الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة مريم وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا وان منكم الا واردها وان منكم ايها الناس الا واردها اي الا وارد النار وكان ذلك على الله جل وعلا حتما مقضية اي امرا محتوما لابد منه مقضيا قد قضاه الله جل وعلا في الازل فلا بد من وقوعه لا محالة وقد اختلف العلماء في قوله الا واردها وقد حكى الامين الشنقيطي اربعة اقوال فيها وحكى ابن رجب في كتابه عن النار خمسة اقوال والاقوال التي حكاها الطبري التي حكاها الامين الشنقيطي هي الاول ان المراد بقوله الا واردها المراد بالورود هو الدخول هو دخول النار والمعنى وان منكم الا داخلها والقول وهذا القول قال به ابن عباس وجمع من التابعين ورجحه القرطبي والامين الشنقيطي بل قال الالوشي في تفسيره هو قول جمهور المفسرين ويستدل لهذا القول بما جاء ان ابن عباس جاءه نافع بن الازرق فسأله عن هذه الاية فقال ابن عباس الورود الدخول فقال نافع لا فقرأ ابن عباس انكم وما تعبدون من دون الله حصبوا جهنم انتم لها واردون. وردوا ام لا وقال يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار. اورد هو ام لا ثم قال ابن عباس اما اما انت اما انا وانت فسندخلها تنظر هل نخرج منها ام لا؟ وما ارى الله مخرجك مخرجك منها بتكذيبك. فضحك نافع. نافع ابن الازرق اه هو رئيس فرقة الازالة من الخوارج وكان من تلامذة ابن عباس فانقلب عليه صار يطعن فيه ويعيب عليه ان يفسر القرآن ويقول هذا الذي يفسر القرآن برأيه وله سؤالات اوردها على ابن عباس فاجاب عنها ابن عباس في مجلس واحد وذكرها السيوطي في الاتقان وطبعت رسالة منفردة سؤالات نافع بن الازرق لابن عباس وزيد فيها ونقص قيل مئتي مسألة وقيل اربعين مسألة وقيل غير ذلك وكلها كان يسأل ابن عباس لانه كان يعيب على ابن عباس انه يفسر القرآن برأيه فيقول له انت هل تعرف العرب هذا في كلامها؟ هل تعرف العرب هذا في كلامها ومنها انه قال عزيم هل تعرف العرب عزينة في كلامها فقال ابن عباس نعم اما سمعت قول القائل وجاؤوا يهرعون اليه حتى يكونوا حول منبره عزينة قال وابتغوا اليه الوسيلة هل تعرف العرب الوسيلة في كلامها؟ قال ابن عباس نعم اما سمعت قول الشاعر ان الرجال لهم اليك وسيلة ان يخطبوك تجملي وتخضبي واورد عليه اربعين مسألة وبعضهم يقول مئتي مسألة وكلها يفسرها ابن عباس ويقول نعم تعرف هذا العرب في كلامها يعني هذا الذي جاء في القرآن تعرفه العرب من كلامها ويورد على ذلك بيتا من الشعر و ايضا جاء عن ابن عباس نحو ذلك لكن يعني مع كلامه مع نافع ابن الازرق لكن بعض اهل العلم يتكلم بهذا الاسناد يقول ان الاسناد فيه ضعف فلا يثبت عن ابن عباس وقد قال ابن جريج الورود الذي ذكره الله في القرآن الدخول وليردنها كل بر وفاجر ثم قال في القرآن اربعة اربعة اوراد فذكر الايات فاوردهم النار حصبوا جهنم انتم لها واردون ونسوق المجرمين الى جهنم وردا وقوله وان منكم الا واردها من قالوا هذا بمعنى الدخول وهذا القول اختاره الامين الشنقيطي رحمه الله ودافع عنه ووجهه ودافع تعرض لاقوال الادلة الاخرى. والقول الثاني ان المراد بالورود هنا هو المرور على الصراط. وهذا قال به ابن مسعود الحسن وعبدالرحمن بن زيد بن اسلم ورجحه شيخ الاسلام ابن تيمية والطحاوي وابن القيم والطحاوي وابن رجب ومن المعاصرين شيخنا الشيخ ابن باز وشيخنا الشيخ ابن عثيمين وغيرهم وهو الاظهر والله اعلم. بدلالة السنة بدلالة السنة و من الادلة الواردة في ذلك ما رواه الامام احمد والترمذي بسند قال عنه الترمذي حسن وصححه الالباني في الصحيح وفي صحيح الترمذي عن ابن مسعود في قوله وان منكم الا واردها قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يرد الناس النار اه كلهم ثم يصدرون عنها باعمالهم وجاء في بعض روايات الحديث وهي صحيحة ايضا يرد الناس جميعا الصراط وورودهم قيامهم حول النار ثم يصدرون عن الصراط باعمالهم فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل مثل الريح ومنهم من يمر مثل الطير ومنهم من يمر كاجود الخيل ومنهم من يمر كاجود الابل ومنهم من يمر كعدو الرجل حتى ان اخر مرا رجل نوره على موضعي ابهامه على موضع ابهامي قدميه يمر يتكفأ به الصراط والصراط دحض مزلة عليه حسك كحسك القتاد القتاد نبات معروف ذو اشواك حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس وذكر تمام الحديث وهذا الحديث صحيح الاسناد وله شواهد في الصحيحين كما قال ابن كثير وله شواهد في الصحيحين وغيرهما من رواية انس وابي سعيد وابي هريرة وجابر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم. ومحل الشاهد هنا انه قال يرد الناس جميعا الصراط. وقال ويرد الناس النار كلهم ثم يصدرون عنها باعمالهم. ثم ذكر ان منهم من يمر مثل الريح ومثل البرق منهم من يكون كاجاويد الخيل وهكذا قالوا ومما يدل عليه ايضا ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال اخبرتني ام بشر وهي صحابية جليلة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة لا يدخل النار ان شاء الله من اصحاب الشجرة احد الذين بايعوا تحتها اهل بيعة الرضوان لا يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة قالت حفصة قلت بلى يا رسول الله قالت فانتهرها قالت بلى يدخلون فانتارها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اليس الله يقول وان منكم الا واردها يعني هنا فهمت ان الورود الدخول والنبي صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل الجنة احد ممن بايع تحت الشجرة لن يدخل لن يدخل النار بل كلهم يدخلون الجنة. وكان عددهم الف واربع مئة شخص رضي الله عنهم وارضاهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة فانهم كلهم من المبشرين بالجنة. وهذا دليل على ان المبشرين بالجنة كثر وليسوا هم العشرة ولكن العشرة جاءوا في حديث واحد فاهل بيئة الرضوان كلهم من اهل الجنة وهم الف واربع مئة. الف واربع مئة صحابي قال فقالت حفصة يا رسول الله اليس الله يقول وان منكم الا واردها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله عز وجل ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جهيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا وقد تكلم على هذا الشيخ الاسلام في درء تعارض العقل والنقل وفي منهاج السنة وفي الجواب الصحيح من بدل دين المسيح ووجهه بهذا التوجيه بانها ظنت انه ان هذا دخول ان الورود دخول فاحتجت عليه او اعترظت على النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لن يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة فبين لها النبي بل انتهرها على هذا الفهم لما قالت يدخلون ثم بين او احتج باخر الاية فدل على ان المراد هنا هو الورود وليس الدخول قالوا وهو المرور على الصراط لانه يوم القيامة كما في الاحاديث في الصحيحين وفي غيره وفي غيرهما ينصب الصراط على متن جهنم. الجسر ويمر الناس عليه فيكون سرعة مشيهم على حسب اعمالهم الصالحة فمنهم من يمر كخطف البصر ومنهم كالريح منهم كالبرق منهم كاجاويد الخيل منهم من يحبو حبوا منهم من يخطف ويكردس ومنهم من يخطف وينجو اذا الورود هو المرور من فوق جهنم على الجسر وعلى الصراط فيعبر المؤمنون وهذا هو الورود. عبورهم على الصراط والسنة تفسر القرآن وتبينه والا فالقول الاول قول وجيه انه قد جاء ما يدل على ان الورود يأتي بمعنى الدخول لكن لما جاءت السنة مبينة لا قول لاحد لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل له لتبين للناس ما نزل اليهم. فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا فيجب المصير الى بيانه صلى الله عليه واله وسلم والقول الثالث ان الورود المذكور هو الاشراف عليها والقرب منها والقول الرابع ان الورود هو حظ المؤمن من ذلك الورود هو حر الحمى في دار الدنيا يعني انه ما يصيبه لان كما جاء في الحديث الحمى من فيح جهنم وجاء في الحديث انها حظ المؤمن من النار فقالوا هذا هو المراد الورود انه ينال حظه من نصيبه من الحمى و هذا القول فيه شيء من البعد يعني هو ابعد الاقوال عن دلالة الاية وان كان ابن القيم او غيره من اهل العلم وجهوه بان المراد ان المسلم اذا اصابه حر جهنم ان هذا يكون سببا لتخفيف ذنوبه واثامه فيمر على الصراط لانه جاء في الحديث ان الله تعالى يقول هي ناري اي الحمى اسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الاخرة والاظهر والله اعلم هو القول الثاني وان المراد وان منكم الا واردها هو المرور او الورود هو المرور على ظهر الصراط منصوب على متن جهنم لكن المؤمنين يمرون وينجون ومن المؤمنين من يخدش ويرمى في جهنم والكفار كذلك في نار جهنم ولكن مع ذلك يبقى انه يجب على الانسان الخوف كم تلون هذه الاية وكم قرأناها وما وقفنا عندها كما وقف عبدالله ابن رواحة رضي الله عنه فقد اخرج عبد الرزاق عن قيس ابن ابي حازم قال كان عبد الله بن رواحة واضعا رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك؟ قالت رأيتك تبكي فبكيت قال اني ذكرت قول الله عز وجل وان منكم الا واردها فلا ادري انجو منها ام لا وفي رواية كان مريظة واخرج ابن جرير الطبري بسنده عن ابي ميسرة انه انه اذا اوى الى فراشه قال يا ليت امي لم تلدني ثم يبكي فقيل ما يبكيك يا ابا ميسرة فقال اخبرنا ان والدوها ولم نخبر انا صادرون عنها وقال عبد الله بن مبارك عن الحسن البصري قال قال رجل لاخيه هل اتاك بانك والد النار؟ قال نعم قال هل اتاك انك صادر عنها؟ قال لا قال ففيم الضحك قال فما رؤي ضاحكا حتى لحق بالله جل وعلا. الحاصل ان الانسان لابد اذا قرأ مثل هذه ان يتذكر ما امامه وانه لابد ان يرد النار ولابد لابد لكن هل ينجو منها ويتجاوز ام لا لان الله سبحانه وتعالى اخبر عن الناجين فقال ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثية ننجي الذين اتقوا اي نخلصهم الذين اتقوا المتقون الذين جعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه فالتزموا بدين الله ولم يعصوه قال ونذر الظالمين فيها جثيا ونذر اي ونترك الظالمين وهم الكافرين هم الكافرون لان المراد الظلم الاكبر ان الشرك لظلم عظيم فيها جثية اي جثيا على ركبهم وبروكا باركين على ركبهم كما مر معنا في الايات الماضيات تقرير تقرير الجثي وانه الجثي على الركب او على رؤوس اصابع القدمين فالحاصل انهم يرمون في النار ويكوننا ويكونون جثا من جذى جهنم ولا يخرجون منها وقوله جل وعلا ثم ننجي قرأ الكسائي ثم نن جي باسكان النون الثانية مع تخفيف الميم ثم ننجي وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم بفتح النون الثانية ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جيفية ثم قال سبحانه وتعالى واذا تتلى عليهم اياتنا قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا بهذه الايات يخبر الله جل وعلا انه اذا تليت وقرأت اياتنا ايات الله ايات القرآن والايات البينات الواضحات التي تدل على الحق وعلى وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة وتحريم الشرك وعبادة الاصنام قال الذين كفروا كفار قريش وغيرهم هذه سنة الكفار قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا اي الفريقين نحن وهم انتم احسن مقاما والمقام منزل منزلا او دارا او سكنا كلها عبارات وهي بمعنى وهم يحتجون على ما هم فيه في الدنيا فيقول اينا خير مقاما؟ اينا احسن دار الان واحسنوا عيشة نحن ام انتم ومن احسن نديا والندي هو المجلس مجلس القوم الذي يتنادون فيه ويتنادمون فيه ناديهم فهم يقولون هذا على سبيل ان مقامنا خير من مقامكم ومجلسنا خيرا من مجلسكم وانتم تتخفون وتستترون وضعفاء لان اتباع الانبياء هم الضعفاء فهم يريدون ان يحتجوا بهذا على انهم هم على الحق انهم على الحق وانتم على الباطل ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن الكفار حين تتلى عليهم ايات الله ظاهرة الدلالة بينت الحجة واضحة البرهان انهم يصدون ويعرضون عن ذلك ويقولون عن الذين امنوا مفتخرين عليهم ومحتجين على صحة ما هم عليه من الدين الباطل بانهم خير مقاما واحسن نديا اي احسن منازل وارفع دورا واحسن نديا قال وهو مجمع الرجال للحديث مجلس مجلسهم الذي يجلسون فيه ناديهم الذي يجتمعون فيه قال وهو مجمع الرجال للحديث اي ناديهم اعمر واكثر واردا وطارقا يعنون فكيف نكون ونحن بهذه المثابة على باطل احسنوا دورا منكم واحسنوا منازل وايضا احسن نديا نادينا ومجلسنا اعمر من مجلسكم واكثر واردا وطارقا اكثر اناس واكثر جماعة واكثر جلساء فكيف نكون ونحن بهذه المثابة على باطل واولئك الذين هم مختفون مستترون في دار الارقم من ابي الارقم ونحوها من من الدور على الحق يقصد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لانه في اول الامر كانت دعوة سرية لينجو من تعذيب قريش قال ابن كبير كما قال تعالى مخبرا عنهم وقال الذين كفروا للذين امنوا لو كان خيرا ما سبقونا اليه وقال عن قوم نوح انؤمن لك واتبعك الارظ نون وقال تعالى وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ اليس الله باعلم بالشاكرين قال ابن كثير ولهذا قال تعالى رادا على شبهتهم. وكم اهلكنا قبلهم من قرن ايوة كم من امة وقرن من المكذبين قد اهلكناهم بكفرهم هم احسن اثاثا ورئيا نعم كم اهلكنا من القرون من قبل هؤلاء الكفار الذين كانوا على شاكلة هؤلاء الكفار والذين كانوا يفتخرون باموالهم واولادهم ومجالسهم ويحتقرون المؤمنين ويصفونهم بالاوصاف الذميمة قال الله جل وعلا كم اهلكنا وكم هنا للتكثير؟ وقد اهلك الله امما لا تحصى وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا ذاك القرن تلك القرون التي اهلكناها احسنوا اثاثا من كفار قريش والاثاث تدور عبارات السلف على ثلاثة امور. ومنهم من قال الاثاث كما قاله مجاهد قال الاثاث هو المال اكثر معنى اكثر مالا اي اثاثا اي مالا قال بعض السلف الاثاث هو المتاع وقال بعضهم هي الثياب فالله جل وعلا يقول اهلكنا من هم اكثر من قريش اثاثا اموالا ثيابا وامتعة عندهم متاع في الدنيا. متاع كثير. ولكن اهلكناهم وما اغنى ذلك عنهم من شيء ورئيا الرؤية ايضا فيها قولان فقال بعض السلف الرؤيا المنظر احسن منظرا منهم احسن منظرا منهم واجمل واحسنوا اجساما وقيل رئيا اي صورا كما قال الحسن البصري والقول الاول ان المراد به المنظر هو قول ابن عباس ومجاهد وغير واحد والحسن يقول هي هو يعني الصور اذا الله جل وعلا يهددهم ويقول انتبهوا كم اهلكنا قبلكم من القرون الذين هم هم احسنوا اثاثا منكم واكثر مالا ومتاعا وثيابا ومقتنيات وكذلك هم احسن رئيا منكم. احسنوا منظرا واحسن صورا واطول اجساما الى غير ذلك. اذا ما نفعهم ذلك اهلكهم الله جل وعلا وما نفعهم هذا الشيء فلما انتم تحتجون بانكم على الحق بان بانكم خير مقام وخير دور ومساكن من اصحاب محمد وانكم خير مجلس فهذا ليس دليل على الحق وقوله ورؤيا قرأ نافع وابن عامر وريا بالياء المشددة والباقون قرؤوها بالهمز ورئيا قال جل وعلا قل من كان في الضلالة فليمد له الرحمن مدا قل من كان اي قل لهم يا نبينا من كان منا في الضلالة فليمد له الرحمن مد. وهنا قال فليمدد بصيغة الامر لكن الامر كما قال اه الشنقيطي مدا اي مد له الرحمن يعني امهله واملى له في العمر فاخرج فاخرجه على لفظ الامر ايذانا بوجوب ذلك. قال فليمدد ولا المراد فسوف يمد له لكن اتاه اتى بصيغة الامر قال ايذانا بوجوب ذلك وانه مفعول لا محالة. كالمأمور به الممتثل لتنقطع معاذير الظال. فلا يبقى له عذر وقال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الاية قل من كان في الضلالة فليمد له الرحمن مدا قال من كان في الضلالة جائرا عن طريق الحق سالكا غير سبيل الهدى فليمدد له الرحمن مدا يقول فليطول له فليطول له الله في ضلالته وليمله فيها املاء ونحوه قول قتادة قال فليمد له الرحمن مدا اي فليدعه في طغيانه قال حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانه واظعف جنده حتى اذا رأوا ما يوعدون قال الطبري ومن كان منا ومنكم في الضلالة فليمدد له الرحمن في ضلالته الى ان يأتيهم امر الله اما عذاب عاجل او يلقوا ربهم عند قيام الساعة فيجازيهم على اعمالهم حتى اذا رأوا ما يوعدون وهو اما العذاب. وهم يوعدون العذاب العاجل وكذلك آآ الساعة وقيام الساعة ساعة ادهى وامر يوعدون عذابا في الدنيا مع ما يدخر لهم في الاخرة بل حتى اذا رأوا اي الكفار ما يوعدون عند الله عز وجل من العذاب اما العذاب واما الساعة قيام الساعة فسيعلم من هو شر مكانه واظعف جندا. جندا عند ذلك يعلم من هو شر مكانه من هو شر منزلا؟ لانهم هم افتخروا احسنوا مقاما وايضا قالوا واحسن نديا جماعة في مجلسنا كثر فقال الله عز وجل سيعلمون حين يرون العذاب او عند قيام الساعة من هو شر مكانها؟ من هو الذي في المكان الذي فيه العذاب والنكال ما احتجوا به بان مقامهم ومنزلهم خير ما يغني عنهم شيء لا ينفع الا الايمان ولهذا هذه المجالس التي كانوا فيها سيعقبهم الله شر مكان يعذبهم فيه ويضيق عليهم واضعف جندا يعلمون من هو اضعف من هو الاضعف جندا لانهم الان احتجوا قالوا احسن ندية اكثر ناديا ومجلسا واناس يغشون هذا فيوم القيامة يتبين لهم من هم من هو الاضعف جندا؟ هو واتباعه في النار؟ في الاغلال والانكال والسلاسل. لا عنهم شي ولا يدفعون عن انفسهم شيئا. وهذا كله على سبيل التهديد والتخويف. ثم قال جل وعلا ويريد ويزيد الذي ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. هذا فيه دليل على زيادة الايمان. قال ابن كثير لما ذكر تعالى امداد من هو في الظلالة فيما هو وفيه وزيادته على ما هو عليه اخبر بزيادة المهتدي هدى. كما قال تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول اي زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرظ فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون. نعم. الجزاء من جنس العمل. والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. فيزيد الله الذين اهتدوا هدى الحسنة تنادي باختها والسيئة تنادي باختها. وهذا دليل على زيادة الايمان. ثم قال والباقيات الصالحات خير عند ربك مقاما خير عند ربك ثوابا. وقد مر بيان الباقيات الصالحات في سورة الكهف وانها تشمل كل عمل صالح. ويدخل فيها ما جاء في الاحاديث التي فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله. هن الباقيات الصالحات فهي من من الباقيات الصالحات من الاعمال الباقية التي ما تفنى وتحفظ بل تحفظ في صحيفة العبد وينظر اليها وتسره يوم القيامة. وهن صالحات ليست سيئات ولا ذنوب خير عند ربك ثوابا اي خير عند ربك جزاء. وخير مردا. قال ابن كثير اي خير عاقبة ومردا على صاحبها. يوم يرد الى الله تكون خيرا له. فينعم بهذا بهذه الاعمال الصالحة. ولهذا جاء في الحديث الصحيح احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا لا اله الا الله والله اكبر وهي خير ثوابا وخير مردا وهي خير في الدنيا والاخرة ففي الدنيا تطمئن بها القلوب وتنشرح بها النفوس. وفي الاخرة يجد العبد ثوابا عظيما عند الله سبحانه وتعالى. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد