الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء وان من قرية الا نحن اهلكوها قبل يوم القيامة او معذبوها عذابا شديدا. كان ذلك في الكتاب مسطورا. قال ابن كثير هذا اخبار من الله عز وجل بانه قد حتم وقضى بما قد كتبه عنده في اللوح المحفوظ انه ما من من قرية الا سيهلكها بان يبيد اهلها جميعهم او يعذبهم عذابا شديدا اما بقتل او ابتلاء بما يشاء وانما يكون ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم. كما قال جل وعلا وما ما قال تعالى عن الامم الماضيين وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم. وقال تعالى وكأين من قرية عتت عن امر بها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال امرها وكان عاقبة امرها اسرة وان في قوله وان من قرية نافية تقدير الكلام وما من قرية والقرية تطلع تطلق وعلى المكان الذي يجمع الناس يجتمع فيه الناس والمراد الامم السابقة الا نحن مهلكوها ذكر ابن كثير وقال نحوه الطبري اي الا نحن مهلك اهلها بالفناء فمبيدوهم استئصالا قبل يوم القيامة او معذبوها اما ببلاء من قتل بالسيف او غير ذلك من صنوف العذاب. قال جل وعلا الا او معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا. اي كان ذلك في الكتاب وهو كما قال ابن كما قال ابن جرير قال يعني في الكتاب الذي كتب فيه كل ما هو كائن وذلك اللوح المحفوظ يعني كان ذلك في اللوح المحفوظ عند الله عز وجل مسطورا اي مكتوبا مبينا ولابد من وقوعه. ثم قال جل وعلا وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون. سبب نزول هذه الاية كما روى الامام احمد بسند صححه الحاكم الذهبي وصححه المؤلف ايضا في البداية والنهاية وله شواهد اه عن ابن عباس قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك ان يجعل الصفا ذهبا ونؤمن بك. قال وتفعلون؟ قالوا نعم. قال فدعاه فدعا فاتاه جبريل فقال ان ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك ان شئت اصبح الصبا لهم ذهبا. فمن من كبر منهم بعد ذلك ادبته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين. وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل باب التوبة والرحمة. ونحوه ايضا عند الامام احمد وصححه الحاكم الذهبي عن ابن عباس قال سأل اهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم الصفا ذهبا وان ينحي الجبال عنهم فيزرعوا فقيل له ان شئت ان نستأني بهم نستأني ان نمهلهم ونتأخر عليهم ما نعاجلهم بالعذاب. ان شئت ان نستأني بهم وان شئت ان نؤتيهم الذي سألوا فان كفروا اهلكوا كما اهلكت من كان او كما اهلكت كم من كان قبلهم من الامم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل استأني بهم وانزل الله عز وجل وانزل الله عز وجل وتعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة. اه ورواه ايضا اه يبقى النسائي من حديث جرير به. اذا هذا هو سبب نزول الاية ان قريش سألوا بعض الايات من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا ائتنا بكذا ائتنا باية كذا حتى نؤمن لك ونتبعك. فسألوا ان يجعل اه ان يجعل الصفا والمروة ذهبا لهم وان ينحي الجبال عن مكة فتصبح بلدا زراعيا فقال الله عز وجل لنبيه ان شئت فعلنا ذلك. لكن ان لم يؤمنوا اهلكناهم. وان شئت نمهلهم حتى يتوبوا تائبون هو يرجع كافرهم من شاء الله له ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل استأني بهم لان هذه الامة امة مرحومة قد جاء في الايات الاخرى ما يدل على انهم لا يؤمنون اذا جاءتهم هذه الايات وان الامم التي قبلهم لما سألوا الايات وجاءتهم ما امنوا فا لو جاء ات الاية هم لن يؤمنوا ولكنهم يؤكد انهم سيهلكون عن اخرهم. ولهذا قال جل وعلا آآ واقسموا بالله جهد ايمانهم لان جاءتهم اية ليؤمنون بها قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون؟ وقال جل وعلا ما امنت قبلهم من قرية اهلكناها افهم يؤمنون ولهذا اخر الله عز وجل عنهم العذاب ولم يجبهم الى ما طلبوا من الايات. قال وما منعنا ان نرسل يعني ما جعلنا لا نرسل ونبعث لهم الايات التي طلبوها وسألوها كما قال ابن كثير رحمه الله قال اي نبعث وما منعنا ان نرسل بالايات اي نبعث الايات ونأتي بها على ما سأل قومك منك فانه سهل علينا يسير لدينا. الا انه قد كذب بها الاولون بعد ما سألوها وجرت سنتنا فيهم وفي امثالهم انهم لا يؤخرون اذا كذبوا بها بعد نزولها. كما قال تعالى في الماء ايه ده؟ قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر البعض منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين وقال تعالى عن ثمود حين سألوا اية اية ناقة تخرج من صخرة عينوها فدعا صالح ربوا فاخرج لهم منها ناقة على ما سألوا فظلموا بها. اي كفروا بمن خلقها وكذبوا رسوله. عقروا الناقة فقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب. وايضا جاء في اية اخرى ان الله اخبر انهم كذبوا بهذه الايات هذه الاية قوم ثمود لان الله جل وعلا هنا يقول واتينا ثمودا الناقة يعني اعطيناهم الاية التي سألوها وهي الناقة خرجت من صخرة صماء فظلموا بها يعني نعم اتيناهم الناقة مبصرة ومعنى مبصرة يعني اية نيرة مضيئة او اية يبصر بها الحق واضحة جليا على الحق وعلى صدق ما جاء به صالح. فظلموا بها اي كذبوا. كذبوا بها ولم يؤمنوا بها. فكان عاقبتهم ان ان اهل الله جل وعلا كما قال آآ فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين يعني لما جاءهم بالاية فعقروها وكذبوا بها. وقال ايضا كذب الثمود بطغواها اذ انبعث اشقاها فقال رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخافوا عقباها. ولهذا قال يعني اتى بالفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب في الاية الاولى فاخذتهم الرجفة يعني لما كذبوا مباشرة اخذ الرجفة وكذلك اه في قوله فدمدم عليهم الفاء للترتيب والتعقيب. وقال ايضا في سورة القمر فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فكيف كان عذابي ونذر؟ انا ارسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر فعاجلهم الله وجاء في بعض الايات انه امهلهم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب ثم او في بعد اليوم الثالث اخذهم الله عز وجل بالصيحة والرجفة. ثم قال سبحانه وتعالى وما نرسل بالايات الا تخويفا. تخويفا اي تحذيرا. قال ابن كثير آآ قال قتادة ان الله تعالى الناس بما شاء من اياته لعلهم يعتبرون ويتذكرون ويرجعون ذكر لنا ان الكوفة رجفت على عهد ابن سعود رضي الله عنه فقال يا ايها الناس ان ربكم يستأتبكم فاعتبوه فاعتبوه وهكذا روي ان المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرات فقال عمر احدثتم والله لان عادت افعلن ولا افعلن وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله وانهما لموت احد ولا لحياته ولكن الله عز وجل يرسلهما يخوف بهما عباده. فاذا رأيتم ذلك فافزعوا الى ذكره واستغفاره ثم قال يا امة محمد والله ما احد اغير من الله ان يزني عبده او تزني امته يا امة محمد والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. اذا يا اخوان هذه الايات وآآ هذه يعني الامور التي يجعلها الله عز وجل تخويف للعباد. لعلهم يرجعون يتوبون. وآآ بالمناسبة كما هو معروف الان هذا الوباء اللي يسمى وباء كورونا كيف عاث في الناس وكم مات منه وكم اصيب بالملايين اكثر من خمسة خمسة ملايين شخص اصيبوا به ومات فيه قرابة المليون هذه من ايات الله يا اخوان. وليس يعني هو مجرد انا نأخذ الاحتياطات. لا نأخذ بالاحتياطات ونحرص على السلامة لكن ايضا نراجع انفسنا نتوب الى الله جل وعلا نستغفره. نحن في قبضته. انظروا هذا الميكروب هذا الفيروس الضعيف الذي لا يرى الا بالمجهر كيف اباد الناس؟ باذن الله جل وعلا. وكيف دوخ الدنيا كلها ما استطاعوا ان ان يقضوا عليه. فالواجب علينا ان نتوب الى الله ونرجع ونستغفر ويراجع الانسان نفسه يتوب عما هو عليه من الذنوب. يقرئ عن المعاصي التي عنده. ويأخذ اهل بيته ينصحهم ونتناصح فيما بيننا مع الاخذ بالاسباب المشروعة التي يعني آآ تكون سببا بعد الله جل وعلا في الوقاية منه آآ ثم قال جل وعلا واذ قلنا لك ان ربك احاط بالناس وما جعلنا التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا. اه واذ قلنا مر معنا مرارا ان هذا ظرف مكان ظرف زمان تقديره واذكر حين قلنا او وقت قلنا او زمن قلنا واذ قلنا لك قلنا لك يا نبينا ان ربك احاط بالناس. قال مجاهد اي هم في قبضته وقال الحسن حال بينهم وبين ان يقتلوك او يكيدوا لك. قال عروة ابن الزبير ومجاهد وقتادة وغيرهم اي عصمتك منهم عصمتك منهم ولهذا يقول ابن يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرضا له على ابلاغ رسالته ومخيرا له ومخبرا له بانه قد عصمه من الناس فانه القادر عليهم وهو وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته. وهذه في الحقيقة يعني بشارة لطالب العلم عليك ان تبلغ دين الله جل وعلا وان تنشر الدين وانت على خير. والله جل وعلا يحفظك ويحوطك والنسوا واعداؤك والمعارضون للدعوة السلفية السنية الصحيحة هم في قبضة الله هم وغيرهم. فلن يصلوا اليك الا اذا شاء الله جل وعلا. والانسان يأخذ بالاسباب ولا ولا يخاف يمضي يمضي في الدعوة وهو كما قال الله جل وعلا قل هل تربصون بنا الا احدى ايه وكذلك يعني جاءت بعض الايات تدل على حفظ الله عز وجل للدعاة الى دينه كما قال الله عز وجل لنبيه والله يعصمك من الناس. ونحو ذلك ايضا قاله موسى وهارون فينبغي للانسان ان يستعن بالله ويجد ويجتهد في نشر دين الله عز وجل ولا يعذر احد الان الان يستطيع الانسان العادي الذي ليس هو عالم ان ينقل كلام العلماء الموثوقين باصواتهم او كتاباتهم آآ من مواقعهم امثال الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الالباني الشيخ الفوزان وغيرهم من ائمة او كلام العلماء ايضا المتقدمين كشيخ الاسلام ابن تيمية وغيره وابن القيم وغيرهم ينقله للناس لكن نحن ذكرنا هؤلاء لانه يمكن ان يأتي بكلامهم باصواتهم. والناس يعرفونهم الان ويعرفون ان هذا كلام فلان. فالحاصل الله الله في نشر دينكم وابشروا فان هذا الدين منصور باذن الله جل وعلا لكن انظر انت انت انظر هل انت من انصاره؟ هل انت من انصار هذا الدين ام لا؟ اما الدين فان الله سبحانه وتعالى فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي الحق ظاهرة منصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك. فالدين منصور ولا شك ولهذا اذا اراد الله انتهاء هذا الدين يرسل ريحا من اليمن تقبض ارواح المؤمنين وتقوم الساعة للكفار فهو باق بعز عزيز او ذل ذليل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين مبلغ الليل والنهار. بعز عزيز او ذل ذليل عز يعز الله به الاسلام واهله وذل يذل الله به الكفر واهله. والله عز وجل اخبر بذلك في كتابه فقال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كان ايها المشركون اي والله ان الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق الذي لا منية به لاجل ان يظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وقد اظهره الله ولا يزال ظاهرا. بل انا نرى الان من اجتماع اهل الشر من الكفرة الوثنيين او الكتابيين آآ هوى القبوريين آآ او المبتدعة هاوي الرافضة او غيرهم ما يقومون به من الحملات ضد منهج اهل السنة والجماعة ضد منهج السلف ومحاولة تشويشه ووصفه بالاوصاف التي تنفر منه وعندهم من الجهود والقدرات الشيء الكثير ولكن مع ذلك هم مخذولون ودين الله السنة ولله الحمد والعقيدة الصحيحة تنتشر في الناس ان تجارا لا مثيل له في هذه الايام. فالحمد لله اولا واخرا. لكن لابد يا اخوان ان نجد ونجتهد ونشارك ونبذل ما نستطيع والعمل مع الله كما يقال ليس مجانا مهما تعمل من عمل ابشر. ستثاب عليه ان كان صالحا تعاقب عليه ان كان طالحا الا ان يعفو الله ويكفر هي ما في من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها ثم قال جل وعلا واذ قلنا لك ان ربك احاط بالناس سبحانه وتعالى محيط بهم. هم في قبض لا يستطيعون ان يأتونك فجد واجتهد في نشر دعوتك. وما جعلنا الرؤية التي اريناك الا فتنة للناس. هذه الرؤيا قال الطبري او ملخص ما ذكره الطبري في تفسيره قال بعضهم هي رؤيا عين وهو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به من مكة الى بيت المقدس فاراه الله رؤيا كذبها المشركون. وقال اخرون هي رؤياه التي رأى انه يدخل مكة. وقال اخرون هي من ام حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم ان قومه يعلون منبره ورجح الطبري الاول انها رؤيا عين ليلة اسري به. وهذا هو الصواب. لانه قد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس في قوله وما جعلنا الرؤيا التي رأيناك الا فتنة للناس؟ قال هي رؤيا عين. هي رؤيا عين اريها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليلة اسري به والشجرة الملعونة في القرآن قال هي شجرة الزقوم قال ابن كثير وكذا رواه احمد وعبد الرزاق وغيره اذا آآ قوله وما جعلنا الرؤية التي اريناك هي رؤيا عين. رآها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به لما اسري به من من مكة الى بيت المقدس ثم عرج به الى السماء كما مر تقرير ذلك وذكر الاحاديث في اول درس آآ في سورة الاسراء. آآ اما من قال آآ انها في قومه انا اذكر هذا القول فقط لانبه على خطأه وظعفه. لئلا يأتي مغرظ ويذكر هذا القول ويقول ذكره ابن جرير وابن كثير فانا اذكره لاجل ان يحذر منه والا هو قول باطل ولا شك فيه وهو كما قال اه ابن كثير رحمه الله قال ان الشجرة الملعونة اه هم بنو امية. قال ابن كثير وهو غريب ضعيف ثم قال قال ابن جرير حدثت عن محمد بن الحسن وساق الحديث آآ ان انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود فسعه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات قال وانزل الله في ذلك وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس. قال ابن كثير وهذا السند ضعيف جدا فان محمد بن حسن بن زبالة متروك. وشيخه ايضا ضعيف بالكلية. ولهذا اختار ابن جرير ان بذلك ليلة الاسراء وان الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم وقال لاجماع الحجة من اهل التأويل على ذلك اي في الرؤيا والشجرة. نعم هذا قول ضعيف لا يعول عليه وانما ذكر للتحذير منه. قال جل وعلا وما جعل الرؤية التي اريناك الا فتن ثني الناس. نعم لانه لما ذكر هذه الرؤيا ليلة الاسراء وذكرها لقريش فتن فيها بعض الناس فتنة للناس يعني اختبارا وابتلاء. فمنهم من ثبت على دينه وازداد بذلك يقينا. فهذا ابو بكر لما قيل له ان ان صاحبك يقول انه ذهب البارحة الى المسجد الاقصى ومنه عرج الى السماء ماذا قال؟ قال ان كان قاله فقد صدق صلى الله عليه وسلم. فهذا زادته خيرا. ان ابلوكم بالخير والشر فتنة فازداد ايمان وهناك من شك وارتد وكذب قال كنا نؤمن به اما يقول انه يذهب الى بيت المقدس ويذهب الى السماء والى سدرة المنتهى في بعض ليلة ويأتي من يصدق هذا. ففتنوا وارتدوا عن دينهم ورجعوا عن دينهم قال جل وعلا وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن. كذلك الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم كما قال ابن عباس وهو قل المفسرين بل بعضهم يحكي الاجماع كما اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى الجنة والنار ورأى شجرة الزقوم. فكذبوا بها حتى قال ابو جهل لعنه الله لنا تمرا وزبدا. هاتوا لنا تمرا وزبدة. فجعل يأكل هذا بهذا ويقول تزقموا. فلا نعلم الزقوم غير هذا حكى ذلك ابن عباس ومسروق وابو مالك والحسن وغيره واحد. وكل من قال انها الاسراف فسره كذلك بشجرة الزقوم. اذا هي فتنة للناس. فتنة لهم اولا بالتكذيب. كذب بها بعضهم. وكذلك يفتنون بها في النار نعوذ بالله. فهي شجرة يعذب بها للنار ويعذبون باكلها وثمرتها اشد عذاب واشد النكال. نسأل الله العافية والسلامة. قال جل وعلا ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا نخوفهم بما نذكره لهم. وهذا العذاب وهذه الشجرة شجرة الزقوم. وما في النار من النكال وما فيها من السلاسل والاغلال فما يزيدهم الا طغيانا ما يزيد الكفار الا طغيانا تجاوزا للحد يزدادون طغيانا وبعدا عن الحق ومكابرة ومعارضة. ووصفه بانه كبير طغيان كبير نسأل الله العافية والسلامة. ولهذا يجب على المؤمن اذا سمع الحق وسمع التخويف ان يردعه ذلك ولا يزيده غيا ولا يزداد في شره وباطله الى ما هو فيه. ولهذا اذا قيل له اتق الله يراجع نفسه. بعض الناس اذا قيل له اتق الله قال انا اتقى ومنك يا اخي راجع نفسك واستغفر وتب. وارهب ما ذكره الله في القرآن من الوعيد الشديد امامنا اهوال يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه سنجزوا بين يدي الله وسنقف حفاة عراة غرلا غير مختونين والشمس دانية من الرؤوس والعرق في الناس على قدر اعمالهم وهو يوم يجعل الوردان شيبا. الولد الصغير يشيب رأسه في لحظة. وهو رضيع يصبح رأسه ابيض بدل السواد لشدة الاهوال فلابد ان يخاف الانسان ولا يزداد اذا ذكر طغيانا واعراظا نسأل الله العافية والسلامة. قال جل وعلا واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا عيسى قال ااسجد لمن خلقت طينا؟ هذه الاية مرت معنا مرارا وشرحناها مرارا مرت في سورة البقرة وفي سورة الاعراف وفي غيرها لكن لا بأس نلخص شيئا من الدلالة نقول واذ قلنا اي واذكر يا نبينا حين قلنا او اذكر حين قلنا للملائكة اسجد لادم حينما خلق الله ادم ونفخ فيه الروح قال الملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس سجدوا طاعة لله جل وعلا وامتثالا لامره الا ابليس. الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا تكبر عدو الله واحتج باصله. احتج اصلي. كما في اية اخرى انه احتج بان الله خلقه من نار. وادم مخلوق من طين و طبعا قول هذا احدى يعني هو من تراب. وعبر عنه بالتراب وعبر عنه بالطين. وله يعني عدة مسميات وكل مسمى لحال من الاحوال التي مر بها خلق ادم. ولا تعارض بينها ومما يعني ينبغي ان يعلم ان ابليس ليس من الملائكة. طيب كيف نقول هنا؟ فسجدوا الا ابليس قالوا اما انه جعل من الملائكة اه باعتبار الغلبة الاغلب الاعم الملائكة وابليس واحد فذكر من ضمنه ماذا يرد في الكلام اه ان يطلق العموم ويكون بين افراده من ليس منه او يدخل فيه من ليس منه لكن يدخل بالغلبة. هذا امر او وعلى هذا يكون الاستثناء متصل او وان الاستجرام منقطع فيكون تقدير الكلام فسجدوا لكن ابليس لم يسجد. فعلى هذا لا يكون من الملائكة. لكن ابليس هو كان مع الملائكة لكن هو ليس من جنس الملائكة. ولهذا الله سبحانه وتعالى يقول في سورة الكهف وان قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. اذا هو من وهذا ايضا دليل على ان الجن قبل الانس. وان قوله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ان المراد به هنا الترتيب الزمني خلقت الجن اولا ثم الانس. لانه هنا ابليس من من الملائكة ابليس ممن امر بالسجود لادم لما خلق الله ادم اذا هو موجود قبله لانه كان موجودا قبله. وجاء ذلك ايضا صريحا في قوله والجان خلقناه من قبل منا السموم فهم مخلوقون قبل بني ادم. قال الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا؟ هذا استفهام انكاري. من عدو الله ابليس ولهذا كأن المعنى اي لا يكون. ااسجد لمن خلقت طينا؟ ينكر لا لا يكون ذلك لا اسجد لمن خلقت طينا وهو ادم. ثم قال عدو الله بكل جرأة ووقاحة. قال ارأيت هذا الذي كرمت علي ارأيتك الكاف كاف الخطاب ولا تلحقوا بارى الا اذا كانت بمعنى اخبرني والمعنى اخبرني عن هذا الذي فظلته علي لم فظلته؟ يقصد ادم قال ارأيتك هذا الذي كرمت علي؟ اعترف بان الله كرمه قد كرمنا بني ادم لئن اخرتني يعني لان امهلتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا. احتنكن الاحتناك يعني لاستولي كما قال الطبري. قال لاستولين عليهم ولا استأصلهم ولاستميلنهم. يقال احتنك الجراد الزرع اذا استأصله. المراد ان عدو الله قال انه سيغويهم اجمعين الا عباد الله آآ المخلصين. ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان الله جل وعلا يقول يا ادم اخرج بعث من ذريتك فيخرج من كل من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار واحد الى الجنة. ولكن ماذا الله بسبب انهم طاعوه واتبعوه. ثم قال اه الا قليلا والا قليلا اه هم عباد الله المخلصين الذين لم يجعل الله عز وجل للشيطان عليهم سبيل بسبب اخلاصهم وهم المؤمنون ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد