الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الكهف ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم انهم من دونها سترا كذلك وقد احطنا بما لديه خبرا. لا يزال الكلام مستمرا في قصة ذي القرنين وقد مر معنا بالامس جملة منها في هذا اليوم نكمل بقية قصة ذي القرنين. يقول الله جل وعلا ثم اتبع سببه اي اتبع ذو القرنين سببا يعني سأرى وسلك طرقا ومنازل الى جهة الشرق ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ مطلع الشمس اي الى حتى بلغ ما يمكن ان يبلغه من مملكته او من ارضه او من الارض في ذلك الزمان من جهة المشرق من حيث تطلع الشمس ولهذا قال القرطبي المعنى انه انتهى الى موضع قوم لم يكن بينهم وبين مطلع الشمس احد من الناس والشمس تطلع وراء ذلك بمسافة بعيدة ونحوه قال القرطبي مطلع الشمس اي الموضع الذي تطلع عليه الشمس اولا من معمور الارض. يعني اول ما تطلع عليه الشمس من المكان المعمور من جهة الشرق والا مر معنا بالامس ان الشمس لا تزال طالعة اه مرتفعة فوق الارض في الليل والنهار فتغيب عن قوم وتخرج على اخرين قال حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا يقول ابن ابن كثير يقول تعالى ثم سلك طريقا فسار من مغرب الشمس الى مطلعها وكان كلما مر بامة قهرهم وغلبهم ودعاهم الى الله عز وجل. فان اطاعوه والا اذلهم وارغم الافهم واستباح اموالهم وامتعتهم واستخدم من كل امة ما يستعين به مع جيوشه على اهل اقليم المتاخم لهم وذكر في اخبار بني اسرائيل انه عاش الفا وست مئة سنة يجوب الارض طولها وعرضها حتى بلغ المشارق والمغارب ولما انتهى الى مطلع الشمس من الارض كما قال تعالى وجدها تطلع على قوم لم نجعل وجدها تطلع على قوم اي امة نجعل لم نجعل لهم من دونها سترا قال اي ليس لهم بناء يكنهم ولا اشجار تظلهم ولا تسترهم من حر الشمس يعني ليس لهم شيء يسترهم من الشمس ومن حرها ليس لهم بيوت ولا اشجار ولا جبال ولا غير ذلك قال سعيد بن جبير كانوا حمرا قصارى يعني هؤلاء القوم الذين ليس لهم ستر يسترهم من دون الشمس قال سعيد ابن جبير كانوا حمرا قصارى. مساكنهم الغيران. اكثر معيشتهم من السمك جاء عن الحسن انه قال ان ارضهم لا تحمل البناء فاذا طلعت الشمس فاذا طلعت الشمس تغوروا في المياه يعني دخلوا داخل المياه فاذا غربت خرجوا يتراضون كما تراغى البهائم وقال قتادة ذكر لنا انهم بارض لا تنبت لهم شيئا فهم اذا طلعت الشمس في اسراب جمعه سرب يعني فيه انفاق يدخلون فيه انفاق تحت الارض فهم في اسراب حتى اذا زالت الشمس خرجوا الى حروفهم ومعايشهم وعن سلمة ابن كهيل انه قال ليس لهم اكنان اذا طلعت الشمس طلعت عليهم فلاحدهم اذنان تفترش احداهما ويلبس الاخرى وهذا فيه شيء من المبالغة لعله من اخبار بني اسرائيل وقال ابن جريج قال لم يبنوا فيها بناء قط يعني عند قوله وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا قال لم يبنوا فيها بناء قط ولم يبنى عليهم فيها بناء قط كانوا اذا طلعت الشمس دخلوا اسرابا لهم حتى تزول الشمس او دخلوا البحر وذلك ان ارضهم ليس فيها جبل وجاءهم جيش مرة فقالوا فقال لهم لا تطلعن فقال لهم اهلها يعني لما جاءهم هذا الجيش قال اهل هذا المكان لاهل الجيش للجيش لا تطلعن عليكم الشمس وانتم بها فقالوا لا نبرح حتى تطلع الشمس ثم قالوا ما هذه العظام فقال اهل المكان هذه جيف جيش طلعت عليهم الشمس ها هنا فماتوا قال فذهبوا هاربين في الارض هذا خلاصة ما ذكره او هذا كل ما ذكره ابن كثير في تفسيره ومن هنا يتبين ان الله لم يجعل لهم سترا يحول بينهم وبين الشمس واختلفت عبارات المفسرين وكلها تؤدي الى شيء واحد وهو انهم ليس لهم بناء يكنهم او يسترهم من الشمس. فاذا طلعت عليهم الشمس تصيب ابدانهم ليس لهم ما يكنهم من البيوت او الاشجار ما كانوا يستطيعون ان يبنوا عليها لان الارض لا ارضهم لا تثبت للبناء ولكن فكانوا يستترون اما ان لهم اه اسرابا وسراديب وانفاق تحت الارض يدخلون فيها الى ان يذهب حر الشمس او انهم كانوا يدخلون داخل الماء داخل البحر الى ان اه يذهب شدة حر الشمس قال جل وعلا آآ كذلك وقد احطنا بما لديه خبرا اي كذلك اي الامر كذلك على حقيقته قد علمنا علم اليقين بما عند بما عنده يعني بما عند ذي القرنين ومن معه واحطنا بباطن امره قال ابن كثير قال مجاهد والسدي خبرا اي علما اي نحن مطلعون على جميع احواله واحوال جيشه لا يخفى علينا منها شيء وان اممهم وتقطعت بهم الارض فانه تعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. ثم قال سبحانه وتعالى ثم اتبع سببا اي فسار طرقا ومنازل وسلك سبلا اخرى وسار فيها حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما. يعني هو لا يزال في جهة المشرق فما زال يسير يسير ايضا من مكانه لكن ظاهر النص السابق انه يعني بلغ مطلع الشمس وبلغ اقصى نقطة يمكن ان يوصل اليها في جهة المشرق ثم سلك طرق اخرى لعلها الى جهة الشمال لان يأجوج ومأجوج كما سيأتي انها في مناطق اه شمال شرق اسيا ولهذا قال حتى اذا بلغ بين السدين السداني مثنى سد والاصل في السد هو الحائل بينك وبين الشيء وهما كما قال ابن كثير قال جبلان متناوحان يعني السدان جبلان متناوحان ومعنى يعني متناويحان يعني متقابلان. قال هما جبلان متناوحان بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك يعني جبلان متقاربان بينهما فتحة وطريق ومسلك يخرج منه يأجوج قبيلة يأجوج ومأجوج اه على بلاد الترك فيعيثون فيها فسادا. هذا من قول ابن كثير قال فيعيثون فيها فسادا ويهلكون الحرث والنسل اه ثم قال ابن كثير ويأجوج ومأجوج من سلالة ادم عليه السلام كما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى يقول يا ادم فيقول لبيك وسعديك فيقول ابعث بعث النار فيقول وما بعث النار؟ فيقول من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون الى النار وواحد الى الجنة. فحينئذ يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها فيقال ان ان فيكم امتين ما كانتا في شيء الا كثرتاه يأجوج ومأجوج يعني هم من بني ادم ولهذا ايضا جاء ذكرهم في حديث اخر وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه فتح من سد يأجوج مثل هذا وحلق بابهامه تليها وسيأتي ان شاء الله. اذا اه حتى اذا بلغ السدين هما جبلان عظيمان وقال شيخنا الشيخ ابن ابن عثيمين هما جبلان عظيمان يحولان بين الجهة الشرقية من شرق اسيا والجهة الغربية وهما جبلان عظيم ان بينهما منفذ ينفذ منه الناس حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. اه السدان فيهما قراءتان فيها فيهما قراءات قرأ ابن كثير وابو عمرو بين السدين وفي الاية الاتية ايضا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا يعني بفتح بالفتح. السدين بفتح السين في القراءتين او في الموضعين وقرأ حمزة وكسائي بظم السين في قوله بين دين حتى اذا بلغ بين السدين وقرأ قوله على ان تجعل بينه وبين سد بالفتح. اذا السدين بضم السين وبينهم سدا بالفتح وافق اه اه ابن كثير واب وابا عمرو. قال ابو عبيدة ابو عبيدة القاسم بن سلام كل شيء كل شيء وجدته العرب من فعل الله من الجبال والشعاب فهو سد بالظم. وما بناه الادميون فهو سد بالفتح يعني ما هو الفرق بين السدين والسدين؟ متى يقال السدين؟ ومتى يقال السدين؟ بناء على هذه القراءة اه اذا كان السد وهو الحائل بينك وبين الشيء من فعل الله كجبال او شعاب او نحوها فيقال له سد سد بالظم واذا كان من فعل بني ادم بنوا حائطا او جدارا ووضعوا شيئا بانفسهم يسمى سدا. هذا على قراءة حمزة والكسائي. قال جل وعلا وجدوا ونعم حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما. يعني من دون السدين وجد قوما اناسا امة من الامم لا يكادون يفقهون قولا قال الطبري لا يكادون يفهمون قول قائل سوى كلامهم. قال ابن كثير لاستعجام كلامهم وبعدهم عن الناس لا يكادون يفقهون ويفهمون على احد لانهم لا يعرفون لغة غيرهم ولا يفقهون فيها قراءة قرأ حمزة والكسائي لا يكادون يفقهون بضم الياء وكسر القاف لا يكادون يفقهون اي لا يفهمون غيرهم اذا كلموهم وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف لا يفقهون اي لا يفهمون ما يقال لهم لا يكادون يفقهون قوله قالوا يا ذا القرنين اي قال هؤلاء القوم وفهم عليهم ذو القرنين لانه كما ذكر بعض اهل العلم واتيناه من كل شيء سببا اي علمه الله لغات الناس اذا جاءهم قال حتى اذا بلغ بين السدين نعم قال قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض. اي قال هؤلاء القوم الذين وجدهم دون الدين قبل السدين لا يكادون يفقهون قولا قالوا له يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج وهما القبيلتان المعروفتان وجاء قصصهما في السنة وخروجهما من علامة الساعة الكبرى العلامات الكبرى التي اذا اه خرجت اولاها تتابعت اخراها او تتابعت الاخريات بعدها فهي كما جاء في الحديث كالعقد الذي انقطع او انفرط عقده مثل المسبحة اذا انقطع خيطها وسقطت اول خرزة فالاخرى فالاخريات تلوها بسرعة. هذه هي العلامات الكبرى. فمن علامات ساخرج يأجوج ومأجوج. وهم قوم لا يحصون كثرة و آآ يعيثون في الارض فسادا. ووقت خروجهم وقت نزول عيسى. عيسى يكون موجودا على الارض فيضيقون الارض على اهلها فينحازوا موسى فينحاز عيسى ومن معه نعم يحوز ويلجأ بمن معه من المؤمنين الى جبل الطور حتى يعني للواحد من المسلمين اه يعني لو يجدوا موضع مغرز ابرة اه كان ذلك شيئا عظيما له لانهم يسلط الله عليهم لانهم يعيثون في الارض فسادا ويشربون ماء الطبرية ويأتي اخرهم ويقول كان ها هنا ماء في زمن في وقت من الاوقات ويهلكون اهل الارض ثم بعد يرمون برماحهم الى السماء ويقولون قتلنا اهل الارض فنقاتل اهل السماء فتنزل رماحهم من اعلى عليها الدم ثم يهلكهم الله جل وعلا ويصيبهم النغف وهدود يأخذ في رقابهم فيصبحون جذع ساقطين مطروحين على الارض فتضيق الارض باهلها لشدة نتنهم وآآ زهمهم ورائحتهم حتى يحرزوا عيسى او كان قد حرز عباد الله الى بلد الطور لانه لا يداني له بقتالهما لكثرتهم وشدة شدة بأسهم ثم يهلكهم الله وينزل مطرا يحمل جثاهم الى البحر وقيل بل صح بذلك انه تأتي طير يعني تحملهم الى حيث شاء الله جل وعلا ولكنهم قوم مفسدون ولهذا هؤلاء القوم طلبوا من ذي القرنين ان يجعل بينهم وبينهم سدا حاجزا. قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض. هذا كل انواع الفساد لان الفساد في الارض هو العمل فيها بمعاصي الله. فهم يقتلون وينهبون الاموال هم كفار يكفرون بالله ويفعلون الافاعيل القبيحة. فقالوا ان يأجوج ومأجوج ومفسدون في الارض هل نجعل لك خرجا؟ خرجا يعني مالا نعطيك خرجا مالا وقرأت اه خرجا وهذه اه وقرأت خرجا وقرأت خراجا. هل اجعلوا لك خرجا وبها قرأ الجمهور وقرأ حمزة والكسائي خراجا فهل نجعل لك خراجا وهما بمعنى واحد الخراج والخرج بمعنى اي المال الكثير على ان تجعل بيننا وبينهم سدا يعني هل لك ان نعطيك مبلغا كبيرا ومالا كبيرا خرجا وخراجا؟ على ان تجعل بيننا وبينهم شدة تجعل حاجزا بيننا وبينهم لانهم افسدوا في ارضنا ويغيرون علينا ويقتلوننا ويفعلون ما يفعلون قال ما مكني فيه ربي خير قال لهم ذو القرنين ما مكني فيه ربي خير من ما اعطاكم لان الله سبحانه وتعالى اه اعطاه من خير المال ومكنه وملكه واتاه من كل شيء سببا. فهو ليس بحاجة الى المال ولهذا قال ما مكني فيه ربي خير من هذا الخراج الذي تريدون تعطونني اياه فاعينوني بقوة قيل قوة اي برجال صناع يعني اصحاب صنعة وقيل بقوة يعني بقوة بدنية بأبدانكم ما اريد منكم مالا اريد ان تساعدونني في ابدانكم اجعل بينكم وبينهم ردما. اعينوني بقوة انا لا احتاج الى مالكم ولا تحتاج الى خراج منكم لكن احتاج منكم ان تعينوني بابدانكم تمدونني برجال اصحاب صنعة آآ حتى اجعل بينكم وبينهم ردما. والردم هو السد. بمعنى السد الا انه امنع منه اشد ولهذا سيجعل فيه الحديد يفرغ عليه القطر و النار فهو سد وزيادة. اجعل بينكم وبينهما ردما. اه وفاتنا ان نذكر ان يأجوج ومأجوج فيها قراءتان قرأ عاصم بالهمز يأجوج ومأجوج وقرأ الباقون يأجوج ومأجوج بدون همز قال اتوني اتوني زبر الحديد. اي اعطوني اتوني اي اعطوني زبر الحديد وزبر الحديد قطع الحديد. كما قال ابن عباس يعني طلب ان يأتوا بقطع من الحديد حتى اذا وبين الصدفين يعني جعل الحديد بعضه فوق بعض حتى ساوى بين الصدفين والصدفين مثنى صدف هو جانب الجبل بين الصدفين يعني بين جانبي الجبلين. يعني سد هذه هذه الثغرة وهذه الفتحة ردم بها حتى بلغ رأس الجبلين. وساوى بين الصدفين بين جنبي الجبال فاستوت مع الحديد مع ذروة الجبلين ورأس الجبلين. حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا. اي انفخوا هذه النار يعني او قد نارا فامرهم ان ينفخوا النار على قطع الحديد. حتى اذا جعله نارا اضطرمت النار صار هذا الحديث هذا الحديد التهبوا نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا. اتوني افرغ عليه قطرا. اي اعطوني افرغ عليه قطرا القطر هو النحاس المذاب حتى يكون ذلك اقوى واشد آآ قال ابن كثير قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة هو النحاس وزاد بعضهم المذاب. ويستشهد بقوله واسلنا له عين القطر. ولهذا آآ يشبه بالبرد المحبر. آآ يعني حتى لا يمكن ان ينقبوه او ينقضوه فجعل الحديد واوقد عليه النار العظيمة ثم افرغ عليه النحاس المذاب من شدة حرارته حتى يلتئم ويلتحم بعضه ببعض فلا يستطيعون آآ ان ينقبوه آآ قال ابن كثير وقد بعث الخليفة الواثق في دولته بعض امراء امرائه ووجه معهم جيشا ووجه معه جيشا سرية لينظروا الى السد ويعاينوه وينعتوه اذا رجعوا فتوصلوا من بلاد الى بلاد ومن ملك الى ملك حتى وصلوا اليه ورأوا بناءه من ومن النحاس وذكروا انهم رأوا فيه بابا عظيما وعليه اقفال عظيمة ورأوا اه بقية اللبن والعمل في برج هناك. وان عنده حرسا من الملوك المتاخمة له. وانه عال منيف شاهق لا يستطاع ولا ما حوله من الجبال ثم رجعوا الى بلادهم وكانت غيبتهم اكثر من سنتين وشاهدوا احوالا وعجائب اه اذا يتلخص اه ان اه السدين او سد يأجوج ومأجوج انه في جهة في المشرق الاسلامي في شمال الارض. في الجهة الشرق الجهة الشمالية من تلك الارض. وهنا قد يرد سؤال فيقول قائل لكن اين هم الان؟ والان العلم تطور والاقمار الصناعية تصور والطائرات تصور والناس يذهبون الى كل مكان. افأين هؤلاء القوم؟ اين هم لانه جاء في الحديث ما يدل على انهم موجودين وانهم لا يزالون كذلك. كما في آآ الذي رواه الامام احمد والترمذي قال الترمذي حديث حسن غريب او الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وقال البوصيري اسناده صحيح ورجاله ثقات صححه الالباني في الصحيحة بان من من حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم. حتى اذا كادوا يرون شعاع شمس يعني كل يوم قال الذي عليهم ارجعوا فاستحفرونه غدا فستحفرونه غدا فيعودون اليه كاشد ما كان اذا رجعوا من الغد وجدوه قد عاد اشد ما يكون. مثله سابقا. سدا منيعا. حتى اذا بلغت مدتهم واراد الله ان يبعثهم على الناس حفروا حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا ان شاء الله. يعني استثنى في المدد السابقة ما كان يستثني ما يقول ان شاء الله. بهذه المرة يقول ان شاء الله ويستثني فيعودون اليه وهو كهيئته حين تركوه يعني ما عاد سدا قد حفروا ما حفروا بقية الحفر الذي تركوه. فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه يتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون سهامهم الى السماء فترجعوا وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا اهل الارض وعلونا اهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا في اقفائهم فيقتلهم بها نغفا يعني مثل الدود يكون في اقفائهم في رقابهم او في ظهورهم فيقتلهم جميعا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان دواب الارض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم. تشكر يعني تسمن. تشكر ما تأكل. فيخرج اثر ذلك عليها وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم. وايضا جاء في الحديث المتفق عليه آآ عن زينب انتاح زوج النبي صلى الله عليه وسلم آآ قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه وهو محمر وجهه وهو قل لا اله الا الله ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا هذا وحلق. قلت نعم. وفي رواية عقد تسعين. وفي رواية حلق باصبعه الابهام التي تليها قالت قلت يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم اذا كبر اذا كثر الخبث اه آآ نعم اذا بعد هذا البيان وانهم موجودون آآ نقول ردا على الشبهة التي اوردتها ان يقول قائل اينها الان؟ ما تظهر في التصوير وما احد رآها هذا غير صحيح وقد يكون هذا سبيلا للطعن نقول يجب ان نسلم بالنصوص. مقتضى الايمان بالله الله ورسوله ان نقول صدق الله ورسوله. فان كلام الله كله حق وصدق. ومن اصدق من الله قيلا ومن احسن من الله حديثا. وقول رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك صدق وهو اصدق الخلق صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. ولكن لا يلزم ان نعرف مكانهم. قد يخفيه الله جل وعلا. اية من اياته والله على كل شيء قدير. ولهذا يقول الامين الشنقيطي رحمه الله يرد يعني يرد على من انكر ذلك في اضواء البيان قال وخلاصته انهم موجودون كما اخبر الله ورسوله ولا يلزم معرفة ولا يلزم معرفة مكانهم. لامكان ان الله اخفى مكانهم حتى يأتي وقتا محدد واحتج الامير الشنقيطي بتيه بني اسرائيل اربعين سنة في صحراء سيناء مكان محدود تاهوا اربعين انا ما استطاعوا الخروج منها اذا اراد الله شيئا اتمه جل وعلا. ويمكن ان يستدل ايضا بوجود المسيح الدجال. في حديث اه تميم لما ذكر قصته في صحيح مسلم وانهم لعب بهم البحر شهرا لما كان نصرانيا وانهم افضوا الى جزيرة وجدوا فيها الجساسة دابة لا يعرف اه قبلها من دبرها وانها قالت هلموا الى رجل الى خبركم بالاشواق جاؤوا وجدوا رجلا مسلسلا طويلا وقد ربط بالسلاسل فسألوه فسألهم هل نهر نخل بيسان موجود؟ قالوا نعم ويثمر. قال يوشك الا يثمر. قال هل هل بحيرة طبرية موجودة؟ قال نعم قالوا نعم قال يوشك ان ينفد ماءها وذكر ثم قال هل خرج نبي الاميين؟ قالوا نعم فقال ان يتبعوه خيرا لهم ثم قال لهم بعد ذلك انا المسيح الدجال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم هو ها هنا في جهة المشرق لا هو ما هو بجهة المشرق ما هو بجهة المشرق ثم ذكر كلاما فيه تعمية سلم ولكن ظاهر الكلام انه كان موجودا في الخليج العربي. اين هو الان؟ ما احد يكتشفه وهو في جزيرة محبوس ويقول وشك ان يؤذن لي فاخرج. هو موجود الان واين العلم الحديث والاكتشافات الكواكب التي تصور والاقمار الصناعية اذا اراد الله امرا اتمه والبشر قدرتهم محدودة مهما اوتوا من قدرة فيجب الايمان بذلك ولا يجوز انكاره. قال جل وعلا فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له آآ قال الطبري اي ما استطاع يأجوج ومأجوج اي يعلو الردم ما استطاعوا ان يظهروا يظهروا على الردم الذي جعله ذو القرنين آآ اه ما استطاعوا فما استطاع يأجوج ومأجوج ان يعلو الردم الذي جعله ذو القرنين حاجزا بينهم وبين من دونهم من الناس فيصير فوقه وينزل منه الى للناس يقال ظهر فلان عن البيت اذا علاه هو. وما استطاعوا له نقبا ايضا يقول الطبري ما استطاعوا ان ينقبوه من اسفله. قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكاؤا وكان وعد ربه حقا. قال هذا رحمة من ربي بالناس ليمنعهم من يأجوج ومأجوج يعني بقاء هذا السد وعدم قدرتهم على الصعود فوقه او على نقبه وحفره وشقه من اسفل هذا من رحمة الله بخلقه فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء يعني جعله دكتكا متساويا وكان وعد وكان وعد ربي حقا اذا وكان وعد الله حقا وسيأتي ذلك اليوم وكما قدمنا هذا من علامات الساعة الكبرى والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده رسوله نبينا محمد