الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة الكهف وتحسبهم وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال. وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم توليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا. يقول جل وعلا وتحسبهم ايقاظا. يعني تحسب وتظن اصحاب الكهف اذا رأيتهم اثناء نومتهم التي قصها الله جل وعلا تحسبهم ايقاظ يعني انهم مستيقظون غير نائمين. وهم في الحقيقة وهم رقود. ورقود جمع راقد. والمراد وهم نيام قال ابن كثير ذكر بعض اهل العلم انهم لما ضرب الله على اذانهم بالنوم لم تنطبق اعينهم لئلا يسرعوا اليها البلاء. فاذا بقيت ظاهرة للهوى كان ابقى لها ولهذا قال وتحسبهم ايقاظا وهم رقود. قال وقد ذكر عن الذئب انه ينام فيطبق عينا ويفتح عينا ثم يفتح هذه ويطبق هذه وهو راقد. كما قال الشاعر ينام باحدى مقلتي ويتقي باخرى ويتقي باخرى الرزايا فهو يقضان نائم. اذا ان انك اذا رأيتهم تحسبهم ايقاظ وهم في الحقيقة رقود. وذلك ان اعينهم كانت مفتوحة قال ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال. قال ابن كثير قال بعض السلف قلبون في العام مرتين. وقال ابن عباس لو لم يقلبوا لاكلتهم الارض. وهذه حكمة تقريب البدن لئلا يعني يتأثر لانه لو لم يقلب لتأثر بدنه في الارض تأكله الارض. والان كما هو في الطب الحديث الان آآ المرظى المغمى عليهم الذي في غيبوبة ويمكث مدة طويلة لابد ان يقلب في اليوم اكثر من مرة يحركونه من جانب الى جانب لانه لو بقي على مكان واحد لاسود جلده وآآ طابه يعني مرظ وبلا وقد رأيت انا بعظ كبار السن لا يستطيع يتحرك صار شقه الايمن اسود كأنه قد حرق بالنار. ولذلك الله جل وعلا يقول ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال بدليل على انه يجوز آآ ان ان يقضي المسلم شيئا من وقت في النوم على شماله وان كان السنة ان ينام على يمينه كما في البخاري من حديث البراء كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نام الى فراشه نام على شقه الايمن. وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة فاذا اراد ان يضطجع فليضطجع على شقه الايمن فالسنة هي ان يبتدأ الانسان النوم على شقه الايمن. لكن لو انه تحرك اثناء الليل وانقلب على شقه الايسر فهذا لا حرج فيه. لكن السنة ان ينام على الشق الايمن. ايضا مما ينبغي للمسلم ان ان ينام على بطنه فهذه فان هذه النومة آآ يبغضها الله ولا يحبها جل وعلا ولهذا روى احمد وابن حبان في صحيحه وصححه الالباني ايضا في صحيح الترغيب عن ابي هريرة قال مرة النبي صلى الله عليه واله وسلم برجل مضطجع على بطنه فغمزه برجله وقال ان هذه ضجعة لا يحبها الله. وروى ابو داوود وابن ماجة بسند صحيح عن ابي طخفة قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وانا نائم في المسجد فركضني برجله يعني ظربني وقال ما لك ولهذا النوم؟ هذه نومة يبغضها الله. وفي لفظ عند ابن ماجة هذه ضجعة اهل النار. النوم على البطن او على الوجه فيتجنب مسلم هذه النومة قال ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه اي بالوسيط. باسط ذراعيه اي ماد ذراعيه. بالوسيط قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة الوسيط الفناء. يعني فناء الغار كما تقول فناء البيت. يعني حوش البيت والمتسع الذي ليس هم فيه المتسع بقية الغار الى جهة بابه الخارجي ثم قال ابن عباس في رواية بالباب بالوسيط قال بالباب وقيل بالصعيد وهو التراب قال ابن الصحيح انه بالفناء وهو الباب ومنه قوله تعالى انها عليهم صدى اي مطبقة مغلقة. ويقال وسيط واصيد. آآ قال ربظ كلبهم على الباب كما جرت كما جرت به اعادة الكلاب. وقال ابن جريج يحرص عليهم الباب. وهذا من سجيته وطبيعته. حيث يربط ببابهم كأنه يحرسهم. وكان جلوسه خارج الباب لان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب كما في الصحيح ولا صورة. اذا رجح ابن كثير وهو يعني جدير بالترجيح ان معنى قلبهم باسط ذراعيه بالوصيد يعني كلبهم باسط ذراعيه عند باب الغار. في فناء الغار وبابه من جهة الباب وعند الباب لكن هل هو خارج الباب او دونه او داخله؟ قيل هذا وقيل هذا وهذه عادة الكلب يقوم بحراسة اهلهم. يقوم بحراسة اهله. قال ابن كثير رحمه الله يعني واستنبط مسألة اللطيفة قال وشملت كلبهم بركتهم فاصابه ما اصابهم من النوم على تلك الحال. وهذه فائدة صحبة الاخيار. فانه صار لهذا بذكر وخبر وشأن. نعم. مصاحبة الاخيار خير للانسان لا شك. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. فهذا الكلب البهيمة لما صحب اصحاب الكهف وفروا من قومهم بدينهم خلد الله ذكره وذكره في القرآن. وذكره في كتاب يقرأ الى يوم القيامة. ففيه صحبة الاخيار. فكيف بابن ادم اذا صحب اهل العلم واهل الخير والصلاح ينتفع بذلك انتفاعا عظيما. قال جل وعلا لو اطلعت عليه لوليت منهم فرارا ولا ملئت منهم رعبا. لو اطلعت عليهم وهم نائمون في كهفهم لا آآ وليت منهم فرارا يعني خفت قال ابن كثير اي انه الا القى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر احد عليهم الا هابهم لما البسوا من المهابة والذعر لئلا يدنو منهم احد ولا تمسهم يد لامس حتى يبلغ الكتاب اجله وتنقضي رقدتهم الاشياء التي شاء تبارك تعالى فيهم لما له في ذلك من الحجة والحكمة البالغة والرحمة الواسعة. هذه من حكمة الله انه لو اطلع عليهم انسان لملئ لولى فارا هاربا شاردا منهم ولملئ قلبه منهم رعبا وخوفا لان لا يصل اليهم احد. وهذا كله مما جعله الله جل وعلا لاصحاب الكهف انه فتية امنوا بربهم. ذكر ابن كثير انهم ذكروا اسم كلب فقيل اسمه قطمير وقيل اسمه حمران قال واختلفوا في لونه على اقوال لا حاصل لها ولا طائل تحتها ولا دليل عليها. ولا حاجة اليها بل هي مما ينهى عنه فان مستندها رجم الغيب. نعم. لو كان في ذلك خير لبينه الله لنا. ثم قال جل وعلا وكذلك بعثناهم ليتساءلوا. اي كما ارقدناهم. بعثناهم. ليتساءلوا بينهم اللام هنا هي لام العاقبة. بعثناهم وكان عاقبة امرهم انهم لما بعثوا قال قائل منهم كم لبثتم؟ سألوه يعني كم لبثنا؟ لما استيقظوا من النوم؟ قالوا لبثنا يعني قال بعضهم لبعض لبثنا يوما او بعض يوم وذلك انه يقال انهم ناموا منتصف النهار وانتبهوا آآ يعني يعني انتبهوا ناموا اول النهار وانتبهوا له نصفه فلما استيقظوا منهم من قال نمنا يوما كاملا ومنهم من قال لا نصف يوم فمن ظن رأى انه في وسط النهار قال نحن ما نمنا الا نصف النهار نمنا من اول هاروا الان نصف النهار. ومنهم من قال لا نمنا يوما كاملا. والله اعلم على كل حال هم لم يناموا يوما ولا يومين بل ناموا ثلاث مئة وتسع سنوات بالتأريخ الهجري. اه قال آآ قالوا لبثنا يوما او بعض يوم قالوا ربكم اعلم بما لبثتم الله اعلم كم لبثتم؟ فابعثوا احدكم بورقكم هذه الى المدينة. طلبوا من احدهم وطلبوا ان يبعثوا واحدا منه بورقهم والورق هو الذهب هو الفظة. الورق هو الفظة. فطلبوا واحدا منهم يأخذ فظة كانت معه ويذهب الى المدينة. هنا قال العلماء لي جواز الوكالة لانه يعني يؤخذ من هذا جواز الوكالة لانه وكلوا واحدا منهم لشراء الطعام. وقالوا فيه جواز الشركة لانهم كانوا مشتركين في في الفضة وفيه جواز خلط الرفقاء وفيه جواز خلط الرهق طعامهم وفيه جواز خلط الرفقاء طعامهم واكل بعضهم مع بعض. فبعثوا واحدا منهم الى المدينة والمدينة المراد مدينتهم المراد مدينتهم التي اخرجوا او التي خرجوا منها الالف واللام في المدينة هنا للعهد. يعني المدينة المعهودة التي كنا خرجنا منها. فلينظر ايها ازكى طعاما فلينظر اذا جاء هناك ايها ازكى طعاما. قال بعضهم ازكى طعاما اي اطيب طعاما لكونه حلالا. وقال بعضهم ازكى طعاما اي اكثر. فلينظر ايها ازكى عاما بل يأتكم برزق منه. يشتري بهذه الورق وهذه الفضة. شيئا من هذا الطعام الطيب الازكى وليتلطف وليشعرن بكم احدا. وليتلطف قال الطبري وليترفق في شرائه ما شرى وفي طريقه ودخوله الى المدينة. حتى لا ينتبه اليه. قال ولا يشعرن بكم احدا اي ولا يؤلمن ولا يخبرن بكم احدا اذا سألوه عنكم اذا هذه للرسول الذي بعثوه ليشتري لهم الطعام. وهذا من باب الاخذ بالاسباب. حتى لا يدل عليهم فيأتيهم العدو فيقتلونهم. قال انهم ان يظهروا عليكم. هذه هي هذا التعليل علة عدم علة الامر بالتلطف وعدم اشعار احد لان لا يظهروا عليكم لان هم ان يظهروا عليكم يرجو منكم. معنى يظهر عليكم يعني يطلع عليكم ويعلم بمكانكم. يعني اهل المدينة لو بذلك. يرجموكم يقتلوكم بالرجم. بالحجارة. او يعيدوكم في ملتهم. او يعيدوكم يعني يردوكم الى ملتهم الى ملة الكفر. ولن تفلحوا اذا ابدا. لن تفلحوا اذا رجعتم الى دينهم لانه والعياذ بالله هو الكفر. والكافر منفي عنه الفلاح. ابدا. ثم قال جل وعلا كذلك اثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق. فكذلك اثرنا عليهم اي اقلعنا عليهم الناس. وقيل اي كما ارقدناهم وايقظناهم بهيئاتهم اطلعنا عليهم اهل ذلك الزمان. ليعلموا ان وعد الله حق. ليعلموا. الضمير راجع على اهل ذلك الزمان فقد ذكر غير واحد من السلف انه كان قد حصل لاهل ذلك الزمان كن في البعث وفي امر القيامة. وقال عكرمة كان منهم طائفة قالوا تبعث الارواح ولا تبعث الاجساد. فبعث الله اهل الكهف حجة ودلالة واية على ذلك انه لما اراد احدهم الخروج ليذهب الى المدينة في شراء شيء لهم ليأكلوه تنكر فخرج يمشي في غير الجادة حتى انتهى الى المدينة وذكروا ان ان اسمها دقسوس دقسوس بالسين وهو يظن انه قريب العهد بها. وكان الناس قد تبدلوا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل امة بعد امة وتغيرت البلاد ومن عليها كما قال الشاعر اما الديار فانها كديارهم وارى الرجال وارى رجال الحي غير رجاله نعم هذا من كلام ابن كثير ما اورده ابن كثير قال فجعل لا يرى شيئا من معالم البلد التي يعرفها ولا يعرف احدا من اهلها. لا خواصها ولا عوامها فجعل يتحير في نفسه ويقول لعل بي جنونا او مسا او او انا حالم ويقول والله ما بي شيء من ذلك. وان عهدي بهذه البلدة عشية امس على غير هذه الصفة ثم قال ان تعجيل الخروج من ها هنا لاولى لي. لازم اخرج بسرعة حتى لا يصدر مني شيء يعرفونني قال ثم عمد الى رجل ممن يبيع الطعام فدفع اليه ما معه من النفقة. وسأله ان يبيعه بها طعاما فلما رأها ذلك الرجل انكرها وانكر ظربها يعني لما رأى النقود الورق الفظة فدفع الى جاره وجعلوا يتداولونها بينهم ويقولون لعل هذا قد وجد كنزا فسألوه عن امره ومن اين له هذه النفقة لعله وجدها من كنز؟ ومن انت؟ فجعل يقول انا من اهل هذه المدينة وعهدي بها عشية امس وفي فيها دقيانوس فنسبوه الى الجنون. الامير الملك الذي اراد قتلهم قبل ثلاث مئة سنة قال فنسبوه الى الجنون فحملوه الى ولي امرهم فسأله عن شأنه وعن امره حتى اخبره بامره. وهو متحير في حاله وما هو فيه. فلما اعلمهم بذلك قاموا معه الى الكهف. متولي البلد يعني امير البلد واهلها انتهى بهم الى الكهف فقال دعوني حتى اتقدمكم في الدخول لاعلم اصحابي. فيقال انهم لا يدرون كيف ذهبا فيه كيف فذهب فيه واخفى الله عليهم خبره ويقال بل دخلوا عليهم ورأوهم وسلم عليهم الملك واعتنقهم انا مسلما فيما قيل واسمه تيدوسيس. ففرحوا به وانسوه الكلام ثم وسلموا عليه وعادوا الى مضاجعهم وتوفاهم الله عز وجل فالله اعلم هكذا يعني قالوا ذكروا قصتهم وهي من اخبار بني اسرائيل لكن لا لا مانع من ذكرها لانه لا شك انه بهم اهل قريتهم ولا شك ان احدهم ذهب الى المدينة لكن التفاصيل ما عندنا فيها شيء ولا حكاية ما يذكر من اخبار بني اسرائيل في هذا لا لا حرج ان شاء الله فيه كما سيأتي ان الله حكم عدد اصحاب الكهف وهذا من اخبار بني اسرائيل. وذكر الاقوال التي قيلت اه نعم قال ليعلموا ان وعد الله حق وان الساعة لا ريب فيها. يعني ليعلموا ان وعد الله حق. يعني في امر القيامة فكانوا اولئك الناس فمن مثبت لها ومن منكر فجعل الله ظهورهم على اصحاب الكهف حجة لهم وعليهم. وعند ذلك فقال ابنوا عليهم بنيانا. قال وان الساعة لا ريب فيها. لا شك في الساعة. ووقوعها وانه حق لا مرية فيه وانه حاصل ولا بد. لا ريب فيها اي لا شك فيها اذ يتنازعون بينهم. اه قال العلامة ابن عثيمين اذ متعلقة باعثرنا يعني في اول الاية تقدير الكلام اي اعثرنا عليهم حتى تنازعوا امرهم بينهم. ان اتركهم ام نبني عليهم؟ اذ يتنازعون بينهم امرهم. فقالوا ابن عليهم بنيانا. ربهم اعلم لانهم ماتوا فقالوا ابنوا على مكانهم بنيانا وربهم اعلم بهم ويتولى امرهم. قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. وقيل ان الذين غلبوا على امرهم كانوا مسلمين وقيل بل كانوا كفارا وكانوا هم رؤوس الناس وسادتهم ولعل هذا هو الاظهر لان المؤمنين لا يبنون مسجدا على القبور لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وهذا وان كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله وهو بعدهم مجيء النبي صلى الله عليه وسلم. لكن لعن اليهود والنصارى لانهم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد على ذلك الفعل القبيح. والدليل انهم ما كان يجوز لهم ان يبنوا ولا ان يتخذوا وان انبياؤهم قد حذروهم من ذلك. لان اللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله فلو كانوا ما امروا بذلك وما شرع لهم ذلك كيف يلعنون على امر لم يحرم عليهم ولم ينهوا عنه؟ قال الذين غلبوا على امرهم ان ان عليهم مسجدا فاتخذوا مسجدا على قبورهم. ولكن ليعلم المسلم انه لا يجوز اتخاذ القبور ان اتخاذ المساجد على القبور. فان هذا من انكر المنكر واعظم المنكر. ويكفي ان ان النبي قال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. فلا يجوز بناء المساجد على القبور بل ولا يجوز الصلاة عند ولا داخل المقبرة فان هذا امر محرم ولا يجوز ومن فعله فهو اثم عليه التوبة الى الله جل على من ذلك الفعل. ثم قال جل وعلا سيقولون ثلاثة كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلب قل ربي اعلم بعدتهم مما يعلمهم الا قليل فلا تماري فيهم الا مراءا ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم احدا. سيقولون يعني سيقول الناس بعد ذلك عدد اصحاب الكهف ثلاثة ورابعهم كلبهم. هذا طائفة من الناس. وسيقول طائفة اخرى عددهم خمسة وسادسهم كلبهم وكلا هذين القولين رجما بالغيب. يعني قولا بلا علم ولا يقين. وهذا ابطال من الله لهذا القول فهذان القولان خطأ. وهذا كما قدمنا فيه جواز حكاية اخبار بني اسرائيل واقوالهم لان من المفسرين من اعرض تماما عن اخبار بني اسرائيل. محمد رشيد رضا وكذلك الطاهر ابن عاشور. ومنهم من اكثر من ذلك مثل الثعلب والطبل بريء ومنهم من توسط فترك الكثير وذكر اشياء وعلق عليها كابن كثير رحمه الله فهو فارس الميدان في هذا الباب وان كان قد فاته بعض الاشياء لان الكمال لله. فتجوز حكاية امورهم لكن الباطل يبطل. ولهذا جل وعلا ذكر قولين باطلين فقال عنهما ردما بالغيب. هذا كله رجم كذب. قول بلا بينة ولا علم ثم قال ويقولون سبعة اثامنهم كلبهم وسكت عن هذا. سكت عن هذا القول ولم يقل رجما بالغيب. ولهذا قال ابن عباس عند قوله بعد ذلك قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل قال انا من القليل الذي يعلم عدتهم هم سبعة منهم كلبهم. وصح هذا عن ابن عباس. لماذا؟ اصحاب هذا القول قالوا لان الله لما ذكر القولين الباطلين ان ابطلهما وذكر القول الصواب وسكت عنه. فسكوته عنه دليل انه هو القول الصواب وان عددهم سبعة سبعة رجال وثامنهم قال جل وعلا قل رب اعلم بعدتهم قل يا نبينا للناس ربي اعلم بعدتهم جل وعلا ما يعلمهم الا قليل لا يعلم عدتهم الا قليل من الناس. فلا تماري فيهم الا ميرا ظاهرا. اي لا تجادل في شأنهم الا سهلا هينا فان العلم بذلك لا يترتب عليه كبير فائدة. قاله ابن كثير رحمه الله فلا تماري فيهم الا مراءا ظاهرا ولا تستفتي فيهم منهم احدا. لا تستفتي باهل الكهف اي بشأنهم لا تستفتي احدا من الناس سواء من اهل الكتاب او من غيرهم. لا لا تستفتيهم في حالهم ومكانهم قاله شيخنا الشيخ ابن عثيمين لانهم لا علم لهم بذلك. ثم قال جل وعلا ولا تقولن بشيء اني فاعل ذلك غدا. هذا كما قال ابن كثير ارشاد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم الى الادب. في فيما اذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل. ان يرد ذلك الى مشيئة الله عز وجل علام الغيوب. الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم لو كان كيف يكون كما ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال قال سليمان ابن داوود عليه لاطوفن الليلة على سبعين امرأة. وفي رواية على تسعين امرأة. وفي رواية مائة امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله. فقيل له وفي رواية فقال له الملك قل ان شاء الله فلم يقل فطافت بهن فلم تلد منهن الا امرأة واحدة نصفا انسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال ان شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته. وفي رواية ولقاتلوا في سبيل الله فرسانا اجمعين. آآ ثم قال وقد تقدم في اول السورة ذكر سبب نزول هذه الاية في قول النبي صلى الله عليه وسلم يعني ان اليهود قالوا اسألوه عن فتية عن ثلاث عن فتية ذهبوا في الدهر الاول وعن رجل طواق وعن الروح ولكن ذكرنا ان ذاك الاسناد اللي ذكره ابن اسحاق ظعيف لان فيه رجل مجهول ولا يصح سنده اولئك يكون هذا آآ ليس له سبب آآ ابتدائي يعني له ليس له سبب معين لكن الله ابتدأ بيان لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو ارشاد له ولامته. فينبغي للانسان اذا اراد ان يفعل شيئا ان يقول ان شاء الله. قال ولا لا تقلن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله. يعني رد المشيئة الى الله الاستثناء. الامور اذا اردت امر تقول انا غدا ساسافر ان شاء الله. انا غدا ساحضر عند فلان. سالقي الدرس الفلاني سازور كذا. قل ان شاء الله استثني. ارشاد من الله جل وعلا. قال واذكر ربك اذا نسيت. واذكر ربك اذا نسيه قال بعض المفسرين واذكر ربك اذا نسيت الاستثناء ونسيت يحتمل هنا انه النسيان هو السهو والغفلة. قالوا فاذا تذكرت فاستثني. قال ومن ذلك الحلف الاستثناء بالحلف. الانسان لو قال والله لا افعلن كذا ان شاء الله فانه ان لم يفعل لا يحنث ولا شيء عليه ولا كفارة عليه. فقالوا يستثني متى ما ذكر؟ يعني لو انه حلف اليوم مثلا لا يصلين الجمعة مثلا في المسجد النبوي فتذكر غدا يوم الخميس فقال والله لاصلين في المسجد النبوي ان شاء الله. قالوا يقول ان شاء الله ولا يأثم. يرتفع عنه الاثم. طيب لو انه ما ذكر الا بعد يوم الجمعة ذكر يوم السبت قالوا كذلك يقول ان شاء الله فيرتفع عنه الاثم ويبقى عليه الكفارة. وبعضهم قال هذه في الامور كلها وبعضهم قال لا النسيان هنا بمعنى آآ الترك واذكر ربك اذا نسيت اذا تركت هنا وقال ابن كثير يحتمل ايضا ان يكون هذا امر للعبد اذا نسي اذا نسي اي امر من الامور يقول يذكر ربه يذكر ربه قال ويحتمل وهذا قول ابن كثير قال ويحتمل في الاية وجه اخر وهو ان يكون الله تعالى قد ارشد من نسي في كلامه الى ذكر الله لان النسيان منشأه من الشيطان كما قال فتى موسى وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره. وذكر الله تعالى يطرد الشيطان. فاذا الشيطان وذهب النسيان فذكر الله تعالى سبب للذكر ولهذا قال واذكر ربك اذا نسيت. وهذا كلام جميل يعني انت اذا نسيت امر تريد تذكر حديث او تذكر امر استغفر انا نسيت ماذا ماذا كنت اريد ان اقول؟ قال قل لا اله الا الله اذكر ربك ولهذا بعض الناس الان اذا نسي الانسان قال صلي على النبي او يقول اللهم صلي على محمد يريد يستذكر نقول لا اذكر ربك الله جل وعلا قال واذكر ربك اذا نسيت. لا اله الا الله سبحان الله لا اله الا الله. فهذا يبعد عنك الشيطان. قال جل الا وقل عسى ان يهديني ربي لاقربا من هذا رشدا. قال ابن كثير اي اذا اذا سئلت عن شيء لا تعلمه فاسألوا الله تعالى فيه وتوجه اليه في ان يوفقك للصواب والرشد في ذلك وقل غير ذلك وقيل غير ذلك في تفسيره والله اعلم. وقال الشوكاني رحمه الله آآ ورحم ابن كثير وجميع اهل العلم وجميع المسلمين قال المشار اليه بقوله هذا لاقرب من هذا هو نبأ اصحاب الكهف اي قل يا محمد عسى ان يوفقني ربي لشيء اقرب من هذا النبأ من الايات والدلائل الدالة على نبوتي. وقال الطبري قبله يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لعل الله يهديني فيسددني باشد مما وعدتكم واخبرتكم انه سيكون ان ان هو شاء وقيل ان ذلك كمما امر النبي ان يقوله اذا ان يقوله اذا نسي الاستثناء في كلامه يعني اذا نسي يقول هذا الكلام يذكر ربه ويقول عسى ان يهديني ربي لاقرب من هذا رشدا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد