الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اه فلا يزال الكلام في الايات من سورة مريم المتعلقة بعيسى ابن مريم وامه وكان من اخر ما تكلمنا عليه اه قوله جل وعلا قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وذكرنا مقولة الامام مالك ابن انس رحمه الله مع شدة هذه الايات على اهل القدر اه اخبر عيسى بما قضي من امره وما هو كائن الى ان يموت فاخبر عيسى بذلك وهو غلام صبي وما سيقع له فهذا فيه اثبات القدر. وان الله جل وعلا قد قدر الاشياء يقولون لا اه الاشياء لا لم يقدرها الله فالانسان يخلق افعال نفسه والله لا يعلم بها الا اذا فعلها الانسان. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ومما فاتنا ان نذكره في درس الامس آآ عند قوله او ما ذكره بعض اهل العلم عند قوله جل وعلا وهزي اليك بجذع النخلة فقالوا فيه دليل على التسبب في تحصيل الرزق وانه مأمور به شرعا وانه لا يقدح بالتوكل لان الله جل وعلا قادر على ان يسقط عليها الرطب من غير ان تبذل شيئا ولكنها بذلت فهزت الجذع ففيه بذل الاسباب في طلب الرزق والانسان ما يجلس يضع يد على يد ويقول يأتيني الرزق انا سادعو الله ويأتيني رزقي وانا جالس في البيت ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر لو تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا الطير في الصباح تغدو في في الغدو في اول النهار تطير. خماصا جائعة بطونها ليس فيها شيء وتروح الرواح اخر النهار فتروح وترجع الى اعشاشها بطانا يعني قد امتلأت بطونها فالذي يرزقه هو الله جل وعلا لكن هي بذلت السبب طارت بحثت فكذلك الانسان لابد ان يبذل السبب ولهذا لما دخل عمر رضي الله عنه وجد شبابا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ماذا تصنعون؟ قالوا اه نحمد الله ونسبحه قال يعني ومن اين تأكلون؟ قالوا الله يرزقنا فاخذ الدرة وعلاهم ضربا وقال ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وامرهم بان يذهبوا وان يسعوا في طلب وتحصيل الرزق اه يقول جل وعلا قال اني عبد الله قبلها اه نقرأ الايات حتى يتصل المعنى. قال فاتت به قومها تحمله قالوا يا يا مريم لقد جئت شيئا فريا لما آآ جاءت بعد ان ولدت لانها قبل الولادة انتبذت وتنحت عنهم مكانا قصيا نائيا عنهم بعيدا فلما ولدت جاء به الى اهلها والى قومها فرآها قومها وهي تحمل هذا المولود وهي امرأة غير متزوجة فبهتوها وقالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. امرا عظيما. وقيل يعني امرا شنيعا. يعنون بذلك الفاحشة والزنا عليهم من الله ما يستحقون. يا اخت هارون وذكرنا ان اخت هارون ان هارون رجل صالح وليس هو اخو موسى. لان اخو موسى متقدم جدا وبينه وبين عيسى السنين سنين عددة حتى قال بعضهم الف وسبعمائة سنة ما كان ابوك امرأة سوء ما كان ابوك رجلا سيئا او صاحب زنا او صاحب فجور وما كانت امك بغية ما كانت امك امرأة معروفة فكيف يصدر منك هذا الفعل؟ فاشارت اليه. هنا اه بدأ تنفيذها اه قولها لن كلم اليوم انسيا. فهنا ما تكلمت بلسانها لكن اشارت اشارة قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا اه قال ابن كثير رحمه الله آآ كيف نكلم من كان في المهد صبيا من هو موجود في مهده في حال صباه وصغره؟ كيف يتكلم قال اني عبد الله. قال ابن كثير اول شيء تكلم به ان نزه جناب ربه تعالى وبرأ الله عن الولد واثبت لنفسه العبودية العبودية لربه ومن هنا قال اهل العلم ان في هذا رد اه على الغولات الذين غلوا في عيسى وجعلوه الهة مع الله. فاول ما نطق به العبودية لله جل وعلا. فهو عبد لله وليس ابنا له ليس ربا وليس مشاركا قال جل وعلا قال اني عبد الله اتاني الكتاب وذكرنا ان معنى اتاني الكتاب يعني قضى يوم قظى امور خلقه الى ان يؤتيني الكتاب يعني غاب الله عز وجل ذلك ازلا هو لم يؤتيه الكتاب بعد لكن اتاني الكتاب اتى بفعل ماضي آآ لبيان تحقق هذا وانه امر مفروغ منه وان الله قد قضى ذلك وكل ما قضاه الله وقدره لابد من وقوعه. اتاني الكتاب وهو الانجيل وجعلني نبيا. ايضا جعلني من انبيائه. والمراد سيجعلني من انبيائه لكن لما كان هذا امرا حتما مقضيا واقعا عبر عنه بالماضي الذي يدل على تحقق الامر وحصوله فكأنه قد حصل لشدة تأكيد حصوله ووقوعه وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت آآ قال آآ الثوري وكذلك قال مجاهد وعمرو ابن قيس واجعلني وجعلني مباركا قال جعلني معلما للخير وفي رواية عن مجاهد جعلني مباركا يعني نفاعا جاء عن وهيب ابن الورد آآ انه قال اه بركته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اينما كان. يعني امارا بالمعروف نهاء عن المنكر. وكل هذه المعاني حق جعله الله مبارك معلما للخير نفاعا للخلق اي بجعله امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر داعيا الى التوحيد محذرا من الشرك وجعل في اعماله البركة قال جل وعلا وجعلني مباركا اينما كنت. اينما كنت واينما حللت فجعلني متصفا بهذا الوصف وهو البركة ونفع الناس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر اه واوصاني بالصلاة والزكاة. ايضا من عهد الي واوصاني والوصية هي اه العهد الشديد المؤكد. فاوصاني بالصلاة اي ان اقيم الصلاة واؤدي الصلاة ولا اؤخرها عن وقتها ولم يرد لنا تفصيل الصلاة التي امره الله بها اه كما هو في شريعتنا ولكن لا شك ان الله سبحانه وتعالى قد امره بالصلاة وفرض عليه صلاة كان يصليها فالصلاة اه مما اتفقت عليه اه يعني مما جاءت به الانبياء. وليس خاصا بنبينا صلى الله عليه واله وسلم. وهذا دليل على اهمية الصلاة وفرضيتها ايضا الزكاة اوصاه بان يؤتي الزكاة وايضا لم يرد لم يردنا تفصيل هذه الزكاة لكن لا شك ان الله فرض عليه فرض عليه زكاة يعلمها هو ولذلك وصاه بالقيام بها وبطاعة الله وفعل ما امره بها. قال ما دمت حيا يعني فيه الثبات على الدين وانه ليس آآ الدين فترة من الفترات او في وقت الشباب او في وقت الكهولة او لا يكون الا في وقت الشيخوخة ابدا الدين يجب ان يلزمه الانسان منذ استطاعته وحتى ولو حينما يكون مميزا النبي صلى الله عليه وسلم قال مروا ابنائكم بالصلاة لسبع واضربوه عليها لعشر ويلزمها الى ان يموت او يذهب عقله فيعذر عند ذلك وهذا فيه وجوب الثبات على الدين ولزوم الدين وليس معناه يعني التذوق او بعض الايام تجده ملتزما بالدين وبعض الايام مفرط تارك لا الزم ولهذا قال واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. وشرع من قبلنا شرع لنا ما الم يرد في شرعنا خلافه؟ قال جل وعلا هو برا بوالدتي يعني يخبر عيسى قومه ان الله جعله برا اي بارا بارا بوالدته وآآ البر هو الذي يقوم بالبر فجعله بارا بامه لانه ليس له اب ولكنه كان بارا بامه حق البر آآ محسنا اليها اه لا يقطع رحمه بل يقوم بغاية الاحسان اليها. وبرا بوالدته ولم يجعلني جبارا شقيا. ايضا جل وعلا لم يجعلني جبارا متعظما متكبرا يقتل ويضرب ويظلم الناس ويقهرهم ولم يجعلني شقيا اي عاقا وقيل عاصيا لربه وقيل تاركا لامر ربي فاشقى بذلك وقيل خاليا من الخير وكل هذه الاقوال حق ويصدق بعضها بعض اه يقول ابن كثير ولم يجعلني جبارا مستكبرا في عبادتي عن عبادته وطاعته وبرا بوالدته فاشقى بذلك. وقال سفيان الثوري الجبار الشقي يقبل على الغضب وقال بعض السلف لا تجدوا احدا عاقا لوالديه الا وجدته جبارا شقيا. ثم قرأ وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا قال ولا تجدوا سيء الملكة الا وجدته مختالا فخورا ثم قرأ وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورة اه قال قتادة وهذا يعني اه مرسل لان تابعا تابعيا وليس صحابيا. وهذا ايضا من اخبار بني اسرائيل لكن معناه صحيح الذي صدر من عيسى فاورده كما اورده ابن كثير آآ قال ذكر قال قتادة ذكر لنا ان امرأة امرأة ابن مريم يحيي الموتى ويبرئ الاكمه والابرص في ايات سلطه الله عليهن واذن له فيهن فقالت طوبى للبطن الذي حملك وطوبى للثدي الذي ارظعت به فقال نبي الله عيسى عليه السلام مجيبها طوبى لمن تلى كتاب الله فاتبع ما فيه ولم يكن جبارا شقيا. اذا المدح انما يكون بقدر ما يكون للانسان من الالتزام بالكتاب والسنة فهذا له طوبى وهذا الذي يمدح ويثنى عليه لان فيه اتباع الحق والعمل بالحق آآ قال جل وعلا والسلام علي يوم ولدت. هذا كله اخبار لما سأل قومه امه واشارت اليه آآ اخبر بكل هذه الامور وهذا كما مر فيه بيان اثبات القدر وان الله قد قدر ذلك وفيه معجزة لعيسى ايضا انه في المهد يتكلم ويتكلم بامور غيبية لم تقع بعد وذكر اشياء كثيرة قال والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا. آآ قال آآ الامام الطبري رحمه الله وسلام علي اي والامنة والامنة من الله علي من الشيطان وجنده. يوم ولدت ان ينالوا مني ما ينالون ممن يولد عند الولادة من الطعن فيه. ويوم اموت من هول المطلع ويوم ابعث حيا يوم القيامة ان ينالني الفزع الذي ينال الناس بمعاينتهم اهوالا ذلك اليوم آآ اذا آآ الطبري يقول ان السلام علي يوم ولدت قال المراد به الامن لي من الشيطان ان يطعن في بطني. وهذا الذي ذكره طبري آآ رحمه الله معنى صحيح آآ رواه البخاري روى البخاري عن ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم كل بني ادم يطعن الشيطان في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب في الحجاب والحجاب يعني الجلدة التي تحيط بالمولود وهي ما يسمى المشيمة اذا امنه الله جل وعلا من ان يطعن الشيطان في جنبيه يوم ولد. وحمل الطبري تفسير الاية على ذلك وكذلك كالسلام السلامة والامن له يوم يموت من هول المطلع وفزعه وكذلك حينما يبعث الناس ايضا يكون امنا من الفزع. قال جل وعلا ذلك عيسى ابن مريم. يعني من سبق الاشارة اليه وهذه اخباره. الذي اخبر عن نفسه وما آآ يفعله ولهذا يقول الطبري قال هذا الذي بينت لكم صفته واخبرتكم خبره من امر الغلام الذي حملته مريم هو عيسى ذلك عيسى ابن مريم وذلك مبتدأ وعيسى خبر المبتدأ وعيسى خبره وابن مريم نأتل له ماتوا اللي عيسى وقيل بدل له وقيل خبر بعد خبر اذا ذلك عيسى ابن مريم يعني هذا عيسى ابن مريم الذي قصصت لكم خبره ولكنه اتى بذلك باسم الاشارة الدال على البعيد آآ لبيان علو مكانته فهو من من الرسل من المصطفين الاخيار من اولي العزم قال جل وعلا قول الحق آآ قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو وحمزة والكسائي قول الحق بضم اللام. وقرأ ابن عامر آآ قول بنصب اللام وعلى قراءة الرفع يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو قول الحق. او خبر بعد خبر او بدل واما على قراءة النص فانه يكون منصوبا على انه مصدر مصدر مؤكد لمضمون الجملة او يكون منصوبا على المدح امدح قول الحق قول الحق الحق هنا اه ذكر الامين الشنقيطي فيه قولين فقال المراد بالحق الاول انه ضد الباطل. بمعنى الصدق والثبوت يعني هذا القول صدق حق اي صدق وليس بباطل قال كقوله جل وعلا وكذب به قومك وهو الحق وهو الحق ويدل له في القصة بعينها في ال عمران ان الله قال الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فالحق يعني هذا الحق اذا الحق هنا وصف للقول لقول الله جل وعلا فهذا قول حق اه صدق وثم ذكر القول الثاني ان المراد بالحق هو الله جل وعلا. ذلك قول الحق اي هذا هو قول الله جل وعلا. وآآ الذي يظهر انه لا لا اشكال. فهو قول الله وهو الحق الذي لا مرية فيه. والصدق الذي لا مرية فيه. قال قول الحق الذي فيه يمترون اي يشكون يشكون لانهم يشكون في عيسى ولا يصدقون انه مولود لانه ليس له اب آآ وهذا الشك الذي فيهم اه الذي وقع للمشركين نهى الله جل وعلا عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله او نهى الامة كلهم بقوله ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب اذا لا تشكون في عيسى فادم خلقه اعجب من خلق عيسى فادم مخلوق من غير ام ولا اب مخلوق من تراب فخلقه اعجب ممن خلق من ام دون اب بل حوا خلقها اعجب لانها خلقت من اب من غير ام قال جل وعلا ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه ما كان. قال الامير الشنقيطي رحمه الله هذا التعبير للتنزيه تعبير للتنزيه ونزه الله جل وعلا فيه والمعنى ما يصح ولا يتأتى ولا يتصور في حقه جل وعلا ان يتخذ ولدا كما كقوله جل وعلا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. هذا فيه تنزيه واستبعاد حصوله هذا لان الله جل وعلا لم يلد ولم يولد وما كان للرحمن ان يتخذ ولدا ولا يليق به ذلك لان اتخاذ الولد يدل على النقص ويدل على عدم القدرة ويدل على الحاجة الى الغير والله مبرء من ذلك كله قال ما كان لله يتخذ من ولد سبحانه. تنزيه الله سبحانه انزهه لان التسبيح والتنزيه والتبرئة لله جل وعلا عن كل نقص وعيب على وجه التعظيم والتذلل له جل وعلا. سبحانه اذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكون اذا قضى امرا اي اراد قضاء امر كما قال الامين الشنقيطي قال اي اذا اراد قضاء امر كقوله انما لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. وكقوله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون اذا القرآن يفسر بعضه بعضا. وهذه الاية تفسرها الايات الاخرى. وان المعنى اه اذا قظى امرا يعني اذا اراد وقوع امر انما يقول له كن فيكون. لانه جل وعلا على كل شيء قدير. ولا يعجزه شيء. وهذا فيه رد على الذي يشكون في ولادة عيسى ويزعمون انه اله او يتهمون امه بالزنا فقال الله اذا اراد امرا وقضى امرا قال له كن فيكون. فاراد وجود عيسى من غير اب فكان عيسى كما مر معنا بالامس ان جبريل نفذ في جيب درع آآ مريم فولدت نفخته في فرجها فقال الله كن فكان عيسى وهذا ايضا يمكن ان يضاف الى ما سبق ان اشرنا اليه وهو انه لا بد من يعني لابد من الاخذ بالاسباب. ولهذا الله جل وعلا قادر على ان يخلق من دون ان ينفث. جبريل ومن دون ان يرسل جبريل ولكن آآ جل وعلا جعل لذلك سببا. ولذلك فالعاجز الذي لا يدري العاقبة عليه الاخذ بالاسباب واقصد بذلك بني ادم اذا ارادوا امرا لابد ان يتخذوا الاسباب الموصلة اليه وهذا من التوكل وعدم ذلك من التواكل قال جل وعلا هو ان الله ربي وربكم هيقول لهم يا نبينا ان الله جل وعلا ربي وربكم انتم بانه رب الخلق اجمعين. الحمد لله رب العالمين فهو رب الخلق كلهم وهو الذي يربيهم بنعمه ويربيهم من حال الى حال فاعبدوه وحدوا اخلصوا له العبادة. اياك نعبد واياك نستعين. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اي فخصوه في العبادة بالعبادة وافردوه بالعبادة آآ هذا صراط مستقيم هذا اي عبادته وحده لا شريك له وافراده بالعبادة صراط مستقيم وهو الصراط الذي قال جل وعلا فيه اهدنا الصراط المستقيم. طريق لا اعوجاج فيه هو الطريق الموصل الى الله جل وعلا طريق الانبياء طريق الرسل طريق الحق قال جل وعلا فاختلف الاحزاب من بينهم. الاحزاب جمع حزب والمراد بهم الفرق من اليهود والنصارى. فاختلف الاحزاب من بينهم في امر عيسى مع نزول القرآن ووضوح بيانه فهم اختلفوا قبل نزول القرآن وبعد نزول القرآن فاليهود يقولون ان عن عيسى عليه السلام انه ابن زنا ابن امرأة زانية تعالى الله عما يقولون واخزاهم واذلهم اخز اليهود واذلهم والنصارى منهم من يقول انه ابن الله ومنهم من يقول هو الله ومنهم من يقول هو ثالث ثلاثة اذا اختلف الاحزاب وتفرقوا في عيسى في مقولتهم فيه. فمنهم من غلا وهم النصارى ومنهم من جفى وهم اليهود بينما اعتدل المسلمون فقالوا هو عبد الله ورسوله. فهو عبد لا يعبد وليس له حق في العبادة ولكنه ليس كسائر العبيد بل هو ممن اختصه الله واصطفاه بالرسالة يطاع ويتبع عليه السلام. قال جل وعلا فاختلف الاحزاب من بينهم ثم قال فويل فويل للذين كفروا. فويل اي فهلاك وخسار. لان الويل بمعنى الهلاك هو الخسارة. وقيل انه واد في جهنم. لكن الاظهر المراد به الهلاك والخسار فويل للذين كفروا. وهذا دليل على ان كلا القولين كفر بالله. من زعم انه ابن الله او يعني قول النصارى القولين قول النصارى وقول اليهود. فاقوال النصارى الثلاثة سواء قالوا قولهم الابن او انه وشريك او انه ثالث ثلاثة هذا كله كفر لانه تكذيب للقرآن وقول اليهود بانه ابن امرأة زانية ايضا تكذيب للقرآن بان من ان الله خلقه من غير اب فهذا كله كفر ولهذا قال فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم. من مشهد يوم عظيم. مشهد يوم العظيم يعني من من شهود ذلك العظيم. ذلك اليوم العظيم. فانهم سيشهدون القيامة وسيحضرون ذلك المشهد وهو يوم يبعث الله الناس جميعا ويوقفهم بين يديه فويل الهلاك والخسار لهم من مشهد ذلك اليوم وشهوده له لانه جل وعلا سيجازيهم لانه يوم عظيم يبتلى فيه الخلائق ويجازون على اعمالهم اه اهل اهل الاصلاح واهل الاعمال الصالحة يجزون باعمالهم الصالحة. واهل الشر والكفر يجزون باعمالهم الكفرية ففريق في الجنة وفريق في السعير اه ثم فقال جل وعلا اسمع بهم وابصر. يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ظلال مبين. اسمع بهم وابصر آآ قال الطبري آآ قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن الكفار انهم يكونون اسمع شيء وابصره يعني يوم القيامة كما قال تعالى ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا في نون ان يقولون ذلك حين لا ينفعهم ولا يجدي عنهم شيئا ولو كان هذا قبل معاينة العذاب لكان نافعا لهم ومنقذا من عذاب الله. ولهذا قال اسمع بهم وابصر. اي ما اسمعهم وما ابصرهم. نعم اسمع وابصر صيغة تعجب. ولهذا يقول الامين الشنقيطي اي ما اسمعهم وابصارهم يوم قيامة نعم او او هذا هو المعنى ما اسمعهم وما ابصرهم يوم القيامة قال الامير الشنقيطي اسمع وابصر صيغة تعجب اي ان اي ان الكفار يوم القيامة يسمعون ويبصرون الحقائق التي اخبرتهم بها الرسل سمعا وابصارا عجيبين. وانهم في دار الدنيا في ظلال وغفلة لا يسمعون نعم هم كانوا يسمعون ويبصرون. لكن صم عن سماع الحق الذي ينفعهم عمي عن اتباع الحق. لكن يوم القيامة تتجلى فما اسمعهم وما ابصرهم ولكن ذلك حين لا ينفعهم. قال لكن الظالمون اليوم في ظلال مبين. لكن الظالمون اليوم آآ يعني في الدنيا اليوم في الدنيا في الحياة الدنيا اه في ظلال مبين اه هذا السمع وهذا البصر وتبين الامر هذا في الاخرة حين لا ينفعهم. لكن اليوم هم في ظلال مبين ظلال على الحق بين واظح لا يسمعون الحق سماع الانتفاع ولا يبصرون الحق سماع الاتباع. كما قال جل وعلا صم بكم عمي فهم لا يرجعون. ليس المعنى انهم لا يسمعون ولا يبصرون لا لكن صم عن سماع الحق وبكم عن النطق به وعمي عن رؤيته واتباعه ولهذا قال لكن الظالمون اليوم في ظلال مبين. ثم قال وانذرهم يوم الحسرة آآ انذرهم يا نبينا والانذار هو الاعلام بموضع المخافة وقيل هو الاعلام المقترن بالتهديد. اي انذر الناس يوم القيامة آآ لشدة ندم الكفار فيه على التفريط. بل قد يندم بعض المؤمنين على ما كان منهم من التقصير. قاله الامين الشنقيطي في اضواء بيان والحسرة اه قال الامين الشنقيطي رحمه الله الحسرة اشد الندم. اشد الندم والتلف على الشيء الذي فات ولا يمكن تداركه. اذا انذرهم يوم الحسرة وهو يوم القيامة يوم القيامة يوم يتحسرون ويندمون اشد الندم على عدم الايمان لكن لا ينفعهم ذلك ليس عندهم الا التحسر والتندم لانهم لا يستطيعون العمل لكن الان يستطيعون العمل ويوم القيامة انما هو الجزاء. وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة. وهم لا يؤمنون. قضي الامر وقامت الساعة وحكم الله جل وعلا على عباده وهم في غفلة في الدنيا عن هذا وسهو وعدم عمل به. وهم لا يؤمنون والذي حملهم على هذه الغفلة عدم الايمان. بما جاءت به الرسل. ثم قال جل وعلا ان نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون. انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون. قال الطبري آآ في بيان هذا آآ يعني بنى هذه الاية انا نحن نرث الارض ومن عليها وان يرجعون قال لا يحزنك تكذيب اه المشركين لك يا محمد فيما اتيتهم به من الحق فان الينا مرجع مرجعهم ومصيرهم ومصير جميع الخلق غيرهم ونحن وارث الارظ ومن عليها من الناس بفنائهم فيها وبقائها لا مالك لها غيرنا ثم علينا جزاء كل عامل بعمله عند مرجعه الينا. اذا هذا معنى نرث الارض ولهذا يقول ابن كثير يخبر تعالى انه الخالق المالك المتصرف وان الخلق كلهم يهلكون ويبقى هو تعالى وتقدس ولا احد يدعي ملكا ولا تصرفا بل هو الوارث لجميع خلقه. والباقي بعدهم الحاكم فيهم فلا تظلم نفس شيئا ولا جناح بعوضة ولا مثقال ذرة وهذا جاء في ايضا في حديث اخر ان الله جل وعلا يمسك السماوات ويطيهن ويقول انا الملك انا الجبار اين الملوك نعم هو الذي يرثه الارض ومن عليها لانه هو الباقي وغيره آآ هالك آآ واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد