الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الكهف في اخرها وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا وتركنا بعضهم يقول ابن كثير رحمه الله وتركنا بعضهم اي يوم القيامة وتركنا بعضهم اي الناس يومئذ اي يوم يدك هذا السد ويخرج هؤلاء فيموجون في الناس يعني سد يأجوج يأجوج ومأجوج يأتي عليه يوم يدك في الدنيا قبل الاخرة فبدل ان يكون سدا منيعا كما مر معنا بالاحاديث بالامس يصبح طريقا يتدكدك يهد تهدم فيصبح طريقا كما كان سابقا. طريق بين جبلين فذلك اليوم اي يوم يدك هذا السد ويخرج هؤلاء فهي موجون في الناس ويفسدون على الناس اموالهم ويتلفون اشياءهم وهكذا قال السدي في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال ذاك حين يخرجون على الناس وهذا كله قبل يوم القيامة وبعد الدجال يعني هذا كله في الدنيا قبل يوم القيامة بل كذلك بعد خروج المسيح الدجال لانهم يخرجون على عيسى ومن معه وعيسى عليه السلام ينزل ويقتل مسيح الضلالة. المسيح الدجال اذا هم بعد الدجال لانه يأجوج ومأجوج من علامات من علامات الساعة الكبرى قال جل وعلا وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض. اذا هذا هو القول الاول وهو قول الجمهور انه ان يومئذ عائد على يوم ما يوم اندكاك السد في الدنيا بعد خروج المسيح الدجال ومعنى يموج كما مر معنا يعني يختلط بعضه ببعض. فيموجون بالدنيا ويهلكون اموال اهل الدنيا ويقتلون ويفعلون وقال بعض المفسرين ان المراد بقوله يومئذ وتركنا بعضهم يومئذ المراد به يوم القيامة يختلط الناس والجن بعضهم ببعض والصواب هو القول الاول لان يوم القيامة اشار اليه بعد ذلك في نفس الاية بعد قوله وتركنا بعضهم يومئذ يومئذ يموج في بعض قال ونفخ في الصور في الصور يعني قامت الساعة فهذا الموج وهذا الاختلاط هذا قبل قيام الساعة ولهذا يقول بعض المفسرين قال يوم يندك السد وهو قرب قيام الساعة يموج يأجوج بعضهم ببعض ويتدافعون للخروج يعني من السد يموج بعضهم ببعض يعني حينما يخرجون من السد لكثرتهم يموج بعضهم ببعض ويتدافعون وقيل يموج ويأجوج ومأجوج ببقية الناس ويعبثون في الارض ويعيثون في الارض فسادا وهذا ايظا حق. قال جل وعلا وتركنا بعظهم يومئذ يموج في بعظ ونفخ في الصور. فجمعناهم جمعا يقول ابن كثير رحمه الله ونفخ في الصور الصور كما جاء في الحديث قرن ينفق فيه هذا جاء في حديث رواه الترمذي وبالمبارك عن عبد الله بن عمرو بسند صححه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصور قرن ينفخ فيه يعني مثل قرن الشاة مثل قرن العنز او الشاة اعلاه واسع واسفله ضيق على هيئة البوق يمضغ فيه اسرافيل قال قرن قال ابن كبير والصور كما جاء في الحديث قرن ينفخ فيه والذي ينفخ فيه اسرافيل ومما يدل على ذلك ما رواه آآ الترمذي وابن حبان فقال الترمذي حديث حسن وصححه الالباني عن ابن عباس وعن ابي سعيد مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف انعم وصاحب القرن قد التقم قرنا. قد التقم القرن وحنى جبهته واستمع متى يؤمر قالوا كيف نقول يا رسول الله؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه التنعم فقال كيف انعم؟ وصاحب القرن وهو اسرافيل قد انتقم القرن يعني وضعه عند فيه عند فمه ينتظر متى ونعمل طقم القرن وضعه عند فيه وحنى جبهته. مستعدا للنفخ واستمع متى يؤمر اذا الامر قريب ويدل عليه ايضا ما رواه الحاكم وصححه وافقه الذهبي وحسنه ابن حجر في الفتح صححه الالباني عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان طرف صاحب السور يعني طرف اسرافيل نظروا وعينه ان الطرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة ان يؤمر قبل ان يرتد اليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان هنا الامر يا اخوان قريب فالانسان يستعد للاخرة وكل ما هو ات قريب قال جل وعلا فجمعناهم جمعاء. قال ابن كثير اي احضرنا الجميع للحساب كما قال جل وعلا قل ان الاولين والاخرين لمجموعون الى ميقات يوم معلوم وقال جل وعلا وحشرناهم فلم نغادر منهم احد اذا يوم ينفخ في الصور فتقوم الساعة عند ذلك يجمع الله الخلق الاولين والاخرين ويحشرهم لاجل مجازاتهم على اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر ثم قال جل وعلا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا يومئذ يعني يوم ينفخ في الصور يوم تقوم الساعة قال الطبري اي وعرضنا جهنم اي ابرزنا جهنم يوم ينفخ في الصور فاظهرناها للكافرين بالله حتى يروها وقال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عما يفعله بالكفار يوم القيامة انه يعرض انه يعرض عليهم جهنم ان يبرزها لهم ويظهرها ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها ليكون ذلك ابلغ في تعجيل الهم والحزن لهم ثم قال وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها نعوذ بالله اذا ذلك اليوم تعرض جهنم وتبرز وتظهر للكافرين الذين كفروا بالله جل وعلا ولم يؤمنوا به في هذه الحياة الدنيا عرضا واظهارا عظيما حيث يرونها ويرون بعظها يحطم بعظا ويأكل بعظهم بعظا اذا رأوها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ نعوذ بالله قال جل وعلا الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري هذا تفسير وبيان للكافرين وهم الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري قال الطبري الذين كانوا لا ينظرون في ايات الله فيتفكرون فيها ولا يتأملون حججه فيعتبرون بها اي هم غطوا اعينهم عن الحق ونحوه قول ابن كثير قال الذين كانت اعينهم في غطاء الذكر اي تغافلوا وتعاموا وتصاموا عن قبول الهدى واتباع الحق كما قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وقال ها هنا وكانوا لا يستطيعون سمعا اي لا يعقلون عن الله امره ونهيه نعم فهم ما كانوا يستطيعون سمعا يعني لا يقولون عن الله امره ونهيه ولهذا قال بعض المسلمين يحتمل انهم كانوا لا يريدون ان يسمعوا الحق لا يعقلون عن اللي هي امر عن الله امره ونهيه وقيل المراد انهم لا يستطيعون سماع الانتفاع لا يستطيعون ان يسمعوا السماع الذي ينفعهم ويورثهم ويعقبهم الايمان لا بل هم معرضون وفي اذانهم وقر يسمعون الكلام لكن لا يستجيبون له ولا ينتفعون بما يسمعون. ثم قال جل وعلا افحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دون اولياء هذا استفهام انكاري وتوبيخي يقول الله جل وعلا افحسب الذين كفروا الذين كفروا بالله جل وعلا ويشملوا كل اهل الكفر وان كان ابن جرير كانه يجعلها في طائفة يقول ابن جرير الطبري افظن الذين كفروا بالله من عبدة الملائكة والمسيح ان يتخذوا عبادي الذين عبدوهم من دون الله اولياء يقول كلا بل هم لهم اعداء ليسوا باولياء بهم بل هم لهم اعداء قال ابن كثير اي اعتقدوا افحسب الذين كفروا يتخذوا من عبادي من دون اولياء قال ابن كثير اي اعتقدوا انهم يصح لهم ذلك وينتفعون بذلك كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ولهذا اخبر الله تعالى انه قد اعد لهم جهنم يوم القيامة منزلا يقصد بهذا التفسير انا اعتدنا جهنم للكافرين نزولا. لاعتدنا كما مر مرارا اي اعددنا وهيأنا جهنم نار جهنم للكافرين نزلا نزل قال بعض المفسرين اي منزلا تكون يوم القيامة جهنم منزلا لهم ينزلونه وقال بعضهم النزل هنا هو ما يقدم للضيف اول قدومه فهم نعوذ بالله نزلهم الى وافقوا القيامة اول ما يقدمون جهنم اول ما يقدمون الاخرة نزلهم يدخلون النار نعوذ بالله الى النار ثم قال جل وعلا قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا اي قل لهم يا نبينا هل ننبئكم ونخبركم بالاخسرين وهذه صيغة مبالغة على التفضيل باحسن الناس اعمالا قال الطبري يعني بالذين اتعبوا انفسهم في عمل يبتغون به ربحا وفضلا فنالوا به عطبا. وهلاكا ولم يدركوا طلبا كالمشتري سلعة يرجو بها فظلا وربحا فخابر جاؤه وخسر بيعه ووكس في الذي رجاء فظله. نعوذ بالله وهذا كما قال جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فالكفار اخسر الناس اعمالا لان الله جل وعلا يقول وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فهم الاخسر في باب الاعمال على الاطلاق لانهم خسروا هذه الاعمال التي كانوا يفعلونها ان كانت صالحة جعلها الله هباء وان كانت غير ذلك فلا تزيدهم الا عذابا في النار فهم اخسر الناس عملا ثم قال جل وعلا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهذا بيان وتفسير لعمل الاخسرين اعمالا. لماذا لماذا كانوا هم الاخسرين اعمالا قال الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وظل اي بطل وذهب وزال بسبب كفرهم قال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت لا يحبطنا عملك. وقال جل وعلا بعد ان ذكر ثمانية عشر نبيا في سورة الانعام قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون نعوذ بالله. فالحبوط هو الزوال والذهاب الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا فكانوا يعملون اعمالا ضالة على غير الصراط المستقيم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. يعتقدون ويظنون انهم يحسنون الصنع فيما يفعلون وهذا في كل من عمل عملا ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان صاحبه في ظلال وسيأتي ان شرط ان شرطي قبول العمل الاخلاص لله فيه والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه الاية ايها الاخوة اية مخيفة كم من الناس الان عنده عبادات وعنده يتعبد بها ما راجع نفسه هل هذه العبادة الصحيحة هل الدليل صحيح الذي فيها هل هي موافقة للشرع او مخالفة وخاصة التي ينشأ عليها الانسان مع اهله او مع قومه انا وجدنا اباءنا على امة ولهذا كم ترى من ظلال الذين ينتسبون الى الاسلام الان كطوائف من الصوفية وغيرهم ممن يتعبدون بعبادات ما ما شرعها الله. ما انزل الله بها من سلطان واذا عرضوا وقيل لهم هذا الفعل لا يجوز صاحوا في وجه من ينصحون ويقول انا وجدنا ابائنا على امة او انت لا تحب النبي صلى الله عليه وسلم فيا اخوان بين يدي الله عز وجل ما ينفعك من العمل الا ما كان لله خالصا وكان صاحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم متابعا لا تأخذك العزة بالاثم انت تضر نفسك راجع نفسك راجع نفسك اقوالك اعمالك افعالك عباداتك راجعها اذا اردت النجاة انت الذي تربح او تخسر ولهذا قال جل وعلا وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة والنتيجة تصل نارا حامية نعوذ بالله وخاصة يا اخوان العبادات التي ينشأ عليها الانسان ويتعلمها من ابائه من ابيه من امه من قومه يتعود انهم يفعلون يتدينون لله عز وجل يتعبدون لله بها انظر هل هذه على الحق هل عليها دليل هل هي على السنة هل تابعت النبي صلى الله عليه وسلم فيها ام لا ما ينفعك بين يدي الله عز وجل تقول انا وجدنا اباءنا على امة. لا الله ارسل الينا رسولا وقال وان تطيعوه تهتدوا فقال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر الاسوة القدوة هو النبي صلى الله عليه وسلم واما غيره مهما كان فكل يؤخذ من قوله ويرد الا النبي صلى الله عليه واله وسلم فهل الانسان يراجع نفسه انا اقول على سبيل المثال وهذا يحصل عند حتى كثير من اهل الخير والصلاح والحريصين على السنة عنده اخطاء في الاذكار اذكار الصباح والمساء او ربما اذكار الصلاة او ربما اذكار النوم راجع راجع اذكارك التي تقولها راجعة صححها. اقرأ الاحاديث التي فيها. انظر هل انت تنطقها صح او عندك زيادات واضافات؟ وعندك نقص فلابد الانسان ان يعرض نفسه على الدليل وعلى الشرع حتى يتأكد ان اعماله تنفعه عند الله عز وجل ولا يكون له نصيب من قوله الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسننا صنع كثير من المبتدعة الان يحسبون ويعتقدون انهم يحسنون صنعا. ولهذا يقول لاهل السنة لمن هو على منهج النبوة يقول انت وهابي انت ما تحب الرسول صلى الله عليه وسلم لا يا اخي الدعاوى ما تنفع وانت يا عبد الله اسعى لنفسك لا تغتر بالناس وتقول انا مع القوم يوم القيامة تسأل عن عملك وحدك ولا تسألي عن احد من البشر الا عن نبيك صلى الله عليه وسلم ماذا اجبتم؟ المرسلين قال جل وعلا اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه هؤلاء الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا هم الذين كفروا بايات الله بايات ربه يقول ابن كثير رحمه الله يقول الذين كفروا بايات ربهم اي جحدوا ايات الله في الدنيا وبراهينه وبراهينه التي اقام على وحدانيته وصدق رسوله. وكذبوا بالدار الاخرة نعم ولهذا وقال بعض المفسرين كفروا بايات ربهم الكونية والشرعية فكذبوا بالايات كلها وهي الدلائل والعلامات الواضحات الدالة على وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة وانه لا اله الا هو وانه يجب ان يعبد دون من سواه قال ولقائه كذبوا بلقاء يوم القيامة كذب بايات ربهم ولقاء الله جل وعلا يعني كذبوا بيوم البعث والنشور وانهم لا يلقون الله انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا ويعتقدون انهم يكونون ترابا فقط والايمان باليوم الاخر وبلقاء الله هذا احد اركان الايمان الستة ومن لم يؤمن به فهو كافر قال جل وعلا واتخذوا اياتي ورسلي هزوا اتخذوا اياتي ايات الله الكونية الشرعية القرآن اتخذوا هزوا وسخرية اساطير الاولين ان هذا الا قول البشر ساحر مجنون نعوذ بالله فاخذوها استهزاء وسخرية وعدم اهتمام بها. قال جل وعلا فلا نقيم نعم نعم نحن خلطنا وقدمنا قال اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم بطلت اعمالهم كما من الكلام عليها قريبا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا يحتمل شيئين فالاول قال ابن كثير فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا قال اي لا نثقل لا نثقل موازينهم. لانها خالية من الخير اذا لا نقيم لهم وزنا يعني لا نزن ليس لهم ليس لاعمالهم وزن لا نقيم لها وزنا فهي خفيفة طائشة لا تثقل ويدل على هذا كما قال ابن كثير ما رواه البخاري ومسلم عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال اقرأوا ان شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. اذا هذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم يعني لا نقيم لهم وزن يعني ليس لهم اي وزن تخف موازينهم وقال بعض المفسرين فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا يعني ليس لهم عندنا قدر وذلك بسقوط مرتبتهم لكفرهم فلا نقيم لهم اي وزن ولا اي اعتبار ولا اي مقام والصواب ان الاية تشمل الامرين فالحديث دل على انه لا يقام لهم وزن وان الرجل العظيم لا يزن عند الله جناح بعوضة فلا يقام له وزن ولا ثقل وكذلك ايضا ليس لهم ليس لهم قدر عند الله بل هم في غاية الذل والهوان نسأل الله العافية. ثم قال ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا. ذلك نجازيهم جهنم وندخلهم النار بما كفروا الباء للسببية بسبب كفرهم واتخذوا اياتي ورسلي هزوا. فجزاؤهم جهنم ندخلهم فيها ونصريهم جهنم بسبب كفرهم وبسبب اتخاذهم ايات الله وعلاماته ودلائله الواضحة التي تدل عليه وكذلك اتخاذهم لرسل الله الذين بعثهم اليهم هزوا سخرية يهزعون بهم ويسخرون منهم فيقولون عن القرآن اساطير الاولين كيهانة ويقولون عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ساحر او مجنون اذا هم يستهزون باية الله جل وعلا وبرسله وبرسله. قال جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا هذان هما شرطا قبول العمل الذين امنوا وعملوا الصالحات وهو يتضمن مذهب اهل السنة والجماعة في الايمان. امنوا الايمان تصديق عن اقرار هذا بالقلوب وعملوا الصالحات بالجوارح فهم عقدوا قلوبهم على الايمان صدقوا واقروا بالحق ونطقوا بافواههم بالحق وعملوا ببقية جوارحهم بالحق وهذان هما شرط قبول العمل هذه الاية وما سيأتي بعدها ذلك وقد جمعها الله عز وجل في اخر السورة قال جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا نزل يحتمل انها مكانا ينزلون فيه او ضيافة يعطون نزلا يقدم لهم ضيافة اول ما يدخلوا الجنة. ولكن الصواب انه مكان ينزلون فيه لانه جاء فيه نزل اهل الجنة زيادة كبد حوت كما الحديث الذي في البخاري وغيره قال مجاهد الفردوس هو البستان بالرومية. وقال كعب السوديوم والضحاك هو البستان الذي فيه شجر الاعناب. وقال ابو امامة الفردوس سرة الجنة. في رواية وسط الجنة وقال قتادة الفردوس ربوة الجنة واوسطها وافضلها. وقد روي هذا في حديث مرفوع عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الفردوس ربوة الجنة واوسطها واحسنها. وصححه الشيخ الالباني وجاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا نعم وقيل ان الفردوس هو اعلى الجنة وهذا هو القول الحق الذي يجب المصير اليه يدل عليه الحديث الذي في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فانه اعلى الجنة واوسط الجنة ومنه تفجر وانهار الجنة ومعنى اوسط قال فانه اعلى الجنة. هو اعلى شيء في الجنة. ومعنى اوسط الجنة يعني اعدلوا الجنة وافضلها كما قال الحافظ ابن حجر الفتح قال المراد بالاوسط هنا الاعدل والافضل كقوله جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسط يعني فضلناكم انتم افضل الامم. كنتم خير امة اخرجت للناس ولهذا قال ابن جرير قال والصواب ما نعم والصواب من القول في ذلك ما تظاهرت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان الفردوس هو اعلى الجنة وافضل الجنة قال جل وعلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا خالدين في الجنة لا يريدون التحول عنها يعني مقيمين ساكنين فيها لا يطعنون عنها ابدا. ولا يبغون عنها حولا اي لا يختارون غيرها ولا يحبون سواها قال ابن كثير وفي وفي قوله لا يبغون عنها حولا تنبيه على رغبتهم فيها وحبهم لها مع انه قد يتوهم في من هو مقيم في المكان دائما ان يسأمه ويمله. فاخبر انهم مع هذا الدوام والخلود دي لا يختارون عن مقامهم ذلك متحولا ولا انتقالا ولا ضعنا ولا رحلة ولا بدلا قال جل وعلا قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. يقول الله عز وجل لنبيه قل لو كان البحر مدادا اي حبرا ودواة للقلم الذي تكتم به الذي تكتب به كلمات ربي لنفد البحر انتهى ويبس البحر قبل ان تنفد كلمات ربي وقبل ان تنتهي لكثرة كلام الله جل وعلا. ولو جئنا بمثله مددا لو جئنا بمثل هذا البحر ببحر اخر وبحر اخر وبحر اخر ما نفدت كلمات الله ولا نفدت هذه البحار. وهذا كما قال جل وعلا في اية اخرى ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله. ان الله عزيز حكيم. لو مد البحر جعل البحر دوات. يكتب بها وجعل في الارض من شجرة كلها اقلام لاجل توضع في البحر وتكتب كلمات الله لنفدت نفد البحار وتكسرت الاقلام وما نفذ كلام الله جل وعلا لكثرته. فهو متكلم بحرف وصوت جل وعلا. ثم قال جل وعلى قل انما انا بشر مثلكم. نعم هذا تنبيه على شرطه الاخلاص. شرطي قبول العمل. فقل لهم يا محمد انما انا بشر مثلكم لست الها ولا ربا ولا ملكا. انا انا بشر مثلكم من حيث الجنس انا من جنس البشر. لكنني يوحى الي خصني الله جل وعلا بالوحي والرسالة فهو افضل الانبياء والرسل. يوحى الي انما الهكم اله واحد. انه لا اله الا الله وحده لا شريك له جل وعلا اله واحد ولا يجوز ان يعود معه سواه قال جل وعلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا من كان يرجو لقاء الله بعد الموت ويعلم انه سيبعث وانه سيلاقي عمله وانه سيقف بين يدي الله جل وعلا فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فليعمل عملا صالحا هذا المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذا تنبيه على الاخلاص فيخلص لله جل وعلا بعبادته ولا يجعل مع الله شريكا كائنا من كان في جميع العبادات. لا يجوز ان يجعل لله شريكه. يخلص العبادة لله وحده لا شريك له اه وبهذا نأتي على اخر هذه السورة. وهناك الحقيقة بعض الاحاديث اه في اه التحذير من الرياء لكن يعني الوقت اه قد داهمنا ونتحدث عنها ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد