الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الكهف نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وهذا بعد قوله جل وعلا في الايات التي تم شرحها بالامس قال ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا؟ اذ اووا اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا فضربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى ما لبثوا امدا. وقد مر معنا تفسير هذه الايات الا انه بقي الاشارة الى ان الى اية او كلمة من الاية الاخيرة قد تشكل على بعض الناس وهي قوله جل وعلا الا ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين فقد يظن احد يظن ظان بان الله لم يكن يعلم بذلك وانه انما ظرب على اذانهم لاجل ان يعلم اي الحزبين؟ فكأن الله لم يكن يعلم اي الحزبين احصى بما لبثوا امدا. نقول ليس الامر كذلك فان الله قد علم كل شيء ازل في الازل ولكن هذا العلم الذي يذكره الله بعد ذلك هذا له محمل يحمل عليه. ولهذا قال الامين الشنقيطي هنا قال لنعلم اي نعلم ذلك علما يظهر الحقيقة للناس فلا ينافي انه كان عالما قبل ذلك دون خلقه لنعلم الامر يعني حينما يظهر ويراه الناس ويعلمونه اما الله جل وعلا فهو عالم بذلك جل وعلا لان الله جل وعلا علم كل شيء وكتب كل شيء وشاء كل شيء وخلقه واوجده حين مجيء ابانه وزمانه. آآ ثم قال في هذه الايات نحن نقص عليك نبأهم بالحق. هذا تفصيل بعد اجمال. فسبق ان ذكر خبرهم اجمالا والان بدأ بالتفصيل. ولهذا يقول ابن كثير من ها هنا شرع في بسط القصة وشرحها فذكر تعالى انهم فذكر تعالى انهم فتية وهم الشباب وهم اقبل للحق ال السبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وعسوا في دين الباطل. ولهذا كان اكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم شبابا واما المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ولم يسلم منهم الا القليل وهكذا اخبر تعالى عن اصحاب الكهف انهم كانوا فتية شبابا قال مجاهد بلغني انه كان في اذانهم بعض القرطة و القرطة هي الحلقة التي توضع في الاذان يعني انهم صغار الحلق فالهمهم الله رشدهم واتاهم تقواهم فامنوا بربهم اي اعترفوا له بالوحدانية وشهدوا انه لا اله الا له جل وعلا. اذا هذه فائدة ان الاغلب في قبول الحق انهم الشباب وهذا امر الحقيقة الواقع في واقعنا الان يدل عليه فتجد الشباب اسرع اقبالا على الحق وتلمسا واعتناقا له وتدينا لله جل وعلا به اما كبار السن في الغالب انه اذا جيء بشيء وقيل له هذه سنة وهذا يعني دين الله يقول ما سمعنا بهذا نحن اكبر منكم ونحن اعمارنا كذا وكذا ما سمعنا بهذه الاقوال التي جئتمونا بها هذا ليس ليس حجة يا اخوان اذا تبين الحق قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم وجب اتباعه ولا يحتج الانسان بانه اقدم في الاسلام وانه له كذا وكذا سنة ما سمع نعم كنت جاهلا وما زلت جاهلا لماذا لا تتعلم لماذا لا تقبل الحق فالحقيقة الواجب على كل احد ان يجعل هواه تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فمتى ما تبين له الحق اخذ به وترك ما كان عليه ولو انه عاش دهرا على مسألة او على قول خطأ او على يعمل بحليهم ضعيف او ما علم هذه السنة فمتى ما نوره الله وجاءه الحق يجب ان يفرح ويبادر ويجب على كل ناصح لنفسه ان يوطن نفسه على اتباع الحق وقبوله وان يدور معه حيث كان ولو كان على خلاف ما كان عليه هذا هو النجاة يا اخوان ان يقول المسلم لاوامر ربه او مع اوامر ربه واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا ولا يقول سمعنا وعصينا والانسان اذا كان عقد قلبه على هذا ينفعه الله جل وعلا بذلك نفعا عظيما لانه يدور مع الحق حيث دار قال جل وعلا نحن نقص عليك نبأهم لانهم قد سبق خبرهم سبق ولهذا يقصه لنا قصصا هم هم ليسوا في زمننا وانما يخبرنا اخبارا ويقص لنا قصصهم ونبأهم اي خبرهم بالحق اي بالصدق المطابق للواقع فهو حق لا مرية فيه ان هذا وقع كما قال الله جل وعلا قال انهم فتية امنوا بربهم امنوا الايمان الشرعي وحدوا الله افردوه بالعبادة اخلصوا له العبادة ولم يجعلوا له شريكا وزدناهم هدى زادهم الله هدى لان الله جل وعلا يزيد الذين يهتدون هدى كما قال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدوا واتاهم تقواهم فاهتدي واقبل على الهدى يزيدك الله هدى وتقوى وهذا المقدار من الاية وزدناهم هدى دليل على زيادة الايمان وعلى نقصه لان الشيء الذي يزيد لابد انه ينقص ولهذا قال امنوا بربهم وزدناهم هدى اذا زيادة الايمان وهذا عقيدة اهل السنة والجماعة يقول الامام ابن كثير استدل بهذه الاية وامثالها غير واحد من من الائمة كالبخاري وغيره ايه ممن ذهب الى زيادة الايمان وتفاضله وانه يزيد وينقص. ولهذا قال تعالى وزدناهم هدى. كما قال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم هذا نص في الزيادة وقال فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا. نص في الزيادة. وقال ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم الى غير ذلك من الايات الدالة على ذلك. وهذا هو معتقد اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ثم قال جل وعلا وربطنا على قلوبهم اه اولا اشار ابن كثير الى مسألة هنا مهمة ما هي ديانتهم هؤلاء الفتية؟ على اي دين كانوا؟ على اي على اي ملة هل كانت النصرانية او كانوا على دين عيسى او كانوا على دين موسى فقال ابن كثير وقد ذكر انهم كانوا على دين عيسى ابن مريم عليه السلام والله اعلم ثم قال والظاهر انهم كانوا قبل ملة النصرانية بالكلية فانهم لو كانوا على دين النصرانية لما اعتنى احبار اليهود بحفظ خبرهم وامرهم لمباينتهم لهم وقد تقدم عن ابن عباس ان قريشا بعثوا الى احبار اليهود بالمدينة يطلبون منهم اشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فبعثوا اليهم ان ان يسألوه عن خبر هؤلاء وعن خبر ذي القرنين وعن الروح فدل هذا على ان هذا امر محفوظ في كتب اهل الكتاب وانه متقدم على النصرانية والله اعلم هكذا قال وهكذا استنبط لكن الحقيقة آآ هذا الاستنباط فيه اشكال لانه مر معنا بالامس ان هذا الخبر انهم ارسلوا الى آآ اليهود ان قريش اخبروا ارسلوا الى اليهود بالمدينة وانهم قالوا اسألوه عن ثلاثة اشياء مر معنا ان هذا الاثر ضعيف انه لا يصح لكن مع ذلك اه ليس ببعيد ما ذهب اليه ابن كثير آآ انه كان في الملة اليهودية اي قبل النصارى. وعلى كل حال هذا ما يترتب عليه شيء. المهم انهم كانوا على الايمان على التوحيد على الاسلام سواء كانوا على ملة موسى او ملة عيسى او ملة غيرهم. قال جل وعلا وربطنا على قلوبهم اذ قاموا ربطنا على قلوبهم. يقول ابن كثير رحمه الله وصبرناهم على مخالفة قومهم ومدينتهم ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيب والسعادة والنعمة فانه قد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف انهم كانوا من ابناء ملوك الروم وسادتهم اه الى اخر كلامه رحمه الله وقال نحوه الطبري قال وربطنا على قلوبهم اي والهمناهم الصبر وشددنا على قلوبهم بنور الايمان وقال القرطبي هي شدة العزم وقوة الصبر وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين ثبتناها يعني ربطنا على قلوبهم قال ثبتناها وقويناها وجعلنا لها رباطا بان جميع قومهم ضدهم والا هذه الاقوال متقاربة يعني كلها تدل على ان الله ربط على قلوبهم يعني الهمهم قبر وثبتهم وقواهم لانهم آآ امام امر عظيم وخالفوا قومهم كلهم. وارادوا قتلهم وارادوا ردهم. قال وربطنا على قلوبهم اذ قاموا اي حين قاموا في قومهم معلنين اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض ربنا هو الله رب السماوات والارض ورب السماوات والارض هو الله لن ندعوا من دونه الها صرحوا بمعتقدهم وعدم عبادة الاصنام فلن ندعوا من دون الله الها لقد قلنا اذا انشططا لقد قلنا اذا دعونا من دونه الها لقد قلنا شططا قال ابن كثير اي باطلا وكفرا وبهتانا وقيل اي قولا مائلا موغلا بالكفر وقيل كذبا وكل ذلك حق. نعم من قال ان مع الله الها اخر فقد قال قولا شططا مائلا عن الحق في الفساد كذبا باطنا لا حقيقة له. لانه لا اله الا الله وحده لا شريك له ثم قال جل وعلا هؤلاء قومنا يعني اخبر انهم قالوا عن قومهم منتقدين ما هم عليه ومتبرئين منه قالوا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة. اتخذوا من دون الله الهة اخرى. وعبدوا غيره معه لولا يأتون عليه بسلطان بين لولا اي هلا يأتي قومنا في عبادتهم من عبدوا من دون الله يأتون عليه بسلطان اي بحجة واضحة صحيحة على انهم يستحقون العبادة وهم لن يستطيعوا ان يأتوا بحجة لا يمكن ولهذا قال فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا هذا من قولهم انهم قالوا من اظلم اي لا احد اظلم ممن افترى على الله الكذب اختلق على الله الكذب وزعم ان معه الهة اخرى وان هناك من يستحق ان يعبد مع الله وانه يجوز صرف العبادة لغير الله. لا احد اظلم منه في هذا الباب. في باب الافتراء والكذب لا احد اكثر افتراء واكذب ممن افترى على الله الكذب. ثم قال واذ اعتزلت قال الامير الشنقيطي رحمه الله اذ هنا للتعليل على التحقيق انها للتعليل والمعنى ولاجل اعتزالكم قومكم الكفار وما يعبدونه من دون الله فاتخذوا الكهف مأوى فاتخذوا الكهف مأوى. اذا واذ اعتزلتموهم كما قال ابن كثير اي فارقتموهم وخالفتموهم باديانكم في عبادة غير الله ففارقوهم ايضا بابدانكم واذ اعتزلتموه وما يعبدون اي والذي يعبدونه الا الله فائوا الى الكهف. هنا تنازع العلماء في الاستثناء هنا. وما يعبدون الا الله هل الاستثناء متصل او منقطع فقال بعض العلماء ان الاستثناء قطع بمعنى لكن فيكون تقدير الكلام لكن الله فاعبدوا واذ اعتزلتموه مما يعبدون يعني اذ ائتزلتم وفارقتم قومكم وفارقتم ما يعبدونه فارقتم عبادتهم لكن اعبدوا الله انتم هذا قول قال الاستثناء من قطع. وقال بعضهم ان الاستثناء متصل والمعنى واذ ائتزلتم قومكم وكل ما يعبدونه الا عبادة الله لان قومهم كانوا يعبدون مع الله الهة اخرى ويعبدون الله فكانوا يعبدون اكثر من اله يعبدون الله ويعبدون غيره معه كما هي حال قريش يعبدون الله ويقرهم بتوحيد الربوبية لكن يعبدون معه الاصنام وبناء على هذا يكون الاستثناء متصل اي اذ اعتزلتموهم فارقتموهم وتركتم ما هم عليه مما يعبدون الا عبادة الله هذا القول فيه نظر الاظهر انه منقطع لماذا لانه مر معنا ان الله جل وعلا قال عنهم قالوا انهم قالوا هؤلاء قوم اتخذوا اتخذوا من دونه الهة من دونه من دون الله يعني ما اتخذوا الله الها ولو كانوا عبدوا الله وعبدوا غيره لقال اتخذوا معه الهة فكلمة من دوني تدل على انهم حصروا عبادتهم بمن دون الله ولم يعبدوا الله فالاظهر ان الاستثناء منقطع وقال بعض المفسرين ان قوله وما يعبدون الا الله قال هذا كلام معترض اخبار من الله سبحانه عن الفتية انهم لم يعبدوا غير الله فتكون ماء على هذا نافية ولكن هذا فيه نظر لان الله اخبر عنهم قبل ذلك بانهم لا يعبدون الا الله اذ قالوا ربه اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها لقد قلنا اذ شططا مرة الخبر عنهم فالاظهر والله اعلم انه استثناء منقطع وتقدير الكلام واذ اعتزلتموهم اي واذ اعتزلتم قومكم وما يعبدون اي وعبادتهم يعني ما يجوز ان تكون مصدرية او موصولة واذا اعتزلتموهم وعباداتهم او ومعبوداتهم او اعتزلتمهم والذي يعبدون الا الله لكن الله فاعبدوا وافردوه بالعبادة فأووا الى الكهف فأووا اي صيروا الى الجبل الى الكاف الى الغار في الجبل ينشر ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من امركم مرفقا. ينشر لكم ان يبسط عليكم رحمة يستركم بها من فوقكم ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من امركم مرفقا يهيئ يعني يسهل وييسر لكم من امركم الذي انتم بصدده وشأنكم مرفقا اي امرا ترتفقون به وقد قرأ نافع وابن عامر مرفقا مرفق بفتح الميم وكسر الفاء والقرأ الباقون مرفق بكسر الميم وفتح الفاء وهما لغتان في الكلمة. يقال مرفق ومرفق مرفق ومر ومرفق لغتان في الكلمة اه وقد ذكر ابن كثير شيئا او شيئا من خبرهم وقصصهم يعني فيه ايضاح لشأنهم لا مانع من ان نتلوه كان مأخوذا من اخبار بني اسرائيل لكن ليس فيه معارضة لظاهر القرآن وهو محتمل. قال اه ذكر غير واحد من من المفسرين من السلف والخلف انهم كانوا من ابناء الملوك وسادتهم وانهم خرجوا يوما في بعض اعياد قومهم وكان لهم مجتمعا في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد. وكانوا يعبدون الاصنام والطواغيت ويذبحون لها وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له دقيانوس بقيانوس وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم اليه فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك وخرج هؤلاء الفتية مع ابائهم وقومهم ونظروا الى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم عرفوا ان هذا الذي يصنعه قوم من السجود لاصنامهم والذبح لها لا ينبغي الا لله الذي خلق السماوات والارض فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه وينحاز منهم ويتبرز عنهم ناحية وكان اول من جلس منهم احدهم جلس تحت ظل شجرة فجاء الاخر فجلس عنده وجاء الاخر فجلس اليهما وجاء الاخر فجلس اليهم وجاء الاخر وجاء الاخر وجاء الاخر. ولا يعرف واحد منهم الاخر وانما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الايمان قال ابن كثير معقبا كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم ورواه البخاري تعليقا عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الارواح جنود مجندة فما تعارف منها منها تلف وما تناكر من اختلف قال والناس يقولون الجنسية علة الظم الجنسية الا تظم يعني يتظام ويجتمع اه فكل جنس الى بعضهم ويميل الانسان الى من يجانسه ويشاكله ثم قال ابن كثير ولغرض انه جعل كل واحد منهم يكتم ما هو فيه عن اصحابه خوفا منهم. ولا يدري انهم مثله. حتى قال احدهم تعلمون والله يا قوم انه ما اخرجكم من قومكم وافردكم عنهم الا شيء. فليظهر كل واحد منكم ما ما فقال اخر اما اما انا فاني والله رأيت ما قومي عليه فعرفت انه باطل وانما الذي يستحق ان يعبد وحده ولا يشرك به شيء هو الله الذي خلق كل شيء السماوات والارض وما بينهما. فقال الاخر وانا والله وقع لي كذلك. وقال الاخر كذلك حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة فصاروا يدا واحدة واخوان صدق فاتخذوا لهم معبدا يعبدون الله فيه فعرف بهم قومهم فوشوا بامرهم الى ملكهم فاستحظرهم بين يديه فسألهم عن امرهم وما هم عليه؟ فاجابوه بالحق ودعوه الى الله عز وجل ولهذا اخبر تعالى عنهم بقوله وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فربطنا وربطنا على قلوبهم اذ قاموا قالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها ولنفي التأبيد اي لا يقع منا هذا ابدا. لان لو فعلنا ذلك لكان باطلا ولهذا قال عنهم لقد قلنا اذا انشططا اي باطلا وكذبا وبهتانا. اه آآ الى ان قال آآ هؤلاء قوم اتخذوا من دونها الهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين. اي هلا اقاموا على صحة ما ذهبوا اليه دليلا واضحا صحيحا. فمن اظلم ممن افترى على والله كذبا يقولون بل هم ظالمون كاذبون في قولهم ذلك فيقال ان ملكهم لما دعوه الى الامام الى الايمان بالله ابى عليهم عددهم متوعدهم وامر بنزع لباسهم عنهم الذي كان عليهم من زينة قومهم واجلهم لينظروا في امرهم لعلهم راجعون دينهم الذي كانوا عليه وكان هذا من لطف الله بهم فانهم في تلك النظرة يعني وقت الانذار والامهال الذي اعطوا اياه فانهم من تلك النظرة اه توصلوا الى الهرب منه والفراري بدينهم من الفتنة ثم قال ابن كثير معلقا وهذا هو المشروع عند وقوع الفتن في الناس ان يفر العبد منهم خوفا على دينه كما جاء في الحديث يوشك ان يكون اه خير اه خير مال احدكم غنما ان يكون آآ خير مال احدكم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. ففي هذه هل تشرع العزلة عن الناس ولا تشرع فيما عداها لما يفوت بها من ترك الجمع الجماعات والجمع قال فلما وقع عزمهم على الذهاب والهرب من قومهم واختار الله تعالى لهم ذلك. واخبر عنهم بذلك بقوله واذ اعتزلتموه وما يعبدون الا الله. اي واذ وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله ففارقوهم ايضا بأبدانكم فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ان يبسط عليكم رحمة يستركم بها من قومكم ويهيئ لكم من امركم مرفقا ويهيئ لكم من امركم الذي انتم فيه مرفقا اي امرا ترتفقون به. فعند ذلك خرجوا هرابا الى الكهف فووا اليه فقدهم قومهم آآ من بين اظهرهم وتطلبهم الملك فيقال انه لم يظفر بهم وعم الله عليه خبرهم كما فعل نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم وصاحبه الصديق حين لجأ الى غير الى غار ثور وجاء المشركون من قريش في الطلب فلم اهتدوا اليه مع انهم يمرون عليه الى اخر كلامه اه رحمه الله اه ثم قال جل وعلا وترى الشمس اذا طلعت تزاوروا عن كهفهم ذات اليمين واذا آآ غربت تقرضهم ذات الشمال اي وترى هذا اخبار من الله عز وجل. الشمس اذا طلعت تزاوروا عن كهفهم. ومعنى تزاور يعني تميل تعدل وتميل عن كهفهم ذات اليمين يعني ذات الجهة اليمنى فيكون الكهف عن شمال الشمس والشمس عن يمين الكهف عن عن ذات الجهة اليمنى واذا غربت الشمس تقرضهم ذات الشمال يعني تتركهم وقيل تدعهم ذات آآ الشمال وقيل تنصرف عنهم قال الشنقيطي تقرضهم من القرض بمعنى القطيعة والصرم اي تقطعهم وتتجافى عنهم ولا تقربهم. اذا اخذ العلماء من هذا ان آآ باب الغاري كان الى الشمال. قال ابن كثير هذا دليل على ان باب هذا الكهف من نحو الشمال لانه تعالى اخبر ان الشمس اذا دخلته عند طلوعها تزور عنه يعني تميل ذات اليمين ان يتقلص الفيء يمنة كما قال ابن عباس وسعيد ابن جبير وقتادة تزاوروا اي تميل وذلك انها كلما ارتفعت في الافق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لا يبقى منه شيء عند الزوال في في ذلك المكان ولهذا قال واذا غربت تقرضهم ذات الشمال اي تدخل الى غارهم من شمال بابه وهو من ناحية المشرق يعني باب الغار اي نعم والغاب وهو يعني الغار من ناحية المشرق لان الشمس الان عند جهة الغروب. قال فدل على صحة ما قلناه وهذا بين لمن تأمنه من لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة وسير الشمس والقمر والكواكب وبيانه يعني بين ذلك انه لو كان باب الغالي من ناحية الشرق لما دخل اليه منها شيء عند الغروب. هنا اخبر انها تقرضهم عند الغروب قال ولو كان من ناحية القبلة يعني من ناحية الجنوب لما دخله منها شيء عند الطلوع ولا عند الغروب ولا تزاور الفيء يمين ولا شمالا ولو كان من جهة الغرب لما دخلته وقت الطلوع بل بعد الزوء نعم بل بعد الزوال ولم تزل فيه الى الغروب فتعين ما ذكرناه ولله الحمد. نعم وهذا هو الصحيح ان باب الغاري كان الى الشمال ليس الى الغرب وليس الى الشرق وليس الى الجنوب قال اه جل وعلا وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم تزاوروا فيها اه قراءات فقرأ ابن عامر تزور على وزن تحمر والمعنى تعدل وتميل. وقرأ نافع وابن كثير وابو عمر وابو عمر تزاوروا بالتشديد تزاوروا وقرأ اهل الكفر بالتخفيف تزاوروا عن كهفهم ذات اليمين يعني من الجهة ذات اليمين لان هناك موصوف محذوف يدل عليه الكلام كأنه يقول الجهة صاحبة اليمين. واذا غربت تقريضهم ذات الشمال يعني تتركهم وتدعهم ذات الشمال وتنصرف عنهم. قال وهم في فجوة منه الفجوة المتسع داخل الكهف ذلك من ايات الله يعني هذا الذي حصل وحال هؤلاء الفتية وما حصل لهم اية من ايات الله يعتبر بها ويهتدى بها ولهذا قال ابن كثير وقد اخبر الله تعالى بذلك واراد منا فهمه وتدبره ولم يخبرنا بمكان هذا الكهف في اي البلاد من الارض اذ لا لنا فيه ولا قصد شرعي وقد تكلف بعض المفسرين فذكروا فيها اقوالا فتقدم عن ابن عباس انه قال قريب من ايلة وقال ابن اسحاق هو عند نينوى وقيل ببلاد الروم وقيل ببلاد البلقاء والله اعلم باي بلاد الله هو؟ ولو كان لنا فيه مصلحة دينية ارشدنا الله تعالى ورسوله اليه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت شيئا يقربكم الى الجنة ويباعدكم الى النار الا قد اعلمتكم به فاعلمنا تعالى بصفته ولم يعلن ولم يعلمنا بمكانه اه ثم قال ذلك من ايات الله حيث ارشدهم تعالى الى هذه هذا الغار الذي جعلهم فيه احياء والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى ابدانهم ولهذا قال ذلك من ايات الله. ثم قال من يهد الله فهو المهتد ومن يضل فلن تجد له وليا مرشدا. اي هو الذي ارشد هؤلاء الفتية الى الهداية من بين قومهم فانه من هداه الله من هداه الله اهتدى ومن اضله فلا هادية له. اذا من يهدي من هداه الله فهو المهتد الى الحق. المصيب له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا يرشده الى الصواب ويهديه الى الحق ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد