بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في الاية الخمسة والعشرين من سورة الكهف ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا. اه هذه الاية في سياق ما اخبر الله جل وعلا به عن اصحاب الكهف وانه جل وعلا اه انامهم اه مدة طويلة وفي هذه الاية آآ جاء بيان هذه المدة التي انامهم الله فيها. فقال ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا. لبثوا يعني مكثوا وبقوا في كهفهم بالكهف الذي آآ او اليه وهو الغار في الجبل ثلاثمائة سنين. سنين تمييز. وازداد تسعة. فهنا يقال كم لبثوا؟ هل هم لبثوا ثلاثمئة؟ او لبثوا ثلاث مئة وتسع سنين قال اهل العلم ان اصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنة بالشمس بالحساب الشمسي. لان الحساب الشمسي اه يكملون السنة يجعلون السنة ثلاث مئة واربعة وستين يوما. اه وثلاث مئة وتسعة بالقمري. بالقمري بالهلال لان الحساب الان نوعان اما ان يعتمد فيه على الشمس وهذا يعني يجعلون السنة كاملة ولهذا الان ما يسمى الميلادي ثابت لا يتغير الشتاء دائما في وقت واحد والصيف في وقت واحد واما النوع الثاني من حساب وهو ما يسمى بالقمري او الهلالي المتعلق بطلوع الهلال في كل شهر نبدأ بالطلوع من جهة من جهة المغرب فيهل الهلال ويحسب. والهلالي قال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا مرة يصبح تسعا وعشرين ومرة يكون ثلاثين. ابدا اما تسع وعشرون يوما واما ثلاثون يوما. بينما الشمسي او الميلادي الان احيانا يكون ثمانية وعشرين يوما واحيانا تسع وعشرين يوما واحيانا ثلاثين يوما واحيانا واحدا وثلاثين يوما والهلالي في الحقيقة هو الذي تنضبط به الامور. ولهذا قال جل وعلا يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج. قال شيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين لولا الاشهر الهلالية لاختلطت الدنيا اختلطت الدنيا. الشمس كل يوم تطلع طلوعها واحد. لكن الهلال لا. في اول الشهر يبدو ضعيفا ثم يقوى حتى اذا جاء منتصف الشهر صار بدرا ثم يضعف يضعف فاذا بدأ من جديد خرج من جهة المغرب هذا شهر جديد فالامور منضبطة وعلى كل حال يقول العلماء لان الشمس لان الحساب الشمسي او السنة الشمسية تكمن ثلاث مئة واربعة وستين يوما. بينما الهلالي او الشمس السنة القمرية قد تكون ثلاث مئة واربعة وخمسين يوما. وقد تكون اكثر وقد تكون اقل ولهذا يحصل نقص عن الشمس عن السنة الشمسية فكل مائة انا شمسية يقابلها زيادة ثلاث سنوات في في السنة القمرية فمثلا بعد مئة سنة من اليوم بعد مئة وثلاث سنوات من اليوم يكون مئة سنة شمسية ومئة ومائة وثلاث سنوات قمرية هلالية. اذا بناء على هذا فانهم مكثوا ثلاث مئة سنة بالتقويم الشمسي. وبالهجري الان يسمونه الهجري. او بالهلال او بالقمر مكثوا ثلاثمائة وتسع سنوات لان كل مائة سنة شمسية يقابلها زيادة ثلاث سنوات في القمرية اي مئة وثلاث سنوات وهذه ثلاثمائة شمسية اذا تساوي ثلاثمائة وتسع سنوات بالقمر بالهلال بالهجري اذا فهذا من اعجاز القرآن ان الله جل وعلا اخبر عن مدة مكثهم اه بالسنة الميلادية او بالسنة الشمسية وبالسنة آآ القمرية الهلالية. قال جل وعلا قل الله اعلم بما لبثوا. المشهور عن عند اهل العلم آآ ان هذا تأكيد انهم مكثوا ثلاثمائة سنة شمس وثلاث مئة وتسع سنوات بالقمري. ولهذا يقول ابن كثير اي اذا سئلت عن لبثهم وليس عندك علم في ذلك توقيف من الله تعالى فلا تتقدم فيه بشيء. بل قل في مثل هذا الله اعلم بما لبثوا له غيب السماوات والارض لا يعلم ذلك الا هو او من اطلعه الله عليه من خلقه. آآ قال ثم قال ابن كثير وهذا الذي عليه غير واحد من علماء التفسير كمجاهد وغير واحد من السلف والخلف. وزاده الشيخ ابن عثيمين بيانا فقال قوله الله اعلم بما لبثوا من باب التوكيد. اي توكيد الجملة انهم لبثوا في في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا والمعنى قل الله اعلم بما لبثوا وقد اعلمنا وقد اعلمنا انهم لبثوا ثلاثة مئة سنين وازدادوا تسعا. وما دام الله اعلم بما لبثوا فلا قول لاحد بعده. اذا قوله الله اعلم بما لبثوا تأكيد انهم لبثوا ثلاثمائة ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا. فالله جل وعلا اعلم بمقدار لبثهم فهو خبر من الله جل وعلا. واكد ذلك بقوله الله اعلم بما لبثوا. ولهذا اخبر من شاء من عباده بعلمه عن وذهب قتادة الى ان معنى الاية ان الله ان قوله ولبثوا في كان فيهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا ان هذا قول اهل الكتاب. اهل الكتاب يقول لبثوا ثلاث مئة ثلاث مئة سنة ازدادوا تسعا فرده الله وابطله واكذبه وقال قل الله اعلم بما لبثوا. يعني ليس لبثهم ثلاث مئة وتسع سنين وهذا الذي قاله فيه نظر كما قال آآ كما قاله ابن كثير ورد عليه ابن كثير ورد عليه احتجاجه بقراءة ابن مسعود آآ لان في قراءة آآ ابن مسعود وقالوا ولبثوا وقالوا لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنينا يعني فيه زيادة كلمة وقالوا فكأن هذا من قول اهل الكتاب. فرد ابن كثير هذا بان هذه قراءة شاذة ضعيفة لا تعارض بها القراءة المتواترة الصحيحة. وهذا هو الصواب ان شاء الله ان قوله قولي الله اعلم بما لبثوا. آآ تأكيد لما اخبر به انهم لبثوا ثلاثمائة وازدادوا تسعا كما ذكرنا قول اهل العلم في ذلك. قال جل وعلا قل الله اعلم بما لبثوا له غيب السماوات والارض. اي لهما غاب في السماوات والارض. او له علم غيب السماوات والارض الى القولين حق فله جل وعلا علم ما غاب في السماوات والارض وله ايضا كل ما غاب في السماوات والارض كل ذلك له جل وعلا لان علمه محيط بكل شيء هو علام الغيوب. ثم قال جل وعلا ابصر به واسمع قال الطبري اي ابصر بالله واسمع وذلك بمعنى المبالغة في المدح. كأنه قيل ما ابصره اسمعه وتأويل الكلام ما ابصر الله ما ابصر الله لكل موجود واسمعه لكل مسموع لا يخفى عليه من ذلك شيء قال ابن كثير انه لبصير بهم سميع لهم. وقال آآ شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ورحم الله جميع العلماء وجميع المسلمين قال ابصر بهم ابصر به واسمع هذا نسميه النحويون فعل تعجب. ابصر به بمعنى ما ابصره. واسمع بمعنى ما اسمعه وهو اعلى ايكون في الوصف وهو اعلى ما يكون في الوصف. اي فهو جل وعلا البصير بكل شيء السميع بكل شيء جل وعلا قال ما لهم من دونه من ولي اي ليس لاحد من دونه ولي. هذه الولاية اما وليس الولاية الخاصة للمؤمنين للانبياء ولاتباع الانبياء. فالجميع وليهم الله هو الذي يتولى شؤونهم ويدبرهم ويصرفهم ويجرون على احكامه فليس لهم من دونه ولي ولا يشرك في حكمه احدا جل وعلا لا يشرك في حكمه احدا يشاركه فيأمر معه وينهى يشرع والحكم هنا يشمل الحكم الكوني والحكم الشرعي. فالحكم لله وحده لا شريك له. والناس يجرون على حكمه الكون الازلي وكذلك هم مأمورون بالالتزام بحكمه الشرعي وما شرع لهم جل وعلا. وقوله احدا هنا نكر في سياق آآ النفي ولا يشرك في حكمه احدا فدل على العموم وانه لا يشركه احد لا ملك مرسل ولا نبي لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا احد من الخلق ثم قال جل وعلا آآ واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك. يقول ابن كثير يقول الله تعالى امرا رسوله صلى الله عليه واله وسلم بتلاوة كتابه العزيز وابلاغه الى الناس لا مبدل لكلماته اي غير مغير لها ولا محرف ولا اول اذا يأمر الله عز وجل النبي بتلاوة آآ كتاب ربه والمراد انه يأمره بان اقرأ القرآن لان كتاب ربك هو القرآن. وهذا فيه دليل آآ انه ان انه يجب ان يتلى القرآن على الناس يتلى عليهم فالعرب الذين يفهمون دلالته هذا يكفيهم لكن لابد ان يتلى عن الناس وما اشكل عليهم يفسر والعجم او من لا يحسن معنى التفسير ايضا يفسر له ويبين. فان هذا القرآن هذا الكتاب هو عمدة الحق. الله انزله ليبين الحق ويفصل بالحق. ويدل على الخير ويحذر من الشر. فلا سعادة للبشرية الا به والا بالعمل به. ولا يمكن العمل به الا بفهم معناه وتفسيره حتى يعمل الناس بما امرهم الله به ويجتنبون ما نهاهم عنه. ولهذا اه لابد الانسان ان يتلو القرآن هو بنفسه ويتدبر ويتأمل ما يقرأ حتى ويقرأه ايضا على الناس ويفسره لهم ويبين لهم حتى يعرفوا احكام الله جل وعلا. قال لا مبدل لكلماته اي لا مغير ولا محرف ولا مؤول لكلام الله جل وعلا. لماذا لانه يقول انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. لا احد يستطيع ان يبدل او يغير. فاتلوا هذا القرآن على الناس فهو وكلام الله حقا لم يغير ولم يبدل ولم يحرف هو اليوم كما انزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بالامس. لم يزد ولم ينقص قال جل وعلا ولن تجد من دونه ملتحدا اي لن تجد من دون الله ملتحدا قال مجاهد متحدا ملجأ لن تجد من دونه ملجأ وقال قتادة وليا ولا مولى لن تجد متحدا يعني لا لا تجد وليا ولا مولى. وقال ابن جرير يقول وان انت يا محمد لم تتل ما اوحي اليك من كتاب ربك بك اي فانه لا ملجأ لك من الله. كما قال تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. وان لم تفعل فما بلغت تاني سألته والله يعصمك من الناس وقال تعالى ان الذي فرظ عليك القرآن لرادك الى معاد. اي سائلك عما فرض عليك كم من ابلاغ الرسالة اذا واذا فكان المعنى على ما ذهب اليه ابن جرير ان المعنى بلغ ما اوحي اليك من كتاب الله وهذا الكتاب لا مبدل ولا مغير له فان لم تفعل ولم بلغ فلن تجد لك من دون الله ملتحدا لن تجد من دون الله وليا يتولاك. ولن تجد من دونه احدا ينفعك او يضرك فلابد ان تقوم ان تقوم بابلاغه وبيانه. ثم قال وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين اي يعني لن تجد ايها النبي من دون الله متحدا اي احد تميل اليه او تلجأ اليه. وهنا ذهب يعني الى المعنى اللغوي والمعنى الاستلاحي كما اشرنا اليه. ثم قال جل وعلا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي. واصبر نفسك اي احبسها مع هؤلاء الذين يدعون الله مسألة ودعاء عبادة واجلس اليهم وقوي عزائمهم قال ابن كثير اي اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله. سواء كانوا فقراء او او اقوياء او ضعفاء يقال انها نزلت في اشراف قريش حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء اصحابه كبلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود اولئك بمجلس على هدى على حدة نهاه الله عن ذلك فقال ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. وامره ان يصبر نفسه ومع الجلوس مع هؤلاء. فقال واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه سبحانه وتعالى اه وهذا فيه فضيلة الجلوس مع اهل الخير والذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ولهذا يعني على المسلم ان يجالس امثال هؤلاء. وهذا من انفع ما يكون للعبد ومن اثبت ما يكون له على دين الله كثير من الناس يقول انا اخشى ان اضعف ايماني اخشى انني اترك الالتزام. نقول عليك بمجالس الذكر. عليك بمجالسة اهل الخير والصلاح عليك بمجالسة الذين يذكرون الله في الصباح والمساء. ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في عنده. وقال جل وعلا اه ان لله ملائكة سياحين يطوفون الارض فاذا جاءوا حلق الذكر آآ قالوا وجدتم بغيتكم فارتعوا او فارتعوا. وجاء ايضا ان آآ ان اهل مجالس الذكر آآ يقال لهم في اخر مجلسهم قوموا مغفورا لكم فيقال يا ربنا عبدك فلان انما جاء لحاجة فيقول وله قد غفرتهم القوم لا بهم جليسهم وكذلك في قصة النفر الثلاثة الذين جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع اصحابه جالسا فاما احدهما فوجد مكانا فرجة فدخل فيه والاخر فاستحيا وجلس خلف الصف فاستحيا الله منه والاخر اعرض فاعرض الله عنه. بهذا تحيا القلوب وبهذا يثبت الانسان على الايمان مجالسة الذين يذكرون الله وقوله جل وعلا الذين يدعون ربهم بالغداة وهو اول النهار ومنه صلاة الفجر صلاة الغداة. والعشي وهو اخر النهار. يعني من النصف الثاني من النصف الثاني من النهار بعد زوال الشمس الى اخر النهار هذا كله هو العشي. ثم قال جل وعلا يريدون وجهه هذا نص على انهم لابد ان يكونوا مخلصين مخلصين في عبادتهم يريدون وجه الله جل وعلا وقد ذكرنا مرارا ان العبادة آآ آآ لا تقبل الا بشرطين ان يقصد بها صاحبها وجه الله جل وعلا هذا الشرط الاول ونص عليه هنا يريدون وجه الله والشرط ثاني ان يكون متابعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يكون على هديه وطريقته ومنهجه. صلى الله عليه واله وسلم آآ ومن هنا نعلم ان المجالس التي يحرص عليها هي مجالس الخير. مجالس الصالحين مجالس الذين يكونون على هدي النبي صلى الله عليه واله وسلم على منهج السلف الصالح وطريقة السلف الصالح. لا مجالس في المبتدعة ولا مجالس الصوفية. ولا مجالس اهل الخلط واهل الابتداع الذين يأتون بطرق ما كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه. فالمراد الحرص على مجالس الصالحين مجالس المهتدين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم السائرين على طريقه. ومن اعظم هذه المجالس مجالس العلماء. الذين يبينون كتاب الله ويبينون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يبينوا للناس ما اشكل عليهم هذه هي المجالس التي تحيا بها القلوب وتقرب الى الله جل وعلا ثم قال جل وعلا ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا قال ابن كثير رحمه الله اه قال ابن عباس ولا تجاوزهم الى غيرهم او ولا تجاوزهم الى غيرهم. تطلب بدلهم اصحاب الشرف والثروة. وقال اه بعض اهل العلم او قال الشيخ ابن عثيمين اي لا تتجاوز عيناك عن هؤلاء السادة الكرام عن هؤلاء السادة الكرام تريد زينة الحياة الدنيا. اذا لا تعدو عيناك عنهم الى غيرهم. لا تتعدى عينك تتجاوز ترغب في مجالس لغير هؤلاء من اصحاب الدنيا. ولهذا قال تريد زينة الحياة الدنيا. وزينة الحياة الدنيا قيل هي مجالسة اهل والغنى فالقصد انك احرص على مجالسة هؤلاء الذين يذكرون الله في الغداة والعشي ولا تتعدى عينك تتجاوز وترغب في مجالسة اهل الشرف واهل المال واهل زينة الحياة الدنيا. لان هذا يكاد يكون شيء فطرة في النفوس محبة مجالسة الاغنياء واصحاب الشرف واصحاب الجاه فاياك ان تعدو عيناك لان هذا هو السعادة واذا كان الله قال هذا لنبيه صلى الله عليه واله وسلم مع انه المعصوم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فنحن من باب اولى واحرى فان مجالسة اهل الصلاح واهل الخير تحيي القلوب ومجالسة اهل الدنيا واهل المال واهل الجاه واهل الغفلة تسبب للانسان غفلة واعراض عن الله وتطلع الى الدنيا المحاولة ان يحصل على مثل ما حصلوا عليه في صرفه او يشغله عن الاقبال على الله جل وعلا. ثم قال جل وعلا ولا تطع من اغفل قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. يقول ابن يقول ابن كثير رحمه الله ولا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا اي من شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا وكان امره فرطا اي اعماله وافعاله سفه وتفريط وضياع. ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته ولا بما هو فيه كما قال تعالى ولا تمدن عينيك الى ما به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق خير وابقى. قال اه الامير الشنقيطي نعم. اه نعم ولا تطع من اغفلنا ذكره عن قلبنا. قال بعض اهل العلم اي عن كثرة اغفلنا قلبه عن ذكرنا قال عن كثرة ذكر وقيل اغفلنا قلبه عن العمل بالقرآن. نعم يا اخوان الذي اغفل الله قلبه عن ذكر الله هذا لا خير فيه. لا لا لا تغشاه ولا يكن من جلسائك. لان قلبه غافل. والقلب اما ان يكون فيه ذكر الله واما ان يكون فيه ذكر غيره قلبه السعيد هو الذي امتلأ بذكر الله. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. اذكروا الله ذكرا كثيرا الله كثيرا والذاكرات هذا هو الذي يغضب. والانسان لابد ان يذكر فاما ان يذكر الله واما ان يذكر غيره. وهو لما غلب عليه منهما وهو لما غلب عليه منهما. قال جل وعلا واتبع هواه وكان امره فرطا. اي اتبع ما تميل اليه نفسه وتهواه من الشر. لان النفس تحب الدنيا تحب الزينة. تحب النساء تحب تحب تحب من غير ذكر الله عز وجل فهذا في الحقيقة انما اتبع هواه. وكان امره فرط آآ قال الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان اه فيه الافراط وهو التقصير انا ان امره كان ضياعا. اي كان امره ضياعا والمعنى كانت اعماله سفن وسفها وظياعا وتفريطا وقيل من الافراط الذي هو مجاوزة الحد. و قال الشيخ ابن عثيمين فرطا اي منفرطا عليه. يعني منفرط عليه امره ظائعا تمضي الايام والليالي ولا ينتفع بشيء وفي هذا اشارة الى اهمية حضور القلب عند ذكر الله جل وعلا. وان الانسان الذي يذكر الله بلسانه لا في قلبه تنزع البركة من اعماله واوقاته حتى يكون امره فرطا عليه تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئا نعم يا اخوان آآ الذي غفل عن ذكر الله واتبع هواه هذا انفرط امره انفرط عليه امره وضاع صار في يعني في فساد من امره وفي عدم صلاح فلابد ان يكثر لماذا؟ لانه اذا لا بد ان يكثر من ذكر الله. لانه اذا اكثر من ذكر الله جمع الله عليه قلبه. ونظر الى الاخرة كانها نظر عين واقبل على الله واجتهد بالاعمال الصالحة. فالله الله لا تضيع نفسك وهذا امر في الحقيقة ملحوظ. تلاحظ حتى في المساجد احيانا ترى من عباد الله من جاي الى المسجد مثلا في المسجد النبوي او غيره تجد من الناس من هو مشغول مما يصلي مما يقرأ اما يذكر واما يدعو وبعض الناس تراه جالس وينظر يمينا وشمالا ماذا يفعل الناس؟ وربما تراه يبتسم ويتابع هذا ويتابع هذا وربما يشتغل بالكلام في هذا وكلام في هذا هذا امره فرطا انفرط عليه امره لا يا اخي اقبل على الله اقبل على الله حياة القلوب بالذكر حياة القلوب بالذكر. اردت ان يجمع الله عليك امرك اجعل الاخرة نصب عينيك واكثر من ذكر الله عز وجل تجتمع يجتمع عليك امرك وتفلح في الدنيا والاخرة. واما اذا انشغل الانسان في الدنيا فانه عليه دنيا واخرته ولا يأتيه من الدنيا الا ما كتب الله جل وعلا له ولهذا الذكر شأنه وعظيم ولعلنا سبق ان ذكرنا تكلمنا على هذا لكن لا مانع ان نذكر حديثا عظيما ان النبي وهو في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا انبئكم بما هو خير لكم من انفاق الذهب والورق وهي الفضة ومن ان تلقوا عدوهم عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم قالوا يا رسول الله قال ذكر الله. ذكر الله. ولزوم ذكر الله خير لكم من ان تلقوا عدوكم ويقاتلونكم وخير لكم من انفاق الذهب والفضة. ولهذا الانسان اذا اكثر من ذكر الله عز وجل تنزلت عليه السكينة وغشيته الرحمة بل ربما تجالسه الملائكة وتصافحه. كما في الحديث الصحيح ان حنظلة جاء الى النبي مع ابي بكر في قصة طويلة وفيه انه قال يا رسول الله نكون عندك فتحدثنا عن الجنة والنار حتى كأنها رأي عين. فاذا خرجنا من عندك عافسنا الضيعات والزوجات والاولاد فغفلنا قال يا حنظلة لو بقيتم على ما انتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات وفي بعض الروايات لصافحتكم الملائكة على فرشكم ولكن ساعة وساعة. صافحتكم يعني لو لو لزم ذكر الله جاءته الملائكة تصافحه. وهذا جاء في صحيح مسلم وايضا عند الامام احمد ان عمران ابن حسين قال كان يدخل علي ملكاي فيسلمان علي في صحيح مسلم كان دخلوا علي فيسلم قال فاكتويت ففقدتهم مدة ثم رجعوا لي. هذا عمران ابن الحسين يخبر ان الملكان اه يأتيان ويسلمان عليه. لان عمران بن حسين رضي الله عنهما كان قد اصيب بالبواسير. وكان يعني اه كما جاء في ترجمة لانه كان وضع له سرير يعني وكان يلزمه ما يستطيع يتحرك وكان يعني وضع مخرجا للبول او للحاجة فكان لازما سريره دائما فكان يكثر من ذكر الله حتى انه كان يرى الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه. واذا جاءت الملائكة فرت الشياطين وجاء الانسان الطمأنينة والخير. فعلى الانسان ان يكثر من ذكر الله عز وجل ويلجأ الى الله جل وعلا اه العمل الصالح الله جل وعلا لا يخلف الميعاد. الله جل وعلا لا يخلف الميعاد. فاختر يا عبد الله لنفسك اكثر من ذكر الله سواء بقراءة القرآن او بالدعاء او بالتسبيح او بالتحميد او بالتهليل او بالاستغفار او بنشر العلم او بموعظة الناس او بتذكيرهم. ولا يمنع ان الانسان يتحدث احيانا بعض بالامور المباحة. لكن لا تغلب عليه لان الانسان بما غلب عليه الانسان بما غلب عليه. فان غلب عليه ذكر الله جل وعلا اثمر ذلك في قلبه به وان غلب عليه غير ذلك اثمر في قلبه ايضا. فالانسان يجب ان يستغل العمر ويكثر من ذكر الله حتى يعني تستقيم اموره ويطمئن قلبه الا بذكر الله تطمئن القلوب ويسدد ويهدى ويدنو من الله ويستجيب الله دعاءه اسأل الله ان يجعلنا واياكم اه من من الذاكرين الله كثيرا. اه انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد