددا. ولو انه عمل ما عمل. لكن متى تاب واستغفر واناب؟ غفر الله له ذلك جل وعلا اه ثم قال جل وعلا واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا واذا قرأت يا نبينا القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة وهم المشركون يدخل فيها كفار قريش دخولا اوليا. فاذا قرأت القرآن عليهم اه جعلنا بينك وبينهم حجابا مستورا اي جعلنا بينك وبينهم حجابا يحجب قلوبهم ان يفهموا ما تقرأه عليهم. قاله الطبري وقال الامير الشنقيطي آآ آآ رحم الله الجميع في اضواء البيان في هذه الاية وجهان من التفسير. الاول ان ان المعنى انك اذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا اي حائلا وساترا يمنعهم من تفهم القرآن. ادراك لئلا يفهموه وادراكه لان لا يفهموه آآ فينتفع به. اي مرة اخرى قال جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا اي حائلا وساترا يمنعهم من تفهم القرآن. وادراكه لئلا يفهموه فينتفعوا به. وعلى هذا فالحجاب المستور فالحجاب المستور هو ما حجب الله به قلوبهم عن الانتفاع بكتابه والايات الشاهدة لهذا المعنى كثيرة يعني هذا القول الذي يشهد له ايات كثيرة قال كقوله جل وعلا وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه وفي اذاننا فقر ومن بيننا وبينك حجاب. وقوله جل وعلا ختم الله على قلوبهم. وقوله انا جعلنا على قلوبهم اكنة تنعي يفقهون ثم قال والقول الثاني ان ان المراد بالحجاب المستور ان الله يستره عن اعين الكفار فلا يرونه ثم اورد قصة ام امي جميل وهي ما اوردها ابن كثير وذكر قصة القرطبي ساشير اليها. اذا هناك قولان اما ان المراد ان الله جعل حجابا حائلا حاجزا يحول بين كفار قريش وبين فهمهم للقرآن لان لا يؤمنوا به ولا ينتفعوا به. ويكون مستورا آآ يعني مستورا اسم مفعول يراد به الفاعل اي ساترا. اي ساترا. وقيل بعضهم مستورا يعني على ظاهرها وهذا هو الاولى حجابا مستورا عنك انت وعن من حولك لا يرونه لكنه حجاب موجود بينهم وبين الامام بهذا القرآن والقول الثاني يجعل آآ ان يجعل المراد ان ان الله جعل حجابا يسترك منهم. فلا يستطيعون ان اليك ليؤذوك. وذكر آآ دليلا على ذلك ما ما رواه ابو يعلى كما قال ابن كثير ابو رواه ابو يعلى الموصلي وروى ايضا الحميدي والحاكم في المستدرك وصححه وافقه الذهبي ورواه البيهقي في دلائل النبوة وحسنه الحافظ بن حجر في فتح الباري عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله آآ عنها وعن ابيها قالت لما تبت يدا ابي لهب وتب جاءت العوراء ام جميل. وهي زوجة ابي لهب. آآ جاءت العوراء ام جميل ولها ولولة يعني صوت وتردد الكلام وفي يدها فهر والفهر الحجر. وهي تقول مذمما اتينا او ابينا. قال ابو موسى آآ احد الرواة الحديث آآ وهو ابو موسى الهروي شيخ ابي يعلى الموصلي. آآ واسمه اسحاق بن ابراهيم. قال ابو موسى الشك مني. يعني هل قالت اتينا محمدا اتينا او ابينا آآ قالت مذمما ابينا ودينه قلينا وامره عصينا صلى الله عليه وسلم جالس وابو بكر الى جنبه او قال معه فقال ابو بكر رضي الله عنه لقد اقبلت هذه وانا اخاف ان تراك لان معها حجر تريد ترمي النبي صلى الله عليه وسلم تضربه به. فقال انها لن تراني. وقرأ قرآنا اعتصم به منها واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا. يعني استشهد بالاية ان هذا هو المراد. جعل بينها وبينه حاجزا ما تراه. هذا القول الثاني. قال جاءت حتى قامت على ابي بكر فلم ترى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا ابا بكر بلغني ان صاحبك هجاني. هذه الجاهلة الكافرة اه تقصد سورة تبت يدا ابي لهب تقول هجاني فيها وذمني وسبني فقال ابو بكر لا وربي هذه هذا البيت ما هجاك؟ لا ما هجاها النبي صلى الله عليه وسلم الذي هجاه هو الله والذي اخبر بذلك هو الله والنبي صلى الله عليه وسلم ناقل له آآ قال فانصرفت وهي تقول لقد علمت قريش اني بنت لانها بنت صخر ابن حرب اه فهو سيد قريش. وهذا كما قلنا حسنه ابن حجر الفتح وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. اه اذا المراد حاجبا حتى لا يرونك. والقول الاول لا حاجبا حتى لا يفهموه ولا يفقهوه ولا ينتفعوا به فذاك حاجب معنوي وهذا حاجب حسي. آآ وذكر القرطبي رحمه الله في تفسيره آآ اه عند هذه الايات اه بعد ان ذكر قصة ام جميل اه زوجة ابي لهب قال ولقد اتفق في بلادنا ولقد اتفق لي ببلادنا الاندلس بحصن منثور من اعمال قرطبة مثل هذا. وذلك اني هربت امام العدو وانحزت الى ناحية عنه. فلم البث ان خرج في طلب فارسان يعني انا هربت منهم ثم ما هو الا لحظات واذا قد خرج فارسان كل منهم على فرس في طلبي وفي اثري. قال وانا في فضاء من الارض. فضاء يعني ارض مفتوحة. ما يستطيع يختفي قال وانا في فضاء من الارض قاعد ليس يسترني عنهما شيء. وانا اقرأ اول سورة اسين وانا اقرأ اول سورة ياسين لان اول سورة ياسين آآ فيها يعني ما يدل على هذا. وهي وهي وهو قوله جل وعلا وجعلنا من بين ايديهم سدا من خلفهم سدا. هو اول السورة يقول جل وعلا يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين. على صراط مستقيم. تنزيل العزيز الرحيم لتلر قوما ما نظر اباءهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الاذقان فهم وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون. يعني كان يقرأ هذه الايات اه رحمه الله قال اه وانا اقرأ اول سورة ياسين وغير ذلك من القرآن فعبر علي يعني مر علي ثم رجع من جاء واحدهما يقول الاخر هذا ديبلة. هذا ديبلة هو يعني معنى ديبلة في لغتهم شيطان قال يعنون شيطانا. يعني هذا الذي نحن جئنا في اثره ونحن نراه واختفى عنا. قالوا هذا شيطان. قال هذا يعنون شيطانا واعمى الله عز وجل ابصارهم فلم يروني والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك. هذه قصة عجيبة اه ولهذا قال وهذا اظهر يعني يرجح القرطبي هذا القول والاظهر والله اعلم القول الاول ان الله يجعل بين الكفار وبين هذا القرآن حجابا فلا يصل الى قلوبهم فلا يعقلونه ولا يفهمونه وتفسرها الاية التي بعدها مباشرة تفسر ذلك وتبينه وتوضحه. لكن لا يمنع ان من آآ قرأ هذه الايات ولجأ الى الله بصدق هو في موضع حرج وخطر ان الله يحول بينه وبين الكفار او بينه وبين عدوه لا يراه وهذا من الكرامات التي الله عز وجل لبعض اولياءه وبعض عباده لكن الاية والله اعلم انها في حيلولة الله جل وعلا بين قلوبهم وبين فقه هذا القرآن وفهمه حتى يؤمنوا به. ولهذا قال بعدها وجعلنا على قلوبهم اكنة جعلنا على قلوبهم اكنا جمع كنان وهو الغطاء ان يفقهوه لان لا يفقهوه فيفهموه ويؤمنوا به. جزاء وفاقا لانهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم لانهم ما سلكوا طريق الهداية فهم يتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بانه ساحر وكذاب وهذا اساطير الاولين. ويرون ان هذا دجل والى غير ذلك. قال اي يفقهوه وفي واقرأ. يعني جعلنا في اذانهم وقرا وقد مر معنا ان الوقر هو الثقل الذي يكون في الاذن او الصمم بحيث انها لا تسمع الحق ان تنتفعوا به. قال واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا. واذا ذكرت يا نبينا اربك في القرآن اي قلت لا اله الا الله او دعوت الى عبادة الله وحده لا شريك له. فذكرته بالدعاء الى عبادته والى اخلاص العبادة له ولوا على ادبارهم نفورا اي ادبروا معرضين راجعين ونفورا اي نافرين منك ومما تقرأ وفارين منك وهذا لشدة يعني اعراضهم وبعدهم وتباعدهم عن الحق فما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون. ثم قال جل وعلا نحن اعلم بما يستمعون به اذ يستمعون اليك واذ هم نجوى. اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا يقول جل وعلا نحن اعلم بما يستمعون به. قال الطبري آآ اي نحن اعلم يا محمد بما يستمع به هؤلاء الذين لا يؤمنون بالاخرة من قريش من مشركي قومك. نحن اعلم نعلم ما منهم بما يستمعون وقال ابن كثير يخبر تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم آآ بما تناجى به رؤساء كفار قريش حين جاءوا يستمعون قراءته صلى صلى الله عليه واله وسلم سرا من قومهم بما قالوا من انه رجل مسحور من من السحر على المشهور او من السحر وهي الرئة اي ان تتبعون اه ان اتبعتم محمدا الا بشرا يأكل يعني ذو رئة وليس بملك. اذا الله جل وعلا يقول نحن اعلم بما يستمعون به. نحن نعلم انهم استمعوا لقراءتك سرا ونحن اعلم منهم واعلم بما يستمعون به اذ يستمعون اذ يستمع اي حين يستمعون اليك واذ هم نجوى. ومعنى نجوى يعني يناجي اه رؤوس الكفر بعضهم بعضا في شأنك او واذ هم نجوى اي وهم ذوو نجوى. وهي قولهم انه ساحر انه مجنون انه يأتي باساطير الاولين يتناجون فيما بينهم. اه قال اذ يقول الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا هنا يقول او وقتها يقول الظالمون وهم كفار قريش ورؤساهم هؤلاء الذين استمعوا للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا بما جاء به ان تتبعون الا رجلا مسحورا ان نافية بمعنى ما تتبعون ان اتبعتم هذا الرجل الا رجلا مسحورا. مسحور يعني من السحر رجل اصابه السحر او انه ساحر. وقيل مسحورا يعني ذو سحر. ذو رئة له رئة وليس بملاك لو كان آآ يعني رسولا من عند الله ما كان بشرا له رئة لكان ملكا من الملائكة. ثم قال جل وعلا انظر كيف ظربوا لك الامثال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا. يقول الله عز لنبيه انظر والنظر هنا والرؤيا هنا قلبية يعني اعلم بقلبك وليس المراد آآ انه يراهم ببصره وان كان يمكن هذا لكن ليس هو دائما عندهم فانضربوا هذه الامثال وكانوا يستمعون لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهم نجوى سرا. والنبي لم يعلم به ولا قومهم كذلك. قال انظر كيف ظربوا لك الامثال يقول الطبري اي فاعتبر يا فاعتبر كيف كيف مثلوا لك الامثال وشبهوا لك الاشباه بقولهم هو مسحور شاعر مجنون اذا ضربوا لك الامثال يعني الامثال التي يعني تدل على حالك من انت فقالوا هذا ساحر هذا مثل الاخر قال هذا مجنون الاخر قال هذا آآ يأتي باساطير الاولين هذا شاعر وهذا قوله هنا انظر هذا على سبيل يعني التعجب مع انهم يعرفونك ويعرفون ان ما جئت به القرآن هو الحق لكن مع ذلك يضربون الامثال ليضلوا غيرهم. قال جل وعلا آآ انظر كيف ظربوا لك الامثال فظلوا. فظلوا قال الطبري فجاروا عن قصد السبيل بقيلهم. نعم هذه الامثال التي ضربوها بانك شاعر مجنون ساحر قد ظلوا واخطأوا ووقعوا في الظلال المبين فقولهم ظلال غير صحيح بل انت من لدنا. قال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا قال الطبري اي لا يهتدون الى طريق الحق. لا يستطيعون سبيلا يعني لا يستطيعون سبيلا يسلكونه ليهتدوا وذلك بسبب اعراضهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم لان الجزاء من جنس العمل ووالذين اهتدوا زادهم هدى فهم بسبب ضلالاتهم وظربهم للامثلة الكاذبة الجائرة الفاجرة ظلوا ضلالا مبينا وحيل بينهم وبين الايمان فلم يستطيعوا الى ذلك سبيلا. اسأل الله ان واياكم صراطه المستقيم وان يفقهنا في ديننا وان يرزقنا الثبات على الحق حتى نلقاه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد