الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد آآ فلا يزال الكلام مستمرا في تفسير سورة الكهف ونبدأ هذه الليلة في قوله جل وعلا قال له موسى هل على ان تعلمني مما علمت رشدا. وقد مر في الايات السابقات اه قصة ذهاب موسى الى مجمع البحرين وآآ قصة الحوت وانفلات الحوت وذهابه في البحر وتجاوز موسى وفتاه آآ المكان يوما وليلة ثم رجوعهم بعد ذلك آآ ثم وجودهم للخضر وثناء الله عز وجل عليه بانه وقد علمه من لدنه علما. اه ثم يقول جل وعلا ها هنا قال له موسى هل اتبعك؟ اي قال موسى للخضر قال موسى للخضر هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا وهل هنا عرظ يعرض عليه وهذا فيه ادب المتعلم مع المعلم لانه قال هل من باب العرظ من باب الحظ لم يواجههم مباشرة انه اريد ان كذا. قال هل هذا ادب عظيم مع ان موسى افضل منه افضل من الخضر الخضر مختلف هل هو نبي او ليس بنبي؟ وسيأتي ان شاء الله الكلام عليه بعد ذلك كما قال الله وقد قال الله جل وعلا عن موسى وكان عند الله وجيها وهو ايضا احد اولي العزم من الرسل بل اكثر اهل السنة على انه يأتي في المرتبة الثالثة في الفضل من بين الانبياء فافضلهم نبينا صلى الله عليه وسلم ثم ابراهيم ثم موسى وفيه ايضا وهذا يؤخذ من الايات التي مرت بالامس الرحلة في طلب العلم فان موسى رحل في طلب العلم هو وفتاة يوشع ابن نون وساروا مدة يعلمها الله بل ساروا يوما وليلة بعد ما تجاوزوا المكان الذي حد لهم فكم ساروا وكم امضى من الوقت لاجل هذه الرحلة الله اعلم في ذلك لكن في الرحلة لطلب العلم لكن هنا مسألة مهمة جدا لانها كثير من الناس الان او من الشباب الذي يريد يطلب العلم مثلا في غير بلاده قد يشق عليه ذلك مشقة عظيمة وقد يترتب عليها بعض الامور معارضة الوالدين وبعض الاجراءات ويكون في المسألة تضيق وقلة ذات اليد ونقول لا شك ان الانسان ان تيسر له الذهاب الى العلما بنفسه ويجلس يثني الركب بين ايديهم فان هذا شيء عظيم وخاصة بل ااعني علماء اهل السنة؟ من هم على منهج السلف اعتقادا ومنهجا وعملا لكن مع ذلك لو لم يتيسر للانسان فالحمد لله هذه الوسائل الحديثة الان صار يمكنك ان تطلب العلم وانت في بلدك مع امك وابيك مع زوجتك واولادك لكن تنظر الاوقات وتحظر على وتحرص على الاستماع للدروس مباشرة كدروس المشايخ الكبار الشيخ الفوزان الشيخ العباد دروس الان في الحرمين ولله الحمد دروس يومية مستمرة او غيرهم من المشايخ فلا عذر لاحد اليوم في عدم طلب العلم يسر الله العلم ولا احد يستطيع يمنعك من هذا تستطيع ان تغلق باب حجرتك تضع السماعة في اذنك وتستمع الذي حولك لا يدري ماذا تستمع فالله الله في طلب العلم جدوا يا عباد الله اطلبوا العلم واطلبوا العلم الشرعي من اهله وتحصنون في ذلك خيرا كثيرا من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فاول ما يكون الخير يصل اليك انت. تنتفع تتوسع مداركك تبصر تعرف كيف تتصرف في هذه الحياة تعرف الحق من الباطل تعرف ما الناس عليه وكذلك ينتفع اهلك اولادك زوجتك اخوانك اباؤك جيرانك اهل بلدك فجدوا واجتهدوا واطلبوا العلم لكن اصبروا وصابروا ورابطوا ما هو تسمع يوم وتترك خمسة ايام التزم كانك بين يدي الشيخ في الدرس ولا مانع تحضر الكتاب والقلم وتعلق على هذا الكتاب الذي يشرح الشيخ او تحظر دفترا وتعلق هذه التعليقات. لان هذا هو تقييد العلم وظبط العلم والحمد لله الان حتى لو فاتك الدرس المباشر الغالب انك تجده على قناة الشيخ في اليوتيوب او في التليقرام او في التويتر او في غيرها تستطيع ترجع اليها توقف الشيخ المقطع وترجع الكلام حتى تتأكد منه يسر الله العلم فهل من مدكر الله الله في طلب العلم ايها الاخوة والجد والاجتهاد واقصد طلب العلم على علماء السنة على علماء السلف من هو على منهج السلف ليس من اهل البدع ولا الانحراف وليس كل احد يطلب عليه العلم لكن يطلب العلم على اهل العلم الثقات الذين عرفوا بكونهم على منهج اهل السنة والجماعة منهج السلف الصالح قال جل وعلا قال له موسى هل ادلك على هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا قال ابن كثير اتبعك يعني اصحبك وارافقك فقوله على ان تعلمني مما علمت رشدا اي مما علمك الله شيئا استرشد به في امري من علم نافع وعمل صالح وقال الطبري رشدا اي ما هو رشاد الى الحق ودليل الى الهدى. او دليل على الهدى قال له الخضر انك لن تستطيع معي صبرا قال ابن كثير اي انت لا تقدر ان تصاحبني لما ترى من الافعال التي تخالف شريعتك لاني على علم من علم الله ما علمك الله ما علمك الله وانت على علم من علم الله ما علمني الله ما علمنيه الله وكل منا مكلف بامور من الله دون صاحبه. وانت لا تقدر على صحبتي ثم قال وكيف تصبروا على ما لم تحط به خبرا لان العلم الذي عندي لم تحط به خبرا ما تخبره انت ما خبرته ما علمته ما عرفته اطلعني الله عليه وانت لم يطلعك الله عليه ولهذا لن تستطيعي ان تصبر معي لانك ترى في ظاهر الامر انه خطأ ولا يجوز وانا علمت ما في باطن الامر وانه خير عاقبته حميدة قال ستجدني نعم ستجدني ان شاء الله صابرا. قالوا ايضا فيه من اداب الم تعلم ان لا يتعجل بالرد على معلمه حتى يتبين الامر مأخوذ من قوله حتى احدث لك منه ذكرا وكثير من الطلاب تجده يبادر ويشغل الشيخ بالسؤال والشيخ يتكلم تخطر في ذهنه مسألة في رفع يده ويسأل ويقطع الدرس ولو صبر لاتى الشيخ في الغالب على هذا السؤال الذي ثار في ذهنه واجاب عليه وبينه واوضحه لكن بعد ما ينتهي الدرس ويتوقف الشيخ عند ذلك تسأل عما اشكل عليك لا تقاطعوه اثناء الدرس. قال جل وعلا قال ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا. هذا يقوله موسى ستجدني ان شاء الله علقه بالمشيئة وهذا امر مهم جدا. صابرا ولا اعصي لك امرا ولا اعصي امرك قال له الخضر فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا. لا تسألني عن شيء مما افعله او اتصرف فيه حتى احدث لك منه ذكرا اي حتى اخبرك واذكر لك السبب والحامل لي على هذا التصرف وهذا الفعل قال جل وعلا فانطلقا حتى اذا ركب في السفينة يعني بعد ان اتفقا والتزم موسى بالشرط الذي اشترطه عليه الخضر انطلق ومشى ومر معنا في البخاري انهما ذهبا الى الساحل فوجد سفينة تحمل الناس فعرفوا الخضر فحملوهما. فحملوا الخضر موسى وفتاة يوشع ابن نون بغير نون بغير اجرة. قال فانطلقا حتى اذا ركب في السفينة خرقها قد مر معنا في في الحديث الذي في البخاري وغيره بالامس ان موسى اقتلح اقتلع لوحا منها بالقدوم اقتلع لوحا من الواحها لما كانت في لجة البحر ثم اعاده مرة اخرى كأنه جعله رقعة بحيث ان من يراه يعرف ان هذا اللوح منزوع مرمم هذه السفينة للحكمة التي ستأتي قال اخرقتها؟ لان نزع اللوح من داخل السفينة الواح السفينة هذا خرق لها شقها شق هذا هذه السفينة وخرقها وهذا مدعاة لدخول الماء وغرق السفينة. قال اخرقتها؟ يقول موسى ما صبر. قال اخرقتها ايها الخضر؟ لتغرق اهلها اللام هنا لام العاقبة وليس لام التعليل. يعني المعنى اخرقتها وشققتها لتكون العاقبة غرق اهلها لقد جئت شيئا امرأة امرأة قال قتادة عجبا وقال مجاهد منكرا وقيل امرا عظيما. نعم تريد تغرق الناس؟ وهم حملونا بغير نول وبغير اجرة هذا جزاؤه تغرق سفينتهم ليموتوا الجميع نحن وهم قال الم اقل انك لن تستطع معي صبرا؟ قال له الخضر. الم اقل لك يا موسى انك لن تستطيع معي صبرا؟ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امري عسرا كما جاء في الحديث الصحيح البخاري وغيره ان ان اعتراض موسى في المرة الاولى كان نسيانا منه كان نسيانا منه. اه والحديث عند ابن جرير الطبري. وفي اسناده مقال وليس في البخاري. لكن كانت الاولى من موسى نسيانا بدليل قوله قال لا تؤاخذني بما نسيت انا نسيت ذلك ولا ترهقني من امري عسرا. لا ترهقني الارهاق تأدية رهقا يعني الارهاق مأخوذ من رهق الشيء او رهقه شيء يرهقه اذا غشي ولحق اذا لحق الانسان شيء يقال رهقا اصابه الرهق ارهقتني يعني لحقني لحقني وغشيني اي لا تغشني عسرا لا ترهقني لا تغشني وتلحق بي عسرا والعسر ظد اليسر والمراد هنا عسر المعاملة وعدم التسامح معه فيما فعله هكذا قال الطاهر بن عاشور وقال الطبري لا تغشني من امري عسرا يقول لا تضيق علي امري معك وصحبتي اياك وهذا ونحوه قول ابن كثير اي لا تضيق علي وتشدد قال ولا ترهقني من امري عسرا يعني فقبل منه الخضر وسكت عنه قال فانطلق حتى اذا لقي غلاما فقتله انطلق وسار في طريقهما لما نزل من البحر مروا على غلمان يلعبون يقال مروا على قرية وفيها غلمان يلعبون فعمد الى غلام من بينهم قالوا كان اوضعهم واحسنهم شكلا كما قال ابن كبير قال انه كان يلعب مع الغلمان في قرية من القرى وانه عمد اليه من بينهم وكان احسنهم وكان احسنهم واجملهم واوضاعهم فقتله. فرؤي انه احتز رأسه وقيل رضخه بحجر. وفي رواية اختطفه بيده فالله اعلم ولهذا في صحيح البخاري قال اذ ابصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان فاخذ الخضر رأسه فاقتلعه بيده فقتلاه وفي صحيح مسلم فانطلق حتى اذا لقي غلام غلامانا يلعبون قال فانطلق الى احدهم بادي الرأي فقتله فذعر موسى عليه السلام ذعرة من كرة قتل نفس شأنه عظيم فقال له موسى. قال موسى اقتلت نفسا زكية بغير نفس ومعنى زكية يعني صغيرة لم تحمل الحنث لم تعمل ما ما بلغت التكليف الحنف وهو الاثم يعني ما بلغ التكليف حتى تحنس تأثم اذا فعلت رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم. هذا كان صغيرا فهي نفس زكية وهذه هي قراءة الجمهور وقرأ نافع ابن كثير وابو عمرو وابو جعفر زاكية اقتلت نفسا زاكية وهما بمعنى المراد انها نفس طاهرة الى الان لم يبلغ صاحبها الحنف ولا يكتب عليه الان ولا يأثم بافعاله. اقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ ليس على سبيل القصاص انه قتل فيقتل هكذا ظاهر الامر انك اعتديت عليه بغير ذنب لقد جئت شيئا نكرا. هذا هذي شريعة موسى. قتل نفسه التي حرم الله وهذا في الشرائع السابقة منكر ولهذا موسى تكلم بما يعرفه من شريعته على ظاهر الامر لقد جئت شيئا نكرا هي التي تنكره العقول. قيل منكرا عظيما قال الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا. ذكره مرة اخرى الم اقل لك واشترط عليك قبل ان اشترط عليكم بينت لك انك لن تستطيع معي صبر لن تصبر. لن تستطيع الصبر على ما تراه من الاعمال التي يفعلها قال ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدن عذرا. قال له موسى ان سألتك عن شيء بعدها بعد هذه المرة لم فعلت كذا؟ فلا تصاحبني امنعني من صحبتك اعتذر مني فارقني نتفارق لماذا؟ لانك قد بلغت من لدني عذرا قد اعذرت مني مرة بعد مرة ثلاث مرات مع انه اشترط عليه في البداية فانكر عليه فذكره ثم انكر ثم انكر ثانية عليه فذكره فان عدت المرة الثالثة انتقد اعذرت مني. قال جل وعلا فانطلقا حتى اذا اتيا اهل قرية. يعني سار في طريقهما موسى والخضر وفتى موسى يوشع ابن نوم. حتى اذا اتى اهل الى قريتنا استطعم اهلها استطعم يعني طلب طعاما لانهم مسافرون على اقدامهم واصابهم الجوع. فطلبوا من اهل القرية ان يضيفوه. ولهذا قال فابوا ان يضيفوهما ابو قال في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم قال فانطلق حتى اذا اتي اهل قرية لامن لامن فطاف في المجالس فاستطعم اهلها فابوا ان يضيفوهما. لئام جمعه لئيم. بخيل. ما عنده كرم لان الضيف يجب ان يطعم فان استطاع ان يعطيه جائزة وطعاما جيدا لمدة ثلاث ايام فهذا افضل وان لم يستطع على الاقل يعطيه من طعامه الذي يأكل منه ولا يترك هكذا جائعا. قال فأبوا ان يضيفوهم نعم قال اتى اهل قرية قرية قيل انها ايلة وقيل غير ذلك والله اعلم ولا يلزم يعني معرفة هذه القرية ما اسمها؟ لان العبرة بما حصل لا بذات القرية قال جل وعلا استطعم اهلها فابوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض يعني جدارا مائلا مائل يريد يسقط ويقع على الارض فاقامه اقامه الخضر عدله بنى عدله في مسلم كذلك في البخاري يقول وجد جدارا مائلا قال الخضر بيده هكذا فاقامه واستقام الجدار واقفا فاقامه قال لو شئت لاتخذت عليه اجرا لو شئت قال موسى للخضر يا خضر لو شئت اتخذت اجرا عوضا على بناء هذا الجدار هؤلاء اصحاب القرية الذين استضفناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا تبني لهم جدارهم مجانا هكذا بغير عوض وهم ما اعطونا حقنا قال هذا فراق بيني وبينك خلاص هذه المرة ثالثة وانت قلت ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فهذا فراق اي انتهى ما بيني وبينك فلا صحبة بعدها. سانبئك اي ساخبرك بتأويلي اي بتفسيري وبيان وجه ما لم تستطع عليه صبرا. سابين لك وافسر لك واوضح لك ما لم تستطع عليه صبرا فسألتني واعترضت علي وانكرت علي فما استطعت ان تصبر عليه فانا الان ابين لك ذلك لكن قبل ان نتجاوز هل للجدار ارادة جدارا يريد ان ينقض نقول نعم الجدار له ارادة وين كنا نحن لا نعقل ذلك لكن ميله دليل على ارادة السقوط ولا يتعجب من هذا ما يتعجب ان يعني ما ينكر ان يكون للجمادات ارادة لكن نحن ما نعقلها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في الصحيح مسلم وغيره قال احد جبل يحبنا ونحبه سبحان الله جبل يحب نعم يحب قال وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. كل شيء يسبح لله وكانت الجبال تسبح مع داوود والنملة تكلمت ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون والهدهد تكلم وانكر الشرك ومن هنا نقول يجب ان نؤمن بظواهر النصوص ولا نجعل عقلنا او عقولنا حاكمة على النص. بل تابعة للنص فان فهمت مراد الله جل وعلا او مراد رسوله صلى الله عليه وسلم فالحمد لله خير عظيم. وتسعى في ذلك وان اغلق عليها لا تنكر النص ولا ترده ومن هنا قال القائلون بالمجاز هذه الاية دليل لنا لان الجدار لا يريد هذا مجاز ما هو بحقيقة نقول اصلتم خطأ فوقعتم في الخطأ. بل الجدار يريد ويجب ان نؤمن بظاهر النصوص ولا نحكم عقولنا في الشرع لان هذه المشكلة هي جاءت من المعتزلة وتبعهم الاشاعرة في مسألة ان العقل يحكم على النقل بينما اهل السنة والجماعة العقل خادم النقل وتبع له فهو ينظر في النص وفي دلالته لكن لو لم يعرف معناه فيجب عليه ان يسلم ويقول صدق الله وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتعدى هذا ولهذا اهل الكلام اذا جائتهم صفات الله عز وجل اولها قال العقل ما ما يدرك هذا ما يدريك ما يستوعب ان الله يستوي او ان الله يظحك او ان لله يد او ان لله ساق نقول من قال لكم ان العقل يحكم على الشرع العقل يجب ان يلزم مكانته خادم للشرع فيصدق وهذا امر مهم جدا يا اخوان انتبهوا لانه قد انتشر مذهب اهل الكلام وكثير من الناس يظن انه حق. بل وقع به بعظ المنتسبين للسنة قال جل وعلا اما السفينة هنا بدأ يبين له. اما السفينة التي قلع منها اللوح وخرقها. فكانت لمساكين. مساكين قليلين المال يعملون في البحر يعملون اما بحمل الناس او بحمل الارزاق او بها جميعا لانهم حملوا الخضر وموسى بغير اجرة يعملون في البحرين اردت ان اعيبها ان اجعلها معيبة فيها عيب ذات عيب. لماذا لانه كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا كان ورائهم ملك ظالم يأخذ السفن الجيدة غصبا على اهلها يأخذوا كل سفينة اي صالحة غصبا يعني بالغصب والجبر والاكراه قيل قال شعيب الجبائي ان اسم ذلك الملك اسمه هددي بن بدد وهو مذكور في التوراة في ذرية العيص بن اسحاق وهو من الملوك المنصوص عليهم في التوراة والله اعلم الله اعلم ما يلزم والا لذكره الله لو كان بذلك مصلحة لنا لذكره الله لنا لكنه ملك من الملوك ظالم يعتدي على اموال الناس. قال واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا الغلام الذي قتلناه قال يقال ان اسمه جيسور كان كافرا ولهذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم وبن جرير وغيرهم عن ابن عباس عن ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا. خلق يوم خلق كافر قال جل وعلا فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا اي يحملهما حبه على متابعته على الكفر وقال قتادة فرحا قد فرح به ابواه حين ولد وحزن عليه حين قتل. ولو بقي كان فيه هلاكهما. فليرضى فليرضى امرؤ فليرضى امرؤ بقضاء الله. فان قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب قضاء الله للمؤمن فيما يكرهه المؤمن خيره خير له من قضاء فيما يحبه ويريد امر ولم يقع وقع شيء يكرهه. قضاء الله خير لك في ذلك ولك بذلك مصلحة ولهذا جاء في الحديث الذي رواه الامام احد وغيره بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقضي الله للمؤمن من قضاء الا كان خيرا له وقال الله عز وجل وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم قال جل وعلا فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما اي اردنا ان يبدلهم الله بدل هذا الولد بولد ازكى منه. وهما ارحم به منه قاله ابن جريد وقال قتادة ابر بوالديه وجاء في بعض الاثار انهما بدلا جارية وقيل لما قتله الخضر كانت امه حاملا بغلام مسلم قاله ابن جريج ومعنى قوله خيرا منه زكاة يعني ازكى في الدين من هذه لان هذا الاصل الزكاة تزكية في الدين الايمان واقرب رحما كما مر ارحم بوالديه من المقتول. وقيل اوصل في الرحم وقيل غير ذلك والله اعلم. قال واما الجدار وكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما. الجدار الذي اقمته فكان لغلامين يتيمين في المدينة. هذا دليل ان المدينة هي القرية. فهنا قال يتيمين في المدينة وفي الاية قبل التي مرت فانطلق حتى اذا اتيا اهل قرية استطعم اهلها. فتطلق يطلق على المكان اجتماع الناس قرية ويطلق عليه ايضا مدينة. قال وكان تحته كنز لهما قال عكرمة وقتادة وغير واحد كان تحته مال مدهون لهما. قال ابن كثير وهذا ظاهر السياق من الاية. واختاره ابن جرير وقال العوفي كان تحته كنز علم. وقال سعيد بن جبير قال مجاهد صحف فيها علم صحف فيها علم والاظهر الاول انه مال هو الكنز. وكان ابوهما صالحا كان ابوهما صالحا من الصالحين. ولهذا قال ابن كثير فيه دليل على ان الرجل الصالح يحفظ في ذريته وتشمل بركة وتشمل بركة عبادته في الدنيا والاخرة بشفاعته فيهم ورفع درجاتهم الى اعلى درجة في الجنة ليتقربه ليتقر عينه بهم كما جاء في القرآن ورد في السنة قال سعيد بن جبير عن ابن عباس حفظ بصلاح ابيهما. ولم يذكر لهما صلاحا. وقيل انه كان في الاب السابع وهذا في الاعم الاغلب. والا آآ قد لا ينفع صلاح الاب بالابناء. فهذا نوح ابنه كافر لكن في الغالب ان صلاح الاباء يدرك الابناء قال جل وعلا فاراد ربك ان يبلغ اشدهما يعني يبلغ رشدهما يصلان سن البلوغ مع الرشد في العقل وحسن التصرف فيأخذون هذا الكنز ويستخرجا كنزهما يقومان باستخراج الكنز ويستفيدان منه. ثم قال رحمة من ربك. اي هذا البئر الذي فعلت في هذه الاحوال الثلاثة انما هو رحمة من الله بمن ذكرنا من اصحاب السفينة ووالدي الغلام وولدي الرجل الصالح ثم قال وما فعلته عن امري اي لكني امرت به ووقفت عليه او ووقفت عليه وما فعلت عن امري ذلك نعم تأويل ما لم تسطع عليه صبرا هذا تفسير ومآل ما حصل بيني وبينك وما رأيته وهو الذي لم تسطع عليه صبرا يلاحظ انه في ممر قال تستطع وهنا قال تسطع شو الفرق بينهما؟ قالوا زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى فاذا زاد في الكلمة حرف فالغالب انه يدل على زيادة في المعنى. فهناك لما كان قتل الغلام وخرق السفينة اقامته الجدار كان شاق جدا على موسى هذا فعل لانه ما يعرف الحكمة هذا امر شاق عليه لانه يخالف الحق الذي يعتقده موسى لكن بعد ان بين له وزالت المشقة وابين له الخضر ان هذا في باطن الامر ان الله امره بهذا واطلعه على حقيقة الامر قال تسطع لان هذا اخف على موسى الان خلاص تبين لموسى فقال تسطع اقل كلمات لان المشقة الحاصلة على موسى الان اقل منها في اول مرة. ولذلك لما كانت المشقة الزائدة قالت تستطع هنا قال تسطع واشار الى هذا ابن كثير رحمه الله وآآ نتوقف نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد