الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الكهف وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشو الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. اي قل وقل الحق اي اعلن ذلك قائلا لهم الحق من ربكم لا من غيره جل وعلا. قال ابن كثير يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه واله وسلم وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ثم قال فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. قال ابن كثير هذا من باب التهديد والوعيد ولهذا قال انا اعتدنا اي ارصدنا للظالمين وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه نارا احاط بهم سرادقها اي سورها. اذا الاية الله جل وعلا يأمر نبيه صلى الله عليه واله وسلم ان يعلن للناس بان ما جاء به وهو القرآن العظيم هو الحق من الله جل وعلا ومن عند الله انزله الله جل وعلا وهو الله سبحانه وتعالى. فمن شاء فليؤمن به ومن شاء فليكفر. وهذا تهديد ووعيد. من شاء ان يؤمن فان لنفسه ونفع ذلك عائد عليه. ومن اه شاء ان يكفر ويعرض عنه فلا فليفعل ذلك حسابه عند الله جل وعلا. وهذا على سبيل التهديد وهذا دليل ان انسان ان امن فانما ينفع نفسه. وان كفر فانما يضر نفسه. قال جل وعلا انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها. انا اعتدنا اي اعددنا وهيأنا وارصدنا للظالمين. والمراد به هنا الظلم الاكبر وهو الكفر ان الشرك لظلم عظيم. نارا احاط بهم سرادقها. آآ السرادق قال ابن كثير هو سورها وقال امين وقال ابن عباس هو حائط من نار وقال امين الشنقيطي في اضواء البيان السرادق في الاية للعلماء فيها اقوال. مرجعها الى شيء واحد وهو احدى النار بهم من كل جانب. فمن العلماء من يقول سرادقها سورها فذكر كلاما ثم قال ومنهم من يقول عنق يخرج من النار فيحيط بالكفار. فيحيطه للكفار. اذا السرادق هو السور او الشيء المحيط الذي يحيط بالكفار فسرادق النار سورها واو حائط فيها او عنق يخرج منها يحيط بالكفرة من كل جانب نعوذ بالله قال وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل وان يستغيثوا يطلب الغوث من حر النار والظمأ الذي يجدونه يغاثوا بماء كالمهل. يغاث بماء كالمهل. قال ابن عباس المهل ماء غليظ مثل دردي الزيت ودردي الزيت او درد الزيت هو حثالة الزيت حثالة الزيت او السمن او الدهن اسفله يكون فيه شيء. وقال مجاهد هو كالدم والقيح. وقال عكرمة هو الشيء الذي انتهى حره. وقال الاخرون كل شيء اذيب. وقال قتادة اذاب ابن مسعود شيئا من الذهب في اخدود فلما وازبد قال هذا اشبه شيء بالمهل. وقيل ان المهل هو الحديد المذاب. وقيل الرصاص المذاب وقيل عكر الزيت وقال الظحاك ماء ماء جهنم اسود وهي سوداء واهلها اسود وهذه الاقوال ليس كما قال ابن كثير وهذه الاقوال ليس في ليس شيء منها ينفي الاخر فان المهلة يجمع هذه الاوصاف الرذيلة كلها فهو اسود منتن غليظ حار. ولهذا قال يشل جو اي من حره اذا اراد الكافر ان يشربه وقربه من وجهه شواه نسأل الله العافية والسلامة شواه حتى يسقط جلد وجهه في اذا اذا طلبوا الغوث واستغاثوا طلبوا من يغيثهم من شدة الحر وشدة الظمأ يغاثون لكن بماء كالمهل يشوي الوجوه لشدة حرارته اذا قرب منها شواها وتساقطت من شدة فيح هذا الماء. بئس الشراب ذلك الماء الذي وساءت مرتفقا اي وساءت النار مرتفقا اي قبح مرتفقها. والمرتفق اه هو مكان الاستراحة. الاصل ان المرتفق هو مكان الاستراحة الذي يستريح فيه الانسان ولكن هؤلاء نعوذ بالله لا راحة لهم في النار. ولهذا قال وساءت مرتفقا اي ساء ما يرتفقون به ساء وقبح المكان الذي جعل لهم ليرتفقوا به فهو العذاب الشديد ولا راحة لهم فيما هم فيه اعوذ بالله من ذلك. ثم قال جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا آآ ذكر ابن كثير رحمه الله هنا وجه المناسبة بين هذه الاية والتي قبلها فقال لما ذكر تعالى حال الاشقياء ظنى بذكر السعداء الذين امنوا بالله وصدقوا المرسلين فيما جاءوا به وعملوا بما امروهم به من الاعمال الصالحة فلهم جنات عدن والعدل الاقامة. اذا ان الذين امنوا جمعوا بين الايمان وهو تصديق القلوب. عقدها واخلاصها لله جل وعلا وعملوا الصالحات عملوا الاعمال بجوارحهم بالسنتهم وجوارحهم انا لا نضيع اجر من من احسن عملا ان الله جل وعلا لا يضيع اجر من احسن عملا اي من احسن العمل فاتى به خالصا متبعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بل يضاعفه له على الاقل عشر مرات جل وعلا. ثم قال اولئك لهم جنات عدن هؤلاء الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات بساتين ومزارع واعناب واشجار وقال جنات عدن لان العدن من الاقامة يقال عدن في المكان اذا اقام فيه ولزمه ولم يتحرك منه فلهم جنات اقامة لا يبغون عنها حولا. تجري من تحتهم الانهار. قال ابن كثير اي من تحت غرفهم ومنازلهم واستدل بقول فرعون وهذه الانهار تجري من تحتي. اذا زيادة في النعيم تجري الانهار من تحت غرفه ومنازلهم ومن تحت اشجار الجنة يحلون فيها من اساور من ذهب يحلون قال الطبري يلبسون فيها الى الحلي اساور من ذهب. يحلون يعني تجعل عليهم حلية. ويلبسون حليا من اساور من والاساور جمع سوار وهما يحيط بالعضو يحيط بالمعصم يحيط الذراع قال من ذهب؟ نعم اسورة من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس آآ لان المؤمنين وخاصة الذكور كانت الذهب حرام عليهم في الدنيا لكنه حلال لهم في الاخرة بل يحلون فيه قال جل وعلا ويلبسون ثيابا خضراء يلبسون في الجنة ثيابا خضرا. قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين آآ خصها باللون الاخضر لانه اشد ما يكون راحة للعين. ويلبسون ثيابا خضرا من سندس. من سندس واستبرق تندس قيل هو ما رق من الديباج. والاستبرق ما غلظ من الديباج. وقيل ان السندس هو الديباج والاستبرق هو الحرير. وقيل غير ذلك لا شك انها ثياب في غاية الجودة والجمال والحسن واللين والكمال. قال جل وعلا متكئين فيها اي متكئين في الجنة على الارائك والارائك جمع اريكة. هي الرحمة وهي الاسرة. قال ابن كثير الارائك جمع اريكة وهي السرير تحت الحجلة. والحجل اا بيت له قبة يستر بالثياب. الحجلة وهذا ليس من كلام ابن كثير ابن كثير قال كما يعرفه الناس في زماننا هذا بالياشاخا بالياشا خاناه. والله اعلم. على كل حال قالوا الحجلة بيت له قبة يستر بالثياب. ويكون له ازرار كبار. يعني لهما الاسرة وتغطيها ثياب او قبب عليها اه تسترها بالثياب اه فهذا كله في الجنة على الارائك نعم الثواب اي نعم الثواب الذي اثابهم الله فهو نعيم مقيم وهو خير النعيم. قال جل وعلا وحسنت مرتفقا. اي حسنت الجنة وهذه الارائك مرتفقا يرتفقون فيه ويستريحون فيه لانه في غاية الانس وفي غاية اه اللذة وطيب المقام. ثم قال جل وعلا واضرب لهم مثل الرجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعنابي وحببناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا. قال ابن كثير يقول تعالى بعد ذكر المشركين المستكبرين مجالسة الضعفاء والمساكين من المسلمين وافتخروا عليهم باموالهم واحسابهم فضرب لهم مثلا رجلين ضرب فضرب لهم مثلا برجلين جعل الله لاحدهما جنتين اي بساتين من اعناق محفوفتين بالنخل المحدقة في جنباتها وفي خلالهما الزروع. وكل وكل من الاشجار دروع مثمر مقبل في غاية الجودة. ولهذا قال كلت كلتا الجنتين اتت اكلها اي اخرجت ثمرها اذا هذا مثل ضربه الله للكفار في بيان تكبرهم وعنادهم و اه ترفعهم على المؤمنين واحتقارهم لهم ووصفهم بالفقر والذلة والمسكنة. قال الله جل وعلا واضرب لهم ماذا لين؟ اظرب لهما يا نبينا مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعناب جعلنا لاحد هذين الرجلين جنتين اي بستانين فيهما الاعناب الكثيرة وحففناها بنخل وجعلنا في حافة الجنتين واطرافها نخل والنخل معروف قال وجعلنا بينهما زرعا اذا هما جنتان آآ من الاعناب وحثهما واحاط بهما وجعل بينهما وبداخل هذه الجنة وهذه وبين هذه الاعناب جعل زرعا طيبا ثم قال كلتا الجنتين. لان الله جل وعلا جعل لهذا الرجل جنتين وليست جنة واحدة فاخبر ان كلتا الجنتين اتت اكلها. يعني اخرجت ثمرها ولم تظلم منه شيئا ولم تنقص. منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا. فجر الله واجر واسال داخل هاتين الجنتين نهرا من ماء يجري عذب. قال وكان له ثمر. وكان لهذا الرجل صاحب الجنتين ثمر اي قد اثمرت جنتاه فقال وهو الرجل الاخر الفقير المسكين الذي لا يجد شيئا من الدنيا لكنه يجد الايمان في قلبه الايمان بالله وباليوم الاخر وبالبعث والنشور. قال وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره. والمحاورة هي آآ المجادلة يعني وهما يتجاذبان الكلام ويتحاوران يعني هو ان يراجع احدهما الاخر الكلام ويجاوبه فيتحاوران ويتكلم كل واحد منهما مع الاخر ويخاطبه وهو امره اي هذا الكافر آآ صاحب الجنتين يحاور الرجل الاخر وهو المؤمن الفقير قال انا اكثر منك مالا واعز نفرا. انا اكثر منك اموالا عندي عندي جنتان وفيهما ما فيهما. وانا اعز من اي اعز منك عشيرة وورهطا وقيل المراد اعز منك نفرا يعني عندي الخدم الاتباع والحشم وهم جمع كبير ثم قال جل نعم آآ قبل نقول قوله وكان له ثمر و ايوة قوله بعد ذلك يعني وكان له ثمر واحيط بثمره سيأتي بالايات واحيط بثمنه. فعندنا ذكر الثمر مرتين فهنا قال وكان له ثمر وسيأتي بعد ذلك قوله جل وعلا واحيط بذمره فاصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها. فقرأ عاصم وكان له ثمر واحيط بثمره بفتح الثاء والميم في الحرفين. اي وكان له ثمرة واحيط بثمره هكذا قرأها. والمراد على هذه القراءة ما تخرجه الاشجار من الثمار والمعنى له ثمر شجر من هاتين الجنتين بل له ثمار كثيرة وقرأ ابو عمرو ثمر واحيط بثمره بظم الثاء وباسكال عن الميم وكان له ثمر واحيط بثمره وقرأ الباقون بقية القراء بضم الثاء والميم وكان له زمر واحيط بثمره وهو على هذا يكون اه جمع ثمرة ثمره الثمر جمع ثمرة كما يقال الخشب جمع خشبة. وهو على هذا المعنى وعلى القراءتين الاخريين اختلفوا في معناه فمنه من قال هو ثمر الشجر ومنهم من قال هو الذهب والفضة تمر يطلق على الذهب والفضة والفضة وقيل المراد بها انواع المال اي له الاموال والانواع الكثيرة من المال. قال جل وعلا ودخل وهو ظالم لنفسه ظالم لنفسه بالكفر بالله جل وعلا الذي هو اشد انواع الظلم. لانه ينكر قال ما اظن ان تبيد هذه ابدا. ما اظن استبعد ان تبيد ان تفنى وتذهب وتزول هذه الجنات اعجب بها ابدا استبعد ذلك. قال ثم قال وما اظن الساعة قائمة اي انكر البعث انكر قيام الساعة لا اظنها قائمة ولئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا. وعلى فرض ان تقوم الساعة وارد الى الله لاجدن خيرا منها. خيرا منها من هذه الجنة. او هاتا الجنتان او هذا المال وهذه النعمة لا يجدن خيرا منها منقلبا اي مرجعا وهذا من الاماني الذي ما قدم الايمان والعمل الصالح كيف يكون له مرجع حسن عند الله لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. واما الكافر فهو الى النار وبئس المصير. قال جل وعلا قال له صاحبه وهو يحاوره وهو المؤمن الرجل الاخر الفقير قال له هو يحاوره يجادله ويجاريه في الحديث اكفرت بالذي خلقك من تراب؟ الهمزة هنا للاستفهام الانكار ينكر عليه اكفرت بالذي خلقك من تراب؟ ذكره باصله. والمراد اصلك خلقك من تراب. انت اصلك من ادم ادم مخلوق من تراب وليس ان هذا الانسان نفسه هو الذي خلق من التراب المراد اصله وابوه فجاء صريحا في القرآن قال جل وعلا الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. فالسلالة وهم الذرية من ماء مهين. لكن اصلهم ادم مخلوق من تراب قال جل وعلا اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة والنطفة هي الماء المصبوب والمراد به البن المني اه من نطفة ثم سواك رجلا. سواك وعدلك وصيرك رجلا وانشأك مررت بمراحل حتى صرت حتى صرت رجلا قويا كامل البنية لكن هو الله ربي ولا اشرك باحد اه لكن بالالف اصلها لكن انا. حذفت الهمزة تخفيفا. وادغمت النون الساكنة الاولى بالنون الثانية المفتوحة فصارت لكن وقد قرأ آآ وقد قرأ رأى عاصم لكن او مرة اخرى نقول قرأ نافع في رواية اسماعيل وابن عامر لكن باثبات الالف في الوصل. يعني حينما يصل القراءة يثبت الالف. وقرأ الباقون لكن بغير الف في الوصل. يعني اذا وصلوا الكلام يقول لكن لكن هو الله ربي. بخلاف ابن امر ونافع في الوسط يقول لكن هو الله ربي. واجمع القراء كلهم على الوقف بالالف انه اذا وقفوا عليها انهم يأتون بالالف. فلو انه وقف على كلمة لكن لكن يثبت الالف فيها ما يقول لكن يقول لكن هو الله ربي ولا اشرك بربي احدا. لكن فاجابه في محاورته له لكن انا ربي هو الله وحده لا شريك له ولا اشرك بربي احدا كائنا من كان ثم قال ولولا اذ دخلت جنتك اه لو بمعنى هلا اذ دخلت اي حين دخلت جنتك وبستانك قلت ما شاء الله لا الا بالله. قلت ما شاء الله. لا قوة الا بالله. لا قوة لاحد الا بالله وقالوا هذا نوع من التبريك. لان الانسان قد يصيب نفسه بالعين او يصيب زرعه او سيارته او او بيته او حاجياته بالعين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى احدكم من نفسه او ماله او واخيهما يعجبه فليبرك فان العين حق. صححه الالباني. قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين اذا رأى الانسان ما يعجبه من ما له من ما له هو ملكه فانه يقول هذا. يعني ما شاء الله لا قوة الا بالله. واذا رأى من غيره فانه يبرك. يقول اللهم بارك. اللهم بارك قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى احدكما يجيبه فليبرك فان العين حق. قال ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله اي هذا الذي شاء الله لا قوة الا بالله لا قوة احد حتى لا يصيبها بالعين لانه اعجب بها ان ترني انا اقل منك مالا وولدا يعني ان ان احتقرتني لانه لا مال لي ولا ولد او ان احتقرتني ان ان لا مال لي ولا ولد وان هنا قيل هي الشرطية. وترني مجزومة باني الشرقية. وجواب الشرع قالوا مقدر فعسى ربي ان يؤتيني نعم لا جواب الشرط ظاهر في الاية في اول الاية التي بعدها فعسى ربي ان يؤتيني. قال جل وعلا ان ترني انا اقل منك ما لو وولد ما لاقل من ما له واولاده اقل من اولادك. فعسى ربي ان يؤتيني خيرا من جنتك. عسى هنا او للتوقع فعسى ربي ان يؤتيني خيرا من جنتك وبستانك الذي فخرت به واعجبت به ويرسل عليها حسبانا من السماء. والحسبان كما قال الطبري هو المرامي التي يرمى بها والمعنى عذابا من السماء ترمى به رميا وتقذف يعني يقلب فيه زرعك وقيل ان الحسبان هو الصاعقة الذي تأتي من السماء قال جل وعلا فأسى ربي ان يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا تصبح جنتك هذه صعيدا زلقا اي صعيدا ترابا املس زلقا اي لا نبتذيها. وقيل قد غمرها الماء وذهب بكل ما فيها. وقال ابن كثير اي بلقعن ترابا املسا لا نبت فيه او يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا. او يصبح ماء جنتك غائرا في الارض. ذاهبا في قعرها لا تستطيعوا له طلبا فلا تستطيع ان تخرجه لتسقي جنتك منه وبذلك تهلك وتموت ثم قال جل وعلا واحيط بثمنه. قال الطبري اي واحاط الهلاك والجوائح بثمره. احيط بثمر هذا الرجل اذ اغتر وانكر البعث صاحب الجنتين وعبر عنهما بالجنة اه لان الجنة تجمع الجنتين فهما جنتان ولعل واحد او يحيط بهما يعني حائط واحد فهي جنة باعتبار وجنتين اخر قال واحيط بثمره فاصبح يقلب كفيه حسرة وندامة وتلهفا وحزنا لان الذي يحزن ويندم يقلب كفيه بعظهما على بعظ لشدة الحزن والاسى على ما انفق فيها لانه قد انفق فيها اموالا طائلة. وهي خاوية على عروشها والحال انها قد خلت على عروشها على نباتها وبيوتها وقد ذهب ما فيها من الثمار وذهب ما فيها من الجمال لانه كفر بالله واغتر بها وافتخر وعلى المؤمن بها فاهلكها الله جل وعلا قال وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا. ندم حين لم ينفع الندم. ولا تساءة مندم يا ليتني لم اشرك بربي احدا. لان الشرك سبب كل شر. وسبب زوال النعم والبركات. وسبب قولوا لي انه النقمات قال جل وعلا ولم تكن له فئة ينصرونه. مع انه كان يفتخر يقول انا عزوا نفرا. فاين هؤلاء الفئة والجماعة والانصار؟ ثم ثم لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله. لان الله هو العزيز واذا اراد امرا لا راد له جل وعلا يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. قال وما كان منتصرا. ما كان هذا الرجل المنتصر لنفسه وما كان ايضا له من ينصره من فئته ونفره قال هنالك الولاية لله الحق. هنالك اي يوم القيامة الولاية اه اي النصرة وقيل الملك والسلطة وكلاهما حق. والولاية قرأت قرأ الجمهور الولاية هنالك الولاية اي النصرة وقرأ حمزة والكسائي الولاية اي السلطان والقدرة لله جل وعلا. هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبى هو خيرا ثوابا من غيره. لانه جل وعلا يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى كثيرة ويوم القيامة ليس هناك احد يستطيع ان يذيب او يجازي فهو خير ثوابا من غيره وخير عقبى جل وعلا. قال بعض المفسرين خيرا من غيره في ثوابه لعظم ثوابه وخير عقبا لانه يعقب اولياءه نصرا تمكينا وقال ابن كثير هو خير ثوابا اي جزاء وخير عقبة اي الاعمال التي تكون لله جل وعلا آآ نعم ثوابها خير وعاقبتها حميد رشيدة كلها خير. اه نسأل الله للجميع التوفيق والسداد. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد