ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مظل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد في هذا اليوم نبدأ بتفسير سورة اخوتي الكهف وسورة الكهف لها اسماء. فاسمها المشهور بل لا يكاد يعرف لها غيره سورة الكهف وسماها بذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما في صحيح مسلم من عشر ايات من اول سورة الكهف. كذلك في صحيح البخاري عن البراء كان رجل يقرأ سورة الكهف والى جانب به حصان مربوط بشطنين. الحديث سيأتيان. قريبا. اذا فسورته فسورة الكهف اسمها سورة سورة الكهف هذا الاسم الذي عرفت به عند اكثر المفسرين. آآ المسألة الثانية نوعها سورة الكهف مكية بالاتفاق كما حكاه ابن عطية في المحرر الوجيز وروي يا عنفر قد ان اول السورة الى قوله جرزا انزل بالمدينة. والاول اصح. آآ ترتيب نزوله نزلت سورة الكهف بعد سورة الغاشية. وقبل سورة الشورى وهي الثامنة والستون في ترتيب نزول السور. آآ فضلها ثبت فيها احاديث منها ما رواه البخاري مسلم والامام احمد واللفظ له اه عن ابي اسحاق قال سمعت البراء يقول قرأ رجل وفي الدار دابة فجعلت تنفر فنظر فاذا ضبابة او سحابة قد غشيته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأ فلان فانها السكينة تنزلت عند القرآن او تنزلت للقرآن وهذا الرجل كما جاء في الصحيحين هو اسيد بن الحضير رضي الله عنه ومما جاء في فضلها ما رواه آآ الامام مسلم والامام احمد واللفظ له عن ابي الدرداء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من حفظ عشر ايات من اول سورة الكهف عصم من الدجال في بعض الروايات اه من حفظ عشر ايات من اخر سورة الكهف وجاء ايضا في بعضها ثلاث ايات فان هذه الزيادة شاذة قد حكم الالباني بشذوذ بشذوذها يعني بشذوذ هذين اللفظين من اخر سورة الكهف ورواية ثلاث ايات لان شعبة شذ فيها وكان مترددا مرة يوافق بقية الرواة ومرة ينفرد ومن الاحاديث الواردة في فضلها ايضا ما اخرجه الحاكم في مستدركه وصححه وصححه الالباني في الارواء آآ عن ابي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة اضاء له من النور ما بينه وبين جمعتين وجاء في بعض الروايات من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة اضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق وعدد اياتها آآ في العدد المكي والمدني عدد اياتها مائة وخمس ايات وفي العدد الشامي مئة وست ايات. وفي العدد البصري مئة واحدى عشرة اية. وفي الكوفي مئة وعشر ايات اه ثم قال جل وعلا الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا الحمد لله يثني الله جل وعلا على نفسه ويحمد نفسه وجل وعلا والحمد كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم له. فالله جل وعلا يحمد نفسه وهو المحمود على كل حال لانه كامل من كل وجه وهو المحمود على افعاله واقواله واقداره واحكامه قال جل وعلا الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب آآ على عبده المراد به النبي صلى الله عليه واله وسلم والكتاب الاب هو القرآن. والله جل وعلا اثنى على نبيه صلى الله عليه وسلم بوصف العبودية. لانه صلى الله عليه واله وسلم اعبد البشر لله. وهذا الوصف شأنه عظيم العبودية لله. فقد اثنى الله جل وعلا بهذا الوصف بوصف العبودية على نبيه صلى الله عليه وسلم في عدة مقامات عظيمة فمنها هذا المقام وهو مقام انزال القرآن عليه. فقد اثنى عليه بقوله الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب واثنى عليه بوصف العبودية ايضا عند الاسراء عند الاسراء به. فقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى واثنى ايضا عليه بالعبودية عند في مقام الدعوة الى الله. فقال جل وعلا وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا. واثنى على عليه بوصف العبودية في في مقام التوكل فقال جل وعلا اليس الله بكاف عبده؟ واثنى عليه بذلك ايضا ووصفه به في مقام الدفاع عنه فقال وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله فهذا كن عظيم وبعض اهل العلم يقول العبودية نوعان عبودية عامة وعبودية خاصة فالعبودية العامة ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. كل شيء فهو عبد لله جل وعلا مذلل مسخر والعبودية الخاصة قوله جل وعلا وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا فهذا هذه عبودية خاصة يختص بها المؤمنون واضافتهم اليه اضافة تشريف وتكريم بينما اضافة بقية الخلق آآ انما هي اضافة خلق وربوبية وايجاد. قال جل وعلا الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. قال ابن كثير اي لم يجعل فيه اعوجاجا ولا زيغا ولا ميلا بل جعله معتدلا مستقيما. ولهذا قال قيما اي مستقيما. يعني لم جعل الله عز وجل في هذا الكتاب عوج بل جعله مستقيما يهدي للتي هي اقوم. ان هذا القرآن يهدي للذين هي اقوم وهي وهو يهدي الى احسن الطرق واقومها اهدنا الصراط المستقيم. وقال الطبري اه ولم يجعل له عوجا قيما اي انزل على عبده القرآن معتدلا مستقيما لا اعوجاج فيه. وقوله قيما قلنا ان معناها مستقيما اي مستقيما غاية الاستقامة وقيما حال من الكتاب قبل لها قال لينذر بأسا شديدا لينذر ليخوف ويعلم بأسا شديدا اي عذابا وعقوبة عاجلة واجلة من لدنه اي من لدن الله ومن عند الله سبحانه وتعالى لمن كفر بالله ورسله ولم يؤمن ولم يستقم ولم يدخل في دين الاسلام. ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا. وايضا انزله ليبشر كما انزله لينذر من كفر به ولم يؤمن ايظا انزله ليبشر المؤمنين والبشارة هي خبر الذي تتغير له بشرة الوجه من اه حسنها فيتهلل الوجه لان هذه البشارة ترى بالامر الطيب ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات لابد ان يكون المبشر بالجنة ان يكون مؤمنا قد عمل الصالحات مؤمنا بالله جل وعلا مخلصا له وقد قام بالاعمال الصالحة وهذا دليل على ان الايمان قول واعتقاد وعمل فلا يكفي الايمان وحده بل لابد ان مع الايمان آآ العمل ولابد ان يكون العمل عملا صالحا. ويبشر المؤمنين الذين اعملون الصالحات ان لهم اجرا ان لهم اجرا حسنا. اي ان لهم ثوابا جزيلا وهو في غاية الحسن كيف لا وهو دخول الجنة التي سقفها عرش الرحمن و اصحابها والجيران فيها كما قال جل وعلا ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ثم قال جل وعلا ماكرين فيه ابدا. ماكدين في هذا النعيم اي باقين خالدين لا ينتقلون عنه. بل هم باقون فيه ابد الاباد. وهذا فيه زيادة خير وبشارة فانهم لهم الاجر لهم الاجر الحسن والثواب العظيم وهو دخول الجنة. وليس هذا ايضا لكن ثم ينقطع بل هم خالدين فيها ابدا. وهذا من فضل الله عليهم. قال جل وعلا وينذر الذين قالوا اتقوا اخذ الله ولدا وهم مشركوا العرب بل كل من قال بذلك القول فهو ينذر مشرك العرب الذين قالوا ان ملائكة بنات الله وينذر اليهود الذين قالوا اه عزير ابن الله وينذر النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله فكل من زعم لله ولدا فان هذا القرآن ينذره ويخوفه ويعلمه بخطورة قوله وسوء مآل من مات معتقدا لذلك. قال وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لابائهم. ومن هنا يرجح بعض المفسرين ان هذه في كفار قريش. لانه قال ما لهم به من علم بهذا القول الذي يقولون ليس عندهم فيه اي علم ولا دليل ولا حجة ولا لابائهم ولا ذلك لابائهم الذين قالوا هذه المقولة الخبيثة الكافرة ثم قال ذاما لهذه الكلمة التي قالوها ان لله ولدا. قال جل وعلا كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا. كبرت كلمة اي كبرت كلمتهم هذه كلمة. قال ابن كثير كبرت كلمة نصب على التمييز. يعني كلمة هنا منصوبة على التمييز. تقدير الكلام كبرت كلمتهم هذه كلمة قال الشيخ السعدي رحمه الله اي عظمت شناعتها واشتدت واي شناعة اعظم من وصف بالاتخاذ للولد. وقال اه وقال ابن عثيمين نحو قول ابن كثير قال كلمة تمييز تقديره كبرت مقالتهم كلمة ان يقولون الا نعم تخرج من افواههم كلمة تخرج من افواههم لانها من اعظم اعظم ما افتروا وقالوا ونطقوا به وهذا دليل انهم قد تكلموا بها وتفوهوا بها فليس هذا بهتانا او ظلما بل قالوا ذلك ونطقوا بافواههم قال جل وعلا ان يقولون الا كذبا آآ ان يقولون ان نافية وتقدير الكلام ما يقولون الا كذبا. قولهم ان لله ولدا هذا القول كذب وبهتان وافتراء لا حقيقة له قد اورد ابن كثير آآ او نقل عن محمد بن اسحاق في سبب نزول هذه الاية الكريمة آآ خبرا او اسنادا اه ظعيفا لان فيه مجهولا لكن سيحيل ابن كثير عليه في اكثر من مرة وسيرد له ذكر اكثر من مرة فنحن نذكر هذا الاثر ولكن مع ذلك ننبه على ان سنده ضعيف وقال ابن كثير وقد ذكر محمد بن اسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة فقال حدثني شيخ من اهل مصر قدم علينا منذ بضع واربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس قال بعثت قريش النظر ابن الحارث وعقبة ابن ابي معيط الى الى احبار الى احبار اليهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته واخبروهم بقوله فانهم اهل الكتاب الاول وعندهم ما ليس عندنا من علم الانبياء. فخرج حتى قدم المدينة فسألوا احبار يهودي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وصفوا لهم امره وبعض قوله وقال انكم اهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. قال فقالت لهم يهود فقالت لهم يعني قريش سلوه فقالت لهم يهود سلوه عن ثلاث. نأمركم بهن. فان اخبركم بهن فهو نبي مرسل لم يفعل فالرجل متقول فالرجل متقول فرأوا فيه رأيكم سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول ما كان من امرهم فانه قد كان لهم حديث عجيب وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها ما كان نبأه واسألوه عن الروح ما هو فان اخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه. وان لم يخبركم فانه رجل متقوى فاصنعوا في امره ما بدا لكم. يعني يقصد انهم سلوه عن فتية عن اصحاب الكهف. وعن رجل اه عن ذو القرنين وهذان الخبران او الامران سيأتيان في سورة الكهف. وعن الروح مر معنا في سورة الاسراء قال فاقبل النظر وعقبة حتى قدم على قريش فقال يا معشر قريش قد جئناكم بفصل لما بينك وما بين محمد قد امرنا احباب اليهود ان نسأله عن امور فاخبروهم بها فجاءوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قالوا يا محمد اخبرنا فسألوه عن عن ما امروهم به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اخبركم غدا بما سألتم عنه ولم يستثني يعني ما قال ان شاء الله. فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خمس عشرة ليلة يحدث الله في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل عليه السلام حتى ارجف اهل مكة وقالوا وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة قد اصبحنا فيها لا يخبرنا بشيء عما سألناه عنه. وحتى احزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به اهل مكة ثم جاءه جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل بسورة اصحاب الكهف وفيها معاتبته اياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من امر الفتية والرجل الطواف وقول الله عز وجل ويستفتونك عن الروح قل من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. آآ هكذا اورده ابن كثير واورده غيره. ولكن سنده ضعيف اه يقول الله جل وعلا فلعلك باقع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا في الحديث اسفا باخع نفسك اه يعني اه كما قال قتادة قال قاتل النفس غضبا وحزنا عليهم. وقال مجاهد جزعا والمعنى متقارب اي لا تأسف قال ابن كثير والمعنى متقارب اي لا تأسف عليهم بل ابلغهم رسالة الله فمن اهتدى فلنفسه من ظل فانما يظل عليها فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. وقال ابن كثير قبل ذلك فلعلك باخر نفسك اي مهلك بحزنك عليهم قال الطبري نحو ذلك فلعلك باخع نفسك قال قاتل نفسك ومهلكها على اثار قومك. فلعلك باخع نفسك على اثارهم. على اثارهم آآ قال ابن قال الشوكاني على اثارهم اي على فراقهم ومن بعد توليهم واعراضهم. وقال ابن عاشور لعلك مهلك نفسك لاجل اعراظهم عنك. كما يعرظ السائر عن الذي كان فيه وقال ابن عثيمين على اثارهم اي باتباع اثارهم لعلهم يرجعون بعد عدم اجابتهم واعراضهم اذا يقول الله عز وجل فلعلك باخل اي مهلك نفسك يا نبينا على اثارهم على فراقهم وعلى يعني عدم استجابتهم. وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب اسلام قومه بذلك وكان يحزنه اعراضهم وعدم قبولهم للحق. قال جل وعلا اه فلعلك باخ من نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث وهذا الحديث هو القرآن. وما جاء فيه واتباعه واسفا اي حزنا وغما انا جعلنا مع الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا. فاخبر جل انه ان ما جعله على الارض من مآكل ومشارب ومساكن طيبة واشجار وانهار وزروع وثمار ومناظر بهيجة ونحو ذلك. انما هذا زينة للارض. انما هو زينة للارض ولهذا قال ابن كثير ثم اخبر تعالى انه جعل الدنيا دارا فانية مزينة زينة زائلة وانما جعلها دار اختبار لا دار قرار. فقال جل وعلا انا جعلنا ما على الارض زينة قال لها لنبلوهم ايهم احسن عملا. ولهذا روى الامام مسلم في صحيحه عن ابي عيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال ان الدنيا خظرة حلوة وان الله فيها فناظر ماذا تعملون. فاتقوا الدنيا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء. آآ ثم اخبر جل وعلا بزوالها وفنائها وفراغها وانقظائها وذهابها وخرابها فقال وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا. قال ابن كثير اي وانا طيروها بعد الزينة الى الخراب والدمار فنجعل كل شيء عليها هالكا. وصعيدا جرزا لا لا ينبت ولا ينتفع به. كما قال كما قال العوفي عن ابن عباس في قوله وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا يقول يهلك كل شيء عليها يهلك كل شيء عليها ويبيد. وقال مجاهد صعيدا جرزا بلقعا وقال قتادة الصعيد الارض التي ليس فيها شجر ولا نبات. وقال ابن زيد الصعيد الارض التي ليس فيها شيء الا ترى الى قوله تعالى اولم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجزر فنخرج به زرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون؟ وقال محمد بن اسحاق وقال محمد بن اسحاق وانا لجاعلون ما عليها ايضا جرزا يعني الارض وانما عليها لفان وبائد وان المرجع وان المرجع لالى الله فلا تأس ولا تحزن ولا يحزنك ما تسمع وترى. اذا ملخص هذه الايات ان الله عز وجل نهى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يحزن ويصيبه الهم والغم بسبب اعراض قومه وعدم ايمانه بهذا الحديث بكتاب الله جل وعلا الذي هو الحق من عنده جل وعلا الذي لا مرية فيه ثم اخبر جل وعلى انه جعل ما على الارض من اه مما خلقه من المآكل والمشارب والاشجار والانهار وكل شيء انما جعله زينة لاجل ان يختبر عباده ايهم اتبع لامره واعمل بطاعته جل وعلا ايهم احسن عملا ومعنى احسن عملا اي اخلصه واصوبه كما قال بعض السلف احسنوا عملا العمل الحسن والاحسن هو الذي اجتمع فيه امران الاخلاص لله جل وعلا فيه سبعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيه مع شرط الايمان او ممن كان مؤمنا. ثم اخبر ان هذه الزينة وما جعله على الارض من متاع الدنيا ان الله ان الله سبحانه وتعالى آآ سيجعله عند قيام الساعة سيذهب به جميعا وتصبح الارض اه صعيدا جرزا ليس عليها نبات ولا معلم لاحد وتنتهي هذه الزينة وتبدل الارض غير الارض حينما تقوم الساعة ويخلص العباد الى جزاء اعمالهم ثم قال سبحانه وتعالى ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا؟ ام هنا هي المنقطعة بمعنى بل وحسبت هنا بمعنى ظننت والمعنى بل ظننت ان اصحاب الكهف والكهف هو الغار في الجبل وهو المكان الذي لجأ اليه هؤلاء الفتية الذين فروا بدينهم من قومهم. قال ان اصحاب الكهف والرقيم والرقيم اه فيه عدة اقوال فقيل انه اسم الكلب الذي كان معهم وقيل ان الرقيم اسم بلدة بالروم في بلاد الروم. وقيل ان الرقيم هو اسم الجبل الذي فيه الكهف الذي اووا اليه. وقيل ان الرقيم اسم للوادي. الذي اه فيه الكهف او الذي فيه المكان الذي لجأوا اليه. ورجح الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان اه ان الرقيم هو الكتاب الكتاب المرقوم الرقيم يعني الكتاب المرقوم. لكن اه قال سواء سواء قيل فانه كتاب لهم فيه شرعهم الذي تمسكوا به يعني رقم لهم كتب لهم فيه شرعهم او قيل ان الكتاب ان الرقيم هو الكتاب والكتاب هنا المراد به لوح من ذهب كتبت فيه اسماؤهم وانسابهم وقصتهم بهذا القول يرى ان الرقيم هو الكتاب سواء كان اه المراد اصحاب الكتاب الذي اتبعوه ولم يتبعوا قومهم على الشرك لا واصحاب الكتاب الذين رقمت اسماؤهم واخبارهم قصتهم فيه لان قصتهم من اعجب القصص ومن اغرب القصص حيث انهم مكثوا في الكهف ثلاثمائة سنة او ثلاث مئة وتسع سنوات بالهجري وهم نائمون ثم بعثهم الله بعد ذلك او رد اليهم ارواحهم اه قال ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا؟ ومعنى قوله من اياتنا عجبا هناك شيء محذوف قال اهل العلم تقديره شيئا عجبا او اية عجبا نعم فقصة اصحاب الكهف من ايات الله وكانت شيئا عجبا واية عجبا عجيبة جدا قال اذ اوى الفتية الى الكهف اه هنا بدأ بعد ان ذكر اه اصحاب الكهف واخبر عنهم اجمالا بدأ بالتفصيل في فقال اذ اوى الفتية اي حين اوى وصار آآ الفتية آآ الى الكهف وهذا في اول بداية قصتهم والفتية جمع فتى وهو الشاب الكامل القوة الكامل والعزيمة يعني هم كانوا كلهم فتية شباب اعتزلوا قومهم اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة ربنا اتنا يعني هب لنا من لدنك رحمة والرحمة هنا كما قال اه الامين الشنقيطي رحمه الله قال تشمل الرزق الهدى والحفظ مما هربوا منه والمغفرة. اذا هيئ لنا آتنا من لدنك رحمة بها من انجائنا من قومنا وحفظنا ورزقنا وسلامتنا ومغفرة ذنوبنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا. هيأ يقدر لنا واجعل لنا من امرنا رشد من امر الذي نحن فيه وشأننا رشدا. والرشد ضد الغي. اي اجعل شأننا موافقا صواب وقيل اجعل عاقبة عاقبتنا آآ رشدا. قال فظربنا على اذانه في الكهف سنين عددا فضربنا اي القينا عليهم النوم وقيل انمناهم بحيث لا يسمعون. فضربنا على اذانهم في الكهف سنين. سنينا عايش في سنين معدودة. وسيأتي انها ثلاثمائة ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا قال ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا. ثم بعثناهم يعني ايقظناهم من النوم الذي كانوا فيه لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا اي لنعلم اي الحزبين احصى لمقدار مدتهم او ايهم اضبطوا لما لبثوا. والحزبان قيل هم اصحاب الكهف واهل المدينة وقيل الحزبان هما حزبان من اهل المدينة المذكورة وهم