الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاة ائنا لمبعوثون خلقا جديدا. وقالوا اي الكفار وهذا استفهام انكار قالوا هذا على سبيل الانكار. اي اذا كنا عظاما. يعني اذا متنا وتفرق وتأجزعوا ابداننا وذهبت لحومنا ولم يبقى الا العظام والرفات. والرفات آآ اي التراب وكان وكانت رفاتا يعني كانت ترابا. وقال ابن عباس اي غبارا وقال غيره كانت حطاما آآ لان هذا من دلالات الرفات انها الحطام والرظاظ لكن رجع الطبري وابن كثير ان رفاتا ترابا. اذا هم يقولون على سبيل الانكار. ائذا كنا عظاما ورفاة ائنا لمبعوثون خلقا جديدا؟ هذا اذا استفهام انكار ينكرون البعث وانهم يبعثون خلقا جديدا غير هذا الخلق الذي هم فيه يعني مرة اخرى. وهذا كما قال جل وعلا عنهم في اية اخرى يقولون ائنا مردودون في الحافرة ائذا كنا عظاما نخرة؟ قالوا تلك اذا كرة خاسرة. وايظا اخبر انهم يقولون وايضا اخبر جل وعلا عنهم في شأن انكار البعث بقوله جل وعلا وظرب لنا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي رميم؟ قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم اذا هذا دليل ان الكفار ينكرون البعث قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن الكفار بعيدين وقوع المعادي. القائلين استفهام انكار منهم. لذلك ائذا كنا عظام ورفاة اي ترابا قالهم مجاهد وقال علي بن ابي طلحة عن ابن عباس اه غبارا ائنا لمبعوثون اي يوم القيامة خلقا جديدا اي بعد ما وصلنا عدما لا يذكر ثم قال جل وعلا لهم كونوا قل كونوا اي قل لهم يا نبينا كونوا حجارة او حديدا. اذ هما اشد امتناعا من العظام والرفات. وقال الطبري وهذا كلام ابن كثير وقال الطبري معناه ان عجبتم من انشاء الله لكم عظاما ولحما فكونوا انتم حجارة او اذا ان قدرتم على ذلك ولخصه بذلك الشوكاني من كلام ابن جرير. وقيل معناه لو كنتم حجارة او اذن لاعادكم كما بدأكم. ولا ماتكم ثم احياكم. قال النحاس وهذا قول حسن اذا قل كونوا حجارة او حديدا لان الحجارة اشد من العظام والرفات والحديد اشد لكن قال السمعاني هنا فان قيل كيف يأمرهم بان يكونوا حجارة او حديدا وهم لا يقدرون عليه قطعا فاجاب بقوله قيل ان هذا امر تأجيز وليس بامر الزام ومعنى الاية استشعروا في قلوبكم انكم حجارة او حديدا فلو كنتم كذلك لم تفوتوني. وقيل معناه لو كنتم خلقا من الحجارة والحديد بدل اللحم والعظم لمتم ثم بعثتم. قاله الطبري. اذا الله عز وجل يقول انتم تستبعدون بعثكم بعد ان تكونوا عظاما ورفاتا وكونوا اشد من ذلك حجارة صماء صلبة او حديدا او خلقا مما يكبر في صدوركم او كونوا اي خلق يكبر في صدوركم يعني يعظم في صدوركم وتعددت عبارات السلف في المراد بقوله مما يكبر في صدوركم قيل هو الموت. قيل هو الموت قاله ابن عباس ما يكبر في قال كونوا موتا لو كنتم موتا. واستدلوا على هذا بالحديث الذي في الصحيحين يجاء بالموت يوم القيامة على هيئة كبش الاملح ثم يذبح الحديث. وقال بعضهم آآ معنى ما يكبر في صدوركم يعني لو كنتم موتى لاحييتكم. وقيل اه نعم او او خلقا مما يكبر في صدوركم اي يعظم عندكم مما هو اكبر من الحجارة والحديد ما هو اكبر من الحجارة والحديد مباينة للحياة فانكم مبعوثون لا محالة. وقيل المراد به السماوات والارض والجبال لعظمها في النفوس والصواب ان يقال انه اطلق هنا فكونوا خلقا مما يكبر في صدوركم. فما هو الذي يكبر في حضوركم ايها الكفار خلق السماوات الاراضين الموت اي شيء يكبر في صدوركم كونوه ولن يمنعكم ولن من بعثكم واعادتكم ولن يستحيل مهما كنتم في القوة والصلابة والتجبر والعظمة فان الله جل وعلا يبعثكم مهما كنتم. فهذا فيه تقرير المعادي والبعث والنشور مهما كان الشيء قوي فان الله سيعيده مرة اخرى. قال جل وعلا فسيقولون من يعيدنا. يقولون هذا على سبيل اه على سبيل الاستهزاء على سبيل الاستهزاء او على سبيل الاستبعاد من يعيدنا؟ طيب ان تكون اننا نعاد حتى لو كان انا مما يعظم في نفوسنا من الذي يعيدنا ويردنا يحيينا حياة جديدة؟ فقال الله جل وعلى قل الذي فطركم اول مرة فطركم اي خلقكم وانشأكم اول مرة ها انتم الان احياء تتكلمون من الذي فطركم؟ ما الذي خلقكم؟ من الذي اوجدكم؟ هو الله سبحانه وتعالى. فالذي فطركم اول مرة سيعيدكم مرة اخرى. سيعيدكم مرة اخرى. كما قال جل وعلا اه في اية اخرى قال وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. وهو اهون عليه. وكل ذلك على الله هين. لان الله لا يعجزه شيء. ان انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. قال جل وعلا قل اعيذكم اه قل الذي هطركم اول مرة اي قل يعيدكم الذي فطركم واوجدكم واول مرة فسينغيضون اليك رؤوسهم. قال الطبري ينقضون اي يهزون رؤوسهم اليك برفع وخفض يقال نقض رأسه يقال لمن رفع رأسه ومن ويقال لمن؟ اه خفض رأسه. فهم سيقولون ينغضون اليك رؤوسهم يحركونها رفعا وانزالا يهزون رؤوسهم ويقولون على سبيل التهكم متى هو؟ يعني متى البعث والاعادة؟ وهذا استفهام تهكمي منهم واستهزاء واستبعاد. قال قل عسى ان يكون قريبا. قل عسى ان يكون قريبا. وعسى من الله واجبة كما قرره اهل العلم لانها متحققة الحصول ولابد ان يكون البعث. وكل ما هو ات قريب قال جل وعلا يوم يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده. ذلك اعادتكم وبعثكم عسى ان يكون قريبا وكل ما هو ات قريب. وذلك سيقع ويكون يوم يدعوكم جل وعلا يدعوكم لتخرجوا من قبوركم. كما قال جل وعلا اذا دعاتم دعوة من الارض اذا انتم تخرجون. اي اذا امركم بالخروج منها. فانه لا يخالف ولا يمانع بل كما قال تعالى وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر. وقوله انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون وقال فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة اي انما هو امر واحد بانتهار ينتههرهم. فاذا الناس قد خرجوا من باطن الارض الى ظاهرها. كما قال تعالى يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده. وكما قال انما اقول لشيء اذا اردناه ان نقول له قم فيكون. اي تقومون كلكم اجابة لامره وطاعة لارادته. قالها ابن كثير رحمه الله في تفسيره. اذا يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده. ما قيل معنى بحمده قال قتادة بمعرفته وطاعته. تستجيبون بامره بحمده. قال بمعرفة وطاعته. وقال ابن جريج بحمده اي بامره. قال الطبري رحمه الله في تفسيره والصواب ان يقال فتستجيبون لله من قبوركم بقدرته ودعائه اياكم ولله الحمد على كل حال. كما يقول فان فعلت ذلك الفعل بحمد الله يعني لله الحمد على كل ما على كل ما فعلته. فهذا معنى بحمده يعني تستجيبون لامره اذا دعاكم بحمده فهو المحمود على ذلك جل وعلا قال وتظنون الا بثم الا قليلا. قال الطبري تحسبون عند موافقتكم القيامة من هولي ما تعاينون فيها انكم ما لبثتم في الارض الا قليلا. كما قال تعالى قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما او بعضا يوم. يعني مدة يسيرة. وكما قال جل وعلا كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها. وكما قال جل وعلا يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم الا بتم الا عشرا. نحن اعلم بما يقول بما يقولون اذ يقول امثالهم طريقة الا بتم الا يوما. والاية الاخرى قال ويوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. كذلك كانوا يؤفطون. وقال جل وعلا قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما او بعض يوم. فاسأل العادين. قال الا بثم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون. اذا حينما يدعو الله عز وجل عباده يستجيبون بحمده ولامره ويظنون ويحسبون انهم ما لبثوا الا وقتا يسيرا مع انهم لبثوا سنين عددا. لكن لشدة اهوال القيامة التي بعثوا اليها صار كل المدة الماضية ليست الا بمثابة الساعة او الوقت القليل. ثم قال جل وعلا وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا. آآ يقول ابن كثير يأمر تبارك وتعالى عبده ورسوله صلى الله عليه واله وسلم ان يأمر عباد الله المؤمنين ان يقولوا في مخاطبتهم ومحاوراتهم الاحسن والكلمة الطيبة فانه اذا لم يفعلوا ذلك نزغ الشيطان بينهم واخرج الكلام واخرج الكلام الى انفعال ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة. فان الشيطان عدو لادم الى اخر كلامه. وقال نحوه اا الطبري قال قل يا محمد لعبادي يقل بعضهم لبعض التي هي احسن من المحاورة والمخاطبة وعن الحسن في هذه الاية قال التي احسن لا يقول له مثل قوله يعني كلمه بكلام قاسي لا يقول له مثل قوله يقول له يرحمك الله يغفر الله لك. اذا يا اخوان هذا توجيه عظيم عظيم يوم مرنا الله جل وعلا اذا نخاطب بعضنا ان نخاطب بعضنا آآ بالمقولة هي احسن يخاطب بعضنا بعضا بكلام لين طيب لا يجرح المشاعر لا يغضب لا يثير الانسان هذا تراه الان خاصة عند المغاضبة او او اذا كان هناك وقع امر تجد بعظهم يأتي بالكلام السيء الذي يجرح المشاعر واحيانا قد ما يكون هناك سبب لكن هذه طبيعة الانسان حينما يتكلم مع غيره يتكلم باسلوب ينفره. آآ يستهزئ به او يمقته او يقول كلمات فيها نقد لا يا اخوان هذا هذا من الشيطان قل يا اخي التي هي احسن. اذ تتخاطب مع اخوانك. بالمقولة التي هي احسن بالعبارات الطيبة التي لا تثير ولا تغضب ولا تسبب فتنة بل تدعو الى المحبة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم افشوا السلام بينكم تحابوا السلام من الكلام الطيب فاذا ابتدأ المسلم اخوه بالسلام وحياه الاخر هذا مما يحبب ويقرب القلوب لكن لو انه بكلمة قاسية شديدة اشتد الاخر مثله وهذا من نزغ الشيطان. لانه يحب ان ينزغ بين المؤمنين ويفسد بينهم فيا له من توجيه عظيم. ارتسم هذا واعتمد هذا يا عبد الله في حياتك. اذا جيت تخاطب اخوانك المسلمين تكون بالتي احسن عبرة الطيبة رقيقة آآ ليس فيها جرح للمشاعر ليس فيها نبز ولا نبذ ولا يعني نبز ولا استهزاء ولا اغاظة حتى يعيش الجميع بسلام وايضا ايحسن قولهم وتعاملهم مع بعضهم. ثم علل النهي اه او الامر ان يقولوا هي التي احسن. علل ذلك بان الشيطان ينزغ بينهم بان الشيطان ينزغ بينهم. والنزغ هو الافساد. والمعنى ان يفسدوا بينهم بالعداوة والاغراء. الشيطان ينزغ بين العباد. قال الطبري ان الشيطان يسوء محاورة بعض بهم بعضا ينزغ بينهم يقول يفسد بينهم يهيج بينهم الشر. اي نعم. وكم من مصائب سببها كلمة. كلمة واحدة. ربما ادت الى القتل. وربما ادت الى السجن. نزغ الشيطان بكلمة قبيحة او جارحة ففسدت ورد الاخر بمثلها ورد الاخر بمثلها وربما زاد الامر الى مد الايدي وربما الى اطلاق النار او السلاح او غير ذلك. وهذا من نزغ الشيطان. ولهذا عليك بالعبارات اللطيفة الجميلة التي تدعو الى المودة واذا اه نبزك اخوك بكلمة سيئة لا ترد عليه مثله فتزيد آآ الطين بلة كما يقال لان الشيطان يريد منك هذا ويغضبك حتى ترد عليه وتسكته. لا كما قال الحسن لا ترد عليه يقول يرحمك الله غفر الله لك. سامحك الله. الله يهدينا واياك. وهكذا. قال جل وعلا ان الشيطان ينزغ نعم ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا. ان الشيطان كان للانسان عدوا مبين اي ظاهر العداوة منذ ان ابى ان يسجد لادم جاهر بالعداوة واقسم بين يدي الله ان يحتنك ذرية كلهم ويظلهم ويأخذهم معهم الى النار. اذا هو عدو ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. فكيف تستطيع عدوك لانه يريد ان يوقعك في المهالك. فقل التي هي احسن واياك من نزغ الشيطان وتوهيمه ثم قال جل وعلا ربكم اعلم بما في نفوسكم ان يشاء يرحمكم او ان يشاء يعذبكم. وما ارسلناك عليهم وكيلا. يقول ابن كثير في تفسيره يقول الله تعالى ربكم اعلم بكم ايها الناس من يستحق منكم الهداية ومن لا يستحق ان يشأ يرحمكم اي يوفقكم لطاعته والانابة اليه. او اي شيء يعذبكم وما ارسلناك عليهم وكيلا. اي انما ارسلناك نذيرا فمن اطاعك دخل الجنة ومن اصاعك دخل النار. قال الطبري عند قوله يرحمكم قال فيتوب عليكم ان يشاء يرحمكم وسبق ان ذكرنا ان اللي شاء في القرآن بمعنى الارادة الكونية اه ان يشاء يرحمكم قال الطبري فيتوب عليكم حتى تنيبوا عما انتم عليه من الكفر به. او يعذبكم؟ قال الطبري ايضا بان يخذلكم عن الايمان فتموتوا على شرككم فيعذبكم. قال وما ارسلناك عليهم وكيلا. الله عز وجل يقول للنبي آآ ما ارسلناك وكيلا اي رقيبا ولا كفيلا عليهم تدبر امورهم وتقوم بمجازاتهم وانما الله هو الوكيل جل وعلا. فانت ما عليك الا النذارة. نذيرا فقط لست وكيلا على ايمانهم اياتهم ومجازاتهم. قال وربك اعلم بمن في السماوات والارض. ولقد فظلنا بعظ النبيين على بعظ. واتينا زبورا ربك جل وعلا اعلم بمن في السماوات والارض. قال ابن كثير رحمه الله آآ اه اي قال وربك اعلم بمن في السماوات والارض اي بمراتبهم في الطاعة والمعصية. هكذا قال وخصه لانه اعلم بمراتبهم والصواب ان تحمل الاية على عمومها. فربك اعلم بمن في السماوات والارض من كل وجه من المستحق للطاعة للطاعة؟ فيوفق لها او يستحق المعصية؟ اعلم بهم باعمالهم باقوالهم الالاتهم بكل شيء جل وعلا. فهو العليم الخبير الذي احاط علمه بكل شيء. قال جل وعلا وربك بمن في السماوات والارض ثم قال جل وعلا ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داوود الزبورا. هذه الاية كقوله جل وعلا تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. اذا هذا فيه تفظيل الانبيا وان الله فظل بعظ النبيين على بعظ. ولهذا المشهور عند اهل السنة والجماعة ان الرسل بل هو الصواب الذي لا مرية فيه ان افضل الخلق هم الرسل. وان افضل رسل الانبياء اولو العزم. وان افضل اولي العزم هو نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم. ثم ابراهيم عليه السلام ثم موسى الكليم موسى بن عمران على المشهور عند اهل السنة والجماعة كما قال ابن كثير رحمه الله. اذا هذه الاية فيها تفضيل بعض الانبياء على بعض. لكن هل يعارض هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الذي في الصحيحين لا تفضلوا بين الانبياء قال ابن كثير لا يعني قال هذا لا تعارض ولهذا قال فان المراد من ذلك هو التفضيل بمجرد التشهي والعصبية لا بمقتضى الدليل. فاذا دل الدليل على شيء اتباعه ولا خلاف ان الرسل افضل من بقية الانبياء وان اول العزم منهم افضلهم وهم الخمسة المذكورون نصا في ايتين من القرآن الى اخر كلامه رحمه الله. اذا نأخذ من هذا ان بعض النبيين افضل من بعض وهذا لا شك فيه. قال واتين داوود زبورا هذا تنبيه على فضله وشرفه. ويلاحظ ان كثير من القراء يقرأ داؤود بالهمس. والصواب انه بدون همز واتينا داوود داوود ما تقول داؤود بالهمز لا بدون همز قال واتينا داوود زبورا. والزبور هو الكتاب الذي انزله الله عز وجل على آآ داود وداود بعد موسى. ولهذا كان يحكم بالتوراة لانه كما قال قتادة او قبل ذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح قال الزبور كله مواعظ وكانوا يتلقون الاحكام من التوراة. طيب اه هل داوود بعد موسى والا قبل لو نقول بعده. ما هو الدليل؟ الدليل من القرآن. قال جلال الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله في اخر في سورة البقرة ثم ذكر قصة داوود اذا داود بعد موسى. ولهذا كان يحكم بالتوراة لكن انزل الله عليه زبور قال قتادة كنا نحدث ان الزبور مئة وخمسون سورة ليس فيها حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود وكان اعتماده آآ على التوراة اخرجه من ابي حاتم وغيره. اذا كانت مواهب والاحكام كانوا يأخذونها من التوراة. وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري آآ عن ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم خفف على داوود القرآن فكان يأمر لتسرج يعني يوضع عليها السرج التها. الالة التي توضع عليها حتى يركب عليها. قال فتسرج فيقرأ القرآن فكان يقرأ قبل ان يفرغ. يعني يقرأ القرآن. لكن هنا القرآن خفف على داوود القرآن القرآن هنا مصدر معنى القراءة يعني خففت عليه القراءة. وليس مراد القرآن الذي انزله الله على نبينا صلى الله عليه وسلم. لا المراد خفف عليه الزبور خفت عليه قراءة الزبور الذي انزله الله عليه. فكان يقرأه بسرعة. ومن هنا احتج بعض اهل العلم اه على جواز القراءة بالهذ والسرعة. قالوا لان الله لان النبي صلى الله عليه وسلم حكى اه تخفيف اه الزبورة والقرآن على داوود وكان يقرأه في وقت يسير وهو طويل ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا بل ذكره على تعجب ولهذا جاء عن الامام مالك انه قال آآ من شاء آآ يعني قال يعني حاصله كرهوا الحظن اه ذكره بنو بطال وغيره يعني حاصل ما قاله الامام مالك قال يعني الناس يختلفون فمنهم من اقرأه بسرعة واذا قرأه على مهل اخطأ ومنهم من يقرأه بالترتيل ومنهم قال والامر في هذا واسع. الامر في هذا واسع لكن يعني الاولى ان يكون القراءة مع التدبر والتأمل لكن لو قرأ الانسان بسرعة من غير تدبر ولا تأمل فهو ان شاء الله مأجور على القراءة ثبت ان عثمان رضي الله عنه قرأ القرآن كله في ليلة في ركعة واحدة خلف المقام. القرآن كاملا. فيجوز الاسراع والاولاد يعني ان ان يكون بين بين والانسان ادرى بنفسه وبقلبه ثم قال جل وعلا اه قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. يقول الله عز وجل للمشركين الذين يعبدون الاصنام والاوثان والانداد اذا نزل بك ظر ومصيبة ونازلة ادع الذين زعمتم ان من دون الله انهم الهة لاجل ان يكشفوا عنكم هذا الضر الذي نزل بكم بالكلية او يحولونه يحولونه الى غيركم وهم يعرفون ان ان الهتهم وما يدعونهم من دون الله ما ما يفعلوا هذا. فهذا من باب اقامة الحجة عليهم وبيان ان انهم يعلمون من انفسهم ان هؤلاء المدعون لا يكشفون الضر ولا يحولونه. اذا فكيف تدعونهم من دون الله؟ هذا انكار عليهم ولهذا قال الطبري قل يا محمد لمشرك قومك الذين يعبدون من دون الله من خلقه ادعوا ايها القوم الذين زعمتم انهم ارباب والهة انهم ارباب والهة من دونه عند ضر ينزل بكم فانظروا هل يقدرون على دفع لذلك عنكم او تحويله الى غيركم. اذا فهم لا يملكون كشف الظر ولا تحويله فكيف يدعون من دون ثم قال جل وعلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. اولئك الذين يدعون يعني اولئك المدعوين الذي يدعوهم قومك من دون حقيقة هؤلاء المدعوون انهم يبتغون الى ربهم الوسيلة. هم يطلبون الى الله القربى القربة والزلم لانهم مؤمنون بالله ويعلمون انه هو الرب المستحق للعبادة. ولهذا قال ايهم اقرب؟ يعني كما قال الطبري قال ايهم بصالح عملي واجتهاده في عبادته اقرب عنده زلفة كيف يدعون هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله هم يتقربون الى الله ويلتمسون اليه القربى والزلفة باعمالهم ايهم اقرب اليه ثم قال ويرجون رحمته ويخافون عذابه. يرجون الرجاء والطمع في امر قريب المنال. فيرجون بافعالهم وايمانهم رحمة الله جل وعلا وان يرحمهم ويدخلهم الجنة ويخافون عذابه. لانهم يعلمون انه شديد العذاب وانه هو القادر على كل شيء وانه هو الرب جل وعلا ثم قال ان عذاب ربك كان محظورا. ان عذاب ربك كان محذور مما يحذره كل عاقل لشدته. لكن اختلف العلماء في قوله الذين يدعون فقال ابن عباس كان اهل الشرك يقولون نعبد الملائكة والمسيح وعزيرا هم الذين يدعون. وجاء لابن مسعود في البخاري انه قال اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة. قال ناس من الجن كانوا يعبدون فاسلموا. وفي رواية قال كان ناس من الانس يعبدون ناسا من الجن فاسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. وقال ايضا ابن مسعود نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فاسلم الجنيون والانس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون باسلامهم فنزلت هذه الاية. وجاء عن ابن مسعود ايضا انهم كانوا يعبدون صنفا من الملائكة يقال لهم الجن وجاء عن ابن عباس انه قال الذين يدعونهم عيسى وامه وعزير وجاء ايضا عن ابن عباس انه عيسى وعزير والشمس والقمر وقالوا مجاهد عيسى والعزير والملائكة ورجح ابن جرير قول ابن مسعود انهم قوم من الجن كان يعبدهم قوم من الانس ورد القول بانه آآ المسيح واوزير بان هؤلاء كانوا قبل ليسوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المخاطبون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء كانوا يعبدون قبل مجيء النبي قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم وعهده ولكن مع ذلك رجح ابن تيمية اه قال هذه الاقوال كلها حق. فالاية تعم من كان من كان معبودا من كان معبوده عابدا لله سواء كان من الملائكة كاويل جيني او البشر وهذا هو الاولى حمل الاية على عمومها فكل من كانوا يعبدون من دون الله وهم من المؤمنين سواء كانوا من الملائكة او كان العزير اه او كان عيسى ابن مريم اه او كان من الجن فان حقيقة هؤلاء المدعوين انهم لا يرضون بهذه العبادة بل هم يتقربون الى الله ايهم اقرب اليه؟ لانهم يعرفون حقه جل وعلا وانه المعبود وحده لا شريك له والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد