الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء قال فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا. هذه الاية بعد قوله جل وعلى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا؟ قال ارأيتك اهذا الذي كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا. وقد مر معنا الكلام على هذه الايات ونلخص دلالتها او نلخص دلالتها لربط آآ معنى الايات ببعضها ففي الايتين السابقتين اخبر الله جل وعلا انه اه امر الملائكة بالسجود لادم فسجدوا كلهم الا ابليس ابى واستكبر وقال منكرا ااسجد لمن خلقت طينا؟ اي لا يكون ذلك لا يكون لادم بانك خلقته من تراب ومن طين. ثم قال عدو الله ارأيتك هذا الذي كرمت علي قلنا ان هذا الاسلوب انه بمعنى اخبرني. تقدير الكلام اخبرني عن هذا الذي فضلته علي لم فضلته قال ارأيتك هذا الذي كرمت علي لان اخرتني اي امهلتني وانظرتني الى يوم قيامة لاحتنكن ذريته الا قليلة. اي لاستولين عليهم ولاستأصلنهم ولاستميلنهم يقال احتنك الجراد الزرع اذا استأصله. والمراد ان الشيطان عدو مبين واقسم بين يدي الله عز وجل ان يغوي الذرية ذرية ادم جميعا وان يحتنكهم الا عباد الله المخلصين. وهذا دليل على شدة عداوته ولهذا هو العدو والشيطان عدو للانسان فيجب على المسلم ان الحذر يجب عليه ان يحذر من عدوه وان لا يطيع عدوه ويعصيه لانه عدو وانما يجر الانسان الى ما يظره. ثم قال جل وعلا قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا. اي قال الله جل وعلا له لما سأل الانذار والامهال قال اذهب يعني لك ذلك تنظر الى يوم القيامة. فمن تبعك اي اطاعك ومن اتباعك من بني ادم منهم اي من بني ادم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا فان جهنم وهي نار جهنم واسماء من اسمائها جزاؤكم الذي تجزون به آآ مقابل كفركم وعنادكم واعراضكم عن الحق وكانت جزاء موفورا. اي وافرا مكملا وقيل موفورا آآ اي مدخرا لكم موفرا جزاء اعمالكم وكل ذلك حق. وهذا فيه يعني التخويف والتحذير فان اه اه فان جهنم نعوذ بالله جزاء وافر. وفيها من العذاب والنكال. وغفرة ذلك كما لا يقادر قدره. نسأل الله العافية والسلامة. قال جل وعلا واستفزز من استطعت منهم بصوتك. واستفزز لكن هذا امر قدري. امر قدري كوني وليس امر شرعي. وانما هذا امر قدري. قال واستفز ومعنى استفز قال الطبري واستخفف واستجهل. وقال القرطبي اي استزل واستخف. واستفزز من ظعت منهم بصوتك استخف واستزل من استطعت من بني ادم من ذرية ادم بصوتك وصوتك قيل هو الغناء قاله مجاهد قال هو آآ قال باللهو والغناء ايستخفهم بذلك وقال الحسن هو الدف والمزمار. وكل ذلك اه صحيح. وقال ابن عباس اه من استطعتم منهم بصوتك قال كل داع دعا الى معصية الله عز وجل ونحوه قول قتادة اذا واستفزز من استطعت منهم بصوتك اي واستخف من استرات منهم بصوتك وصوته كل صوت يدعو الى معصية الله فيدخل فيه الغناء والدف والمزمار وغير ذلك. ورجح هذا ابن جرير رحمه الله قال جل وعلا واجلب عليهم بخيلك آآ الاجلاب هو الصياح يقال اجلب فلان على فلان اذا صاح عليه ومنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم في المسابقة عن الجلب والجلب. عن الجلب والجلب يكون احدهما في الزكاة ويكون ايضا في السباق وهو المقصود هنا ان يجنب فرسا الى فرسه الذي يسابق عليه. يعني فترة المركوب تحول الى المجنوط. يعني لا جلب يعني حينما يتسابق المتسابقون على الخيل لا جلبة ولا جلبة. الجلب هو الصياح يعني دعوا عنكم الصياح ورفع الاصوات. و لا جنب يعني لا يأخذ فرسا اخرى بجانب فرسه التي يركب عليها حتى اذا تعبت فرس هذه اه ركب الفرس الاخرى. بل السباق يكون على فرس واحدة من اول للسباق الى اخره. آآ وعلى كل حال الجلبة هو رفع الصوت. ومنه آآ سمع لهم جلبة اي ارتفاع في اصواتهم. آآ اذا قال واجلب عليهم بخيلك اي صح عليهم صح عليهم قال الزجاج المعنى اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك فالاجلاب الجمع يعني الاجلاب يأتي بمعنى الجمع ويأتي بمعنى الصياح والاظهر والله اعلم انه الصياح. صح عليهم او اجمع عليهم كل شيء تستطيع ان تظلهم فيه واجلب عليهم بخيلك. اه الخيل يطلق على الراكب. و المراد كل راكب في معصية الله. سواء ركب الخيل او ركب الابل او ركب الحمير او غيرها. هذا كله من خيل الشيطان. ولهذا قال العلماء الخيل كل راكب في معصية الله فهو من خيل ابليس. ورجل كل ماش في معصية معصية الله فهو من رجل ابليس اذا الخيل يطلق على الراكب والرجل يطلق على المشاة. قال السمعاني اي اجمع عليهم مكائدك وحيلتك. وقيل اجمع عليهم جيشك وجندك. وكل هذا حق. وهذا دليل ان الشيطان لا او خايب وله ركبان يركبون الخيل والابل وغيرها يرسلهم لفتن الناس وايقاعهم في شر ولا هو رجل والرجل هو الماشي على قدميه وهذه هي قراءة حفص بكسر الجيم وقرأ اسكانها ورجلك ورجلك وهما لغتان في الكلمة قال جل وعلا اه وشاركهم في في الاموال والاولاد اعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ايضا هذا اه امر قدري. وشاركهم في الاموال والاولاد اه قال ابن عباس ومجاهد يعني في معنى لهم في في الاموال. قال ابن عباس هو ما امرهم به من من انفاق الاموال في معاصي الله وقال عطاء مشاركته في الاموال هو الربا. وقال الحسن هو جمعها اي جمع الاموال من خبيث وانفاقها في حرام وقال ابن عباس في رواية العوف اما مشاركته اياهم في اموالهم فهو ما حرموه من انعامهم. يعني من البحائر والشوائب ونحوها. وكذا قال الضحاك وقتادة. يعني محرمون هذه بحيرة وهذه وسيلة وهذا حام. قال ابن جرير رحمه الله والاولى ان يقال ان الاية تعم ذلك تعم ذلك كله وهذا هو الصحيح لان مشاركته لاموالهم آآ يدخل فيه كل ما ذكر اكل الربا وجمع الاموال من خبيث وانفاقها في حرام. وايضا ما حرموه من اموالهم من البحيرة والسائبة ما انفقوه في معاصي الله هذا كله من مشاركة الشيطان لهم في اموالهم. ثم قال وعلا والاولاد وشاركهم في الاموال والاولاد. معنى مشاركته لهم في الاولاد قال العوفي عن ابن عباس وكذلك قال الضحاك قال يعني اولاد الزنا. اولاد الزنا هو ان يوقعهم في الزنا فيقعون في الزنا. فهذا من مشاركته لهم في اولادهم وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس هو ما كانوا قتلوه من اولادهم سفها بغير علم. يعني ما قتلوه من اولادهم انهم كانوا يقتلوا الاولاد اما خشية العيلة والفقر واما خشية العار بالنسبة للبنات. وقال قتادها عن الحسن البصري اه قد والله شاركهم في الاموال والاولاد مجسوا ونصروا وصبغوا غير صبغة الاسلام وجزءوا من اموالهم جزءا للشيطان وكذا قال قتادة سواء ولعله يشير الى الحديث. هنا امام مولود الا الا ويولد على الفطرة فابواه يهودان او ينصرانه او يمجسانه. آآ وقال ابو صالح عن ابن عباس قال هو تسميتهم اولادهم عبد الحارث وعبد شمس وعبد فلان قال ابن جرير رحمه الله واولى الاقوال بالصواب ان يقال كل مولود ولدته انثى اعصي الله فيه بتسميته ما يكرهه الله او بادخاله في غير الدين الذي ارتضاه الله او بالزنا بامه او بقتله ووأده وغير ذلك من الامور التي يعصى الله بفعله به او فيه فقد دخل في مشاركة ابليس فيه من ولد ذلك الولد له او منه. لان الله لم يخص بقوله وشاركهم في الاموال والاولاد. معنى الشركة بمعنى دون معنى فكل ما عصي الله فيه او به واطيع الشيطان فيه او به فهو مشاركة. يعني خلاصة وذكره ابن جرير ان الاية عامة. تشمل كل هذه الاقوال. فهذا من مشاركة الشيطان لهم في اولاده اولاد الزنا تعبيدهم بغير الله آآ صرفهم عن فطرة الى دين اخر آآ تسميتهم لغير الله بعبدالحارث او عبدشمس ونحو ذلك. ثم قال جل وعلا وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. وعدهم آآ اي اه قال الطبري يقول الله لابليس وعد اتباعك من ذرية ادم بالنصرة على من ارادهم بسوء هذا وعود وقال السمعاني اي قل لهم لا جنة ولا نار. وقال السعدي واعدهم الوعود المزخرفة التي لا حقيقة لها التي لا حقيقة لها. وهذا كله آآ حق هذا من وعود الشيطان. ولهذا قال وما يعدهم الشيطان الا غرورا. اي ما يعدهم الشيطان الا باطلا مضمحلا بان يزين لهم المعاصي والعقائد الفاسدة ويعدهم عليه الاجر غرور كذب ما له حقيقة. غرهم في هذا. وعوده كلها تذهب. ولهذا يقول الله جل وعلا اذا حصحص الحق يوم يقضي جل وعلا بالحق بين عباده يخبر عن ابليس انه يقول ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم. وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا باسركم وما انتم بمصرخية. اذا اه هذه هي هو وعد الغرور لانه كله كان كذبا وباطلا لا حقيقة له ولهذا يتبرأ يوم القيامة ويقوم خطيبا فيهم ويلقي اللوم اه والعتب عليهم نسأل الله العافية والسلامة سلاما قال وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى كوكيلة ان عبادي الاضافة هنا اضافة تشريف لان المراد بالعباد هنا هم المؤمنين كما قال جل وعلا في هذه الاية وفي ايات اخرى ان عباد الله المخلصين لا سلطان له ولا حجة له عليهم وانهم سالمون من اغواء الشيطان. واذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا مبصرون. ولهذا قال ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. معنى سلطان يعني تسلط واغواء حجة فلا يمكنه الله جل وعلا منهم ولا يسلطه ثم قال وكفى برب كوكيلا قال ابن كثير اخبار بتأييده تعالى عباده المؤمنين وحفظه اياهم لهم من الشيطان الرجيم ولهذا قال وكفى بربك وكيلا اي حافظا ومؤيدا ونصيرا اورد ابن كثير حديث رواه الامام احمد بسند حسنه الالباني في الصحيحة آآ عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان المؤمن ليمضي شيطانه ليمضي بالنون والضاد ليمضي شيطانه كما يمضي بعيره في السفر. وقال اه صاحب فتح القدير اه اه في بيان معنى يمضي شيطانه قال اي يهزله ويجعله مظوا اي مهزولا لكثرة اذلاله له وجعله اسيرا تحت قهره وتصرفه. اي نعم هذا المؤمن يذل شيطانه ويجعله مثل البعير اذا سافر عليه صاحبه سفرا بعيدا فانه يضعف ويهزل فكذلك المؤمن لكثرة لله جل وعلا يضعه شيطانه ويكون هزيلا لا يستطيع ان يظله اظلالا كثيرا بينما آآ العاصي تجد ان شيطانه قد تسلط عليه وصار قويا ويؤزه الى الشر ازا. ثم قال جل وعلا ربكم الذي يسجي لكم الفلك. ومعنى يزجي ان يسير. ويسوق والازجاء هو السير والشوق ولهذا قال الطبري يسدي لكم الفلك اي يسير لكم السفن في البحر. وقال السمعاني يزجي يسوق شير وهي بمعنى والفلك المراد بها السفن المراد بها السفن والفلك تطلق على السفينة الواحدة وتطلق على الجمع. يعني الواحدة يقال لها فلك ومجموعة السبل يقال لها فلكي. وايضا يذكر ويؤنث. يقال الفلك للمذكر ويقال الفلك للمؤنث. فمثل في تذكيره قال جل وعلا واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون. حملنا في الفولك المشحون. هنا مذكر. ما قال في الفلك المشحونة بتاء التأنيث لا المشحون. اذا الفلك هنا مذكر. وقال في تأليفي والفلكة التي تجري في البحر بما ينفع الناس. فقال التي ولم يقل الفلك الذي النفعة هنا وبالنسبة للجمع قال جل وعلا والفلكة التي تجري في البحر الذي يجري في البحر ليس فلك واحد او سفينة واحدة كل الفلك كل السفن تجري في البحر. آآ افراده يعني تعمل سلك مفردا قوله جل وعلا واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون. لان الله حمل اه نوح امر نوح ان يصنع السفينة وحملهم كلهم في سفينة واحدة وليست سفن كثيرة. اذا الفلك تذكر يستوي فيها ذكر نعم يستوي فيها المفرد والجمع وتذك ويذكر الفعل معها ويؤنث او تطلق على والمؤنث. اه قال الله جل وعلا اه هو الذي ربكم الذي يسجي لكم الفلك في البحر. يعني جل وعلا هو الذي مسير الفلك والسفن في البحر ولو شاء لجعلها راكدة واقفة ما تتحرك لكن الله يسيرها وتقطع البحار وتسير العظيمة الكثيرة البعيدة وتحمل الارزاق والامتعة. لا تغرق في البحر وتسير. لو سأل اوقف الريح فوقفت ما تتحرك هذي من نعم الله عز وجل على خلقه. قال جل وعلا لتبتغوا من فضله. يعني يسير لكم الفلك اه لاجل ان تبتغوا من فظله لتطلبوا من رزقه بالتجارات وجلب الارزاق والمصالح الى غير ذلك ولهذا يقول لتبتغوا من فضله قال توصلوا فيها بالركوب الى اماكن تجارتكم ومعاشكم وقال السمعاني لتطلبوا من رزقه يعني من رزق الله لتبتغوا من فظله انه كان بكم رحيما جل كان بعباده رحيما وهذا من رحمته من سخر لهم الفلك وجعلها تسير في البحار وتحمل الامتعة والارزاق وتقضى بها المصائب والمنافع رحمة من ربك جل وعلا. ثم قال واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه اه اذا كنتم في الفلوكة في البحر فمسكم الضر. اي اصابكم ونزل بكم والظر الشدة شدة الاموات وخوف الغرق يعني اذا هبت بهم الاعاصير نزل بهم الظرر هاجت عليهم الامواج وهاج بهم البحر واظطربت السفن واشتدت الرياح فصارت السموم تضطرب يمينا وشمالا نزل بهم ضر عظيم هم على وشك الهلاك. قال جل وعلا واذا مسكم هاي اصابكم الظر في البحر ظل من تدعون الا اياه. ظل يعني ذهب وسقط وبطل من تدعونه الاله من دون الله تستغيثون بها اذا اذا وقعتم في حال اضطرار حينما تحل بكم المصيبة في البحر فانكم تنسون كل الهتكم ولا تدعون الا الله. ولهذا قال ظل من تدعون الا اياه. لان المشركين يدعون الله ويدعون غيره. فاذا وقعوا في الاضطراب اخلصوا وتركوا عبادة الاصنام ودعاء الاصنام. وصاروا يدعون الله وحده لا شريك له. لانهم وقعوا في الضرورة لان التوحيد فطرة في نفوسهم. قال فلما نجاكم الى البر اعرضتم لما نجاكم الى البر ونجوتم من الغرق قال ابن كبير اي نسيتم ما عرفتم من توحيده في البحر واعرظتم عن دعائه وحده لا شريك له وقال غيره عرضتم عن الاخلاص له والالتجاء اليه وتوحيده ورجعتم الى دعاء الاصنام والاستغاثة بها من لله جل وعلا. قال وكان الانسان كفورا. آآ قال ابن كثير اي سجيته هذا. يعني هذا سجية ينسى النعم ويجحدها الا من عصم الله. قال بعض المفسرين كفورا اي كافرا جحودا لنعم الله وقيل كثير الكفران بنعم الله وكل ذلك حق. نعم والا هو لما اضطر آآ ذكر واخلص وافرد الله بالعبادة والدعاء لكن لما انجاه الى البر والى الارض وامن من الغرق رجع الى شركه هذا بالكفار نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال جل وعلا افأمنتم ان يخسف الله ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم محاسبة ثم لا تجدوا لكم وكيلا. افأمنتم هذا الاستفهام استفهام انكار. استفهام انكار ووجهوا مناسبة هذه الاية للتي قبلها انه بعد ان ذكر اه اصابة الظراء لهم في البحر وان جاؤهم من تلك الظراء ذكر نعمته عليهم في في البر بعدم خسف الارض به. فنعم الله عظيمة. له عليك نعم عظيمة في البر وفي البحر. في كل مكان في البر بالانجاء وفي البحر ففي البحر بالانجاء من الغرق والهلكة وفي البر بعدم في الارض بك وبسكنك وبمن حولك فله الحمد على ذلك. قال جل وعلا افأمنتم ان يخسف بكم جانب الخس هو ان تنهار الارض تنهار الارض وتنشق يدخل الانسان بجوفها كما خسف وبذلك الرجل صاحب المال المتبختر المتجبر قسم به فهو يتجلجل في اسفل الارظ الى يوم القيامة كما صح بذلك الحديث ومعنى قوله جانب البر اي ناحية البر ناحية ناحية الارض او يرسل عليكم حاصبا. امنتم من ان يخسف الله بكم الارض فتسيح بكم او امينتم ان يرسل عليكم حاصبا. والحاصب هو المطر الذي فيه الحجارة. آآ ثم لا تجد لكم وكيلا. يعني امنتم لو شاء جل وعلا لخسف بكم الارض. ولو شاء لانزل عليكم حجارة من السماء يعني ما قارن ليس مطرا من الماء وانما فيه الحجارة وتأتيكم من السماء لا حيلة لكم ولا فرار لكم عنها هنا او هنا قال ثم لا تجدوا لكم وكيلا. قال ابن كثير اي حافظا ونصيرا يمنعكم من بأس الله لو اراد ان يخسف بكم الارض وانظر الى وقعت الزلازل في اجزاء من الثانية الزلزال جزء من الثانية قبل ان يصل زلزال دقيقة. فكم تهلك من القرى؟ وكم يموت من الناس مئات الالاف؟ ما احد يعني ينصر الناس. ما هناك وكيل يتوكل للناس. يحميهم ويمنعهم من هذا الزلزال او هذا الخسف. يعني لا نصير لهم ينصرون. ولا حفظ يحفظهم ويمنعهم من بأس الله. اذا فتوكلوا على الله جل وعلا بعد ايمانكم به وتوحيدكم له وعدم صرف العبادة لشيء لشيء من دونها او لغيره جل وعلا. ثم قال جل وعلا ام امنتم آآ ان يعيدكم فيه تارة اخرى آآ ام امنتم؟ ايها فيه اي في البحر انجاكم هذه المرة لكن ستركبون البحر مرة اخرى لمصالحكم ومعاشكم في البحر فهل امنتم ان يعيدكم في البحر مرة اخرى تارة اخرى يعني مرة اخرى اربعة وعند ذلك يرسل عليكم قاصفا من الريح والقاصف من الريح اه قال ابن عباس هو ريح البحار التي تكسر راكبة وتغرقها. القاصم الى الريح يعني هي الريح التي تهب على اهل البحر ولشدتها تكسر المراكب والسفن والقوارب التي يكون الناس في ظهرها وتغرقها. قال ابن كثير ان الصواري ويغرق المراكب. وقال الطبري القاصف هو الريح التي تقصف ما مرت به فتحطمه وتدقه وفتحتمه وتدقه. اه قال فيغرقكم بما كفرتم. الباء هنا اه او قبل ذلك يعني فيه بيان ان الله على على كل شيء قدير. وانه قادر على اعادتكم ايها المشركون الذي الذين لما نزلت بكم الظراء وفي البحر اخلصتم وامنتم ووحدتم فلما انجاكم الى البر رجعتم الى الشرك هل امنتم ان يعيدكم مرة اخرى ثم ينزل بكم ريحا عاصفا قوية شديدة تحطن تحطم مراكبكم وتغرقكم قال جل وعلا فيغرقكم بما كفرتم فيغرقكم بما كفرتم. الباء هنا للسببية اي بسبب لأنهم لأن الله لا يظلم احدا ولا يصيب العباد شيء الا بسبب ذنوبهم. قال ثم لا تجدوا لكم علينا به تبع اه قال ابن عباس ثم لا تجدوا لكم علينا به تبعا قال نصيرا يعني ما تدرون نصير ينصركم من دوننا اذا اردنا ان نغرقكم. وقال مجاهد نصيرا ثائرا. ان يأخذوا بثأركم بعد لكم وقال قتادة ولا نخاف احدا يتبعنا بشيء من ذلك ونحوه قال الاضواء يعني ملخصا لبعض اقوال السلف قال اي لا تجدون تبيعا يتبعون بثأركم وهذا في قول قتادة اذا لا احد ينقذكم اذا اغرقناكم فالجأوا الينا الامر امرنا ولو اغرقناكم وفعلنا بكم ما فعلنا ليس هناك احد يستطيع ان يتبعنا ويحاسبنا ويأثر لكم او ينصركم او يحاسبنا على ما فعلنا لان الله هو الرب جل وعلا والعباد كلهم في قبضته فقراء اليه محتاجون اليه آآ وفق الله الجميع وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد